رواية شقة البخاري الفصل السابع 7 بقلم اسماعيل موسي


 رواية شقة البخاري الفصل السابع 7 بقلم اسماعيل موسي


#شقة_البخارى


               ٧

وانا رايح الشغل كل يوم الصبح بلاقى على السعدى غفير العماره قاعد على دكه جنب المدخل قدام غرفته، ماسك سبحه بيذكر الله، وعلى ما اتذكر عند عودتى من العمل بيكون مكانه خالى، وفى غرفته المفتوحه، الهره البيضاء ذات الشعر الناعم.

صباح الخير يا عم على...

صباح الخير يا استاذ احمد

فى صوت على السعدى نبره تذكرك بأيام الأجداد، وعلى وجهه ابتسامه خاطفه مسروقة من جنازة ميت.

وانا فى العمل فكرت اقابل البخارى، مش عارف ليه جه على بالى وشغل جزء من تفكيرى وانا كده كده رايح مشوار قرب سور الازبكيه وبالمره اسلم علية.







لأنى عارف مكانه مشيت على طول وسط الباعه ورائحة الكتب ومحبى القراءه، ناس مش من شبهى حتى لوكان لى أربعين نسخه..

البخارى مكنش موجود، وعلى النصبه بتاعته مكنش فيه طفل صغير ولا حاجه، كان راجل مسن بلحيه جميله بيقراء كتاب

قربت منه، لو سمحت ممكن اسأل حضرتك سؤال؟

اتفضل يا ابنى...

انا مره اشتريت كتاب من شخص اسمه البخارى كان قاعد على كومة الكتب دى

مفيش شخص اعرفه اسمه البخارى من الى بيبيعو الكتب، لكن لو كان فيه حاجه اقدر اساعدك فيها مش هتأخر

قلت، الصراحه كنت استعرت منه كتاب وعايز ارجعه، خلقت اول كدبه جت فى بالى عشان مظهرش مريب

مفيش انسان قاريء حقيقى ممكن يعير كتابه لشخص تانى

الكتاب زى الزوجه يا استاذ مستحيل تفرط فيه لشخص تانى

لو كان اداك الكتاب يبقى مش عايزه

طيب سؤال تانى معلهش استحملنى شويه، هو انت عندك طفل بيقف على فرشتك بعد ما تروح؟

لا يا استاذ انا بس إلى بقف على فرشتى، معنديش اولاد ذكور ربنا اكرمنى بتلت بنات زى الفل كلهم فى الجامعه...

قدمت شكرى للرجل على صبره وتفهمه وانا راحل همس

لو مش عايز الكتاب ابقى هاتو يا استاذ انا بحب الكتب

قلت ان شاء الله حاضر واخدت بعضى ومشيت، فى المقهى مكنش حد يعرف البخارى على سور الازبكيه محدش يعرفه ولا شافه، كملت سور الازبكيه كله فكرت يمكن البخارى غير مكانه، أصله مش معقول شخص يختفى من مكان عمله فجأه كده، ملقتش البخارى، ركبت المترو ورجعت على البيت

مريت على غرفة على السعدى الفاضيه ومعرفش ليه دخلت الغرفه المفتوحه وانا بهمس هو الراجل ده مش بيخاف حاجه تسرق من غرفته؟

القطه كانت قاعده على السرير بتبص عليه وانا داخل، عاينت الغرفه بسرعه ولأنى مش من محبى القطط اكتفيت بلمسه على ضهر القطه،القطه إلى معجبهاش تحرشى بيها قفزت بعيد عنى وسابت جوايا رعشه، ملمس القطه كان بارد وغريب

ونظرتها تشى بتحفز غير معلن.


فتحت باب الشقه ومن غير ما ابص على الصور  مشيت على صوت سماح إلى كانت بتغنى ومن فتح باب يسيده

غريبه الاغنيه دى يا سماح انا معرفهاش

دى اغنيه كانت موجوده فى الكتاب يا احمد ودايما كلماتها بتدور داخل عقلى

الأغنية بتقول ان إلى يفتح باب لازم يكون عنده القدره يغلقة

وان كل باب بيفتح حكايه داخلها تفاصيل كتيره

وان فيه حكايات من المستحب اننا منسمعهاش

ورغم انه كلام عادى الا انى حسيت بقلق، ليه كل حاجه داخل الشقه وجوه الكتاب بتتكلم عن غرفه وأبواب

حتى الصور الى انا مش عارف حكايتها ايه بتشير تجاه باب الغرفه المغلق ولأول مره يروادنى فضول ملح ليه الغرفه دى مغلقه وممنوع حد يقرب منها؟

مستحيل يكون داخلها فلوس أو اثار او دهب ومن رابع المستحيلات العقليه ان يكون داخلها تحف او اثاث ومقتنيات بتحمل ذكرى لدى صاحب الشقه، أمحتمل يكون داخلها جثه متعفنه؟ جريمة قتل فى الحى الهادئ؟

شارد ليه يا احمد؟ همست سماح لما طال سكاتى وسهادى

بعفويه سألت سماح انتى فتحتى الغرفه دى يا سماح؟

لا، مفتحتهاش يا أحمد، رغم ان فكرة وجودها مغلقه مريبه داخل عقلى، فى كل مره بقرب منها بأتذكر انك اديت الرجل وعد واحنا مش ممكن نكسر وعدنا رغم انى اول امس فى طريقى تجاه الحمام كأنى لمحت ظل بيتحرك تحت الباب







ظل ايه بس يا سماح؟ كيف شخص يعيش دون اكل او طعام او حمام الفتره دى كلها؟

ما انا عارفه يا احمد وفاهمه، هو بس العقل بيحب يخلق مبررات للحجات العصيه على الفهم


طيب ايه رأيك نفتحها ولا مين شاف ولا مين درى؟

فى الأول كانت عندى رغبه افتحها لكن بعد ما قرأت الكتاب الرغبه دى اختفت يا احمد

انا عارفه ان الممنوع مرغوب لكن لازم نحارب رغبتنا فى الاقتراب من حاجه متخصناش

سامح انتى كلامك غريب ومخيف ليه كده دى مجرد غرفه وقربت من الباب...

مش مخيف ولا حاجه لكن دى حاجه احنا وافقنا عليها وكانت من شروط تأجير الشقه ولازم نلتزم بيها

احمد اياك تفتح الغرفه بعد اذنك بنبره آمره اردفت سماح وقلق بادى فى عيونها

حطيت ايدى على مقبض الباب ومش فى نيتى افتحه، سماح مش شايفه انها غريبه شويه ان غرفه مهمه عند صاحب الشقه وشرطه ان محدش يفتحها ولا يدخلها مش عليها قفل معدنى؟ مجرد مقبض باهت عفى عليه الزمن؟

بعدين ايه النقوش الغريبه دى؟

دى نقوش تركمانية وجرمانيه انا اتأكدت منها...

استدرت فى مواجهة سماح يعنى انتى لاحظتيها قبل كده؟

انا محبوسه بين أربع جدران ومش بخرج من الشقه عايزنى اعيش مع حاجه مش فاهماها ازاى؟

لكن النقوش والرسومات دى مريبه وغريبه جدا صح

صناع الابواب القديمه وأصحاب الحرف بيكون عندهم مهاره بيعبرو عنها فى رسم الأخشاب، حاجه عاديه يعنى

سيبك بقا من الغرفه والباب وتعالى ساعدنى فى الغدا

شباك الشقه انفتح، دخل منه ريح جامد جعلت أوراق الكتاب تتقلب وفجأه ثبت

قفلت الشباك بسرعه وانا راجع بصيت بطرف عينى على صفحة الكتاب كان رقمها ٩٩

                   

                 الفصل الثامن من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا    

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×