رواية شقة البخاري الفصل السادس 6 بقلم اسماعيل موسي


 رواية شقة البخاري الفصل السادس 6 بقلم اسماعيل موسي


#شقة_البخارى

              

   ٦


اول ما رجعت الشقه عملت نفسى شيرلوك هولمز، جبت كرسى ووقفت قدام الصوره اعاين التفاصيل فيها، وابهر سماح بثقافتى، وسماح بتضحك ومنتظره تعليقاتى الخايبه والغير موضوعيه، لكن الحقيقه انى انا اتسمرت قدام اللوحه

لدى ذاكره حديديه وكل الكلام إلى قالته سماح امبارح او معظمه مكنش موجود، الصوره ادت نمط جديد وكشفت عن اختلافات غير

مالك ساكت ليه يا دافنشى خاطبتنى سماح بسخريه؟

قولت هو انتى شوفتى الصوره دى النهرده؟

سماح قالت لا انت قولت متشغليش بالك، قلت تمام ماشى

وبصيت على خط البصر إلى كان مصوب تجاه الغرفه المغلقه







ونزلت من سكات من على الكرسى   سماح قالت ها مش هتبهرنى؟

قلت لا انتى عارفه انى مش من هواة الرسم واللوحات

بس كان فيه شيء فى عقلى مش مطمن ويا ريتنى اتحركت ساعتها.

كل يوم الصبح كنت بطالع الصوره وكتت بلاحظ الاختلافات جواها قبل ما اروح الشغل وعقلى بيسجل كل حاجه

لحد ما جيه اليوم الى لقيت الفواصل بين شخوص اللوحه بيشكلو صورة انسان كامل

دا انت بقيت بتبص على الصور اكتر منى يا احمد هو انت اتحولت ولا ايه؟

قلت لا مفيش حاجه انا رايح الشغل، وانا فى الطريق عاتبت نفسى على انشغال عقلى بحجات كنت بصنفها فى الماضى بالتافهه

وعاهدت نفسى مبصش تانى ولا اشغل بالى بالصور


لكني كذبت.


ما إن رجعت من الشغل، والشمس نازلة على استحياء، لقيت نفسي واقف تاني قدام الصورة… كأن فيها مغناطيس بيشدني، مش من عينيّ، لا… من حاجة أعمق. من جوا دماغى

إلى مش ممكن يسيب حاجه مفتوحه 


كنت فاكر إن الاختلافات خلاص خلصت، أو إن عقلي بدأ يتعب وبيهلوس.


بس الصورة – اللي المفروض إنها فوتوغرافيا عادية لوالد سماح – كانت بتشتغل في الخلفية… كانت بتتغير، بس بهدوء، بذكاء، ببطء يخليك تشك في سلامتك العقلية.

ربطة العنق.


في أول مره شوفت الصوره ، والد سماح كان لابس كرافتة زرقاء سادة.


لكن دلوقتي؟ فيها نقوش صغيرة جدًا، كأنها طلاسم، أو خيوط بتتشابك في شكل ما،قربت بالموبايل وعملت زوم… حسيت إني باشوف خريطة،خريطة بمسارات متقاطعة، ولما دماغي فكّرت تربط بينها وبين تخطيط الشقة…

قلبي وقع.


نفس التوزيع.

الممر الطويل. الغرف الجانبية،الحمام في آخر الممر.

لكن كان فيه غرفة زيادة في الخريطة.

غرفة مش موجودة في الواقع.


رجعت الصورة تاني، حاولت أقول لنفسي إنها مجرد صدفة…

لكن وِش الراجل – والد سماح – كان بيبصلي.

يعني مش بيبص للكاميرا، زي أي صورة تانية.

لا. بيبص للمكان اللي أنا واقف فيه.


وشه هادي لكنه ساخر ومستفز ومنتقم 


والفواصل التى كانت بين الأشخاص فى صورة رمبرانت وعملت نمط شخص وشاحى بقت اكتر وضوح







احمد فيه ايه انا بدأت اقلق بجد؟ سألت سماح بنبره كلها قلق

قلت بلا مبلاه مفيش حاجه

ازاى مفيش حاجه وانت من ساعة ما وصلت وانت متسمر قدام الصوره كأنها كتاب بتقراه


استدرت، سماح هو انتى ملاحظتيش حاجه غريبه فى الصور دى؟

يعنى انتى فنانه تعرفى التفاصيل اكتر منى


الصراحه يا احمد انا مش بفضى من شغل البيت وبعدين دى مجرد صوره ممكن تكون منسوخه ومش اصليه

عادى يعنى تلاقى اختلافات فيها لأنها مضروبه


ابتسمت بلا اقتناع وخدت حمام واتغديت وخرجت بره روحت مشوار رجعت بالليل متأخر


سماح، وهي نايمة في الأوضة، كانت بتكلم في نومها.

بتقول .

"بابا… لا… متقفلش الباب ده… متقفلش…"

وفجأه من غير ما أشعر تذكرت كلمات والدى سماح قبل موته لانه كان بيهذى كتير، لكن جملة خلى الباب مفتوح كانت بتتكرر كتير على لسانه


سماح،؟ سماح فوقى انتى بتهذى وانتى نايمه، سماح انقلبت وكملت نوم

ولعت سيجاره وقلت بعدها هنام، وانا قاعد فى الصاله تحت مراقبة نظرة والد سماح فى اللوحه

حسيت ان الشخص دا بيراقبنى ان الصوره حيه بتتنفس قربت من الصوره وقتها شميت ريحه غريبه

ريحة تراب قديم وترمس متحمص وسجاير مشتعله من سنين، ريحه مش ممكن تيجى من صوره


قدامى كان كتاب البخارى مرمى على الطاوله، سماح قربت تخلصه، فتحت الكتاب اتفحصه، كلمات غريبه وسرد غامض الفكره الرئيسيه بيحكى عن غرفة افتراضية فى بعد موازى بتلعن كل إلى يحاول يقرب منها

              

                   الفصل السابع من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا   

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×