رواية شقة البخاري الفصل العشرون 20 بقلم اسماعيل موسي
التفت إلى سماح، التي كانت تحتسي ماءً ببطء، ووجهها شاحب:
"أنا آسف يا سماح… يمكن كنت عنيد أكتر من اللازم."
سماح نظرت له مطولًا، ثم أطرقت برأسها:
"أنا كمان يمكن كنت خايفة بزيادة… بس لو حد غيرك كان هنا، ماكنش هيقدر يوصل للي انت عملته."
أحمد ابتسم ابتسامة دافئة، مسح على يدها، ثم قال:
"الموضوع كله في الكتاب التاني… زي ما توقعت. هو اللي كان ماسك اللغز كله."
وأشار للكتاب المغلق الآن على الطاولة، وعليه بقعة صغيرة كأنها علامة زمن قديم.
"سماح، الكتاب ده مش زي الأولاني… ده أشبه بمفتاح تصحيح. في صفحاته تفاصيل إزاي تقفل المسارات المفتوحة، وتمنع الحوادث اللي حصلت قبل كده."
سماح زفرت بصمت، وقالت:
"طيب… هتعمل إيه دلوقتي؟"
وقف أحمد، وجمع الأوراق والكتب، ثم حملهم ناحية الغرفة المغلقة. نظر بداخلها للمرة الأخيرة. المرقد الحجري ما زال مكانه، لكن الآن بدا كأن الغبار غطى معالمه من جديد، كأن الزمن أغلق عليه.
وضع أحمد الكتب فوق المرقد، وأغلق الباب بهدوء.
ثم عاد إلى سماح:
"هنمشي من هنا، سماح. خلاص… البيت ده مش لينا."
سماح عقدت حاجبيها:
"وهتسيب اللي وراك كده؟"
هز أحمد رأسه:
"المكان ده هيفضل يحمل أسراره، بس طالما احنا بعدناه عن أذانا… ده كفاية."
لم تنطق سماح بشيء، لكنها شعرت أن الحمل الذي ظل يطاردها منذ أيام قد خف.
تقدما معًا نحو الباب، وأحمد يطفئ النور وراءه، حتى لم يتبقَ سوى ضوء شاحب على باب الغرفة المغلقة.
قبل أن يخرج، نظر أحمد للمكان وهمس:
"سلام يا بخاري."
ثم أغلق الباب خلفه.
وفي الداخل… بقي كل شيء ساكنًا.
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا
جاري كتابة الفصل الجديد للرواية حصرية لعالم عشاق الروايات