رواية لم يكن تصادف الفصل السابع 7 الجزء الثاني بقلم زينب محروس
حست بحركات بطيئة و كأن حد بيقرب منها، دا خلاها تخاف لأنها لسه باعته لعمر رسالة و قالها إنه أتأخر عشان مش لاقي النوع اللي هي عايزاه.
بصت وراها بخوف و مع الأسف كان آخر شخص بتتمنى تشوفه، و هو الشاب اللي تبع الحالة، قرب منها فهي رجعت خطوتين لورا و قالت بشجاعة مزيفة:
- انا مش عايزة اتكلم معاك لو سمحت امشي من هنا.
اتكلم بحزن و قال:
- معلش اسمعيني، أنا و الله عايز ادخل البيت من بابه و عشان كدا عايز فرصة.
يارا بضيق:
- و أنا مش عايزة و قولت ل مامتك إني متزوجة، ف ياريت تبعد عني.
الشاب بإصرار:
- بس انا سألت و عرفت إنك مش متزوجة، ارجوكي اعطيني فرصة و لما تتعرفي عليا هتحبيني.
يارا بنفور:
- من غير فرص أنا مش عايزاك، مجرد لما بشوفك بس بضايق، فمن فضلك بلاش تعترض طريقي تاني و شوف حد تاني تحبه عشان أنا مستحيل افكر فيك.
الشاب بحزن:
- أنا آسف، كنت قاصد خير، أوعدك مش هتشوفيني تاني.
يارا بغضب:
- ياريت.....اتفضل من هنا بقى.
الشاب بالفعل اتحرك عشان يمشي، و هو نازل شافه عمر اللي استغرب جدًا إنه كان على السطح، لما وصل عند يارا سألها بقلق:
- أنتي كويسة؟
يارا ابتسمت و قالت:
- ايوه الحمدلله، بتسأل ليه؟
عمر بتوضيح:
- شوفت شاب نازل من هنا ف قلقت عليكي.
يارا بتأكيد:
- أنا زي الفل متقلقش، المهم بقى فين الآيس كريم خلينا ناكله قبل ما المطر يشتد تاني.
و بالفعل بدأوا ياكلوا الآيس كريم و هما بيضحكوا و بيتكلموا و يهزروا، و بعدين هي قررت تحكيله عن الشاب ده، فقالت:
- أنا عايزة اقولك حاجة.
بصلها باهتمام و هو بيتأمل ملامحها و منتظر كلامها بس قبل ما هي تنطق رن فونها بأغنية ل تامر حسني تزامنًا مع المطر اللي رجع يشتد تاني.
- يا ليل ما تشوفلي حل معاه، حبيبي العين عليه و حاسداه، بايني في يوم هروح خاطفه و أعين روحي ليه حارس.
هنا هي قفلت الفون و هو في جيبها من غير ما تخرجه و لا تشوف مين اللي بيتصل، و كانت هي كمان سرحانة في عيونه، و هو كمل الأغنية و هو بيبتسم لها بحب:
- يا خوفي لأقل عقلي معاه، و اسيب نفسي و اروح وياااه، مكان كل العيون ناسياه و غيرنا مايوصلوش خالص.
كان خلاص على أتم الاستعداد إنه يعترف بمشاعره، لكن أحمد كان له رأي تاني لما رن على عمر اللي رفض المكالمة و هو بيتأفف، لكن أحمد رجع اتصل بيه تاني ف عمر رد بضيق:
- ايه يا أحمد في ايه؟؟
- في مصيبة، تعال فورًا المكتب.
عمر باستغراب:
- ما أنت قاعد و مزاجك رايق أهو و الحالات في العناية تمام و زي الفل.
أحمد بغيظ:
- تعرف تقولي هنتخمد فين!
عمر بهدوء:
- هنا في المكتب، اوضتنا النهاردة التمريض هيشفت فيها.
أحمد بتخمين:
- هي يارا اللي طلبت منك؟ أصل انا ياما طلبت منك نسيب الأوضة للتمريض لما بيكونوا كتير و أنت بترفض.
عمر ابتسم:
- يارا طلبت بقى و مقدرش أرفض طلبها.
أحمد اخد باله من هدوم عمر اللي كلها ميه فسأله باستغراب:
- أنت كنت برا في المطر دا و لا ايه؟
- كنت مع يارا على السطح.
أحمد بدهشة:
- في المطر ده! انتم مجانين!
عمر بضيق:
- متغلطش فيها.
أحمد بسخرية:
- و أنت عادي اغلط فيك!
- ايوه كله إلا يارا.
- ماشي يا سيدي مش هغلط في يارا تاني.
- اسمها مس يارا، أنا بس اللي اكلمها من غير تكلف.
أحمد ضحك و هو بيخبط كف على كف و قال:
- ماشي يا سيدي، قولي بقى اعترفت و لا لسه.
- كنت خلاص على وشك بس حضرتك بوظت الدنيا، بس إن شاء الله بكرا مهما يحصل هعترف لها بمشاعرى و هاخدها معايا و أنا بستلم العربية.
يارا كانت في الأوضة مع ناهد و سماح و لما الباب خبط هي اللي قامت فتحت، عمر اول ما شافها ابتسم و مد ايده بعلاج وقال:
- جبت الحبوب دي عشان تاخدي منها بدل ما يجيلك برد.
يارا ابتسمت و اخدت منه الشريط و قالت:
- أنت اخدت؟
- لاء.
- طب ثواني.
دخلت الأوضة بسرعة جابت ميه و صممت إنه ياخد من الشريط عشان ميتعبش هو كمان، فهو صمم إنها تاخد العلاج الاول و بالفعل هي اخدت الاول و هو بعدها و بعدين قال:
- عايزك تيجي معايا بكرا مشوار قبل ما ترجعي البيت.
سألته بفضول:
- هنروح فين؟
- اشتريت عربية و رايح استلمها بكرا و عايزك تيجي معايا عشان تكوني اول واحدة ركبتيها.
يارا بمرح:
- و هتوصلني البيت؟
عمر بحب:
- هوصلك البيت، و لو تحبي ممكن اوصلك طول العمر.
قلبها دق جامد و بدأ وشها يحمر ف قالت بانسحاب:
- خلاص تمام نتقابل الصبح.
اول ما دخلت سماح سألتها:
- بتتكلمي كل دا مع مين.
- دكتور عمر.
- كان عايز ايه.
- جايبلي حبوب للبرد عشان متعبش من وقفة المطر.
سماح بمشاكسة:
- يا سيدي يا سيدي.......و كمان صمم إنك تاخديها و هو موجود.
يارا بتوضيح:
- ايوه، بس انا اللي اصريت إنه ياخد فهو ماخدش غير بعدي.
ناهد بصدمة:
- دكتور عمر شرب من نفس الكوباية اللي شربتي منها؟؟
يارا باستغراب:
- ايوه هو فيها ايه؟
ناهد بتوضيح:
- دا بيتقرف يشرب ورا حد، دايما معاه ازازة لوحده و لو حد شرب منها بيغيرها.
سماح قالت بهزار:
- الحب يعمل اكتر من كدا، نيالهم عصافير الحب.
يارا بحزن:
- أنا خايفة، مش عايزة اقرب اكتر من كدا.
سماح باستغراب:
- لو أنتي كمان بتحبيه يبقى ايه المانع؟
- خايفة لما نقرب يتغير معايا و يكسر قلبي، مش عايزة نقرب عشان يفضل طول عمره حلو و كويس في عيوني.
ناهد باعتراض:
- و هو يفيد بإيه حبك ليه و صورته الحلوة لو هتعيشي عمرك كله زعلانة عشان خسرتيه!
سماح:
- بلاش خوفك الزايد ده يا يارا و سيبي الأمور تمشي بشكل طبيعي و إن شاء الله ربنا هيجبر خاطرك.
بيرن عليها بقاله عشر دقايق لكنها مش بترد، ف لما شاف سماح خارجة نده عليها و سألها فهي قالتله إن يارا مشيت من نص ساعة.
خرج من المستشفى و هو زعلان و مضايق، في نفس الوقت اللي هي كانت راجعة فيه من برا و جاية بتجري و بتبص في ساعة ايدها و شايلة علبة هدايا حجمها متوسط، اتقابلوا على البوابة و هما اول ما شافوا بعض وقفوا فهي ابتسمت و قالت:
- كويس لحقتك قبل ما تمشي.
- كنتي فين مش اتفقنا هنروح نجيب العربية سوا؟
- ما أنا روحت اجيبلك هدية الأول.
- بمناسبة ايه؟
- حلاوة العربية الجديدة، بس مش هتاخدها غير لما تجيب العربية.
بعد ساعة كانوا في الطريق و هما راكبين عربيته الجديدة، ف عمر قال:
- تحبي نروح نفطر فين؟
- لاء فطار ايه عايزة ارجع البيت عشان أنام، دا أنا معرفتش أنام امبارح......اه بالحق الهدية قبل ما انسي.
وقف سواقة و اخد منها الهدية و هو متحمس جدًا، بس اول ما فتحها انفجر في الضحك و هو بيطلع چيركن، من كتر الضحك مكنش قادر يتكلم فهي ضحكت و قالت بهزار:
- قولت اجيبلك لترين زيت من بتاع العربيات ده، و اهو حتي يبقالي عين اركب معاك.
- لاء بجد جايبة زيت هدية؟!!
يارا بجدية:
- الله مش قولتلك إن دي هدية عشان العربية، اكيد مش هجيب للعربية ساعة مثلاً.
عمر بحيرة:
- و هي الهدية عشاني و لا عشان العربية؟
- عشان العربية طبعًا.
عمر بضحك:
يا بخت العربية، لقت اللي يجبلها هدية و أنا لاء.
ضحك جامد و هو بيشغل العربية تاني:
- و الله بعد الهدية دي لازم تعوضيني و تيجي نفطر سوا.
كانت هتعترض بس رنة فون عمر منعتها تتكلم، كان اتصال من صلاح اللي سأل عمر لما رد عليه:
- مس يارا معاك يا عمر؟
- ايوه معايا في حاجة و لا ايه؟؟؟
- برن عليها فونها مغلق و عرفت من الأمن إنها خرجت معاك، فعرفها تجيلي ضروري عشان نشوف إجراءات النقل.
عمر بص ل يارا بصدمة قبل ما يسأل صلاح:
- نقل ايه اللي بتتكلم عليه؟
صلاح بجدية:
- يارا وافقت تبدل مع البنت و تروح مستشفى تانية.
يتبع ...........
بقلم زينب محروس
#الجزء_التاني
#الفصل_السابع
#لم_يكن_تصادف