رواية لم يكن تصادف الفصل السادس 6 الجزء الثاني بقلم زينب محروس
عمر بص ل يارا و قال:
- فاضية؟؟
يارا بجدية:
- لو حاجة تخص الحالات اكيد فاضية.
عمر لوهلة حس إنها مش بتبادله نفس المشاعر فقال بجدية بعد ما ملامح وشه اتغيرت بشكل ملحوظ بالنسبة لها ف أتأخر في الرد و قال:
- خلاص خلاص، لما تبقى تخلصي ابقي اسحبي عينة د*م لتحليل وظائف الكبد.
إحساس شديد اوي و صوت داخلي بيقولها إن عمر كان عايز يعترف لها بمشاعره، و من هنا بدأت هي تنشغل و تفكر فيه ب طريقة تانية غير إنه دكتور زميل في الشغل.
تاني يوم كانت قاعدة بتسجل العلامات الحيوية للحالة اللي هي مسؤولة عنها، ف عمر دخل و قعد جنبها و اتكلم بابتسامة و عيونه بتلمع:
- صباح الخير يا يارا.
ابتسمت و قالت:
- صباح النور يا دكتور.
عمر سكت لثواني، و اتكلم تاني وقال:
- عاملة ايه يا يارا؟؟
ابتسمت هي اكتر و بدأ قلبها يدق جامد، و قالت:
- الحمدلله كويسة.
كان بيحاول يجمع الكلام اللي هيقوله، متوتر و مش عارف يبدأ ازاي، و هي كانت حاسة إنه هيقول حاجة و كانت بتتمنى فعلاً يكون اللي في دماغها صح، بس لسوء الحظ قبل ما ينطق، جتلهم سماح اللي كانت بتعطى علاج للحالة و قالت:
- يارا كيس الد*م جاهز، اتصلوا من بنك الد*م.
يارا قامت و هي بتقول:
- حاضر هروح اجيبه.
عمر رجع مكتبه و هو متضايق، و أول ما أحمد شافه سأله بلهفة:
- عملت ايه؟
- معرفتش اقولها، امبارح محمود و النهاردة سماح، حاسس إن دي إشارة إنها مش بتحبني.
- لاء طبعًا ايه الهبل ده، و بعدين دا مكان شغل ف دا طبيعي إنك متلاقيش وقت مناسب عشان تكلمها.
عمر ب حيرة:
- طب و هعمل ايه؟
أحمد باقتراح:
- ايه رأيك لو تعزمها مثلاً على العشا في مطعم، أو استناها يوم و هي خارجة من الشغل و اتكلم معاها.
- فكرة بردو، هجرب.
يارا بعد ما رجعت من برا، خبطت سماح على كتفها بخفة و قالت:
- يعني مش عارفة تيجي في وقت تاني! حبكت دلوقت!
سماح:
- الله و أنا أعمل ايه يعني ما هما اللي اتصلوا و قالوا جاهز، و أنا و الله كنت لسه مخلصتش شغل مع الحالة عشان كدا قولتلك.
يارا قعدت و هي زعلانة، و بتفكر في عمر و مشاعرها اللي هي مش عارفة تحددها، هل هي فعلاً بتحبه و لا دا مجرد إعجاب عشان هو مهتم بيها و بيتكلم معاها بأسلوب حلو!
سماح قاطعت تفكيرها و هي بتقول بمشاكسة:
- أنا شايفة إن كلامك و هزارك مع دكتور عمر بقى كتير، و كمان سمعت انكم روحتم الفرح سوا و اكلتوا الجو و الكل فكر إن في بينكم حاجة.
يارا بغيظ طفولي:
- ما هو لو مكنتيش قاطعتينا من شوية كان ممكن يبقى في حاجة فعلاً.
سماح:
- مش فاهمة!
يارا بتوضيح:
- بصي أنا مش عارفة كلامي صح و لا غلط، بس أنا إحساسي غالبًا بيكون صح، و أنا حاسة إن دكتور عمر معجب بيا....امبارح و أنا قاعدة مع مستر محمود بنحط الروستر كان دكتور عمر عايز يتكلم معايا، و الغريب إنه جاي يسألني انتي فاضية دلوقت؟ بس أنا كنت حي*وانة و قعدت اقوله لو حاجة تخص الحالة اه فاضية و دا معناه إني عايزة اتكلم معاها في الشغل بس، و ساعتها بقى هو ملامحه اتغيرت و سكت شوية و كأنه بيفكر في حاجة تانية و بعدين قال طلب مني اسحب عينة من الحالة، و دلوقت بردو قبل ما انتي تيجي كنت حاسة إنه عايز يقول حاجة.
سماح ضحكت وقالت بسخرية:
- عادي جدًا الكلام اللي انتي بتقوليه ده، بطلي عبط!
يارا بإصرار:
- لاء و الله في حاجة، أصل يعني أنا في مستشفى و من شغلي اللي انا هنا عشانه إني اهتم بالحالات ف لو كان فعلاً جاي مخصوص للتحليل مكنش هيسألني فاضية و لا لاء، دا دا شغلي اللي اي حاجة تانية تتأجل عشانه.
سماح بتذكر:
- تصدقي التحليل دا فعلاً كان طالبه من مستر محمود.
يارا بتأكيد:
- اهو شوفتي بقى، أنت عارفة يا سماح لما بيكلمني عيونه بتلمع مش بشوف اللامعة دي في عيونه غير ليا أنا، حتى بلاحظ إنه مش بيهزر مع حد فيكم غيري.
سماح بتأييد:
- في دي فعلاً معاكي حق، هو مش بيوجهلي كلام غير لو لزم الأمر و مع باقي الاستف كدا حتى الدكاترة البنات بردو، بس انتي بردو متعشميش نفسك عشان ممكن نكون بنفسر تصرفاته غلط.
يارا اتنهدت و قالت:
- أنا محتارة بس حاسة إني بكون مبسوطة و أنا بتكلم معاه، أنا فعلاً بحس قلبي بيضحك، و عايزة اتكلم عنه مع كل الناس، بس خايفة يكون وهم و في نفس الوقت نفسي يكون عنده مشاعر ليا.
سماح طبطت على كتفها وقالت بود:
- ربنا يريح بالك و يعملك اللي فيه الخير.
مر أسبوع من شهر رمضان و عمر مش لاقي فرصة مناسبة عشان يتكلم مع يارا و لا حتى عنده الجرأة عشان يعترف، عنده احساس إنها هترفضه، و أخيرًا حسم أمره يجازف و يعترف و مش مهم لو رفضته أهم حاجة فيما بعد ما يندمش إنها ضاعت منه.
خرجت يارا من المستشفى بعد ما النبطشية بتاعتها خلصت، و هي ماشية كانت حاسة إن في حد ماشي وراها، فوقفت فجأة و بصت وراها.
كان شاب اول مرة تشوفه كان بيبتسم لها، كانت هتكمل طريقها و تمشي بس هو منعها و قال:
- ممكن اتكلم معاكي شوية يا مس يارا؟
استغربت إنه عارف اسمها، فسألته:
- أنت عارف اسمي منين؟؟
الشاب بتوضيح:
- أنا قصدي خير و الله، بصي انا قريب خالد الحالة المحجوزة عندكم في المستشفى في الدور التالت و بشوفك كل يوم و انتي بتمضي و لما سألت عنك قالوا لي على اسمك.
يارا بجدية:
- و حضرتك بقى عايز مني ايه؟
سألها مباشرة:
- هو أنتي مخطوبة؟؟؟؟
يصتله بضيق و سابته و مشيت، كانت بتحسبه عايز حاجة تخص الحالة المحجوزة عندهم، لكن طالما الأمر مش مهم يبقى مينفعش تضيع وقتها معاه، و بالفعل مهتمتش بيه و لا ردت عليه و هو بينده عليها و بيطلب منها فرصة يتكلموا.
بعد يومين قبل ما تدخل المستشفى الشاب حاول يعترض طريقها تاني و كان بينده عليها بس هي مردتش و قررت تعرف أهله عشان يخلوه يبعد عنها، و بالفعل اول حاجة عملتها إنها طلعت لأهله و اتكلمت مع والدته اللى قالتلها إنه ميقصدش يزعجها و إن هو معجب بيها و عايز يخطبها، لكن يارا قالت لها انها بالفعل متجوزة.
في اليوم دا بالليل بدأ الجو يمطر جامد، كانت الساعة حوالي واحدة و كانت يارا واقفة في الشباك و بتتفرج على المطر و هي مبسوطة، ف لمحت ٣ بنات واقفين تحت و بيحاولوا يحموا نفسهم بشنطهم الصغيرة من المطر فنزلت عشان تساعدهم، و لما عرفت إنهم قرايب حالة في العناية قررت تخليهم يباتوا معاها هي و سماح في اوضة التمريض.
سماح بجدية:
- طب و إحنا هنعمل ايه دلوقت! زي ما انتي شايفة إن كل سراير العناية عليهم حالات و احنا في الاوضة بتاعتنا مفيش غير مرتبتين، و كمان معانا مستر محمود و مستر إبراهيم و مستر عبدالله و مس ناهد، هنشفت ازاي بقى؟؟
يارا بحيرة:
- مش عارفة، بس أنا كان لازم اساعدهم، ايه رايك في اوضة الدكاترة أو مكتبهم نشفت احنا فيه و هما البنات يناموا في اوضتنا.
سماح بيأس:
- مستحيل طبعًا دا دكتور عمر بيخاف جدًا على اوضة المكتب و عمره ما سمح لحد يبات فيها و.....
يارا منعتها تتكلم و قالت:
- أنا هتصرف.
بالفعل راحت خبطت على اوضة المكتب و دخلت لعمر اللي كان قاعد بيتكلم مع أحمد، و أول ماشافها ابتسم و رحب بيها، ف أحمد استغل الفرصة و قال:
- اروح أمر أنا بقى على الحالات قبل النوم.
عمر قرر إنه خلاص هيتكلم و يعترف حالا بمشاعره، لكنها منعته عشان تطلب منه اللي جت عشانه و تعرفه الوضع و هو بالفعل مقدرش يعترض عشانها، و بعد ما هي شكرته هو قال:
- عايز اقولك على حاجة يا يارا؟
قامت هي بسرعة وقالت:
- مش وقته، معلش يا دكتور عمر أصل لازم أخرج حالًا.
عمر بص في ساعته و قال باستغراب:
- الساعة اتنين هتروحي فين دلوقت و كمان الجو بيمطر جامد.
يارا بحماس:
- ما أنا عشان كدا لازم انزل، عايزة اجيب ايس كريم بحبه اوي في الجو ده.
بعد ربع ساعة كانت واقفة على سطح المستشفى و مستنية عمر اللي رفض إنها تنزل في وقت متأخر، و نزل هو يجيب لها ايس كريم.
حست بحركات بطيئة و كأن حد بيقرب منها، دا خلاها تخاف لأنها لسه باعته لعمر رسالة و قالها إنه أتأخر عشان مش لاقي النوع اللي هي عايزاه.
يتبع.........
بقلم زينب محروس
#لم_يكن_تصادف
#الجزء_التاني_الفصل_السادس
#زينب_محروس