رواية ازهار الفصل الثامن عشر 18 بقلم نرمين قدري
الفصل الثامن عشر
جلس ماجد ولؤي يتفحصوا الصور و عقل ماجد كاد أن بتوقف كيف لهذة التقنية العاليه التي تجعله يجلس علي عقد زواج و هو لم يفعل ذلك كاد يجن كأنه هو فعلا الذي يمضي العقد ولكن كيف واقترب أن يصدق أنه فعل فعل ذلك وهو دون وعي منه الي أنه فاق علي صوت لؤي وهو يصيح كعادته
-ايها الناس الماكنة طلعت قماش وبدأ يصعد فوق المنضده ويهتف
-لقد وجدتها لقد وجدتها
اقترب منه ماجد وهو يقول:
- اهدا بقا يا لؤي وبطل شغل العيال وانزل من علي ترابيزة وفاهمني بقالك اسبوع شغال و مش عارف تطلع غلطة
=تمام هنزل بس بشرط هتعزمتي علي بيتزا حجم كبير
-يوووه يا لؤي محل بينزا بحاله بس خلصني انا هتجنن عليها و موبايلها ممقفول من ساعاتها وانا مش عاوز اروح لها غير ودليل برأتي معايا
استشعر لؤي قلق وحزن صديقه فنزل وقال تعالي وهدهشك:
فتح لؤي الصور وقال :
-اولا خد بالك من كف اللي ماسك القلم بيمضي
مش انت. خالص ده أيده سمرا عنك ثم عمل زوم للصورة
و أشار وده لابس خاتم وانت عمرك ما لبست خاتم
غير. أن لون كم البدله اللي لبسها كوحلي غامق مش اسود وباقي الصورة البدله سوده
عاوز كمان
ماجد.بفرح :
باااااس كمان ايه انت كده استاذ بجد شابوووووووووووو برافوا يا لولو يا جااااااااامد حبيي يا صاحبي
اخذ ماجد الموبايل وجري يركب سيارته و ساق علي سرعة عاليه ليري معشوقته ومعه دليل براته
وصل بعد عدة ساعات ليطرق بابها ولكن ليس بمجيب
خفق قلبه بشده حاول أن يسأل أحدا عنها
فطرق باب بجانب السرايا يسأل عنها
قالت احدي الفتايات :
-الانسة ازهار سافرت بلاد برا تكمل علمها
قال ماجد بتعجب:
-متعرفيش سافرت فين
هزت البنت راسها نافيه
رحل ماجد وهو يجر ازايال الخيبة و لكن احيانا شعاع ضوء خفيف ينقذ حياتك لقد وجد أمام سيارته الشيخ الكبير يقف بهيبته المعتاد متكاء علي عصاه
قال ماجد بلهفه وكأنه وجد طوق النجاه ؛
-اذيك يا حج انا بجد مش عارفه اقولك ايه علي وقفتك اللي وقفتها معايا بس انا يشهد الله غصب عني اللي حصل انا ماكناش عاوز تكسرها كده
هز الشيخ راسة فهو له نظرة في الناس ثم قال:
-كنت فين ياولدي كل ده غياب في حاجات لو متتاخدتش في قتها بضيع يا ولدي وانت سبت الحكاية تبرد زياده عن اللزوم
=كنت بجيب دليل برأتي
-وهي ما كنتش عاوزة دليل يا ولدي قلبها كان دليلها هي كانت محتاجك انت هي كانت هتصدق اي حاجة تقولها هي عشقاق يابني بس انت غبت عليها قوي هي كانت محتاجة السند اكتر ما كانت محتاجة الدليل انت كنت مصدر الامان ليها فكانت عاوزة تحتمي بيك
قطع ماجد كلامة وقال بحزن وصوت باكي :
=هي فين يابا الحج انا هتجنن عليها تليفونها مقفول
-سافرت ياولدي تكمل علمها
فتح ماجد عينيه علي وسعها وقال بغضب يحاول اخفاؤة:
=علي فين و ازاي هي نست أنها مراتي وانا لازم اديها الاذن للسفر
-اذان يا ولدي وانت كسرها قدام أهلها كلهم
عمتا انا راجل علامي علي قدي معرفش سافرت علي وين عمتا سبلي رقم تليفونك وانا اول معرف حاجة هتصل بيك يا ولدي
استسلم ماجد للأمر الواقع وظل ينتظر مكالمة الشيخ اللي أن مر ستة أشهر وكل يوم يتصل و يسأل عنها
اللي أن جاء تليفون من الشيخ
نظر ماجد علي هاويت المتصل وقام واقفا
=لو ايوا يا عم الشيخ
قال الشيخ بهدوء معتاد :
-ازهار مستحملتش الغربه اكتر من إكده وعاودت يا ولدي واستلمت شغلها في الكلية
ابتسم ماجد وخفق قلبه وقال بفرح :
=تسلم يا حج متقلقش انا هصلح كل حاجة متقلقش انا بحبها
ابتسم ماجد وخفق قلبه بشده فامعشوقته لم تتحمل البعد ركب سيارته و ذهب حيث تعمل سئل احد العاملين الذي دله علي مكان مكتبها
دخل ماجد عليها دون استئذان وهي تجلس على مكتبها في الكليه يتقدم منها ويقول بهمس
-وحشتي قلبي يا زهرتي
ترفع ازهار عينيها فور سماع صوته وتنظر له بعينين دامعتين غير مصدقه وهي صامته وقلبها يخفق بشده
يبتسم ماجد شبه ابتسامه ويخفض عينيه لاسفل ويقول
مبروك يا زهرة قلبي
تستعجب ازهار وترفع عينيها ثانيه وتقول باستهزاء:
-مبروك على ايه معلش
يجلس ماجد ويضع ساق فوق الأخري ويقول مازحا:
=ببارك لنفسي بنيابه عنك
ترفع ازهار حاجبها مستعجبه :
-انا ما اعرفش عنك حاجه يا باشمهندس تخليني ابارك لك خير كملت عقد جوازك ولا ايه منا اخر حاجة شوفتها ليك كنت قاعد بتمضي علي عقد الجواز
= ازهار انتي عارفة أنه ده مفبرك
- وانا هعرف منين انا ليا الظاهر قدامي عريس مجاش يوم فرحه و صور ليك وانت قاعد بتمضي عقد جواز
وصور وانت مع لارا هعرف ايه تاني عنك يا بشمهندس
- لازم تعرفي أنه محصلش اصلا
المهم ان مكتبنا اخد شهادة دوليه وبقي من اشهر مكاتب الترجمة واسمي نزل في مجالات علمية
تقول ازهار باستخفاف :
- حصل محصلش مش فارقه اعرف بقا ايه المطلوب مني
يقف ماجد يقول وهو ينظر داخل عيونها التي افتقدها يشده وهو يكمل كلامة وتعمد يتجاهل نبرة السخرية :
=ومش انا بس لؤي كمان وتقريبا كل الموظفين في المكتب كلنا بصراحة عملنا مجهود جبار.
تضحك وتقول بسخرية متعمده :
-طيب ليه عاوزني ابارك لك انت بشكل خاص ما موظفين المكتب كلهم معاك يعني حاجه عاديه واكيد ده حصل بفضلهم كلهم مش اجتهاد شخصي منك
زفر انفاسة و قد علم أنها لن تلين بسهوله قفال محاولا احتواء قلبها الذي يعلم جيدا أنه السبب في تهشيمة :
=ما انتي لو كنتي شفت الرسائل اللي بعتها لك ما كنتيش قلتي الكلام ده كنت عرفتي انا تعبت قد ايه وايه اللي حصل لي عشان اقدر اوصل لكده وازاي غيابك المفاجئ اثر عليا و ازاي قدرت اقنع الشركة الاسبانيه بسبب غيابك المفاجئ وانا اللي سلمتهم شغلك صحيح انتي خلصتي الجزء الأكبر منه بس هما ليهم الظاهر
قطعت كلامه ازهار بحده:
-استاذ ماجد لو سمحت انا مقرتش ولا رساله من رسائلك او بمعنى اصح ما كنتش بكمل اول سطر من الرساله وبمسحها كان اول سطر فيها كفايه علشان اكرهك واكره
اللي فيها
كانت تحاول جاهده ان تصد اي مشاعر يحاول أن يرسلها لها فاهي اعلم الناس بقلبها فاهي تخشي أن يحن له فقالت بحده لإنهاء الحوار:
-بص بقى يا باشمهندس اختصار لاي كلام عاوز تقوله يوفر وقتي ووقتك عشان انا اصلا ما عنديش وقت اضيعه معاك وجودك دلوقتي ما بيعنيش ليا وجودك هنا بيخنقني بيفكرني بمرحله تافهه سقطت من حياتي مرحله كنت بندم فيها على سذاجتي وعلى هبلي
ينظر لها ماجد بحده ويقول وهو ياخذ نفس عميق فهو يعلم أنه في حرب صعبه :
=انا مش جاي اعتذر او اطلب الصفح انا معترف اني ارتكبت في حقك جرم عارف أنه أكبر من اي محاوله للغفران انا جايه اقول لك متشكر
تضحك نصف ضحكه :
-انا ما عملتش اي حاجه ممكن تشكرني عليها
=دلوقتي جايز لكن زمان عملتي، وعملتي كتير قوي
علاجك ليا ؛ كفايا انك غيرتي نظرتي للحياة
تضحك ازهار بشده حتى تدمع عينيها وتقوله وهي تنظر له بعين ممتلئة بالدموع:
- ياااه انت لسه فاكر اللعبه البايخه دي.
يقطع ماجد كلامها مسرعا ويقول بلهفه :
=ما كانتش لعبه يا ازهار ما كانتش لعبه عمر اللي عملتيه معايا أو مع رقية ما كان ابدا
تقطع ازهار كلامه بصرامه وتقول:
-لا كانت لعبه زي لعبه الاستغمايه وانت بصراحه لعبتها معايا بمنتهى الحقاره وما قصرتش عملت معايا كل حاجه وما قصرتش يا باشمهندس.
يقول ماجد بصوت نادم:
=مش هقول لك حاجه او هعرضك علشان معترف بغلطتي مع أن اللي حصل غصب عني خارج عن ارداتي لو كنتي صبرتي أو شوفتي رسائل كنتي عرفتي أن مليش يد في اللي حصل
انا كنت زمان حاطط شروط لقبي في الحب لكن انتي كسرتي كل القواعد والشروط
تضحك ازهار بشده وتقول بسخرية:
- مافيش حب مشروط الحب باكدج علي بعضة يا احبك زي ماانت يا ملهوش لازمه الحب من الاخر لازم احبك بعبلك كده لو ححط شروط يبقي حتجمل علشان اعجب وده مش حب ده اعجاب مافيش شروط في الحب يا بشمهندس
=بس انا اتغيرت وانتي اللي غيرتيني صحيح انتي دفعتي ده ودفعت ثمنه غالي جدا بس انا كمان دفعته زيي زيك بالضبط
ثم ترتفع نبرة صوته دون ارده منه محاولا أن يجعلها تصدق ما يقول؛
=ندمي على اللي اني صبرت كل ده لحد ما ثبت برأتي ومجرتش عليكي علطول علشان اردلك كرامتك قدام اهلك
حصرتي على ضياعك مني خلتني اراجع نفسي كويس قوي اكتشفت ان كنت اناني مش بفكر غير في نفسي بس اقسم لك يا ازهار انا اتغيرت و ندمان على كل لحظه ضيعتك من ايديا ندمان على كل حاجه عملتها معاكي
ثم اختنق صوته فجاءة وهو يحاول جاهدا أن ينول رضها ويحاول يستسمحها قائلا :
=وجاي دلوقتي استسمحك واقول لك يا ريت تسامحيني علي غيابي عنك انا عارف ان المفروض اجيلك من أول يوم واشرحلك سبب عدم حضوري الفرح
انا عمري ما هنسي فضلك عليا أنا كنت معيش نفسي جوه صدفه حاجبه عني اي نور
الصدفه دي انتي كسرتيها صحيح جرحتي ايدك وسيحتي دمك لكن ألمك ما راحش هدر ده
ثم نظر في عينها محاولا اكتساب عطفها و قال بنفس نبرة الصوت:
انتي عملتي مني انسان جديد انسان بقى يحس بكل اللي حواليه
بقت انسان بمعنى الكلمه بيحس بالناس وبيقدر
كنت ظالم نفسي وظلمت رقيه لما كنت معيشها داخل القوقعة قافل علي نفسي وادفنها مع ذكرياتي
وجبتي انتي كسرتي القوقعة و خرجتيني انا و هي منها
ثم اقترب منها أكثر وقال برعشة
=تعرفي انا شلت كل صور المرحومه من اوضته النوم خليت بس صورة واحده في برواز في أوضته روكا تخليد لذكري امها
انتي صنعتي المستحيل يا حببتي