رواية قلب محترق الفصل الثالث 3 والاخير بقلم هاجر نورالدين
قلب مُحترق _ الحلقة التالتة والأخيرة 3.
_ ماشي يا هدير، أنا هندمك على يوم ولادك، كل واحد ليه يومهُ.
تحت كنت قاعدة بفكر في كل ركن في أوضة ميادة أختي، إي المكان اللي هيبقى فيه اللاب دا، أكتر مكان بتستأمنهُ، أكتر مكان بتستأمنهُ...
ولكن اللي فصلني عن تفكيري إني سمعت صوت رزعة جامدة في الدور اللي فوق وطلعت بسرعة أشوف في إي، لقيت عُمران واقع في الأرض وجنبهُ الزفت الباودر اللي بيشربهُ.
بصيتلهُ بإشمئزاز وقرف وطلبت الناس اللي شغالة معانا في البيت تطلع وعدلوه على السرير ونزلوا، لفت نظري التابلت بتاعهُ مفتوح، إستغليت الموقف وكدا كدا عمران بعد اللي بيشربوا دا بيدخل في نوم عميق بسبب إن فيه جزء منوم.
فتحت التابلت وكان على شات واحد إسمهُ علي، اللي أعرفهُ إن علي دا دراعهُ اليمين، أخر حاجة كان باعتها لـ عمران تسجيل بكلامي مع حازم.
أنا كنت هموت من الخوف والرعب ومعرفش إذا كان سمعهُ ولا لأ، ولو سمعهُ سكت ليه وإستنى ومنزليش تحت، كنت مرعوبة وفضلت أقلب في باقي الشات بسرعة عشان آلاقي آي حاجة.
وعرفت من الشات إن عمران مخلي علي يتجسس عليا من خلال الموبايل بتاعي، المايكرفون على طول مفتوح عند علي وآي خطوة بيبلغ بيها عمران.
كنت بقرأ الشات واحدة واحدة وأدخل على صدمة والتانية وأنا خوفي ورُعبي بيزيد، ولكن مفيش حاجة تانية على التابلت دا غير حاجات تخصني وكل تحركاتي وخلافهُ، مفيش حاجة تفيد قضية أختي.
نزلت بسرعة وسيبت الموبايل في البيت وركبت العربية وروحت لـ بيت أهلي واللي أول ما بابا شافني قال بتساؤل:
_ في إي، إي اللي جايبك؟
بصيتلهُ بنظرة إشمئزاز وقولت بهدوء:
= داخلة أجيب حاجة كنت شيلاها في أوضة أختي.
مهتمش أوي لإني كنت أغلب الوقت عندهم قاعدة في أوضة أختي ودخلت أنا الأوضة وقفلت الباب عليا بالمفتاح وأنا بدور في كل أنش فيها لحد ما تعبت وقعدت على السرير وأنا خايفة وقلقانة من كل اللي بمر بيه.
ولكن لما قعدت على السرير المرة دي إفتكرت، إفتكرت المكان اللي كنا عاملينهُ وإحنا صغيرين بنخبي فيه المصروف عشان نجيب الحاجات اللي عايزنيها.
قومت وأنا بشيل المراتب من على السرير وشوفت الدُرج اللي عاملينهُ منهُ للسرير بالطول، مديت إيدي ولقيت فيه فعلًا اللاب توب، إتنهد براحة وأنا حاسة إن عبئ كبير إتشال من على قلبي.
قومت وطلعت وأنا ماسكاه في إيدي من غير ما أبين حاجة مش طبيعية ودخلت أوضتي جبت الموبايل بتاعي القديم اللي سيبتهُ من ساعة ما إتجوزت.
نزلت من البيت وكل دا محدش مهتم طول ما هما مشاريعهم ماشية، ركبت العربية ولكن قبل ما أتحرك شكيت إن زي ما بتصنت عليا من الموبايل أكيد العربية فيها حاجة، نزلت تاني من العربية وركبت تاكسي.
كنت في طريقي لـ حازم وأول ما وصلت وشوفتهُ قولت:
_ حازم لازم تيجي معايا حالًا.
مِشي فعلًا معايا من غير كلام وروحنا عند بيت والدتهُ لإن دا المكان الوحيد اللي مستحيل يشُك حد فيهم إني موجودة فيه، والدتهُ كانت ست طيبة وفاهمة إن علاقتي أنا وإبنها لما إنتهت مكانتش بإيدي وإني إتظلمت.
قامت هي تعملنا حاجة نشربها وأنا حطيت اللاب توب قدام حازم وقولت بقلق:
_ اللاب توب أهو، وكمان عمران عرف اللي أنا بعملهُ وعرف إني كلمتك وعرف إن في لاب توب لإنهُ كان بيتجسس على الموبايل بتاعي.
إتكلم حازم بتساؤل وقلق:
= عملك حاجة؟
رديت عليه وقولت بنفي:
_ لأ، ودا اللي مستغرباه إنهُ إزاي وليه ساكت، أنا خايفة أوي يا حازم.
حاول يهديني وقال بعد تفكير:
= إهدي متخافيش، مادام عرف كل دا ومكلمكيش معنى كدا إنهُ ليه يد فعلًا في قضية أختك ومستنيكِ تجيبي اللاب عشان قلق أكيد.
سكتت شوية بفكر في كلامهُ الواقعي جدًا وقولت:
_ طيب إفتحهُ وشوف عشان أنا معرفتش أفتحهُ لإني مش عارفة الباسوورد.
حاول حازم أكتر من مرة يفتحهُ ولكن معرفش، إتكلم وهو بيمسك الموبايل بتاعهُ وقال:
= كدا مفيش حل تاني غير إننا نجيب حد بيفهم، إستني هكلم واحد أعرفهُ ييجي ودا غالبًا هياخد ساعتين.
كنت قاعدة متوترة ومرعوبة من فكرة إن عمران يفوق ويعرف إن مش في البيت، ومستحيل أرجع تاني وأرمي بنفسي في الهلاك بعد ما عرفت إنهُ عرف اللي بعملهُ، هو حقيقي ممكن يقتـ *لني أنا كمان عادي.
كلم حازم فعلًا الشخص اللي يعرفهُ دا وعقبال ما وصل كانت أم حازم بتحاول تهديني وتطمني، وجه الراجل فعلًا وبدأ شغلهُ على اللاب توب وزي ما حازم قال هياخد ساعتين.
حازم خدني البلكونة عشان أشم شوا هوا وأحاول أهدا، راح هو وبعد شوية رجع وكان معاه كوبايتين هوت شوكليت وقال بإبتسامة:
_ الجو ساقعة وزي ما إنتِ عارفة أمي بتحب تعملي هوت شوكليت فـ عملتلنا إحنا الإتنين.
بصيتلهُ بإبتسامة وقولت وأنا باخد كوبايتي منهُ:
= تسلم إيديها، بجد شكرًا أوي يا حازم على وقفتك جنبي رغم الخطورة.
إبتسم بتوهان وقال وهو باصص للشارع:
_ العفو على إي، إحنا أخوات وأنا بعزك.
إبتسمت ولكن بألم وحزن، سكتت وبصيت للشارع، مش هنكر إن مشاعر الحب اللي جوايا لحازم لسة موجودة، بالعكس هي دايمًا كانت موجودة وبتكبر تدريجيًا، عمرهُ ما فشل في إني أحبهُ أو إنهُ يبوظ مخططاتي لكرههُ.
إتنهدت وأنا بتمنى يكون كل دا كابوس وأفتح عيني آلاقيني لسة مخطوبة لحازم ومفيش وجود للشيطان اللي إسمهُ عمران السيوفي أبدًا.
كنت بفكر في شكل حياتي هيبقى عامل إزاي مع حازم حب العمر، بيت صغير دافي ومليان حب وأمان، عكس كل اللي أنا فيه دلوقتي، غصب عني محستش بنفسي وأنا بعيط غير لما فوقني حازم من سرحاني وقال:
_ هدير، إنتِ كويسة؟
مسحت دموعي وشربت شوية من الهوت شوكليت وقولت بإبتسامة وإنبهار وكإني مكنتش بعيط من ثواني:
= الله، طعمهُ حلو أوي.
بصلي شوية وهو ساكت وبعدين إتنهد وبص للشارع وقال:
_ متخافيش، إن شاء الله هتتحل وحياتك هترجع هادية من تاني، بس نلاقي دليل عشان نعرف نطلع تصريح للقبض عليه بالقانون.
خلص كلامهُ وبص للشارع وهو بيشرب شوية من كوبايتهُ، يا ترى حياتهُ حلوة من بعدي وبيعيش عادي، يا ترى أنا الطرف الوحيد المضرور واللي مش هعرف أعيش حياتي بعد كدا بشكل طبيعي.
طيب يا ترى لو حصل وإنفصلت عن عمران، هل... هل شغل الروايات ممكن يساعدني المرة دي ونبقى مع بعض؟
قاطع تفكيري صوت الراجل وهو بيقول لـ حازم:
_ فتحتهُ.
روحنا بسرعة وفتحنا الملفات وكان في ملف بإسم "قذُرات عُمران السيوفي"، فتحناه بسرعة واللي لقيناه فيه كان فوق إستيعابي، كانت مبدأيًا أختي كاتبة رسالة ليا وإنها هتنقذني منهُ مهما كان التمن بعد ما توقعهُ.
كان الملف كلهُ عبارة عن صور ودلائل على كل اللي بيعملهُ عكران في السر، والجديد عليا إنهُ تاجر مخدرات كمان وبيشتغل على توزيعها برا، وحاجات كتير أوي بتثبت إن عمران بيستخدم إسم شركتهُ للتمويه مش أكتر.
كنت بقرأ وبشوف كل اللي أختي كانت بتعملهُ عشاني واللي إتقتـ *لت بسببي بعد كل دا، كان كل همها أنا وإزاي تنقذني من المُعاناة اللي كنت بحكيلها عليها، إفتكرت أخر مرة قعدت معاها قبل حادثة وفاتها بيومين وكانت بتقولي بإبتسامة فيها بعض القلق:
_ هدير، أنا عايزاكِ تعرفي إني بحبك، وعايزاكِ تاخدي بالك من مفسك وتعيشي حياتك زي ما بتتمنيها بعدين.
بصيتلها بحزن وقولت:
= هعيش حياتي زي ما بتمنى إزاي بس يا ميادة، ربنا يتولاني بجد.
إبتسمت وقالت بصوت واطي ولكنني سمعتهُ ومفهمتش قصدها:
_ المساومة، يارب تنجح.
رجعت من الفلاش باك وأنا بلوم نفسي إني مفهمتش، بدأت أتكلم وأحكي لحازم الموقف دا وقولت بعياط هستيري وإنهيار:
_ كان قصدها تساومهُ بالفلاشة اللي فيها كل القرف بتاعهُ قصاد إنهُ يسيبني في حالي، أنا السبب في قتـ *ل أختي يا حازم، أنا السبب!
كان بيحاول يهديني ومامتهُ حضنتني بحنية وهو بتعيط وخايفة عليا، خد حازم اللاب توب ونقل الملفات عندهُ هو كمان وراح يعمل المحضر ويسلم الدلائل عشان يطلع تضريح بالقبض على عُمران في أسرع وقت.
عدت ساعة وشوية وكنا أنا ووالدة حازم قاعدين خايفين جدًا والتوتر متغلب علينا، كنت مستنية آي مكالمة تطمني من حازم، عدت ساعة كمان ومفيش آي جديد، كنت لسة بتتصل بـ حازم ولكن الباب إتكسر مرة واحدة خلانا نتنفض في مكاننا من الخوف.
كان عُمران السيوفي ومعاه 3 من رجالتهُ، كان بيبتسم إبتسامة سخرية وقرب مِني وضربني بالقلم وقال:
_ بتصتنصحي عليا أنا يابت!
فين اللاب توب؟
بصيتلهُ بغضب وإشمئزاز وقولت بسخرية:
= إنت قتـ *لت أختي وجاي تقـ *تلني أنا كمان ولا إي يا عمران!
مسكني من شعري وشدّ عليه بغِل وقال بغضب:
_ لو منطقتيش فينهُ حالًا هعمل أكتر من كدا.
بصيتلهُ بتحدي وغضب وقولت:
= طيب روح خدهُ من الحكومة بقى، إنت مفكر نفسك إي، مفكر إنك مالك الدنيا دي ومش هيبقى ليك حاكم ولا مُحاسب، ربنا مش بيحب الظلم ولا بيرضى بيه، ربنا مش هيسيبك لا هنا ولا في الأخرة يا عمران.
كلامي عصبهُ وفضل يضرب فيا بقوة وأم حازم حاولت تدافع عني بس زقها هي كمان وهي وقعت في الأرض مقدرتش تقوم تاني، إتعصبت من عملتهُ وقولت بإبتسامة عشان أعصبهُ أكتر:
= إضرب عادي، إتعودت كدا كدا، بي مكنتش أعرف إنك جبان لدرجة تقـ *تل أختي في الطريق برصاصة وتهرب، أو حتى تبلغ، أنا أعرف اللي مبيخافش ومش هامهُ حاجة دا يبقى في العلن مش في المستخبي يا عمران.
مسكني تاني من شعري وأنا في الأرض وقال:
_ زي ما قتـ *لت أختك هقتـ *لك والمرة دي حاضر زي ما بتتمني قدامك وش لوش.
خلص كلامهُ وبص وراه لواحد من رجالتهُ ومدلهُ إيدهُ وخد مسدس، وقف وصوبهُ ناحيتي وقال بإبتسامة:
_ كنت بحبك وناوي أديكِ ثروتي كلها، بس يلا خسارة فيكِ إنتِ غاوية فقر وموت.
غمضت عيني بقوة وأنا بتشاهد وشريط حياتي بيمُر قدامي ولكن قبل ما دا يحصل سمعت صوت حازم وصوت زناد أسلحة كتير وهو بيقول:
= نزل السلتح يا عمران إنت مُحاصر ومعانا تسجيل بإعترافك بالقتـ *ل دا غير الدلائل اللي سلمناها.
فتحت عيني وكان حازم واقف وفي وراه قوة كبيوة من رجالة الشرطة وماسك الموبايل اللي مفتوح على مكالمتي اللي كان فتح المكالمة فعلًا وهو في طريقهُ للقبض عليه وعرف من خلالها مكانهُ وكمان بقى معاه تسجيل إعتراف من عمران.
كنت ببتسم بسعادة وباصة لحازم بإمتنان وشكر كبير أوي، أخيرًا عرفت آخد حق أختي وأخلص من الكابوس اللي كنت عايشة فيه.
فعلً تم القبض على عمران السيوفي وبالمناسبة حتى بعد ما إتثبت إن هو فعلًا اللي قتـ *ل أختي بابا مكانش راضي نهائي عن اللي عملتهُ وإن فلوسهُ ومشاريعهُ وقعت، كنت الحقيقة ببُصلهم نظرة إشمئزاز على إن دي عيلتي ودي الحقيقة المُرة.
روحت الڤيلا وخدت كل حاجتي منها وكل الأوراق بتاعت الشقة اللي إشتريتها من شهر فات بدون علم حد وروحت عشان أقعد فيها بعيد عن كل اللي يخص حياتي القديمة.
بعد حوالي شهرين كنت لسة راجعة من الشغل وعملتلي كوباية هوت شوكليت وخرجت أقف في البلكونة وأنا شايفة الطريق والناس والزحمة، ولكن كل دا ميجيش حاجة في زحمة دماغي.
كنت بفكر في حازم وبفتكر الموقف اللي كان بيننا في البلكونة بتاعتهُ مع الهوت شوكليت، إبتسمت بهدوء وأنا مُشتاقة لكل الدفئ والحنية دي، طلعت موبايلي وبصيت فيه على أخر رسالة بيننا واللي كان محتواها "ربنا يسعدك في حياتك يا حازم مع حبيبتك الجديدة."
أه حازم كان مواعد واحدة بالحب والجواز بعد ما أنا إتجوزت بحوالي 7 شهور أو 9 تقريبًا مش فاكرة ومش دا المهم، المهم إنهُ دلوقتي غير مُتاح ليا، ودا الطبيعي وأنا مش بلومهُ أبدًا على إنهُ هيعيش حياتهُ زي ما أنا عيشتها حتى لو كانت مش بإرادتي.
ولكن المهم إن الحمدلله إتخلصت من الكابوس اللي إسمهُ عمران السيوفي وهقدر دلوقتي أعيش حياتي زي ما أما عايزة، مفيش قيود ولا في عائق ولا في شيطان في حياتي دلوقتي، ودا المهم بالرغم من إني لسة هتعافى من حُبي لـ حازم، ولكنني متأكدة إن اللي جاي كلهُ خير.
#هاجر_نورالدين
#قلب_مُحترق
#تمت