رواية ريم الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم مجهول
#قصة_ريم_الجزء_الثاني_والعشرين
..... إنصرفت الشرطة ودخل ممدوح الفيلا وهو يجر حقيبته قائلاً أهلا حبيبتي لقد أشتقت إليك ولأحضانك الدافئة ثم يترك الحقيبة ويمشي نحو ريم وقال هيا أخبريني أين تنامين حتى أبقي في الغرفة المجاورة لكي ولكن قبل كل شيء تعالي لحضني فقد أفتقدتك كثيرا ثم يفتح ذراعيه
تصده ريم بيدها فقد وضعت كفها على صدره وقالت أرجوك أبتعد عني فأنا متعبة ولا أقوى على الجدال معك وقبل أن تكمل حديثها تشعر بدوار وتكاد تسقط على الأرض فأمسك بها ممدوح وحملها لفراشها وقد فقدت الوعي فطلب لها الطبيب ويطلب منه الحضور بسرعة
بعدها بوقت قصير حضر الطبيب وكشف عليها وقال ممدوح
ماذا جري لها؟
قال لقد فقدت الوعي مرتين في خلال فترة بسيطة
قال الطبيب سيد ممدوح زوجتك ضعيفة جداً ويبدو أنها لا تأكل جيداً فلديها أنيميا شديدة ويجب أن تهتم بطعامها قليلاً الفترة القادمة من أجل صحتها وصحة الجنين ولقد كتبت لها بعض الفيتامينات وسأعلق لها محلولًا مغذيا الآن وعندما ينتهي تستطيع نزعه ولو أردت ممرضة للعناية بها سأرسلها لك
قال لا شكرا فأنا من سيهتم بزوجتي ولكن لماذا لا تزال فاقدة للوعي حتى الآن؟
قال الطبيب هي نائمة الآن فلا تقلق ولكن عليك ملاحظة المحلول واستخراج الكلونة في الوقت المناسب ويجب ألا تتعرض المريضة للإنفعال والتوتر أيضاً
قال حسناً سأهتم بالأمر
غادر الطبيب ثم جلس ممدوح بجوارها وهو يمسح على شعرها يبدو أنني قد جئت في الوقت المناسب حبيبتي
ثم يتممد بجوارها على السرير على جانبه الأيمن
وينظر إليها قائلاً:لقد إشتقت إليكِ كثيراً حبيبتي لقد مضت ثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما وعشر ساعات على فراقك، أنا أحسبها بالدقيقة فقد مضت عَليّا كأنها دهر كامل ماذا فعلت بي؟ لقد كنت في الماضي عندما ألمس فتاة يقل شغفي نحوها ولا تعود مهمة بالنسبة لي أما أنت فمثل الخمر كلما شربت منه أدمنته
ثم ينظر على الطاولة التي بجوار السرير فيجد دفتر يوميات فيتصفحه ويقرأ ما كتب فيه وهو يبتسم فوجد ريم قد كتبت
اليوم هو اليوم الأول في بيت جدي أنه قصر كبير ورائع ولكن أقارب جدي متكبرين قليلاً وخصوصاً ابن أخيه فالبرغم أنه وسيم جدا وقد خطف قلبي عندما رأيته لأول مرة ولكنه مغرور جداًلكن من الأفضل أن أبتعد عنه فهو حلم بعيد المنال ولن ينظر لفتاة عرجاء مثلي
ثم يقلب ممدوح صفحات أخرى ويقرأ
لقد رقصت اليوم معه وكاد يقبلني لقد شعرت برغبة في الاستسلام له ولكني منعته أن يلمسني لا أدري ماذا يحدث لي يبدو أنني أحببته
ثم يقلب عدة صفحات وقرأ لقد طردني اليوم من قصر جدي بعد أن كسر قلبي أنا أحببته بصدق لماذا يفعل ذلك معي ؟ أنا لم أؤذه في شيئ على العكس لقد منحته حبي دون قيد أو شرط
وبعد عدة صفحات يجد الورقة الأخيرة وقد كتب فيها
لقد رأيته اليوم في المكتب لقد أقترب مني كثيراً حتى شعرت بأنفاسه الساخنة على وجهي أنا مشتاقة إليه جداً وكنت أرغب في أن أعانقه ولكني لن أعود له أبداً ثم يقرأ ماكتبته من شعر
الحب معركتي والغدر آلامني ولما خسرت العشق خسرت أحلامي
أدركني يارب قد كان لي قلبي ونور أيامي ظننت أن جراح السيف تؤلمني ولكن سهم الحب مزقني وأرداني
وقد خسرت المال لم يهمني وعندما خسرت الحب أوجعني وأبكاني
قال لقد أذيتها يافتي وحطمت قلبها وجعلت سقتها فيك تنكسر، لقد أحبتك بصدق، ومع أنك كنت تعرف ذلك جيداً ولكنك خنتها متعمداً من أجل حفنة أموال لذا يجب أن تحاول بذل كل جهدك لتسترجع ثقتها وحبها مرةً أخري وعليك أن تتحمل رفضها لك حتى يحن قلبها من جديد
حسنا لقد أنتهي المحلول سأنزعه من يدها ثم ينظر إليها لقد إشتقت إليك حياتي ومنذ أن تركتني وأنا لا أشعر بطعم للحياة، لقد حاولت جاهدا أن أنساك أحياناً مع نريمان وأحياناً في البارات مع صديقاتي ولكني لم استطع نسيانك
أتعرفين لماذا؟ لأن هذا الفتي المغرور يحبك بكل جوارحه وسوف يتخلي عن غروره لأجلك ولأجل ابني القادم
ثم ينظر إليها آه يافتاتي أنا السبب في هذا البعد وعلى أن أتحمل عنادك حتى أستعيدك مرةً أخرى ثم يضع رأسه على الوسادة ويغلق عينيه وينام
تستيقظ ريم في صباح اليوم التالي فتجد نفسها على السرير وقد لف ممدوح ذراعيه حولها فتبعد يديه وتجلس فزعة
لما أنت هنا
يستيقظ ممدوح وهو يدعك عينيه ثم يميل نحوها قائلاً:
لقد أمسكت بيدي أمس وتوسلتي إلي أن أبقي معك ولا أتركك أبداً فأشفقت عليك ونمت بجوارك
أبعدته عنها ريم وقالت أيها الوقح أخرج من غرفتي فوراً
قال تصحيح صغير غرفتنا وليست غرفتك فأنا زوجك وأبو أبنك
قالت لو فعلتها مرةً أخري سألقي بك خارج الفيلا
قال حبي لو فعلت ذلك ستدخلين السجن ، فأنا هنا بقرار محكمة لرعايتك أنتِ والطفل فكفاك عناداً واستسلمي لحبيبك
قالت أفضل البقاء في السجن علي البقاء معك في مكان واحد
قال آسف حبيبتي لن أصدقك، فلقد قرأت دفتر يومياتك بالأمس وعرفتُ أنك تذوبين عشقاً فيّ وقد كتبت في حبي شعراً فأنت الآن تكذبين وتقولين عكس ما تشعرين به نحوي
فدعك من هذا الكره الزائف وتعالي لاحضان زوجك الذي يحبك ثم يفتح ذراعيه
قالت يالك من وقح وكيف تجرأت وقرأت شيئاً يخصني ثم تمسك بالدفتر وتضعه في الدرج وتغلقه
مال ممدوح على بوجهه وقال لا داعى لأن تخفيه هكذا، فلن أمسكه مرة أخرى فقد قرأته كله يا حبي حتى أخر ورقة وعرفت كل أسرارك
قالت أخرج من غرفتي فوراً
قال سأخرج ولكن بعد أن أتأكد أنك تناولت الإفطار
ثم ينادي على الخادمة صوفيا هاتِ الطعام من فضلك
قالت ريم لا شأن لك أنا لا أتناول شيئاً بعد أن أستيقظ
قال أنا لا أهتم بك بل أفعل هذا من أجل طفلي وأنا لا أحب أن يعتاد صغيري على عدم الإفطار