رواية قلب في المنفي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم هدير محمد
البارت الـ 22 من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
في الليل.... في غرفة آدم...
كانت أسيل تضُب و ترتب ملابسها داخل الحقائب لتستعد للرحيل... فتحت دولاب آدم... نظرت كيف ملابسه مرتبة بعناية و دقة و مُنظم في كل شيء... ابتسمت لوهلة... فهي طالما تمنت ان تتزوج رجلا منظمًا لأنها مهووسة بالنظام و الترتيب... آدم هكذا... منظم في كل شيء... لكن آدم لم يكون زوجها بعد الآن... إلتقطت عينها الهودي خاصته... ذلك الهودي ارتدته هي بعد اول ليلة قضتها معه ڪزوجته بموافقتها و رضاها و بكُل حُب... عندما اعترف لها انها أول فتاة اخذها بين احضانه و لمـ,ـسها... فرحت في لحظتها ظنًا منها انها ستستطيع ان تكون اول فتاة يحُبها... لكن خاب ظنها... لانه قلبه مُظلم و لم يرى حُبها له... بل لم يعطيه قيمة من الأساس و سخر من مشاعرها و حطمـ,ـها...
امسكت أسيل الهودي... نظرت له و على شفتاها ابتسامة لكن حزينة... ضمته لصدرها و تشتم رائحة آدم الذي فيه... طبقته و وضعته داخل الحقيبة...
خرجت أسيل من غرفة الملابس و هي تنظر للغرفة و لكل ركن فيها... يبدو انها ستفتقد تلك الغرفة رغم كَم الذكريات الحزينة التي عاشتها في داخلها معه... لكن هي تتذكر الذكريات الجميلة فقط...
" انتي اول بنت ألمسـ,ـها... عمري ما توقعت ان ممكن في يوم اضعف بسبب بنت... انتي البنت الوحيدة اللي قدرت تهد*م حصوني و تخليني اضعف بالشكل ده... من اول ما قابلتك و انا بتعذ*ب بسببك... اتجوزتك عشان انتي نضيفة و متستاهليش اخدك في الحر*ام... لما لمـ,ـستك لأول مرة كنت بِكر زيك "
' هتبرد كده '
" مش مهم... انتي تدفيني... عيونك حلوين... بيتوهوني لما ابص فيهم... كأني بتخدر... " انا ملاحظ ان من اول ما قولتلك انتي اول بنت اقرب منها و انتي بتقربي مني بنفسك "
' الصراحة انا مكنتش طيقاك في الاول و كنت مفكرة انك مدورها مع البنات '
" لا... انا مدورها معاكي انتي بس "
' اتلـ,ـم... انا مراتك '
" كويس عشان اخد راحتي معاكي "
" أسيل... انتي جميلة اوي "
ابتسمت بأ*لم و نزلت دمعة من عيناها... هي ظنت ان من تلك الليلة سوف يُحبها و يكون حبيبها و زوجها... لكن تلك من تلك الليلة كانت نهاية حُبها الذي احبته له... نهاية حُبها الذي من طرف واحد ! تمنت أن يُحبها كما يحُب شكلها... لكن لا... لم يحدث هذا...
وقعت عيناها على زجاجات عِطره... اقتربت منهم... امسكت الزجاجة التي عند نصفها... تلك التي يرُش منها دائمًا... التي عندما يُرش منها الغرفة كلها تكون برائحة هذا العِطر الرجالي المميز... امسكت الزجاجة و نظرت لها لوهلة... وضعتها ايضا في الحقيبة... هي تريد الاحتفاظ بأي شيء له... لعل هذا يواسي قلبها قليلا... اغلقت الحقيبة و وضعتها جانبًا... فتحت درج الجوارب لتبحث عن جوربها الوردي... وضعت يدها لآخر الدرج و امسكت شيء... شدته و كانت صورة مقصوصة ظاهر فيها آدم فقط... كان مُبتسم بشكل جميل في الصورة كأنه مُبتسم من قلبه ليس بإصطناع...
' طب هي الصورة متبهدلة كده ليه ؟ و كمان نصها مقـ,ـطوع...
نظرت فيها ثم لاحظت على كتفه في صورة... هناك يد فتاة... من تلك الفتاة ؟
ظلت تفكر لكن لم تعرف... فهي لا تعرف شيء عنه غير الذي يظهره لها... و لم تبحث من ورائه من قبل... ربما تلك صديقته ؟ عشيـ,ـقته ؟ لكن هو قال ان أسيل هي اول فتاة يقترب منها... هل كان يكذب عليها و لديه عشيـ,ـقة ؟ لماذا تلك الصورة مُلقاه هنا و مُهملة ؟ ظلت تتراكم الأسئلة في رأسها... قررت ان تسأل ناهد... ربما هي تعرف اي شيء بخصوص تلك الصورة...
كانت ناهد جالسة في الصالون و تشرب قهوتها... رأت أسيل آتية اليها و قالت
* تعالي يا أسيل... ليا كتير مقعدتش معاكي...
جلست أسيل جانبها و قالت
' هو انا ممكن اسألك على حاجة بخصوص آدم ؟
* اه طبعا...المرة دي عايزة تعرفي اكتر أكلة بيكرهها ولا ايه ؟
' لا مش كده خالص...
* طب قولي...
صمتت لوهلة ثم أرتها الصورة و اشأرت على يد الفتاة التي على كتف آدم و قالت بضيق
' لقيت الصورة دي و نصها مقطـ,ـوع و في ايد بنت على كتفه... هو آدم عنده وحدة كده بيحبها ؟
* مش فاهمة سؤالك... انا اللي اعرفه انه بيحبك انتي...
ابتسمت أسيل بحزن... هي كانت تتمنى ان يحبها لكن لم يحدث ذلك...
* سكتي ليه ؟
' انا اقصد قبلي انا... كان فيه وحدة في حياته ؟!
تركت ناهد فنجان القهوة و نظرت لها بغرابة
* انتي متعرفيش ؟
' اعرف ايه ؟
* يبقى آدم مقالكيش...
' يقولي ايه ؟
* بصي اعذريني... طالما هو مقالكيش حاجة لحد الآن يبقى مش حابب تعرفي حاجة... مقدرش اقول حاجة من غير اذنه... آدم حساس شوية في الحوار ده...
' حوار ايه ؟ انا عايزة اعرف... تصرفاته معايا غريبة... مش عارفين نعيش سوا... هو غريب و انا مش فهماه... و قالي انه مكنش كده و هي السبب و هي اللي دمر*ته... مين دي ؟ انا عايزة اعرفها...
* هتستفيدي ايه لما تعرفي يا أسيل ؟
' على الاقل اعرف هو ليه مش بيحبني و هنطلق على اساس كده...
* انتي و آدم هتطلقوا ؟!!
' ايوة بكره...
* ليه كده يا أسيل ؟
' هو مش بيحبني و كذا مرة يضايقني بسبب الحوار ده... انا مش عايزة اعيش مع راجل مش بيحبني... مش هعرف اصلا اكمل معاه... اخيرا اتفقنا على الطلاق بدون مشاكل... بس برضو قلبي يقولي ان القرار ده مش صح...
* ايوة فعلا مش صح... بقا آدم ده مش بيحبك ؟! ده كفاية نظراته لوحدها فاضحاه انه بيعشقك مش بيحبك بس...
نظرت أسيل للأرض و بكت و قالت
' انا بالنسباله مجرد نذ*وة و عدت... هو قالي كده بنفسه...
* لا متصدقهوش ده كذاب... بيقولك كده عشان تبعدي عنه...
' حتى لو بيكذب خلاص مفيش اي حاجة هتخلينا نكمل في الجواز ده...
* لا في يا أسيل... آدم بيحبك و مهما قالك كلام زعلك بيه فهو قاصد يبعدك عنه... آدم بيخاف انه يتعرض للخيا*نة تاني...
' بس انا مخنـ,ـتهوش... والله وسط المشاكل اللي بينا انا محطتش عيني على راجل تاني...
* مش انتي... هي خا*نته...
' مين هي ؟!
* نور... نور خا*نته...
' نور مين ؟!
* مرات مراد...
تفاجئت أسيل و اتسعت عيناها بصدمة و احست انها لسانها عَجز عن الكلام و اومأت لها ناهد لتأكد على ما قالته مرةً اخرى...
' يعني ايه ؟ نو... نور... مرات مراد اخوه... هي اللي خا*نته ؟
* ايوة هي...
' هي متجوزة مراد... يبقى ازاي خا*نت آدم ؟
* خا*نته مع مراد...
صُدمت أسيل و قالت
' ازاي و امتى ؟!
* تعالي ورايا يا أسيل...
ذهبت أسيل الى غرفة ناهد و اغلقت الباب... جلست على طرف السرير و أسيل جلست جانبها... تنهدت ناهد و قالت
* بصي انا هحكيلك لسبب واحد... ممكن ده يخليكم تراجعوا نفسكم في قرار الطلاق... لكن لو آدم سألك مين قالك ده كله... متجبيش اسمي عشان ممكن يضايق مني...
' لا متقلقيش مش هقوله حاجة... بس احكيلي...
* بصي آدم اتعرف على نور من خلال شغله... اعجب بيها و عرفوا بعض لفترة لحد ما حَبها و خطبها رسمي من اهلها... حرفيا بقا شخص تاني بيها... كان بيحبها بجد... كلنا كنا مبهورين بحُبهم لبعض... بس آدم بس كان حُبه ليها حقيقي و من قلبه... أما هي لا... كانت روحه فيها... يعني هي عوضته عن المعاملة الجافة اللي عاشها و هو صغير... فريد كان مشغول بشركته و نرمين أنا*نية شوية و كانت شايفة انها لو اهتمت بأدم أو قضت وقت معاه ده ممكن يعجزها بدري و كان كل همها اصاحبها و الشوبينج و الخروجات... المهم نور لعبت على الحتة دي كويس... خلته يحبها و يتعلق بيها تعلق رهيب... كان مستني اليوم اللي هيتجوزوا فيه... كان مبسوط و هو بيحضر لجوازه منها و ليوم فرحه بكل حماس و فرحه كانت واضحة في عيونه و ضحكته... بس ياريته ما جه اليوم ده !
F
من أربع سنوات....
كان آدم في غرفته يقف أمام المرآة و معه صديقه مصطفى يساعده في إرتداء بدلته لزفافه... ظَبَط له مصطفى القميص الأبيض و الببيونة السوداء على رقبته...
* اظن كده ظبطت...
نظر آدم في المرآة و الابتسامة على لا تفارق وجهه
" ايوة كده ظبطتها كويس احسن من الأول... معلش تعبتك بس صحصح معايا يا مصطفى النهاردة بلاش غباء...
* والله انا مصحصح بس انت حماسك زايد النهاردة و شوية هتفر*قع من الفرحة...
" طبيعي افرقع من الفرحة يا مصطفى... النهاردة كتب كتابي عليها !!
* الف مبروك يا صاحبي... هااا هتلبس جاكت البدلة ولا لسه في حاجة تانية ؟
" لا مفيش... هلبس الجاكت...
ابتسم مصطفى و اخذ الجاكت من الشماعة و ساعد آدم في إرتدائه... نظر آدم لنفسه في المرآة و قال
" شكلي حلو ؟
* جامد... البدلة تحفة عليك... خايف احسدك...
" لا لا متحسدنيش... مش ناقص عينك...
* طيب يا عم... هسيبك تقول اللي عايزه عشان النهاردة ليك... ياااه يا آدم... هتودع العزوبية يا صاحبي و تسيبني ؟
" يا عم انا مالي بيك... روح اتجوز يا مصطفى...
* طالما انت عملتها... هعملها انا قريب... و هطلع عينك في البدلة زي ما طلعت عيني كده...
ضحك آدم و ارتدى ساعته...
* بقولك ايه انا نازل اشوف الجو تحت و جاي تاني...
" مش عايز غلطة النهاردة...
* من عيوني يا عريس...
ابتسم آدم و مصطفى خرج... امسك آدم هاتفه و إلتقت صورة له أمام المرآة... نشرها على الانستا و كتب عليها " دي آخر صورة اتصورتها لوحدي... الباقي هكون مع حُب حياتي "
اغلق هاتفه و الابتسامة على شفتاه... نظر لغرفته المُزينة بالورود بطريقة جميلة... هنا سيقضي فيها ليلته الأولى معها... ستكون معه و في حضنه كما تمنى و انتظر تلك اللحظة... ستكون زوجته !!
رن عليها و رد عليها بهيام
" مراتي الامورة خلصت ؟
* اه قربت... ربع ساعة كده و هكون عندك...
" كويس... انا مش مصدق نفسي... كنت حاسس ان اليوم ده بعيد اوي...
* اهو جه يا حبيبي...
" بحبك اوي...
* انا اكتر... هقفل عشان اركب العربية و اجيلك...
" سلام يا حبيبتي !
اغلق هاتفه جاء مصطفى و قال
* كل حاجة تمام تحت... الناس مستنياكم...
" انا هنزل دلوقتي...
* طب و نور ؟
" خلاص جاية على هنا...
* طب يلا انزل يا عريس... سَلم على المعازيم لحد ما تيجي عروستك...
ابتسم آدم و نزل للأسفل... كان حفل الزفاف بسيط و راقي في حديقة القصر الواسعة و كل شيء مُزين بالورود و الستائر البيضاء و السماء صافية و الجو جميل... رحبوا الناس به و باركوا لهم و هو كان في غاية سعادته... رآه فريد و قال
* البدلة جامدة عليك... الف مبروك يا ابني !
" الله يبارك فيك يا بابا...
عانقه والده بحُب و بادله آدم العناق... ابتعد عنه و قال
" فين رنا و مراد ؟
* رنا هناك اهي واقفة مع امك و مراد قال هيجيب حاجة و جاي...
" ماشي...
جاءت رنا اليه و قالت
* شكلك تحفة اوي يا آدم...
" تسلميلي يا رنون...
اقتربت نرمين منه و عانقته و فرح آدم لانها نادرًا ما تعانقه... بادلها العناق بحُب و هي قالت
* الف مبروك... ربنا يسعدك يا ابني...
ابتسم و ابتعد عنها و قَبَل رأسها... امسكت رنا يده و اخذته للأمام عند المكان الذي سيجلس فيه هو و نور...
* اشرفت بنفسي على الزينة زي ما انت شايف... ايه رأيك ؟
" حلو اوي يا رنا... تسلم ايدك...
عانقها و هي كانت سعيدة بأن أخاها الاكبر سيتزوج... ابتعد عنها... جاءت ناهد قالت بفرح
* والله كبرت يا آدم و بحضر فرحك كمان !
" الايام بتجري بسرعة يا مرات عمي...
عانقته ناهد و بادلها العناق و ربتت على ظهره... ابتعدت عنه و حاوطت وجهه بكفوفها و قالت
* شكلك قمر بالبدلة... و ابتسامتك الحلوة دي زادتك وسامة... ربنا يفرحك كمان و كمان... يارب اعيش لحد ما اشوف ولادك...
" بعد الشر عليكي يا ناهد هانم... متقلقيش... شوية قدام و هتلاقي عيالي بيجروا حواليكي...
* هربيهم على ايدي زي ما ربيتك...
" هبقى مطمن لانك هنا و معاهم...
* حبيبي... بقولك مشوفتش مروان ؟
" سلم عليا هو و خالد و راحوا يخمسوا بالعربية...
* ياراابي على الولد ده !! هيعمل مخالفة انا متأكدة... كل شوية ياخد مخالفات و عربيته يتحجز عليها و ادفع غرامة عشان اخدها... طب اعمل ايه فيه يا آدم ؟ اعمله كُفتة ؟
" مش للدرجة دي يا مرات عمي... هو مبسوط بالعربية عشان لسه جديدة... مش انتي اللي وعدتيه لو نجح في الثانوية هتجبيله عربية ؟ اهو ذاكر و نجح و جبتيله عربية...
* يكمل الكلية بس و اجوزه اخلص منه...
" انتي بتحبيه موت...
* اوي... هروح الحقه قبل ما يدوس حد...
" بس بالراحة يا مرات عمي... مش عايزين دم الواد لسه صغير برضو...
* لا متقلقش... هم كام بوكس في وشه عشان يتعدل... فكك و ركز في يومك يا عريس يا قمر...
" تسلمي يا ناهد هانم...
ابتسمت له و ذهبت تبحث عن ابنها الشقيّ... جاء مصطفى و ظل يدردش معه و آدم لم يكن مركزا معه لانه ينتظر اللحظة التي ستأتي فيها إليه بفستانها الأبيض الجميل و تكون زوجته...
بعد نصف ساعة و اكثر... كان آدم مُمسك بهاتفه و يتصل على نور مرارًا و تكرارًا لكن لا يوجد رد... قلق و قال
" اتأخرت اوي... و مش بترد عليا !! ليكون حصل حاجة ؟
* ممكن زحمة في الطريق...
" بس المكان مش بعيد عن هنا...
* انا هروح اشوفها... يمكن حصلت مشكلة و آخرتها...
" هاجي معاك...
* لا خليك هنا... لو مشيت الناس هيفكروا ان فيه حاجة... متقلقش انا هتصرف و اتابعك بالتليفون...
" ماشي يا مصطفى...
ذهب مصطفى و ركب سيارته و انطلق... و آدم يحاول السيطرة على قلقه
" ان شاء الله تكون بخير...
كان كل هَمِه ان تكون بخير ولا يحدث لها مكروه... مَرت دقائق و دقائق و لم تأتي... جاء المأذون و دخل القصر... جلس على الطاولة و آدم يقف على مسافة منه و بيده هاتفه و يرن على مصطفى... ايضا لا يوجد رد !! كانت عائلته يقفون حوله... قالت ناهد
* مصطفى كمان مش بيرد !!
" مش عارف ليه ؟... هو قالي هتابعك بالتليفون... مش فاهم في ايه ؟ و نور لسه مجتش ليه ؟!
* ليكون في مشكلة معاها ؟
" كلمتها من شوية و انا فوق... قالت انها جيالي و صوتها كان عادي... اكيد حصلها حاجة... مش هقعد هنا استنى... انا هروحلها...
قالها و تقدم ليذهب لكنه وقف عندما وجد مصطفى آتٍ اليه و معه فتاة ثلاثينية... قال آدم بغضب
" كنت فين ؟ و برن عليك مش بترد ليه ؟
* غصب عني يا آدم... ملحقتش ارد...
" يعني ملحقتش ترد ؟! و فين نور ؟!
* اهدى يا آدم لو سمحت... مينفعش تتعصب كده...
" نور غايبة بقالها اكتر من ساعة و تليفونها اتقفل و تقولي اهدى !!
* انا جبتلك مريم اهي اسمع منها...
" مريم مين ؟
اشار مصطفى بيده الى الفتاة التي بجانبه... نظر اليها آدم و قال
" مين دي ؟
* دي صاحبة البيوتي سنتر اللي نور قالتلك انها هتعمل الميكب عندها... انا روحتلها و اتكلمت معاها و عرفت ان ده كله كذب في كذب و نور محجزتش ولا جات عندها النهاردة اصلا...
تفاجئ آدم و قال مصطفى لمريم
* مريم... اتكلمي لو سمحتي...
اومأت له و تقدمت من آدم الغاضب بخوف و قالت
* انا محدش حجز عندي لمكيب فرح بإسم نور الصاوي او آدم نصار... و معرفش مين نور دي اصلا... و النهاردة معنديش عرايس اجهزها... و تفاجئت لما لقيت استاذ مصطفى عندي بيسأل عليها و هي مجتش اصلا و استاذ مصطفى طلب مني اجي اقولك ده بنفسي... والله وحياة ابني انا معرفش مين نور دي ولا شوفتها ولا كلمتني تحجز عندي... مفيش حاجة حصلت من دي...
تفاجئ آدم و احمرت عيناه و جمع قبضته بغضب و قال
" يعني نور فين دلوقتي ؟!!
قال مصطفى بحزن
* مش موجودة... صحابها ميعرفوش هي فين... و كذلك اهلها... لتكون هربت ؟
غضب آدم و امسكه من ياقة قميصه و صرخ فيه قائلا
" اخرس يا مصطفى و احترم نفسك !! نور ايه اللي هربت ؟ و تهرب ليه اصلا ؟! انت سامع نفسك بتقول ايه على مراتي ؟! لو لسانك اتجرأ عليها تاني والله هقـ,ـتلك !!
التمت الناس حولهم و ابعدوا آدم عن مصطفى الذي غضبه كان سيعميه و يضِر صديقه... و مصطفى حزين من حالة صديقه... كان آدم يتنفس بغضب و الناس ينظرون له و تعالت الاحاديث بينهم * لماذا لم تأتي العروس ؟ *
وسط صمت آدم و عائلته قال المأذون
• يا شباب فين العروسة ؟ انا عليا كتب كتاب تاني بعدكم و مش عايز اتأخر... انجزوا يلا...
نظر له آدم بحزن و قال
" معلش نستنى شوية كمان... هي هتيجي... انا متأكد !
مازال لديه أمل ان تأتي ! لكن لا جدوى من الإنتظار و فريد ينظر لابنه المُمسك بهاتفه و يرن عليها بإستمرار و هاتفها مُغلق... قلبه انفطر على ابنه الذي مازال ينتظر قدومها و لم ييأس... هي تحبه بالتأكيد ستأتي و يكون تأخيرها هذا بسبب مشكلة حدثت معها... مرة نصف ساعة... لم تأتي... اقترب فريد من ابنه و قال
* آدم... نور مش هتيجي...
" لا هتيجي !!
قالها بإنفعال ثم اكمل
" استنوا شوية... والله هتيجي !
* يا آدم افهم... واضح انها هربت... بلاش تستنى حاجة مش موجودة...
" و هي هتسيبني ليه ؟! انا عملت ايه عشان تسيبني ؟
قالها بحزن و الدموع في عيناه... لم يعرف فريد ماذا يقول... وضع مصطفى يده على كتف آدم و قال
* لو كانت هتيجي كانت جات من بدري... مجتش برضو و ملهاش أثر... خلاص مش هتتجوزوا...
اعتصر آدم عيناه بغضب و نهض دخل القصر أمام أولئك الناس الذي يتحدثون عنه و عن نور التي تركته يوم زفافه...
* خاااالد...
• نعم يا عمي ؟
* الفرح خلاص اتلغى... اعتذر للمعازيم بالنيابة عني و خليهم يمشي... و المأذون حاسبه و خليه يمشي يشوف شغله... و خلي الخدم يشيلوا الكراسي و الزينة و الأنوار دي...
• حاضر يا عمي...
بدأ الناس بالذهاب و المأذون ايضا ذهب... و الخدم بدأوا بإعادة كل شيء كما كان... اُطفأت الأضواء... نُزعت الزينة... انتهى الزفاف الذي لم يُقام !!
كانت ناهد بجالسة بجانب آدم الجالس على الاريكة في الصالون و يهز قدمه بغضب و عيناه حمراء من الغضب و صامت بشكل لا يُبشِر بخير... كانت ناهد تربت على ظهره و تقول
* اهدى... كل حاجة هتتحل...
لم يرد بل لا يسمع الذين من حوله... كل ما يفكر فيه... أين نور و لماذا لم تأتي ؟ لماذا تركته ؟
كانت العائلة كلها حول آدم و حزينين عليه... لاحظ فريد ان مراد ليس موجودا معهم... اتصل به و هاتفه مغلق... هذا آثار الشك في داخله لكن لم يركز كثيرا في هذا لان كل تفكيره في آدم الآن... نظر فريد لمصطفى و قال
* مفيش اي حاجة عنها ؟
نفى برأسه بحزن... وسط هذا الصمت... وصلت رسالة على هاتف آدم... فتح آدم هاتفه في الحال و هو يقول
" أكيد هي !
فتح الواتساب و رأى الرسالة منها هي بالفعل... ابتسم وسط دموعه و قال
" اهي بعتتلي... قولتلكم نور مستحيل تسيبني...
فتح المحادثة و قرأ الرسالة بلهفة " معلش على الموقف المُحرج اللي حطيتك فيه قدام زمايلك و الناس... انا مش هتجوزك يا آدم... انا مش بحبك اصلا... انا كل ده كنت بمثل و انت صدقتني... انت مغفل اوي... انا مش بحبك انت... انا بحب مراد... اه مراد اخوك... انا عملت كل ده عشان اوصله و اجتمع بيه عن طريقك انت و اتجوزه هو لاني بحبه اوي... دلوقتي انا و هو لسه راكبين الطيارة... و قبل ما تغلط فيا... انا و مراد اتجوزنا و هبعتلك صورة قسيمة الجواز... حيبت ابعتلك المسدچ دي عشان تتأكد اني سيبتك و متستناش على أمل مش موجود "
صُدم آدم مما قرأه و مع كل كلمة كان يقرأها... قطعة من قلبه تنكسـ,ـر تلو اخرى... رأى قسيمة الزواج... نزلت دموعه من عيناه و يقرأ الرسالة مرة و مرتين و ثلاثة... لا يصدق ان تلك هي نور الفتاة التي أحبها !! عائلته لم تفهم صمته و رأى فريد دموعه و قال بقلق
* آدم... نور قالتلك ايه ؟ حصلها حاجة ؟
نظر له آدم بحزن و قال
" نور خا*نتني و هربت مع مراد !!
تفاجئوا كلهم و قال فريد
* ايه اللي انت بتقوله ده ؟ مراد استحالة يعمل كده...
" بس عمل اهو... اخدها مني و اتجوزها... سابتني و خا*نتني معاه !
قال آخر كلمة بإنفعال و هو يضر*ب الهاتف على الارض... نهض و ذهب لغرفته... اخذت ناهد الهاتف من الارض الذي شاشته كُسـ,ـرت من قوة اصطدامه بالأرض لكن مازال مفتوحًا... قرأت ناهد الرسالة و رأت قسيمة الزواج... شهقت بصدمة و اخذ فريد منها الهاتف و رأى الرسالة و قسيمة الزواج و اتصدم... نظر لعائلته و قال بغضب
* مراد اتجوز نور !!
في غرفة آدم... كان يقف في منتصف الغرفة ينظر لها و كيف هي مُزينة لإستقبال زوجته و حبيبته... لكن لم تأتي و تركته يوم زفافه و خا*نته ! خلع آدم جاكت بدلته و ألقاه على الارض و دَهس عليه بقدمه... و الكلام الذي كان في الرسالة يتردد في اذنه " انا مش هتجوزك يا آدم... انا عملت كل ده عشان اوصله و اجتمع بيه عن طريقك انت و اتجوزه هو لاني بحبه اوي... انا كل ده كنت بمثل و انت صدقتني... انت مغفل اوي "
صرخ غاضبًا و هو يحطم كل شيء بالغرفة و امسك زجاجة العِطر ألقاها على المرآة و كُسـ,ـرت لقطع و سقطت على الأرض... نزع الورود من السرير و قطـ,ـعها و دهس عليها بقدمه حتى تفتت... امسك برواز صورتهم التي على الكمود و نظر لها و قال بصوت مكسـ,ـور
" انا مش مغفل... انا وثقت فيكي و اديتك قلبي و كل مشاعري !!
ألقى البرواز على الارض و دهس عليه بقدمه حتى كُسـ,ـر الزجاج خاصته... نظر لتذكرتان السفر التي على الكمود... كان ينوي ان يقضي شهر العسل معها في فرنسا... لقد تشوق كثيرا ان تسافر معه و هي زوجته و يقضي معها اوقاتً جميلة... امسك التذكرتين و قطعهم بغضب.... ظل يُكسـ,ـر في كل شيء بالغرفة ڪالمجنون... جلس بين ركام غرفته و ضَمَ نفسه بيداه و يتذكر كلامه لها " انا من اول ما عرفتك و انتي سكنتي في قلبي... انتي و بس " " هخليكي أسعد وحدة في الدنيا... انا محظوظ لأنك معايا " " امتى نتجوز يا نور ؟ نفسي اصحى على وشك الحلو ده و تكوني في حضني " " هخلف منك دستة عيال... و البنات هسميهم على اسمك لانك نورتي حياتي بوجودك فيها... انا بحبك اوي " ظل يبكي ڪالطفل... لقد تحطـ,ـم قلبه النقيّ... لقد تد*مرت و ذهبت جميع احلامه في الهواء... كيف خا*نته ؟ كيف استطاعت ان تكسـ,ـر قلبه بتلك الطريقة البشعة ؟ ماذا فعل لها لتفعل به هذا ؟ كانت الأسئلة تدور في رأسه و ليس لها إجابة... انه مُغفل بالفعل كما قالت... مُغفل لانه أحبها و وثق بها و سَلم لها قلبُه و هي دهست عليه كأنه لا شيء !
B
كانت الدموع تنزل من عيون أسيل و هي تسمع كل ما قالته ناهد لها عن علاقته بنور... لقد تأ*لم قلبها مما سمعته... كيف كان شعور آدم في تلك الأيام ؟ بالكاد تد*مر بالكامل... لم يثق في قلبه منذ ذلك اليوم... لم يَعُد يستخدمه... لم يُحب مجددا... لانه خائف... خائف ان يقع مجددا في نفس الفخ... و اقتنع ان الحُب مجرد كذبة للخداع و الألم...
مسحت ناهد دموع أسيل بيداها و قالت
' هو ازاي فضل ساكت ده كله و ازاي مقاليش حاجة ؟!
* غصب عنه يا أسيل... آدم اصلا مش بيحب يفتكر اليوم ده... اليوم ده كان بالنسباله صعب اوي... دخلنا لقينا اوضته كلها متـ,ـكسرة كأن إعصار عدى فيها... اخد فترة اكتئب فيها... قعد سنتين بياخد حبوب للإكتئاب بكمية كبيرة لدرجة انه اتحجز في المستشفى بسبب انه بياخدها على طول... اتغير اوي... آدم كان اكتر شخص فرفوش هنا... بقا دلوقتي كئيب و ساكت و بيضحك بالعافية... كان بيحب القصر و العيلة و مكنش بيبعد عننا لحظة... دلوقتي بقا بيبعد عن هنا كتير... ساعات يسافر او يروح اماكن احنا منعرفهاش... و يغيب بالشهور منعرفش مكانه و بيظهر على مزاجه و هكذا لحد ما عدت الـ 4 سنين دول...
' عشان كده هو اضايق لما مراد قال ان نور حامل ؟
* اه... آدم بيحب الأطفال اوي و من زمان نفسه يبقى أب...
تذكرت أسيل كلامه " لو الحُب بيفضل موجود كان زماني أب دلوقتي... انتي متعرفيش حاجة ف الافضل متحكميش عليا من تصرف عملته مع اني اعترفت بغلطي "
كان الأ*لم الذي حاول يخفيه واضح في كلامه... حزنت أسيل و صمتت... امسكت ناهد ذقنها و رأسها لتنظر إليها
* أسيل... انتي بنت جدعة و بنت حلال... لو سمحتي متسبيش آدم... انا اول مرة اشوف آدم كويس عشان انتي معاه... متسيبهوش...
' بس هو وافق اننا نطلق !
* بيكذب على نفسه و عليكي يا أسيل... اوعي تصدقيه... آدم من النوع اللي بيعرف اوي يخبي ألمـ,ـه و مشاعره... صعب يقولك اللي انا قولته ده لانه مش بيحب يشوف نفسه ضعيف في نظر حد و في نظر نفسه... هو بيحبك انا متأكدة... بس صعب يعترفلك بحُبه... خليكي معاه و ساعديه يتغلب على مخاوفه دي... هو محتاجك جمبه و انتي دواه... إياكي تسبيه...
اومأت لها أسيل وسط دموعها و ابتسمت ناهد و اخذتها في حضنها...
' انتي طيبة اوي يا ناهد هانم... و بتحبي آدم بجد...
* لازم احبه ده ابني التاني... دايما واقف معايا و مخلنيش احتاج لحد بعد مو*ت جوزي... آدم جدع و راجل... بس حظه وحش انه وقع مع نور الحر*باية دي... بس خلاص انتي موجودة اهو و انا متأكدة انك هتعرفي تخليه يعترفلك بحُبه و يثق فيكي...
' وعد مني ليكي... انا مش هسيبه... هفضل معاه...
* بتحبيه ؟
' اوي...
قالتها بعفوية فضحكت ناهد و خجلت أسيل قليلا
* كنت عارفة انك بتحبيه... طالما بتحبيه كده ليه رايحة تطلقي منه بكره ؟
' عشان كنت مفكرة انه مش بيحبني أو بيعرف وحدة عليا...
* آدم يعرف وحدة عليكي ؟ عيب عليكي ده تربيتي أنا... آدم متربي ملهوش في الكلام ده... بس لو يبطل خمـ,ـرة هيبقى فُلة... خليه يبطلها يا أسيل...
' حاضر... انا هرجع الاوضة... تلاقيه جه من بدري...
* ماشي...
*****************
كانت أسيل في غرفتها و تتصل على آدم... لكن هاتفه مغلق...
' هو قفل تليفونه ليه ؟!
جلست على طرف السرير و تفكر... تذكرت ان لديها رقم صديقه... بالتأكيد انه معه الآن... اتصلت عليه و رد
' ازيك يا استاذ مصطفى ؟
* بخير يا مدام أسيل... هو في حاجة حصلت مع آدم ولا ايه ؟
' لا... بس هو مش موجود... برن عليه و تليفونه مقفول... هو معاك في الشركة ؟
* لا... مشي من بدري اصلا...
' يعني ايه مشي من بدري ؟ طب راح فين ؟
* والله معرفش... اصلا لسه عارف من شوية انه مشي...
' طب انا عايزة اروحله... تقدر تعرفلي مكانه ؟
* اه هحاول و ارد عليكي...
اغلقت الهاتف و قلقت قليلا... لا تنسى تعابير وجهه الحزينة عندما كان هنا في الصباح... الآن الساعة 10 ليلاً... أين هو ؟!
من الجانب الآخر كان مصطفى يرن على آدم و ايضا هاتفه مغلق... اتصل على شخص ما و رد عليه
* سامح... آدم فين ؟
* انا راقبته زي ما طلبت مني يا مصطفى و مشيت وراه بالعربية... هو راح لڤيلا هنا في الغرب... هو هنا من العصر... لحد الآن مخرجش منها... هي الڤيلا دي فيها قرايبه مثلا ؟
* لا تقريبا دي الڤيلا اللي بيغيب فيها بالشهور... طب ابعتلي اللوكيشن...
* حاضر...
اغلق مصطفى هاتفه و سامح ارسل له العنوان... اتصل على أسيل مجددا
* مدام أسيل... آدم موجود دلوقتي في الڤيلا اللي في الغرب...
' طب انا عايزة اروحله... ممكن تبعت حد يوصلني ؟
* اه أكيد...
' شكرا اوي...
* العفو...
اغلق مصطفى هاتفه و تنهد و قال
* خليها تروحلك يا آدم نصار بدل ما انت بتستخبى على مزاجك...
*****************
في الڤيلا.....
كان آدم مُستلقي على الاريكة في الصالون... و بيده جهاز التحكم و يُقلب في التلفاز بلا هدف... جاءت الخادمة و قالت
* آدم بيه... محتاج حاجة قبل ما امشي ؟
" لا... و قولي لبقية الخدم يمشوا... مش عايز حد هنا...
* حاضر...
ذهبت الخادمة... تأفأف آدم بضجر و امسك الكأس و شرب منه... يريد ان يخرج من حياته الحزينة و البائسة حتى في اللاوعي... وضع يده خلف رأسه و نظر للسقف... كلما اغمض عيناه يراها أمامه... أسيل... ماذا فعلتي بي ؟! لقد أثرتي في كثيرا... بالغد سننفصل و الرابط القوي بيننا سينقطع للأبد... لكن هل قلبي سينفصل عنك ؟ هذا صعب و البوح بهذا اصعب !!
نزلت أسيل من السيارة و نظرت للڤيلا... تلك هي الڤيلا التي كانت تعيش فيها معه في البداية...
ترك آدم الكأس و تنهد بضيق و نهض اغلق التلفاز... سيذهب لغرفته لينام... لكن رن جرس الباب... كان سيُكمل طريقه لكنه تذكر ان الخدم جميعهم رحلوا كما أمرهم... إلتفت و اقترب من الباب و فتحه... تفاجئ عندما وجد أسيل أمامه
" أسيل !
دخلت أسيل بدون كلمة و اغلقت الباب خلفها...
" جيتي ليه ؟ و عرفتي مكاني ازاي و مين جابك هنا ؟
' سؤال ده تسأله لمراتك ؟
" مراتي ؟! ههه... بكره هتبقي طلقيتي...
إلتفت و ذهب للغرفة... كان سيغلق الباب لكنه منعته و دخلت...
" أسيل... انا عايز انام... اطلعي... و ارجعي القصر...
' مش راجعة... انا هقعد معاك...
" تقعدي معايا ليه ؟ بصي انا مصدع و مش عايز اتكلم... امشي...
' قولت مش همشي و قاعدة معاك... بعدين ايه حالتك دي ؟ للدرجة دي طلاقنا مأثر فيك ؟
" مفيش حاجة مأثرة فيا انا بس عايز اريح رأسي... ممكن ؟!
' لا مش ممكن...
" خلاص ارغي مع نفسك...
قبل ان يلتفت ضر*بته على صدره و قالت بغضب
' انت ايه معندكش دم ؟!
ضر*بته مجددا و اكملت
' بقولك هقعد معاك و انت عايز تنام ؟! نامت عليك حيطة يا رخم !!
كانت ستضر*به مجددا لكنه امسك يداها و قال بغضب
" انتي اتجننتي ؟! بتضر*بيني انا ؟!
' اه بضر*بك لانك معندكش ذرة دم...
" عايزة ايه يا أسيل ؟
' ازاي متقوليش عن علاقتك بنور ؟!
" نور مين ؟
' نور... اللي كانت خطيبتك سابقًا و كنت هتتجوزها... نور اللي هي حاليا مرات مراد...
" معرفش حاجة من اللي بتقوليها دي...
' والله ؟ برضو مُصِر تخبي عني ؟
" أسيل...
' انا عرفت كل حاجة... مش مضطر تخبي عني حاجة بعد ما عرفت...
" مين قالك ؟
' مش مهم مين قالي... المهم اني عرفت...
" اه و جاية تقوليلي اد ايه انا كنت مُغفل ؟
' لا... جاية اقولك ان انا مش عايزة اطلق...
" ايه السبب ؟
' مش سبب واحد... دول أسباب...
اقتربت منه و وقفت على اطراف اصابعها و وضعت يدها على ذقنه و قالت و هي تنظر لعيناه السوداء الحادة
' انا بحبك يا آدم !
تفاجئ آدم و ظَن انه يتخيل كل ذلك... وضع يده على يدها التي على ذقنه ليشعر بها و نظر في عيناها...
" أسيل انتي....
' بحبك !
شعر بقلبه يدُق و ابتسم... لكن اختفت ابتسامته و ابتعد عنها و اعطاها ظهره...
' آدم...
" جاية ليه يا أسيل ؟
' لسه بتسأل برضو بعد ما اعترفتلك بحُبي ليك ؟!
" و جاية تعترفي دلوقتي ليه ؟ بكره هنطلق على فكرة...
' قولت مش هطلق ولا هبعد عنك !!
إلتفت لها و قال بغضب
" مش بمزاجك يا أسيل !!
' ولا بمزاجك يا آدم !!
" انا عارف انتي جيالي ليه... بعد ما عرفتي اني كنت هتجوزها و سابتني يوم الفرح... صعبت عليكي مش كده ؟
' تبقى اهبل لو فكرت عني بالطريقة دي... انا رجعتلك لاني بحبك... مش عايزة ابعد ولا عايزة راجل غير يكون في حياتي...
" اومال طلبتي الطلاق ليه ؟!
' بسببك انت...
نظر لها فقالت
' ايوة بسببك انت... راجع أفعالك اللي فاتت كلها... بذمتك انت سبتلي حتى فرصة اعترفلك ؟ لا... انت كل شوية كنت تكسـ,ـر قلبي بتصرفاتك الجافة معايا... حسيت انك مش بتحبني و اني مجرد نذ*وة و بس...
" طالما كسـ,ـرت قلبك... جاية تقوليلي انك بتحبيني ليه ؟
' لاني عرفت كل حاجة و عرفت انت ليه كده... آدم... انا مش عايزة انهي جوازنا...
" جوازنا مُنتهي يا أسيل لو انتي مش واخدة بالك... انا مش عايز اكمل...
' هتسيبني برضو ؟!
" اه... ده احسن ليا و ليكي...
دمعت عيناها و قالت بحزن
' و انا اللي كنت مفكرة ان اول ما اعترفلك بحُبي هتاخدني في حضنك ! طلعت غلطانة... معلش عطلتك...
نظرت له نظرة أخيرة و إلتفتت لتخرج لكنه امسك يدها شدها إليه و عانقها و طوق عليها بذارعيه و قال
" متمشيش... انا محتاجك !
' ابعد كده... انت قولت انك هتسيبني...
" عشان انا غبي و بقول اي كلام... خليكي... انا ما صدقت انك جيتي !
ابتسمت و بادلته العناق... نظرت له في عيناه و نظر لها... وضع يده على وجنتها الناعمة و قال بهيام
" بحبك !
تفاجئت أسيل... أخيراً قالها !
' انت بجد ولا انا بتخيل ؟
" لا بجد... تحبي اثبتلك ؟
اومأت له ف ابتسم بخُبث و قَبَل عُنقها و شعرت انه يدغدغها بشفتاه... ضحكت و قالت
' خلاص يا آدم... انت ما بتصدق تتحر*ش بيا !!
" تحر*ش حلال... هااا كده تمام ولا اثبتلك تاني ؟
' لا تمام خلاص صدقت ان ده كله مش خيال ولا حِلم...
" لو طلع ده كله حِلم انا هقول كلمة قليـ,ـلة الادب !
' اتلـ,ـم...
ضحك و نظر في عيناها بهيام و قال هو يُرجع خصلات شعرها للخلف
" بحبك يا أسيل !
' انا كمان بحبك !
ابتسم و قَلبه يُرفرف من السعادة و يُدق... وضع يده على وجنتها... وقفت أسيل على قدماه و حاوطت عُنقه بيداها... و قالت هامسة بالقرب من شفتاه
' انا مراتك يا آدم... انا مِلكك... انت و بس !
بمجرد ما قالت ذلك... عانق شفتاه شفتاها و اخذها قُبلة مليئة بالشوق و العِشق و هي تبادله بشغف و مطمئنة انه لن يتركها لأنه يُحبها ! استمر في تقبيلها و يضمها إليه اكثر و اكثر... بعد دقائق ابتعد عنها لتأخذ انفاسها و صدرها يعلو و يهبط... ابتسم و قال
" شكرا على البو*سة الجامدة دي...
احمَر وجهها خجلا و لا تعرف كيف تشجعت هكذا... لاحظ خجلها و ابتسم...
' آدم... مش هتسيبني صح ؟
" اسيبك ؟! انا ما صدقت لقيتك ! ادفع عمري كله عشان اعيش معاكي اللحظة دي تاني... مش هقدر اسيبك ولا اقدر اعملها اصلا... انا كنت هنا قلبي مد*مر عشان كنت مفكر اننا هنطلق بجد...
' طب متكلمتش ليه من بدري ؟
" كبريائي و مراره...
' آه منه كبريائك ده... بسببه دخلنا في متاهات...
" المهم اننا وصلنا لآخر النقطة... بقينا مع بعض... ولا انتي عندك رأي تاني ؟
' لولا اني بحبك كان زماني مسكت رأسك دي نزلت ضر*ب في دماغك...
ضحك و قَبل وجنتها و قال
" اهون عليكي ؟
' لا بس دماغك دي مستفزة...
" لا خلاص دماغي هتاخد إجازة... قلبي اشتغل اخيرا...
' طب الف مبروك... مفروض تكافئني عشان انا السبب...
" هكافئك طبعا... أسيل...
' هااا ؟
اسند جبهته على جبهتها و قال
" انسي اللي فات ده كله... النهاردة أول ليلة لينا سوا... أول ليلة و احنا بنحب بعض... أول ليلة و مشاعرنا ظاهرة لبعضنا... هيبقى بينا الحُب و بس... الحُب و بس يا أسيل !
ابتسمت و قَبلت عُنقه و هي تاه في شفتاها التي تلمس عُنقه... فجأة عضتـ,ـه فتـ,ـألم و قال
" اتحولتي ذئب ولا ايه ؟
' عشان لو صنف أنثى حبت تقرب منك... بكده بتعرف ان معاك وحدة...
" انتي مش اي وحدة... انتي مراتي !!
ابتسمت ف اكمل بإبتسامته الجذابة
" فكيلي زراير قميصي...
نظرت له بتعجب و من تلك الجُملة... امسك آدم يدها و قَبلها و قال
" قولتلك هنبدأ حياتنا من جديد... الفرق دلوقتي ان قلوبنا وحدة !
زادت ابتسامتها و وضعت يدها على أول زِر و فكته حتى وصلت الى الآخير... أزاحت القميص عن كتفه و ألقته بعيدا... حملها آدم بين يداها و اخذها للسرير... انزلها برفق عليه و مال عليها... دفن رأسه في عُنقها و يضع علامات امتلاكه عليها و غاصا في بحر حُبهما...
بعد لحظات كان آدم نائما على بطنه و أسيل بجانبه مُرتديه قميصه الواسع عليها و شعرها مُنسدل على ظهرها و تدلك لآدم ظهره بيداها...
" ايوة كده يا أسيل... ضهري و*جعني اوي... دلكي عند كتفي كمان...
' ده انت ضهرك بايظ خالص... أكيد من قعدة المكتب...
" ايوة و انتي كنتي بعيدة عني... مكنش عندي حتة طرية تهون عليا...
' هتديني كام على ده كله ؟
" اللي تطلبيه بس رجعيلي ضهري كويس بإيديكي الحلوة دي...
ضحكت و ظلت تدلك له و تريح ظهره المتعب و هو يغني و عيناه عليها...
' صوتك حلو...
" عارف... مش محتاجة تقولي...
' بدأت غرورك ده... تصدق انا غلطانة ! ( ضر*بته على كتفه ) روح بضهرك البايظ ده محتاج عربية تعدي عشان يتعدل...
ضحك و قبل ان تنهض شدها إليه و مال عليها... نظر لها و قال
" بحب استفزك... بحب شكلك لما تضايقي...
' انت رخم على فكرة !
ابتسم و اخذ شفتاها في قُبلة يملأها الحُب و هي منسجمة معه... ابتعد عنها لتأخذ انفاسها و ازاح شعرها للخلف و قال
" انتي جامدة اوي يا أسيل !
ابتسمت بخجل و هو ينظر لعيناها و تائه في جمالهم...
" عيونك الزُرق دول... بحبهم اوي... كأني شايف البحر منهم...
طبع قُبلة فوق عينها و الاخرى ايضا... نظر لها و لاحظ وجهها عابس
" مالك ؟
نظرت للأرض و قالت
' انا ما اخدتش حبوب منع الحمل قبل ما تقرب مني... افرض حملت ؟
" و زعلانة ؟!
' اه... أكيد انت هتضايق...
امسك ذقنها و رفع رأسها اليه لتنظر له... ابتسم و قال
" قولتلك انسي اللي فات... انا عايز ابقا أب منك انتي !
تعجبت و اكمل
" عيالي هيكونوا محظوظين لانك امهم...
ابتسمت و حاوطت عُنقه بيداها و عانقته و قالت
' و هيكونوا محظوظين لانك ابوهم... انا بحبك اوي...
ابتسم و بادلها العناق... ابتعدت عنه و قالت
' هتدخل تستحمى انت الاول ولا ادخل انا ؟
" لا ده ولا ده...
لم تفهم معنى كلامه... وضع يده على قميصه الذي ترتديه هي و انزله قليلا عن كتفها و همس في اذنها
" هنستحمى سوا !
اتسعت عيناه و وجهها احمَر كثيرا و دفعت يده و قالت
' ده في احلامك يا و*قح !
ابتسم و هي نهضت لتذهب لكنه حملها بين يداه و نظر لها بخُبـ,ـث... ضر*بته أسيل و قالت
' نزلني يا آدم !
" لا... مكسوفة مني ؟ طب كده كده انا شوفت كل حاجة...
' انت قـ,ـليل الادب اوي !
ضحك و لم يستمع لها و اخذها للحمام و اغلق الباب عليهم...
*****************
كان مراد في غرفته و يقلب في هاتفه... فجأة وصلت اليه رسالة على الواتساب... فتحها و قرأها " مراتك نور بتخو*نك " تعجب و اعتدل و ظل يقرأ الرسالة مرارًا و تكرارًا... غضب كثيرا و قال
- مين بعت الرسالة دي ؟ و قصده ايه ؟؟
رد عليه و كتب " انت مين " لكن لم يراها و يبدو ان ليس لديه انترنت... دخل على الرقم و لم يجده مسجل بأي اسم... رن عليه لكن مغلق... تعجب كثيرا... من يُحذره من زوجته ؟!
خرجت نور من الحمام و هي تجفف شعرها... نظرت له و قالت
* اكلت يا حبيبي ؟
نظر لها و لم يرد و عينه على تلك الرسالة... اقتربت منه و جلست جانبه...
* مالك يا مراد؟
اغلق هاتفه و قال
- مفيش... مصدع شوية...
* تحب اعملك مساچ لرأسك ؟
- لا مش لازم... انتي كويسة ؟ حَملك ماشي كويس ؟
* اه الحمد لله و متابعة مع الدكتورة اللي انت قولتلي عليها و كل حاجة تمام...
- طب كويس... تعالي ارتاحي...
* هلم شعري و انام...
- ماشي...
وقفت امام المرآة و تُمشِط شعرها... نهض مراد و قال
- هروح ابلغ الخدم يحضرولنا الأكل...
* ماشي يا حبيبي...
خرج مراد و نزل للأسفل... ذهب للحديقة و اخرج هاتفه و اتصل على الطبيبة و ردت عليه
- ألو دكتور هيام معايا ؟
* اه اتفضل يا استاذ مراد...
- بدري من ساعة جاتلك مراتي ؟ اسمها نور محمد...
* اه جات...
- طب و ايه اخبار الحمل ؟
* هي في الشهر الأول... حالة الجنين عادية مفيهاش اي خطر... اديتها ڤيتمينات و برنامج اكل تمشي عليه طول فترة الحمل و تتابع معايا اي تطور للجنين...
- تمام... شكرا ليكي...
* العفو...
اغلق هاتفه و ظل يفكر
- نور راحت للدكتورة و متأخرتش... و الدكتورة قالت انها حامل في الشهر الأول زي ما نور قالتلي... طب الرسالة دي مين بعتها و بعتها ليه اصلا ؟ أنا متأكد نور استحالة تخو*ني !
****************
كانت ناهد بالمطبخ تُعِد مشروبًا ساخنًا... دخلت نرمين و تنظر لها بغضب... ابتسمت ناهد و قالت
* بعمل كابتشينو بالكراميل... تحبي اعملك معايا ؟
* اه اعملي... ما هي دي وظيفتك... و الانسان مهما اتغير عنره ما بينسى اصله يا ناهد !
* ناهد هانم... متنسيش الكلمة دي... بعدين ماله اصلي ؟ زي الفل و كنت باكل بالحلال...
* بالحلال ولا لفيتي على الراجل لحد ما وقعتيه و اتجوزك ؟
تركت ناهد الكوب و نظرت لها بحِدة و قالت
* عايزة تقولي ايه؟
* عايزة اقولك انها مخلصتش كده... ابنك استحالة اقبل بيه ڪجوز بنتي حتى لو الكرة الأرضية كلها وافقت... انا مش هوافق !
* اممم... اعملك ايه برضو يعني ؟ في حل حلو اوي هينفعك... شايفة الحيطة اللي هناك دي ؟ اخبطي رأسك فيها...
* ناهد انا مش بهزر و اتعدلي في كلامك معايا !!
* اتعدلي انتي الاول يا نرمين... ابني اللي مستعَرة منه ده متربي و انضف من ابنك مراد مليون مرة...
امسكت نرمين يدها و ضغطت عليها و قالت بغضب
* انتي اتعديتي حدودك جامد يا مساحة السلالم !!
دفعت ناهد يدها و قالت
* مساحة السلالم دي احسن منك... انتي متساويس ضُفري حتى !!
ضحكت نرمين بسخرية و قالت
* بجد ؟ بقا انتي بتقارني نفسك بيا انا ؟
* انا مش بقارن... انا بوريكي انتي فين و انا فين... و بلاش جو الحر*باية ده... و لو لسانك نطق بكلمة غلط سواء عليا او على ابني... هزعلك جامد يا نرمين !!
* هتزعليني ازاي ؟ وريني كده...
* من عيوني...
فتحت هاتفها على تسجيل فيه التالي " أحمد انا بحبك... انا مُستعدة اسيب فريد و اخلعه عشان اكون معاك... أحمد انا مستعدة اهرب معاك "
اتسعت عينا نرمين بصدمة و قالت
* انتي مفبركة تسجيل بصوتي ؟!
* فبركة ؟
ضحكت بسخرية و اكملت
* قال فبركة قال... انا بتاعة فبركة برضو يا بتاعت العشق الممنوع انتي ؟
* احترمي نفسك !!
* انتي اللي تحترمي نفسك إلا و قسمًا بالله اسمع التسجيل ده لفريد... و نشوف اذا كان هيطلع ليكي صوت معاه...
صمتت نرمين و هي تنظر لها بغضب شديد... شربت ناهد رشفة من الكوب و قالت
* كنتي بتحبي بتحبي جوزي و عايزة تهربي معاه كمان ؟ و انا اقول ليه نرمين بقت تكر*هني اول ما اتجوزته و كل دقيقة تطلعيلي بمشكلة ؟ اتاريكي كنتي عيزاه ؟ زعلتي لما اتجوزني ؟
* التسجيل ده وصلك ازاي ؟
* أحمد بعتهولي...
* أحمد ؟! هو عايش ؟!
* ياريته عايش و جه كشفك بنفسه قدام الكل يا نرمين السَعدي !
* تاخدني كام و تمسحي التسجيل ده ؟
* بتساوميني ؟ عيب عليكي... انا بتاعة فلوس برضو ؟
* اومال عايزة ايه ؟
* ولا حاجة... التسجيل هيفضل عندي... لو فضلتي تضايقي فيا و في ابني او تضرينا بأي شكل... التسجيل ده هيطير رأسك... ف هتعملي ايه؟ خليكي محترمة و في حالك و عشان يفضل اسم عيلة نصار موجود في اسمك... تمام يا نرمين ؟
* تمام يا ناهد...
* ناهد هانم... متنسيش الكلمة دي...
* تمام يا ناهد هانم...
قالتها و هي تجِز على أسنانها بغضب... فتحت ناهد التلفاز و تشاهد مُسلسلها و تشرب مشروبها... بينما نرمين مازالت واقفة و تشيط غضبًا من داخلها...
* جاية تاخدي حاجة من هنا ولا واقفة بتخترعي إها*نة جديدة تقوليلها ؟
* ازاي أحمد بعتلك التسجيل ده ؟
* كان شايله مع صاحبه... صاحبه اتو*فى من شهر و ابنه لقي الفلاشة دي معاه في ظرف كان مكتوب عليه اسمي و عنواني... الولد جه وصلهالي... فتحت لقيت عليها عقود تبع الشركة فيها اللي بملِكه بالتفصيل و التسجيل ده... حظك يا نرمين انك وقعتي مع وحدة طيبة زيي و مش بخر*ب بيوت حد... مع ان اللي عملتيه ده يُعتبر خيا*نة ولا انتي ايه رأيك؟
* على أساس جوزك مخا*نكيش معايا ؟
* برضو متغيرتيش يا نرمين... أحمد حذرني منك كتير... جوزي الله يرحمه كان بيحبني و مُخلص ليا و مش بيُغدر بأخوه... فكراه زي ابنك مراد ولا ايه ؟
كانت ستتكلم لكن قاطعتها ناهد بحدة
* خلاص يا نرمين... انا قولتلك اللي عندي... اتعدلي انتي بقا... و ابني تبعدي عنه خااالص و إياكي اسمع سيرته على لسانك ده... تمام ولا مش تمام ؟!
* تمام يا...
* يا ايه ؟!
* يا ناهد هانم...
* اه حلو كده... اطلعي كده خليني اتفرج بروقان على مُسلسلي...
نظرت لها بغضب و ذهبت... شربت ناهد رشفة من الكوب و قالت
* منك لله ضيعتي احلى مشهد عليا يا حر*باية !!
يُتبع......
بقلم #هدير_محمد