رواية قلب في المنفي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم هدير محمد


 رواية قلب في المنفي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم هدير محمد


البارت الـ 28 من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️‍🩹


' لحظة يا مدام سحر... في سوء تفاهم... آدم بيقول الحقيقة... 

* بلا حقيقة بلا بتاع... عايزة تسمعي الحقيقة ف بقولك اهو... ده مش ابني... انا ابني مات من 28 سنة و دفنتـ,ـه بإيدي !! تحبي اوريكي قَبره ؟! 

صُدم آدم و قال 

" انا ابنك ! 

* لا لا لا... مستحيل... ابني آدم ميـ,ـت... بسبب أبوك انا عيشت أيام صعبة على مو*ت ابني... ملحقتش اشبع منه ولا لحق جَر*ح الولادة يلم و اخده مني... كفاية قهـ,ـر فيا... اطلعوا بره انتوا الاتنين !! 

امسك يوسف يد آدم و شده و آدم يقاومه و يقول 

" انا بقول الحقيقة... انا ابنك يا ماما !! 

نظرت له بغضب و ذهبت و آدم ينادي عليها بهسترية... امسكه يوسف و دفعه خارج البيت و اقفل البوابة... طرق آدم على الباب الحديدي بقوة و قال بغضب و الدموع في عيناه

" افتحوا !! انا آدم ابنك !! افتحي يا ماما... انا ملحقتش اشبع منك... انتي حتى محضنتنيش !! 

****************






في الڤيلا... دخلت أسيل الغرفة وجدت آدم نائم على السرير... وضعت الطعام على الطاولة و اقتربت منه و قالت 

' آدم... قوم عشان تاكل... 

لكن لم يأتيها رد رغم انه مستيقظ و عيناه مفتوحة... عرفت انه مازال حزين بسبب ما حدث في منزل والدته... كان نائمًا و يعطيها ظهره... استلقت جانبه... قَبَلت وجنته و عانقته من ظهره و اسندت رأسها على ظهره الصلب و قالت 

' انا آسفة... 

" بتتأسفي ليه ؟ 

' يعني... عشان انا اللي اصريت تروحلها... مكنتش اعرف ان ده هيحصل... انا آسفة اوي... 

" بالعكس انا بشكرك... 

' ليه ؟؟ 

" لإنك خلتيني اروح و اشوف وشها الحقيقي... هي و فريد نصار لعبوا بحياتي و بطفولتي... د*مروني ! 

قَبَلت أسيل كتفه و قالت 

' خلاص انسى... مش عايزة اشوفك زعلان بالشكل ده... 

" عندك حق... مش هزعل على ناس ميستحقونيش... مش عايز حد منهم في حياتي... ولا أي حد !! 

' طب و انا ؟ مش عايزني انا كمان ؟ 

امسك يدها و وضعها على قلبه و قال 

" انا مش عايز غيرك ! 

ابتسمت و ظلت تُمسد على شعره... ظلوا صامتين لفترة... قالت أسيل 

' ممكن تقوم تاكل ؟ 

" مليش نفس... 

' انت من الفطار على الصبح و خلاص دلوقتي 10 بالليل... مينفعش كده... قوم يلا ! 

نهصت و ارغمته على النهوض... اجلسته على الاريكة أمام الطاولة... اخذت ملعقة من المكرونة نفخت فيها لانها ساخنة و اكلته و هو يتابعها بعيناه و ظلت تأكله كأنه طفلها... و بعد انتهت جلبت له الماء و شرب و مسح يداه بالمنديل... 

' اعملك سلطة فواكة ؟ 

كان ينظر لها و صامت... 

' آدم ؟! 

" انتي ليه حنينة كده ؟ 

' بمعنى ؟ 

" بتهتمي بيا و كل ما تلاقيني مضايق بلاقيكي قاعدة معايا تهوني عليا... و كمان بتعامليني كأني طفل و بتأكليني... انتي ليه كده ؟ 

' مش فاهمة... هو مفروض اعمل غير كده ؟ 

" ساعات بستغربك... انتي جايبة من فين الحنية دي كلها ؟! 

' مش عارفة بس اللي اعرفه كويس انك تستاهل كده... 

" شيفاني كويس ؟ 

' في الاول لا... مكنتش بطيقك... بس دلوقتي... 

" دلوقتي ايه ؟ 

' لما حبيتني... شوفت العكس... انت طيب اوي و حنين... 

" انا حنين ؟! 

' اه... يمكن انت مش واخد بالك من كده بس ساعات بتخرج من تصرفات حنينة اوي و بحبها ! 

ابتسم و قَبَل رأسها و ضمها لصدره... 

*****************

في منزل سحر.... 

كانت سحر جالسة في غرفتها و مُمسكة بيدها صورة ابنها آدم عندما كان طفلا تنظر له بحزن سقطت دمعة من اعينها و قالت 

* مكفهوش اللي عمله فيا... جاي يكمل و يو*جعني بإبنه من نرمين ! 

ضمت صورته الى صدرها و قالت بأ*لم 

* انا عيشت بقـ,ـهر على طفلي بسببه... ملحقتش افرح بيه حتى ! 

طرق الباب و دخل يوسف جلس بجانبها و قال 

- ممكن افهم اللي حصل بدري ده ؟؟ 

لم ترد عليه و عيناها على صورة طفلها... نظر يوسف للصورة و قال 

- ده ابنك الاول ؟ 

اومأت له و قالت 

* اه ده آدم ! اللي جه ده آدم ابن طليقي فريد... 

- انتي اضايقتي لانه على نفس اسم ابنك ؟ 

* اه... قالي اني ابقا مامته... فريد بعته... فريد لسه عايز يو*جعني ف بعتلي ابنه... طفلي لو عايش كان زمانه كبير زيه و متجوز و احفادي منه بيجروا حواليا... بس انا دفنـ,ـت طفلي بإيدي ! 

- بس ربنا عوضك بيا و جبتلك زينب... ولا ايه ؟ 

ابتسمت و عانقته 

* ربنا يحفظك ليا انت و مراتك و بنتك... مش هسمح لحد يقرب منكم... 

- خليه يفكر بس مجرد تفكير و انا هعمله شاورما... 

ضحكت فقال 

- ايوة كده اضحكي... تعالي نتعشى... زينب قعدت صاحية مخصوص عشان تتعشى معاكي... 

* حاضر... اديني جاية... 

******************

كانت أسيل نائمة في حضن و غارقة في النوم... و آدم مستيقظ و بنظر للسقف بشرود و كلامها يتردد في رأسه " متقولش ماما !! انت مش ابني... اخرج بره و روح قول لفريد يبعد عني... انا بدعي عليه كل يوم بسبب الو*جع اللي عيشني فيه... انا بعدت و اختصرت بدون مشاكل عشان اعيش بسلام... ابعدوا عني... والله لو قربتوا من عيلتي مش هرحم حد فيهم و اولهم انت !! " احمرت عيناه بغضب... أبعد كل هذا... أنكرت و قالت انه ليس ابنها !! كان يفكر مع نفسه و يقول 

" ما هي عندها ابن دلوقتي و حفيدة... نسيتني بيهم... هتحتاجني في ايه ؟ ( اكمل بأ*لم و حزن ) بس انا كان نفسي حتى أحس إحساس وجود أمي معايا... و هي أنكرت و نفرتني ! 

بعد ان عاش طفولته بدون حُب و حنان من أم مُزيفة... كَبُر و مازال يحتاج هذا الإحساس الصادق الناتج من القلب... نزلت دمعة من عينه لكنه مسحها في الحال و قرر بأن يستغني عن الجميع كما هم فعلوا به... لن يحاول ان يجتمع بها مجددا... لا يوجد حزن عليهم بعد هذه اللحظة ! 

نظر لأسيل التي تسند رأسها على صدره و تغُط في ثُبات عميق... ابتسم و قال 

" أنكرت وجود الحُب لما قابلتك... بس انتي طلعتي الحُب بذاتُه ! انتي الوحيدة اللي تستحقي اتعب عشانك مش هم... 

مسد على شعرها و غطاها جيدا حتى لا تبرد... امسك هاتفه و فتحه و ارسل رسالة لمصطفى الذي كان يُراسل سلمى و عندما رأى رسالة آدم رد عليه 

" انت صاحي ؟ 

* اه... 

" سبحان الله... اول مرة تقعد فاتح لحد دلوقتي يعني ؟ 

* مش تقولي ان الحُب حلو اوي كده ؟ 

" اشجيني... فكيت العُقدة و حبيت ؟ 

* اه... قولتلك اول ما هتتجوز هلحقك... 

" و مين العبيـ,ـطة اللي رضيت بيك ؟ 

* هتتفاجئ لما تعرف... خلينا فيك... مالك ؟ 

" مش طايق اقعد هنا... 

* هتسافر ؟ 

" اه... 

* لفين بقا ؟ 

" اي دا*هية... المهم مقعدش هنا... عايز ابعد... 

* يا ساتر يارب ! المدام عملت ايه عشان تِكره عيشتك بالشكل ده و عايز تطفش بعيد عنها ؟ 

" أولاً سيرتها متجيش على لسانك بأي شكل... مش كل مرة هحذرك !! 

* بدأت الغِيرة ! طب و ثانيًا ؟ 

" مش هي اللي مضيقاني... دي اكتر حد مهون عليا في الايام دي... انا عايز افصل عن هنا... ظبطلي أي سفرية سريعة بره... خلال بكره اكون في الطيارة... 

* بكره ؟! لا صعب... 

" مش صعب عليك... مش بسبب الحُب و السنيورة اللي اتلميت عليها مش هتقف مع صاحبك... لو قعدت هنا هقـ,ـتلك ! 

* طب استنى اتجوزها حتى ! 

" يبقى تتصرف يا مصطفى !! 

* خلاص اهدى... هتصرف... بس بعد ما اول بلد بدل تديني التأشيرة... إياك تقولي لا مش عجباني البلد دي !! 

" اي دولة و خلاص... 

* ماشي... غو*ر اتخمد بقا... 

" هتخمد... و أنت متسهرش كتير هااا... خلي بالك السهر بعد الجواز احلى... 

* بجد والله ؟ 

" امشي ياض من هنا ! 

ضحك مصطفى و عاد لمُراسلة مع سلمى... اغلق آدم هاتفه... قَبَل رأس أسيل بحنان... فتحت أسيل عيناها بتثاقل فقال 

" صحيتك ؟! 

' انا عطشانة... 

أومأ لها و نهض جلب لها كوب مياة... اعتدلت قليلا و شرَّبها الكوب... كانت أسيل نعسانة للغاية و عيناها تُغلق و تفتح... 

" ده انتي نعسانة خالص... شوية و هتنامي جوه الكوباية...

لم تنتبه لِما قاله و انهت الكوب ف استلقت للنوم مجددا... وضع آدم الكوب جانبًا و ابتسم على نومتها العشوائية... فتحت أسيل نصف عينها و قالت بإنزعاج 

' مجتش نمت جمبي ليه ؟؟  

" جاي اهو... 






استلقى جانبها و قبل ان يُضمها إليه... اقتربت هي و عادت لنومتها المُفضلة في حِضنه... ابتسم آدم و مسد على شعرها و نام... 

في صباح اليوم التالي... وجدت أسيل الخادمة تضع ملابس آدم في حقائب... تعجبت و قالت 

' انتي ليه بتحطي هدومه في الشنطة ؟ 

* عشان معاد طيارة آدم بيه... 

' طيارة ايه ؟ 

* آدم بيه هيسافر بالليل... 

تفاجئت أسيل لانه لم يقول لها... خرجت لتحبث عنه... و جدته جالس في الحديقة و شارد... وقفت امامه و عقدت زراعيها ببعض و قالت بإنزعاج 

' سفر ايه اللي هتسافره ده ؟؟ 

" عايز اغير جو... 

' و مقولتليش ليه ؟؟ 

" هو لازم اقولك ؟ 

' انت كمان بتسأل !! ازاي متقوليش على حاجة زي دي ؟؟ 

" عادي... 

' لا مش عادي !! انا مش كيس جوافة جمبك... انا مراتك !! 

" مراتي مش مراتي... في الحالتين هسافر برضو... 

' انت هتسيبني هنا لوحدي ؟ 

" لو مش عايزة تقعدي لوحدك... روحي لمامتك او هاتيها هي و اخوكي الصغير هنا... 

' والله ؟؟ 

" اه... المفروض اعمل ايه ؟ 

' الصراحة كتر خيرك ! 

قالتها بحزن و إلتفتت لتذهب لكنه شدها إليه و عانقها... غضبت و حاولت الابتعاد عنه قائلة

' ابعد عني... غو*ر سافر... 

منعها من الابتعاد عنه و قال مُبتسمًا

" هاخدك معايا طبعا... 

' بس انت لسه قايل انك هتسيبني لوحدي هنا !! 

" كنت بهزر معاكي... بشوف رد فِعلك... 

' انت بارد على فكرة ! 

ضحك و ربت على ظهرها و قال

" مقدرش ابعد عنك... انتي رُوحي... و مفيش حد بيسيب رُوحه... ولا ايه ؟ 

ابتسمت و ربتت على شعره... ابتعد عنها فقالت

' هروح احضر هدومي انا كمان... هنقعد اد ايه ؟ 

" الوقت اللي تحبيه... براحتنا... 

' احنا هنسافر فين اصلا ؟ 

" سويسرا... 

' سويسرا ؟! انت بتهزر تاني صح ؟ 

" لا... 

' بجد والله ؟!

اومأ لها ف ابتسمت و قالت بحماس

' حلو اوي... انا كنت بشوف صور ليها و دايما كان نفسي اروح هناك... هنعمل ايه هناك ؟ اسكيت و هنلعب بالتلج ؟ و نقعد في كوخ صغير و نشرب قهوة على الطريقة السويسرية... و نخرج بعد نص الليل تحت المطر... و نتصور صور جامدة مع الطبيعة... و نربي جاموسة ! 

ضحك آدم و قال و هو يُزيح خصلات شعرها للخلف 

" هنعمل ده كله طبعا... بس انا مخطط لحاجة مختلفة شوية... 

' ايه هي ؟ 

" هاني مول مثلا ! 

' ليه ؟ 

" هو ايه اللي ليه ؟ احنا معملناش فرح ولا كتب كتاب زي الناس حتى... 

' قول لنفسك الكلام ده... انت اتجوزتني بسرعة اوي... تسنيم صحبتي لسه مخطوبة من كام اسبوع و قالتلي الفرح بعد سنة... و انت اتجوزتني في 3 ساعات ! 

" الصراحة كنت خايف حد غيري يتجوزك... 

' والله ؟ بدأنا كذب ! 

" يعني مش انتي عايزة هاني مول ؟ 

تحركت عيناها يمينًا و يسارًا و قالت بإبتسامة لطيفة 

' معنديش مانع... نعمل هاني مول هناك... 

" بس خلي بالك ! ده هيستلزم تلبسي الحاجات القصيرة اللي انتي ركناهم فوق... دول أساس الهاني المول ! 

' يوووه انت لسه بتفكر في كده ؟؟ دماغك مفيهاش غير قِلـ,ـة الأدب دي ؟ 

" اومال مفروض افكر في ايه ؟ 

' ممكن نعمل حاجات مختلفة... مثلا نصور محتوى هناك... انا عايزة ابقا بلوجر... 

" مخلنيش اقولك كلمة مش لائقة ! بلوجر ايه و بتاع ايه ؟ 

' مالهم البلوجرز ؟ بيكسبوا فلوس زي الرز... 

" و انا مش متجوز عشان اعرض مراتي بمُسمى بلوجر ! 

' هو انا هطلع ار*قص ؟؟ 

" اومال هتعملي ايه ؟ 

' هطلع اقولهم نجيب ايه بـ 10 يورو من السوبر ماركت... 

ضحك فقالت 

' انت مفكرني هطلع اتشخلع ولا ايه ؟ 

" انا مش بقر*ون... انا راجل و بَغير... فـ اهدي شوية... 

' طييب ! تعرف السفرية ناقصة ايه ؟ 

" ناقصة ايه ؟ 

' طفل صغير كده انا و هو نغلس عليك طول الوقت و نقر*فك في عيشتك... 

" في دي عندك حق... لازمنا طفل...

' هنجيبه ازاي ؟ ناخده تَبني ؟ 

همس في اذنها و قال 

" نتبناه ليه ؟ احنا نجيبه اسهل ! 

' ايوة ازاي برضو ؟؟ 

" تحبي اشرحلك عَملي ؟! 

قالها بإبتسامة خبيثـ,ـة ف توترت و فهمت مقصده...دفعته و قالت 

' لا متشرحش ! ياربي عليك... التربية معدتش عليك ولا ساعة واحدة حتى ! 

" اهو احسن من احترامك ده ! ما علينا... روحي جهزي شنطتك... 

نظرت له بغضب و ذهبت... 

****************

في القصر... كانت رنا في غرفتها... جالسة على المكتب و تدرس... طُرق باب غرفتها... 

* ادخل... 

دخل مروان و بيده طبق مُكسرات و كوب سحلب... وضعه أمامها و سحب كرسي جلس عليه بجانبها... نظرت رنا للطبق و قالت 

* ايه ده ؟ 

- كوباية سحلب دافية و شوية مكسرات... سِلِي نفسك وسط المذاكرة... 

* و انت معندكش امتحان بكره زيي ؟ 

- لا انا عليا بعد بكره... 

* و فتحت المادة ولا لسه ؟ 

- لا لسه... 

* و بتتكلم عادي بكل برود ؟ 

- هو مفروض اعمل ايه ؟ 

* تقلق... تخاف... مزاجك يتعكر...

- طب و ليه ده كله ؟ الحوار مش مستاهل ده كله... 

* نفسي برودك ده يكون عندي... 

- عادي... متوتريش نفسك على الفاضي... بطلي دَح و اسكلي... 

* والله ؟! عايزني اشيل زيك ! 

- لا انا مسمحلكيش... هي مفيش غيرها مادة شيلتها و انتي فاكرة امي عملت فيا ايه... و من ساعتها بطلت اشيل الحمد لله... بدل ما اشيل مواد... ممكن اشيل آيفون... أو اشيلك انتي... أو اشيل عيالنا... 

ضحكت و قالت 

* طب اهدى على نفسك شوية لسه متبقي سنتين... 

- كتير والله... ما نتجوز دلوقتي و خلاص ؟ 

* لا... اخلص جامعتي الأول... و ممكن اعمل ماجستير... 

- لا آخرك التخرج و نتجوز... الماجستير ده بعد اول ولادة... 

* اشمعنا ؟ 

- اهو كده... 

* اقولك ايه... بدل ما انت فاضي كده تعالي ذاكرلي... 

- انتي عندك ايه ؟ 

* عندي مايكرو... 

- مش تخصصي... انا آخري مسائل رياضية... برمجة... تهـ,ـكير... الحاجات دي بس... 

* ما المايكرو ده في مسائل... 

- بجد... طب هاتي ابص افهم و اشرحلك... 

* خُد الكتاب اهو... 

اعطته الكتاب و نظر فيه لدقائق... امسك ورقة فارغة و بدأ يشرح لها و هي مُركزة معه... مرت ناهد بالصدفة من جانب غرفة رنا و رأت مروان معها و يشرح لها... 

* كده الناتج هيبقى 2 ؟

- صح يا دحيحة ! 

ابتسمت و قلبت الصفحة لتبدأ حل الباقي... دخلت ناهد و قالت 

* عصفورين الحُب بتعملوا ايه ؟ 

- ولا حاجة يا ماما... عشان رنا عارفة اني ذكي و عبقري ف قررت تلجأ لي اساعدها... 

* انا مقولتش كده ! 

- تنكري اني عبقري ؟ والله دماغي دي دماغ علماء... 

* يا شيخ اتلهي... 

ضحكت ناهد عليهم و قالت لمروان

* طب و دماغ العلماء بتاعتك دي مش بتشتغل ليه في جامعتك ؟ ده انا بجري وراك عشان تذاكر !! 

قالت رنا 

* و عنده مادة بعد بكره و لسه مفتحش الكتاب... 

شهقت ناهد بصدمة و امسكته من جاكته و قالت 

* انت لسه مفتحتش المادة اللي عليك ؟! 

- كده يا رنا فتنتي عليا ؟ 

* سيبك من رنا دلوقتي... رد عليا... مفتحتش مادتك ليه ؟؟ 

- يا ماما المذاكرة ليلة الامتحان ليها طعم غير... المعلومات مش بتدخل دماغي غير ليلة الامتحان... 

* والله ؟ تعرف لو شيلت مادة... هشويك في الفرن !! 

- اهون عليكي يا ماما ؟؟ 

* قوم يلا ذاكر... يلا قوم !! 

- اوووف طيب اهو... 

نهضت و نظر لرنا بغضب و هي تضحك عليه... اخذ مروان كوب السحلب و قال 

- انا هشربها... والله خسارة فيكي !! 

ضحكت و خرج مروان و ناهد قالت 

* جدعة انك فتنتي عليه... عايزة حاجة يا حبيبتي ؟ 

* لا يا مرات عمي... تسلمي... 

خرجت ناهد و رنا تُكمل دراستها من اجل امتحان الغد... 

في غرفة فريد... كان مراد مع... اطعمه و اعطاه دوائه ثم قاس له الضغط... 

- ضغطك طبيعي يا بابا... في حاجة و*جعاك ؟ 

* لا... 

- طب كويس... 

خلع مراد مقياس الضغط من يده و قال 

- هروح اشتري الحقـ,ـن اللي خلصت... 

اومأ له و قال 

* مفيش اخبار عن آدم ؟ 

- والله رنيت عليه... تليفونه مقفول... 

* طب رن على أسيل... أكيد هي معاه... خليني حتى اسمع صوته... 

- حاضر... 

فتح مراد هاتفه و رن على أسيل... 

- تليفونها مقفول برضو... 

* في حاجة معاهم ؟ 

- مش عارف والله... مصطفى معاه خط سِيره... هسأل مصطفى و اقولك... هروح اشتري الحـ,ـقن و جايلك تاني...

اومأ له و خرج مراد... تنهد فريد بحزن... لقد اشتاق لإبنه كثيرا !  

ركن مراد سيارته أمام الصيدلية التي يعرفها و يتعامل معها دائمًا... دخل و قال 

- انا عايز.... 

صمت عندما لم يجد الطبيب الذي يعرفه... بل وجد فتاة شابة جميلة... ترتدي البالطو الأبيض على ملابسها العصرية الفضفاضة و الحجاب على رأسها يزيدها جمالًا بملامحها البريئة و الجميلة... كانت تضع عبوات الدواء في مكانها... إلتفتت و رأت مراد... ابتسمت له و قالت 

* اتفضل... تؤمر بإيه يا افندم؟ 

قال و هو شارد في وجهها الجميل و المريح 

- هو فين دكتور محمد ؟ 

* دكتور محمد اتنقل للفرع التاني... 

- اه... هيجي امتى ؟ 

* ممكن من الشهر للشهر لإنه خلاص استلم مسؤولية الفرع التاني... انا مكانه هنا... مع حضرتك الدكتورة جميلة سالم... 

- ما شاء الله... اسم على مُسمى ! 

* افندم ؟ 

- احم انا كنت عايز الحُقـ,ـن دي... 

اعطاها الورقة ف قرأتها و ذهبت لتحضر الحقـ,ـن... مسح مراد وجهه ليستوعب ما رآه... تلك الفتاة بجمالها و صوتها الرقيق... بالكاد حركت قلبه ! جاءت جميلة و اعطته الحقـ,ـن... 

* اتفضل يا افندم... 

- شكرا... حسابهم كام ؟ 

* 350 جنيه... 

- اتفضلي... 

اعطاها المال و وضعت جميلة الحقـ,ـن في الكيس و اعطته له... إلتفت ليذهب لكنه وقف لوهلة... انه لا يريد الذهاب... لاحظت جميلة انه واقف مكانه و لم يتحرك... 

* نسيت حاجة يا افندم ؟ 

قال في سره 

- عليها كلمة " يا افندم " دوبت قلبي ! ده الواحد مكنش عايش ايام نور العقـ,ـربة... 

إلتفت لها و قال 

- انا شعري فيه قِشرة و عايز اتخلص منها... 

* القِشرة في الشعر مشكلة عند شباب كتير... عندنا يا افندم شمبوهات طبيَّة خاصة للتخلص من القِشرة... 

- رشحيلي أي حاجة منهم... 

* حاضر يا افندم... 

فتحت إحدى الرفوف الزجاجية و اخرجت منه ثلاث عُلب 

* دول افضل مجموعة للتخلص من القِشرة... 

- ايه احسنهم ؟ 

* ده... 

أشارت له على العُلبة السوداء... 

* ده يا افندم افضل واحد فيهم... طريقة الاستخدام أثناء الاستحمام... و لازم الترطيب للشعر و توقف أي كريمات مُثبتة لانها بتُضر بخُصلِة الشعر... 

- هاخده... بكام ده ؟ 

* 1200 جنيه... 

- ماشي هاتيه... بتاخدي بالڤيزا ؟ 

* أكيد يا افندم... 

اعطته ماكينة السحب و وضع بطاقته و كتب رقمه السري و تم سحب المبلغ... 

* تؤمر بحاجة تانية يا افندم ؟ 

- لا شكرا يا جميلة ! 

ابتسمت له و خرج... ركب سيارته و هو مازال يستوعب ما حدث... نظر لعلبة الشامبو و قال 

- انا معنديش قِشرة في شعري اصلا ! ربنا هيبتليني بسبب الكذب ده... بس ايييه... البنت جميلة زي اسمها بالضبط ! و انا كنت مضيع نص عمري بتعامل مع محمد في الصيدلية... ياريتني كنت روحت الفرع التاني من زمان ! 

*******************

وقفت أسيل امام البحيرة المحاطة بالأزهار مُبتسمة و آدم مُمسك بهاتفه و إلتقط لها صورة 

' ايه ده يا آدم ؟ 

" ايه ؟ 

' مش عجباني الصورة... 

" يلهوي ! انا صورتك كتير... 

' نصهم مش عاجبني اصلا... هات تليفونك كاميرته احلى... 

" ما ده تليفوني... 

' بجد ؟ اومال مال الصورة مش حلوة ليه ؟ 

" عشان انا مش فيها... 

' ههه دمك نطـ,ـع... هقف تاني و بالله عليك خلي الصورة حلوة... اظبط ام ايدك دي !! 

" طيب !! 

وقفت مجددا و إلتقط لها الصورة... نظرت لها و قالت 

' حلوة دي... اخييييرا !! 

" يلا بقا نكمل مشي... 

' استنى نتصور سوا... 

عانقته و إلتقط الصورة... نظر لها آدم و قال 

" شايفة اهو... الصورة بيا حلوة اوي... 

' يا شيخ اتلهي... 

امسكت يده و استمرا بالمشي و رؤية شوارع تلك المدينة الجميلة و يتعرفان عليها بهدوئها و جمالها الساحر... كانت أسيل كالعادة تلتقط الصور و الفيديوهات و توثق رحلتها مع زوجها... جلسوا في مقهى... احضر لهم النادل قهوتهم الصباحية و بعض المُقبلات... انبهرت بها أسيل و قالت 

' شكل القهوة تحفة... 

" اه فعلا... 

كان سيُمسك فنجان القهوة لكنها منعته و قالت 

' استنى اصورهم !! 

" اوووف... انا لو مصاحب فوتوجرافر مش هيعمل كده ! 

' بعمل ذكريات يا جاهل... يلا ابتسم... 

" اهو... 

ابتسم ف صورته مع قهوته... 

' تحفة... 

" يلا افطري... 







امسكت أسيل الشو*كة و السكيـ,ـن و بدأت بالاكل... و آدم يشرب قهوته و يتابعها بعيناه مع ابتسامة خفيفة... لاحظت أسيل انه ينظر لها...

' بتبصلي كده ليه ؟ 

" عشان محلوة بزيادة النهاردة... 

' انا في سويسرا... دولة أحلامي... طبيعي ابقا حلوة و وشي ينور كده... 

" خلاص نعيش هنا... 

' انت بتهزر صح ؟ 

" لا مبهزرش... 

' طب و عيلتك ؟ 

" انتي عيلتي... 

قالها بعفوية و اكمل بجدية 

" معنديش مانع اعيش معاكي انتي بس ! 

ابتسمت و اطعمته بالشو*كة... أكل و هو ينظر لها و هي تنظر للإرجاء بمرح و تستكشف الشارع بعيناها... كانت هناك فتاتان تجلسان على الطاولة المقابلة لـ أسيل و آدم... عيناهم كانت على آدم و يتهامسان معًا عليه... و بعد دقائق نهضت احداهما كانت ترتدي ملابس قصيرة للغاية... قدمت منهم و قالت لهم

* Guten Teg... Willkommen in der Schweiz / اهلا بكم في سويسرا...

نظر آدم لها ثم نظر لـ أسيل لأنه لا يفهم اللغة الألمانية... 

" هي بتقول ايه ؟ 

' بترحب بينا... 

" انتي تعرفيها ؟ 

' لا... اول مرة اشوف خلقتها... ر*قاصة اوي في نفسها... 

ضحك آدم و قال 

" اه حاسسها مش مظبوطة... لحظة... انتي بتفهمي ألماني ؟

' انا مش بدرس غيره اصلا... انت لو كنت مهتم كنت هتعرف ! 

" اخص عليا... طب ردي عليها بدل ما تناديلنا البوليس و تقول دول زعلوني... 

' عندك حق... 

نظرت لها أسيل و قالت 

' Vielen Dank... Wie heißt du ? / شكرا جزيلا... ما اسمك ؟ 

* Ich bin Petra aus Deutschland... Sind Sie Ägypter ? /انا بيترا من ألمانيا... هل انتم مصريون ؟ 

' Ja / نعم 

* Ich habe es an Ihrem Akzent erraten... Ich werde Ägypten nächsten Monat besuchen / لقد خمنت ذلك من لهجتكم... انا سأزور مصر الشهر المقبل 

' Sehr gut ! / جيد جداً ! 

نظرت الفتاة لآدم و قالت مبتسمة 

* Du bist so hübsch !! Kann ich deine Nummer haben ? / انت وسيم للغاية !! هل يمكنني الحصول على رقمك ؟ 

تفاجئت أسيل مما قالته و ضغطت على الشو*كة التي في بيدها و نظرت لها بغضب... بينما آدم لم يفهم ماذا تريد تلك الفتاة و قال لأسيل 

" ترجمي...  

' فين دبلتك ؟ 

" في جيبي... بس ايه علاقة ده بسؤالي ؟ 

' طلع دبلتك من جيبك و ألبسها قدامها... 

" ليه ؟ 

' اعمل كده حالًا عشان الد*م ميطرطرش هنا !! 

قالتها بغضب ف قلق و فعل ما قالته و اخرج خاتمه من جيبه و ارتداه أمام الفتاة... ابتسمت أسيل بإصطناع و قالت

' Er ist verheiratet... Mit mir verheiratet !!/ إنه متزوج... متزوج بي انا !! 

قالتها و هي ترفع يدها لظهر خاتم زواجها... تفاجئت الفتاة و قالت 

* Es tut mir so leid... Verzeihung / أنا متأسفة جدا... عن اذنكم... 

ذهبت الفتاة و أسيل ترمقها بنظرات غاضبة و قالت لآدم 

' انت ليه مكنتش لابس دبلتك ؟ ولا عايز البنات تشقطك ؟! 

" لما كنت في الحمام قلعـ,ـتها عشان متبوظش من الماية... 

' لا خليها تبوظ احسن... إياك تخلعها من ايدك تاني !! 

" طب انتي متعصبة ليه ؟ هي قالت ايه ؟ 

' قالت ان انت أمور اوي و عايزة رقمك... 

ضحك آدم و قال 

" عشان كده خلتيني اطلع الدبلة ؟ 

' عشان تعرف انك متجوز و انت بتاعي انا بس !! 

" بتغيري عليا يا أسيل ؟ 

' اه طبعا !! 

قالتها بإنفعال ثم عادت لتنظر بغضب لنفس الفتاة و تريد ان تنهض و تقـ,ـتلها... بينما آدم مُبتسم لها و امسك يدها قَبلها و قال 

" كده اطمن على نفسي لإني معاكي ؟ 

' اطمن... لو صنف وحدة قربت منك... هشُقـ,ـها نصين !! 

" ايوة اديهم على دماغهم !! 

نظرت له بغضب ثم ضحكت... اكملا إفطارهم... نهضا لمتابعة رحلتهم... و هم يتمشون... اوقفهم شاب يُدعى جاك... قال آدم بتفاجئ

" جاك !! 

* آدم !! 

ابتسما و عانقوا بعضهما... ابتعد آدم و قال 

" ياااه عدى كتير مشوفتكش... 

* دي سنين عدت و عدت ! عامل ايه ؟ 

" كويس و انت ؟ 

* انا تمام... بتعمل ايه هنا ؟ أكيد جاي على شغل... 

" المرة دي لا... جاي اغير جو انا و مراتي... 

* انت كمان اتجوزت ؟! 

" اهو اللي حصل... اتدبست و اتجوزت... 

ضحكا في وقت واحد و أسيل لم تفهم شيء منهما لانه يتحدثان بالإيطالية... قال آدم لـ أسيل 

" أسيل... اعرفك على جاك صديقي من ايطاليا كنا مع بعض في نفس الجامعة... 

ابتسمت أسيل و قالت 

' اهلا بيك...

جاك مَد يده ليصافحها... لكن آدم صافحه مكانها و قال 

" معلش يا جاك... هي مش بتسلم على رجالة... 

* اه فهمت... غيران و كده ؟ 

" اه... 

* طب يا عم ربنا يخليكم لبعض... لولا المشوار اللي عندي كنت هعزمكم على الفطار... 

" تسلم... احنا لسه فاطرين... 

* استأذن انا بقا... باي... 

ذهب جاك و قالت أسيل 

' هو إيطالي... كنت بتعمل ايه في إيطاليا ؟ 

" لا متقابلناش في إيطاليا... احنا اتعرفنا على بعض في جامعة في كندا... 

' اه فهمت... 

" تعالي نركب مركب سياحي... 

' يلا !! 

****************** 

في القصر..... دخلت رنا غرفة فريد و قالت 

* بابا في وحدة عايزة تقابلك... 

* مين ؟ 

* معرفهاش بس قالت اسمها سحر... 

تفاجئ فريد... أيعقل هي ؟؟ 

* خليها تيجي...

اومأت له رنا و بعد دقائق دخلت سحر... تعجب فريد انها هي... حبيبته و زوجته السابقة... لم تتغير كثيرا... نفس الملامح التي وقع في حُبها لكن مع بعض التجاعيد... لم يعتقد انه سيراها حتى مماته.... الآن هي هنا !! وقفت سحر أمامه و تعجبت... هل هذا فريد ؟ لقد كان شابًا و نشيطًا يتمتع بصِحة عالية... الآن هو طريح الفراش و مُعَلقة المحاليل حوله و الكانولا في يبده... لقد مَر كثيرا... سنوات و هو يتعذ*ب شوقًا لها بينما هي مع رجل آخر غيره...فَضَلته عليه و اكملت حياتها معه... كأن فريد تجمد في هذه اللحظة و قال بصعوبة 

* اتفضلي اقعدي... 

سحبت كرسي و جلست عليه 

* هي دي بنتك اللي وصلتني لهنا ؟ 

* اه بنتي... اسمها رنا... و عندي مراد كمان... 

* ربنا يحفظهم... 

* يارب... يوسف عامل ايه ؟ 

* يوسف ابني ؟! انت تعرفه ؟ 

* اه اعرفه... انا اعرف كل حاجة عنك يا سحر ! 

* بتراقبني ؟ 

* اه لإني معرفتش انساكي... على عكسك انتي... نستيني و بدأتي حياة تانية من بعدي... 

* على أساس انت مبتدأتش حياة تانية ؟ ما انت اتجوزت نرمين و خلفت منها 3... 

* بس انتي كنتي في بالي... انا معرفتش احب نرمين لانها مبتحبنبش اصلا... و فوق كده اتسبب بمشاكل لعيالي... و آخرتها ايه ؟ زي ما انتي شايفة اهو... عمري بيعِد آخر أيامه... فيها ايه لو كنا كملنا سوا ؟ انا حبيتك بجد... و انتي عارفة كده كويس... 

* عايزني اكمل مع واحد مش حاسة معاه بالأمان و بيخاف من ابوه ؟ 

* مش ذنبي لإني اتربيت على الخوف منه و دايما انا الخانة الوحشة... بعدين انتي اتجوزتيني و انتي عارفة كل ده... قولتلك اخدك و نهرب... كنت مستعد اضحي بروحي عشان و اسيب حياتي كلها بس تبقي معايا... لكن انتي موافقتيش !! في الآخر كل واحد راح بعيد عن التاني بعد ما كنا قريبين من بعض و قلب واحد... انا اكتشت اني بس اللي حبيتك... انتي عمرك ما حبتيني يا سحر ! 

* متعملش فيها مظلوم... انت قـ,ـتلت ابني ! 

ضحك بسخرية و قال

* و في أب يقـ,ـتل ابنه ؟ 

* اه انت... حرمتني منه لإنك أنا*ني و محبتش أكون مبسوطة بعد ما سيبتك ! 

* انا مُعترف بغلطي بس انا قلبي اتحر*ق لما لقيتك بقيتي لحظ غيري... 

* انا مش جاية اسمع كلامك ده... انا جاية عشان اعرف انت باعتلي ابنك يحر*ق قلبي على ابني الميـ,ـت ليه ؟؟ 

* مين اللي انا بعتهولك ؟؟ 

* ابنك... آدم !! 

* ابني آدم اللي هو ابنك برضو...  

* ابني ازاي ؟؟ ده ابن نرمين... 

* لا مش ابن نرمين... آدم ابننا انا و انتي يا سحر !! 

* بس آدم ابني ما*ت !! 

* لا مما*تش... ده ابنك... أول فرحتنا انا و انتي... 

صُدمت سحر و احست انها فقدت النطق... امتلأت عيناه بالدموع و نهضت قالت له بغضب 

* انت بتكذب صح ؟؟ قول انت بتكذب عشان تو*جعني ! 

* لا مش بكذب... اللي جالك ده آدم ابنك !! 

* يعني ابني آدم عايش ؟؟ 

* اه... 

نزلت دموعها من عيناها و تذكرت كلامه " وحشتيني يا ماما... انا ما مو*تش... انا عايش اهو قدامك... انا آدم ابنك يا ماما !! " نظرت سحر بغضب لفريد و اقتربت منه و امسكته من ملابسه و قالت بغضب جنوني 

* انت ازاي تعمل فيا كده ؟؟ ازاي تحرمني منه طول السنين دي و انا مفكرة اني خسرته و انه تحت التراب ؟؟ 

* سامحيني يا سحر ! 

* اسامحك ؟؟ انت قهـ,ـرتني عليه و هو هنا معاك مع نرمين و أنا امه بعيدة عنه !! هو جالي بنفسه قالي انه ابني و انا كذبته و طردته لاني فكرت انه جاي يو*جعني بطفلي اللي خسرته... في الآخر هو ابني بجد ؟؟ 

نظر لها بحزن ف نهضت و قالت 

* انت شيـ,ـطان يا فريد... سامعني بقولك ايه ؟؟ انت شيـ,ـطان !! ربنا مش هيسيبك على اللي عملته فيا... بتقول انك بتحبني... طب ازاي و انت خليتني اعيط عليه ليالي و انا بحضن في هدومه بشَم ريحته فيها عشان اواسي قلبي اللي اتحر*ق من الزعل عليه و اتقهـ,ـرت كل السنين دي... ازاي جالك قلب تعمل كده ؟ ازاي ربيته بعيد عني و حرمته من حضني ؟؟ 

* انا عارف اني غلطان و اتعا*قبت على غلطي ده... حقك رجعلك يا سحر قبل ما تعرفي انه ابنك اصلا ! 

* والله ؟! حقي رجعلي عشان السكر تعبك كام يوم و قاعد على السرير ؟ انت مفكر ان ده عقا*ب على الزعل و القهـ,ـر اللي خليتني اعيش فيه ؟؟ 

* لا يا سحر... آدم سابني ! 

قالها بإنفعال ثم اكمل بأ*لم واضح في نبرة صوته 

* آدم خلاص سابني... مبقاش يعتبرني ابوه... بِعِد عني نهائيًا و ساب القصر و في عز ما انا محجوز في المستشفي مجاش بَص عليا حتى... هو ده عقا*بي ان ابني يكر*هني و اشوف كُرهه ليا في عيونه و تصرفاته... انا خلاص انتهيت بالنسبة لـ آدم ! 

تعجبت مما قاله... آدم ترك أبيه ليكون معها و هي ماذا فعلت ؟؟ نفرته و طردته... قالت سحر بحزن 

* طب هو فين دلوقتي ؟ ابني فين يا فريد ؟؟ 

" معرفش ! قولت مشي و مبقاش يجي هنا ولا بيرد على تليفوناتي... 

* يعني ايه ؟؟ 

* انا معرفش هو فين... لإن من ساعة ما عِرف ان انتي أمه و قولتله كل حاجة... اتخانق معايا و مشي... الكلام ده عليه 15 يوم أو أكتر... 

* انا عايزة ابني... أرجوك يا فريد رجعهولي ! 

قالتها ببكاء فنادى فريد على مراد 

- نعم يا بابا ؟ 

* خلي مصطفى يجي هنا... قوله ان انا عايزه ضروري... 

- حاضر... 






ذهب مراد و سحر تنظر لفريد بغضب و نظراتها هذه تـ,ـقتله ! 

* سحر... 

* بلا سحر بلا ز*فت... انت متستحقش آدم... هلاقي ابني و اخده بعيد عنك و اعمل اللي تعمله... خلاص مبقاش فارقلي حاجة... اختي اللي انت هددتني زمان انك تأ*ذيها لو رفعت عليك قضية... خلاص راحت ! محدش هيرحمك مني يا فريد !! 

رمقته بغضب و كُره ثم خرجت... وضع فريد على قلبه الذي تأ*لم من كلامها و نظرة الخذلان و الكُره التي رآها في عيناها... لكنه اخطأ خطئًا كبيرة و يستحقش كل هذا ! 

كانت سحر تمشي بخطوات ثقيلة و تتذكر ابنها عندما رأته بعد كل تلك السنين... كيف تغاضت عيناه السوداء و الواسعة التي تشببها... و شعره الكثيف... و ابتسامته... انه بالفعل ابنها... كيف لم تصدقه عندما قال هذا ؟... ظنت انه يكذب بأمر من فريد... لكنه ابنها !! 

رأتها رنا و قالت 

* اتفضلي يا طنط اشربي حاجة ؟ 

* لا شكرا مش عايزة... 

* انتي بتعيطي ؟! 

* مش مهم... قوليلي هي فين اوضة آدم ؟ 

* انتي تعرفي آدم ؟ 

اومأت لها و هي تمسح دموعها و قالت 

* اه انا أمه ! 

تفاجئت رنا و قالت 

* أخيرا ظهرتي... آدم كان بيدور عليكي... أكيد شوفتيه ! 

* شوفته بس غبائي عماني و انكرت... قوليلي بس اوضته فين ؟ 

* تاني اوضة على يمينك... 

ذهبت سحر للغرفة و رنا متفاجئة و تسآلت لماذا اتت الى هنا و كيف لم تجتمع بإبنها ؟ دخلت سحر غرفة آدم و هي تنظر لها... نظرت لسريره... و ملابسه المُرتبة بعناية و الغرفة نظيفة و جميلة... لمحت صوته على الكمود في برواز صغير... امسكته و نظرت للصورة لتنظر له و تلك الملامح... نزلت دمعتها على الصورة و قالت 

* وحشتني اوي يا ابني ! 

ضمت الصورة الى صدرها... جلست على طرف السرير و مسدت بيدها على الوسادة التي ينام عليها و قالت بحزنت 

* عدت سنين كتير و انا بعيدة عنك... اوعدك مفيش حاجة هتفرق بينا تاني يا طفلي الحلو ! 

امسكت الوسادة و عانقتها كأنها تعانقه هو... طرق رنا على الباب الذي كان مفتوحًا قليلا و قالت 

* يا طنط بابا بيقولك تعالي لاوضته لان مصطفى جه... 

اومأت لها و نهضت في الحال رجعت لفريد و وجدت معه مصطفى... قال فريد 

* ده مصطفى صديق آدم... و شريكه في شغله... 

قال مصطفى 

* اهلا بيكي يا مدام سحر... 

* فين ابني ؟ انت اكيد تعرف مكانه ! 

* آدم سافر... 

تفاجئا فريد و سحر... قالت سحر 

* يعني ايه سافر ؟ 

* من خمس أيام طلب مني احجزله على تذاكر سفر لسويسرا هو و مراته... و بعد كده سافر... 

* طب هيجي امتى ؟ 

صمت مصطفى لوهلة فقال فريد 

* ما تتكلم يا مصطفى... آدم جاي امتى ؟ 

* الصراحة يعني انا كلمته امبارح و سألته نفس السؤال... قالي مش جاي و هيستقر هناك... 

صُدما هما الاثنان و قالت سحر و هي تبكي بأ*لم 

* يعني انا خسرت ابني لتاني مرة ؟! 

نظر لها مصطفى بحزن ولا يعرف ماذا يقول... لقد حاول معه كثيرا و آدم صمَُم على رأيه !! 

*******************

في بيت جميل و راقي... 

كان آدم ينظر من خلال الشرفة و شارد... رن هاتفه... انه مصطفى يرن عليه من خلال الواتساب... رد عليه آدم و قال 

" نعم يا مصطفى ؟ 

* انا ماما يا آدم ! 

هذا الصوت... انها سحر !! تفاجئ آدم و ظل صامتًا... كانت تبكي و تقول 

* وحشتني اوي ! 

ضحك بسخرية و قال 

" وحشتك ؟! مش كنت كذاب من كام يوم و خليتي ابنك يطردني ؟ 

* انا مكنتش اعرف... انا كنت كل اللي اعرفه عنك انك ابن نرمين و فريد... مكنتش مفكرة ان فريد عمل ده كله و بعدني عنك... 

" ايوة يعني عايزة ايه ؟ 

* عيزاك يا آدم... انت ابني و حتة مني... ارجوك ارجعلي... 

" مش عايز ارجع... انا هنا كويس... مش محتاج حد... 

* بس يا آدم...

اغلق الهاتف و وضعه في جيبه... بينما سحر انها*رت من البكاء و تريد ابنها بأي شكل... 

نظر آدم للفراغ بجمود و الهواء يداعب وجهه و يقنع نفسه ان تصرفه صحيح... هو أصبح كبير الآن ولا يحتاج لأي أحد منهم... 

خرجت أسيل من الحمام بعد ان استحمت و كانت ترتدي البورنص و قطرات المياة تنسدل من شعرها... تعجبت عندما وجدت حقيبة ملابس على السرير... 

' بس انا رتبت الهدوم في الدولاب... شنطة ايه دي ؟ 

اقتربت منها و فتحتها... تفاجئت من الملابس القصيرة و الجر*يئة التي احضرها آدم لها... قالت بغضب 

' شوف قلـ,ـيل الأدب جايب ده كله ؟؟ طب مش هلبس حاجة و خليه يتفلق ! 

كانت ستغلق الحقيبة لكن لفت نظرها قميص نوم أسود... امسكته و رفعته لتراه جيدا... انه جميل لكن جرئ للغاية ! 

دخل آدم الغرفة و وجد بيدها ذلك القميص الأسود المفتوح و القصير... ابتسم بخبث و قال 

" حنى انا كمان عجبني... اختيار تحفة منك... يلا ألبسيه... 

تفاجئت أسيل عندما سمعت صوته... احمَر وجهها خجلا مما قاله و اعادته داخل الحقيبة و اغلقتها... نظرت له بخجل و قالت 

' مش قصدي حاجة... انا بس كنت بشوفه... 

" يعني مش هتلبسهولي ؟ 

قالها و هو يقترب منها... نفت أسيل برأسها و قالت 

' لا... 

" ليه ؟؟ 

' ده بتاع رقا*صات... 

" و دي حاجة وحشة ؟؟ 

' اه... انا بنوتة مؤدبة... 

ضحك و همس في اذنها قائلا 

" و لما تقعدي تحضني و تبو*سي فيا... ده من ضمن الأدب برضو ؟ 

' انت جوزي... يعني احضنك براحتي... 

" ايوة بالضبط كده ! انا جوزك... يعني اعملي اللي عايزاه معايا... يلا دلعيني... 

' طب في يوم تاني ؟ 

قالتها و هي تنظر له بخجل ف شدها أليه و اصطدمت بصدره العا*ري و لامس وجنتها بأنماله و قال أمام شفتاها 

" انا عايزك اوي يا أسيل ! 

نظرت لعيناه ف قَبَل وجنتها و قال 

" هعمل مكالمة و راجعلك تاني... 

اومأت له و ذهب دخل الشرفة... تنهدت أسيل براحة لأنه ذهب... 

بعد نصف ساعة... دخل آدم الغرفة غرفة و تفاجئ مما رآه... ارتدت ما أراده على جسدها الممشوق و صففت شعرها و وضعت بعض مساحيق التجميل البسيطة التي لاقت به و بجمالها المُميز و المُهلك ! اقترب وقف أمامها و شَم رائحة العطر الذي وضعته... نظر لها بهيام و قال

" انتي بتمثلي شكل كلمة " تحفة " على الواقع... 

ابتسمت أسيل بخجل و قالت 

' عجبتك ؟ 

" انتي دايما بتعجبيني ! 

زادت ابتسامتها و قالت 

' هروح اعمل العشا لينا... 

ذهبت للباب لتهرب منه لكنه اسند يده على الباب و اغلقه... إلتفتت لتجده في وجهها و محاوطًا لها و قال 

" بتتهربي مني ليه ؟؟ 

' انا بتهرب ؟ لا لا ده بيتهيألك... انا مش بتهرب ولا حاجة... 

" والله ؟ بعدين انتي مفكرة اني هسيبك بالحلاوة اللي فيها دي ؟! 

' عايز ايه يعني ؟ 

" اقولك انا عايز ايه ؟ 

' اه... 

" طب هاتي ودنك... 

اقتربت منه ليهمس في اذنها بشيء مجرد ما قاله... احست انها تجمدت مكانها و لسانها عجز عن الكلام... ابتسم آدم على ريأكشنها هذا ف ضر*بته أسيل على كتفه و قالت بغضب 

' انت قـ,ـليل الادب و وقـ,ـح و مشوفتش صنف تربية !! 

ضحك آدم على رد فعلها هذا و قال 

" ما انتي قولتي اقولك... 

' ياربي ! هتفضل لحد امتى كده قليـ,ـل الحياء ؟ 

" والله انا مؤدب... بس معاكي بنسى أدبي... 

' نينيني... ممكن تبعد عشان اغو*ر اعمل العشا ؟ 

" لا مش لازم تعملي العشا... 

' ليه ؟ 

" عشان مش مهم الاكل دلوقتي... في حاجات اجمل من الاكل... ركزي فيها... 

' اه و بعدين ؟ 

" هاتي بو*سة... 

' لا ! 

" اممم... براحتك... بس انا هاخد اللي انا عايزه !! 

بمجرد ما قالها... اخد شفتاها في قُبلة و أسيل بادلته و هو يُقبلها بكل حنان و يبُث في قُبلته شوقه لها... ابتعد للحظة لتأخد انفاسها و صدرها يعلو و يهبط... اسند جبهته على جبهتها و قال بإبتسامته الجانبية الجذابة 

" هو دي اللي مش عايزة تبو*سيني ؟ 

نظرت له بخجل ف وضع اصبعه على شفتاها و قال 

" تعرفي في أول مرة شوفتك فيها انا قولت ايه ؟ 

' قولت ايه ؟ 

" قولت البنت دي هتبقى مِلكي... مِلكي انا و بس ! 

ابتسمت و حاوطت وجهه بكفوفها و قَبلته في شفتاه... حملها آدم بين يداه و وضعها على السرير برفق... وضع آدم يده على حمالة القميص و ازاحها عن كتفها و هو مُستمر بتقبليها و يضع علامات امتلاكه عليها مثل كل مرة يثُبت فيها لها انه مِلكه هو فقط ! 







بعد يومان... 

كانت أسيل مُستلقية على السرير و هي مُرتدية الهودي خاصته و شعرها مُنسدل على ظهرها و بيدها ريموت التلفاز و تقلب في القنوات بلا هدف... دخل آدم الغرفة و هو يحمل طبقين في يده... وضعهما أمامها و اعتدلت و قالت 

' اخيراااا جيت ! 

" اعمل ايه كلهم بيتكلموا ألماني و فين و فين ما لقيت حد بيتكلم انجليزي و فهم انا عايز ايه... 

' قولتلك اجي معاك... 

" لا خليكي ارتاحي... بطنك خفت ؟ 

' يعني شوية... حاسة بتُقل فيها... و قر*فانة منك و من كل اللي حواليا... 

" طب انا عملت ايه ؟ 

' مش عارفة... بس انا مش طيقاك... اقوم اضر*بك ؟ يمكن بالي يرتاح شوية... 

" يادي أم هرموناتك دي لما تشتغل عليا ! يلا كُلي... 

ضحكت و بدأت بأكل السندويتشات... انتهت من طبقها و دخلت على طبق آدم الذي قال 

" بتاخدي من طبقي ليه ؟ 

' جعانة اوي... حاسة كأني ليا كتير مأكلتش... 

" غريبة... ده انا بتحايل عليكي عشان تتعشي قبل ما تنامي... نفسك اتفتحت كده ليه ؟ 

' انت باصصلي في اللُقمة ؟! 

" لا بس انتي غريبة من امبارح... بتتخانقي معايا بدون سبب... و خلصتي الأكل في التلاجة كله مرة وحدة و خلتيني اضطر انزل اشتري اكل تاني... و بطنك اللي وجعتك الصبح دي و مقدرتيش تفطري... دلوقتي نفسك اتفتحت و ناقص تاكليني انا كمان ! 

' يا آدم بطل رغي... كل ما تتكلم بيجيلي احساس ان لازم اضر*بك... ابعد عني و اقعد ساكت... 

" طيب كُلي... بس إياكي تقولي بطنك و*جعاكي بعد ما تاكلي الكمية دي !! 

' لا متقلقش... انا جعانة بجد... 

اخذت ساندويتش من الطبق و اكلته بشراهة في اقل من دقيقة بينما هو يُنهيه في خمس دقائق... تركها تفعل ما تريده حتى يفهم لماذا يحصل هذا لها... اخذ آدم كوب الحليب من الكمود و قال 

" تشربي لبن ؟ 

' اه... 

اخذت منه الكوب و قبل ان تشرب منه... أحست بثِقل في بطنها من رائحته... اعطته لآدم و قالت 

' لا لا خلاص مش عايزة... بطني قلبت بسببه... 

" ايه السبب ؟ 

' ممكن بسب الجو أو... 

" أو ايه ؟ 

كانت سترد لكن وضعت يدها على فمها و نهضت ركضت للحمام و تقيأت في الحوض كل ما اكلته... احست بدوار في رأسها و كانت ستقع لكن آدم سندها و قال بقلق

" مالك يا أسيل ؟؟ 

' مش عارفة... فجأة تعبت... 

" طب اهدي و انا هتصرف... 

فتح المياة و غسل لها وجهها... اسندها لتمشي و اجلسها على السرير و قال 

" كده كتير انا هتصل على الدكتورة... 

' لا يا آدم مش لازم... انا بيحصل معايا كده آخر الشهر... 

" لا لازم يا أسيل... مش عايز حالتك تسوء اكتر من كده... 

نهضت و قالت 

' والله انا كويسة... مفيش حاجة خطر... 

" يعني ايه برضو هتفرج عليكي و انتي تعبك بيزيد ؟ 

' متقلقش انا كويسة... 

" انا مش هدى غير لما اطمن عليكي... انا اعرف دكتورة هنا... البسي و نروحلها... 

' يا آدم انا والله... 

لم تكمل جُملتها و وقعت بين يداه فاقدة وعيها... 

في المستشفى... 

آدم يمشي ذهابًا و إيابًا ينتظر خروج الطبيبة من الغرفة التي بها أسيل... كان يدعو الله كثيرا و يقول 

" يارب تكون بخير... يارب ما اشوف فيها حاجة وحشة... خُدني انا يارب و هي لا... اوووف هي الدكتورة طولت معاها ليه ؟ ليكونوا بياخدوا اعضائها جوه ؟ 

زاد قلقه و قرر ان يدخل... قبل ان يفتح الباب... خرجت الطبيبة فقال آدم بلهفة 

" أسيل مراتي كويسة ؟ 

* اه الحمد لله كويسة... 

" طب هي مالها ؟ من امبارح بطنها بتو*جعها... و حالتها النفسية مُتقلبة... و النهاردة رجعَت و و اغمى عليها... ليه ده كله ؟ 

* متقلقش هي كويسة... بالنسبة للأعراض اللي قولتها دي ف ده أعراض طبيعية بتحصل لأي بنت... 

" متأكدة ان مفيهاش حاجة ؟ 

* لا طبعا فيها... التحاليل اللي عملتها ليها أثبتت ان فيها حاجة... 

" قلقتيني... أسيل فيها ايه ؟؟؟ 

* فيها جنين... مدام أسيل حامل ! 


يِتبع..... 

بقلم #هدير_محمد 


         الفصل التاسع والعشرون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا     

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×