رواية قلب في المنفي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم هدير محمد
البارت الـ 25 من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
* انا آسفة يا فريد... مقدرتش اتحكم في عصبيتي...
* و عملتي اللي نفسك فيه من زمان و بعدتي آدم عني ؟
* آسفة والله... انا بس صِعب عليا مراد و خوفت عليه...
* على أساس انا مش خايف على مراد كأنه هو ابنك انتي بس ؟ عملتي اللي نفسك فيه يا نرمين... انبسطتي ؟! بس يكون في عِلمك... اتفاقنا كده طار في الهوا !
* يا فريد انا والله مقصدش و.....
* انتي طالق يا نرمين... طالق بالتلاتة !!
صُدمت نرمين و قالت و هي تبكي
* انت بتطلقني يا فريد ؟!
* اه طلقتك اهو... و هكلم المحامي يكمل إجراءات الطلاق و يديكي حقوقك !
* يا فريد لا... أرجوك متعملش كده !
* خلاص خلصنا يا نرمين... انتي د*مرتيني و د*مرتي عيالي بسبب الحقد و الغِل اللي جواكي... و انتي بتأ*ذي آدم بـ نور حتى مقولتيش ده ابن جوزي و مفروض انتي احميه و مش تأ*ذيه... لكن انتي خلقتي الكُره بين أخين... دلوقتي واحد في القسم و واحد مشي و سابني... شايفة وصلتيني لإيه ؟
* طب اديني فرصة... والله اوعدك هصلح ده كله !
* لا يا نرمين... خلاص انتهينا !
كانت سترد لكنه قاطعها بغضب
* اطلعي بره !!
* بتطردني يا فريد ؟؟
* اه بطردك... و طول ما انا هنا مش عايز اشوف وشك... خليكي بعيدة عني احسنلك يا نرمين !! يلا اطلعي !!
دخلت رنا على صوتهم و قالت
* في ايه ؟
قالت نرمين ببكاء
* ابوكي طلقني يا رنا !!
صُدمت رنا و قالت
* ليه يا بابا عملت كده ؟؟
* هي اللي جابته نفسها...
* بس يا بابا...
* خلصنا يا رنا... مش عايز اتعصب عليكي انتي كمان... و بعدين انتي كبيرة مش صغيرة... يعني طلاقنا مش هيأثر فيكي في حاجة... خدي امك و اقعدوا بره... مش عايز حد هنا...
نظرت له رنا بحزن و قالت لأمها
* تعالي يا ماما...
قالت نرمين بغضب
* ماشي يا فريد... صدقت ما خلصت مني... طبيعي تطلقني... ما انا مش سحر حبيبة القلب...
* مين سحر دي يا ماما ؟
* اسألي ابوكي !
خرجت نرمين ف نظرت رنا لوالدها و قالت
* مين سحر دي يا بابا ؟
* معلش يا رنا اخرجي دلوقتي لاني عايز اقعد لوحدي...
اومأت له و خرجت و اغلقت الباب... ارخى فريد ظهره للخلف و ينظر للفراغ و بعد صمتٍ قال بحزن
* ياريت سحر كانت موجودة معايا... هي الوحيدة اللي كانت هتقدر تحتوي حزني... وحشتني اوي... خسرتها و بقيت لوحدي !
**************
في الڤيلا... في الغرفة...
كان آدم يمشي ذهابًا و إيابًا و غاضب للغاية... فجأة ضر*ب الطاولة بقدمه و كسـ,ـرها و قال بغضب
" 28 سنة مأقنعني انها أمي و هي مش أمي دي مراته هو... 28 سنة مستحمل قسو*تها عليا في اتفه الحاجات و بقول اصل دي أمي... 28 سنة بسأل نفسي هي ليه مش بتحبني زي اخواتي !!
' يا آدم اهدى !!
" عشت عمري كله في كذبة يا أسيل !!
قالها و الدموع في عيناه... اقتربت منه و حاوطت وجهها بكفوفها و قالت
' أرجوك اهدى يا آدم !!
" مش عارف ولا قادر اهدى... مش قادر استوعب انه استغفلني طول السنين دي... مش بقولك انا مغفل !! ( وضع يده على قلبه و اكمل ) هنا بيتحر*ق و بيو*جعني... بيو*جعني اوي يا أسيل !!
عانقته أسيل و حاوط جسدها بيداه و قال ببكاء ڪالطفل
" مكنتش بصعَب عليه حتى لما كنت طفل و يلاقيها بتضر*بني على اتفه الأسباب و طول الوقت تزعق فيا و مش بتحضني حتى... انا عشت طفولتي كلها مفتقد حنان الأم من وحدة كنت مفكرها أمي و بعمل أي حاجة عشان بس تحبني زي اخواتي... في الاخر مطلعتش أمي !!
حزنت أسيل للغاية... من للواضح انه كان يريد بشِدة أن تحبه أمه...
' انت لسه معرفتش كل حاجة... مش يمكن عمو فريد عنده سبب للي عمله ده ؟ أو يمكن مامتك اتو*فت عشان كده عمل كل ده ؟
" اه فعلا انا لسه معترفتش كل حاجة... أمي عايشة أنا متأكد... لان لو هي متو*فية كان نطق و قال كده اول ما مراته قالتلي انها مش أمي... لكن ده سكت... و سكوته ده يدل أن أمي عايشة و بعدني عنها و هو مُتعمد يعمل كده !!
قال الأخيرة بغضب... ربتت أسيل على شعره برفق و همست في أذنه بهدوء
' اهدى... كل حاجة هتتحل...
" هتتحل طالما انتي مش هتسبيني...
قالها ثم ابتعد عنها و حاوط وجهها بكفوفه و نظر لعيناه بعيناه الحمراء المُتعبة من البكاء و قال
" انتي الوحيدة اللي باقيالي... اوعي تسبيني يا أسيل... انا محتاجك جمبي...
وضعت يداها على ذقنه و قالت و الدموع في عيناها
' انا معاك و مش هسيبك... مفيش حد بيسيب روحه... و انت روحي يا آدم !
ابتسم وسط دموعه و عانقها بقوة كأنه يريد ان تلتحم مع جسده... ظلت أسيل تُربت على شعره برفق و تُهدأه بكلاماتها الحنونة حتى هدأ... و بعد مرور دقائق... ابتعدت عنه و قالت
' انت مأكلتش من الصبح... اجبلك تاكل ؟
" لا... مليش نفس...
' بس يا آدم لازم تاكل...
" مش عايز... بعدين يا أسيل...
بدأ بخلع معطفه و ساعدته أسيل في ذلك و اخذته منه... جلس على طرف السرير و خلع حذائه ثم استلقى على السرير...
' انت هتنام ؟
" مش عارف... بس انا تعبان و عايز ارتاح شوية... اقفلي النور...
اغلقت أسيل ضوء الغرفة و نظرت له و هو نائم على السرير و ينظر للسقف بشرود... حزنت عليه كثيرا و تمنت ان يجتمع بوالدته في أسرع وقت لانه في أشد الإحتياج لها... خرجت أسيل من الغرفة و ذهبت للمطبخ... اعدت لنفسها ساندويتشات سريعة لانها جائعة للغاية... رن هاتفها و كانت ناهد... ردت عليها و قالت ناهد
* آدم عامل ايه ؟
' هو نام دلوقتي تقريبًا... زعلان اوي... اول مرة اشوفه بالشكل ده... هي نرمين كانت قا*سية عليه أوي ؟
* مش أوي بس... نرمين كانت مُتقمسة دور مرات الأب بجد تحت سِتار انها أمه في الظاهر... كنت اخفف عنه شوية بس منساش انه في مرة سألني انتي ليه بتحبيني ؟ استغربت سؤاله قولتله ازاي ؟ قالي يعني بتحبيني و انتي مش أمي ! شاف منها كتير و هو صغير حتى لما كِبر برضو مسبتهوش في حاله... منها لله...
' اوووف... طب انا اعمل ايه ؟
* خليكي معاه و حاولي تواسيه بأي طريقة...
' متقلقيش انا معاه...
* هو ده اللي مطمني انك معاه... لما يبقى كويس ابقي قوليلي عشان اطمن عليه...
' حاضر...
اغلقت هاتفها... اعدت ساندويتشات أخرى لتجعل آدم يأكل منهم لأنه لم ياكل أي شيء بعد منذ استيقاظه... ذهبت للغرفة و دخلت على اطراف اصابعها حتى لا تُيقظه و اغلقت الباب... وضعت طبق السندوتشات على الكمود... نظرت لآدم الذي يضع يده المليئة بالعضلات خلف رأسه و نائم... ابتسمت و قالت في سرها
' حتى و انت كئيب قمر اوي ! انا قولت برضو الحلاوة دي مش تبع نرمين... عسول اوي... خايفة احسدك بالغلط...
و بهدوء تسللَّت جانبه و اسندت رأسها على صدره و اغلقت عيناها لتنام... فجأة وجدته دفعها بعيدا عنه... نظرت له بغرابة و قالت
' بعدتي عنك ليه ؟!
نظر لها ببرود و لم يرد... اقترب منها ف اعتدلت قليلا و رجعت للوراء خوفًا منه و قالت بقلق
' آدم انت كويس ؟!
شدها من قدماها ف تزحلقت بأكملها على السرير و شهقت أسيل بذعر و آدم مال عليها... اسند رأسه على بطنها و نام... تعجبت أسيل من تصرفه لكن لم يفعل شيئًا سوى النوم على بطنها... نظرت له و هو مُطوق على جسدها بيداه و رأسه عند بطنها و نائم... خافت ان تزعجه و صمتت... بعد كل هذا الهدوء قال
" لمِسي على شعري...
قرَّبت يدها منه و ربتت على شعره... ابتسم آدم و قال
" بحبك...
ابتسمت أسيل و تأكدت انه في حالته الطبيعية... قال آدم بإنزعاج
" قولت بحبك... مردتيش عليا يعني !!
' بحبك والله !!
قالتها و هي تضحك... زادت ابتسامته و قال و هو يريح رأسه أكثر على بطنها
" ضعيت نص عمري بنام على المخدة... طلعت بطنك بتريح اكتر من المخدة...
' اه عندي كِرش صغير... هخسسه...
" لا سبيه انام عليه...
ضحكت ف ضحك ايضا... قالت أسيل
' آدم... لازم تاكل...
" قولت مليش نفس...
' بس مينفعش... انت مأكلتش حاجة من اول ما صحيت...
" بعدين...
آدم لاحظ رائحة العطر التي على ملابسها و قال بتساؤل
" مش دي ريحة العِطر بتاعي ؟
' اه... حطيت منه...
" ليه ؟ ده رجالي...
' لانه بتاعك و انا بحبه... بحب احس أن ريحتك قريبة مني...
ابتسم و اعتدل قليلا استلقى بجانبها فقالت
' قومت ليه ؟
" بتحبيني يا أسيل ؟
ابتسمت و اقتربت منه و وضعت يدها ذقنه و قالت و هي تنظر بهيام لملامحه المُحببة لقلبها
' مش بحبك بس... انا بعشقك ! انت أول و آخر راجل في حياتي... مش عايزة حاجة من الدنيا غير اني اشوفك مبسوط و مرتاح...
قَبَل باطن يدها و شدها إليه و اسندت رأسها على صدره و هو يُمسد على شعرها برفق و يشتم رائحتها الجميلة...
' آدم... هتعمل ايه في حوار مراد ؟ هتسيبه يتـ,ـسجن ؟
" لا طبعا... مش هسيبه طالما عرفت اننا الاتنين اتظلمنا بسبب مرات ابويا... اي نعم هو غِلِط بس مش هسيبه يتسـ,ـجن بسبب بنت الـ ***** دي...
' يلهوي... لسانك طويل !
" في ناس يا أسيل الشتا*يم دي اتعلمت عشانهم مخصوص توصف وسا*ختهم...
' طب بالراحة... لما نخلف إياك تقول كده قدام عيالي...
" لا عيالي هعمل عليهم اني شيخ جامع... متقلقيش هبقى ملاك قدامهم...
' اه اذا كان كده ماشي...
قَبَل رأسها و ربت على ظهرها و ناما...
**************
في المستشفى....
كانت رنا جالسة بمفردها و حزينة... رآها مروان من بعيد و آتى اليها... جلس بجانبها و قال
- مالك يا رنا ؟
* يعني مش شايف يا مروان ؟ عيلتي اتفككت و بقيت لوحدي...
عرف انها حزينة على طلاق والديها... ربت على شعرها و قال
- طب و انا روحت فين ؟ مش انا عيلتك برضو ؟
* انت اللي باقيلي... اوعى تسيبني يا مروان !!
- مستحيل... انا بحبك !
ابتسمت له و اسندت رأسها على صدره و ربت على ظهرها...
***************
عند نور كانت نائمة على السرير و معتز بجانبها و مُمسك بيدها و ينتظرها تستيقظ... فجأة كَحت نور و فتحت عيناها بتثاقل... فرح معتز لانها استيقظت... اتضحت الرؤية امامها و رأت المعتز الذي قال بلهفة لها
* نور انتي كويسة ؟
* انا فين ؟
* انتي في المستشفى...
تذكرت ما حدث و حاولت الاعتدال لكنها تأوهت بأ*لم من جر*حها فأسرع معتز و ساعدها و وضع الوسادة خلف ظهرها...
* انت ازاي هنا معايا ؟
* و هفضل معاكي... و مراد الـ ***** هدفعه تمن اللي عمله ده...
* هو فين ؟
* في القسم...
* ايه؟! انت بلغت عنه ؟!
* اه...
* ازاي تعمل كده يا معتز ؟
* هو ايه اللي ازاي ؟ ولا انتي صعبان عليكي ؟
* لا مش كده... يمكن يقول اني على علاقة بيك و انا مراته هو...
* لا متقلقيش مقالش حاجة... المحامي قالي انه مجبش سيرة حاجة و اعترف على نفسه...
* نعم؟! طب ليه ؟ انا فكرت انه هيقول علينا...
* و انا برضو... لكن متكلمش و ده في صالحنا...
* طب و الصورة ؟
* صورة ايه ؟
* مراد وصله على تليفونه صور و انا معاك في الشقة...
* بس هو في التحقيق مجبش سيرة صور او غيره... متأكدة من حوار الصور ده ؟
* اه طبعا متأكدة... الصور دي هي اللي كشفتنا اصلا...
* طب ليه مجبش سيرتها؟ و اعترف على نفسه كمان ؟
* معرفش... جسمي كله وا*جعني... كنت همو*ت في ايده...
* لو كان جرالك حاجة كنت هفصل رأسه على جسمه !!
* معتز لازم نعرف مين يعرف اننا على علاقة ببعض و كمان يعرف المكان اللي بنتقابل فيه... حتى لو مراد اعترف على نفسه و هيتسـ,ـجن... اللي عارف علاقتنا دي هيضر*نا تاني!
* هحاول اعرف مين هو...
* انا عندي شَك في حد...
* مين؟
* خالد ابن عمه... قولتلك انه كان بيراقبني... يمكن عرف علاقتنا ببعض و حاول يفضحـ,ـنا...
* يبقى كده جنى على روحه !!
قالها بغضب ف امسكت يده و قالت برجاء
* و النبي ما تعمله حاجة... شوف بس هو ورا كل ده ولا لا... انا خايفة اللي عمل كده يحاول تاني يفضحـ,ـنا طالما قِدر يصورنا و يبعت الصور لمراد يبقى يقدر يعمل حاجات اصعب من كده و نروح في دا*هية انا و انت !!
* ماشي هعرفه... اهدي انتي بس... هجيب الدكتور يطمن عليكي... و الضابط هيجي يسمع منك اللي حصل و ياخد أقوالك... مش عايزك تقولي غير ان دي خناقة عادية زي ما قال مراد...
* هو مراد قال كده فعلا ؟!
* اه... قال في التحقيق...
* على كده هو بيـ,ـضر نفسه !
* احسن خليه يغو*ر في دا*هية... و جوازكم البايخ ده هينتهي... هبعت المحامي بتاعي يتفاوض معاه غلى الطلاق...
* ماشي...
خرج معتز و نور ارخت ظهرها للخلف و تعجبت مما سمعته الآن... لما فعل مراد هذا و ما غايته ؟!
**************
في القسم... داخل الزنزانة التي بها مراد...
كان مراد جالس على الارض و ينظر من خلال النافذة التي محاوطة بالقضبان... ينظر للقمر المُضيء في عتمة الليل... يتذكر كيف حياته مَرت... لم يفعل اي شيء جيد في حياته... بل فعل كل شيء سيء... ترك حُلمه أن يصبح لاعب مشهور و أذى نفسه و اخاه أيضا... اخاه الذي كان يريد ان يكون له أخًا له ڪبقية الأخوة... لكن هو نَفره و ابعده عنه و جر*حه و ذلك بسبب السمـ,ـوم التي زرعتها والدته في رأسه من صغره و اوهمته ان آدم عدوه و يجب ان يؤ*ذيه قبل ان يفعل به هو هذا... لكن أخاه لم يفعل شيئًا له... لقد عَمى الكُره عقله و نور استحوذت على قلبه و ملأته بالكُره ايضا... و ما نتيجة هذا الكُره ؟ نور خا*نته و كان سيصبح قاتًلا و الآن هو في الزنزانة !
جاء العسكري و قال له
* عندك زيارة...
- مين ؟
* انا يا مراد !
لف رأسه لذلك الصوت... انها نرمين والدته... لم يظهر اي رد فعل عليه و عاد للنظر للقمر من النافذة... حزنت نرمين و قالت
* انت لسه زعلان مني ؟
- انتي اللي وصلتيني لهنا !
* مكنش قصدي والله اعمل فيك كده... و مكنتش اعرف انها بتخو*نك...
- دي خا*نت اخويا... مش هتخو*ني انا كمان ؟! انتي جبتيها اصلا عشان تد*مره... و د*مرتني انا بعده... انتي مش متخيلة ايه احساسي لما أشوف مراتي في حضن راجل تاني ؟ بس انا استاهل ده كله و ده عدل ربنا !
* يعني هتقضي بقية حياتك هنا ؟؟
- مبقتش تفرق هنا من هناك... انا باخد عقاب اللي عملته قي اخويا و انا راضي بعقابي...
* طب و حلمك ؟
- حلمي؟! ( ضحك بسخرية و اكمل ) حلمي ده اللي انتي نستهولي عشان اقضي حياتي كلها في الكُره لآدم و أذ*يته... بس الغلط مني لاني سمعتك و ووثقت فيكي... دمر*تيني و جاية دلوقتي تقولي طب و حلمك يا مراد ؟! دلوقتي افتكرتي ان كان ليا حِلم نفسي احققه على الواقع ؟ كان فين كلامك ده من زمان ؟ تعرفي مين شجعني بجد على حِلمي ده؟ آدم !
تفاجئت نرمين و قال مراد
- آدم كان بيشجعني ابقا لاعب كورة !
F
عندما كان آدم لديه 17 سنة و مراد 15 سنة... كان مراد يلعب بالكُرة في الحديقة... رآه آدم و ابتسم و قال
" انت بتعرف تلعب كويس... سمعت المُدرب بتاعك بيقول لبابا انك بتلعب بطريقة معدية سِنك... أنا متأكد انك هتبقى لاعب مشهور... عندي واحد صاحبي بيحب الكورة برضو... اعرفك عليه و تستفيدوا من بعض ؟
- لا... و خليك في حالك...
قالها ببرود و اكمل لَعِبه... ارتدى آدم حقيبة الظهر الخاصة و قال
" انا رايح حصة الفيزياء... عايز حاجة اجبهالك و انا راجع ؟ زي مثلا تيشيرت لمحمد صلاح أو كريستيانو... أو كوتشي رياضي...
- لا مش عايز حاجة منك... امشي يلا...
" انت ليه بتكلمني بالأسلوب ده ؟
- لاني بقولك خليك في حالك و انت برضو بتتكلم معايا !
" عشان انت اخويا !
- لا انت مش اخويا !!
تفاجئ آدم و قال
" انت بتقول كده ليه ؟
- عشان دي الحقيقة... ابعد عني و متكلمنيش تاني...
" طيب براحتك... بس افتكر اني معملتش ليك حاجة عشان تتخاصم معايا بدون سبب !
B
نزلت دمعة من عين مراد و مسحها بيده و قال
- كان دايما بيشجعني و يحاول يتكلم معايا... بس انا كنت غبي... كان كلامك كله لزق في دماغي و اقتنعت ان آدم واحد أنا*ني اخد كل حاجة لنفسه و حر*امي و لما بابا يمو*ت هيرميني انا و انتي في الشارع... ده كان هو كلامك ليا و انا زي الغبي صدقتك... نسيت ان آدم ده يبقى اخويا... نسيت انه اكتر من مرة حاول يبقى اخويا بجد مش مجرد اسم بابا متكرر في اسمنا انا و هو...
نظر لنرمين و اكمل
- بعد كل اللي عملته فيه ده... جالي النهاردة... مكنتش متوقع انه هيجي اصلا و يبص في وشي و كنت مفكر انه هينبسط اني هنا... بس جالي و وقف معايا و قالي هخرجك من هنا... النهاردة أدركت اني ضعيت من ايدي احسن اخ في الدنيا كلها... طبعا ده بسببي و بسببك !! فيها ايه لو كنتي ربتينا على حُب بعض ؟ كسبتي ايه من اللي عملتيه فيا و فيه هو ؟ هااا قوليلي كسبتي ايه ؟
* مكسبتش حاجة و انا مُعترفة بغلطي... مراد انا مليش غيرك انت و رنا... اوعى تكر*هني و تسيبني !
- اكرهك بس ؟! انا زعلان لاني طلعت على الدنيا لقيتك أمي !!
* بس بقا كفاااية يا مراد !! كفاية تزعلني و تقهرني فوق الزعل اللي انا حاسة بيه... كفاية ان ابوك طلقني !
- بابا طلقك ؟!
* اه طلقني...
- ليه ؟!
* انت لسه قايل ده بنفسك... لاني سبب كل ده...
- و آدم سكت على كده ؟!
* آدم لسه ميعرفش... حتى لو عرف مش هيعمل حاجة... بالعكس ده هينبسط اوي...
- برضو عايزة تطلعيه وحش بعد كل ده ؟! انتي ليه بالضبط ؟!
* انا بقول الحقيقة... آدم استحاله يخلي فريد يرجعني...
- ليه ؟!
* لاني مش أمه... انا مرات أبوه...
صُدم مراد و نهض و قال بتعجب
- يعني ايه انتي مش أمه ؟! آدم يبقى اخويا !
* أخوك من الأب بس... انا مش أمه...
- ده اللي هو ازاي ؟!
* ابوك كان متجوز وحدة قبلي... هي خلفت آدم... بعد كده ابوك جه اتجوزني و جابلي آدم كان لسه طفل و قالي هيفضل هنا و هيتربى هنا على أساس اني أمه الحقيقية...
- عشان كده كنتي بتكر*هيه ؟!
* حط نفسك مكاني... يعني هو مش ابني و الاقيه بقا كبير العيلة و ماسك الشركات كلها... أكيد هبقى مش عايزة حد يبقى احسن من ابني اللي هو انت يا مراد !
- بطلي تبرري أفعالك بحِجة اني ابنك !!
نظرت للأرض بحزن فقال
- مين هي أم آدم ؟! أكيد انتي تعرفيها...
* انا معرفش حاجة غير ان اسمها سحر... فريد عمره ما قالي اتعرف عليها ازاي و لا اتجوزها امتى... حتى معرفش هي عايشة دلوقتي ولا متو*فية...
- طب بابا مقالش لآدم اي حاجة عنها ؟
* لا لسه... آدم اول ما عرف إني مش أمه ساب المستشفى و مشي...
- حتى لو هو مش ابنك... يعتبر يتيم من غير أم... أكيد كان بيضايق لما يلاقيكي حضناني و هو لا. محاولتيش تبقي انتي أمه ليه ؟ مصعبش عليكي حتى و فوق كده خليتيني اشاركك في كُرهِك له ؟
* كفاية يا مراد... أرجوك سامحني !
- مش انا اللي مفروض تطلبي منه كده... امشي و متجيش تاني و سبيني في حالي...
* يا مراد انا...
اعطاها ظهرها و عاد لجلسته... بكت نرمين و ذهبت و أدركت انها خسرت ابنها... تنهد مراد بضيق و يفكر ما هو شعور آدم عندما عرف ان نرمين ليست والدته ؟!
****************
في القصر... كان فريد في مكتبه... فتح الخزنة الحديدية التي في داخل الحائط... وضع يداه تحت الورق و الملفات و اخرج صورة... كانت تلك صورته مع سحر و تحمل بين يداها آدم عندما كان طفلا... نظر للصورة بحزن و قال
* كان نفسي نعيش سوا... عيلة زي ما كنا بنتمنى... آسف لإني كنت أنا*ني... بس انا كنت عايزك بأي شكل... و دخلت آدم في النص و انتقـ,ـمت بيه منك... كان فيها ايه لو كنتي سمعتي كلامي ؟ كان زمانك معايا مش بعيد عني !!
جلس على الكرسي و هو ينظر لتلك المرأة الشابة جميلة الملامح و الابتسامة... لمس وجنتها بإصبعه و قال بأ*لم
* وحشتيني اوي... عدت سنين كتيرة... معرفش حاجة عنك ولا انتي تعرفي حاجة عني بعد ما كنا قريبين اوي من بعض... بقينا بُعاد اوي ! عارف انك مش هتسامحيني لاني حرمتك منه و غلطت في حقك جامد لما بعدته عنك... حتى هو مش هيسامحني... انا عارف ان غلطتي ملهاش مغفرة... بس انا حبيتك بجد و اتجوزتك و اخدتك في حضني... كانت احلى لحظة لما تبقي في حضني كنت بحس اني بَملِك الدنيا و ما فيها... والله ما كان قصدي اعمل ده كله و أذ*يكي يا سحر !
وضع الصورة عند موضع قلبه و قال
* اوعدك اني هصلح ده كله يا سحر... كفاية أنا*نية و كذب... اوعدك إني هجمعك بإبنك حتى لو على حساب نفسي... المهم ان ابنك يرجعلك !!
*****************
في اليوم التالي......
كانت أسيل نائمة و أحست بشيء ناعم يمشي على وجهها... فتحت عيناها بتثاقل و وجدت آدم بجانبها واضع يده على وجنته و بيده وردة حمراء يُمشيها على وجهها برفق... ابتسم لما عندما وجدها فتحت عيناها...
" صباح الخير على أجمل و ألطف بنت في الكوكب كله !
' صباح النور على جوزي العسول...
ابتسم و داعب وجهها بالوردة مجددا ف ابتسمت له و اخذت من يده الوردة و شمتها و قالت
' ريحتها حلوة اوي و شكلها برضو... بتجيب من فين الورد الحلو ده ؟
" مش بجيبه... انا بزرعُه...
' بجد ؟
اومأ لها و قال
" انا بحب الورد اوي و اتعلمت زراعته... كل الورد اللي تحت في الجنينة انا زارعه... و زارع شوية في جنينة القصر اللي من ضمنهم الوردة اللي انتي رمتيها في الز*بالة...
' يااااه انت لسه فاكر ؟
" مش قادر انسى دي... ضايقتيني اوي ساعتها... ازاي هانت عليكي تحطي الوردة القمر في سلة الز*بالة ؟!
' ما انا كنت ساعتها مخصماك... دلوقتي خلاص اتصالحنا...
" خلاص فُل كده... عايزك بقا كل يوم تصحيني برومانسية بالوردة كده زي ما صحيتك... خليكي رومانسية معايا...
' انت هتعلمني الرومانسية ولا ايه ؟
" اه لانك الصراحة زيرو رومانسية...
اعتدلت و قالت
' انا زيرو رومانسية ؟!
" اه...
' و كمان بتأكدها يا آدم ؟!
" اعملك ايه يعني ؟ خليكي رومانسية معايا و بِلِي ريقي بالحاجات المُغرية اللي في الدولاب...
' الجو تلج و انت جايبلي هدوم قصيرة متعتبرش هدوم اصلا من قُصرها و مفتوحة اوي... هتجمد كده...
" طب و انا ؟!
' الصيف الجاي ان شاء الله...
" و انا هستنى للصيف ؟! بصي هجيب دفايات كهربائية كتير تدفي الاوضة عشان تدلعيني...
' يعني انا مش مدلعاك يعني ؟
" يعني يمكن مدلعاني شوية صغيرين... لولا ان انا قليل الادب معاكي كان زمانا لسه اخوات ( غمز لها ) ولا انتي ايه رأيك ؟
امسكت الوسادة و ضر*بته بها و ضحك آدم و هو يتفادى ضر*باتها... قالت أسيل بغضب
' يا بارد يا نطـ,ـع بقا بعد ده كله تقولي اني مدلعاك شوية صغيرين ؟!
ضر*بته مجددا و اكملت
' طالما انا مش عجباك روح يا حبيبي لأي ر*قاصة تدلعك !
" لا مقدرش... انا عايز الدلع يكون منك انتي...
' والله ؟!
" اه والله... انا قولت زودي جُرعة الدلع شوية...
' ازاي بقا يا قلـ,ـيل الادب ؟
" ايوة خليكي عند الكلمة دي... قِلـ,ـة الأدب زوديها معايا شوية... اقولك ازاي ؟
نظرت له ف اقترب منها و ازاح خصلات شعرها للخلف و همس أمام شفتاها و قال
" يعني مثلا لما تنامي... نامي من غير هدوم...
اتسعت عيناها و احمَر وجهها و ابتسم لخجلها و قال
" ايوة زي ما بقولك كده... بطلي تلبسي البجايم الصوف دي... دي مش بتخليني اتحر*ش بيكي زي ما عايز... يعني انتي اهو لابسة بيجامة صوف تقيلة و واسعة... و انتي نايمة انا بسحب سوستة البيجامة لقيتك لابسة تحتها بلوڤر صوف... رفعت البلوڤر لقيتك لابسة تحت بلوڤر كمان... طب ليه ؟!
' عشان ما اخدش برد... بعدين استحالة اعمل اللي انت بتقوله ده... ده انا حتى في الصيف و في عِز الجو النا*ر... لما بنام بتغطى بملاية...
" لا مينفعش معايا الكلام ده لا صيف ولا شتاء !
' يووووه... طب بطل تحسسني اني مقصرة معاك !
قالتها بغضب ثم نظرت للجهة الآخرى... ابتسم و امسك يدها قَبلها و قال
" انا جوزك... اعملي معايا اي حاجة...
' الصراحة بقا انا مش متعودة على وجود راجل في حياتي... فأنا لسه معرفش حاجة...
" لا اتعودي... ولا انتي عايزة سماح مكاتب تغر*يني و انتي لا ؟
' مين سماح مكاتب ؟؟
" دي وحدة كده مش محترمة فكك منها... خليكي معايا... هتدلعيني ولا.....
وضعت اصبعها على شفتاه و قالت
' خلاص والله... هدلعك... بس متبصش بره...
" انا لو بصيت بره هبقى غبي لان معايا وحدة قمر... بحبك اوي...
ابتسمت و اقتربت قَبلته في شفتاه و ضمها إليه و استمر في تقبيلها بحُب و مال عليها و غاصا في بحر حُبهمها...
بعد لحظات كانت أسيل نائمة على صدره العا*ري و يَلُف خصلات شعرها حول إصبعه... نظرت له أسيل و وجهها كان أحمرًا من الخجل... ضحك آدم و قال
" لسه مكسوفة ؟
اومأت له و هي تحاول ان تغطي نفسها بالغطاء... ابتسم و قال
" انا بحب كسوفك ده...
' والله ؟ و بدري كلامك ده كان ايه ؟
" افهمي... انا جوزك و انتي مراتي... يعني كل حاجة حلال بينا... طبيعي اكون عايزك تبقي جريئة معايا... بس انا برضو بحب لما تتكسفي مني و وشك يبقى شبه الطماطم كده...
' انت غتت على فكرة !
" بس بحبك !
ابتسمت رغمًا عنها و قَبلته على خده و همست في أذنه
' انا كمان بحبك !
ابتسم و ضمها إليه...
في المطبخ... كان آدم جالس على الطاولة و اللاب توب أمامه و يعمل عليه... و أسيل تُقطـ,ـع له بعض الفواكه و تُعِد له سلطة فواكه لإن آدم يحبها... انهت إعدادها و جلست بجانبه...
' بتعمل ايه ؟
" بشيك على كام حاجة كده تبع شغلي...
' ربنا يوفقك...
امسكت بالشو*كة قطع الفواكه و مررتها له و اكلها و عيناه في اللاب و مُركز فيه و ظلت تأكله و هو منسجم في عمله... اقتربت من أذنه و قالت
' انت مُز اوي...
ابتسم و نظر لها... و بسرعة اختفت ابتسامته و عاد للنظر في اللاب و قال
" انا مشغول دلوقتي...
' ما انا عارفة...
مَشَت يدها برفق على عُنقه و هي تعرف ان هذه الحركة تضعفه كثيرا... توتر آدم و قال
" أسيل... انا مشغول...
' اه فعلا... ركز في شغلك...
قَبَلت عُنقه قُبلة طويلة و آدم تاه في شفتاها الناعمة التي لمست عُنقه و تُقبله... اغلق آدم اللاب توب و قال بغضب
" انتي بتلخبطيني... كده مش هخلص حاجة... اقعدي ساكتة...
' من عيوني يا حبيبي... هسيبك تركز في شغلك... انا رايحة استحمى...
نهضت و طبعت على خده قُبلة حنونة... نظر لها ف غمزت له و هي تُعض على شفتاها... ازاحت شعرها للوراء و ذهبت... كان آدم متوترا للغاية من حركاتها تلك و اضعفته...
" هي اتحولت ولا ايه ؟ بس انا مش هقدر اقاومها...
نهض و هو يقول
" يا أسيل استني !!
****************
ركن آدم السيارة أمام القسم و نزل منها... و قبل ان يدخل... وصلت رسالة على هاتفه... نظر للهاتف و كانت من رقم مجهول " لو عايز أخوك يخرج من القسم... تعالى على اللوكيشن ده " و أرسل له الموقع... تعجب آدم... من هذا و كيف يعرف اخوه مراد ؟!
اتصل آدم على مصطفى و قال
" بقولك يا مصطفى... في واحد بعتلي دلوقتي بيقولي لو عايز مراد يخرج من القسم تعالى قابلني في اللوكيشن ده و بعتلي المكان... اروح ولا لا ؟
* بلاش ليكون مقلب من معتز...
" انا بقول كده برضو... بس ممكن لا... اروح يعني هخسر ايه ؟
* طب روح و انا و الرجالة هنكون وراك...
" ماشي...
اغلق آدم هاتفه و ركب سيارته و ذهب...
في بيت مهجور... كان يقف آدم و ينظر في ساعته... لقد وصل من نصف ساعة و لم يأتي أحد... ربما هذا مقلب من معتز ليُعطله... إلتفت ليذهب و لكن وقف عندما سمع صوت من خلفه يقول
- لحظة استنى !!
إلتفت للصوت و رأى فتاة في العشرينات...
" انتي مين ؟
- انا ليلى أحمد... انا اللي بعت الصور لتليفون مراد...
تفاجئ آدم و قال
" انتي بعتيهم ؟! طب عرفتي ازاي ان نور على علاقة بمعتز ؟
- لإني اعرف كل حاجة عن معتز...
" بمعنى ؟
- معتز المَهدي يبقى جوزي !
يُتبع......
بقلم#هدير_محمد