رواية غنوة يونس الفصل العاشر 10 الجزء الثاني بقلم سلوي عوض
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 32 (10)
وجيه بقلق: مالها صدفه بتبكي ليه؟
فاطمة: مش عارفة، بتقول إن جوزها متعور أو متكسر، لقوه قدام بيتهم وحالته صعبة قوي.
وجيه بغيرة: ممدوح؟ وهيّ تبكي عليه ليه؟ بعدين ده طليقها، مش جوزها!
فاطمة بخوف من عصبية وجيه: عارفة يا خالو، عارفة...
وجيه بعصبية: إديها التليفون يا فاطمة!
فاطمة: هيَّ مين؟
وجيه بغضب: إنتي مبتفهميش خالص؟ صدفه! إدي التليفون لصدفه، اخلصي!
فاطمة: حاضر، حاضر...
(تتجه فاطمة إلى صدفه وتسلمها الهاتف.)
فاطمة: خدي، خالو وجيه عاوز يكلمك.
صدفه ببكاء: معلش يا فاطنة، مجدراش اتحدَّد مع حد دلوك.
فاطمة: انتي مدركة؟ بقولك خالو وجيه اللي عاوز يكلمك!
صدفه: عارفة... بس مش جادرة اتحدَّد.
فاطمة: بتقول مش قادرة تتكلم يا خالو...
وجيه بغضب: كده طيب؟ ماشي يا ست صدفه هانم! والله عال...
(يُغلق وجيه الهاتف في وجه فاطمة.)
فاطمة مستغربة: وأنا مالي؟ واحدة مش عايزة تكلمه، يقفل في وشي أنا ليه؟!
(تذهب فاطمة إلى والدتها.)
فاطمة: الحقي يا لولو، خالو وجيه شكله متعصب على الآخر!
هالة: ليه؟
(تقص فاطمة على أمها ما حدث.)
هالة بقلق: ربنا يستر! أنا عارفة دماغ أخويا... ده مش بعيد نلاقيه طابب علينا بعد شوية!
فاطمة مستغربة: أخوكي في الصين يا حجة، يعني آخر الدنيا!
هالة: لا يا فالحه! أخويا ساب الشغل اللي في الصين لجوزك وأخوكي، وهو حالياً هو وصقر في دبي!
فاطمة بفرحة: الحق، اتصل بيه أخليه يجيبلي البرفان بتاعي!
هالة ساخرة: آه، عشان يجي يخلص عليكي؟
فاطمة: تصدقي؟ كلامك صح! هولاكو لما بيزعل محدش يقدر يتكلم معاه، لا وايه! عامل فيها خط الصعيد، وجامعلي صقر وسليم، وشكله هيعلن الحرب على اسمهم إيه دول!
هالة: طيب، بطلي هبل! عشان لو حد سمعك، هيعمل منك شاورما!
فاطمة بحماس: تصدقي؟ نفسي فيها! وبعدين المفروض صدفه تعمل الأكل اللي اتفقنا عليه!
هالة بتفكير: تفتكري صدفه ممكن تكون لسه بتحب جوزها؟
فاطمة باندهاش: يا خبر! ده هولاكو لو عرف، هيعمل منك حواوشي!
هالة: يا بنتي، اعقلي شوية! اتجوزتي وخلفتي ولسه برده مجنونة؟! ارحمني منها يا رب!
فاطمة: والله لما قلتله صدفه زعلانة على جوزها، زعقلي وقاللي "طليقها"!
هالة: هيَّ صدفه فين؟
فاطمة: في الهول برا.
هالة: وبستان وجمريه؟
فاطمة: لا، دول كل واحدة بتكلم جوزها!
هالة: طيب، متروحي تكلمي جوزك وارحميني من غلاستك!
فاطمة متأففة: هو جوزي المسكين عنده حتى وقت يكح؟! كله من هولاكو المفتري!
(تخرج هالة إلى الهول، فتجد صدفه تبكي وبجانبها مشيرة تطبطب عليها.)
هالة بقلق: مالك يا صدفه؟ كل ده عشان ممدوح؟ أنا مكنتش أعرف إنك بتحبيه أوي كده!
مشيرة باستغراب: أمرك عجيب! إزاي لسه بتحبيه بعد كل اللي عمله فيكي؟
صدفه بعقلانية: مش مسألة حب، المسألة إنه كان في بيننا عشرة، وفي ولادنا، وفي دم كمان بيننا! أنا كبرت واتربيت وسطهم، وسط ممدوح وخواته وعمتي وجوزها، أكيد يعني كانوا بيعاملوني معاملة زينة! وكمان عيشت وسطيهم كل السنين ديه! يا جماعة، اللي بيربي كلب لمؤاخذة بيزعل عليه، وما ينكرش العشرة والمعروف إلا ولد الحرام! وهما ربوني وأنا يتيمة، كان ممكن يرموني في ملجأ أو حتى يرموني في الشوارع، ومهما حصل منهم، هيفضلوا أهلي وناسي، وممدوح أبو عيالي، ومهما حصل، عيالي مربوطين بيهم!
فاطمة بسخرية: بقولك إيه يا ست أمينة رزق، أنا جوعت! وبعدين بصراحة، العقل مش لايق عليكي خالص! قومي بقى ، مش سقطتي في الامتحان؟
مشيرة : مين يا ماما ديه اللي سقطت؟ ده أنا جايبة لها خبر بملايين!
فاطمة بفضول: إيه؟ هتفتحي مطعم وتشتغلي فيه انتي وصدفه وتعملوا أكل؟ ده أنا هبقى مقيمة عندكم!
(تمسح صدفه دموعها، ثم توجه حديثها إلى زوجة خالها.)
صدفه بمزاح: يا مرت خال، اكشفي للبت ديه، شكلها عنديها حاجة في بطنها! أقولك، أحسن حاجة شربيها شيح مغلي!
فاطمة باندهاش: إيه شبح ده يا صدفه؟!
صدفه: شبح إيه؟ اسمه شيح! بنحطوه للإيفان والحشرات، زي اللي في بطنك ديتي!
فاطمة مقززة: ياااي! إيه ده؟ معدتي قلبت!
صدفه ضاحكة: انتي معدتك تقلب؟ ده انتي تاكلي القطر وتحلي بالركاب والجضيب! مسكين جوزك والله! أتاريه، ياعيني عليه، شغال ليل نهار عشان بس يكفيكي أكل!
مشيرة: بس بق انتي وهي، عاوزه أقولكم خبر الموسم!
هالة: فرحيني يا مشمش.
مشيرة: فاكرين الفستان اللي صدفه صممته لبنتي؟
هالة: آه طبعًا، ده كل أصحابها في النادي هيتجننوا عليه.
مشيرة: هو ده! أنا بقى أخدت التصميم وكل التصاميم اللي صدفه صممتها، وبعتهم لمسابقة أجمل فستان بناتي، والفستان فاز بالجائزة الأولى! ولازم بعد أسبوع صدفه تستلم الجائزة، وبعد كده فيه مهرجان هيتعمل في دبي، وبكده هيبقى عندنا خط إنتاج عالمي!
هالة: يعني هما أعلنوا؟
مشيرة: آه طبعًا، والحفلة بعد أسبوع، يعني صدفه لازم تشد حيلها معانا شويه عشان تبقى الليدي لافي.
فاطمه: ديه عاوزه سنين وسنين عشان تبقى أنثى بس.
هالة: اخرسي يا حيوانة!
صدفه: طب وحياة أمك اللي واقفة دي، قبل الأسبوع هتلاقوني سيدة المجتمعات الراقية.