رواية انتهك عذراتي الفصل الرابع عشر 14 بقلم نور كرم
الفصل الرابع عشر
حَل المساء بظلالُه لِـيُنهي ليله آخرى من أصعب اليالي على أبطالنا ، حيث أستقر "يونس" بين أحضان زوجتُه الحبيبه ، بحاله من الإنهيار الداخلي لـِ آلاف المرات منذُ كان صغيرًا ، كـانت كـ كبوس أسود يُظلم ليالِيـه المُستنيره بـ رُعبٍ يُدبْ داخل قلب ذاك الطفل الصغير لِتاليه ذكره من أبشع الذكريات على عقل طفل ، مسدّت على خُصلاتُه بحنو تتأمل محياها بحزن يُطغي على قلبها المسكين المُتيم بعشق ذاك الحزين! مرت ساعات لمّ تحتسبها وهي تضمُه الي صدرها كـ طفل صغير هارب من قسوة الحياة بين أحضان ولادتُـه ، طبعت قُبله حنو على خُصلاتُه بينما عينها تحارب النوم تغفو بنعاس شديد ولكن بالآخير فَاز النوم و غفت دون أن تشعور مستقره بين أحضانُه! ....
• • • • • • • • • • •
وبغرفه ذاك الحقير الذي يُدعى بـ" ساهر" كان يجلس فوق مكتبُه يتفحص بعض من ملفات الخاصه بالعمل بتركيز شديد ، ولكن ما حدث اليوم جعلُه يشعور بضيقٍ شديد حَل صدرُه ، واقف من جلستُه متجهًا الي هذه النافذه الطويله بطول الحائط يستنشق بعضًا من الهواء النقي ، فُتح باب الغرفه فجاءه لـ تدلف "مديحه" من خلفُه تتسلل على أطراف أصابعها لـ تذهب إليه تضع كفايها على عينُه هـاتفه بإبتسامه :
- أنـا مين!!!!؟
تأفف بغضب خصوصًا بعد سماعُه لِـ صوتها الذي يعرفه عن ضهر قلب ، أزاح كفيها عن عينُه هاتفًا بغضب:
- أنتِ بتعملي إيه يا "مديحه" هو أحنا عيال صغيره!!!!؟
نظرت إلي طيفُه بذهول ونظرات حُزن ،تنهدت بعمق و ذهبت إليه بهدوء يحمل شفتها إبتسامه هادئه واضعه يدها على كتفُه وهاتفه بتساؤل:
- مالك يا "ساهر" هو إنتَ مدايق إني جيت!!؟
- طبـعًا مدايق هو الي أنتِ عملتيه ده ميدايقش برائيك!!!
هدر بوجهها بغضب ، لـ تُنزال هي رأسهَا بحُزن هاتفه بنبره مشتاقه:
- وحشتني يا "ساهر" بقالي أكتر من سنه مشوفتكش مشغول عني وراميني وكانك بطلت تحبني!
- أنتِ بتقولي إيه ، أنتِ أكتر واحد عارفه أنا بعمل كده عشان خاطر مين !!..عشان أرجعلك حقك ألي أبنك خدو من بين أديكِ ، وأرجع حقي الي أبوه خدو من بين أديـا!!!
هدر بغضب شديد بنبّره متعجبه مما تفوه ، لـ تتنهد هي بهدوء وأقتربت منُه بهدوء لـ تقف أمامُه مباشره هاتفه بآسف:
- طب متدايقش أنا الي خلاني أعمل كده...جناني سنه بحالها مش قادره أشوفك ولا حتى أشم راحتك!
إبتعد عنها بغضب وهدر ، عكس ذاك الخوف الذي هُز قلبه بعُنفٍ:
أنا مش عارف أنتِ بتعملي إيـه يا "مديحه" ، أنتِ أزي تجي هنا أصلاً ، سواء واحشتك أو لأ.. مكنش ينفع تجي هنا ، أنتِ عارفه لو "يونس" عَرف أن أنا الي كونت معاكِ في اليوم ده هيعمل إيه!!؟ عارفه لو عرف أن أنا الي قتلت أبوه ، هيعمل فينا إيه مش بعيد يقتلنا!!!؟
- مش أبـوه!!!
هدرت بوجهه بحده من بين دمعاتها المتساقطه على وجنتيها بكل بساطه دون أن تفكر حتى ماذا ممكن يحدث بعد ذالك ، لـِ تجحظ عين الآخر ،كان يُطالعها لاحظات من الصدمه ، يحاول إستعاب ما أردفت لـِتو!!! هُز قلبُه بعُنف أثى ما أردفت يخاف بأن تُدرف بالجمله الذي تليها!! يخاف بأن تُردف بأول ما خطر بذهنـُه! فُك الآن لجام لسانُه وأخيراً بعد لاحظات كان الصمتّ حليفها لـ يردف بـ نبّره مهتزه ملئ بالخوف:
- يعني....يعني إيـه!!!
- إنتَ!!!! إنتَ أبـو "يونس" يا "ساهر" !!! أبو "يونس"مبيخلفش ، وأنا الوحيده الي كونت عارفه ده!
هدرت بهدوء وبكل بساطه من بين دمعاتها المتساقطه ، لـ تقع على مَسمع الآخر كـ صعقه كهربائيه ، شُلت حركتُه ولُـجم لسانُه عن الحديث يُطالعها فقط بصمت وصدمه ، يزدراد ريقُه بصدمه ، طيلت هذه السنوات أحارب من أجل ما أوريد! بينما أحـاول قتلُه ، لِـ مئات المرات وكان هو ينفُد منها بكل بساطه ، ليأتي اليوم ويعرف بأنُه ولدوه قطعه من روحه!!! هل أنا بحلم أو بكبوس على الأصح ، لو كان هذا حُلم فَـ أوريد أن أستفيق منُه الآن ، فُك لجام لسانُه واخيراً مردفًا بصدمه:
- أنتِ بتقولي إيه!!!
تنهدت بعمق و رافعت رأسها هاتفه بهدوء راغم نيران الألم داخل صدرها:
- دي الحقيقه يا "ساهر" إنتَ أبـوه ، بعد متجوزت أنا "يوسف " عرفت واقتها أن هو مبيخلفش.... من الدكتور الي كان بيتابـع حالتنا ، بعد سنين طويله كونت بحاول أحمل فيها عشان يبقا عندي ولد يقدار يخود حقي وحقك الي ضاع علي أيدُه الظالمه ، أكتشفت أنُه مبيخلفش! ، و بعد الي حصل بيني وبينك أول مره ، روحت كشفت لقيت نفسي حامل ، كانت بنسبالي ضربـة حظ وأن هدفي لسه موجود و أقدار أحقـقُـه ، قرارت أخبي عليك عشان أنسبُه لأسم "النصراوي" لآني عارفه إنك كونت هتعارض ده ومكونتش هتوافق أن أبنك أسمُه يتنسب لأسم واحد كان السبب الوحيد في خراب حياتك وحياتي!
- يـعـنـي إيــه!!!!!!؟
لم يُردف بأكثر منها يحاول بها أن يسألها ماذا تقولي وماذا تعني بما تُردفين لقد حاولت قتلُه حاولت لِـ مئات المرات ،كان من الممكن أن اقتلُه من فرطه غضبي وحقدي على ذاك الحقير الذي يُدعى"يوسف" ، لـ تأتي أنتِ اليوم وتُخبريني بذالك!!!!!! ..... لم يجد منها سواء الصمت ذهب إليها بعيون ملئ بدموع الصدمه ، أحمرار من فرطه الغضب محاوطاً ذراعها يَهـزها بعُنفٍ هاتفًا بكل ما أوتيِه من قوه:
- أنتِ بتقولي إيه ، أبني أزي ...أنتِ عارفه أنتِ بتقولي إيـه، أزي تعملي فينا كده لـ درجادي الأنتقام عَمهَ عيونِـك لدرجة إنـك رميتي أبنك ومشيتِ من غير متبوصي عليه حتى ، أزي تنسبيه لاسمُه وأنتِ عارفه أن مكرهتش قـدو في حياتي !!!! أزي تعملي فيا كده أنتِ عارفه أنا حولت كمّ مره أقتلُه كمّ مـره ... أنتِ مش بنأدمه أزي تعملي كده!!!!!
كان في حاله من الجنون يهدر بغضب شديد في وجهها، لـِ ينفُضها بيعدًا عنُه لـ ترتطم بالحائط تأوهت بألم شديد من أثـر قبضتُه ، وأرتطمها بالحائط...ذهب إليها مره آخرى وهتف بفحيح غاضبًا :
- أنتِ إيه ، أنتِ مُستحيل تبقي أم ، طول عمرك بمسابه كبوس بنسبالُه ، وأنا مختلفش عنك أي حاجه حاولت أقتلُه حاولت أجنينُه وأدخلُه مستشفي المجانين ، أنـ.... أنا حاولت أعمل كده في أبني أنا!!!!! مكونتش هسامح نفسي لو كونت عملت فيه كده مكونتش سمحت نفسي !!! ولا حتى سمحتك ...ليه!!؟ يا "مديحه" ليه جايه دلوقتي تقولي كده ليه!!!!!!؟
هبطت عبراتُه بضعف والأول مره من ذالك الرجل ذو القلب القاسي ، لـ يلكُم الحائط بضربات غاضَبه واحده تلو الآخره يصرُخ بإنهيار لا يُصدق ما تقول ولا يستوعب!!، واقع على الارض بحاله من الانيهار ، حقاً صدق من قال كما تودين تودان! يشعور بنيران تَحل قلبُه وصدره ، قلبُه الحقود الذي طلما كرهُه وتمنى قتلُه!!! دارت الايام لـ يصبح بمكانة و مثل ذاك الصغير الذي طلما تألم من صميم قلبُه على فوراق ولدُه براغم من أن ولدُه الحقيقي مزال حي ، وأمُه العاهره الذي سلبت منُه طفولتُه بوحشيتها وقسوةٌ قلبها الجاحد ، غير أنه يتواعد بالانتقام لمن كان معها ، ماذا إذا علم بشئ كـ هذا على الأكيد سيقتلهُم ، و لُه كلّ الحق بأن يفعل هذا على الأكيد سـ يكره الحياة ويتمنى الموت ، وكلّ ذاك حدث بسب أثنان خُتم على قلُبهُم الحقد ونيران الأنتقام!...
خَطت إليه بخطوات بـطيئه خائفه منُه ولكن خائفه عليه أيضا ، جلست أمامـه على رُكبتها وهتفت من بين عبراتها المُتألمه بنبّره مُهتزه:
- "ســاهر" حبيبي... أنا عارفه أنـك زعلان مني على السر ده ....بس صدقني أنا عملت كده عشانـا ...عشان أرجع حقي وحق أبويا ، وأرجع حقك الي خدو منك بالقوه وخلاك عبد عندُه ، كان يستاهل.. يستاهل يحصل فيه أكتر من كده ، إنتَ متعرفش كان بيحصل فيا إيه كل يوم وأنا معه ، كونت إنتَ الحاجه الوحيده الي مصبرني على واجعي وإنهياري ، ومصبرني على واحد كان السبب في موت أبويا ، ومات... وخلصت منُه وأخيراً اليوم الي طلعت فيه من القصر ده وأنا سايبه أبني زي مبتقول ، كونت زي السجينه الي طالعه من حبس عاشت فيه طول عمرها ، أنا مقولتلكش عشان كونت هترفُض وأختُه كانت هتاخُد كلّ حاجه وأنا وإنت كونا هنطلع من المولد بلا حمُص !! وفي الآخر جي تلومنيعلى إني سيبتُه...مش ذانبي مش ذانبي إني مبقتش أعرف أحب!!!مش ذنبي أن الرحمه أتشالت من قلبي ، أنا شوفت كتير وعنيت كتير متباقش إنتَ كمان عليا أرجوك!!!!
هتفت آخر كلمتها وهي تدفن وجهها بيده مغمضه العين تبكي بإنهيار ، بينما الآخر كان شارد بنقطـتًا ما في الفراغ ، وكأن روحُه نُزعت من جسدُه ،تُذرف عيناه دمعات مُتألمه! مقهوره عما كان يفعل وعما كان سيفعل ، كمّ هذا شعور مُألم فُك لِجام لسانُه وأخيراً بعض لحظات من الصمت هاتفًا بنبّره ملئ بالألم :
- طول عمري بسعى وراه إني أنتقم ، لدرجه أن نسيت نفسي ونسيت حلم طول عمري كونت بحلم بيه ، كونت بس عايز عيله حوليا ولاد كتير يندهوني بـ "بابا" ...لكن حصلي كل حاجه عكس مكونت عايزها ، أول حاجه لما خدك مني وأتجوزك ، والمره الثانيه لم خسرني كلّ فلوسي وشغلني عبّد عنده ، الغل ملى قلبي لدرجه إني نسيت كل حاجه ، نسيت هدفي ونسيت حلمي الوحيد ، أنا أتعميت لدرجه إني كونت هقتل أبني ، أتعميت لدرجه أن حاولت أجنينُه كونت عايز أفوز بكل حاجه قُصاد أن أقتل أبني ، مكونتش متواقع كده أنتِ عارفه لو كونتِ قولتي إنك حامل مني في واقتها ، أنا مكونتش صبرت ثانيه واحده أنا كونت هاخدك وامشي من هنا ونعيش أنا وأنتِ وربي أبني ، أنا مكونتش كده مكونتش واحش لدرجه دي ...ياريتك قولتلي ياريتك قولتي ومكنش حصل الي حصل ...أنا شلت ذنب كبير و الحاجه الوحيده الي كانت مصبـّرني هو أنتقامي وأنتِ!!! ... بس دلوقتي مفيش حاجه هتقدار تصبرني على ذنب أكبر منُه ... يعني لاهعيش في الدنيا مرتاح ولا حتى في أخرتي هبقا مرتاح...ولا حتى في أخرتي هبقا مرتاح!!!!!!
أستقر الوضع بينهم وكلاً منهم يبكي بأنيهار قلُبهم مُنكسره لا يعرفون من هم حتى وكيف سار بهم الانتقام حتى وصلو الي هنا!!!!!.
• • • • • •
حَل صباح يـومًا جديد بشمسًا مُشرقه تاطُـل من هذه النافذه بالغرفه ، داعبت أشعه الشمس عيناه في لحظه كان يستفيق من غفوتُه يفتح عينُه بنعاس وأرهاق بدى على محياه الباهته ، شعر بها أسفلُه تقريباً ينام وهو يضَّـع رأسُه على بشرت صدرها الناعمه رافع رأسُه لـ يرمقها وهي نائمه مال يقبل وجنتيها بهدوء وحنان شديد هاتفًا بهدوء وأبتسامه هادئه:
- شكراً إنك في حياتي!!
نـام بجوارها ينظر إلي محياها الذي تنتشلُه من عذاب هذه الحياة القاسيه يملئ سغرُه إبتسامه هادئه بينما يملئ عينُه ألَام مُتراقمه مع عبارات حزينه ، يخشى بأن يواجه ذاك العالم بدونها يخاف بأن يدلف خارج هذه الغُرفه حتى بدونها يعرف أي حاله سـ تتلبسُه !!!
- "يونس" !!!
- غمغمت بهدوء وهي نائمه لـ يبتسم هو بحب ، حتى وهي نائمه تفكر به كمّ تعشقُه لا يعرف!؟ ولكن متأكد مليون بالمئه بأنها فاقت حدود العشق! مال عليها بهدوء يقترب منها بشده حتي أصبح لا يفصل بينهما إلا أنش واحد وكانُه يسلب الاطمائنان من أنفاسها الذي تَنعش روحـُه وقلبُه ... بينما كانت تتمايل في غفوتها كـ طفله صغيره فتحت عينها وأخيراً بنعاس يطغى على مقتلها تعجبت منُه وكيف كان يحدق بها دب الرُعب قلبها عندما وجدت الدموع تملئ مقتلاه ، أعتدالت في جلستها بفزع وهي تُردف أسمُه بخوف شديد:
- " يونس"!!!!؟ مالك بتعيط ليه يا حبيبي!
مسح عبراتُه بأنماله وأبتسم بحنو وهدوء سحبها من راسغها الي أحضانُه وطبع قُبله حنو على خُصلاتها وهاتفًا بهدوء:
- مفيش يا روحي مفيش حاجه ، أنا كويس أوي!
تنهد بهدوء وأكمل :
- أنا بس كونت مستنيكِ تصحي.. وأنا قاعد كده وببوصلك ، أفتكرت قد إي ربنا بيحبني.. وأن قُربي منه مبيجبش غير الخير ، ولو أبتلاني يبقا بيختبر صبري والي أنا فيه دلوقتي إبتلاء وهخلص منُه و...منها ، أنا بس حاسس إني بخود منك قوتي ومش عايز أنزال ولا حتى أخروج من الاوضه غير معاكِ!!
رافعت من بين أحضانُه وهي تنظر لُه بنظرات حُب وأبتسامه تملئ سغرها حاوطت وجنتُه بأنمالها وهتفت :
- يا روحي أنا ....أوعدك يا حبيب قلبي إني أفضل العمر كلُه جنبك مش عايزك تخاف أبداً وأنا معاك يا "يونس" مهما كونت ضعيف لازم تعرف أن أنا أكتر حد ممكن يحتويك ووممكن يديك القوه عشان تكمل ... بحبك يا أجمل "يونس" في الدنيا كلها!
سحبها من ذراعها إليه لـ تُصبح فوقُه كما يفعل دائمًا يحاوطها بدافئ وعشق ، حاوط وجنتيها بيدها ومال يتلقط شفتها بـ قُبله عميقه! يروي بها ظمئُه يشفي بها جروحُه يصبّر بها قلبُّـه الحزين ، أبتعد عنها بصعوبه هاتفًا بأنفاس لاهثه أمام ملذُه الخاص:
- لو تعرفي مدى حبي ليكِ !!!
مالت تحتضنُه بابتسامه ملئ بالحياه هاتفه بحب:
- عارفه ...ياروحي ..عارفه!!
• • • • • • • • • • •
- رايح فين يا كده!؟
هتفت متعجبه من هيئاتُه ،وهي تدلف خارج المرحاض تلُف منشفه حول جسدها ، بينما هو يهندم سيابُه بزي كجوال متكون من بنطال جينز وكنزه نصف كُم واسعه ، كان يقف بحاله من الصدمه فكل مره يراها بيها ينبهر وكأنها المره الاولى! تنهدت بعمق يحاول أن يُهداء ضربات قلبُه الذي يُقسم بأنها سـتشوق قلبُه الي نصفان ، خطى إليها خطوات هادئه بينما هي مزالت تحدق بـه بعينها البريئه ...واقف أمامها تحمل عينُه نظرات ماكره ، وفي لحظه كان يميل عليها يستنشق رائحتها المنُعشه المختلطه مع شاور الاستحمام ذو رائحت الوارد مثلها! طبع قُبله على جانب عنقها المرمري بينما مزال يستنشقها بتوهان! تفجاءت مما يفعل وشعرت براجفه قويه حَلت جسدها أغمضت عينها بهدوء تستشعر لمست شفتاه على بشرة عُنقها ...عالت ضربات قلبها وأنفاسها ، بينما هو مزال يطبع قُبـلات متفـرقه مشتعله على عنقها ، و يداه تحاوط خصرها بتملُـك وجراءه فُك لجام لسانها المتلعثم وهتفت بصعوبه من بين أنفاسه الاهثه أثى ما يفعل بها وبقلبها الصغير:
- يـ...." يونس"!!!!؟
أممممم!؟
غمغم بها بينما مزال غارق بطبع قبلات متفرقه على كل ما ظهر منها بشوق كبير ، أغلقت عينها بقوة شديده ومن داخلها تُقسم بأن قلبها سيدلف خارج قفصها الصدري راغم سكونها بين يداه الجريئه ، شعرت بأنماله تحاول أن تُزيح هذه المنشفه العينه عن جسدها الناعم ، شهقت بصدمه لتتمسك بالمنشفه بقوه وهتفت بحده و بـ حراج و وچنتيها مشتعله بأحمرار شديد ذاد لُطفها وفتنتها الي أضغاف :
-" يوووووونس"!!!!
-إيــه!!!؟
هتف بابتسامه مرحه لـ تلكمُه هي بصدرُه بخجل شديد وهتفت بتذمُر طفولي :
- قليل الادب !!!
- مكسوفه مني !!؟
هتف بمكر و ابتسامه وسيمه تملئ سغرُه ، لـ تحمرا وجنتيها وهتفت بغضب طفولي:
- أكيد طبعًا!!!
دوت ضحكتُه المكان على طفلتُه الحنو ، مال على اذونها بمكر وهمس بوقاحه:
- ملوش لـزوم الكسوف أنا شوفت كل حاجه خلاص !!!!
- يونس!!!
هدرت بغضب شديد وهي تبعدُه عنها كانت ستقع المنشفه لولا يداها التى سحبتها على صدرها في آخر لحظه ، أبتسم بحب وهتف:
- قلبي وروحي وحياتي!!!!!
ظهر شبح إبتسامه جميلة على سغرها رغماً عنها ، ولكن أخفتها في لحظه ، لـ ترمقُه بتذمُر و هتفت مره آخرى بهدوء:
- رايح فين بقا بشيكتك دي ، ولا ..كمان لابس كجوال امممم يا "يونس" بيه!!!
أقترب منها مره آخري ليحاوط خصرها ويجذبها الي صدرُه بقوه مألاً بحب يستنشق رائحتها وهتف بتوهان وهدوء أمام مقتلها الساحره:
- صراحه أنا كونت رايح عند "مراون" بس دلوقتي من رائي أفضل في حضنك شويه ولا أقولك مش ههروح خالص !!!
أبتسمت بحب وهي تلامس وجنتُه برفق وهتفت :
- لاء ...أنا كويسه ياريت تروح إنتَ بجد لـ دكتور "مراون زي مقولت مش عايزك تفضل هنا يا "يونس" روح أتكلم معه وأنا مُتاكده أنُه هيساعدك!
أبتسم بحنو وهتف :
- صراحه أنا محدش قدار يساعدني ولا يحسسني بالأمان غيرك يا "نور" عيوني!!! بتمني من ربنا يديمك في حياتي ويخليكِ ليا!!!
طبعت قُبله حنو على سغرُه وهتف بهدوء :
- وأنا هفضل جنبك يا روحي لحد أخر نفس في عمري!!!
- أستغفر اللّٰه العظيم!!!
هتف بضيقِ زائف وهو يرمُقها , لـ تقطب حاجبيها وهتفت بتعجب:
- إيـه !!!
- مش عارف ، مش عارف أعمل إيه فيكِ تاني أموتك من البوس!!!!
- هتفت بنبره مُضحكه ماكره يملئ سغرُه إبتسامه عاذبه ، ...دوت ضحكتها الانوثيه المكان من طريقتُه الطفوليا ، لـ تحاوط وجنتاه بكفيها الاثنان بحب كبير تلتقط شفتاه في قُبّله عميقه بدون خبره ، ليبدالها هو بشوق كبير ، أبتعدت عنُه بصعوبه من بين فكيه الذي تلتهمها بصدق ، وهتفت بحب:
- ااااااااه بحبك يا ناس!!
- متجي ننسى الدكتور وننسى العالم كلُه
هتف بنبّره تأها أمام ملذُه الخاص ،لـ تبتسم هي بحب وتهتف:
- لاء روح ولما تجي أنا هظبطلك الدنيا وهننسى الدنيا سواه!
أشتعل جسدُه براغبه لِـ يهتف بضيقٍ وهو يجذبها الي صدرُه:
- ليه لما أجى طب متخليها دلوقتي ، وبعدين أروح!!
أقتربت منُه أكثر وهي تحاوط عنقُه بدلال أنوثي هاتفه أمام شيفاه:
- تؤ تؤ روح وأنا مستنياك!
طبعت قبله أشعلت راغبتُه بنتهاكها الآن إلا أنُه تماسك أمامها بصعوبه ،أبتعدت عنُه بصعوبه وهتفت:
- يلا روح ....بحبك يا "يونس"!!! قلبي
أبتسم بحب كبير وبتعد عنها بصعوبه كبيره ، ...من الصحيح أنُه عليه ولكنُه بارع بأخفاء خوفُه وقلقُه بقسوة عيناه ، اذدراد ريقُه بهدوء وهو يبتعد عنها وهتف بحب :
- طيب يا روحي ، بس انا مش هحلك!!!
- ماشي ، يلا روح إنت ..وأنا مستنياك !
هتفت بحب وأبتسامه عاذبه قبل أن تبعث لُه قُبله في الهواء ، لِـ يبتسم بحب ودلف خارج الغُرفه ودلفت هي غرفه الملابس لـ تُبدال سيبها! دلف خارج الغُرفه ومنه الجناح لـ تتحول محياها الهادئه الي ملامحه غامضه !
• • • • • • • • • • •
وفي غرفه "ساهر" كانت تنام بجواره على الأرض تميل رأسها على كتفُه أستفاق "ساهر" أولاً يشعور بألم شديد ضرب رأسُه تنهد بضيقٍ لـ يشعر بثقلها على كفتُه نظر بجانبُه لـ يجدها نائمه بعمق! تنهدت بعمقًا شديد حتى الآن لا يستطيع بأن يتخطى ذاك الامر ألم شديد يهز قلبُه بعُنفٍ أغمض عينُه بقوه يعتصرها بألم ، لا يدور شئ برأسُه سواء سؤال واحد فقط! جلس يُهاتف نفسُه لحظات ،ولحظات آخرى من جلد الذات... وألم داخل قلبُه بينما عيناه تُذرف دمعات ، الآن فقط تذكر "يونس" وهو صغير عندما كان يتعذب باليوم ألف مره لِياتيه النوم ولكن دائما كان تُحرابُه تهيوأتُه المؤلمه!! أغمض عينُه بقوه لـِ يبكي بألم ويهتف لنفسُه بـ نبّره ملِئىٰ بالألم:
- سمحني يبني سمحني أنا آسف ينور عيون أبوك!!!
أستفاقت الآخرى وهي تستمع الي نحيب بكائُه المرير ، فتحت عينها بنُعاس وهتف بتعجب :
"ساهر"!!!؟
مسح عبراتُه بأنمالُه بقوه لـ يقف من جلستُه بجوارها وأردف بجمود:
- أنتِ بتعملي إيه هنا ، قومي روحي على أوضتك!
- أنا محستش بنفس أنبارح لما نمت جنبك !!
-هتف بهدوء بينما عيناها ترمقُه بنظرات مُتعجبه ، تنهد الآخر لـ يهتف بفتور ظهر في نبّره صوتُه:
- أتفضلي قومي ، مش عايز أشوف واشك !!!
- "ساهر " أنا!!!!
كانت ستردف ولكن توقفت عن الحديث عندما أستمعت لـ طرقات على الباب ، هز قلب الاخر بعُنفٍ وألم عندما أستمع لصوت" يونس" يُردف بهدوء:
- سـاهـر!
- ده "يونس" يلهوي هيعمل إيه لو شفني معاك هنا ممكن!
أردفت بصدمه وخوف شديد ، لـ يهدر الاخر بغضب وهو يهمس خائفاً بأن يستمع لها:
- هووووش أسكوتي ، خوشي بسرعه في الحمام بسرعه ، أنتِ لسه هتتفرجي عليا!!!؟
- ساهر!!!
أردف "يونس" مره آخرى من خلف الباب ، لـ تدلف الآخرى الي المرحاض ، تنهد "ساهر" براحه لـ يذدراد ريقُه بصعوبه
اغلق عينُه بقوه لا يعرف كيف سيقابلُه هذه المره ، بعد أن علم بانُه ابنُه الذي حاول قتلُه كيف!! كم سيكون الأمر صعب بشكل كبير ، فتح عينُه مره آخرى وهو يحاول جاهدًا بأن يتامسك لـ يفتح الباب بهدوء هاتفًا بتلعثم:
- "يونس"! ..."يونس" بيه!؟
- بقالي ساعه واقف قدام الباب ، كونت فين كل ده!؟
هتف "يونس" بتعجب وهو يدلف الي الغرفه ، لـِ يُغلق الآخر عينُه بقوه يظهر على محياه التوتر الشديد ، قطب "يونس" حاجبيه وأقترب منُه يشعُر بشئ غريب به! أقترب منُه واضع يده على كتفُه وهتف بقلق:
- "ساهر" ....مالك فيك إيه حسك مش على بعضك!!!
تعلقت عينُه بعين "يونس" لحظات يشعور بألم شديد داخل قلبُه كيف كان بأمكاني أن أفعل ذالك!!!؟ كيف كان يمكنني بأن أقتل أبني قطعه من روحي ، وقلبي!!! أنزال رأسُه بهدوء يحاول أن يخفي به نظرات عينُه المتألمه بتعذيب الضمير وهتف بهدوء يحمل سغرُه أبتسامت زائفه:
- أ...أبدًا يا ، "يونس" بيه ، أنا بس حاسس أني تعبان شويه!!!؟
تنهد "يونس" براحه ، لـ يبتعد عنُه جلس على الأريكة أمامُه ازدراد ريقُه بهدوء و ينظر أمامُه بشرود بينما كان هو شارد الا أنُه أردف بنبّره مُتألمه :
- راجعت تاني يا "ساهر"!!!
نفس الست الي كانت أكبر سبب في عذابي طول السنين دي راجعت ، وحطه عينها في عنيا وبتقولي بكل جراءه أنها مش هتسبني ، ومش هتمشي!!!!
اذدراد الآخر ريقُه بتوتر شديد وحزن أكبر ، أنزال رأسُه بألم يشعور به داخل ثنايا قلبُه ، خطى جهتُه بخطوات هادئه لـ يجلس بحانبُه وهتف بنبّره يملئها القلق:
- وإنتَ....عامل دلوقتي إيه يا "يونس" بيه ، هتعمل إيه في الموضوع ده!!!
- كان نفسي أقولك أخلص منها!!
هتف بنفس النبره الهادئه، لـ تجحظ عين الاخر بصدمه مما يفوه ولكن قاطع تفكيره ، "يونس" الذي أردف بألم شديد:
- بس مش عايز ، مش عايز أوسخ أدي بدم واحده زي دي!!!!بس!!
تنهد الآخر براحه شديد ، لـ يزدارد ريقُه بتوتر وهتف:
- بس أي يا "يونس" بيه!!
- بس إنت الوحيد الي تقدار تخلصني منها ، عايز أخلص منها من غير مموتها ....تمشيها من هنا بأي طريقه مهما كانت الطريقه أي مش عايز أوسخ أدي بدمها ، لآن لو طلعت قدامي تاني مش عارف واقتها أنا ممكّـن أعمل أيه!؟
هتف بنبره هادئه يُطغى عليها الغضب ، قبل أن يقف من جلستُه ويهتف آخر مره :
- إنتَ الوحيد الي بثق فيه يا "ساهر" ياريت متكسرليش ثقتي فيك!!!
جحظت عينُه بصدمه أثر ما هتف به الآن كان جُمله كفيله بتهشيم قلبُه القاسي الي أشلاء! أكتفي بهز راسُه بطاعه ، لـ يتنهد الآخر براحه وهتف :
- شكراً جدًا يا "ساهر" مش عارف من غيرك كونت هعمل إيه!!!!؟
ستكون سعيد!!!
هذا ما أدرف به نفسُه المُتألمه قبل أن يبتسم بهدوء أبتسامه زائفه يكسوها الألم ، دلف "يونس" خارج الجناح تحت أنظاره المُتألمه لـ تهبط عبراتُه بألم على وچنتهُ ترجع على إلى الخلف بضعف لـ يجلس فوق الاريكه ، لـ تخرج الآخره من المرحاض ، وهي ترمُق طيفُه بحقد وتهتف بفحيح:
- بقا ده أبنك الي زعلان عشان سيبتُه وهو صغير بيفكر أزي يخلص مني يا "ساهر" وبكل عين واقحه جي يُطلب منك إنتَ!!!؟
اغمض عينُه بقوه يعتصرها لـ يهتف من تحت اسنانُه بغضب مكتوم ببطء:
- أطلعي ....بره!!!!
طالعتُه بصدمه وهي تضغط علي أسنانها بغضب لـ تهتف بالاخير:
- بقا كده ،ماشي يا "ساهر" هطلع ، بس ياريت تعرف تخلص مني كويس!!!
أردفت بأخر كلمتها قبل أن تدلُف خارج غرفتُه بغضب شديد ، نظر هو الي طيفها بغضب أكبر ، وفي لحظه كان يكسر هذه المزهريه بجانبُه لـ تقع علي الارض مهمشه الي أشلاء! ....خرجت من الغرفه لـ ترتطم بـ"نور" التي رمقتها بتعجب ، و رمقتها "مديحه " بغضب وهتفت وهي تُزيحها من أمامها بعُنف:
- أنتِ طلعتلي منين أنتِ التانيه ، أمشي من وشي!!!
رمقتها "نور" بغضب حارق لـ تهتف :
- شكلك كده خدتي على القصر وافتكرتي إنك هطولي فيه يا "مديحه" هانم!!!!؟
توقفت "مديحه" في. مكانها بصدمه بعد ما وقع على مسمعها من"نور" الذي كانت ترمقها بغضب وكره وتحدي! التفت لها بهدوء زائف عكس ما داخلها لـ تقترب منها بخطوات بطيئه وهي ترمقها من أسفلها لاعلها بنظارات تعالى ، واقفت أمامها وهي ترمق مقتلاه القويه والجريئه وهتفت بهدوء عكس نيران الغضب داخلها :
- وأنتِ مفكره نفسك مين !؟ عشان تكلمني أنا بالطريقه دي!؟
- الي هطلعك من البيت ده علي جدور راقبتك !
هتفت "نور" بنبّره ثقه ملئ بالغضب والكره لهذه العاهره ، لـ تهتف الاخر بفحيح وهي ترفع يدها علي وجنتيها تحاول صفعها للمره الثانيه :
- أنتِ ازي تتكلمي معايا كده !!!؟
ولكن كانت هذه المره "نور" أسرع منها مسكت كفها بيده بقوه شديد غارزه أنمالها وأظافرها داخل كفها ، لتتاوه الآخر بألم لـ تهدر "نور " بغضب أمام وجهها:
- المره الي فاتت قولت مفهاش حاجه ، عشان بس أقدار أنقذ "يونس" انُه يوسخ أيده بدم واحده وس"""" زيك!!!!!!!
عادت تكمل بغضب وفحيح و هي تُفلت قبضتها بعُنف:
- بس المرادي عمري مهسكوت ابدًا "يا "مديحه" هانم!!!
هتفت جملتها الاخير لـ تُداوي صوت صفعه قويه هابطه على وجنتى "مديحه " من "نور" لتضع الأخرى يدها على وجنتها بصدمه مما فعلت هذه الفتاه الصغيره القادره والجريئه ، بينما أكملت "نور" بقوه كـ أم قويه مُستعده بأن تفعل كل المخاطر لإنقاذ ولدها الصغير من بين يدى عاهره مثلها:
- كان لازم تفكري مليون مره قبل متجي هنا يا "مديحه "
هانم ، لانك مكونتش تعرفي أنتِ هتقبلي مين ، أنا مُستعده أدفع روحي فده أن يكون "يونس" بخير سواء من أديكِ أو من أيد حقير زي ده!!!
هتفت جملتها الأخيره مقصده "ساهر" الذي دلف خارج الغرفه مصدمًا مما فعلتُه هذه الفتاه وكم الجراءه داخل عينها لتقف أمام أثنان مثلهم! هتفت جملتها الاخيره بينما الآخره مزالت على وضعها!! لا تُصدق ماذا فعلت هذه الفتاه الجريئه رمق "ساهر" طيفها بغضب شديد ، كانت ستذهب خلفها تجذبها من خُصلاتها ولكن أوقفها عن فعل ذاك "ساهر" الذي أردف بفحيح :
- "مديحه"!!!
- إيه إنت مش شايف البتاعه دي عملت معايا انا إيه ، طب وربنا وربنا مهرحمها الا لما ادفعها تمن القلم ده أضعاف!
هتفت بغضب وفحيح بوجهه ، لـ يتنهد الاخر بضيقٍ ويدلف الي مكتبُه ولكن قبلها أردف بنبره مليئىٰ بالاشمئزاز من أم مثلها:
- كان لازم تعرفي فعلا أنتِ بتوجهي مين ، البنت دي مُستعده تدفع روحها تمن عشان تنقذ "يونس" من بين أيدينا الوسخه ، بينما أحنا أبوه وأمُـه كونا أكبر سبب في عذابُه!!!
• • • • • •
في مكتب "مراون" كان يجلس فوق مكتبُه يتابع حاله خاصه بين يديه لينتهي هاتفًا بابتسامه هادئه:
- تمام شكراً جداً يا "مراد " بيه نتابع المره الجايه !!
هتف جلمتُه الاخير لـ يدلُف الاخر من الباب ، رمقُه "مراون" بتعجب وهتف بأبتسامه :
- " يـونس"!!!
أبتسم "يونس" بهدوء وهتف :
- أزيك....يا صحبي؟!
- بخير أتفضل أقعود!
هتف بابتسامه هادئه وهو يُشير الي الكرسيّ...لـ يُكمل بنفس النبّره:
- تحب تشرب إيـه!
- لا لا ولا حاجه ، أنا بس كونت حابب أتكلم معاك!
هتف بهدوء ، بينما عيناه يظهر بها القلق أو توتر أو خوف ، لحظُه "مراون"! تنهد بهدوء وجلس على كُرسيه بمواجهتُه وهتف :
- أحكي يا صحبي سمعك!!
- راجعت تاني!!!!
لم يهتف سواها بينما ينظر أمامُه بحاله من التوتر ، قطب الاخر حاجبيها وهتف بتعجب:
- هي مين دي ، عمتك!!!؟
- "مديحه" !!!
هتف بنفس النبّره ولكن يملئها الكره ، لـ تجحظ عين الآخر وهتف بصدمه:
- أمـك!!!!!!؟
رمقُه "يونس" نظره حاده لـ يقف من فوق الكرسي هاتفًا بغضب:
- متقولش أمُك.الست دي ولا تصل لاومومه بصله ، دي رامتني.. وقتلت أبويا وهربت وسبتني لوحدي بين حطان القصر الي كانت حطانُه بتخنقوني !!!!ده غير أنها واحده خاينه ميشرفنيش أنها تكون أمي حتى!
- طـ....طيب طيب يا ، "يونس" أقعود كده واحكلي على كل حاجه !
هتفت بـ نبره هادئه وهو يحاول أن يمتص غضبُه الذي بدى على نظرات عينُه المشتعله ، لـ يجلس على الكرسي و رافع الهاتف على اذنُه وأردف:
-" سما" هتالنا مايا على مكتبي!
- أهدي يا ، "يونس" وخود نفس كده إنت عارف أنا بس قولتها بعفويه مني!
هتف نبره هادئه ملئ بالآسف ، لـ تدلف السكرتيره من الخارج تحمل كوب من الماء و آخر من القهوه!..واضعهتم على الطاوله أمامُهم ودلفت خارج المكتب تحت أنظارهم ، واقف "مراون" من جلستُه لـ يجلسة امامُه مباشره تنهد بهدوء وهتف بأبتسامه:
- هاا قولي بقا إنت عامل إيه إنت و"نور" هانم الحمد لله الأمور مُستقره ولا لسه في مشاكل بنكُو!
تنهد بهدوء خصوصاً عند ذكرُه لاسم "نور" ظهرت شبح إبتسامه هادئه على سغرُه وكانُه غير ذالك الغاضب، وهتف بهدوء:
- لا الحمد للّه كل حاجه كويسه بنا خالص مفيش أي مشاكل ...أنا أكتشفت......أن أكتر أنسانه أذتها !!!هي أكتر أنسانه حبتني يا "مراون" حبي ليها كل يوم بيكبر ، ومش قادر أعيش من غيرها حرفـًا! ومش قادر أتخيل لو هي مكنتش موجوده كان أب ممكن يحصل!
- "إنتَ عندك حق في كده ، يعني "نور" هانم أنسانه زكيه وقويه وبتحبك جدًا ده غير أنها جميله مُستعده تفدي روحها فداك... وفدى إنك تكون بخير ، أول مره شوفتها فيها هي لما جتلك القصر وإنت تعبان، إنت مشوفتها كانت عامله أزي معانها كانت لسه مش قادره تسمحك ، بس مع كده مقدرتش تشوفك مضرار وتسيبك أبداً، كانت بتخليني أتابع حالتك بتفاصيل كل يوم، والحمد للّٰه لولاها مكونتش هتعرف نخلص من "صوفيا" هانم!!!
هتف بـ نبره هادئه يملئها الاحترام وتقدير ، لـ يبتسم "يونس" بحب ويهتف:
- أنا بحبها أوي يا "مراون" و عمري متخيلت أبدًا إني ممكن أحب واحده كل الحب ده !
- صراحه هي تستاهل حبك وإنت كمان تستاهل حبها يا "يونس" إنتُ الاتنين أنضف من بعض ، وتستاهلُو كل خير!
هتف بنفس النبّره ، لـ يتنهد بهدوء ويردف :
- أحنا نسبنا من "نور" هانم شويا ، ونخلينا في الي إنت جي فيه !
عاد يُكمل بنفس النبره الهادئه :
- قولي يا "يونس" لما شوفت الست الي كانت أكبر سبب في عذابك في السنين الي فاتت دي ، لما لقتها واقع مش مجرد خيال أو وسواس بيقهر ويعذب فيك إنت وبس قولي حسيت بأي!!؟
- كـُره ..قرف ..أشمئزاز ..وغضب ..كل حاجه ممكن تقرفك وتعذابك ، وغلى الدم في عروقي من تاني وحسيت ، إني نفسي أقتلها وده الي كان هيحصل فعلاً لولا "نور" في آخر مره كان زمانها ميته دلوقتي وعلى إيدي!
هتفت بـ نبره حاده مليئ بالكره والغضب يملئ عينُه ، لـ يتنهد الاخر ويُهتف بأبتسامه :
- حلو أوي ...ده شعور طبيعي جدا يا "يونس" هو صحيح مُقرف ومزعج اوي للي بيحسُه! بس ده الطبيعي بعد كل الي شفتو منها ، إنت فضلت سنين كتيره أوي تتعافى منها يا "يونس" عشان كده كان ده شئ طبيعي ، المُهم دلوقتي ، إنت إيه الي زاعجك أكتر روجعها المُفجاء ، ولا غضبك على الي عملتُه فيك زمان يا "يونس" !!!
- كل حاجه يا "مراون" كل حاجه فيها زعجاني ، جايا تقولي أن أبويا كتلبها القصر بأسمها ، يعني دلوقتي أنا الي عايش في ملكها!!!!
هتف بـ نبره مُشتعله وغضب ، لـ يتنهد الآخر بعمق ويُردف:
- طب أهدي يا" يونس" مش هنعرف نتلكم طول مانت عصبي متسمحلهاش إنها تسيطر عليك وعلى غضبك كده ، خالي إنت وبس الي تقدار على كده ، شيل قلبك وحوط بدالو فريزر على الأصح وخصوصًا لما تكون قُدامها، الإحساس بالبرود ممكن يقتل الي قُدامك ببطئ، وإنت مش هتعرف تحاربها غير ببرودك يا "يونس" ، لما بتتعصب كده هي بتكون وصلت لمُردها وأنا تكون جننتك على الاخر ، وإنت "يونس" بيه النصراوي علي سنه ورُمح
وأكيد مش هتسمح بكده!
- أكيد ...بس أنا دلوقتي مش عارف أتحكم في غضبي ازي ، أنا لو شوفتها قُدامي مش ههدا غير لما أقتلها!
هتف بـ نبره حائره وهو يزفر بضيق ، لـ يبتسم الآخر بهدوء ويُردف:
- سهله أوي ، إنت أكتر حد بتحبُه في الدنيا مين !!؟
- نـور!
هتف في لحظه بدون تفكير أو تردُد ، لـ يبتسم الآخر ويهتف بنفس النبّره:
- بما أنا بتحبها أو كده يبقا أكيد بتحلم تبني معها حياة جديد مفهاش غيركُم وبس صح !؟
- أكيد صح!
هتف بنفس النبره بدون تردد ولا حتى تفكير ، لـ يتنهد الآخر ويهتف:
- وبما إنك بتحبها أو كده ومُستعد تبني معها حياة جديد قولي يا "يونس" أي أكتر حاجه بتحلم بيها في حياتك الجايه !!!
- إني أجيب ولد...منها !
هتف هذه المره بنبره هادئه بابتسامه وسيمن تملئ سغرُه ، لـ يهتف الآخر بابتسامه بعد تنهيده حاره:
- طيب يا صحبي ، إنت دلوقتي في إيدك الحل ، بوص إنت كل متفكر في حاجه واحشه أو حتى تشوفها وتتعصب وتقول أنا نفسي أقتلها وكل ده ، لازم تعرف إنك لو عملت كده أنك هتخسر أحلامك الجديد كلها وهتخسر نور وهتخسر حلم أنُه يبقا عندك ولد من "نور" يعني إنت خسرت كل حاجه قصاد إنك قتلتها و وفرتلها راحتها !
خلي قدامك ديما هدافك وخلي ضميرك حي وقرب من ربنا كمان وكمان يا" يونس" ، وصدقني لو عملت زي مقولتك إنت مش محتاج لأي حاجه تانيه في الدنيا ، وهتفوز بكل حاجه وبـ الحياه الجديد الي عايزها وإنت بيحوطُك الناس الي بيحبُك وبيتمنولك الخير دايماً!
• • • • • •
في المساء في غرفه "يونس" بتحديد كانت تدلُف "نور" خارج المرحاض تجفف خُصلاتها بهدوء لـ تجلس فوق الكرسي أمام المزينه ، تراتب خُصلاتها بأدب وترتيب، وتعطر جسدها ببعضًا من المسات الانوثه لـ تصبح ذو رائحه منعشه مثل الورد ، لـ تسلب عقل من يستنشقها فقط ، ذهبت الي غرفه الملابس لتُبدال سيبها ، بدالتها الي قميص حريري ذو فتحه جريئه من جهة العنُق لـ تظهر مفتنها بهلاك! قصير جداً يكاد يصل حتى فخداها بحملات رافيعه ، لـ يظهر جسدها الابيض بأنوثتها الغلابه الكفيله بسلب عقلُه اليله ، نثرت بعضاً من العطر على جسدها وبعضاً من مساحيق التجميل على شيفها المكتنزه ، و تركت لـ خُصلاتها العنان لتنسدل على ظهرها! أستمعت لـ أحتكاك سيارتُه بالآسفلت لـ تتسارع ضربات قلبها بشده وخجل شديد عادت كما كانت تقف أمام المرأة تشعور بخجل شديد من هيئاتها ولكن أبتسم بأعجاب شديد لنفسها وتهتف :
- ونبي عسل يا بت يا" نور"!!!!!
كانت تجلس فوق الفراش تتفحص هاتفها لـ يدلُف هو الي الغرفه بدون اي مقدمات لم يجدها الي بين أحضانُه تركض عليه كـ طفله صغيره تُرحب بعودة ولدها الي البيت ، شُلت يده للحظات ولكن بالآخر كان يعتصرها بين يده بعشق كبير يستنشقها بتوهان لـ تهتف هي بحب:
- كونت فين كل ده وحشتني اوي يا "يونس" !!!
مسدّ على خُصلاتها الناعمه من الخلف يستنشقها بحب كبير وتوهان وهتف بنبرة مُشتاقه:
- وأنتِ كمان وحشتني موت!
ابتعدت عنُه أنش واحد لـ تهتف بعتاب:
- لو كونت واحشتك فعلاً كونت كلمتني على الأقل!
- معلش يا روحي ، روحت لـ"مراون" وبعدين روحت الشركه عشان كان فيه مُشكله !
هتف نبره هادئه يملئها الآسف ..لـ تبتسم الآخرى بحب وتهتفبهدوء وهي تحرك أنمالها على وجنتاه :
- خلاص يا روحي مش مُهم المُهم أنك جيت !
لُف خُصله من خصلاتها على أنمالُه وهتف بأبتسامه ماكره:
- بجد.. وبعدين إيه هيحصل!!! يعني دلوقتي أنا مشتاق مشتاق ليكِ وأوي!
أخذ تحرك ببوء عينها على وجهه بنظرات عشق وهتفت بتوهان :
- روحي أنا ...وأنا مشتاقه أكتر ومحتجالك أوي يا "يونس" محتاجه لحُضنك ولمستك وأن أشم راحتك!!!
- أكتر من كده!!
هتف بمكر مقصداً اخجلها ، ولكن فجاءتُه جرائتها لاول مره وهي تهمس أمام شفتاه:
- أممممم أكتر بكتير !!!
سلبت عقلُه في لحظه بفعلتها تلك ، في لحظه كان ينقض على هذه الشفتاها المُغريه المكتنزه يلتهمها بعمق وتوهان أشتياق و راغبه أشعلت جسدُه ، أبتعد عنها بصعوبه يستند جيبينُه فوق جبينها يهمس من بين أنفاسه الاهثه بأبتسامه ماكره:
- شكلها هتبقا ليله صباحي!!!؟
أبتسمت بخجل شديد ولكن رفعت أنمالها على وجنتاه وهتفت ببراءه:
- يونس!!!
- روحُـه!!
هتف بحب كبير بينما يغمض عينُه يستمتع بقربها ، اذدرات هي ريقها بخوف وهتفت:
- أنت عايزه اقولك على حاجه مُهمه بس مش عارفه أنت هتدايق منها ولا ...لاء!!!!
فتح عينُه ليقطب حاجبيه ويهتف بتعجب :
- حاجه إيـه دي !!!؟
- "مديحه"!!
لم تُردف سواها وكانت ستُكمل إلا أنـُه قطعها بحده وغضب هاتفًا:
- عملتك حاجه جت جنبك أو حتى أتعرضتلك!!!!!؟
- لا ...لا يا "يونس" يا حبيبي أهدى !!!
هتفت ب نبره هادئه ونظرات مُتعجبه ، لتزدارد ريقها بتوتر وتهتف:
- الصراحه أنا الي عملت !!!؟
- عملتي إيه يعني يا"نور" مش فاهم!!!؟
هتف بنبره حاده وهو يرمقها ، لـ تفرُك أنمالها بتوتر وتهتف:
- ضـربــتـهـا بـالـقــلم !!!!
#إنتهك عُذراتي♥️
قولولي إيه رأيكو في المُفجاءه الي في الروايه !؟
ورايكو في البت نور العسل دي😂♥️
وطبعآ طبعآ أسفه علي التأخير بس بجد كونت تعبانه جدًا♥️🥺