رواية دموع مؤجلة واحتضان اخير الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم شمس حسين


 رواية دموع مؤجلة واحتضان اخير الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم شمس حسين


فضلت قاعدة مكاني، حاسة بجسمي كله بيرتعش وأنا بسمع الكلام اللي بيقوله، مكانش مجرد كلام، كان كأنه بيطلع وجع سنين دفنه جوا صدره، وأنا... أنا كنت الضحية اللي اتحملت كل ده، إيدي كانت بترتعش، حاولت أضمها على بعض عشان أتحكم في نفسي، بس قلبي كان عمال يدق بطريقة توجع، كلامه كان زي السكاكين، لتاني مرة بسمع منه اعترافه أنه مبيحبنيش، الوجع اللي كنت حاسه بيه المرة دي كان مختلف، مش عشان بس اللي حصله، لا... عشان اكتشفت إن حياتي كلها كانت عبارة عن عقاب على حاجة ماليش فيها أي ذنب، بلعت ريقي بصعوبة وطلعت مني الكلام من غير ما أفكر: "كل ده... عشان كنت مظلوم؟ عشان اتحرمت من أمك؟ كنت بتعاقبني على وجعك؟"، هو مردش، فضل ساكت، وملامحه فضحت كل حاجة كان مداريها، اتنفست بصعوبة، وقلت بصوت مكسور بغضب مكتوم: "كنت فاكرة طول عمري إنك بتكرهني، وإن مفيش في قلبك غير القسوة ليّا... بس النهارده عرفت حاجة أوجع بكتير، عرفت إنك كنت بتصب وجعك فيا بدل ما تواجهه، ليه؟ ليه أنا؟ ليه محاولتش تبقى أبويا بدل ما تبقى نسخة من اللي أذاك؟"، كان بيحاول يمسك نفسه، بس عنيه كانت بتحكي حاجات أكتر من أي كلام، قلت له بصوت مخنوق:" أنت كنت فاكر إن تعاملك معايا بالطريقة دي هو اللي هيخليك تنتصر؟ كنت فاكر إن تكسيرك ليا هيصلح اللي اتكسر جواك"، قمت من مكاني، بصيت له وأنا قلبي بينفطر بين القوة والوجع: "عارف يا بابا... أنا مش هقدر أقول إني سامحتك، مش عشان مش عايزة، لكن لأن الوجع اللي جوايا محتاج وقت... يمكن كتير... بس اللي أقدر أوعدك بيه إني مش هكرر اللي عملته فيا... مش هورّث الوجع ده لحد تاني.... انت انتهى دورك في إني أعيش مظلومة بسببك"، لفيت وكنت ماشية للباب، لكن رجعت بخطوة وقلت بصوت هادي بس ثابت: "ربنا يسامحك... لو قدرت تسامح نفسك"وسبت المكان، ودموعي مغرقة وشي وأنا ماشية... بس لأول مرة حسيت  بشيء بيتحرر جوايا، وكأني بخرج من سجن ماضيه اللي حبسي فيه سنين طويلة. 

 


          

           

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا


جاري كتابة الفصل الجديد للرواية حصرية لعالم عشاق الروايات 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×