رواية قلب في المنفي الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم هدير محمد
البارت الـ 21 من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
* مش هسيب بنتي معاك تاني و هاخدها... أسيل ارفعي عليه قضية خُلع...
ضحك آدم بسخرية و قال
" خُلع كمان ؟!!
* ايوة هتخلعك... مش هسيبها يوم معاك تاني... كفاية دمر*ت عليتنا...
" اه فعلا دمر*تها...( نظر لأسيل و اكمل ) على العموم من غير ما تقولي خُلع او غيره... كده كده انا و أسيل هنطلق بعد كام يوم... هترجع تعيش معاكي... اتمنى تحافظي عليها !
* مش انت اللي هتعرفني احافظ ازاي على بنتي... اطلع منها انت بس و ابعد عننا...
" و ماله هبعد... هبعد بما اني الوحش هنا...
كان يتكلم و عيناه على أسيل فقط... ينظر لها بحزن واضح في عيناه... و هي لاحظت نظراته لها كأنه لا يريد ان يتركها... اخذ آدم اللعبة من وفاء و نظر الى ياسين الصغير و جَس على ركبته... مَسد على شعره بلطف و قال بإبتسامة و هي يعطيه اللعبة
" دي بتاعتك انت... و انا مبسوط لانها عجبتك... ممكن منتقابلش تاني... ف أحب اقولك انا حبيتك و انت اجمل طفل شوفته... متأكد انك هتبقى حاجة كبيرة لما تكبر...
• و انا كمان حبيتك يا عمو...
قالها ياسين ثم عانقه... ربت آدم على ظهره و هو ينظر لأسيل بحزن... ابتعد عن ياسين و وقف... إلتفت و ذهب تحت انظار أسيل التي قتـ,ـلتها نظراته... شد ياسين طرف فستان أسيل و قال
• انتي ليه كلمتيه كده انتي و ماما ؟ اهو زعل و مشي...
قالت وفاء
* خلاص ياسين... المهم لو شوفته تاني اياك تقرب منه... و متاخدش منه حاجة تاني...
• ليه ؟ عمو آدم طيب... انتوا بتكرهوه ليه ؟ أسيل روحي صالحيه...
نظرت له أسيل و صمتت... لا تعرف ماذا تفعل...
***************
* عايز ايه يا فريد ؟
* تعالي اقعدي...
تقدمت منه و جلست... خلع فريد نظارته و قال بحدة
* عايز اعرف اللي عملتيه تحت ده كان ايه ؟
* دي كانت الحقيقة... بتو*جع صح ؟
* ناهد... انتي عارفة قصدي كويس اوي... انا مرضيتش اتكلم قدامهم و قولت نتكلم لوحدنا احسن...
* بما اننا وحدنا... أحب اقولك تتلاشى عداوتي عشان مقلبش عليك انت و مراتك...
* ايوة خليكي هنا... بتتكلمي بقلب جامد كده ليه كأنك ماسكة عليا حاجة ؟
* حاشا لله انا مش ماسكة حاجة ولا ليا في التهديد و انت عارف كويس يا فريد... انا مضايقة منك لانك ظالم...
* ظالم ؟! انا ظلمتك في ايه ؟
* مش انا... قصدي على آدم...
* ماله آدم ؟
* أم آدم فين يا فريد نصار ؟!
تفاجئ فريد و قلق... حاول ان يبدو طبيعيًا و قال
* يعني ايه أمه فين ؟ و نرمين دي تبقى ايه ؟
* لا نرمين دي مراتك انت... يعني مرات ابوه... انا بتكلم على أمه اللي شالته في بطنها و ولدته... أم آدم فين ؟
* ناهد انتي واخدة بالك بتقولي ايه ؟
* اه واخدة بالي كويس اوي...
* بتحاولي تخترعي حوارات جديدة من بتوعك ؟
* لا مش بخترع حوارات... لحظة اوريك...
فتحت هاتفها على صورة تحليل الـ DNA و اعطته لفريد الذي عندما قرأ المكتوب صُدم و ظل صامتًا
* طبيعي تسكت... اصل هيكون عندك ايه تقوله بعد ما شوفت التحليل بعينك...
* انتي عملتي التحليل ده ؟!
* اه انا...
* ده أكيد مزور...
* مزور ؟!
ضحكت بسخرية و قالت
* اقولك ايه يا فريد... انت عارفني كويس اوي... و عارف كمان اني معملتش التحليل بالحظ او عشان انا فاضية مثلا... انا سمعتك انت و هي بتتكلموا في الاوضة و قالت بلسانها ان آدم مش ابنها... انا مصدقتش ف عملت التحليل و زي ما انت شايف اهو... آدم مش ابن نرمين...
نظر لها فريد بغضب و قال
* آدم شاف التحليل ده ؟
* لا... بس اوعدك انه هيشوفه... اصل من حقه يعرف مين هي أمه و فين دلوقتي...
* ناهد إياكي !!
* ليه يا فريد ؟ آدم من حقه يعرف مين هي أمه... بدل العقـ,ـربة اللي انت متجوزها و خليته يفكرها انها أمه... حتى ياريت حتى عاملته عِدل... من و هو طفل و هي بتقسى عليه و تفرق بينه و بين عيالها... انت عايز آدم يفضل مفكر انها أمه لحد ما يعجز ولا ايه ؟! انت الجحود عَمَاك للدرجة دي يا فريد ؟
* ناهد... ملكيش دعوة و متدخليش...
* لا هدخل لاني بعتبر آدم زي مروان بالضبط...
* آدم زي مروان ولا عشان هو بيحبك و مش مقصر معاكي في ارباح الشركة ؟
* آدم زي ابني ان كان عاجبك يا فريد... يا تقوله مين هي أمه يا انا اقوله ان نرمين تبقى مراتك انت و مش أمه... هااا قولت ايه ؟
نظر لها بغضب شديد و حاول تمالك اعصابه...
* طيب انا هقوله بنفسي... المهم الورقة محدش يشوفها...
* من عيوني... تصبح على خير يا فريد نصار...
قالتها ثم نهضت و خرجت... ألقى فريد فنجان القهوة بغضب و انكـ,ـسر...
* ناقص مشاكل عشان تطلعيلي انتي يا ناهد !!
***************
كانت أسيل في المطبخ تُعد لنفسها مشروبًا ساخنًا... سندت بيدها على الرخام و اخذت رشفة من الكوب و كلامه يتردد في رأسها " عارف انك مش عيزاني لاني واحد مُقر*ف و وحش و مينفعش اعيش بطبيعية مع مراتي ولا استحق ابقا أب ولا استحق ابقا مبسوط... بس والله انا مكنتش كده... هي شو*هت قلبي و د*مرتني و خلتني ابقا بالمنظر ده... مش عارف اصلح علاقتنا ولا عارف امنع طلاقنا حتى... مش هتكوني مراتي بعد كام يوم... و كلها شهور أو سنة هتبقي لواحد غيري... يبقى ملهوش لازمة كلامنا ده ! هبعد بما اني الوحش هنا... "
تركت أسيل الكوب و قالت
' في حاجة معاه انا لازم اعرفها... لازم اعرف مين اللي كان بيتكلم عليها دي و علاقتهم كانت ايه... معقولة آدم حَب قبل كده ؟ باين من كلامه انه اتظلم... يا ترى حصله ايه ؟ انا لازم اعرف اللي مخبيه عني !
خرجت من المطبخ و توجهت الى الغرفة قائلة
' آدم انت...
صمتت عندما وجدته نائم... قالت بصوت منخفض
' ده نام... اول مرة ينام بدري...
اقتربت منه و نظرت له... لاحظت ان جسده يرتعش... جلست بجانبه على طرف السرير... وضعت يدها على جبهته... وجدت حرارته مرتفعة للغاية و قالت بقلق
' انت حرارتك عالية اوي !
نهضت و جلبت طبق فيه ماء بارد و قماشة... بللت القماشة بالماء و وضعتها على جبهته... كَح آدم مرة تلو الأخرى...
' لحظة اجبلك دوا البرد...
نهضت و نزلت لتسنيم... طرقت على باب شقتها و فتحت لها و قالت بنعاس
* في ايه يا أسيل بتخبطي في نص الليل ؟ بعدين ايه اللي مصحيكي ؟
' الحقيني يا تسنيم !!
* في ايه ؟ هو جوزك عملك حاجة ؟
' آدم... آدم حرارته عالية اوي و بيكُح و مش عارفة اعمل ايه !
* ليه كده ؟ شكله اخد برد... الف سلامة عليه...
' عايزة دوا البرد من عندك...
* أكيد... لحظة اجيبه...
دخلت تسنيم و جلبت له الدواء و اعطته لها
* بصي ده دوا البرد و ده خافض للحرارة... و اعمليله حاجة سخنة يشربها...
' ماشي...
اخذتهم أسيل منها و رجعت لآدم... جلست بجانبه و فتحت الدواء وضعت القليل منه على الملعقة و وضعت يدها تحت رأسه و اسندته ليعتدل قليلا ثم اعطته الدواء... فتح آدم عيناه بصعوبة و قال
" بتديني الدوا ليه ؟ و بتساعديني ليه ؟ مش انتي بتكرهيني ؟!
' في فرق بين اني اكر*هك و اني اسيبك من غير مساعدة...
" صعبان عليكي مش كده ؟
نظرت له في عيناه المتعبة... لم ترد و ضحك بسخرية و قال
" عارف إجابتك من غير ما تقوليها... انا مجرد واحد انتي بتشفقي عليه... بطلتي تحبيني... بقيتي تكرهيني... و فوق ده كله هتسبيني !!
' قال يعني لما اسيبك و نطلق ده هيفرق معاك في حاجة ؟
" اه طبعا هيفرق معايا !!
نظرت له مما قاله و امسك يدها وضعها على ذقنه و قال
" انا مش عايز اسيبك يا أسيل !!
تفاجئت أسيل... انه لا يريد ان ينفصل عنها... لذلك هو حزين... سحبت يدها من على ذقنه و نظرت بعيدا و قالت
' ملهوش لازمة كلامك ده دلوقتي...
" فعلا ملهوش لازمة !
قالها ثم ارخى رأسه على الوسادة و اغمض عيناه و صدره يعلو و يهبط... نظرت له أسيل و الى حالته تلك... ألهذه الدرجة هو حزين لانها ستنفصل عنه ؟ لكن لماذا ؟ هو لا يحبها... اذًا لماذا هو حزين بهذا الشكل ؟!
اقتربت منه أسيل و امسكت طرف الهودي و برفق خلعته عن جسده لانه يزيد من سخونته... بقى آدم عا*ري الصدر و أسيل بجانبه و تعمل له الكمادات حتى تنزل حرارته و هو في عالم آخر... كانت ستنهض لكنه امسك يدها و قالت
' عايز حاجة ؟
" خليكي جمبي... متسبنيش...
نظرت له مما قاله و اومأت له... ارخى ظهره للخلف و هي جالسة بجانبه... مدت يدها بتردد و مسدت على شعره الاسود الكثيف... نظر لها ف ابعدت يدها بخجل و قال بضيق
" متبعديش عني... اعملي اللي انتي عايزاه...
نظرت له لوهلة ثم وضعت يدها على ذقنه... ابتسم و هي تمسد على ذقنه برفق و تحُب لونها و كيف هي مرتبة تليق به كثيرا... بعد صمت دام بينهم طويلا... قال آدم
" تعالي نامي جمبي...
قبل ان تتكلم قاطعها قائلا
" آخر مرة يا أسيل... بما اننا هنطلق... عايز احس بوجودك جمبي لآخر مرة...
كان قلبه يؤلمه مع كل كلمة تخرج منه... فراقها عنه صعب و ثقيل عليه... لكن هو يريد راحتها و راحتها في ابتعادها عنه و هو قَبِل بهذا ! لذلك هو مضطر ان يعيش معها كل شيء لآخر مرة... آخر لمسة... آخر عناق... آخر نظرة... لقد بدأ العَد التنازلي و يفترقا !
فتح آدم لها الغطاء لتستلقي بجانبه و يشدها عليه ليطوق على ظهرها بيده و يُضمها إليه و يدفأها بجسده الساخن... وضع أسيل رأسها على صدره بالتحديد عند موضع قلبه لتسمع دقاته...
' انا مش عايزة اضايقك في نومتك...
" انتي مش بتضايقيني... بالعكس انا ببقا مرتاح و انتي قريبة مني !
نظرت له لينظر لها في عيناها الجميلة... لا يصدق انه لن يرى عيناها مجددا... ظل ينظر لها لعل يشبع من سحر عيناها...
' هتعمل ايه بعد ما نطلق ؟
" ولا حاجة... هرجع ابقا لوحدي من تاني...
' مش هتتجوز ؟
ماذا تقول هذه الفتاة ؟! هل تظنه مثلها لا يُهمه علاقتهم ؟ هل تعتقد انه سيستطيع الزواج مجددا بعد ان وجد فيها الحُب و الإخلاص و الحنان الذي طالما بحث عنهم و لم يجدهم في أي فتاة الا فيها ؟ كيف سينساها ؟ و هل سيستطيع أن ينساها من الأساس ؟! انه سيتركها ليس لانه يريد هذا... بل انه مضطر... مضطر لأجلها فقط... يريد ان يراها سعيدة حتى لو سعادتها كانت على حساب قلبه و حُبه لها !!
' سكت ليه ؟
ضمها لصدره ف تفاجئت... قَبَل رأسها و مسد على شعرها برفق...
' آدم...
" سامحيني يا أسيل !
تعجبت و تابع كلامه و هو ينظر لها
" سامحيني على كل اللي عملته... سامحيني على كل كلمة قولتها و*جعتك بيها... سامحيني على كل تصرف عملته أذ*يتك بيه... سامحيني لاني كنت غبي و مفوقتش غير متأخر... سامحيني لاني ضيعتك من ايدي بنفسي... انتي عمرك ما كنتي نذ*وة او مجرد جـ,ـسم بالنسبالي... انتي بالنسبالي إنسانة جميلة انا مستحقكيش...
كانت تنظر له و كم عيناه بها صِدقٍ اول مرة تراه فيها و الدموع تنزل عيناها... مسح دموعها بيده و قال
" متعيطيش... مش عايزك تعيطي بسببي... متعيطيش... خلاص هنطلق و هتاخدي حريتك مني... كل اللي عايزه منك انك تسامحيني و.....
وضعت اصبعها على شفتاه و قالت
' بس خلاص كفاية... متقلبش في القديم... كفاية !
نظر لها بحزن ثم عانقته و هو حاوط جسدها بيداه و ضمها إليه... دفن رأسه في عنقها و يُقبل كل جزء فيه برفق و بوداع و يستنشق رائحتها الجميلة التي لن يجدها في اي فتاة غيرها هي... هي حبيبته و زوجته... هي فقط !
في الصباح... استيقظت أسيل لتجد نفسها مازالت في حضنه و هو نائم... تفاجئت عندما وجدت نفسها بملابسها كما كانت... هذا يعني انه لم يقترب منها بالأمس... رغم انها استسلمت لحضنه و ضعفت لكنه لم يستغل هذا... لقد كان صادقًا في كل كلمة قالها... هي ليست نذ*وة بالنسبة له... بل لها قيمة عنده !
**************
خرجت نور من الحمام و نظرت لمراد المُستلقي على السرير و يشاهد التلفاز... اقتربت منه و قالت
* مراد...
- ايه ؟
* عايزة اقولك حاجة...
* قولي...
* انا حامل...
نظر لها بصدمة و اومأت له بإبتسامة هادئة و هي تريه اختبار الحمل... نظر للإختبار و وجد به شرطتين... ابتسم مراد و عانقها بسعادة و قال
- أخيييرا... الحمد لله...
* قولتلك كل شيء بأوانه...
قَبَل رأسها بحُب و قال
- قولي اللي انتي عيزاه و هجيبه لحد عندك... إياكي تقومي من على السرير ده... خدم القصر كلهم هيبقوا في خدمتك...
* مبسوط يا مراد ؟
- مبسوط بس ؟! ده انا هفرقع من الفرحة !!
عانقها مجددا و قَبَل رأسها و يمسد على ظهرها برفق...
* هتقول لاهلك اني حامل ؟
- طبعا... ده انا هعملك وليمة...
* حبيبي تسلم... ممكن اطلب منك طلب يا مراد؟
- قولي كل اللي انتي عايزاه...
* ممكن متسافرش ؟
- اسافرش ليه ؟
* انا مش عايزة ابعد عن هنا... ايطاليا حلوة بس انا مش عايزة امشي و ابعد عن اهلي و صحابي تاني...
- بس انا هقعد هنا هعمل ايه ؟ يفترض اني قعدت اهو... هشتغل ايه ؟ انا سيبت الشركة خلاص...
* لا مش خلاص و اطلب من آدم يديك حقك...
- مش عايز منه حاجة...
* ده حقك يعني مش هتاخد حسنة منه... و احنا خلاص اسرتنا بتكبر اهو... لازم تأمن مستقبل ابني اللي جاي ده... هاا قولت ايه ؟ هتسافر برضو ؟
صمت قليلا ثم قال
- خلاص يا نور هعمل اللي انتي عيزاه... مش هسافر و هاخد نصيبي من آدم... عشانك انتي و ابني بس...
* بجد ؟!
اومأ له ف عانقته و هو ربت على ظهرها و يفكر فيما سيفعله...
**************
دخلت ناهد غرفة مروان... وجدته نائم على السرير... هكذا هو منذ اليوم... لا يتكلم مع أحد ولا يخرج من غرفته و معظم وقته يقضيه في النوم...
جلست ناهد على طرف السرير و وضعت يدها على شعره و قالت
* مروان حبيبي... قوم يلا نتغدى... عملتلك المكرونة اللي بتحبها... و كمان عملت كيكة عشانك... يلا قوم...
ابعد يدها عنه و قال
- مش عايز... اخرجي و اقفلي الباب وراكي...
* يا مروان هتفضل لحد امتى كده ؟!
- لحد ما امو*ت...
* بعد الشر عليك... بتقول ليه كده ؟
- يعني مش عارفة ليه ؟
* كل ده عشان رنا ؟!
- مش هي بس... انا ادركت يا ماما انك مبتحبنيش...
* ايه اللي بتقوله ده ؟ انا مبحبكش ؟! ده انا روحي فيك... انت ابني الوحيد !
- ايوة مش بتحبيني... لو بتحبيني كنتي هتسعي لسعادتي... مش تخليني بالمنظر ده...
* يعني اللي خلقها مخلقش غيرها يعني ؟
- اه... انا مش بحب غيرها و عايزها هي... بس خلاص اهو حصل اللي انتي عيزاه... بتكلميني تاني في كده ليه ؟
* عشان مينفعش اللي انت بتعمله في نفسك ده !
- ملكيش دعوة بيا... من فضلك اخرجي...
* بس يا مروان...
- يا ماما قولتلك اخرجي !!
قالها بغضب ف حزنت... نهضت و نظرت له بحزن... لم تكن تريد ان تفعل هذا بإبنها... خرجت من غرفته و اغلقت الباب... وجدت رنا أمامها... قالت رنا بقلق و هي تنظر لغرفته
* هو مروان كويس يا مرات عمي ؟
* عايزة ايه منه يا رنا ؟
* مش عايزة حاجة ولا قصدي حاجة... انا بس قلقت عليه...
* متقلقيش انا جمبه...
* تمام... عن اذنك...
إلتفتت رنا و عادت لغرفتها و قلبها ينهشها من القلق عليه...
**************
عاد آدم للقصر و معه أسيل... عادت معه بحِجة ان تودع من بالقصر و تأخذ ملابسها... بل هي عادت لتكون معه حتى آخر لحظة... خرج آدم من الحمام بعد ان استحم و كانت أسيل تنتظره... وقفت و اقتربت منه و هي تلمس وجهه بيداها... تنهدت براحة و قالت
' الحمد لله... حرارتك بقت معتدلة...
" ده عشان انتي كنتي جمبي...
نظرت له و لم ترد... طُرق الباب... فتح آدم الباب و كانت رنا
* آدم... ممكن نتكلم ؟
" أكيد... خمس دقايق و جاي...
* هتلاقيني في اوضتي...
" ماشي...
ذهبت رنا و اغلق الباب... دخل غرفة الملابس و ارتدى ملابسه لانه ذاهب للشركة... رأته أسيل و قالت
' انت خارج ؟
" اه... رايح الشركة...
' مش تستنى تبقى كويس ؟
" انا كويس... متقلقيش...
' هتتأخر ؟
" يعني... على حسب ما اخلص...
كانت ستتكلم لكنه قاطعها قائلا
" بكره يا أسيل... هنطلق بكره... انا النهاردة مش فاضي...
اومأت له و هو لا يعلم لماذا اجل ذلك... ربما لأنه لا يريد ان يأتي هذا اليوم... الوقت يَمُر بسرعة و هو لا يحب ذلك... إلتفت آدم و خرج...
**************
في غرفة رنا.... طرق آدم الباب و دخل...
" هااا في ايه يا رنا ؟
* اتمنى تساعدني... كنت مفكرة ان مراد هو اللي هيساعدني... بس عمل العكس...
" مراد عملك ايه ؟
لم ترد ف نظر اليها و لاحظ انها مجر*وحة في وجهها عندما صفعـ,ـها مراد... غضب آدم و قال
" هو ازاي يمد عليكي و ليه ؟!
* اهدي يا آدم... خليني احكيلك... بس اتمنى تسمعني للآخر...
" احكي...
قالها و امسك يدها ليُطمئنها... نظرت له و بدأت تحكي له كل شيء من البداية عن علاقتها مع مروان حتى الى موضوع الصورة... غضب آدم و هي لاحظت... رفع يده ف اغمضت عيناها خوفًا... لكن تعجبت لانها وجدته يُمسد على رأسها و يقول
" متقلقيش... انا هتصرف...
* مش هتضر*بني ؟
" ايدي تتقطـ,ـع قبل ما امدها عليكي... و مراد هحاسبه على ايده اللي مدها عليكي...
نظرت له و دموعها نزلت و قالت
* انت مكنتش موجود و هم محدش سمعني فيهم...
" بس ده مش معناه انهم يتصرفوا على هواهم من غير ما يرجعولي...
* مروان مضايق مني لاني متكلمتش او اعترضت... بس انا خوفت من ماما و بابا و مراد... و معرفتش اطلب مساعدة من مين و انت مش بشوفك اصلا...
" انا عارف اني مقصر معاكي... بس اعذريني انا وقتي كله في الشركة... بس خلاص متقلقيش قولتلك عندي الحوار ده...
* هتعمل ايه ؟
" تعالي معايا...
***************
في الصالون بينما جميع العائلة حاضرون... ينظرون لبعضهم ولا يفهمون لماذا آدم نادى الكل الى هنا... قالت نرمين لفريد
* هو ابنك نادى الكل ليه ؟
* معرفش يا نرمين...
* على العموم هو لو جمعنا هنا عشان حوار رنا و مروان... انا رأيي مش هيتغير و ابنك يخبط رأسه في الحيط...
نظر لها ببرود و لم يرد... بينما نور قالت لمراد
* هو انت مجمع العيلة هنا عشان تعلن حَملي يا مراد ؟
- لا... آدم نادى الكل...
* اممم آدم... هو اخوك ده مش ناوي يتهد شوية ؟
- متقوليش اخويا...
نظرت له بشَر و هي تبتسم... يبدو ان كُره مراد لأخيه الأكبر إزداد كثيرا...
كانت رنا جالسة بجانب نرمين و تنظر الى مروان الجالس بجانب ناهد و لا ينظر لها كأنها ليست موجودة و هذا احزنها كثيرا...
رأوا آدم ينزل على الدرج و مُمسك بمعطفه بيده... تقدم منهم و وضع معطفه جانبًا على الاريكة... كانت أسيل خارجة من المطبخ و رأت الجميع في الصالون... اقتربت منهم و قالت
' هو في حاجة ؟ كلكم هنا...
ردت نرمين
* حاجة خاصة بالعيلة... ميخصكيش يعني...
' اه معلش مكنتش اقصد... عن اذنكم...
إلتفتت أسيل لتذهب لكن وقفت عندما قال آدم
" تعالي يا أسيل...
' انا مش عايزة اضايقكم... شكله الحوار عائلي... انا هطلع على اوضتي و اسيبكم على راحتكم...
* احسن برضو...
قالتها نرمين و هي تضع قدم فوق قدم و تنظر لها بإبتسامة خبـ,ـيثة... نظر لها آدم بحدة... انزعجت أسيل ثم ألتفتت لكن وجدت آدم يُمسك بيدها... نظرت له و قال
" انتي من ضمن العيلة دي... مش غريبة يعني عشان متقعديش معانا...
' بس يا آدم...
" تعالي يا أسيل...
قالها و اخذ بيدها و عاد للصالون... اجلسها على الاريكة و تعجبت عندما وجدته يجلس بجانبها و لم يجلس بجانب والديه... عَمَ الصمت بينهم لدقائق ثم قال مراد
- ما تتكلم يا رئيس عيلة نصار ؟ ولا انت جايبنا نبص لبعض هنا ولا ايه ؟
نظر له آدم بحدة و حاول تمالك اعصابه و قال بهدوء
" انا مش رئيس العيلة ولا حاجة... كل الحوار اني مجمعكم نتكلم بكل بهدوء ڪعيلة...
قالت نرمين
* و حد منعك عن الكلام يعني ؟
" لا محدش منعني عن الكلام ولا حد يقدر اصلا يمنعني يا ماما...
* اه بدأنا الغرور...
" غرور ولا اسمها بحسبها بالعقل قبل ما اتكلم و اتهور و امد ايدي زي ما مراد عمل مع رنا ؟؟
* رنا غلطت و هو فهمها غلطها...
" فهمها غلطها بالضر*ب و قِلـ,ـة الأدب ؟
قال مراد بغضب
- رنا تبقى أختي يعني لما تغلط يبقى اتعامل معاها بالطريقة اللي انا شايفها صح...
" رنا اختي انا كمان... و بحذرك قدام الكل اهو... لو اديك اتمدت عليها تاني... هقطعهـ,ـالك !!
- انت كمان بتتحكم فيا ؟!
" لا انا مش بتحكم بحد... انا بس بوريك انك غلطت لما مديت ايدك عليها
- هي غلطت و انا.....
قاطعه بغضب
" غلطت يبقى ترجعلي انا... انا اخوها الكبير... و بما انك بتخاف عليها كده... كنت فين السنين اللي فاتت ؟ ولا انت افتكرت ان رنا تبقى اختك دلوقتي و حبيت تمارس عليها اخوِتَك اللي كلها همجـ,ـية و عنـ,ـف و من غير تفكير ولا نقاش !!
- مش انت اللي هتعلمني ازاي اتعامل معاها !!
" لا هعلمك... لما تبقى همجـ,ـي و مش بتسمع ليها الاول و تشوف هي غلطت ليه يبقى اعلمك يا مراد !!
- آدم... انصحك تبعد عني... انا مش عايز اتخانق...
" ولا انا مش جاي اتخانق... انا مش جاي اتكلم و اسمع من الكل... و تحذيري الاخير ليك يا مراد... رنا إياك تمد ايدك عليها لأي سبب... لا انا ولا انت يحق لينا نضر*بها... هي بنت مش شوارع عشان تعاملها بالشكل ده... و مش هكرر كلامي تاني !!
نظر له مراد بغضب و نور امسكت يده ليهدأ... ابتسمت رنا لان آدم وقف في صفها... نظرت أسيل الى آدم... لم تتوقع منه ان عاقل الى هذه الدرجة و حكيم في تصرفاته... تنهد آدم و قال
" الكلام لرنا و مروان... اللي عملتوه ده غلط و إياكم يتكرر تاني...
قال مروان بجمود
- و انا اعترفت بغلطي و قولتلهم اني بحبها و طلبت ايدها قدام الكل... محدش عبرني... كلهم وقفوا ضدي...
قال مراد
- نجوم السماء اقربلك... مش هجوزهالك !!
- اهو زي ما انت شايف... على العموم خلصنا... مش هقعد اقِل كرامتي اكتر من كده...
نهض مروان ليذهب لكن قال آدم
" اقعد يا مروان... انا لسه مخلصتش كلامي...
- كلامك مش هيغير حاجة يا آدم... محدش موافق حتى امي واقفة ضدي... خلاص خلصنا...
" مخلصتش يا مروان... قولي بس... انت بتحبها ؟!
- ملهوش لازمة السؤال ده...
" انا عايز اسمع منك... بتحبها يا مروان ؟
نظر مروان لرنا التي تنظر له و الدموع في عيناها... تنهد مروان بحزن و قال
- اه بحبها...
ابتسمت رنا وسط دموعها... نهض آدم و وضع يده على كتف مروان
" و انا موافق اجوزهالك !
فرح مروان بينما نرمين نهضت و قالت بغضب
* موافق ايه ؟! تجوزهاله ؟! هي رنا ملهاش أم و أب ولا ايه ؟!
" ليها بس معرفوش يتصرفوا و يسمعوا بنتهم...
* على أساس انت اللي عارف تتصرف ؟!
" اه... اتنين بيحبوا بعض و عايزين يتجوزوا... ايه المانع ؟ هم اجر*موا ؟!
* يمكن ز*نوا و عايزين يداروا عملتهم بالجواز !!
نهضت رنا و قالت لنرمين بغضب
* ايه اللي انتي بتقوليه عليا يا ماما ؟! ازاي تتهميني إتها*م زي ده ؟!
نهضت ناهد و قالت
* ايه يا نرمين هانم ؟ هو انا عشان سكتلك مرة يبقى تسوقي فيها ؟ ابني انا يز*ني ؟!
" بس اسكتوا كلكم !!
قالها آدم عندما طفح كَيله منهم... صمتوا و نظر آدم لنرمين و قال
" اختي نضيفة و انا واثق فيها... و مش ذنبي انك مش واثقة فيها و مفكراها شبه مراد عشان تتهميها بالشكل المُقر*ف ده !!
نهض مراد غاضبًا عليه
- اقولك ايه انا ساكتلك من الصبح !!
" هتعمل ايه يعني ؟
قالها آدم بإبتسامة مستفزة ف زاد غضب مراد و رفع يده ليلكُمه لكن تفاجئ عندما وجد فريد امسك يده و دفعه بعيدا عن اخاه و قال بغضب
* آخر و أول مرة تفكر تتطاول على أخوك الكبير... فاهم يا مراد !!
- انت مش شايفه كل شوية في اصغر فرصة يلاقيها و يلقح عليا !!
قالت نرمين و هو تنظر لفريد بغضب
* اهو انت كده على طول ضد مراد !!
* انا برضو اللي ضده ولا ابنك قليل الادب و مشافش صنف تربية ؟! هقول ايه يعني... ما هو تربيتك اصلا...
* فريد بلاش تعصبني بدل ما اقلبها على الكل !!
* اقلبيها و انا هقلب برضو...
نظرت له بغضب و قبل ان تتكلم قال فريد
* كلام آدم صح... و انا موافق انهم يتجوزوا...
ابتسم آدم لأبيه و فريد اومأ له بهدوء ليأكد له انه معه... قالت نرمين
* والله ؟! طب انا مش موافقة و الجوازة دي استحالة تتم...
* هتِم يا نرمين... طالما بيحبوا بعض و عايزين يتجوزوا و يكملوا مع بعض يبقى هتِم !!
نظر لها نظرات تهديد انه سيكشف كل شيء ف صمتت... نظر آدم الى ناهد و قال
" يا مرات عمي... انا عارف انتي بتحبي مروان اد ايه... بس ليه المرة دي وقفتي ضده ؟
* آدم انا مش عايزة مشاكل مع اهلك...
" و انا بقولك اهو مفيش مشاكل هتحصل... مروان عايزها... و انا موافق اديله لأختي لاني عارفه كويس و أكيد مش هلاقي احسن منه ڪجوز اختي و هي عايزاه...
نظرت له بتعجب فأكمل
" ايوة رنا بتحبه و موافقة انها تتجوزه... مش عايز نكون احنا ضدهم... ايوة غلطوا بس اعترفوا بغلطهم... و طالما هم واضحين قدامنا و عايزين يتجوزوا... ايه المانع ؟ هتوقفي في وش سعادة ابنك يا مرات عمي ؟؟
* اكيد لا... بس انا اضايقت في الاول... و نرمين طبعا مسكتتش و قالت كلام ميصحش يتقال...
" و انا بعتذرلك نيابةً عن اي حد ضايقك... و اوعدك ده مش هيتكرر تاني... هااا قولتي ايه ؟
نظرت ناهد الى مروان الذي ينظر لها و ينتظر كلمتها...
* طالما مروان عايزها خلاص انا موافقة و انا مش هقف في حياته... ده عشان ذوقك معايا و كمان انا عارفة رنا... بنت كويسة و جدعة و أحب ارحب بيها ڪمرات ابني المستقبلية...
ابتسمت رنا بفرح و كذلك مروان الذي امسك يد والدته و قَبلها و قال
- شكرا اوي يا ماما...
* قلب ماما من جوه... تعالى في حضني...
عانقته ناهد بحُب و هو ربت على ظهرها و ينظر لرنا بحُب و هي مبتسمة له... قال آدم بجَدية
" اظن المشكلة كده اتحلت... و حوار الصورة اللي وصلت على تليفوناتكم دي انا هعرف مين وراها و هجيبه... مش عايز الحوار ده يتفتح بيه تاني ولا تضايقوا بعض تاني... انتوا عيلة... مفروض تكونوا في ضهر بعض مش ضد بعض... و مش همسح لحد انه يهين التاني بأي شكل... رنا و مروان هيتخطبوا رسمي و هنعملهم حفلة تليق بيهم للخطوبة و باذن الله يتجوزوا لما يخلصوا سنة الكلية اللي بقيالهم...
مروان ابتسم و عانق آدم
" مبدئيًا كده لو زعلت اختي او اشتكت منك... انا هعملك شاورما...
- لا متقلقش... رنا دي هحطها في عيوني...
" جدع ياض...
ابتعد عنه و رنا اقتربت من آدم و عانقته بقوة و قالت
* شكرا اوي يا آدم... الحمد لله انك موجود...
ابتسم و ابتعدت عنه... قال آدم
" اتمنى اكون مقصرتش في حاجة دلوقتي...
* لا مقصرتش... مش عارفة اشكرك ازاي...
" ولا يهمك... بس بُصي... مش معنى انك هتخطبيله يبقى خلاص تنسي جامعتك... مش عايزة كليتك تتأثر بسبب أستاذ مروان ده...
* متقلقش خالص يا آدم... انا دراستي فوق الكل...
ضحك آدم و مروان عقد حاجبيه بضيق
- يعني ايه الكلام ده ؟
* هبقى مُعيدة في الجامعة و هتشوف !
- ده شيء يسعدني طبعا... اختك ذكية على فكرة...
" طلعالي...
- آدم نصار المغرور !
ضحك آدم و ابتسمت رنا و نظرت لناهد... فتحت ناهد يداها اليها و قالت
* تعالي يا رنا...
نظرت رنا لآدم الذي اومأ لها بهدوء... اقتربت رنا منها و عانقتها
* مش مصدقة ان ابني هيتجوز... حساني كبرت...
* لا خلاص يا مرات عمي... انتي لسه قمر و صغيرة زي ما انتي...
* حبيبتي يا رنا... بقولك ايه... تعالي نعمل بسبوسة...
* بس انا معرفش اعملها...
* اعلمك... تعالي... لازم تكوني شاطرة في المطبخ... ميغركيش مروان الهادي ده... ده مفجوع و بياكل كتير...
- ايه يا ماما ؟ هو ده اللي بتحكهولها عني ؟
* هكذب يعني ؟ ما انت مفجوع فعلا !! ( نظرت لرنا ) كان بيمثل عليا انه عامل اضراب عن الاكل... دخلت اوضته اناديه من شوية لقيته اكل طبق المكرونة كله...
- يا ماما !! الكاريزما راحت كده...
ضحكوا كلهم ما عدا نرمين التي تتوعد لآدم... و مراد و نور ايضا كانا غاضبين منه... قال مراد
- بمناسبة ان الجو بقا حلو و اتصالحتوا... حابب ابلغكم خبر حلو...
نظروا اليه بإهتمام بما فيهم آدم... ابتسم مراد و وضع يده على بطن نور و قال
- نور مراتي حامل... أنا هبقى أب قريب !!
فرحوا جميعهم و اقتربوا من نور و مراد و بدأوا بالمباركة لهما... بينما آدم وقف مكانه و جمع قبضته بغضب... نرمين عانقت نور و قالت
* الف مبروك... تقومي بألف سلامة يا حبيبتي...
* الله يسلمك يا نرمين هانم...
قال فريد
* الف مبروك يا مراد...
- الله يبارك فيك يا بابا...
كذلك ناهد و مروان و رنا و أسيل باركوا لهم... نظر مراد لآدم الذي لم يتحرك من مكانه و ينظر للأرض... ابتسم مراد و قال
- مش هتباركلي يا آدم ؟
نظر له آدم و عيناه احمرت من الغضب و تذكر سابقًا عندما كانت نور خطيبته و كان زواجهم بعد أيام قليلة " عايز اخلف منك و تكون بنت و شبهك... عامًة انا عايز اخلف منك عيال كتير و نعمل اسرة كبيرة خاصة بينا... انا و انتي بس " أحلامه تحقق الآن... لكن لا تحقق معه هو... احلامه تحقق مع اخاه الذي بنى حياته على خراب قلبه هو ! انه ليس حزين على نور... انه حزين على نفسه... كل احلامه التي حلمها من قبل اصبحت لغيره... أما هو مازال مكانه... لم يحقق اي شيء مما تمناه !
" ألف مبروك يا مراد... ان شاء الله نور تقوم بالسلامة و يتربى في عزك...
قالها و هو ينظر له بجمود بينما مراد الابتسامة على شفتاه... لانه يعرف ان حَمَل نور سيتسبب بإيلامه و هو يريد ان يتأ*لم...
- متأكد انك هتكون عَم كويس لأبني...
" اه فعلا... عن اذنكم
لاحظ فريد كم تغير وجه آدم بعد سماعه لهذا الخبر... بالتأكيد انه يحتر*ق من داخله... إلتفت آدم بدون ان ينطق كلمة اخرى و خرج... نظرت له أسيل و رأت معطفه على الاريكة... لقد نسيه... اخذته و ذهبت خلفه... خرجت من القصر... و جدته واقف بجانب سيارته... و قبل ان يركب نادت عليه
' يا آدم !
إلتفت لها وجدها... اقتربت منه و مررت له المعطف
' البالطو بتاعك... كنت هتنساه...
اخذه منها و قال
" تمام... شكرا...
إلتفت ليركب السيارة... وقفت امامه و قالت
' آدم... انت كويس ؟
" اه كويس...
' مش باين يعني... انا لاحظت ان علاقتك بأخوك مش كويسة... انتوا متخانقين ليه ؟
" مش عارف... اسأليه هو... اسأليه هو عمل فيا كده ليه ؟
' هو عمل ايه ؟
لم يرد و كان سيذهب لكنها امسكت يده و قالت
' آدم... احكيلي... انا هسمعك...
نظر لها بحزن و نزع يدها من يده و ركب سيارته و ذهب تحت انظارها و تساؤلاتها... لا تعرف ماذا به... انه صامت ولا يقول اي شيء !
*****************
في الشركة.... كان آدم يقف أمام الزجاج و بيده كأس الخمـ,ـر و يضغط عليه بيده بغضب و كلام مراد يتردد قي اذنه " نور مراتي حامل... أنا هبقى أب قريب !!... مش هتباركلي يا آدم ؟... متأكد انك هتكون عَم كويس لأبني "
ضغط على الكأس اكثر حتى انكسـ,ـر في بيده و غرز الزجاج في بيده و جُر*حت و يسيل منها الدماء... طُرق الباب و دخل مصطفى...
* آدم بقولك انا كنت عايز رأيك في...
صمت عندما لاحظ الد*م الذي على الأرض و ليده التي تنز*ف... اقترب منه مصطفى و قال
* في ايه ؟
امسك يده و قال
* ايدك اتجر*حت كده ازاي ؟
كان آدم صامت و ينظر للأمام بجمود كأنه في عالم آخر...
* طب تعالى اقعد هنا...
اجلسه مصطفى و آدم مازال على حالته... ذهب مصطفى و جلب معه صندوق الاسعافات الأولية و جلسه جانبه... فتح الصندوق و امسك يده و بدأ بإزالة الد*م و ربطها بالشريط الطبي و بعد صمته قال آدم
" نور حامل...
تفاجئ مصطفى و رفع رأسه اليه و لاحظ نزول دمعة من عينه و اكمل
" كملت حياتها معاه عادي بعد ما خا*نتني... حملت منه... هو هيبقى أب على حساب ضياعي انا !!
* آدم...
" بعد ما دمرو*ني هم الاتنين... كملوا حياتهم عادي ولا كأنهم عملوا فيا حاجة !!
* آدم انت...
" انا مُغفل !!
قالها و هو يعتصر عيناه الحمراء بغضب... لم يعرف مصطفى كيف يواسيه... ربت على كتفه و قال
* مش معنى انك شايف انهم كملوا حياتهم بعد ما غدروا بيك يبقى ده معناه فعلا انه حياتهم سعيدة...
" قصدك بيمثلوا ؟
* أكيد... ليه لا ؟
" حتى لو بيمثلوا... ف هم بيمثلوا صح... عرفوا يجر*حوني كويس... بكل حاجة هم عارفينها عني عرفوا يكسـ,ـروني بيها !
وضع يده على قلبه و قال بأ*لم واضح في صوته الهَش
" انا بتحر*ق هنا... هنا انا بتو*جع و*جع ملهوش نهاية يا مصطفى !!
حزن مصطفى عليه و ارخى آدم ظهره للخلف و وضع يده على وجهه و صدره يعلو و يهبط بغضب
* بُص يا آدم انا عارف كويس انك نفسك تبقى أب و دايما كنت بتحكيلي ازاي هتربي عيالك و تشاركهم في كل حاجة... انت دلوقتي متجوز اهو... ليه مخلفتش من أسيل ؟
" و اخلف منها ليه ؟
* عشان هي مراتك مثلا ؟ بعدين هي مختلفة عن نور... احسن منها بكتير... ولا انت لسه عايز نور ؟!
" نور دي انا مش بطيق ابص في وشها... انا بقر*ف منها يا مصطفى... بقر*ف لما اشوفها قدامي او اسمع صوتها و افتكرلها حاجة معايا... نور دي آخر وحدة افكر اني اكون معاها !!
* طب خلاص... ايه المانع انك تخلف من أسيل ؟
" انا و أسيل هنطلق بكره يا مصطفى...
* ايه؟ هتطلقوا ؟!
" ايوة هنطلق...
* ليه ؟
" جوازنا طَوِل اوي و كل حاجة انتهت لحد هنا... هي مش عيزاني...
* طب انت ؟
" انا ايه ؟
* عايزها ؟
صمت آدم و لم يرد...
* طالما سكت كده تبقى عايزها... شكلك حبيتها...
" حتى لو انا عايزها أو حبيتها... ده هيفرق في ايه دلوقتي ؟ ولا حاجة هتتغير...
* ده بيتهيألك انت... هي لو عرفت انك مش عايز تنهي جوازكم... أكيد في حاجة هتتغير...
" مفيش حاجة هتتغير يا مصطفى ! هي مبقتش بتحبني ولا عيزاني... عندها حق... هتكمل ليه مع واحد مر*يض زيي ؟ ايه الميزة اللي فيا يعني ؟ ولا حاجة... لا انا لا ينفع أحب ولا ينفع أبقا زوج ولا حتى أب !!
* مين قال كده ؟ آدم متخليش زعلك يتقلب ضدك...
" سواء يتقلب ضدي أو يبقى معايا... خلاص خلصت... مبقتش تفرق... هو نصيبي كده... أسيل مختلفة عني... هي طيبة... و بتفكر بقلبها... و مقتنعة انها هتلاقي حُب حياتها... طبعا ده اللي هو مش انا... بسببي انا هي اتو*جعت كتير... كسـ,ـرتها كتير... عيطت كتير... كنت غبي و الاكتئاب ماسك فيا... كنت اعمى و مش شايف انا بجر*ح مين... كانت عايزة تحبني... بس انا بغبائي اذ*يتها... بس خلاص لغاية هنا... انا مش هكون عائق في حياتها اكتر من كده... هي تستحق واحد احسن مني بكتير... واحد يقدر قميتها و يحفظ قلبها النضيف ده... و خلاص يا مصطفى فكك... متكلمنيش في كده تاني...
ارخى ظهره للخلف مجددا و نظر للسقف و تنهد بضيق... وضع يده على قلبه الذي يؤ*لمه... يلعنـ,ـه بسبب الأ*لم الذي يشعر به بسببه... لا يستطيع ان يُريحه حتى لا يكون أنا*نيًا و يظلم أسيل معه لأنه مُعتقد انها تستحق رجل أفضل منه... لذلك سيدفن حُبه لها داخل قلبه المكسـ,ـور !
يُتبع......
بقلم #هدير_محمد
سوري جُرعة النكد زايدة حبتين 🥺🤌