رواية نصيبي في الحب الفصل الثالث عشر 13 بقلم بتول عبدالرحمن
بارت 13
وصلوا المستشفى بسرعة، نور نزلت وهي شبه بتجري على باب الطوارئ، وقفت جنب يوسف وهو نازل وحاولت تسنده لكنه مسك إيدها بهدوء وقال بابتسامة صغيرة " يا بنتي والله انا كويس ومش حاسس بحاجه اساسا، وعارف امشي "
نور زفرت بضيق، مش مصدقة إن عنده القدرة يبتسم ويهزر وهو في الحالة دي، قالت بقلق "يوسف أنت بتنزف، ووشك شاحب فبلاش العناد."
ابتسم أكتر وقال وهو بيبعد إيدها عنه "أنا مش عنيد، بس بجد كويس، وبعدين مش عايز الناس تفتكر إني جاي بمصيبة."
بصت له بحدة بس سكتت ومشيت جنبه، مش هتجادل معاه أكتر من كده دلوقتي، دخلوا الطوارئ بسرعة، والدكتور بدأ يفحصه
الدكتور بصله بعد ما شاف الجرح وقال بجدية "إنت محظوظ إنه مجاش في مكان خطر، بس المفروض ترتاح وما تعملش أي مجهود عشان الجرح ميفتحش تاني."
نور كانت واقفة جنب يوسف وبتسمع كلام الدكتور بانتباه ، كمل بجديه بعد ما خلص تطهير الجرح وخياطته "الجرح محتاج يتغير عليه كل كام ساعة عشان ميحصلش التهاب، وتجنب أي مجهود عنيف لأنه ممكن يفتح تاني."
نور هزت رأسها بتأكيد وقالت "أنا بعرف أغير على الجروح، هعمل كل اللي لازم."
الدكتور ابتسم وقال "كويس جدًا، هشرحلك إزاي تعملي ده بطريقة صح "
بدأ يشرح لها بخطوات واضحة ونور كانت مركزة جدًا في كلامه، بتسأل في كل تفصيلة عشان تتأكد إنها مش هتغلط.
أما يوسف فكان قاعد على السرير ببرود، ومش مهتم بالكلام اللي بيتقال، كان ساكت وعيونه نص مقفوله من التعب ومش مهتم بالتحذيرات.
بعد ما خلصوا خرجوا من المستشفى، يوسف كان ماشي بخطوات عادية وكأنه مش متعور أصلاً، وصلوا البيت ووقفهم عند العربية وقال بنبرة هادية لكنها حاسمة "محدش يعرف عن الجرح، ولا اللي حصل، مش عايز أي حد يقلق أو يسأل."
نور اعترضت "بس انت لازم ترتاح، وكلهم لازم يعرفوا علشان محدش يطلب منك حاجه فوق طاقتك "
هز راسه وقال بحزم "قلت محدش يعرف، أنا تمام، والموضوع انتهى."
نور عقدت حواجبها وقالت"بس....."
قاطعها "ولا كلمة يا نور، الموضوع خلص على كده."
فتح باب العربية وأخد الجاكت بتاع بدلته ولبسه وقفله كويس عشان يغطي أي أثر للجرح، وبعدها قال بنبرة آمرة
"يلا ندخل."
دخلوا ونور كانت متوترة وخاصة لما شافت نهال، نهال قربت منها بسرعة وهي بتقول بانفعال "إنتي كنتي فين يا نور؟! ازاي تخرجي كده؟! إنتي مش عارفة قلبت الدنيا عليكي إزاي؟! أنتي وصاحبتك دورت عليكم في كل حتة! ولما طلعت أوضتك وملقتكيش خوفت، ومبقتش عارفة أعمل إيه وأقول لمحمد ولا لاء"
نور حسّت بالذنب، معرفتش ترد فورًا بس حاولت تبان ثابتة وقالت بصوت هادي "أنا آسفة بس كنت مع داليا... وحصلت شوية مشاكل بس أنا كويسة."
نهال بصتلها بشك وقالت "مشاكل إيه؟ انتي تمام؟ شكلك مش مطمني."
نور ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت "أنا فعلاً كويسه ، متقلقيش."
نهال لفت نظرها ليوسف اللي كان واقف هادي، لكن عيونه كانت فيها أثر تعب واضح، بصت له بتركيز وقالت بريبة "وإنت مالك واقف ساكت كده؟! إنتو كنتوا فين بالظبط؟"
يوسف بص لنور وداليا بسرعة كأنه بينبههم، وبعدها قال بهدوء مصطنع "مكانش في حاجة خطيرة، نور كانت محتاجة تغيير جو، وداليا كانت معاها، وأنا قابلتهم بالصدفة."
نهال فضلت تبص له شوية كأنها مش مقتنعة، لكن قبل ما تتكلم نور قالت بسرعة "أنا تعبانة شوية، هطلع أوضتي."
نهال قربت منها أكتر وقالت بحنية "طيب لو تعبانة بجد قوليلي، شكلك مش مرتاح."
نور لمست إيدها بحنان وقالت "متقلقيش، بجد أنا كويسة، بس محتاجة راحة."
نهال سكتت للحظة وبعدين قالت "طيب، بس لو حسيتي بأي حاجة قوليلي فورًا، ماشي؟"
نور هزت راسها بموافقة وطلعت بسرعة، ويوسف وداليا كانوا وراها على طول، داليا دخلت اوضتها ونور قبل ما تدخل اوضتها بصت ليوسف وقالت بجدية "مش هتتحرك ولا هتبذل مجهود، مفهوم؟"
يوسف كان بيبصلها بنظرة هادية لكن عنيدة في نفس الوقت، وبعدين قال بنبرة فيها سخرية خفيفة "حاضر يا دكتورة، أي أوامر تانية؟"
نور زفرت بضيق وقالت "يوسف، بلاش تهريج، أنا بتكلم جد، الجرح ممكن يفتح لو اتحركت كتير، مش عايزة أشوفك بتستهتر بصحتك."
ابتسم ابتسامة جانبية وقال "ماهو أنا أساسًا روحت المستشفى عشان خاطرك، يعني مش هعاندك أكتر من كده."
نور بصت له شوية كأنها مش متأكدة من كلامه، وبعدين قالت بنبرة جادة "نام كويس، ومتخليش أي مايه تلمس الجرح، ومتتحركش كتير."
يوسف هز راسه بموافقة، لكن ابتسامته كانت لسه موجودة وقال بهدوء "حاضر يا نور، هسمع الكلام"
نور فضلت بصاله لحظة وبعدين قالت بهدوء "تمام، تصبح على خير."
يوسف رد وهو بيبصلها بتمعن "وأنتي من أهله."
نور دخلت أوضتها وهي بتحاول تهدي ضربات قلبها، مكانتش عارفه سببها، بس اللي كانت متأكدة منه إنها مش هتسيبه لحد ما تتأكد إنه فعلاً بخير، أما يوسف ففضل واقف قدام باب أوضته للحظات، عيونه متعلقة بالباب اللي نور دخلت منه، اتنهد بصوت هادي ودخل أوضته أخيرًا وقفل الباب وراه، قعد على طرف السرير وهو بيفك أزرار الجاكيت ببطء، رمى الجاكيت على الكرسي، وبعدين مسك تليفونه، قرب الفون من ودنه وهو بيرن على شخص
ثواني وسمع صوت رجولي هادي على الناحية التانية "أوامرك، يوسف بيه."
يوسف بص قدامه بجمود، نبرته كانت حادة وواضحة "معتز، عايزه يختفي لحد ما أقولك العكس، مش عايز يظهر خالص الفتره دي "
الشخص على التليفون رد بسرعة "مفهوم، هيتنفذ فورًا."
يوسف قفل المكالمة بدون أي كلمة زيادة، سحب نفس عميق وهو بيضغط على الموبايل، عارف إن اللعبة لسه في أولها، وإنه مش هيسمح لمعتز يهدد نور تاني، مش هيسمح له يكون خطر في حياتها
صحيت نور بدري شويه على صوت المنبه اللي ضبطته، كانت لسه مش مستوعبة في البداية، لكن بمجرد ما افتكرت إنها ضبطته عشان تغير ليوسف على الجرح، فتحت موبايلها بسرعة وبعتتله رسالة "صاحي؟"
دخلت حمامها تجهز نفسها وخرجت فتحت فونها تشوف رده " اكيد"
ابتسمت بخفة وراحت ناحية أوضته، وقفت لحظة قدام الباب، بعدها خبطت بخفة وبعد لحظات فتح لها.
بمجرد ما شافته لمحت الإرهاق في عيونه، ملامحه كانت مجهدة شوية لكنه كان ثابت كالعادة، دخلت الأوضة وقالت وهي بتبصله بقلق "انت نمت ولا لسه صاحي؟"
رفع كتفه بلا مبالاة وقال "كان عندي شغل بخلصه."
اتضايقت من طريقته ومن إهماله لنفسه ومن كل حاجة عقدت دراعها وقالت بحدة طفيفة "وهتنام إمتى بقى؟ أنت عارف إنك المفروض ترتاح، مش كفاية إني حاسة بالذنب لأني السبب في جرحك؟"
وقف قدامها بثبات، نبرته كانت هادية لكنها حازمة "مش عايزك تحسي بالذنب، ده مش ذنبك، وان كان عليا فأنا كويس."
نور زفرت بضيق، كان عندها كلام كتير جواها، لكنها قررت تبرر اللي حصل، تحاول تشرحله اللي حصل، خفضت عينيها وقالت بصوت هادي لكنه متوتر "أنا مش عارفة أنا روحتله ليه ولا ازاي أصلاً، بس خفت من تهديداته، هو شخصية مؤذية ومتدلع جدا، أوامره مجابة، وهددني أنا وداليا، ومش عارفة لو مكنتوش جيتوا، كان زمان حصل إيه دلوقتي"
بصلها بعتاب وقال بنبره هاديه ممزوجه بمشاعر مكبوته "مش أنا قلتلك لما تقعي في مشكلة تعرفيني؟ ولو أنا مساعدتكيش يا ستي متعرفنيش تاني، بس تصرفك كان غلط"
حست بالندم أكتر من الاول، فضلت صامتة لثواني وهي بتجهز الأدوات عشان تغير له على الجرح، فضلت مركزة في تجهيز الأدوات، رفعت عينيها له أخيرًا وقالت بصوت واطي لكنه متوتر "أنا لما بكون متهددة مش بعرف أفكر، باخد رد فعل سريع، وده عيب فيا بحاول أصلحه، اي حد ليحاول يهددني وخاصة بحاجه بحبها مش بعرف افكر وبيكون كل تفكيري وقتها ازاي اخلي الشخص ده يتراجع عن تهديده "
بصّلها بثبات قال بهدوء "كلميني وهكون عندك حتى لو في اخر الدنيا، وفكري معايا، عمري ما هقفل بابي في وشك، اي حاجه تحصل يا نور لازم تكوني معرفه اي حد"
قالت بصوت مهزوز شوية "بس معتز مش هيسيبني، خصوصًا بعد اللي حصل، هيفضل ورايا"
بصّلها بنظرة حادة، وقال بنبرة حازمة وقاطعة "لا معتز ولا عشرة زيه يقدروا يضايقوكي طول ما أنا موجود، انسي إنه يقدر يقرب منك يا نور، طول ما أنا هنا محدش هيقدر يلمسك."
نور فضلت ساكتة، مش قادرة ترد، قلبها كان بيدق بسرعة، مش عارفة من إيه بالظبط.. من خوفها؟ ولا من إحساس الأمان اللي حسّت بيه فجأة بسبب كلامه؟
قربت بخطوات هادية، وحطّت الأدوات على الكمود جنب السرير، وبدأت تغير له على الجرح بايدين بتترعش خفيف، لاحظ توترها بس فضل ساكت وهو بيبصلها بتفكير وعايز يعرف ايه اللي بيدور في دماغها بس استناها تتكلم، بعد لحظات من الصمت، قالت بصوت مخنوق ومهزوز وهيا بتجاهد متعيطش "بس أنت متعرفوش، معتز لما بيحط حاجة في دماغه بيعملها."
رفع وشها ليه وبص لعينيها وهو بيطمنها "وأنا كمان يا نور، لما بحط حاجة في دماغي بعملها، عايزك تثقي فيا شويه "
دمعه من عينيها نزلت وهيا بتقول "حتى لو إنت شايف إن معتز مش هيقدر يعمل حاجة، أنا مش متطمنة، هو متهور وعنده وسايل تخلي الواحد يحس إنه محاصر، وأنا مش عايزة أعيش كده، مش مستعده "
" قولتلك ثقي فيا وبس، مش عايزك تفكري فيه ولا حتى في اللي حصل، انسي امبارح خالص وركزي في امتحاناتك وبس، ولو اي حاجه تانيه حصلت لازم اكون اول واحد عارف"
هزت راسها وهيا بتمسح دموعها بسرعة وقالت بصوت مهزوز شوية "ربنا يستر بقى..."
زفرت بصوت واطي وهي بتحاول تهدي نفسها وقالت وهي بتربط الضمادة الأخيرة على جرحه "أنا مش عايزة مشاكل أكتر، ولا عايزة حد يتأذي بسببي، لاني اصلا مش قادره اسامح نفسي على اللي حصلك"
رد عليها بسرعه بنبرة كانت أقرب للوعد "إنتي مش سبب أذية لأي حد، ولو حد حاول يأذيكي هو اللي هيدفع التمن مش إنتي."
وقفت بعد ما خلصت ومسحت إيديها في منديل وقالت بهدوء وهي بتبصله أخيرًا "خلاص، كده تمام، بس أوعى تهمل الجرح ، ولا تتعب نفسك."
بصلها لثواني، ملامحه كانت هادية لكن نظرته كان فيها إصرار واضح وكأنه بيقول لها من غير كلام إنه مش هيسمح لحاجة تأذيها، حاول يخفف الجو فقال بنبرة أخف "حاضر، مش ههمل الجرح، بس انتي كمان لازم تهتمي بنفسك شوية، متخليش تفكيرك في اللي حصل يشغلك عن امتحاناتك، اتفقنا ؟!"
هزت راسها بتفهم وقالت بهدوء "هحاول."
ابتسم بخفة وقال "حاولي جامد."
نور لفت وشها بسرعة عشان تخبي ابتسامة صغيرة ظهرت غصب عنها وقالت وهي بتحاول تخرج بسرعة " هروح اجهز علشان عندي محاضره بدري "
خرجت وقفلت الباب وراها، وقفت للحظة برا الأوضة، خدت نفس عميق وحاولت تهدي اللي جواها
بعد ما خرجت فضل قاعد مكانه، عيونه كانت مثبتة على الباب اللي قفلته وراها، مدد رجله على السرير وزفر نفس طويل، حسّ بتعب مفاجئ، مش بس جسدي، لكن كمان عقلي، غمض عيونه لحظه يحاول يريح دماغه شويه
نور كانت بتجهز بسرعة، لبست هدومها ورتبت شعرها بسرعة قدام المراية، لكن كل شوية كانت بتاخد نفس عميق وتحاول تركز، وتبعد تفكيرها عن كل اللي حصل، اخدت شنطتها ونزلت بسرعة للدور الأرضي، لقيت آدم مستني عند الباب وكان ماسك مفتاح العربية وبيبص في موبايله، لكن أول ما شافها رفع عينه وقالها " ماما في المطبخ بتحضر الفطار وقالتلي لما تنزلي اقولك تدخلي تفطري"
قربت وهيا بتقول " هفطر في الكليه مش هلحق"
حس انها مش طبيعيه لكن متكلمش في الأول، ركبوا العربيه وفي طريقهم سألها بهدوء "إنتي كويسة؟"
نور اتفاجئت بالسؤال لكنها حاولت تخبي توترها وابتسمت ابتسامة خفيفة "أه، تمام."
آدم ما قالش حاجة لكنه كان ملاحظ انها سرحانه ومش بتتكلم زي العاده، بعد شوية قال بنبرة هادية "مش نايمة كويس؟"
نور بصت له بسرعة وبعدين رجعت تبص قدامها وقالت وهي بتحاول تخلي صوتها طبيعي"يمكن، كنت سهرانه شويه امبارح "
آدم هز راسه بتفهم، بس كان عارف إن في حاجة تانية، قرر ميسألش أكتر بس قال بهدوء وهو مركز على الطريق "لو في حاجة مضايقاكي، عارفة إنك ممكن تقوليلي، صح؟"
نور بصتله وابتسمت بخفة وقالت "عارفة."
وصلوا الكليه ونور نزلت وقالتله بابتسامة خفيفة "شكراً يا آدم، أشوفك بعدين."
هز رأسه بابتسامة صغيرة وقال "ماشي، خلي بالك من نفسك."
نور دخلت الكلية، وقررت تشغل نفسها باليوم الدراسي، تحاول تهرب من التفكير اللي مش عايزة تغرق فيه أكتر
ملك دخلت أوضة هبة بخطوات سريعة، قربت من السرير وهي بتقول بصوت واطي "هبة… إنتي بقيتي كويسة ولا لسه تعبانة؟"
هبة حركت نفسها بصعوبة، صوتها طلع متكاسل وهي بتقول بنبرة مرهقة "مش هروح النهارده، تعبانة."
ملك قعدت جنبها على السرير، بصتلها بقلق وقالت "طب يا بنتي روحي لدكتور يكشف عليكي بدل ما انتي حاسة بتعب كده."
هبة فتحت عيونها بسرعة كأن كلامها نبهها، وهزت رأسها بنفي مستعجل "لا لا، مفيش داعي… أنا أصلاً باخد علاج."
"بس العلاج مش جايب نتيجة، شوفي حاجه اقوى"
هبة اتنهدت وقالت بصوت ضعيف "لاء، ده مريحني"
ملك مدت إيدها على الكومود عشان تاخد شريط البرشام وتديها منه، اخدته بس كان فاضي، رفعت حاجبها وقالت وهي بتقلبه في إيدها "ده خلص… مفيش تاني؟"
هبة شاورت بتعب ناحية الدرج "في علبة في الدرج."
ملك فتحت الدرج بسرعة، طلعت علبة الدوا وأخدت منها شريط جديد، وهيا بترجع الشريط شافت حاجه صدمتها وخلت إيديها تتجمد مكانها، حسّت بدقات قلبها بتعلى فجأة، مدت إيديها بتردد، رفعت الاختبار ببطء، وبمجرد ما شافته بوضوح… شهقت بصوت مسموع
يتبع........
#نصيبي_في_الحب
بقلم بتول عبد الرحمن
لمتابعة الفصل باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا