رواية غنوة يونس الفصل الرابع 4 الجزء الثاني بقلم سلوي عوض
(يغلق وجيه الهاتف مع صقر ليجد هاله أمامه)
وجيه: بلهفه، مالها صدفه؟
هاله: مصدعه شويه
وجيه: اجيبلها دكتور او نوديها المستشفى؟
هاله: ليه كل ده؟ هي خدت مسكن وهتنام شويه
وجيه: كان نفسي اسلم عليها قبل ممشي
هاله: هو صقر صاحبك جاي؟
وجيه: اه، بس هيسافر معايا وهيسيب مراته هتقعد معاكم لغيت منرجع من السفر، مش هوصيكي علي صدفه، خلي بالك منها كويس واوعي حد يزعلها خصوصا بنتك الرخمه ديه
هاله: طيب
وجيه: وكمان خلي بالك من مرات صقر
هاله: هما جايين امتى؟
وجيه: بكره الفجر، هنزلها هنا وهنمشي علي طول، مش هوصيكي تاني
هاله: حاضر، متقلقش، سافر انت بالسلامه
ليترك وجيه الفيلا وقلبه مشتاق إلى صدفه وجنانها ليقول: يخربيتك جننتيني
(ثم يعاود مرة أخرى)
هاله: هو انت لحقت خرجت من الفيلا؟
وجيه: أنا عايز أشوف صدفه
(تضحك هاله): مقولتلك تعبانه واخدت مسكن وزمانها نامت
وجيه: اتصرفي يا هاله
هاله: للدرجة ديه؟
وجيه: مش عارف إزاي يحصللي كل ده، عاوز أشوفها قبل ممشي، واه هديكي كريدت كارد من بتوعي، لو صدفه أو ولادها احتاجوا حاجه اسحبي ولا يهمك، خير ربنا كتير أوي
هاله: أخص عليك يا وجيه، هو أنا يعني ولا ولادي هنكل بصدفه وولادها؟ وبعدين في حاجه مهمه أوي انت ناسيها، صدفه ليها نصيب معانا ف شركه هاني وفاطمه اللي هاني بيديرها، انت ناسي إن والدتها الله يرحمها كان لها ورث ف أرض المصانع اللي اتبنى عليها مصنع الأدوات الكهربائية؟ يعني ليها معانا ملايين، وخلي بالك، أنا والولاد اتكلمنا ف ده وحسبنا الحسبه، طلع لصدفه ملايين كتيره، بس هي لسه متعرفش، عشان كده مشيره هتعملها براند باسمها لملابس الأطفال، واتفقنا كمان تسميه "لافي"، وكل ده من غير صدفه متعرف، بس إن شاء الله لغيت انت مترجع هكون عرفتها كل حاجه
وجيه: برضه عاوز أشوفها
هاله: حاضر، هطلعلها
(بالفعل تصعد هاله إلى الدور الثاني وتدخل غرفة صدفه)
هاله: بقولك إيه، وجيه مش راضي يمشي ولا يتحرك غير لما يشوفك
صدفه: أنا هنزله اهو
هاله: البسي روب تقيل ومثلي إن جالك برد
صدفه: حاضر
(تنزل صدفه تمثل السعال)
وجيه بلهفه: ألف سلامه عليكي، خلاص، أنا هلغي سفري، مش مهم، لازم أجيبلك دكتور لا، دكتور إيه؟ كنسولتو دكاتره
صدفه :ليه ده كله؟ أنا هجرش لمونه واشرب شويه خل، وبعدين أدعك وشي بالليمون واشرب إيسون وأبجى كيف العفريته
وجيه: إيه اللي بتقوليه ده؟ أنا مش مستغني عنك
هاله: احم احم، نحن هنا
صدفه: الله يكرم أصلك
وجيه بغضب: أنا ماشي قبل مرتكب جريمة، عن إذنكم، اه صح يا صدفه، جايلك ضيفه من الصعيد
صدفه: يا حومتي، انت عرفتهم مكاني؟
وجيه: إيه ده؟ اصبري، ديه مرات واحد صاحبي، هو مسافر معايا وهي هتيجي تقعد معاكم هنا
صدفه: يا أخي، وجعت جلبي، حسبتك عرفت المزاغيد عيال عجوب
وجيه: عاوزه حاجه انتي؟
(يقول في سره): يعني ياربي من بين بنات حوا كلهم، محبش إلا ديه؟ ده أنا أكبر حمار ف الدنيا
وجيه: هاه، بقولك عاوزه حاجه؟
صدفه بحنان: اه، عاوزه
وجيه: أؤمريني
صدفه: ميأمرش عليك عدو، ويستر طريجك، ويبل ريجك، ويطعمك ميحرمك، وتكيد عدوينك
وجيه: ممكن تقفلي قناة الشحاته ديه؟
صدفه: الحج عليا، بدعيلك، أجولك عاوزاك تخلي بالك من نفسك وترجعلي سالم
وجيه: قولتيلي إيه؟
صدفه بكسوف: جصدي ترجعلنا
وجيه بحب: حاضر يا ستي، وانتي كمان خلي بالك من نفسك عشان خاطري
صدفه بكسوف: حاضر
_______________________________________
في الصعيد - في منزل يعقوب
(تنتظر غنوه اتصال من وجيه)
غنوه: اتأخرت عليا يا وجيه
وجيه: معلش كنت مشغول، ده أنا حتى مسافر الصين، بس برضه أنا معاكي انتي ودياب على اتصال دائم
غنوه: تروح وتيجي بالسلامه، عملت إيه ف موضوع يونس وفريده؟
وجيه: لا، دول غلابه ما لهمش ذنب، بس سامحيني يا غنوه، كل المال اللي عندهم مال حرام، لأن يعقوب وممدوح بيتاجرو ف المخدرات، وعيسى عارف بس موقفه مايع، محاولش يبعدهم عن الحرام، عشان كده كل اللي عندهم لازم يروح، ويرجعوا شحاتين تاني، يعني انتقام وكمان تطهير من الحرام، ومتخافيش على يونس، بعد كده هشغله معايا، بس لازم الأول ينضف من الحرام، وانتي لو هتكملي حياتك معاه ساعديني
غنوه: حاضر، أنا هنجلك كل حاجه من على اللاب توب بتاعه على الفلاشه، بس هبعتهالك كيف؟
وجيه: اديها لعفاف، وهي هتعرف توصلهالي، وبلغي دياب ميعرفهمش إن الأرض والبيت باسمه إلا لما أرجع ونقعد نظبط كل حاجه، ولو انتي محتاجه أي حاجه إياكي تتكسفي، انتي أختي، كلميني على طول أحولك أي مبلغ تحتاجيه، اتفقنا؟
غنوه: حاضر، تسلم من كل شر يارب
(ليغلق وجيه الهاتف مع غنوه)
وهنا تستيقظ فريده
غنوه: عامله ايه دلوك؟
فريده: الحمدلله
غنوه: لازم تتصلي بدياب عشان ياجي يعيش هنيه معاكي، زي ما محمد أخوي طلب منينا لحد ما يظهر هو، ومتخافيش، انتي ودياب هتعيشوا كيف الإخوات بالظبط
فريده: حاضر، هاتصل بيه واخليه ياجي بس أخاف من أبوي وخواتي
غنوة: متخافيش، حد هنا فاضي لحد؟
(وتتصل غنوه بدياب)
غنوه: يلا، تعالي بجى، أنا جولت لفريده وهي موافقة تكون جارها لغيت ما الغالي ياجي
دياب: حاضر، اديني جاي، ولا أجولك خليها بكره لما نشوفو المحروج ديتي هيعمل إيه ف النيابة؟
غنوه: ماشي يا خيي، براحتك
__________________________________________
ويمر الليل، وفي الصباح يصحو كل من في منزل يعقوب
يونس: أنا معارفش راسي تجيله جوي
(وعيسى وكل أهل الدار كذلك)
انعام: حلال فيكم، بكره كلكم تبجو تحت رجلي
يونس: الحج، اتسبح عشان أروح النيابة لممدوح
(لينزل يونس بعد نصف ساعة ويجدهم جالسين ف الدور الأرضي)
يونس: حد فيكم جاي معايا النيابة لممدوح؟
عيسى: والله يا خيي، أنا راسي تجيله جوي وهطلع أنام
يونس: أبوك فينه أومال؟
انعام: لابد فوج جار السنيورة
يونس: باسف، هتصل أنا بالمحامي ونروحو نشوفو فيه إيه
(وبالفعل يذهب يونس في طريقه إلى النيابة ويتصل بالمحامي)
المحامي: أنا هنا من بدري، وداخلين اهو على وكيل النيابة
يونس:معلش يا متر، راحت عليا نومه
المحامي: مش مهم، أنا هجفل معاك بجى عشان داخلين اهو
(ويغلق يونس الهاتف مع المحامي ويتصل بغنوه)
يونس: معلش يا غنوه، مشيت من غير ما أصبح عليكي، عشان رايح النيابة لممدوح
غنوه: الله يكون ف عونك
يونس: ادعيلي يا غنوه، محتاج دعاكي ومحتاجك جاري
غنوه: ما أنا جارك اهو
غنوه: صوح، دياب هياجي يعيش معانا هنا ف البيت، فريده عاوزه كده
يونس: بصي، أنا مافيش فيا مخ دلوك، اعملي اللي شايفاه صوح
غنوه: حاضر
يونس: أنا وصلت خلاص
غنوه: ابقى طمني طيب
يونس: حاضر
أما ف النيابة
(يأمر وكيل النيابة بالإفراج عن ممدوح بضمان محل سكنه، لعدم كفاية الأدلة، ولحين وصول تقرير الطب الشرعي)
وهنا يتصل المحامي بيونس
المحامي: ألف مبروك، براءة لعدم كفاية الأدلة، ولحين وصول تقرير الطب الشرعي
يونس: معني إيه أنه يخرج بضمان محل سكنه؟
المحامي: ديه ف حد ذاتها براءة، بس في مشكلة هنا، ممدوح لازم يخرج من القسم، مالم يكن عليه أي قضايا أخرى
يونس: وايه المشكلة؟
المحامي: الظابط هيعند معانا ويقرفنا ويقولك "اكشف عليه"
يونس: طب، والحل؟ أنا علي العموم تحت
المحامي: أنا هروح معاه القسم، ولو الظابط إسلام مخرجهوش هكلملك انت تبعت تلغرافات
يونس: ازاي يعني؟
المحامي: هتروح أي مكتب بريد وتبعت تلغرافات للنائب العام أن الظابط متعند معانا ومش عاوز يخرج أخوك، بس احنا مش هنسبق الأحداث، نصبر، يمكن ربنا يهديه علينا
أما ف القسم
(يتصل الظابط إسلام بوجيه)
إسلام: الواد اللي اسمه ممدوح خرج من النيابة وجاي علي هنا، تحب أحجهزهولك يا باشا؟
وجيه: لا خليه يروح، ديه كانت قرصة ودن
إسلام: فين ياعم القضية اللي قولتلي هترفع اسمي ف الجهاز؟
وجيه: اصبر على رزقك، ده أنا هبعتلك قضية هتبقى قضية العمر بالنسبه لك
إسلام: ماشي يا صاحبي
(ويغلق وجيه الهاتف مع الظابط، ليتصل بعزام)
وجيه: عزام، عاوز الراجل تاجر السم ده يعرف بأي طريقه أن ممدوح اعترف عليه، وأنهم سابوه عشان يوقعه ف الخيه
عزام: علم يا باشا
وجيه: الحق بسرعه وكلمني فرحني قبل ما أسافر
(ويغلق عزام الهاتف مع وجيه، ويخرج خط آخر من جيبه، ويتصل برئيس العصابة ويغير صوته)
عزام: الحج جاعود، أنا فاعل خير، ممدوح الهلالي اعترف عليك، وسابوه عشان يوجعك ف الخيه، ولو مش مصدجني، هو رايح على القسم وهيخرج من هناك
جاعود: مين انت؟
عزام: أنا فاعل خير
(ليغلق عزام الهاتف ويخرج الشريحة ويكسرها، ثم يعاود الاتصال بوجيه)
عزام: تمام ياريس
وجيه: أوك
(ويغلق وجيه الهاتف مع عزام ويتصل بإسلام)
وجيه: حاول تعطله شويه لغيت ما اتصل بيك وأقولك خرجه
إسلام: أوامر يا باشا
(ثم يتصل وجيه بعزام من جديد)
وجيه: خلي حد من رجالتك يراقب الدنيا، عشان أول ما يوصل حد من رجاله تاجر السم تبلغني على طول
عزام: باشا، احنا دخلنا مخازن المخدرات، واخدنا المخدرات وحرقناها كلها ف مكان بعيد عشان محدش يتاذي، زي محضرتك قولت
وجيه: تمام، عاوزك تظبط الرجاله بزياده، وأي حاجه تحتاجها كلمني على طول، أنا هشغل خطي ده وأنا ف الصين
عزام: والله خيرك مغرجنا يا بيه
وجيه: عشت يا أبو الرجوله
__________________________________________
أما في منزل يعقوب
خيرية: إيه يا عجوبتي، هنجعدو طول اليوم هنا ف الشجة؟ أنا زهجانه
يعقوب: يخرج بس ممدوح، وأخرجك على طول يا خوختي
خوخة: يخرج بالسلامة
وعند دهبية
(تغلق الباب عليها بالمفتاح، وتتصل بجاعود)
دهبية: إيه يا جاعود، انت خدت البضاعة من المخازن؟ الرجالة كلموني وجالولي إن فيه رجالة كتفوهم وضربوهم وخدو البضاعة كلها، احنا فينا من كده برضك يا جاعود؟ لينا سنين شغالين مع بعضينا عمرها ما حصلت دي
جاعود: ما تسألي جوزك، أنا معرفش حاجة عن الحديت ديه واصل
دهبية: جوزي؟ جوزي اتجوز عليا واحدة شحاته، لجاجة بتاعت بيوت، نسي نفسه؟ ده حتى ممدوح ولده مسألش عليه وهو محبوس
جاعود: البركة فيكي يا معلمة، لكن كيف اتجرأ واتجوز عليكي؟ وكمان انتي وافقتي؟
دهبية: أصل بنت المحروج دي عارفة بموضوع الكتل بتاع خيي، معرفاش مين جالها
جاعود: عشان كده انتي سكتي؟
دهبية: كنت هعمل إيه يعني؟ أسيبها تحبسني؟
جاعود: أمال بجى لو عرفو السر الكبير؟
دهبية: أوعاك والله لأكتلك فيها
جاعود: وأنا مالي، أنا بس بجولك
دهبية: شوف بس موضوع البضاعة الأول يا جاعود، وبعدين نشوفو هنعملو إيه
جاعود: ماشي، اجفلي انتي دلوك
(يغلق جاعود الهاتف مع دهبية، ويتصل بأحد رجاله)
جاعود: رعد؟
رعد: نعم يا بيه، أفندم؟
جاعود: عاوزك تاخد الرجالة وتستني جدام الجسم، وأول ما ممدوح الهلالي يخرج، عاوزكم تضربوه بالعربية، عشان مينفعش طبله وطار، فاهمني يا رعد؟ مينفعش راجل من أصله
رعد: أوامرك يا جاعود بيه
(يغلق جاعود الهاتف مع رعد، ويحدث نفسه):
والله لأدمرك يا دهبية، انتي وعيالك، معادا الغالي ولد الغالي