رواية غرام في قلب الصعيد الفصل الثلاثون 30 بقلم اسماعيل موسي
#غرام_فى_قلب_الصعيد
٣٠
سيب العكاز من ايدك يا صقر، نزعت سادين العصا من يد صقر بقوة وهى تهمس وه عاد !!
ابتسم صقر، مكنتش اعرف انك قويه للدرجه دى
_واقدر اهزمك بدراعى كمان يا صقر، تحب تجرب؟
ازال صقر العرق من على وجهه، وهمس نجرب
احضرت سادين طاوله واطئه ومدت يدها عليها وقالت بنبره ثابته تعالى
جلس صقر وشمر كم جلبابه ومد يده ثم قبض على راحة يد سادين
هوريك يا ولد عمى تركها صقر تجذب يده وتميلها، كانت قبضتها قويه فعلا
العب يا صقر متقفش كده من غير حركه ؟
اسقط صقر يد سادين على الطاوله وهو يبتسم
العب تانى يا صقر لازم افوز عليك
همس صقر مش هلعب ببلاش
تقصد ايه يا صقر؟
اقصد ان كل هزيمه هيكون لى طلب ينفذ بلا جدال
مع كل هزيمه هشوف حته منك
واه عاد يا صقر ؟
مالك خايفه؟
مش خايفه ولا حاجه، انا لى قلب يفوت فى الحديد
طيب يلا مدى ايدك
متخليش ثقتك تعمى عنيك يا ولد عمى
هزم صقر سادين فى اول جوله ورمقها وهو يبتسم وهو تتخلى عن نقابها ، كانت المره الأولى التى يرى فيها شعرها الأسود بوضوح، شعر ناعم مثل الحرير
مره اخرى هزمها صقر
توترت سادين وهى تنزع عبايتها
ولما عرض عليها صقر ان تستمر همست خليها لليل
انا عندى مشوار مهم
طيب اوعدينى نكمل لعب بعد ما ترجعى
همست سادين اوعدك
قال صقر بنبره أمره من حيث انتهينا
حاضر يا صقر من حيث ما انتهينا، بس انا بحذرك لما ارجع هتلاقى واحده تانيه، صلبه مثل جذع الشجره
ثم همست بخوف
إلى جاى هيكون أصعب، فرغلى مش هيسكت
ولا انا كمان يا سادين، وقت السكات عدى من زمان ومن دلقوتى الآهانه هتترد باهانه
انا مش خايفه عليك من قوة فرغلى، متفهمنيش غلط انا خايفه عليك من الغدر
ثم ضغطت على يد صقر فجأه جعلتها تلمس الأرض
، دا إلى خايفه انه يحصل يا صقر
إنك تتاخد فجأه
همس صقر انتى ضحكتى عليه يا سادين
صوبت سادين نظره صارمه على وجه صقر
اوعدنى انك تفضل صاحى على طول وعنيك وسط راسك يا ولد عمى
حاضر يا سادين
صمتت سادين
وصمت صقر
ايه مش هنام؟ احنا جايين من سفر طويل
انا جهزتلك اوضتك يا صقر تقدر تنام فى اى وقت
غرفتى؟ يعنى ايه؟ هتنامى فى مكان وانام فى مكان؟
الناس تقول علينا ايه
هنام فى واضتك حاضر، هروح المشوار دا وارجع
وقبل ان تصل الباب استدارت وخاطبت صقر
اقلع انا هزمتك
___________
مرت سادين على البيت الكبير تسلم على جدتها وواالدتها، الأصول بتقول كده
لكن جدتها قابلتها بوش متغير ووالدتها رفضت تشوفها
تركت سادين البيت الكبير وقابلت عوض العلاف
عايزاك تراقب فرغلى وعينك متترفعش عنه، بعد إلى حصل ممكن فرغلى يعمل اى حاجه مجنونه
متقلقيش يا سادين هراقبة زى ضله، انا بحب صقر بيه وبعتبره ذى اخويا
لكن مش هعرض نفسى للخطر يا سادين ان راجل من غير عيله ومفيش حد هيدافع عنى لكن انتو ما شاء الله
ماشى يا عم عوض لو لاحظت حاجه غريبه تعالى قولى على طول
انصرفت سادين وتركت عوض مع أفكاره، تقول عم عوض وانا يدوبك أكبرها بعشرة سنين؟
والدها يصرخ طول النهار يا واد يا عوض يا زفت يا عوض وجدها يمنحنى المهمات القذره
انهم لا يفرقون بينى وبين البهائم التى اعلفها ويعتبرونى بهيمه زايده والان يسعون نحو خدماتى القذره أيضآ
لماذا يقوم عوض بالتجسس على فرغلى؟
أليس عوض انسان لديه شرف ايضآ فما بالهم يربطون بين علافتى للبهائم وبين شخصيتى الحقيقيه؟
يقولون يخدم البهائم ويعتقدون اننى حيوان، كلب ارمى له عظمه واركله حيث تحب
اجل اطرده متى أحببت وقربه منك متى أحببت وعلى كل حال سيأتيك راكضا، نعم انا كلب
ان الكلب فى هذة الحياه يمثل علاقة الحب من طرف واحد
حينما يكون الشخص مضطر لتقبل اقل شيء ومهما رفض او تعامل بسوء يأتى راكضا بعد اول تلويحه
ثم مر عوض بين البهائم التى يرعاها، انه يخدمها من ايام كان طفل عندما قتل والديه بالخطاء فى ثائر بين عائلتين كبيرتين
ثم أخذه عبد الكريم ليخدمه من وقتها وهو يعيش مع البقر والجواميس وينام قربها، انهم حتى لم يفكرو فى منحه غرفه يسكن فيها، اطلق عوض تنهيدة وجع طويله، انا شخص غير مهم على الإطلاق ولن يتذكرنى احد اذا مت ولا اعتبر كائن بشرى
وتذكر عندما هم ان يخطب ابنة على الفاعل والتى رفضته لانه علاف يخدم البهائم
رغم ان والدها يشتغل عامل باليوميه فى أرض الناس من طلوع الشمس لغروبها
الملابس والوظائف والعائله، ارتقى على قدر وظيفتك فى هذه البلد الملعونه أرى خلق لا تستنضف ان ترتديهم حذاء يتحكمون فى أرزاق العباد، سفهاء ومنافقين وأولاد ذوات
ياواد يا عوض مالك كده قاعد زى هباب البرك وسايب البهائم بتعيط؟ تكونش بتفكر
فز قوم ازقيهم ميه ولا ارميلهم شويت برسيم
وانت واحد منهم همس عوضى فى سره وهو ينهض باصقا نظره على عبد التواب
جبان وخائن وقذر ولا أحد يعرف حقيقتك سواى، مرتدى جلبباب صوف وكبير عيله
هزمك فرغلى مرتين والقاك فى الترعه لو كنت شخص له كرامه لقتلت نفسك او جلست فى بيتك مثل الحريم
وزع عوض حزم البرسيم على الجاموس ورمى العلف فى المخاول
كان عبد التواب لا زال واقفا، انت مالك ياوله كده مش عاجبنى؟ بقالك كام يوم مش على بعضك
مفيش عبد التواب ، تعبان شويه
عبد التواب بيه يا كلب، صرخ عبد التواب بعصبيه، تكونش فاكر ان ايام زمان هتعود؟
عبد الكريم مات وانا سيدك دلوقتى والله وبالله لو ما احترمت نفسك لاربطك فى النخله واجلدك بالسوط إلى بضرب بيه خيل الكبرته
حيلك، حيلك يا عبد التواب بيه، يا راجل بقا كده؟ دا انا عاشرتك اكتر من أهلى وخدمتك وخدمت عائلتك اكتر من خمسه وعشرين سنه وبعتبر نفسى واحد من البيت تعمل فيه كده؟
صرخ عبد التواب واحد من ايه يا ابن الصرمه؟
امشى انجر شيل السبخ من تحت البهايم، يلا يا وله قال ايه واحد من العيله جاتك القرف
والله لاقعدلك هنا يا عوض بيه، ارتدى عوض قفازيه وراح يلم روث البهائم وعينى عبد التواب تراقبه
كان جلبابه قذر ورائحة العغونه تفوح منه وروحه تهيم فى واد اخر
شوفت إلى حصل لفرغلى يا عبد التواب بيه؟
ماله فرغلى يا زفت؟
هزمه صقر ثم جذ عوض العلاف على أسنانه واردف ثم القاه فى الترعه
يعرف عوض ان الذكريات لا تموت مهما حاولنا دفنها
انسان لا تستطيع أن تواجهه احفر فى ذكرياته عميقآ ستجد حتمآ ما يؤرقه ويؤذيه، هناك حيث توجد أبواب الخذلان والخيانات يكفى ان تفتح باب
وانت مالك بشؤون الاكابر يا وله؟ خليك فى حالك واشتغل من سكات
شعر عبد التواب بالضيق فى صدره، هذا الكلب ذكره بالماضى القريب، حيث القاه فرغلى فى الترعه امام كل الناس
لو كان هو من هزم فرغلى لكان زمانه كبير البلد بلا منازع
الأن وقد هزم صقر فرغلى لابد أن يفكر فى خطه أخرى
لن يترك شيء للصدف
غادر عبد التواب حوش البهائم وأغلق الباب خلفه
القى عوض العلاف المقطف على الأرض بعصبيه
بقا انا تقولى ما شأنك بالاكابر؟
ماشى يا عبد التواب، ماشى، ثم سحب العصا التى يضرب بها البهائم وراح يضرب فلق نخل مزروع فى الأرض، ضربه حتى تعب
ثم خرج من الباب الخلفي ناحيت بيوت عائلة اولاد صقر
حيث الزرعه القبليه وكان فرغلى لحظتها خارجا من داره
مرتدى جلباب نظيف ولاسة حمراء فوق كتفه، مشى فرغلى ناحيت الحقول وعيون فتحيه بنت عمه ترمقه بلهفه من الشرفه،بنت زى القمر وفرغلى لا يعيرها اى اهتمام
تأمل عوض فتحيه وهو يبرم شاربه كان لها وجه مدور مثل البدر فى تمامه وعيون واسعه كعيون الخيل، يمنح عوض نفسه حق تأمل البشر الذين يعرف انه لن يصل اليهم الا فى الأحلام
همس عوض فى سره بنت مليحه بس يا خساره واقعة فى الحب
وعندما تقع فتاه فى الحب تكون حكايتها انتهت
والشمس كانت مائله نحو الغروب من بعيد تتسحب خلف أشجار النخيل والصفصاف وتكسو الزرع بلون الذهب
عبر فرغلى حقل وأخر قبل ان يمشى فى فحيرة نحو النهر
تأفف عوض وهمس هو الزفت دا راح يعمل ايه عند النهر دلوقتى؟ هى ناقصه قرف؟
وعند النهار اظلمت الدنيا وكانت هناك قوارب راسيه على الشاطيء عند شجرة الخروع
لمح عوض المعلم يوسف كبير المطاريد ورجاله المسلحين
يعرف عوض ان علاقة فرغلى مع المطاريد علاقه قويه ثابته مثل جذوع النخل لكنه شعر بشيء مريب
شيء عليه معرفته، تسحب بين سنابل القمح حتى وصل قربهم
كانو يتحدثون عن عائلة عبد الكريم، عن عبد التواب وسعيد
ثم جاء ذكر صقر
والعركه المنتظره بينه وبين فرغلى، سيكون المطاريد حاضرين مختفين بين الحقول، اذا انتصر صقر سوف يقتلونه بلا تردد، فرغلى غير مستعد لخسارة سادين وقد سمع همسات تقول انها لازالت عذراء لم تمس مثل جمر النخل العالى، جوهرة تنين فى قصه خياليه
سمكه تسبح فى العمق بعيد عن شباك الصياد
ان سادين لى ولكم المال، بعد أن اتخلص من صقر سأضع عائلة عبد الكريم فى جيبى