اسكريبت الصدمة يتبعها التعافي (كامل) بقلم هاجر نورالدين
_ بس عارف أنا كنت متوقعة آي حاجة من آي حد إلا إنت!
بصلي بإستفهام وهو بيقول بعدم فهم:
= قصدك إي مش فاهم؟
ضحمت بسخرية وقولت بهدوء:
_ قصدي إن كل حاجة بانت يا أدهم مش لازم تكدب عليا أكتر من كدا، تخيل كل كدبك بان!
كمل تمثيل عليا وهو بيقول ببرائة وعدم فهم مُصتنعين:
= كدب إي يا إسراء، في إي مش فاهم كدبت عليكِ في إي؟
إتنهدت وأنا بحاول دموعي متنزلش وقولت:
_ إنت متجوز عليا يا أدهم من إمتى؟
قام وقِف بصدمة وقال بتوتر وإنكار:
= متجوز إي يا إسراء، لأ طبعًا مش متجوز.
إتكلمت بنبرة باين فيها الحزن اللي مش قادرة أخبيه وقولت:
_ مش بسألك أنا خلاص إتأكدت من الموضوع دا، أنا بسألك متجوز بقالك قد إي عشان تجيب طفل يا أدهم؟
فضل باصص للأرض شوية بتوتر وتردد وبعدين قال بتساؤل:
= إنتِ مين اللي قالك الكلام دا يا إسراء، هاتيهولي وأنا هكدبهُ قدامك لكن أنا أتجوز عليكِ إزاي يعني؟
فتحت موبايلي اللي كان في إيدي ووريتهُ صورهُ مع مراتهُ وبنتهُ وصور كتير في مناسبات أكتر، إتوتر زيادة وهو بيمسح على وشهُ وأنا إتكلمت بهدوء مليان خيبة أمل:
_ حتى لو كان اللي قالي مراتك وبنتك نفسهم، هتكدبهم كمان؟
فواتير الغاز والمياه والكهربا والشقة اللي بإسمك وعقد جوازك إنت وهي، كل دا كدب وإنت اللي صادق!
إتكلم بعد ما لقى إن خلاص مفيش فايدة في محاولات كدبهُ اللي إتكشف وقال:
= بصراحة يا إسراء أيوا إتجوزت بقالي 4 سنين.
ضحكت بسخرية وفي الوقت دا مقدرتش أمسك دموعي وقولت:
_ بصراحة!
بعد 4 سنين لسة فاكر كلمة صراحة، إنت متعرفش غير الكدب والتمثيل ياجدع دا إنت معيشني فيهم بقالي 4 سنين ولا أجدعها ممثل قدير.
كانت دموعي بتنزل زعل وقهرة على سنيني وكل الحب اللي إديتهولهُ وطلع ميستاهلش، هو كل اللي عليه بيحاول يهديني وأنا بعدت عنهُ لحد ما قال بتبرير غير مُبرر بالنسبالي:
= حقك عليا يا إسراء أنا مكنتش عايزك تعرفي عشان مخسركيش والله وعشان بحبك، لكن أنا كان نفسي أخلف يا إسراء إنتِ عارفة.
رديت عليه بعصبية وإنفعال وقولت:
_ ما أنا ياما قولتلك روح إتجوز يا أدهم، وإنت كل اللي عليك لأ وأنا بحبك ومش عايز غيرك ومش عارف إي، كنت بقولك بكل رضايا ليه تعمل كدا من ورايا وتكسرني بالشكل دا وتحسسني بالنقص!
رد عليا بمنتهى البساطة بالنسبالهُ وقال:
= ما إنتِ قولتيلي إنك هتسيبيني وأنا أروح أتجوز غيرك عشان أخلف، وأنا مكنتش عايز أسيبك عشان بحبك.
إتكلمت بسخرية ووجع وقولت:
_ لا والله!
إنت بني آدم طماع وطمعك دا هو اللي هيخسرك كل حاجة، أنا حرة أقبل إني أعيش معاك على ضُرة ولا لأ، أنا شايفة إني مش هقدر أستحمل دا ليه بتحطني قدام الأمر الواقع وتخبي عني ومفكر إني كدا هبقى كويسة إنت كدا خليت شكلي أنا ومراتك وبنتك وحش جدًا.
حاول يحِل الموضوع وقال بتوتر:
= طيب خلاص كل حاجة إتعرفت وبانت خلاص بقى خلينا مع بعض كلنا وبنتي غادة هتحبيها أوي، سميتها غادة زي ما كنتِ حابة لو كنا جبنا بنت.
إتكلمت بإحباط كبير وتعب أكبر من الصدمة وقولت:
_ إنت مقتنع باللي بتقولهُ دا!
مع الأسف يعني هقولك مستحيل وحتى لما حطيتني قدام الأمر الواقع أنا موافقتش وإنت خربت كل الطُرق الي ممكن تكون بيننا يا أدهم، دلوقتي أنا همشي وورقة طلاقي توصلي على بيت أهلي وبعد كدا لا بيننا كلام ولا سلام ربنا حتى.
كان جاي يتكلم معايا ويحاول يوقفني بس أنا رفضت رفض قاطع وقولت بحِدة وسط دموعي اللي مش قادرة أسيطر عليها:
_ قولتلك خلاص، ولا آي كلمة تنطقها وتوجهها ليا، كل الكلام بيننا إنتهى متحاولش.
سيبتهُ واقف بعدها في صدمتهُ وخدت شُنطي اللي كنت محضراها قبل ما ييجي عشان كنت مقررة الرحيل خلاص ومشيت.
مشيت وأنا طول الطريق في العربية بمسح دموعي بس وأنا بفتكر مراتهُ التانية اللي جاتلي لحد بيتي وخبطت عليا ومعاها بنتهُ.
بدأت كلامها وهي بتقول إنها متجوزة أدهم جواز شرعي من 5 سنين يعني بعد جواونا بـ سنة بالظبط وكمان خلف منها بنت وكان كل دا في السر عشان أنا معرفش وأسيبهُ ودا كان شرطهُ عليها وهي وافقت عشان بتحبهُ من زمان وإكتفت إن الأهل بس اللي عارفين والموضوع كان بسيط.
ولكن عشان بنتهم اللي دلوقتي دخلت الحضانة وعايزة باباها معاها ويجيبها ويوديها زي باقي الأطفال وتمشي معاه في الشارع وهي حامل للمرة التانية ومش عايزة مستقبل عيالها كلهُ يبقى بالطريقة دي جاتلي عشان تقنعني بجوازهم عشان هو يخليه في العلن.
طبعًا مصدقتهاش ولكن لما وريتني قسيمة الجوان والفواتير وكل العقود اللي معاها اللي بتثبت إنهُ متجوزها فعلًا بشهادة ميلاد بنتهُ وصورهم خلاني صدقت، والأكتر إنها عارفة مواعيدهُ وبيحب إس وبيكره إي.
أه مكانش بيبات برا البيت ولكن مفهمني إنهُ شغال ورديتين عشان يعدي اليوم بتاعهُ ويعمل مستقبل، وصادف كذا مرة إتصلت بيه في الشغل في الوردية التانية وقالولي إنهُ مجاش أو مِشي وهو يقولي تلاقيهم مش مركزين معايا بعد كدا رني عليا.
ولكن كل الكدب بان بعد 5 سنين بحالهم، أنا معنديش مشكلة في الخلفة ولا هو كمان ولكن كل دا كان تأخير من ربنا، ولكن لسخرية القدر أنا إكتشفت إني حامل قبل الموضوع دا بيوم وكنت بخطط إزاي هقولهُ وكنت هقولهُ النهاردا لما يرجع من الشغل.
ولكن للأسف كل دا محصلش وحصل الأسوء واللي مكانش في البال أبدًا، وصلت بعد شوية وقت لـ بيت أهلي ودخلت قفلت باب الأوضة عليا بعد ما قولتلهم إني إنفصلت عنهُ بدون تفاصيل كتير.
كنت طول الوقت وأنا في الأوضة بعيط بس وعياط هستيري وأنا زعلانة على نفسي ومش قادرة أستوعب، فضلت على حالي دا ومش باكل لمدة 3 أيام كان بيحاول فيهم لحد ما فضلت مصممة على الطلاق ووصلتلي ورقة طلاقي بعد ما أهلي ضغطوا عليه عشان شايفين حالتي.
ولكن بسبب كل دا إنهارت وفقدت الوعيّ وكنت بنزف، ولما وصلت المستشفى وبعد وقت طويل في العمليات فوقت، وأول حاجة قولتها لماما اللي كانت قاعدة قدامي بتعيط:
_ ماما معدتي وجعاني جدًا، تعبانة أوي.
إتكلمت ماما وسط عياطها وقالت:
= حبيبتي دا قضاء ربنا وقدرهُ.
فهمت وقتها إن الطفل نزل، كنت بعيط بحُرقة حقيقية وأنا مش عارفة دا في صالح الطفل ولا العكس، بس كل اللي بيعملهُ ربنا خير وأن الطفل دا مكانش هيبقى سعيد في حياتهُ برغم إني كنت بتمناه من الدنيا طول السنين دي كلها.
عدا على الحادثة دي سنة وشوية وأنا كنت تعافيت جُزئيًا وشوفت شغلي اللي بينسيني حاجات كتير وبيشغلني وكمان نجحت فيه جدًا، قابلتهُ صدفة في الطريق وأنا راجعة وكنت هكمل طريقي لولا إنهُ وقفني كذا مرة ورا بعض فـ وقفت وقولت بعصبية:
_ أفندم في حاجة يا أخ؟
إتكلم هو بنبرة حزن وقال:
= أخ!
وحشتيني يا إسراء.
رفعت حاجبي بإستنكار وقولت بسخرية وإبتسامة خفيفة:
_ إنت مين أصلًا، أنا معرفكش؟
بصلي بدهشة وصدمة وقال:
= متعرفينيش يا إسراء!
أنا أدهم حبيبك وجوزك، أنا مراتي التانية سابتني وغضبت من بعد ما إتخانقت معاها بسبب إنها عرفتك وخدت معاها بنتي وإبني اللي بشوفهم في الزيارات بس، مبقاش ليا حد وإنتِ وحشتيني، هي مش فارقة معايا على قدك إنتِ.
إبتسمت بسخرية وقولت:
_ هتصدقني لو قولتلك مش فاكرة كنت بحبك إزاي لإن فعلًا مبقاش في آي مشاعر جوايا ناحيتك الحمدلله ربنا عفاني، وكل اللي إنت فيه دا نتيجة طمعك وأنانيتك، أنا الحمدلله ربنا حطني في فترة إبتلاء ودلوقتي الدنيا معايا كويسة والحمدلله إتعافيت وبقيت شخصية ناجحة وقادرة تعيش حياتها ومسيري هلاقي اللي يحبني بجد وميكدبش عليا أبدًا، لكن إنت.. الله يصلح حالك يا أدهم، عن إذنك وياريت متعترضش طريقي من تاني.
سيبتهُ في حيرتهُ وحزنهُ واقف ومشيت، للحقيقة فعلًا عدت عليا فترة من أسوء فترات حياتي بعد ما سيبتهُ ولكن دلوقتي أنا الحمدلله عايشة ومبسوطة ومش ناقصني حاجة ومش متعقدة ولا رافضة فكرة الجواز.
بالعكس تمامًا أنا بس مأجلة كل دا لحد ما أحس إني تعافيت بشكل نهائي ومش هظلم حد معايا سواء في مشاعر أو تفكير أو آي شيء.
#هاجر_نورالدين
#الصدمة_يتبعها_التعافي
#تمت