اسكريبت الامل الخاص بيا (كامل) بقلم هاجر نورالدين
_حاسة إن الكون كلهُ ضدي، حتى معنديش أمل في حياتي.
إتكلمت صاحبتي اللي قاعدة جنبي وهي بتاكل شيبسي وبصالي بـِ ملل:
=أه وبعدين، يطلع شكلهُ إي الأمل دا؟
بصيتلها بـِ حماس وقولت:
_عايزاه قمحاوي كدا وطويل ويبقى شعرهُ كيرلي، ويااه بقى لو تبقى عيونهُ رمادي.
بصت صاحبتي للسما وقالت بنفاذ صبر:
=يارب الصبر من عندك، إنتِ كل يوم بِمواصفات شكل!
إتكلمت بإنفعال وقولت:
_ما أنا كل مرة مش بتيجي المواصفات اللي بحددها فـَ بغيرها يمكن اللي طلبتهُ الأول صعب!
إتكلمت صاحبتي بإنفعال هي كمان وقالت:
=ما إنتِ اللي عايزة حد كامل مُكمل ومفيش حد كامل أصلًا فـَ مش هتلاقي.
ضحِكت وقولتلها:
_وحياتك ولا حتى في حشرة بتبُصلي، وبعدين سيبيني أحلم يا ستي مش جايز الحلم في يوم يتحقق؟
كملت أكل في الشيبسي وقالت من غير إهتمام:
=إحلمي هي الأحلام بفلوس.
قومت من مكاني وقولت وأنا بقومها من مكانها:
_أيوا فعلًا مش بفلوس، روَحي بيتك يلا يا حبيبتي كُلي الشيبسي هناك وسيبيني أنا أحلم هنا.
إتكلمت صاحبتي بتمثل الصدمة وقالت:
=إخص عليكِ، بتطردي صاحبتك عشان تفكري في الأمل بتاعك وهو مش موجود، أومال لما ييجي هتعملي فيا إي؟
طلعتها برا الباب وقولت وأنا ببتسم إبتيامة شريرة:
_خليها مفاجأة.
بعد ما مشيت دخلت وطفيت نور الشقة عشان أنام، معداش خمس دقايق والشقة كلها ضلمة سمعت أصوات جاية من الشقة اللي جنبي، الموضوع كان هيبقى عادي لولا إنها كانت أصوات رعب، فضلت أبُص حواليا بخوف وعايزة أقوم عشان أنور النور بس خايفة أتحرك من مكاني ليجري ورايا عفريت ولا حاجة.
شديت البطانية عليا وخليت عيني اللي بتراقب المكان حواليا بحذر هي اللي بتتحرك بس، لحد ما إتشجعت وقومت بسرعة من مكاني وأنا بجري للزُرار بتاع النور لحد ما نورت الشقة وبقيت شايفة كل حاجة والحمدلله مفيش حاجة.
حطيت إيدي على قلبي اللي بينبض بسرعة شديدة وخدت نفسي وبعدين رفعت عيني بغضب وخرجت برا الشقة عشان أشوف الحيوان اللي عمل كدا، إحنا 3 شُقق في الدور وكنت سامعة الأصوات لسة خارجة من الشقة اللي جنبي.
وقفت ثواني وأنا بفتكر إن الشقة مكنش حد ساكن فيها أصلًا، فضلت واقفة بخوف وتردد، مش يمكن الأصوات دي حقيقية لإن الشقة بقالها كتير محدش سكن فيها فـَ إتلبست وسكنها الجن والعفاريت!
كنت همشي تاني للشقة بتاعتي بخوف وأقفل عليا بس وقفني جارتي اللي ساكنة في الشبة التالتة معانا في الدور، فتحت الباب بتاعها وأنا إتفزعت لإنها طلعت فجأة، إتكلمت بغضب وقالت:
_هو الحلوف دا مش ملاحظ إننا بالليل ومشغل أغاني مرعبة العيال مش عارفة تنام.
كلامها شجعني إن أروح أخبط عليه بعد ما إتأكدت إنهُ شخص عادي، خبطت على الباب بغضب لحد ما فتحلي و...
____________________________________________
_وبعدين يا خالتو، البنت دي ضربتهُ صح؟
إبتسمت بسذاجة وقولت:
=لأ وقعِت..بس في حبهُ.
ضم بين حاجبيه بإعتراض طفولي وقال:
_دا إزاي؟
سرحت بهيام وقولت وأنا مبتسمة:
=هكملك الحكاية دلوقتي.
______________________________________________
بعد ما فتح الباب فضلت بصالهُ بهيام وسرحان لإنهُ نفس الملامح اللي كنت بقول عليها من شوية، دا حلم صح؟
فضلت سرحانة وواقفة لحد ما فوقني صوت جارتي وهي بتزعق بعد ما زقتني من على الباب وقالت:
_وسعيلي كدا إنتِ لسة هتتنحي، إنت مش بتفهم يا جدع إنت، إي اللي إنت مشغلهُ دا في الليل العيال وراها مدارس الصبح وخايفين يناموا.
بصيتلها بغضب عشان سببين الأول إنها زقتني جامد ووجعت دراعي والتاني إنها بتزعقلهُ، إزاي تزعقلهُ يعني!
إتكلم هو بإبتسامة وذوق أحرجها وأحرجني وقال:
=حقكم عليا حقيقي، أنا عشان كنت عايش منعزل قبل كدا ومتعود على درجة الصوت دي لما باجي أشتغل لإني مصمم تأثيرات رعب، فـَ بعتذر منكم حقيقي ومش هتتكرر تاني.
إبتسمتلهُ وأنا كان نفسي أقولهُ "حقك إنت اللي عليا والله، لو عايز تحولني عفريتة بجد أنا موافقة"، لكن فصلتني جارتي لما قالت وهي ماشية:
_لما نشوف أخرتها مع الجيرة المهببة دي، واحد بيشغلي تأثيرات رعب بالليل والتانية هي وصاحبتها 24 ساعة خناق مع بعض ودوشة.
خلصت كلامها وبعدين دخلت الشقة بتاعتها، بصيت لـِ الشخص اللي واقف دا بإحراج وقولت:
=هي كدا على طول هتتعود عليها بس هي طيبة، على العموم ولا يهمك أنا بس خوفت من الأصوات لإن الشقة كانت ضلمة وكنت عارفة إن الشقة دي فاضية.
إبتسم وقال:
_أسف مرة تانية بجد.
إبتسمت وقولت وأنا قلبي بيدق بسرعة:
=ولا يهمك، عن إذنك.
دخلت البيت بسرعة قبل ما يسمع دقات قلبي وأنا بحاول أسيطر على نفسي، إتصلت بـِ جنة صاحبتي وأول ما ردت عليا صرخت في السماعة واللي خلاها تشتمني، إتكلمت بسعادة وحماس وأنا مستخبية تحت السرير من الصدمة:
_لقيتهُ، لقيتهُ يا جنة خلاص.
إتكلمت بتساؤل وقالت:
=هو مين دا؟
إتكلمت بسعادة بعد ما نمت على ضهري تحت السرير وكل دا وأنا مش واخدة بالي ومركزة فيه هو بس وقولت بإبتسامة واسعة:
_الأمل.
لقيت المكالمة قفلت في وشي بس مهتمتش وحطيت التليفون جنبي وغمضت عيني وأنا بفكر فيه وراحت عليا نومة، تاني يوم صحيت على خبط على باب الشقة فتحت عيني وأنا شايفة الدنيا ضلمة، كنت حاسة جسمي متكسر، جيت عشان أقوم خبطت في السرير ورجعت مكاني تاني، إتألمت جامد وفضلت ماسكة راسي لحد ما جمعت إني نايمة تحت السرير، طلعت بسرعة من تحت السرير وأنا جسمي كلهُ متكسر بِما فيهم راسي اللي جالها إرتجاج في المخ دي، فتحت الباب بغضب بس إتحول لإبتسامة واسعة وسعادة وبعدين قفلت الباب في وشهُ بسرعة أول ما إستوعبت شكلي، بصيت في المراية وحاولت أصلح آي حاجة وبعدين فتحتلهُ الباب ولقيتهُ واقف مُبتسم إبتسامة جميلة تشبهلهُ وفي إيديه طبق ملفوف بسلوفان، إبتسمت وقولت بتساؤل:
_دا إي؟
بص للطبق وبعدين بصلي بإحراج وإبتسامة وقال:
=دا نوع أكل مشهور في روسيا إتعملتهُ لما كنت عايش هناك، كنت بعملهُ وقولت أجيبلك منهُ بِما إني جار جديد وكدا فـَ برحب بيكِ بطريقة كويسة بدل اللي حصل إمبارح.
إبتسمت وخدتهُ منهُ وقولت:
_قولتلك ولا يهمك ومفيش داعي خالص، تسلم إيدك بجد.
إتكلم بإحراج وهو بيرجع شعرهُ لـِ ورا وقال:
=ممكن اسألِك سؤال شخصي شوية؟
إتكلمت بتساؤل وقولت:
_إتفضل.
قال بنفس الإحراج:
=إنتِ في حد في حياتك بآي شكل من الأشكال؟
قلبي دق بسرعة جدًا في اللحظة دي وأنا مش مصدقة اللي بسمعهُ، أنا في حلم من إمبارح صح، رديت عليه بتوتر وقولت:
_لأ.
لقيتهُ إبتسم وبعدين قال:
=تمام عن إذنك.
دخل شقتهُ وأنا كذلك وأنا مش مصدقة اللي حصل، والله يا بت يا حياة طلعتي إنتِ كمان متتسابيش وبتفضلي في العقل من أول مرة، كنت مبسوطة جدًا وبتمنى إن كل دا ميطلعش حلم، فضلت مخلية الطبق قدامي وأنا بصالهُ لفترة طويلة وبفكر أبروزهُ بجد، كنت باكل الأكلة الغريبة دي بإستمتاع وحبتها حتى لو طعمها ناقصهُ حاجات كتير، بس كان طعمها أحلى طعم دوقتهُ في حياتي مش محتاجة كلام يعني يا جماعة دي من الأمل، بعديها بيوم رجعتلهُ الطبق وهو فيه محشي كـَ نوع من أنواع ردّ الهدية بس هو تلكيك عشان أشوفهُ بصراحة، بعدين كترت المقابلات والكلام بيننا عشان آي حِجة لحد ما إتطورت علاقتنا وبقينا من جيران لـِ أصدقاء، نزلت في مرة عشان أشوفهُ بقلق لإنهُ كلمني وقالي إنهُ محتاجني ضروري جدًا في الكافيه اللي في الشارع جنب العمارة بتاعتنا، نزلت بسرعة وروحتلهُ شوفتهُ قاعد على طربيزة بعيد أول ما شافني قام وقف وإبتسم ومن غير مقدمات إتكلم وقال:
_تتجوزيني؟
بصيتلهُ بدهشة وصدمة ومعرفتش أرد، كرر كلمتهُ تاني بعد ما نزل على ركبتهُ وأنا كنت محرجة وببُص للناس اللي حوالينا، إتكلمت بإحراج وقولت بصوت واطي:
=قوم يا مهند من مكانك الناس بتتفرج علينا.
تجاهل جملتي وقال:
_مش هقوم غير لما توافقي، أنا بحبك وعايزك تتجوزيني.
إبتسمت على إعترافهُ الجميل ونظرتهُ وإبتسامتهُ وقولت بسرعة:
=ماشي موافقة بس قوم.
قام وهو مبسوط جدًا وبعدين قعدنا على الطربيزة وكملنا كلام وأنا محرجة وبسمع إعترافاتهُ اللي بتأثر قلبي، وقد إي أُعجب بيا من ساعة أول مرة شافني وحبني مع الوقت مرة في مرة، عدا إسبوع وإتخطبنا بعدها رسمي.
________________________________________
_بس كدا يا حبيب خالتو، وبعد سنتين إتجوزوا وعاشوا في تبات ونبات وحاليًا مستنيين نونو عشان يخلفوا صبيان وبنات.
بصلي بقر ف وقال بعدم تصديق:
=إي الحكاية الهبلة الفكسانة من زمان دي يا خالتو، إحنا في 2025!
بصيتلهُ بدهشة وقولت:
_فكسانة!
إتكلم وقال بعدم رضا وهو قايم:
=هو عشان أنا طفل يعني فـَ خلاص تحكيلي آي حاجة والمفروض إني أصدق، على فكرة أنا متابع، دا مين الحمار دا اللي هيحب واحدة من أول مرة وكمان التانية اللي قالت مواصفات وشافتها في واحد في نفس اليوم!
كنت لسة هرد عليه بس دخل مهند وقال بإبتسامة:
_يلا يا حبيبتي عشان نمشي؟
بصيت لإبن أختي بغضب وقولت:
=الحمار بنفسهُ قدامك أهو.
بصلي مهند بغضب وقال:
_نعم!
إستوعبت اللي قولتهُ وقومت بسرعة وأنا بحاول أصحح الموقف وقولت:
=لأ يا حبيبي كُننا بنتكلم في موضوع تاني ومخدتش بالي، يلا بينا إحنا.
مشيت معاه وأنا ببُص لإبن أختي عُديّ بغضب وتوعد وهو باصصلي بفم مفتوح من الدهشة وعدم التصديق.
#هاجر_نورالدين
#الأمل_الخاص_بيا
#تمت