رواية زهرة الفصل الثالث 3 بقلم مجهول
#قصة_زهرة_الجزء_الثالث
..... لم تكن هالة تريد الانفصال من زوجها خالد بسبب الوظيفة ولكنها تعبت من اهمال زوجها لها وتريد الخروج من هذا البيت بأي شكل لأن الغيرة على زوجها تكاد تقتلها بالإضافة لكل الأعمال الصعبة التي يكلفونها بها وخاصة بعد حمل ضرتها واثنتين من زوجات اخوته فاصبح عبء اعمال المنزل كله يقع على عاتقها وهي أساسا لا تحتاج إلى نقود فوالدها ثري جدا وهو دائما ما يعطيها من المال الكثير
لكنها كانت الطريقة الوحيدة لنجاتها من هذا الإحساس البشع وهو الوحدة وعدم الاهتمام حتى اهلها كانوا يعارضون قرارها كيف تترك زوجها وتعيش في اقصي الجمهورية من أجل وظيفة لا تحتاج إليها ولذلك
كانت أم هاله تصبرها بأن زوجها من حقه الزواج مرة أخري من أجل الإنجاب وانها يجب أن تتحمل لفترة وجيزة حتي تنجب ضرتها والاخريات وبعدها سترتاح حتى أن منال عرضت عليها أن ترسل لها واحدة من العمال لتساعدها في اعمال البيت ولكن هالة صممت على الانفصال وترك خالد
وعندما يأست من ان تجعله يتركها برضاه قررت أن تستفزه طوال الوقت وتفعل كل شئ يمكن أن يغضبه حتى يطلقها
وبالفعل نفذت خطتها وضغطت علي اعصابه بكل التصرفات المستفزة التي يكرهها حتى أخرجته عن شعوره بالفعل وفي لحظة غضب ألقي عليها يمين الطلاق وخرج تاركا المكان
لتجلس على الأرض لا تدري اتفرح بنجاح خطتها ام تحزن لفقد زوجها للأبد
بالرغم أنها كانت رغبتها إلا أنها شعرت بالحزن وانكسار القلب لأنها ستبتعد عن زوجها الذي تحبه
خرجت من منزل زوجها الي بيت أبيها وهى تجر قدميها جرا
ولما وصلت الي هناك اخبرت اهلها أنها قد طلقت ثم انهارت من البكاء
حاول الأهل تهدئتها واخبروها انهم سيصلحون بينها وبين زوجها بعد أن تهدأ الامور ولكنها رفضت واخبرتهم أنها لن تعود إليه أبداً لأنه منذ حملت زوجته الجديدة والكل يعاملها كالخادمة وبالرغم من انها مريضة و تشعر بالاجهاد والارهاق وقد سقطت مغشيا عليها وبالرغم من ذلك لم يهتم أحد بصحتها فالمهم عندهم العروس الجديده وطفلها القادم
ثم طلبت من أسرتها أن يوافقوا علي عملها الجديد في البنك في مدينة الأخرى حيث ستقيم عند خالها هناك فهو يعمل في نفس البنك ولديه ابنتان منال وفدوى وهما في مثل سنها
وستكون هي بمثابة ابنته الثالثة حتي أن زوجته متوفية
وليس لديه ابناء ذكور حتى يقلقوا عليها
رفضت الاسرة في البداية ولكن بعدها بأيام قليلة توفي والد هالة فحزنت عليه حزنا شديدا وبسبب تعلقها به وطلاقها الذي لم يمض عليه أيام اصيبت باكتئاب شديد
وكانت تظل في غرفتها طوال النهار ولا تتكلم مع أحد
فقرر أخوها محمد وأمها ان الحل الوحيد لتخرج من هذه الحالة أن تسافر هي وأمها ليقيما عند خالها ربما تغير الجو والعمل يخرجانها من مرضها
سافرت هالة ووالدتها ألف كيلومترات بعيدا عن قريتها ومنزلها وزوجها السابق وعاشت هي وأمها في بيت خالها مع بناته فدوى ومنال
بعدها بأيام خرج الخال للتقاعد فقد أصبح في سن المعاش
واستلمت هالة عملها بالبنك كبديل له وكان الخال علي وبناته سعداء بها كثيرا وكانت عمتهم تعاملهم مثل ابنتها وتعوضهم عن حنان امهم المرحومة حتى أن الفتاتان كانتا علي وشك الزواج فكانت تشتري لهما كل ما يحتاجانه من مالها الخاص
بعد ثلاثة أشهر من سفر هالة إلى هناك بدات تشعر بدوخة وغثيان وارهاق شديد ولكن لم تهتم لذلك فهي تشعر بهذا التعب منذ شهور لذلك لم تخبر امها او بنات خالها بمرضها
حتي لا تقلق الام عليها وتظن أن العمل هو السبب في شعورها بالتعب وتطلب منها ترك العمل وهي تحب عملها الجديد الذي أخرجها من شعور الكأبة التي كانت تشعر به
ثم أن عملها لا يتطلب مجهودا كبيرا فهي تعمل على الحاسوب في خدمة العملاء
ذات يوم وبعد عودتها من العمل كانت تقود سيارتها الجديدة التي اشترتها من راتبها بالتقسيط ولكنها شعرت فجأة بإعياء شديد حتى انها قادت السيارة ببطء حتى تستطيع الوصول لمنزل خالها وبمجرد دخولها من باب الشقة سقطت مغشيا عليها فإجتمع الكل حولها وبسرعة طلب خالها الطبيب للكشف عليها وقامت أمها ومنال وفدوى بحملها إلى غرفتهم
حضر الطبيب بسرعة فعيادته في نفس العمارة التي يسكنون فيها وقام بالكشف عليها واخبرهم أنها حامل في الشهر الخامس
صدم الجميع بالخبر كيف يحدث هذا ثم قالت الام للطبيب
أنها قد أجرت عدة فحوصات وكانت النتيجة أنها لا تنجب ولهذا السبب إنفصلت عن زوجها
اخبرهم الطبيب أنه متأكد مما قاله وانهم لو ارادوا الاطمئنان على وضع الجنين فعليهم الذهاب الى أخصائيه للنساء
واخبرهم أن الاغماء نتيجة ضعف وسوء تغذية واعطاهم بعض الفيتامينات ثم انصرف الطبيب وسط دهشة وذهول الجميع