رواية زهرة (كاملة جميع الفصول) بقلم مجهول
....... كانت تعيش أسرة ثرية في إحدى القرى مكونة من اب وأم واثنين من الأبناء ولد وبنت فقط كان أهل تلك المنطقة الذين يعرفون بكثرة الإنجاب فلقد كانت الام إسمها منال ولم تستطع الإنجاب في بداية زواجها ولمدة سبعة اعوام ثم رزقهم الله بتوأم ولدا وبنتا سمي الولد محمد والبنت هالة
كان الأب اسمه كمال ولأنه كان من عائلة كبيرة تهتم بالتعليم وتضعه في المقدمة لذلك انفق على تعليم أبنائه وتربيتهم تربية صحيحة فتحلوا بالأخلاق الكريمة والعلم في الوقت نفسه
كانت منال حريصة على توجيه اولادها ودعمهم حتى إكمال تعليمهم وخصوصا إبنتها هالة ففي وقت كانت الفتيات لا يكملن تعليمهن الا للمرحلة الابتدائية ظلت تشجع ابنتها علي إكمال الدراسه حتي تخرجت هالة من كلية التجارة
والابن من كلية الهندسة حيث كان يعيش عند خاله هناك وكان بإمكانه أن يعيش عيشة اهل المدينة ولكنه تخصص في الكهرباء ليعمل على صيانة السد العالي فهو يعتبره مستقبل البلد
قرر أن يظل في مدينته يرعى أراضي والده وأملاكه
ويكون بالقرب من والديه كي يرعاهما عند الكبر ثم تعرف علي زميلة له في العمل كانت تعمل سكرتيرة في المكتب الهندسي اسمها عائشة فقرر أن يتقدم لخطبتها بعد أن رأي حسن اخلاقها وتدينها وبالفعل تحدث مع أسرته عن موضوع الخطبة
ذهبت منال لرؤية عروس ابنها فاعجبت بها كثيرا لنشاطها وجمالها وبعدها بيوم واحد ذهب الاب وهو وبعض رجال العائله لخطبة الفتاة عائشة ثم تم زواجهما في وقت قصير
مرت الأيام سريعاً حيث استمر زواجهما عشر سنوات دون إنجاب وكانت منال أمه تحثه علي الصبر على زوجته
فلقد استمر زواجها بأبيه عشر سنوات أيضاً حتي رزقت به هو واخته وكان الابن يخبرها أنه لن يتخلي عن زوجته وشريكة حياته ابدا فنصحتهم منال بعمل حقن مجهري فقد نجح مع الكثيرين
بالفعل عملت عملية الحقن ولكن للأسف الحمل لم يستمر كثيرا مما اضطرهم لعمل عملية حقن مجهري أخرى فنجحت العملية ولكن بعد عدة محاولات وكانت نتيجتها فتاة مثل القمر أسماها والدها زينب واطلقت عليها والدتها زهرة
بسبب جمالها وحسنها حتي أنها كانت تقول لزوجها أنها الزهرة التي اضاءت حياتها
الآن لنرجع بالزمن قبل عشر سنوات من ولادة زهرة
في بيت الاب وقبل زواج الاخ التوأم محمد بسنتين
تقدم لهالة أخته الوحيدة زميل لها في الجامعة اسمه خالد سليمان ولانه كان من معارف الاب ومن اسرة فاضلة فقد وافق الاب على الزواج وكان يعيش بالقرب منهم
وقد أعجب بالفتاة اعجابا شديدا
كانت هاله أيضاً تبادله تلك المشاعر فأحيانا كان يمشي خلفها عندما يراها ذاهبة لبيت خالها أما هي فكانت تتوقف أحياناً لترمقه بنظرة خاطفة وعندما طلب يدها للزواج فرحت كثيراً
بعد أن أخبرتها أمها بذلك
لكن الأم العاقلة جلست مع ابنتها الوحيدة قبل الزفاف
واخبرتها بأن الزواج مسئولية وليس حب وغرام فقط
وانها يجب أن تصبر علي زوجها وأسرته لانها ستعيش في بيت العائله وعليها أن تعامل أهله بتواضع وتكسب محبتهم حتي تستطيع أن تعيش سعيدة بينهم
قد تزوجت هالة بالفعل وعاشت مع زوجها حياة هادئة وسعيدة وكان كلا منهم متعلق بالآخر ويعتبره جزء من حياته
ولكن السعادة لا تدوم فنفس مشكلة اخيها وهي عدم الإنجاب كانت عقبة في استمر زواجها السعيد وبعد خمس سنوات كاملة
وبالرغم أن الاطباء اجمعوا علي عدم وجود ما يمنع الإنجاب إلا أنها لم ترزق بطفل من زوجها
ولكن اسرة خالد كانوا دائما يلحون عليه أن يتزوج باخري حتي ينجب ولدا يحمل أسمه فهذه عادات و معتقدات أهل المنطقة ولكنه كان يرفض الزواج من أخرى
بعد مضي خمسة سنوات اجتمعت كل اسرته واخوته وأخبروه أنه لابد أن يتزوج حتى لا يخرج من الحياة بدون ولد يحمل أسمه وانهم قد خطبوا له فتاة من عائلة أبيه وهي جميلة ويتيمة لذا قبلت به بالرغم أنه متزوج
وانه إذا لم يوافق سيتبرؤن منه وطردونه من البيت واخبروه أيضاً أن زوجته الاولى ستظل معه في بيت العائلة وفى شقتها وأن أخيه سيترك له شقته ليتزوج العروس الجديدة فيها لأنه بني بيتا مستقلا بعيدا عن بيت العائلة
وهكذا لن يدوس لها أحد علي طرف فالشرع حلل الزواج في مثل هذه الحالات وبسبب الضغط على خالد اضطر للقبول
#زهرة