رواية سراب غوانتام الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم نور
: هيقتلو.ه، كل ده بسببى.. قولى ارجوك هو عايش مش كده.. محصلوش حاجه.. رجعنى هنااك
امسكها بحده وقال : فوقى يا "لينا" ده مي.ت اصلا
لم تعد تمتلك حق الرد بعد ما قاله تركها تبحلق به قالت
: قولت اي ؟
: عايزه ترجعى عشان واحد مي.ت، مش عايش اصلا
: مي.ت!! ازاى.. نا لسا سايباه... عيشت معاه وكنت بكلمه
: فرناس سراب... غوانتام سراب... الاحداث الى انتى شوفتيها كلها احداث من الماضى
حركت لسانها بصعوبه قالت : قصدك ايه؟! يعنى اى ماضى.. الحاضر هو ايه؟!!
سالت دمعه من اعينها اردفت : قول الحقيقه ارجوك
: حذرتك من انك تحبيه، حاولت افهمك حجم اختلافه عنك وانه مش موجود معانا بس انتى مفهمتيش... فوقى بقا واعرفى ان "فرناس" وانتى مستحيل تتجمعو لانه مش موجود لا هنا ولا هناك
: انت كداب
صرخت فيه وقالت : كداب سمعتنى
اقتنعى يا "لينا" انه ما.ت... مات مقتول ست طعنات واربع سهام مسممه
اتسعت اعينها وهى تنظر اليه اردف
: دى الحقيقه، مينفعش تكملى الكتاب اتاخد قرار بأن مهمتك وقفت
: وقفت؟! قصدك اى.. م.ات
صمت اقتربت منه بقلق وقالت برجاء: ارجوك كفايه، وقف الى بتعمه ده
محدش يقدر يقتله... انت عارف ده كويس محدش يقدر
: عدا واحد
طالعته بصدمه قالت : مين؟! مين الى قدر يقت.له.. ميين
: هخليكى تشوفى بنفسك
حط ايده على اعينها كانت هتبعد بس ابتعد هو وجدت المكان تغير لم يكن الكريق بل عادت.. أنها فى "غوانتام والغرفه.. أنها جناحه رفعت اعينها وجدته واقفا ابتسمت
: فر....
لم تكمل جملتها وتصنمت فى مكانها عند رأت "داغر" يعانقه ويدخل سيفه بين احشائه ويخرجه الناحيه الاخرى، سالت الدموع من اعينها صرخت عاليا
: "فرناس" لا تدعه يقت.لك
ليكمل عليه بالطع.نه الأخرى شهقت بصدمه ثم الثالثه فلم تتحرك
: "فرناس"
: مش هيسمعك ولا شايفك، ده حدث مقتله
اقتربت منه وترى دما.ئه المحترق بسيفه لتجد فى عينه بريق دمع وهو ينظر الى " داغر" ووجهه ممتلئ بدمائه وهو مستسلم له مع الطعام الخمس ودانه متعهد على تركه وروحه غادرت بالفعل، قرب يدها من وجهه لتجده ليس سوى طيفا تراه.. أنه ليس حقيقى
: يا حقير ابعد عنه
صرخت ابتعد وأخرج سيفه وكأنه استمع لها لتجد جسد "فرناس" ينتفض أسر السهام للمندفعه تجاهه من رجاله المحيطين به ركضت إليه وصرخت فيهم بانفعال
: متقربوش منه
لقد ش.ق جسده صر.خت وهو تراه يق.تل امام اعينها امسك رأسها ودموعها تسيل من ما تراه
: ارجوكم كفايه، سيبوه
وضع يده على كتفها نظرت وكان العجوز لقد عادو إلى واقعهم، تلاشي كل شئ.. تبخر ذلك المشهد من امامها
: ا..اخوه هو الى هيق.تله
اومأ ايجابا شعرت بغصه قويه فى حلقها قالت : ده الشخص الى قدر عليه... لانه استسلمله
: سلم نفسه للمو.ت كان ممكن يقاوم
: كان "داغر" هو الخاين كل ده
هل كان حبه إليه كل هذا مجرد تمثيل لإخفاء الكره الذى رأته الان.. يظتلك وجهه مخيف، انه متو.حش... انه من سرب خبرها للشعب وليس "بردله"... هو من حاول ق.تله سابقا ولم يفلح.. الاكل المسموم والجندى... انه لم يسأم من ق.تله
قالت وهى تنفى : عايش.. يعنى اى اكون كل ده بتكلم مع شخص م.يت
: غوانتام الى انتى روحتيها ملهاش وجود دلوقتى يا "لينا".. اصبحت
نظرت إليه قالت : قصدك اى
طرقع باصابعه لتجد الكون تغير واصبحت على المكان الذى فور سقطوا على الارض كانت فيه، وقفت وهى تنظر حولها لم يكن هنالك صباح.. الشمس بل الهواء والرياح لا تتحرك
سارت مع خطواتها البطيئه داخل السوق الذى تم عرضها فيه لكن انصدمت حين وجدت الناس اجمع متصلبين امامها.. لا يوجد نبضات.. لا يوجد حركت صدورهم التى تدل على تنفسهم.. هنالك من يعطى الثمار الى المشترى وهنالك امرأه تحمل اطباق الطعام، هناك اطفال يمسكون بالكره المتعلقه بالهواء.. مياه الصنبور وكانما زخات مطر عالقه... لا يوجد حركه لا يوجد روح لا يوجد احد... التفت حولها كان لا يوجد صوت حركات قدم سواها
: الاحداث كبيره عليكى انك تستوعبيها
التفت إليه قالت : اى الى حصل، ازاى رجعتى لنفس النقطه دى.. ليه الناس كده
: فى الى لسا عايش وفى الى مات... مش كل الى قدامك احياء، انتى بس عيشتى احداث ماضى حصلت وانتهت.. مسؤليتك تدوين وبس وهى رجوعك بالزمن عشان تكتبى قصة الملك "فرناس" عشان تخلد
: قصته؟!! قصدك انى كل الى عشته ده وهم
: الى قدامك ده الحقيقه كامله يا "لينا"، السراب الى مشفتهوش
اقترب منها ووقف امامها ليردف
: "سراب غوانتام"
Nour Nasser:
ألقت نظره حولها بأعينها الحمراء من فرط صدمات ما تراه، ذلك هو الكون الحقيقى الذى كان تخوض مهام به، انه متوقف ليس سوى احداث ماشيه لارض تم هلاكها
تلاشي الجميع وعادت الى عالمها التفت ونظرت الى العجوز قالت
: كانت مهمتى ادون جياته وخصوصا حادثة قتلته
: كان ملك عادل قوي اختار ليخلد بس انتى غيرتى كل ده
:غيرته؟!
: بسببك خليتى اخوه يستفيد اكتر، شعبه بقا يلقبه بالخاين الى عرضهم للخطر وهروبه معاك اعلان عداوه كامله.. بقا سهل يقتله والكل متفق معاه، قبل ده كان الشعب حزين وفى الى نحت له تمثال وفى الى كان يريد اخذ بثأره بس دلوقتى ان مات فهو خاين
طالعته بصدمه كبيره قالت: انا عملت كده
: شوفتى خطورة تغير اى شيء هيتقلب الضد، قولتلك متتدخليش فى اى حاجه مسمعتيش كلامى ، كنت عايزه افهمك ان ده كله سراب مهما غيرتى وحاولتى تحميه، النهايه انه ميت
: انا عملت كل ده.. هو دلوقتى فين ، "داغر" قتله
سكت دون ان يعطيها جوابا، سالت دمعه من عيناها دون اى تعبيرات عادت للخلف مبتعده عنه بهدوء ثم التفت وانسحبت بهدوء دون أدنى اى كلمه
تسير وسط الشوارع شارده الذهن، الصدمه تعتار عيناها ومشهد مثتله يتردد فى ذاكرتها... ماذا اخبرها ذلك العجوز ... السراب .... كنت اعيش فى سراب.. تعذبت فى سراب.. وخوفت من سراب وعشقت السراب
من تكون هي.. هل هى ايضا سراب لا تدرك معناه، تعايشت بين الحقيقه والخيال ، عالم واقعى وعالم سراب ، احداث قد فاتت ركضت لتلحق بها لتدون حكايته لتخلد..حكايه يذكرها القراء فقط، احبت شخصا ميتا ، شخص ليس له وجود
"بتروحي لما يفكر فيكى، هو الى بيسحبك لهناك"
عدم عودتها لغوانتام مجددا ماذا يعنى هذا؟!.. ان كان هو السبب هل السبب الان تلاشي، غوانتام لم يعد "فرناس" انه شخص ليس له وجود
فى المنزل كان "حسام" نائما دخلت والدته وزحزته على طرف السرير لتفيقه
: فى حاجه يا امى
:اختك مرجعتش من ساعة مخرجت
: ممكن رجعت لهناك تانى
:رجعت فين، قوم ندور عليها الساعه عشره
عرف ان لا مجال للجوال دخلت أوضة "لينل" قبل كل شيء ظننا انه ستجد الكتاب لكنه لم يجده تعجب، الم تجده بعد
اخذ سيارته وغادر ليرضى والدته وتستريح قليلا، اتصل بشقيقته وكانت المفاجئه ان الهاتف يرن وليس خارج الخدمه حينما تذهب لهناك.. أنها لا تزال فى عالمه، لكن لم ترد عليه اتصل مجددا ولم تجب ثانيا
: لينا انتى فين
تنهد من تلك الفتاه الذى لا تفعل شيء سوا إثارة قلقهم، اصبحت غريبه منذ أن عرفت تلك البلاد والكتاب و"فرناس".. اصبحت غريبه وبشده
كان يلتفت من بينالطرقات حتى وقف بسيارته فورا، ترجل وكانت هناك فتاه واقفه عند الجسر ذو شعر قصير، تنهد واقفل باب سيارته وقف بجانبها ونظر إليها وكأنها لم تلحظ وجوده بعد
: مبترديش على تليفونك لى
لم ترد تعجب قال: "لينا"
: رجعنى البيت، عايزه اختم الروايه
ذهبت ليقول بدهشه : تختميها؟!! هى خلصت
: خلصت يا "حسام"
: يعنى الكتاب اختفى فعلا!! مش هتروحى هناك تانى
سعادة اخيها غير مماثله لحزنها الذى يحتل تعبيرها، الصدمه التى لا يزال قلبها يستوعبها، ان كان الكتاب اختفى قبل ذلك لسعدت.. ان كانت عرفت كل هذا قبلا لهللت فرحا.. لماذا الان؟!
عادو إلى منزلهم واستقبلتهم والدتهم وحبن سألتها اين كانت لم تجاوب زتوجهت الى غرفتها فتعجبت منها ونظرت الى ابنها الذى قال
: متسألنيش، انا مستغربها زيك
القو نظره عليها وهى تجلس على مكتبها تفتح كمبيوتر المحمول وترسم شيئا، تركوها بمفردها
تسرح بعيالها لذلك اليوم المشؤوم، لا تزال تتذكر يدت التى تشبثت بها قبل ان يركبها العربه وتنتقل بها، لبنها لم تتركه وليته ظل معها وقتا اكثر من هذا
اراكت ان تعرف حقيقه هذا العالم، انه سراب لا غير.. الحقيقه هى مرادنا اخيانة لكنها تؤلم وبشده، ليتها لم تعرف الحقيقه وليتها ظلت عابثه فى جهلها
لديها رغبه فى صراغ غاضبه، رغبه فى البكاء.. تود ان تبكى،هناك رائحه حريق تستطيع استناشقها على قرب منها
... انها من تحترق، اللحن يتردد فى اذنيها.. شعور الغدر والحزن والبرد... أنها قصة حزينه مبنيه على الغدر وبشاعة الخيانه.. الخيانه؟!! انها تؤلم بقدر حب من اطلق السهم، لما ذهبت لهناك.. لما اختارها ذاك الكتاب الغبى ، لما احببتك يا "فرناس"، لما قابلتك، لما لما لما.. اسألة كثير ويظل رغبة التمنى والندم واحده... ليتنى لم اراك
ليتها لم تقابل ذلك العجوز الذى كان السبب فى كل هذا، ليتها لم تفعل خيرا واختاروا الكتاب... انها مميزه.. مميزه بلغباء والحماقه
مع قلمها ترسم اخر مشهد وهى وقوع الملك قتيلا راكدا بين دمائه لتسيل دمعة اخيره منها برغم انها من كانت ترسم لكن عاشت ما هو اسوأ، رأت المشهد بأم اعينها، جف الحبر لترفع القلم معلنه انتهاء الروايه وتلك المره تحدثت بالضير انا، مختلفه عن اى فصل قامت بكتابته
:الكابوس انتهى عند نقطه ظننتها النهايه السعيده بالنسبه لكنها كانت نهايه أشد بشاعه مما ارادها قلبى، لعلى ظننتها روايه بختامها بتزوج الابطال لكن اكتشفت ان الوصول محال.. صدمه حين تكتشف ان كل ما عشته من احداث كل ما رأيته من شخصيات واماكن ومناظر.. مغامره تعايشت معها بكل حماسي وخوفى ومشاعر. الفياضه، لم تكن سوى وهم .. لحظة ماضيه اذكرها انا ليذكرها الجميع.. كل ما جربته كان اوهام، يصيبك الجنون.. هل تعلم ما هو الجنون يا صديقى ، انه كل ما رأيته ... ما شعورك حين تكتشف ان من احبه قلبك ليس معك، بعيد عنك ليس بمسافه ولا ببلدان ولا اختلاف العوالم التى راتها كارثه... انه بعيد عنك كثيرا.. يستحيل رؤيته فى الواقع لانه ليس له وجود.. انه روح طائفه بين الاجواء قد حل عليها الزمن ، انا الان ما بين الجنون والصدمه والحزن ، من انا؟! كيف حدث هذا لي؟! لقد وقعت فى مكيده الحب كالشبكه العنكبوتية الذى تلتصق بها الحشره ولا تستطيع الفرار منتظر التهامها... لقد التهمت بالفعل، الحب هو المكيده اما ان ينيرك او ان يطفاك او يحطمك... اما انا فلا اعرف لان قصة حبى مختلفه عن اى قصه حب.. نحن اللذان لا تجمعنا صوره ولا طريق سالك، لكن رأيتك و اعرفك جيدا.. لقد مشيت معك فى الحلم وتبادلنا الأحاديث لمرات ، رائحتك تغلغت فى انفاسي الى الان، استطيع ان اميزها بين الجموع.. الشوق للميت مميت ، هل بإمكانى التأقلم .. اربد ان ابكى ، اريد ان اتقيأ ... اتقيأ قلبى من فرط الاذى والالم الذى اشعر به.. هنا مع احزانى اكتب لك.. ارقد بسلام يا الم قلبى
تقف فى الشرفه اعينها معلقه على الشارع، الأشجار أفضلها حاله والزهور تنبت، رائحه الياسمين التى تفوح فصل الربيع المزهر
: معملتيش قهوتك انتى لى، مش بتحبى تبدعى فيها
كانت هذه والدتها اخذتها منها شاكره،لتقف معها قليلا قالت
: بداية دراستك امتى
: اسبوع كمان، برغم انى فاقده الشغف انزل
:لينا
كان ذلك النداء من خلفهم، أتى " حسام" لم تلتفت وكأنها لم تسمع ندائه
: اى الى انتى كتبتيه
ق، نشرت الفصل متذ يومين تتجاهل الاراء والانتقادات من حولها، لم تعد تهاب احد.. لن تجمل القصه، انهم لم يرو الحقيقه بعد.. ماذا عن انكسارها هى.. يشعرون بالحزن على قصة خاليه وتشعر بالحزن على شخصا عاشرته
قال "حسام" : قفلتى القصه كده ليه؟! اى الافاده انك تموتيه
: هو ميت اصلا
قالتها بوجه جدي جعلته يصمت للحظات قال : مش فاهم ميت ازاى؟!
: مش انت قريت الفصل
: قرأته
: وهى دى الحقيقه، "فرناس" ميت
: ازاى؟! انتى مكنتيش هناك لحظتها.. دونتى عنها ازاى
: شفت موته بعنيا، محصليش الفرصه اكتب قت.له لان الكتاب رفضنى...
التفت اليه وقالت: خلصت القصه معكش فيه "غوانتام"
غادرت الجلسه وهو يطالعها بدهشه قالت والدته
: بتتكلمو عم مين... مين ده إلى ميت؟!
ارتمت على فراشها بإرهاق، اخت قلادة تديها جيدا داخل ملابسها، انها اخر ما تبقى لها منه.. حينما تنظر إليها تنعكس صورته امامها
دخلت أمها لتخبرها عن الطعام لكنها اخبرتها انها ليست حائعه، سدت شهيتها لفتح الامر.. كم سبستغرق لتنسي.. لعله وقت كثيرا لطن ستفعلها حتما
فى الليل فتح الباب دخل "حسام" وراها نائمه ملتفه تحت ذلك اللحاف، اقترب وجلس بجانبها قال
: عارف انك صاحيه
لم ترد تنه، وقال : كل ده عشان عرفتى ان فرناس شخص ميت
: انت مش فاهم حاجه يا "حسام"
: ممكن اكون مش فاهم بس شايف عندك مشاعر ليه وده سبب حزنك
قالت بصوت مبحوح : كان صديقى
كانت الدموع تغرقت اعينها حزن عليها قال
: كنتى بتقولى فى الاول ارض خياليه، سواء عايش او ميت بيفضل شخص خيالى.. ملهوش وجود معانا
ارادات ان تجعله يتوقف عن الحديث، انها استهانه بحريق قلبها
قالت "لينا" : مفيش حاجه يا حسام خلاص
: مش عايزك تزعلى، النهارده او بكره هتنسي
: تفتكر
: اكيد، متحكيش لحد تانى.. الحكايه خلصت.. يكفى تلاتتنا الى عارفين
: قصدك مين؟!!!
: معتز.. بدام الموضوع وقف بلاش نتكلم فيه، خارج عن العقول اصلا
: دلوقتى خارج عن العقول
: احنا مصدقينك غيرنا لا
اومات بتفهم ربت عليها وتركها لتكمل نومها، لكن كان لكلامه اثر كبير داخلها
أتى يوم دراسها الأول لسنتها الجديده، كانت هناك ضوضاء عارمه لفرقه اولى لحسابهم لبداية سنتهم الجامعيه الأولى
توجهت الى المدرج لتجد بعض من زملائها يمسكون قصتها، يتناقشون بعض الفكر تريد أن تسمع لكن أصواتهم متداخله
: شفتى الى حصل
: زى ما توقعت الكاتب موته
: والله حرام اخوه يقتله ازاى، ياريته كان حمى نفسه وموته بس هو مش زيه
: يارب يكون فى جزء تانى مستحيل الروايه تتقفل على كده اكيد فى تكمله والحقيقه دى تتقلب
: الكاتب
عن اية حقيقه تتحدثون، انها من رأيت الواقع وليس انتم، تنتقدون النهايه وتتمنون تغيرها وهى أشد منكم تمنى.. لكن زمن تحقيق المعجزات قد انتهى لكن لعل الامانى تتحقق
تجاهلت التفوهات الناقده وغضبهم العارم منها، شعرت بالصداع الى ان اتى دكتور ليعود الجميع الى مقاعدهم وغلقت الافواه
انتهت محاضرتها وغادرت القاعه لتجد "يارا" امامها، كانت تلك اول مقابله بينهم بعد اخر مره قامت بإهناتها فيها، ظنت انها ستسخر منها كعدتها بل وجدتها هى من تتلاشها وتذهب بعيدا عنها، لماذا شعرت بالرضا عند هذه اللحظه
اثناء خروجها رأت "معتز" كان يقف معه فتاتين وشاب يسألونه عن شيئا ما ويجيب عليهم، طالعته لوهله نظر إليها حيته باعينها وغادرت
استأذن من طلابه وذهب : "لينا"
: فى حاجه يا دكتور
: كنت عايزك فى كلمه
سكتت لتنظر الى الجميع اومات له وذهبت معه ليقفا بمفردهم قال
: الفصل الى نزل ده الحقيقه
: اه
: ميت
اومأت برأسها وقالت بهدوء فيه بعض من الحزن المخفى
: لازم أمشى
امسك يدها نظرت له سحبها بعذر وقال: لو موركيش حاجه ينفع تستنى خمس دقايق
: لى؟!
: هتعرفى
اومات له وذهبت قابلت "سهيله" التى احتضنتها بشوف، رات القصه التى تحملها فاصابتها غصه لرؤية ذلك الوجه على الغلاف، سلمت عليها
: شوفتى القصه ال...
قاطعتها وهى تقول : اشوفك بكرا يا سهيله
تعجبت كثيرا منها لكنها لا تفهم ما داخلها، غادرت وقفت امام بوابة الجامعه لدقائق وحين قررت الذهاب، توقفت سياره امامها لينزل النافذه وترى "معتز" أشار إليها
: اى ده؟!
: عايز اوريكى مكان
لم تفهم شيئا لكن انتهى الامر بها بالركوب معه، سالته الى اين هم متوجهون لكنه لم يعطها اجابة موحده، توقف بالسياره أشار لها لتترجل معه لتجد نفسها امام نهر صافي اللون،
تنظر إلى الافق والغيوم الطريقه التى تزين تلك الكره الذهبيه، الطيور المعلقه فى السماء، منظر الغروب يجعل الأبدان تقشعر من شدة الجمال
وقف تنبها بذات الانبهار قال: المنظر ده عمره ما فشل انه يريحنى
طالعته وقالت : لى جبتنا هنا
: حسيتك محتاجه هدنه مع نفسك...
ابتعد بضع بوصات قال : اعتبره نفسك لوحدك يا "لينا"، فى اى وقت تعوزى تمشي.. أنا مستنيكى
تركها شارده مع نفسها، تطفو بين جمال المنظر الخلاب او ان نسمات الهواء حلقت بها بين أوتار قلبها التى بدأت بالخفقان شيئا فشيئا
ذلك المشهد كفيل بأن يجعلها خاليه من الحزن، الحياة جميله.. الاستمتاع بها يستحق المعاناه، دقيقه مليئه بالراحه والصفاء، الهدوء هو طريقها لسبيل من ضجيج عقلها
التقطت نفسا عميقا وخرجت ما به من شوائب، اعادت الكره لكن بعمق اكبر من ذى قبل ومع كل زفير يخرج منها، تصيبها حراره شديده فى اعينها مع راحة كبيره تملأ صدرها
كان ينظر إليها وكأنه يشعر بما تشعر به، يعلم انها حزينه وتكابر على لا شيء، تلك المره اقتربت من سور المشاه وامسكت به بقبضتيها، التفت ناظره إليه مع ابتسامه طريقه مليئه بلامتنان
: شكرا يا معتز
: على اى؟!
: كنت محتاجه اكلم نفسي ولو دقيقه.. افكر واحسب صح، المكان فعلا جميل اوى
: فرحان انك استريحتى
: الفضل يرجع ليك، شكلك بتيجى هنا كتير؟!
: مش كتير اوى، حوالى ست سنين.. نوع من انواع التأمل وانى اكون لوحدى
: مبقتش لوحدك، أنا شاركتك المكان
: معنديش مانع
نظرت إليه قليلا اوقات تشفق عليه واوقات اخرى ترى صديق مقرب اليها لذلك تميل بمشاعرها الحزينه معه لقصته المليئه بالمأساه، مهما شعرت بلانكسار لن تأتى بجانب معتز او شقيقته شيئا، تحمد خالقها لانه يدرك قدرة تحملها الضعيفه
انتهت جلستهم اوصلها الى منزلها ودعته مع ابتسامه مليئه بلامتنان ولم تعد ان ابتسامتها من كان يريد رؤيتها
مر يوم البارحه بسلام، وتليها ايام الأسابيع الروتينيه الممله، تتجاهل كلام اخيها حول انتهاء قصتها كتجاهلها التام لدار النشر التى تعود بكلب بجزء اخر، أخبرتهم ان اللزايه ق، انتهت بالفعل لكنهم يريدون المزيد، وفقا لطلب المتابعين
ذات يوم كانت فى منزلها ضيفه ترحب بها والدتها، كانت كتير عادتها جالسه فى الغرفه
دخل "حسام" : مش هتخرجى تسلمى على ايه
: سلمت
: اعفدى معاها، هخدها وهمشي كمان شويه.. عارفه انكو صحاب قبل ما تكون خطيبتي.. يلا عشان متزعلش
لك تضايق اخيها وخرجت جلست مع "اية" كانت فتاه لطيفه، محبوبه لدى العائله
قالت "هاجر" : الدراسه وخداكى مننا يا ايه
: والله ابدا يا طنط، ده حسام هو الى مش بيكلمنى
قالت "لينا" : ولا بيكلم حد
نظر إليها ابتسمت واردفت : عارفه حسام ملهوش فى المسجات وكده
قال "حسام" : يلا يا ايه عشان منتأخرش
: هعديها عشان "لينا" ، اه صحيح.. ما تيجى معانا
نظرت اليهم كانت فكرة سيئه شجعتها والدتها لأنها رأتها فى حاله من العزله
قال "حسام" : يلا ياى"لينا" ، عشان "ايه"
: روحو انتو، مش عايزه بجد
قالتها بقطع نهائى فلم يناقشوها وغادرو، كانت الملل صاحبها برغم ذلك لم تشأ خرب نزهتهم فقليلا ما يرو بعضهم برغم ذلك علاقتهم قويه
جالسه فى غرفة المعيشه تشاهد التلفاز، تقضى الوقت حتى غفت وغفت قليلا، تغوص فى احلامها بين الا واعى لكن افاقها صوت والدتها القريب منها
: "لينا"، انتى نمتى
تكاسلت فى الرد، دقرتها والدتها بالغطاء لكن ارتد طرفة من اعينها واتسعت اعينها من الصدمه حين رات الكتاب امامها على المنضده
قالت "هاجر" باستغراب : مالك، فوقتى كده لى؟!
كانت تنظر إلى الكتاب بدهشه : الكتابطقامت والتقكته بين ايديها، انه هو بالفعل انها عادت بحمله بين اناملها ثانيا
: ماما، الكتاب ده كان فين
: معرفش؟!! انا دورت عليه البيت كله.. مين لقاه وحطه هنا
: مكنش فى حاجه محطوطه هنا من شويه اصلا
: مش فاهمه
سكتت فى محالة منها لتفهم ما يجرى، قلبته بين ايدها فلقد عاد الكتاب.. لقد ظهر لها من جديد،كيف جاء ولماذا... لا تدرى، فقط ضاق صدرها حين استدركت ان هنالك امرا ينتظرها
: معقول... لسا عايش؟!!
نظر إلى الكتاب تركته ببغض فهى لا تريد العوده، اجل لا تريد رؤية مشهد موته.. لا تريد التدوين.. تريد نسيانه.. تريد حياتها الهادئه
التفت لكن تشنجت قدماها نظرت الى الارض وحاولت تحريكهم لتشعر ببروده شديد ودب لحن فى اذنيها جعل قلبها ينتفض حزنا معه، اهتز الكتاب نظرت إليه والضباب يحيط بها، ماذا تريد منى يا هذا.
شكي دافئه تلامس بشرتها لكن لم تستكع فتح اعينها لعدم تأقلم النور الصباح المشرق، سندت يديها تعجبت من نعومه الارض لتجد حشائش محيطه بها، الارض الخضراء الخصبه والأشجار العاليه معلنه طرح ثمارها
انفضت ثوبها قبل ان تلتقط اعينها ذلك من يقف بعيدا يعقد زراعيه خلف ظهره، ازدادت ضربات قلبها من الكتفين العريضين والواقفه الشامخه المعتاد وقوفها، الاح نسيم الهواء خصلات شعره السوداء فاصابتها غصه قويه لرؤيته من جديد
"فرناس" انه قيد الحياه ليس ميت، انه يقف امامها الان، سارت تجاهه من تلقاء نفسها وكانما تود ان تلمسه.. تربد ان تشعر به وقبل ملامستها توقفت وسحبت يداها لكنه التفت وهنا تقابلت الأعين ليس كأى مره تقابلا من قبل، كأن هذا لقائهم الاول
رفعت يدها ولمسته فى محاوله لتأكد منه انه حى، نظر إلى يدها امسكها بين مفيه الدافئه لينبض قلبها وقال بنبرته الهادئه
: انتظرت عودتك "لينا"
سراب غوانتام
بارن٢٣
السيزون التانى🏃♀️🏃♀️🙈🙈🙈، عايزه جحر استخبى فيه منكو