رواية قصه مريض (كاملة جميع الفصول) بقلم عادل الصعيدي

رواية قصه مريض (كاملة جميع الفصول) بقلم عادل الصعيدي

رواية قصه مريض (كاملة جميع الفصول) بقلم عادل الصعيدي


كامله ..


-- ها يافاروق في حد برا ؟..

- بص يادكتور ماجد هو في حاجة غريبة ، في شخص بقالو ٤ ايام بيجي ويحجز ويمشي علي طول!، ديما متردد ومبيطولش في الانتظار .. الغريب إنه جه من شوية ودي اول مرة يطول فيها! ، ااا... لو حضرتك طبعا مشغول اقدر اقوله يجي الاسبوع الجي ..

-- لا لا يافاروق دخله حالا ..


ولعت سجارتي واستنيته علي مكتبي ، كتيـر من المرضي النفسيين بيقوا مترددين ومش حابين ياخدوا الخطوة دي ، وعشان كده استنيت لان علي حسب كلام فاروق إنه قعد ، وعلي حسب معرفتي إنه في حالة صراع مع نفسه ولو انا مشيت معتقدتش إنه هيجبر نفسه انه يجي تاني , دخل عليا اثناء مانا بولع  كان شاب اسمر في منتصف الثلاثين تقريبا! .. كان واضح عليه التوتر قعد بدون اي كلمة ، اتكلمت وقولت 

-- مساء الخير منور المكان 

ابتسم وهز راسه وقال

- مساء النور ، ااا .. انا سمعت كتير عن حضرتك وعشان كده انا هنا ..

-  طيب ده شيء كويس وبمناسبة انك جيت .. انا عايز بلاش تفتكر نفسك في جلسـات علاج ، انا عايزك تعتبرني صديق! صديق بتحكيله مشاكلك وهو بيسمعك مش اكتر ولا اقل .. 


اتنهـد وبصلي وقال 

-- في الحقيقة مش عارف هقدر اقولك كل حاجة ولا لا .. بس انا مش مجنون! و انا جي هنا ..


قطعته ومخلتهوش يكمل 

- بص انا لحد دلوقتي معرفش اسمك ، بس مش معني انك روحت لدكتور نفسي تبقي مجنون! دي فكرة غلط وزي مقولتلك اعتبرني صديق!! .. الاول اسمك ايه ؟


-- انا اسمي حمزة .. حمزة عبدالحى! ..

- اسم جميل ..  تقدر تقولي بقي ياحمزة انت هنا ليه ..!


بلع ريقه وفضل يتلفت حوليه كتير وبعدين اتكلم 

--انـا متلخبط مش عارف ابدا منين ..

- ابدا من اي جزء انت تحبه ياحمزة ..

- مراتي اتوفت من ٣ شهور .. بس لسه محتفظ بكل حاجة خاصة بيها! لسه مش بفتح الاوضة ال ماتت فيها.. ساعات بنادي عليها في الشقة من كتر ماهي وحشاني بس بخاف .. بخاف ترد عليا ..! لسه نمرتها اول نمرة في جهة الاتصال بتاعتي! ..


سكت .. ومتكلمش ، وعشان كده اتكلمت انا وقولت !!

- بص يااستاذ حمزة مدام انت هنا تعرف انك ماشي صح .. بس انا عندي سؤال ايه السبب ال خلاك فعلا متاكد انك محتاج دكتور تتكلم معاه! .


بصلي بعمق وقال 

- الموضوع بدا من شهر تقريبا ، لمـا رجعت البيت ولقيت باب اوضتها مفتوح! .. باب اوضتها بيطل علي باب الشارع ، وعشان كده كانت اول حاجة تلاحظها عيني إن باب اوضتها مفتوح ..! كانت اول مرة احس بالخوف!.. لاني متاكد انها من ساعة ماتوفت مقربتش علي باب اوضتها، اترددت حتي اخش البيت من شدة خوفي ، بس اقنعت عقلي إن النهاردة الجمعة  وامي بتيجي في اليوم ده واكيد نضفت البيت وفتحت باب اوضتها ، تفسير مش عقلاني .. تعرف ليه ؟ .. لان امي هي ال قافلة باب الاوضة دي بنفسها .. امي ال محذرة عليا مفتحش اوضة مراتي مش بس كده .. دي بتتحايل عليا اني امشي من البيت وبتيجي بيتي مغصوبة! فالاكيد مش هي ..! بس حتي محولتش اتاكد واتصل بيها .. لا ده انا اقنعت عقلي إن دي الحقيقة ..!


- طيب ممكن اسالك سؤال ؟ ليه اصلا قافل باب اوضتها..


لقيته بصلي وزعق فيـا وقال 

-- مش عايز اتكلم في الموضوع ده!! ... انا اسف انـا اسف!! بس خليني احكيلك، احيانا كتير بسمع نغمة تليفونها جيا من اوضتها!.. مع ان كل الناس عارفة ان فرح ماتت! ..عارف الاغرب إن النغمة مبتكلمش ١٠ ثواني .. بيبقوا اصعب ١٠ ثواني بيمروا عليا.. فف في مرة حولت اشوف ايه ال بيحصل بعد ال ١٠ ثواني دول ، موبايلها رن ! .. فضلت واقف علي باب اوضتها واتصنت.. بس يارتني معملت كده! .. انا سمعت صوت ضحكة من جوا ! كانت ضحكتها.. ساعتها خرجت من الشقة ومبيتش في البيت .. روحت لامي وحاكتلها وال قالت ..







-- ياحمزة .. ياحمزة يابني انا مشوار بيتك ده تقيل علي قلبي بعد ال شوفته!! .. وانت مش مصدق إن بيتك محتاج شيوخ يقروا في .. ال عملتوا انت وفرح كان غلط من الاول وربنا يغفر لها ، بس بردو بيع البيت .. او حتي اجره! 


- بقولك ايه ؟ انا مش كل ماجيلك تأنـبي فيا انا مش ناقص يامى صدقني مش ناقص! .. متخلنيش مجيش هنا تاني او محكلكيش ال جوايا! ..انتي ال وحيدة ال هتفهي ..


قطعته وقولت .. 

- اممم طيب انا عايز اعرف حاجه مامتك شافت ايه في البيت! ..


فضل ساكت لوقت طويل وبعدها طلع علبة سجايره وولع ومن غير ميبص في عيني قال 

- امي شافتها .. شافتها وهي بتروق الاوضة بعد اسبوع واحد من وافتها ساعتها مكنتش قادر ادخل البيت، فأمي اتولت تنضيف الشقة ! .. بس بعدها دخلت في غيبوبة يومين، ولما فاقت كانت بتقول حاجة واحدة .. انا شوفت فرح قاعدة علي السرير!!.. امي من النوع ال مبتعرفش تصطنع قصص ولا بتعرف تمثل! .. وال حالة ال كانت فيها دخلتني في شك.. وعشان كده مع اول يوم دخلت في البيت ! كنت حاسس ان الموضوع مانتهااش بموتها؟..


-- لا لا ثواني ياحمزة .. موضوع ايه ال منتهاش .. وعايزك تعرف ان كل كلمة بتقولها اعتبرها مش مسموعة ، الدكتور هنا سر المريض .. ولازم تعرف اني عايز اساعدك! .. 


كان متوتر وباين عليه القلق بس اتكلم 

-- انا وفرح مش بنخـلف وعشان كده .. لجئنا لراجل عراف، حماتي كانت بعتاه ..كان بيدينا اعشاب و ..هــــه 


اتنهد وبعدها كمل كلامه 

- اعشـاب وطقوس  لازم نعملها قبل منـام وحقيقي مش عايز افتكر بس كان كلام العراف ده بالحرف لازم نعمله مش عارف عقلي كـان فين! .. بس ال عملته كان شيء غبي ..  لحد ميئست ومكنش جايب نتيجة .. بس مع اليئس ده! لقيت ان فرح بقيت غربية ، جسمها بقي هزيل وبنيتها ضعفت مش بس كده كان ديما الاقي علي جسدها اثار لضرب وجروح ؟ ..كوابيس اكتر كانت بتمر بيها في اخر ايامها.. مش بس كده دي كانت رافضة حتي الجلوس معايا! كانت كرهاني وبتقولي إن شيفاني قبيح المنظر ، ديما كانت بتقولي انت مسـخ!! حكيت لامي كل حاجة ، لقيتها بتقولي 


-- ال عملته ده كفر ياحمزة!! كفرر!! .. وبمجرد مرجعنا البيت كانت فرح ميته!! .. كانت ميته موته بشعة!!.. مش حابب اقولها! ..


-- اممم طيب ودلوقتي مثلا بتحس انها موجودة معاك ؟..


--هوريك حاجة علي الطبيعة جربتها اكتر من مرة ونفعت!!..

ممكن موبايلك ؟ ..


اديته الموبايل ..  لقيته بيتصل برقم!! .. وفتح الاسبيكر ، وبمجرد مرن الخط فتح!! .. بس كان صوت حد بيتنفس!! .. حمزة كان بيبصلي وهو مبتسم.. وبيقول وهو بينهج

-- شوفت .. شوفت انا .. انا مش مجنون!! انت سامع ، دي نمرتها ، تليفونها في الاوضة؟ .. طيب ازاي ردت!..


لاول مرة التوتر يمكسني مع مريض وعشان كده قولت

- مش ممكن يكون الخط بتاعها اتاخد لشخص تاني 


ضحك بهيستريا وقالي 

-- لا .. ده صوت نفسها!! تبرييرات العقل كلها استنذفت طاقتها معايا وإلا مكنتش جيت هنا! انا جي هنا .. عشان اتاكد اني مش مجنون!. ولنتفترض حتي إن النمرة بتاعتها اتاخدت في ٣ شهور بس؟ مش ال هيرد عليا! هيقولي الو مين معايا ؟.. طيب عارف اول مرة انا جربت الحكاية دي امتي ؟ .. من شهر ! .. قولت اتصل .. مع اني خايف ، خايف ترد عليا !! حسيت بقشعريرة وانا سامع نغمة التليفون ، طالعة من اوضتها .. بس متوقعتش ابدا انها ممكن ترد عليا!! .. ردت لا وكمان ضحكت!! وقالت 

-- وحشتني ياحمزة .. مش هتجيلي قريب ؟؟...


رميت التليفون وسيبت الشقة وجريت !!.. اما امبارح وانا راجع من شغلي .. نور اوضتها كان منور.. كنت شايف خيالها بيروح ويجي جوا الاوضة ، صدقني لو كنت بمتلك الشجاعة كنت دخلت! بس انا صورت فيديو تقدر تشوفه ..


فتح موبايله ووراني فعلا فيديو!  الفيديو كان لغرفة نوم النور بتاعها منور بس مفيش اي خيال في الحقيقة ، او يمكن عشان هو مصور من بعيد ، بس تقريبا يعني في صوت ضحكة او حد بيكـح! موحولتش حتي اساله بس كان سؤالي 


-- طيب ليه يااستاذ حمزة متسيبش الشقة ؟..


ضحك تاني وقال 







-- انا جي هنا عشان بقالي  اسبوع برا البيت  ، وده اسواء اسبوع يمر عليا نمرتها بترن عليا! .. ومن العقل اني اتجاهل ، بقيت اشوفها .. اشوفها في شغلي ، وفي الشارع لدرجة اني الحيوانات بقيت تكلمني .. بقوا ليا ارجع البيت فرح مستنياك ، القطط والكلاب !!.. وعشان كده انا هنا.. ولو كنت قولتلك كده من البداية .. إن القطط والكلاب بتكلمني .. مكنتش هتصدقني!! 


-- طيب انا هكتبلك شوية مهدأت وبلاش تروح البيت .. عايزك تطمن وتبقي ريلاكس .. وعايز نمرة تليفونك عشان اطمن عليك وتجيلي الاسبوع الجي .. وصدقني كل شيء هيعدي ..


القصة كانت بنسبة ليا  مرعبة ، بس كنت ديما بقول ان قصص بتخلها المرضي .. كنت بسال نفسي عن تفسير النمرة ال سمعت صوت نفسها .. بس حولت اتجاهل ده ، ومشوفتش حمزة الاسبوع ال بعده ولا ال بعده!! لدرجة اني نسيته! .. والاسبوع ال فات بس جه في بالي وافتكرت الجلسة دي وال مر عليها اكتر من شهرين! فرنيت عليه 


-- الو مساء الخير استاذ حمزة موجود 


لقيت صوت سيدة بتنهمر في البكاء وبتقولي 

-- حمزة مـات يابني من اسبوع! ..

- لا اله الا الله .. البقاء لله ياامي!! ..


مش عـارف ليه موته خلاني احس بصدمة ومفرقش خيالي قصته طول اليوم اثناء شغلي .. محولتش حتي اسال امه هو مات ازاي .. بس في اخر الليل عملت حاجة مجنونة .. لقيت نفسي بقلب في الموبايل وبنزل في السجل لشهرين فاتو .. ووصلت للنمرة ال رن بموبايلي عليها! .. نمرة فرح .. اخدت نفس عميق وانا متاكد اني مش هسمح حاجة .. واتصلت ادااني جرس استمر ل ١٠ ثواني تقريبا وبعدها رد حد قولت  !!


-- الو 

كـان في صوت نفس واضح!!..

- الو .. مين معايا!.

صوت نفس 

- ياريت لو بتسمعني تجاوب ؟

-- دكتور ماجد حمزة جمبي لو عايز تكلمه!! ..


الموبايل وقع مني.. كان صوت انوثي بس غليظ!! .. كنت سامع الضحكة والتليفون علي الارض مسكت التليفون بهدوء وقفلت الاتصال .. انـا بحكي قصتي دلوقتي ، عشان كل يوم في منتصف الليل بيجيلي اتصال من نفس النمـرة! ولاول مرة اخـاف من قصة مريض ..

تمت

 لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×