اسكريبت قرار السنه الجديدة (كامل) بقلم هاجر نورالدين
بعد 6 سنين كاملين من الفُراق ظهرت قدامي فجأة، كنت لسة مخلص شغل ولقيتها وقفتني وظهرت من العدم زي ما إختفت فاجأة وقالت:
_ وحشتني يا عامر.
بصيتلها بصدمة ودهشة وعدم إستيعاب شوية وبعدين قولت بجدية:
= عاملة إي يا نهى؟
إبتسمت وقالت بعتاب:
_ بقولك وحشتني تقولي عاملة إي، عمومًا ياسيدي كويسة الحمدلله، إنت أخبارك إي؟
إبتسمت أنا كمان وقولت بهدوء:
= الحمدلله بخير، بقى معايا يزن وندى.
بصتلي بصدمة بعض الشيء وبعدين إتكلمت بتوتر شوية وقالت بإبتسامة مهزوزة:
_ إنت إتجوزت؟
بصيتلها بدهشة شوية وبعدين قولت:
= أكيد طبعًا.
إتحمحمت شوية وقالت بتساؤل ونبرة حزن بسيطة:
_ ونسيتني وتخطيتني عادي كدا يا عامر؟
إبتسمت بسخرية ولكنني جاوبت وأنا بحاول إن كلامي ميبقاش فيه تجريح وقولت:
= أكيد يعني يا نهى، إنتِ غيبتي فاجأة وسيبتيني من غير سبب ولا حتى قولتيلي إنك ماشية ورجعالي بعد 6 سنين تستغربي إني عيشت حياتي، ما أكيد تجاوزت وإتجوزت وخلفت.
فضلت ساكتة شوية وبعدين قالت بنبرة هادية وعينيها في الأرض:
_ بتحبها؟
جاوبت بعد تنهيدة وقولت:
= أكيد، وإلا مكنتش هتجوزها وأخلف منها.
إتكلمت بعدها بهدوء وهي بتحاول ترسم إبتسامة وقالت:
_ طيب يا عامر، ربنا يوفقك، سعيدة بشوفتك.
رديت عليها بنفس النبرة وقولت بإبتسامة بسيطة:
= ربنا يخليكِ يا نهى.
سيبتها بعدها ومشيت وفي الحقيقة تفكيري ودماغي كانت طول الطريق فيها هي وليه ظهرت دلوقتي بعد 6 سنين بالذات وليه أصلًا سابتني فاجأة.
أنا ونهى كنا بنحب بعض جدًا وكنت خلاص جهزت نفسي وهروح أتقدملها ونتجوز، ولكن فاجأة وبعد ما إتكلمت إني عايز أقابل باباها بإسبوع إختفت خالص.
كنت بتتصل بيها كتير جدًا ولكن مش بترد لحد ما الخط بتاعها بقى غير موجود في الخدمة، حتى مبقيتش تيجي الجامعة، لدرجة إني روحتلها البيت ولكن لقيت الجيران بيقولولي إن سُكان البيت سافروا برا مصر بقالهم يومين.
كنت مش مصدق ومش قادر أستوعب اللي حصل وقعدت بعدها فترة تعبان جدًا من اللي حصل وبعاني من بُعادها عني.
وجاية بعد 6 سنين كاملين شوفت فيهم حياتي وخلفت وحياتي إستقرت الحمدلله ونسيت الوجع اللي سببتهولي تقولي وحشتني!
روحت البيت وكانت نوران مراتي قاعدة مستنياني وهي بتذاكر لـ يزن، أول ما شافتني إبتسمتلي وقامت زي عادتها وحضنتني وقالت:
_ وحشتنا.
إبتسمت وأنا حاسس بالدفا في وسط بيتي وولادي وواحدة بتحبني وبحبها أنا كمان ولومت نفسي عشان فكرت في نهى من تاني حتى لو دقايق.
إتكلمت بإبتسامة ونبرة حماس وأنا باصص للوللاد وقولت وأنا برفع الشنطة اللي في إيدي:
= وإنتوا وحشتوني أكتر، مين بقى اللي كان شاطر معاكِ النهاردا عشان أديلهُ الحاجات الحلوة دي كلها؟
الإتنين جريوا عليا وهما بيضحكوا وحضنتهم ونوران قالتلي وهي بتضحك:
_ الإتنين شُطار وخلصوا الواجب والمذاكرة.
قعدت معاهم شوية بضحك وبهزر عقبال ما نوران تخلص تحضير العشا، كل واحد فيهم خد ألعابهُ والحلويات بتاعتهُ شايلها عشان بعد العشا ياكلوها وقعدوا على جنب.
وأنا قعدت على الكنبة مستني العشا، ولكن لقيت رقم غريب باعتلي رسالة بديهيًا عرفت إنها نهى، وكان محتوى الرسال:
_ تحب نتكلم مع بعض شوية يا عامر؟
فضلت بلصص للرسالة شوية وبعدين قولت بتساؤل مُزيف:
= مين؟
كانت قاعدة في الشات ولقيتها بتكتب من تاني:
_ أنا نهى يا عامر، حابب نتكلم مع بعض؟
فضلت ساكت شوية بفكر، بصراحة هكدب لو قولت إني مش بشتاق لأيامي معاها ولحُبنا ولكن ركنت كل دا على جنب وكان عندي فضول رهيب أعرف ليه سابتني بالطريقة دي، لقيت نفسي بكتب وببعتلها:
= إنتِ ليه إختفيتي فاجأة وقتها يا نهى، ليه سيبتيني وقتها بالطريقة دي؟
فضلت ساكتة شوية وكإنها بتجمع الإجابة وبعدين قالت:
_ أنا كدا كدا من ساعة ما قررت إني هظهر في حياتك كنت عارفة ومتأكدة وعاملة حساب للسؤال دا، بُص يا عامر وقتها لما فاتحت بابا في الموضوع بتاع خطوبتنا رَفض رفض قاطع وقالي إننا أصلًا هنسافر الإسبوع الجاي عشان هو مواعد صاحبهُ من زمان إنهُ هيجوزني إبنهُ واللي هما مُقيمين في الإمارات، أنا كنت عارفة بالموضوع دا بس من وأنا في أعدادي فـ مجاش في بالي إن لسة هيبقى في موضوع أصلًا بعد السنين دي كلها، ولما لقاني فعلًا خلاص حبيت حد وفاتحتهُ في الموضوع قالي لأ الموضوع خلاص هيتم وأدخل أجهز شنطتي، وسحب مِني الموبايل ومنعني من الخروج لحد ما نسافر، ومن بعدها فعلًا سافرت وإتجوزت حسين.
فضلت باصص للرسالة وأنا بقرأها ومش عارفة المفروض عليا أعمل إي، لحد أخر جملة اللي حسيت إني إتضايقت منها وقولت:
= إنتِ متجوزة!
ردت عليا في نفس الثانية بسرعة وقالت:
_ لأ، أنا حاليًا مُنفصلة، أنا برضوا مريحتش حسين في عيشتنا مع بعض لحد ما إنفصلنا، وحتى مرضيتش أخلف منهُ لإني مكنتش بحبهُ، طول السنين دي كلها كنت عايزاك إنت وبس يا عامر.
مش عارف إي الشعور اللي حسيت بيه دا بس إبتسمت وأنا في خيط من السعادة بيتسلل لقلبي بإنها لسة بتحبني، فضلنا نتكلم مع بعض شوية وإحنا بنراجع الذكريات وأنا مبتسم وسعيد الحقيقة مقدرش أنكر.
لحد ما لقيت نوران مراتي جاية وهي مبسوطة وشايلة بين إيديها طبق السلطة وبتقول:
_ يلا يا حبيبي، يلا يا ولاد عشان ناكل.
قفلت الموبايل بسرعة قبل ما تشوف حاجة وبعدين روحت وأنا مُبتسم للسفرة أنا والولاد وقعدنا كلنا ناكل مع بعض.
خلصنا أكل وأنا طول الدقايق دي بستعجل الأكل عشان يخلص وعشان أرجع أكمل كلام معاها تاني، قومنا وأنا رجعت قعدت على الكنبة تاني ومسكت الموبايل بلهفة ولكن قبل ما أدخل على الشات أتكلمت نوران وقالتلي بتساؤل:
_ تحب تشرب إي دلوقتي يا حبيبي؟
إتكلمت بإبتسامة إستعجال بحاول أخفيه وقولت:
= ممكن شاي.
مشيت من قدامي بعد ما لمت السفرة وأنا قعدت أتكلم من تاني مع نهى لحد قبل ما أنام وأنا على السرير وكانت نوران جنبي ولاحظت إنشغالي بالموبايل وإتكلمت بضيق وتساؤل:
_ عامر، إنت من ساعة ما جيت وإنت باصص في الموبايل، هو في إي؟
جات تبُص على الموبايل قفلتهُ وإبتسمتلها وأنا بحطهُ جنبي وقولت:
= أبدًا ياحبيبتي، عاملين جروب أنا وصحابي الشباب في الشغل كدا بنحاول نفُك عن نفسنا بيه وقاعد بتونس معاهم مش أكتر، حقك عليا.
إتنهدت وإبتسمت بعدم رضا وبعدين جهزت نفسها عشان تنام وقالت:
_ تمام يا عامر، اللي تحبهُ.
نامت بالفعل وهي على إعتقاد إني هكلمها ومخليهاش تنام ونتكلم مع بعض، ولكن أنا كان عندي حاجة تانية أهم وقتها، أو زي ما كان في إعتقادي.
كملت كلام مع نهى لحد الصبح بنضحك ونهزر ونعيد الذكريات والحنين والشوق من تاني، أنا حاسس إني بعمل حاجة غلط وبخون مراتي وضميري مش مبطل تأنيب فيا ولكن أنا حابب الوقت دا غصب عني.
واحدة كنت بحبها وبتحبني من زمان جدًا رجعت تكلمني من تاني طبيعي هتكلم معاها وهبقى مبسوط كمان.
كانت الساعة 6 الصبح لما خلصنا كلام على إتتفاق إننا نتقابل بكرا والمفروض شغلي الساعة 10 ولكن قررت إني هكنسل للشغل وهنام ساعتين وأصحى أخرج معاها.
جِه ميعاد الشغل ولقيت نوران بتصحيني وهي بتقول:
_ يا عامر، الشغل يا حبيبي هتتأخر عليه.
رديت عليها بتعب وأنا بحط المخدة على دماغي:
= هأجز النهاردا يا نوران إطلعي برا وإقفلي الستاير دي خليني أكمل نوم.
إتكلمت بتساؤل وقلق وقالت:
_ فيك حاجة طيب، تعبان؟
رديت عليها بعصبية وإيجاز من التعب:
= مفيش حاجة يا ستي عايز أنام شوية، إطلعي برا بقى.
حسيت بيها بتقوم من جنبي بزعل وبعدين الستاير إتقفلت والدنيا ضلمت ورجعت أكمل نوم بأريحية من تاني، ساعتين تلاتة وصحيت بلهفة عشان أنزل أقابل نهى.
لما صحيت كانت نوران قاعدة برا مع الولاد بتغيرلهم هدومهم واضح لسة واخدين شاور، إتكلمت وقولت بعيون لسة فيها نوم:
_ أنا هاخد شاور سريع وهنزل مع صحابي شوية.
مردتش عليا إكتفت بس بهز راسها ودا في شخصية نوران علامة على إنها زعلت مِني ومش عايزة تتناقش معايا، مهتمتش بصراحة على غير العادة ودا اللي ضايقها مِني أكتر وسيبتها ودخلت خلصت وغيرت ونزلت على طول.
كنت قاعد في الكافيه اللي إتتفقنا عليه مستنيها، ولما جات قومت وقفت وأنا سعيد بصراحة وأنا بجدد شبابي معاها، إتكلمت وقولت بسعادة:
_ مش قادر أصدق إننا رجعنا نتكلم من تاني بكل سهولة كدا.
إبتسمت وهي بتغمزلي وقالت:
= إدعيلي بقى.
فضلنا نتكلم ونهزر شوية وبعدين قولت بتساؤل:
_ أهلك فين دلوقتي صح يا نهى؟
إتكلمت بلا مبالاة وقالت:
= أكيد في بيتهم يعني، أنا عن نفسي عايشة لوحدي.
بصيتلها بغرابة وقولت بتساؤل:
_ يعني إي عايشة لوحدك، وإزاي يعني؟
إتكلمت بنفس النبرة وهي بتقلع نضارة الشمس وقالت:
= عادي يعني يا عامر، أنا مبقتش أحب أعيش مع حد وتحكمات من ساعة ما إنفصلت من حسين.
حسيت نفسي مش راضي عن القاعدة دي ولكن قولت بتساؤل:
_ إنتِ بقالك قد إي منفصلة عن حسين يا نهى؟
إتكلمت بتفكير وهي باصة للسما شوية وبعدين قالت:
= 4 سنين.
إتكلمت بصدمة وقولت:
_ بقالك 4 سنين عايشة لوحدك؟
ضحكت وبعدين قالت:
= مش بالظبط أوي يعني، أنا من بعد حسين إتجوزت 3 مرات، بصراحة كل مرة مكنتش برتاح مع الشخص دا وكنت بزهق بسرعة فـ بتطلق بسرعة برضوا، أعتقد دا السبب إن ماما وبابا مش راضيين يكلموني تاني.
حسيت نفسي قاعد قدام واحدة معرفهاش، بجد شخصية تانية خالص عن البنت اللي كنت بحبها من 6 سنين، إتكلمت بذهول وتساؤل وقولت:
_ وعلى كدا بقى إنتِ جاية تجربي حياتك معايا وتشوفي هترتاحي ولا لأ ولا إي الدنيا يا نهى؟
إتكلمت بضحك وهي واخدة الموضوع هزار وقالت:
= طب وإي يعني، مش كدا كدا الشرع محلل أربعة، أنل معنديش مشكلة أدخل على ضُرة يا سيدي.
إتكلمت بسخرية وبقرف منها ومن نفسي إني بفرط في اللي معايا عشان واحدة زي دي وقولت:
_ لأ وأنا مقبلش.
إتكلمت بصدمة وقالت بعدم فهم:
= مش فاهمة تقصد إي؟
ضحكت بسخرية وقولت وأنا بقوم:
_ يعني أنا موعدتكيش بالجواز مثلًا، دا أنا لسة عارفك إمبارح من بعد 6 سنين والحقيقة طلعتي شخصية تانية خالص يا نهى غير البنت اللي كنت بحبها زمان.
دلوقتي أنا مش عايز أعرفك تاني ولا أشوفك حتى، ياريت يا نهى متبعتيليش تاني وأنا المرة دي اللي هلغي كل التواصل بيننا، وياريت تبطلي اللي بتعمليه دا وترجعي لأهلك ولعقلك لإن واحد غيري مفاقش دلوقتي كان هيستغل شخصيتك دي دلوقتي، للأسف يا نهى مبقيتيش الشخصية اللي عارفها وحتى لو بقيتي أنا خلاص فوقت الحمدلله من اللي كنت هعملهُ وهدمر حياتي بيه.
مشيت من قدامها على طول وأنا بحمد ربنا إني فوقت، يمكن مش بس عشان شخصية نهى اللي إتبدلت بعد السنين دي كلها، يمكن كمان عشان حسيت للحظة إني بعُك الدنيا جامد وإني هخسر حياتي وبيتي بسبب نزوة ولحظة شيطان.
مسحت الشات ومسحت رقمها بعد ما بلكتها ويُصادف إن بكرا بداية سنة جديدة، روحت لمحل حلويات وإشتريت حلويات كتير أوي وشوية ألعاب للأطفال وكمان جبت سلسلة وبوكيه ورد هدية لنوران، يمكن هي متعرفش اللي هببتهُ ولكن بصالحها عشان ترضى عني عشان على الأقل أقدر أسامح نفسي.
روحت البيت على طول وأول ما فتحتلي وشافت الورد إبتسمت بدهشة وبعد ما دخلنا حضنتها أنا المرة دي وقولت:
_ حقك عليا لو كنت متغير معاكِ من إمبارح بس قولت أعملك مفاجأة، كل سنة وإنتِ معايا دايمًا يا حبيبة قلبي.
في دمعتين نزلوا منها تأثيرًا بالموقف وقالت:
= أنا فعلًا إتضايقت منك أوي يا عامر.
مسحت دموعها وقولت بإبتسامة:
_ حقك عليا والله، أنا أسف سامحيني.
إبتسمت وقبل ما تتكلم جريوا الأطفال عليا وخدوا الهدايا وشوبة حلويات وإديت الباقي لنوران تجهزهم عشان سهرة النهاردا مختلفة قدام الأفلام وإستقبال السنة الجديدة من غير آي أخطاء ولا زعل، والحمدلله إني فوقت قبل مل تبقى بداية السنة الجديدة بذنوب وخراب عليا بدل ما تكون سعيدة ودافية وجميلة أوي زي الليلة، قررت إني مستحيل أستسلم لشيطاني تاني على قد ما أقدر.
#هاجر_نورالدين
#قرار_السنة_الجديدة
#تمت