رواية قلبي اختارك الفصل السادس 6 بقلم رحاب محمد
( البارت السادس )
الصبح صحيت فرح بفزع على صوت رنات تليفونها.
ردت وهي لسه نايمة: "ألو... أيوة يا فاطمة
فاطمة: "إنتِ لسه نايمة الساعة 2 الظهر يا هانم! وأنا عايزة أجيلك زي ما اتفقنا امبارح."
فرح نطت من على السرير بفزع: "إيه؟ 2 الظهر! ده في ناس جاية النهارده! يالهوي! طيب، وبعدين؟ إنتِ ليه لسه مجتيش؟ متخلصي يا زفتة إنتِ!"
فاطمة: "وأنا أعرف عنوان البيت منين يا غبية
فرح: "آه صح، طيب أنا هسأل مهاب على العنوان وأقولك."
فاطمة: "ماشي، سلام."
قفلت المكالمة. مرة واحدة لقت صوت عالي أغاني أجنبية اشتغل.
فرح باستغراب: "ده إيه ده إن شاء الله؟" وخرجت تدور على الصوت جاي منين، لغاية ما وصلت لأوضة بعيدة عن كل الأوض وشباكها على الجنينة بتاعت الفيلا.
دي أوضة الرياضة بتاعت مهاب، زي جيم في البيت، وهو كان بيمشي على المشاية ومش واخد باله منها. وقفت شوية تتفرج عليه.
فرح بابتسامةوهمس لنفسها: "إيه ده؟ إنتَ طلعت حلو أوي وأنا مش واخدة بالي منك من بدري! بس يلا، تتعوض يا هوبا
دخلت الأوضة. مرة واحدة الأغاني سكتت.
مهاب بصّ لها بنرفزة وزعق: "لما أكون هنا مش بحب حد يدخل عليا ولا يفصلني كده! وإياكِ تكرريها تاني!"
فرح اتعصبت: "في إيه؟ إنتَ بتزعق كده ليه أصلاً؟ أنا مكنتش أعرف. اديني خارجة وسيباهالك!" وخرجت بسرعة.
مهاب: "أوف! أنا زعقت لها ليه؟ هي كانت هتعرف منين يعني؟ عندها حق."
خرج وراها: "فرح... فرح استني!" ومسك إيدها علشان يوقفها. "أنا مكنتش أقصد أزعق، بس اتعصبت... متعودتش حد يفصلنى كده "
فرح بصت له وعينيها كلها حزن وصوتها مكسور: "وأنا مش بحب حد يزعق لي، وبخاف من الصوت العالي. أنا تعبت من كده."
مهاب حس قد إيه هي مكسورة قوي وضعيفة بس رافضة تبين ده طول الوقت في لحظة شدها في حضنه كأنه بيطمنها: "أنا آسف. عمري ما هزعق لكِ كده تاني، ولا هسمح لحد يعمل كده معاكي أصلاً."
فرح ابتسمت وهي في حضنه، لأنها حست بالأمان اللي عمرها ما حست بيه. بس محبتش الوضع ده، مش عايزة يقربها منه علشان صعبانة عليه أو يكون بيعطف عليها وبس بعدت عنه بهدوء وبصت له وابتسمت: "شكرًا إنك فهمتني، بس لو حضنتني كده تاني دراعك هيوحشك."
مهاب بص لها وفتح عينيه، وبعدين ضحك بصوت عالي: "ينهار أسود! إنتِ اتحولتي بالسرعة دي إزاي؟ ده إنتِ من ثانية كنتِ رقيقة وحلوة، مرة واحدة كده طلع الشبح اللي جواكي!"
فرح ضحكت: "آه، هو كده! هتقل أدبك الشبح يحضر علطول!"
مهاب: "ماشي، يا عم الشبح."
فرح: "المهم، أنا كنت جاية أقولك عايزة عنوان البيت ده علشان أنا معرفوش، وصحبتي عايزة تيجي زي ما قلت لك امبارح."
مهاب: "ماشي، بس أنا ممكن أخلي حد من عندي يروح يجيبها."
فرح: "لا، هي مش هترضى. هات العنوان بس."
مهاب: "ماشي، ممكن ترضى. شوفي، لو مش عايزة حد غريب، ممكن أخلي أخويا يروح يجيبها بنفسه. هو كده كده جاي."
فرح بتلقائية: "يعني هو أخوك كده مش غريب؟ إنتَ نفسك غريب عننا!"
مهاب الكلمة ضايقته جدًا، وبص لها بزعل: "عندك حق."
فرح حست إنها زعلته: "مهاب، أنا مش قصدي اللي قلتُه والله! أنا آسفة."
مهاب: "وتتأسفي ليه؟ أنا غريب عنك فعلاً."
فرح زعلت من نفسها: "لا، أنا غلطانة بس مش قصدي. إنتَ عارف إنتَ اتجوزتني إزاي..."
وكانت بتتكلم بالعافية لما افتكرت كل اللي فات.
مهاب حس إنها خلاص هتعيط، حب يخرجها من الجو ده وبص لها وابتسم: "منتي طلعتي حلوة أهو وبتعرفي تتكلمي زي الناس وتعتذري! آه، بس لو تتخلصي من الشبح اللي بيظهر فجأة ده."
فرح ضحكت: "لا، ده لازم يحضر علطول!"
مهاب بصوت هادي وكلّه رجاء: "فرح، ممكن تدينا فرصة نقرب من بعض بجد؟"
فرح حسّت إنها فعلاً عايزة تقرب منه وتعرفه اكتر وكمان تعرف هو ليه بيعمل معاها كل ده هزت دماغها بمعنى موافقة.
مهاب ابتسم لها وكان مبسوط جدًا إنها وافقت.
فرح: "وأول حاجة في إني أقرب منك هوافق إن أخوك يروح يجيب صاحبتي."
مهاب ضحك: "ده إيه كرم الأخلاق ده كله؟ بس ماشي، مع إنها حاجة ملهاش علاقة بينا خالص."
فرح: "لا، ليها. معناه إني بدأت أطمن لك، مع إني خايفة منك إنت وأخوك."
مهاب ضحك على كلامها: "يساتر! ليه؟ بنعض ولا إيه؟ متخافيش، أخويا محترم، مش هيأكل حتة من صاحبتك وهي جاية."
فرح ضحكت: "يخوفي من محترم دي! أكيد محترم زيك كده."
مهاب: "آه، بالظبط!"
مهاب اتصل بسيف علشان يقوله يروح يجيبها.
شوية ووصلت أمّه وأخته. قابلتهم فرح وسلّمت عليهم.
مهاب عرفها عليهم.
سناء (أم مهاب): "ما شاء الله يا مهاب، عرفت تختار عروسة! أدب وأخلاق وما شاء الله قمر."
فرح ضحكت: "ربنا يخليكي يا طنط."
روضة (أخته): "لا، بجد ما شاء الله عليكي، أمورة!"
فرح: "حبيبتي إنتِ اللي قمر."
دخل عليهم فارس رايح ناحية روضة على طول: "حبيبتي القمر اللي مفيش زيها اتنين!"
مهاب مسكه من كتفه: "فيه إيه يا بني؟! إنتِ متحترم نفسك إيه ده؟ طيب سلم على الناس اللي قاعدة الأول!"
كلهم ضحكوا عليه.
روضة ضحكت: "حرام عليك يا مهاب، سيبه، ده نسي يعني علشان وحشته."
مهاب بص لها بقرف: "يساتر على برودك إنتِ وهو!" وزقه: "خدي يا أختي اشبعي بيه."
فارس: "هو هيقع! طب براحة، طب زعقتنا قدام العروسة الجديدة."
فرح وهي بتضحك: "لا، ميهمكش."
فارس سلم عليها: "تسلمي والله! إنتِ شكلك كده ذوق، مش زي جوزك."
مهاب من بعيد: "ماله جوزها يا ض؟!"
فارس: "عسل يا حبيبي، عسل! وأنا قلت حاجة؟"
كلهم ضحكوا عليه.
عند سيف:
سيف أخد رقم فاطمة من مهاب علشان يعرف يوصل لها. كلمها: "أيوة، إنتِ دي اللي لابسة دريس أسود؟"
فاطمة: "أيوة، فينك بقى؟"
سيف: "خلاص جنبك أهو."
وأول ما قرب عليها وشاف شكلها، وقف وبيحلق عليها: "ده إيه الجمال ده بس!"
فاطمة قربت من العربية وركبت.
سيف فضل واقف وبيتفرج عليها.
فاطمة اتكسفت منه: "في حاجة يا أستاذ سيف ولا إيه؟"
سيف: "ها... ده فيه حاجات مش حاجة واحدة."
فاطمة: "نعم؟"
سيف: "ولا حاجة، ولا حاجة."
مشيت العربية، وطول الطريق كان يبصلها وهي واخدة بالها ومكسوفة منه وعايزة الطريق يخلص بسرعة.
وأخيرًا وصلوا ودخلوا المكان. كانوا قاعدين فرح وفاطمة، سلموا على بعض، وعرفتها على كل الموجودين. فضلوا يتكلموا كتير، وفرح وفاطمة حبوا روضة وبقوا صاحباتها هي كمان.
سناء قالت لفرح بابتسامة: "فرح يا حبيبتي، عايزاكي لوحدنا شوية ممكن؟"
فرح ردت: "طبعًا"، وقامت معاها وقعدوا بعيد عن الكل.
سناء بصتلها وقالت: "بصي يا فرح، أنا حبيتك جدًا والله. زيك بقيتي عندي زي بنتي بالظبط."
فرح ردت وهي مبتسمة: "وأنا كمان والله يا طنط حبيتك أوي زي أمي بالظبط."
سناء: "يبقى بلاش طنط دي ونخليها ماما."
فرح ابتسمت بحب: "أكيد دي حاجة تفرحني جدًا."
سناء: "أنا طبعًا مهاب حكالي عن كل حاجة، وعارفة هو اتجوزك إزاي. بس يا فرح، مهاب معاكى انتى ذات بقى شخص تانى ابنى شكله بيحبك "
فرح بصتلها باستغراب: "بيحبني، طب إزاي وامتى ده، وهو نفسه مقاليش."
سناء قالت بثقة: "وإنتِ كمان بتحبيه."
فرح ضحكت: "إيه ده، وأنا لحقت أصلاً أعرفه."
سناء مسكت إيدها وقالت: "لمعة عنيكي وعينيه وانتوا بتبصوا لبعض هي اللي قالت كده. بصاتكم لبعض كل شوية من غير ما التاني ياخد باله هي اللي قالت. فرحتك دلوقتي لما قلتلك إنه بيحبك هي اللي قالت. ومسكت إيدها وقالت: ادي لنفسك فرصة تعيشي حياة جديدة غير اللي كنتي فيها، واديله هو كمان حياة غير اللي عاشها مهاب شاف كتير في حياته ويستاهل واحدة زيك تبدأ معاه من جديد انا عمرى ما كنت حابه اللى هو عامله فى نفسه وطلبى منك انك تقربى منه وتفضلى معاه ومش هتشوفى غير كل خير "
فرح حسّت بكل كلمة قالتها سناء وإنها فعلاً لازم تبدأ معاه من جديد. استغربت وسألت بهدوء: "إيه اللي مهاب شافه وحش."
سناء ابتسمت وقالت: "هو يبقى يحكيلك كل حاجة، مش أنا." وقامت ومشيت من غير ما تضيف كلمة.
كان فى اساله كتير جواها ناحيته وكل شوية بتزيد لكن قررت فعلا انها هتحاول تقرب منه وتبداء حياة جديدة
بعد ما الكل مشي، كل واحد فيهم دخل أوضته.
مهاب أخذ دش وخرج. سمع صوتها بتتكلم في البلكونة، دخل بهدوء علشان يخضها.
مهاب بصوت عالي وهي مش شايفة إنه دخل: "بتعملي إيه يا فرح؟"
فرح: صرخت بفزع وبصت لقيته بيضحك عليها. اتعصبت وبنرفزة: "منك لله يا شيخ! كل يوم كده! حرام عليك، اسكت بقى وبطل ضحك."
مهاب: "خلاص خلاص، مش هعملك كده تاني. بس كنتِ بتكلمي مين؟"
فرح: "بكلم فاطمة، استنى أقفل معاها." وقفلت.
مهاب بصّ لها وبيتفرج على كل حركة منها، متابعها.
فرح بابتسامة: "في إيه؟ بتبصلي كده ليه؟ في حاجة ولا إيه؟"
مهاب: "هااا لا أبداً، مفيش حاجة. بس خلي بالك، أنا كده هغار من فاطمة. ده أنتِ بتتكلمي معاها أكتر ما بتتكلمي معايا."
فرح: "أنا وفاطمة كده، مش بنسيب بعض خالص، وهي أكتر حد كان بيصبرني على اللي كنت فيه. وما ليش حد قريب مني غيرها."
مهاب حس بالحزن في كلامها، مسك إيدها وكأنه بيطمنها: "فرح، أنا عايزك تبقي فاهمة بعد كده إني جنبك وإنك مبقتيش لوحدك زي الأول."
فرح : ليه يا مهاب ليه بتعمل كل ده من اول ما شوفتنى
ابتسم بخفه : هتصدقينى لو قولتلك انى مش عارف كل اللى انا عارفه ان بحس انك مسؤوله منى انى مبسوط لما بشوفك واتكلم معاكى مهمتى حمايتك
فرح بصت له بحب ظاهر في عينيها وبصوت هادي كله أمل: "بجد يا مهاب يعنى عمرك ما هتسبني ولا تزهق مني واصحى الاقينى لوحدي تاني؟"
مهاب بصوت كله صدق وهو بيمسك إيدها أكتر وكأنه بيديها أمان: "أنا عمري ما هزهق منك ولا أقدر أسيبك. أنتِ بقيتِ غالية أوي عندي يا قطتي."
فرح ضحكت: "أهو قطتي دي بتخوفني وتقلقني منك."
مهاب باستغراب: "أشمعنى يعني؟"
فرح: "بحسك كده مش تمام، مش مظبوط يعني."
مهاب ضحك: "بصي، الصراحة أنا مش تمام فعلاً."
فرح شدت إيدها منه: "ما أنا بقول كده، مش مرتاحالك من الأول."
مهاب ضحك: "يا غبية، أنتِ مراتي. في إيه؟"
فرح ضحكت: "آه صح، في إيه؟ بس بقولك صحيح، أنت عرفت ستات قبل كده؟"
مهاب: "يووووه، مقولكيش بعدد شعر راسي."
فرح بدأت تغير بس مش مبينة: "آه، وحبيت حد منهم قبل كده؟"
مهاب بص في عينيها وكل كلمة كانت خارجة منه بصدق: "عمري ما حبيت حد فيهم ولا عمري حسيت أي حاجة ناحية حد. كلهم كانوا مجرد وقت مش أكتر. بس في واحدة عرفتها قريب، بأقل تصرف منها قادرة تملكني ابتسامتها بتسحرنى ."
فرح اتكسفت من كلامه: "أحمممم، ماشي، هعمل نفسي مصدقاك."
مهاب: "والله كل اللي قولتهولك ده حقيقة، ما كذبتش في حرف واحد. أنا بعتبر الستات دول زي الورد، لازم أعرف كل أنواعه. بس أنا خلاص، بقيت من كل الورد ده مش عايز غير وردة جوري واحدة. أول ما شفتها حسيت إنها ملكت حياتي."
فرح اتكسفت أوي من كلامه وخدودها بقت حمراء أوي من كتر كسوفها. فهمت إنه قصده عليها هي، ابتسمت له من غير أي كلمة.
وفضلوا يتكلموا كتير في كل حاجة، وهي حكت له عن نفسها لغاية ما الفجر أذن.
فرح: "هااا، إحنا قعدنا كل ده بنتكلم؟ والله ما أخدتش بالي خالص."
مهاب: "لما الوقت بيبقى حلو مش بنبقى عايزينه يخلص."
فرح ابتسمت له: "صح، بس هقوم أصلي الفجر بقى وأنام، وكمان علشان أنت تعرف تصحى لشغلك متنساش تصلى قبل ما تنام ."
مهاب: "ماشي، بس استني قبل ما تدخلي." دخل الأوضة وخرج بالوردة.
فرح ضحكت: "إيه ده؟ أنت تاني؟"
مهاب: "وكل يوم، مش هتنامي غير لما تاخدي وردتك."
فرح: "ماشي يا سيدي، شكراً. أنا فعلاً بعشق الورد الجوري."
مهاب ابتسم لها: "أكيد هتحبيه علشان شبهك."
فرح اتكسفت واتكلمت بسرعة وهي داخلة جوه: "تصبح على خير يا مهاب."
مهاب ضحك على كسوفها: "أصبح على عينيكِ الحلوة يا قطتي."
الصبح، مهاب كان لابس ونازل رايح شغله. نزل السلم لقاها قدامه ولابسة هدوم خروج.
مهاب باستغراب: "إيه ده؟ رايحة فين ولابسة كده؟"
فرح: "أولاً صباح الخير."
مهاب ابتسم: "صح نسيت، صباح الورد يا قطتي."
فرح ضحكت بفرحة وكسوف: "ثانية، المفروض أنا عندي جامعة، وبقالي يومين أو أكتر ما رحتهاش."
مهاب: "آه، صحيح، ده أنا نسيت الموضوع ده."
فرح: "أنا أصلاً مش رايحة."
مهاب: "نعم يا أختي؟ أمال رايحة فين الصبح؟"
فرح بابتسامة مستفزة: "رايحة معاك الشغل."
مهاب رفع حاجبه: "وده ليه إن شاء الله؟"
فرح اتكلمت بدلع وهي بتقرب منه: "مش أنت يا زوجي العزيز قلتلي إننا عايزين نقرب من بعض؟ وأنا عايزة أقرب منك."
مهاب اتلخبط: "آه ماشي، بس الكلام ده في البيت، مش في الشغل."
فرح: "الله بقى يا مهاب، متبقاش رخم. أنا عايزة أروح أتفرج عليك وأنت بتشتغل، وكمان عايزة أشتغل معاك أصلاً في الإجازة، والأيام اللي ما بروحش فيها الجامعة. عايزة أبقى معاك في كل حاجة."
مهاب بتفكير: "ماشي، موافق."
فرح بصوت كله حماس: "هيييي! حبيبي يا هوبا !"
مهاب باندهاش: "إيه؟ قلتي إيه؟ قولي الدلع ده تاني كده."
فرح ضحكت بصوت عالي: "بس بقى، اتلم ويلا بينا."
مهاب: "والله ما هنتحرك من هنا غير لما أسمع الجملة كلها تاني."
فرح بكسوف: "حبيبي يا هوبا ."
مهاب فرح جداً وقال: "وأنا مش عايزك تبعدي عني أبداً."
ركبوا العربية وراحوا الشركة. لما وصلوا، الكل كان عايز يعرف مين اللي معاه. معروف عن مهاب إنه بيعرف ستات كتير، لكنه عمره ما جاب حد معاه الشركة. الناس كانوا بيتفرجوا على جمال فرح، والبنات غيرانة منها، وكل واحدة كان نفسها تبقى مكانها.
دخلوا المكتب، ومهاب قعدها على كرسي قصاده، وقال: "عايزة أي حاجة أجبها لك؟ أي حاجة تتسلي فيها علشان متزهقيش؟"
فرح بصت له بابتسامة: "أنا مش عايزة حاجة غير إني أقعد كده أتفرج عليك وبس، ومتاكدة إني مش هزهق."
مهاب ابتسم بحب: "ماشي، على راحتك."
بدأ يركز في شغله، وبعد شوية دخل فارس على طول، وماخدش باله إن فرح قاعدة في المكتب. اتكلم فوراً:
فارس: "بقولك، 5 دقايق وعندنا اجتماع مع بسنت. ابسط يا عم، هتخربها طبعاً أنت بعد الاجتماع، وهي أصلاً قدمت الاجتماع علشان بقالها كام يوم ما شافتكش، وجاية لك مخصوص وهتروقك يا معلم."
مهاب كان بيشاور له ومش عارف يرد، وفارس مستغرب: "في إيه يا عم؟ مالك بتشاور على إيه؟"
بص جنبه، لقى فرح قاعدة، اتصدم وقال: "مدام فرح! إزايك؟ عاملة إيه؟"
فرح ابتسمت ابتسامة صفراء: "إزايك."
فارس حس إنه لخبط الدنيا، وقال بسرعة: "أحمم، استأذن أنا. أسيبكم على راحتكم، ما تنساش الاجتماع يا مهاب." وخرج بسرعة.
فرح بصت له وهي معصبة: "مين بسنت دي يا مهاب؟"
مهاب: "عايزة الحقيقة ولا أكذب؟"
فرح: "أكيد الحقيقة. أخلص."
مهاب: "دي واحدة بينا وبينها شغل كتير، بس هي بتحبني. والله ما بحبها، وزي ما قلتلك امبارح، عمري ما حبيت حد قبل كده."
فرح هدأت شوية: "ماشي. أنا هحضر معاك الاجتماع ده."
مهاب: "ليه؟ مينفعش. خليكي هنا وأنا مش هتأخر عليكِ."
فرح بصوت حاسم: "مهاب! قلتلك هحضر معاك."
مهاب: "حاضر. طيب يلا، اتفضلي قدامي على مكان الاجتماع."
دخلوا الاجتماع، وفارس كان قاعد هناك. وبعد شوية دخلت بسنت، لابسة فستان ضيق بيظهر كل تفاصيل جسمها. شكلها ملفت، لكنها كانت بزيادة.
فرح بصت لها بقرف على لبسها وطريقتها في المشي اللي كلها دلع. بسنت قربت من مهاب وسلّمت عليه وباست خده.
فرح كانت غيرانة جداً وعايزة تتكلم، لكنها حبست نفسها.
بسنت سلمت على فارس، ولما وصلت عند فرح، بصت لها باستنكار وقالت: "إيه دي يا مهاب؟ مين دي؟ وإيه اللي هي لابساه ده؟"
فرح اتعصبت وبصت لها من فوق لتحت بقرف وقالت: "ماله لبسي؟ مش أحسن ما أنزل بقميص النوم زيك؟ إيه يا بنتي اللي أنتي لابساه ده؟ انتي صحيتي، كسلتي تغيري، وقلتي تنزلي بلبس النوم ولا إيه؟"
مهاب وفارس ما قدروا يمسكوا ضحكتهم.
بسنت اتعصبت وقالت: "لبس نوم إيه يا فلاحه؟ وإيه اللي هيفهمك أنتِ في اللبس أصلاً؟"
مهاب اتعصب لما شافها بتشتم فرح وزعق: "بسنت! احترمي نفسك وما تتكلميش كده معاها!"
مهاب اتعصب لما لقاها هتشتمها، وبزعيق: "بسنت، احترمي نفسك ومتتكلميش كده معاها."
بسنت: "ف إيه يا مهاب؟ ده بدل ما تشتمها وتطردها بتزعقلي! مين دي أصلاً علشان تزعقلي علشانها؟"
مهاب: "دي تبقى مراتي."
بسنت اتنرفزت ومش مصدقة اللي قاله: "نعمممم! مراتك؟ ده إيه إن شاء الله؟ تسيبني أنا وتتجوز دي؟" وبتشاور على فرح باحتقار.
فرح كانت هترد عليها، لكن مهاب شاورلها تسكت.
مهاب: "آه، اتجوزت دي، وميخصكيش في حاجة. إحنا دلوقتي كل اللي بينا شغل وبس."
بسنت: "شغل؟ شغل ده إيه يا أبو شغل؟ والله لوريك أنا هعمل فيك إيه."
مهاب، بيرد بكل برود: "إنتي عارفة كويس أنا آخر واحد أتهدد من واحدة زيك. ولو هتتكلمي معايا كده تاني، برضو إنتي عارفة هعمل فيكي إيه."
وبزعيق: "وغوري يالا من هنا علشان نرفزتيني."
فرح خافت منه لما زعق، واتصدمت. هي أول مرة تشوفه كده وحست انها فعلا عايشة مع شخص متعرفهوش وخصوصاً إن بسنت اترعبت، مش بس خافت من كلامه.
بسنت بخوف: "ماشي يا مهاب، همشي، بس والله ما هسيبك."
وخرجت بسرعة قبل ما يعملها حاجة.
تفتكروا بسنت هتعدى اللى حصل على خير ولا ايه اللي هيحصل
وفرح هتقدر ابداء من جديد ولا اللى شافته من مهاب هيخليها تتغير 🫣
#رواية_قلبى_اختارك
#حكايات_رحاب_دراز✍️