رواية قضية عزاء في ثوب زفاف الفصل الرابع 4 بقلم هاجر نورالدين
قضية عزاء في ثوب زفاف _ الحلقة الرابعة 4.
قفلت الجوابات اللي كانت جنات كتباها عند الحِتة اللي وقفت عندها وقولت بتنهيدة وتعب:
= خليها تدخل.
دخلت بالفعل وقعدت قدامي وهي باين على ملامحها الهعب والإرهاق والحزن، ودا شيء أقل من الطبيعي بعد اللي حصل لبنتها، إتكلمت وقالت بنبرة تعبانة:
_ وصلت لحاجة في القصية ياحضرة الظابط، عايزة أعرف مين قتل بنتي؟
إتنهدت بتعب ورجعت ضهري على الكرسي لإن تقريبًا كل يوم هي هنا عندي وبتسأل نفس السؤال بُحرقة ودا طبعًا حقها، وأنا الحقيقة مش بزهق وبقولها نفس الإجابة كل مرة:
= لسة يا أمي، إحنا بنحقق وإن شاء الله نلاقيه في أسرع وقت، أنا عايزك بس متتعبيش نفسك وتنزلي كل يوم وإحنا هنعرف قريب وأول ما نعرف هنبلغك.
بكت كالعادة بهدوء وقالت:
_ غصب عني يابني عايزة أعرف اللي قتل بنتي بالوحشية دي عمل فيها كدا ليه، عايزة جتتها ترتاح في تُربتها.
إتنهدت من تاني بشكل أقوى وأنا عاذرها مليون عُذر بسبب منظر بنتها اللي شافتهُ وقعدت معاها شوية وبعدين قامت ومشيت.
قبل ما أرجع لقراءة الورق من تاني جالي تليفون إنهم لقوا عِدة الجريمة مدفونة في مكان قريب من مكان الجريمة.
سيبت الورق في الدرج بتاعي وقفلت عليه كويس وروحت للمكان، لما وصلت كان المكان مليان أفراد من الشرطة لممع المدنيين من إنهم يدخلوا المنطقة دلوقتي.
لبست جوانتي وفتحت الشنطة اللي لقوها واللي إستغربتها جدًا، قد إي اللي عمل كدا كان متوحش مش إنسان، المُعدات متحضرلها يعني كانت قضية قتل عمد.
كانت عبارة عن ساطور وحبل ومطوة قرن غزال ومُخدر قوي ومنديل قماش وإزازة صغيرة فيها ماية نار.
الساطور كان مليان دم متجلط وكذلك المطوة بس قطرات مش كتير، والحبل كان مقطوع والإزازة فيها جزء بسيط بس.
سلمتهم للظابط المسئول عشان يكشفوا عليها في الطب الشرعي ويرفعوا البصمات من عليهم عشان نقدر نمسك الجاني.
أنا من قراءتي للمذكرات لحد دلوقتي المشتبه فيه والجاني قدامي هو أمير الزوج، واللي خدناه على ذِمة التحقيق عشان لسة مفيش حاجة تدينهُ.
ومن ضمن قائمة المشتبه فيهم هو محمود اللي كانت الضحية على علافة غرام بيه الأول وبرضوا أبوها وعمها، ولكن لحد الآن معتقلين أمير بس والباقي تحت المراقبة لحد ما نعرف الجاني فيهم.
روحت المكتب بتتعي من تاني وفتحت الدُرج وقعدت أقرء باقي الورق اللي لقيناه وإحنا بنقبض على أمير في أوضة جنات مقفول عليه بالمفتاح واللي الظاهر أمير ميعرفش حاجة عنهُ أصلًا.
******
بعد ما أمير سابني ونزل قعدت مكاني وأنا خايفة من المصايب اللي ممكن تحصل دلوقتي، محمود مطلعش زي ما كنت متخيلاه نهائي، طلع أبشع شخص ممكن أقابلهُ في حياتي.
كدا المشاكل مش واقفة على تهديد أمير ليا وبس، أمير مفيش خوف منهُ طول ما أنا معاه ولكن الخوف كل الخوف من محمود لإنهُ عملها مرة وممكن عادي يعملها تاني.
فضلت قاعدة مكاني وخايفة من اللي هيحصل ومستنية رجوع أمير بتوتر وقلق عشان أعرف عمل إي.
بعد شوية وقت عدا عليا كإنهُ سنين أمير كان راجع وهو متعصب والشر طالع من عيونهُ وملامحهُ كلها، وقفت بقلق وقولت بتساؤل ورعب من منظرهُ:
_ إي اللي حصل يا أمير؟
قعد على الكرسي وهو بياخد نفسهُ بصعوبة وبصلي وقال:
= المرة دي مش راضي ياخد فلوس ويسكت، بيقولي إني لو عايزهُ يفضل ساكت وميعملش مشاكل أطلقك ويتجوزك هو.
رميت جسمي وحِملي كلهُ وقعدت على الكنبة بضياع وقولت:
_ وإي العمل يا أمير؟
بصلي بنظرة مليانة غضب وقال:
= إي عايزة اللي بيقولهُ ولا إي؟
بصيتلهُ بصدمة وقولت بحزن وقلق:
_ والله العظيم أبدًا أنا مش بطيقهُ دلوقتي، أنا بسألك إي العمل يعني هنعمل إي؟
حط وشهُ بين كفوف إيدهُ وقال بنرفزة مكتومة:
= أنا مسكت في خناقهُ في الشارع وكنت هموتهُ لولا الناس لحقتهُ مِني، بس الواد دا من عمايلهُ أكيد وراه بلاوي ومصايب، أنا هدور وراه وهعرف أخليه يخرس بطريقتي.
خلص كلام وقام بعدها نزل تاني وأنا فضلت قاعدة مكاني بعيط من كل اللي بيحصل في حياتي ومش فاهمة إزاي حياتي إتقلبت كدا عشان غلطة صغيرة عملتها ما كلنا بنغلط!
عدا يومين من بعد الموقف دا وكان أمير مانعني أنزل من البيت عشان مقابلش محمود في وشي، وكان بيدور وراه في كل حاجة بيعملها.
لحد ما دخل من باب البيت وهو مُبتسم وسعيد وقال:
_ لقيت اللي هيخليه يتخرس خالص مدى حياتهُ.
وقفت قدامهُ بلهفة وقولت ونبضات قلبي عالية جدًا:
= إي يا أمير، طمنني؟
إبتسم أمير إبتسامة خُبث وقال:
_ مش قولتلك وراه مصايب، وطلع كمان أبوه بيداري عليه فيها.
قعد وروحت بسرعة قعدت جنبهُ وأنا الفضول هيقتلني وقولت:
= إي طيب، بطل تلعب بأعصابي وقول.
بصلي بنظرة إستهزاء وقال:
_ إنتِ عارفة إن لولايا يا حلوة كان زمانك مقتولة منهُ بعد ما
يغتـ صبك كمان!
بصيتلهُ بصمة وقولت بعدم فهم:
= مش فاهمة!
إتكلم من تاني وقال بنفس النبرة الساخرة:
_ طلع بيضحك على البنات من زمان ويوهمهم بالحب وبعدين ياخد غرضهُ منهم ويقتلهم، وكان أبوه بسبب منصبهُ بيداري على أفعالهُ القذرة ويطلعهُ من كل القواضي دي.
بصيتلهُ بصدمة وقولت بتساؤل:
= وإنت عرفت الحاجات دي منين؟
إتكلم بتوتر بعض الشيء وقال:
_ من بار كدا كنت بروحهُ، والست اللي فيه تعرف ناس كتير أوي ومحمود دا زبون دايم عندهم، وهي عشان بتحبني حكتلي اللي أنا عايزهُ.
كنت في صدمة وحيرة وعدم إستعياب حقيقيين من اللي سمعتهُ على محمود وعلى أمير.
#هاجر_نورالدين
#قضية_عزاء_في_ثوب_زفاف
#يتبع