رواية في قبضة القدر الفصل العاشر 10 بقلم بتول عبدالرحمن
بارت 10
شاورلها بايده فوق وقال " بقا فوق خلاص ... بح ... ربنا خده خلاص ... يعني مبقاش في حد يمشيلك كل امورك "
حاولت تترجم كلامه اللي مش عايزه تصدقه ولا تستوعبه ... سكتت كتير وهيا واقفه مكانها مش بتدي أي ردة فعل وكأن الزمن وقف هنا ... عند اللحظه دي
" اتصدمتي صح ... مكنتيش متخيله أن يحيي ممكن يبعد عنك بس حصل ... يحيي اللي من زمان اوي معاكي ودايما بيخططلك كل خططك الغبيه ... ده اللي قتلتي بابا عشانه صح ؟ ... انا فاهمك من زمان اوي وعارف انتي بتعملي ايه بس بكبر دماغي من ناحيتك ... مكانش ليا اي علاقه بيكي لحد ما قررتي تخلصي مني وبعدها سهل تخلصي من فرح ... وقتها كل حاجه هتكون تحت ايدك وملكك ... ولادك معاكي وحبيبك معاكي وكل أملاك جوزك اللي قتلتيه معاكي ... بس انا بخرتلك كل احلامك صح ؟ ولادك اخدتهم وحبيبك خلصت منه وأملاك جوزك تحت سيطرتي ... اما انتي ... انتي هتفضلي لوحدك حاسه بالفراغ ... بس مش هنا ... مكانك مش هنا ... انتي عارفه المجرمين أماكنهم فين "
حست انها دايخه ورجلها مأسعفتهاش ... وقعت على الأرض وكل اللي دماغها يحيي ... ازاي يحيي مش موجود او اختفى بالطريقه دي ... بالطريقه اللي توجع دي ... نزل لمستواها وقال بهدوء " جه الوقت عشان تدفعي التمن ... حياتك من دلوقتي جحيم "
بصتله وعينيها بتلمع بالدموع وجواها غيظ الدنيا كلها ... الشر باين في عينيها وكرهها زاد اكتر
" نهايتك هتبقى على أيدي ... مش هرحمك صدقني "
" اخدت من تهديدك كتير ... وعايز اقولك أن اللي بيهدد مبيقولش واللي بيقول مبيهددش ... بلاش تهددي ووريني اخرك علطول ... اتعاملي ... بس للاسف لو اتعاملتي هيبقى من غير يحيي "
غيرت الموضوع وقالت بغضب" سيف فين ؟!"
اتقبل تغييرها للموضوع وقال " لو عايزه تكلميه هخليكي تكلميه ... لأنها هتكون اخر مكالمه وأنا مش قاسي لدرجة اني امنعك تسمعي صوت ابنك للمره الاخيره ... فتح فونه وكلمه اتطمن عليه وبعد كده اداها الفون ... كلمته بلهفه وهو مراقبها ... قفلت معاه وقالت لسليم " رجعه مصر يا سليم ... انا عايزه اشوفه وانت مش من حقك تمنعني منه "
" وانتي كان من حقك تمنعيني من ابويا ؟ "
" اسمع ... انا مليش دعوه بموت سالم ... معرفش جبت كلامك ده منين بس انا مليش دعوه "
" هصدقك واخزق عنيا حاضر "
" قولتلك مليش دعوه بموته ... هو اللي سكره وطي انا مليش دخل بده "
" طب وكلامك المباشر ليا عن انك عايزه تخلصي مني وبعدها تخلصي من فرح ... مش ده كان كلامك برضو ؟!"
" مش ده اللي كنت أقصده بالظبط ... كنت بقول كده عشان اضايقك "
" بجد كلامك متناقض وأنا مش عايز اضيع وقتي اكتر من كده معاكي ... مسألة وقت وهعرف اخد حقي منك انتي كمان ... مسألة وقت مش اكتر "
اتنهدت وغمضت عينيها بألم وقالت " يحيي فين ؟!"
" قولتلك مات ... انسيه خلاص "
" دفنته فين ؟!"
" دفن ؟ وانتي عايزاني أكرمه ؟!"
برقت عينيها بصدمه وقالت " قصدك ايه ؟!"
" قصدي انتي فهمتيه "
" طب وعملت ايه فيه ؟ حتى ابسط حقوقه سحبتها منه "
" هو ايه البجاحه دي بجد ... اومال لو مكنتوش متفقين على قتل ابويا وحرمتوني من أكبر حقوقي مش ابسطها ... الدور والباقي عليكي ... هطاردك في كوابيسك صدقيني "
قال كلامه وسابها ومشي ... عدى كذا يوم وهو بيدور في دفاتر داليا القديمه وعايز يخلص منها هيا كمان بس مش عارف ازاي خافيه كل حاجه بالرغم من أنها عامله بلاوي هيا ويحيي ... كان في مكتبه وبيفكر ... دخلت قدر ومعاها قهوه ... ادته فنجانه وقعدت على الكرسي اللي قدام مكتبه وقالت " وبعدين ؟!"
اخد بوق من قهوته وقال " وبعدين ايه ؟"
" بقالك كام يوم مش على بعضك ليه ... مشغول في ايه ؟!"
" في داليا ؟ عايز امسك عليها اي حاجه لاني عارف انها اكيد مش هتسكت وهتعمل اي حاجه ... انا مش عارف ايه هيا خطوتها الجايه وده مقلقني منها ... فبحاول ادور على حاجه تخلصني منها "
" انت عايز تاخد حق باباك بالقانون ؟!"
" بالظبط ... مش عايز يارا وسيف يتضايقوا لو انا عم......"
قالت بغيره " ويارا تهمك في ايه ؟!"
" مش بالمعني اللي في دماغك ... بس يارا مش وحشه عشان اجي عليها اكتر من كده ... عايز اعرفها اني طلقتها عشان متبنيش أمل كداب أن ممكن علاقتنا تاخد وضع تاني ... هيا متستاهلش برضو كل ده "
قامت وقفت وقالت بغضب " خليها تنفعك بقا سلام "
فتحت الباب ولقته وراها بيزق الباب ... لفتله وقالت " سيب الباب "
" بطلي رخامه بقا ... انا قولت ايه غلط هااا ؟"
" مش صعبانه عليك اوي ... خليها تنفعك بقا "
" قدر ... انا مقولتش كده ... متحلليش كل حاجه بدماغك لو سمحتي ... وبعدين انا في ايه ولا في ايه ؟!"
" انت قولت مش هتيجي عليها اكتر من كده ؟ ايه معني كده "
" ده لاني عايز اعرفها بموضوع الطلاق ... ده كان قصدي ومعني اللي قولته ... فهمتي!"
" طب عرفها دلوقتي مش لازم لما تخلص حقك من داليا يعني "
" مش وقته ... مش وقته خالص دلوقتي ... عايز أفضى الاول من موضوع داليا وبعد كده هعرفها ... اصلا الموضوع بالنسبالها هيكون صعب ... ولو حطيتي نفسك مكانها هتفهمي قصدي "
" أعمل اللي يريحك يا سليم ... سلام عندي شغل "
خرجت من عنده وهو رجع البيت بتعب ....رجع البيت وكانت يارا بس هيا اللي موجوده ... داليا كل يوم تختفي تقريبا طول النهار وترجع بالليل ... يارا يأست من سليم وقررت تتكلم معاه ... قربت منه وقعدت جنبه ... حمحت وقالت بصوت واطي " سليم "
قال من غير ما يبصلها " سامعك "
" عايزه اتكلم معاك ... ممكن ؟! "
" لو مش حاجه مهمه وتتأجل يبقى ياريت بعدين "
" ممكن تكون بالنسبالك مش مهمه بس مهمه بالنسبالي "
" اتكلمي يا يارا ... عايزه تقولي ايه ؟!"
" عايزه اعرف اتجوزتني ليه ؟!"
" ليه السؤال ده ؟!"
" ليه السؤال ده ! ... وانت شايف اني بسأله ليه ؟ "
" انا اللي بسالك يا يارا "
" انت مش شايف الوضع اللي احنا فيه ... انا كنت متخيله اني لما اتجوز هعيش حياة احسن من دي بكتير ... بس ايه اللي حصل في الاخر ... الاحداث اتطورت بسرعه اوي واخر فتره دي كل حاجه اتغيرت وأنا مش فاهمه في ايه ؟ انت ليه اتجوزتني لما هتعاملني كده مش فاهمه ؟ ليه اصلا مبتتعاملش معايا كزوجه ... هل انا مليش الحقوق دي ... ولا في حد تاني في حياتك ... عايزه افهم في ايه ؟!"
" مش دلوقتي ... مستعد اجاوبك بس مش دلوقتي ... عندي شوية مشاكل عايز اعديها الاول "
" والمشاكل دي ليها علاقه بماما ؟!"
" يارا لو سمحتي ... سبق وقولت لسيف وبقولك ... ملكيش دعوه بمشاكلي مع مامتك ... دي حاجه بينا "
" مليش دعوه ازاي وانا عايشه معاكوا ... انتي فاكرني هبله ومش فاهمه العداوه اللي بينكوا "
مسكت أيده وقالت " سليم لو سمحت صارحني ... قولي في ايه واوعدك هكون معاك ... انا بحبك فوق ما تتخيل "
سحب أيده وقال " قولتلك متتدخليش وملكيش دعوه انتي ... خليكي بعيده "
" يا سليم انت جوزي وهيا مامتي ... مش هقدر صدقني ... انا معرفش في ايه بس ممكن اقدر احل المشاكل بينكوا "
" متضغطيش عليا بعد اذنك ... لو انا كنت ناوي اقولك كنت قولتلك بس انا مش عايز ده ... مش عايز ادخلك في أي مشاكل حتى لو كنا قريبين منك زي ما بتقولي "
فونه رن وهيا بصت على الاسم وقالت بسخريه " ماشي يا سليم ... رد على قدرك ... اكيد اهم من أي حاجه يعني "
سابته ومشيت وهو اتنهد بزهق
" نعم ؟"
" انت فين ؟!"
" في البيت "
" عايزه اتكلم معاك ضروري ... انا قدام البيت "
قام وقف وقال بقلق " في حاجه ؟!"
" اه في ممكن تطلع "
" انا طلعت اصلا ... انتي فين بالظبط "
" قدام البيت علطول ... انا في العربيه "
خرج وفتح الباب اللي جنبها وقعد وقال بقلق " في ايه ؟ في حاجه حصلت ؟ انتي كويسه ؟ داليا عملت حاجه ؟!"
" اهدي يا سليم مفيش حاجه من دي "
" طب ايه ؟ اتكلمي "
" بابا قرر قرار جديد وكان هيكلمكوا فيه بالليل "
" قرار ايه "
" فرع الشركه اللي في اسكندريه ... بابا عايزنا نروح هناك انا وهو نتابع فيه لأن الشركه هناك بتفلس وجهز كل حاجه "
" يعني ؟!"
" يعني هنسافر اسكندريه اخر الاسبوع ده ... عارف يعني ايه ؟ "
" طب واشمعنا ... ما يبعت نور يتابع هو ... ليه القرار ده مش فاهم بجد "
" انت عارف ان الأوضاع اليومين دول مش مستقره وفي كذا تصميم مطلوبين والمفروض نختار عارضين يمثلوا الشركه ... طبعا انت مش في المود وكل ده بسبب داليا بس لازم تفك شويه مش كده "
" هاخد خطوه متقلقيش ... فتره عصيبه وهتمر إن شاء الله "
" طب وانا هعمل ايه مع بابا ... بيقول لازم حد يتابع وقرر أننا نمشي اخر الاسبوع ... وأنا عارفه لو روحنا يا عالم هنرجع امتى ... محتاج وقت تاني وأنا تعبت من البعد كل ده ... نفسي نتجمع في بيت واحد بدل ما احنا بنتقابل كل مره في السر ... نفسي بجد اكون معاك علطول من غير اي قيود ... هو الحوار صعب اوي كده "
" هحلها يا قدر متقلقيش ... عارف ان الوقت بيعدي من غير جديد بس غصب عني "
" انا عارفه ده ... بس في قرارات جديده وفي احداث بتحصل وآخرهم القرار ده ... غصب عني انا كمان"
" هخلص حوار السفر ده انهارده متقلقيش ... انا مش هرضى اصلا انك تبعدي "
" هتقنع بابا ؟!"
" اه هقنعه ... هعمل اي حاجه عشان يغير قراره متقلقيش"
" ولو معرفتش ؟!"
" مفيش حاجه اسمها معرفتش ... روحي انتي واهتمي باختيار العارضين وطلعي كل جهدك في الشغل وانا ههتم بالباقي "
بالليل كان قاعد مع منير قبل ما ضياء ونور يوصلوا ومقرر قرار ... طلب من منير يتكلم معاه في موضوع مهم ومنير مستنيه يتكلم
" ادخل في الموضوع علطول يا سليم "
" القرار ده انا واخده بقالي كتير بس قولت استني شويه على ما اظبط اموري لأن زي ما حضرتك عارف انا مشغول ازاي "
" وأنا سامعك يا سليم ... قول في أي علطول من غير مقدمات "
" انا ويارا اتطلقنا ؟!"
" ليه ؟ يعني انتوا مكملتوش شهر حتى "
" عارف بس انا وهيا اتجوزنا لسبب وخلاص احنا مش هنكمل مع بعض وده انا مقرره من قبل ما نتجوز حتى "
" والمطلوب مني ؟!"
" قدر ... انا عايز اتجوز قدر "
يتبع......
#في_قبضة_القدر
بقلم بتول عبد الرحمن