رواية استسلام ام قوة (كاملة جميع الفصول) بقلم هاجر نورالدين
كنت قاعدة مستنياه ييجي من الشغل لإنهُ إتأخر النهاردة، حضرت الأكل على السفرة ومسكت التليفون كنت لسة هتصل بيه بس سمعت صوت الباب إتفتح ودخل منهُ، إبتسمت وروحت عليه بلهفة وقلق وقولت:
_إنت إتأخرت أوي، في حاجة حصلت معاك?
جاوبني وهو باصص في الأرض بِـ ملل واضح على ملامحهُ وقال:
=أنا عايز أتكلم معاكي في موضوع.
بصيتلهُ بإستغراب وقولت:
_طيب تعالى كُل الأول وبعدين نتكلم، شكلك تعبان.
مسك إيدي وخدني للكنبة وأنا مش فاهمة حاجة، قعد وقعدني جنبهُ وبعد صمت دقيقة تردد قال:
=أنا عايز أتجوز يا رحمة.
قومت وقفت من الصد *مة وقولت:
_تتجوز!!
يعني إي تتجوز مش فاهمة!
إتكلم وهو قاعد بِهدوء وبلهجة قطـ *عتني من جوايا:
=بصراحة يا رحمة إنتي كويسة ومفيكيش حاجة بس أنا حاسس بـِ حاجات نقصاني معاكي، يعني هي لقيت معاها حنان أكتر وإهتمام بيا أكتر على عكسك يومك بيخلص لما أنا آجي وأكل وأنام، لكن هي شخصية ناجحة ومُثقفة ووراها إهتمامات كتير وكاريزما كدا وتشد الواحد غصب عنهُ وفوق كل دا بتهتم بيا بِشكل كبير أوي.
عيوني دمعت وأنا بسمع كلامهُ اللي مكنش مُتردد وهو بيقولهُ حتى ولا كإن مشاعري دي مُجرد شئ ضد الكسر، إتكلمت وأنا بحاول أطلع الكلام مِني مفهوم وقولت:
_هي!
دا معناه إن في واحدة أصلًا بتخونني معاها!
إتكلم بإندفاع وقال:
=بخونك إي إستهدي بالله كدا أنا مش بتاع خيانة، أنا دخلت البيت من بابهُ وهتجوزخا على سُنة الله ورسولهُ.
حسيت إن رجلي من شيلاني وقولت بإهتزاز وإنكسار:
_يعني إنت فعليًا خدت الخطوة أصلًا، طيب فيها إي زيادة عني، لو على الإهتمام فـَ أنا كل حياتي إنت، كل حياتي إني أبقى قاعدة في البيت مش بعمل آي حاجة غير ليك إنت من أكلك وشربك وغسيل هدومك وكل حاجة، هي أحسن مني في إي!
إتكلم بِثقة حتى من غير ما يراعي مشاعري أو يجبر بخاطري حتى لو كدب وقال:
=لأ معلش يا رحمة هي أحسن منك في حاجات كتير، ناجحة ومُميزة وعندها طموحات وحيوية للحياة مش دافنة نفسها بالحيا كدا ومفيش آي تطور بيحصلها زيك كدا.
حاولت آخد نفسي وألملم شوية من كرامتي اللي هو رماها في الأرض وداس عليها وقولت:
_أنا مش هقبل يكون ليك زوجة تانية وأنا لسة على زمتك يا ياسر، لو فعلًا هتتجوز تاني فـَ طلقني.
عدل قعدتهُ وقال بِنفس الهدوء اللي بيقـ *طع فيا وولا كإني حب حياتهُ زي ما كان بيقولي وقال:
=من حقك تطلبي الطلاق طبعًا، وأنا معنديش مانع في إختيارك سواء هتفضلي معايا أو هننفصل.
صد *متي فيه شلت حركتي ولساني، للدرجة دي سهل أوي بالنسبالهُ إننا ننفصل، للدرجة دي مكنتش ليه آي حاجة، أومال الحب اللي كان بيننا 3 سنين قبل الجواز وسنتين بعد دا إي!
للدرجة دي مش فارقة معاه ومبقاش يحبني فعلًا، أو مكنش بيحبني أصلًا من الأول وكان مُجرد إعجاب بس!
مردتش عليه عشان أحافظ على شوية من قيمة نفسي اللي بقت في الأرض ودخلت الأوضة قعدت أعيط وأنا كاتكة بُقي عشان ميطلعش صوت ليه برا، بعيط على كل حاجة حصلتلي وعلى السنين والحب اللي إدتهوملهُ وكلهُ بقى في الأرض، بقيت أنا الشخص الوحش في الأخر، بعد ما هديت شوية قومت وخدت الشنطة بتاعتي ولميت هدومي وحاجتي وخرجت برا، وقفت قدامهُ وقولت من غير روح ومن غير آي مشاعر على ملامحي:
_ورقة طلاقي توصلي على بيت بابا يا ياسر بعد إذنك وخلينا نخلص الموضوع دا في أسرع وقت.
قام وقف وإبتسم وقال بِهدوء:
=اللي إنتي عايزاه، الوقت اللي قضيتهُ معاكي كان جميل وميتنسيش أبدًا، شكرًا على كل حاجة عملتهالي.
بصيتلهُ بِسخرية ومردتش عليه ونزلت وأنا بحاول مخليش دموعي تنزل، حاسة بِكسرة قلبي جوايا وكإنهُ من إزاز، وصلت لـِ بيت أهلي أخيرًا وأنا حاسة إني مهزومة والطريق كان طويل أوي ومُتعب وكإنها مكنتش رُبع ساعة بس، فتحلي بابا الباب وأول ما شاف شكلي وشاف الشنطة اللي في إيدي بصلي بقلق وقال:
_في إي يا بنتي?
بصتلهُ بعيون دامعة وإترميت في حضنهُ وأنا بعيط بِقهرة، بعد وقت طويل هديت وكنت قاعدة أنا وهو، إتكلم بغضب بعد ما حكيتلهُ كل حاجة وقال:
_هو ميستاهلكيش أصلًا، وأنا هشوف شغلتي معاه الحيوا *ن دا.
بصتلهُ وقولت:
=لأ يا بابا، خلاص مبقاش يلزمني ولا بقى يشغلني حتى، أنا كل اللي عايزاه دلوقتي إنهُ يطلقني بأسرع وقت.
كملت بسخرية وقولت:
=حتى دي مش هيتردد فيها يعني فـَ مالهوش لزوم خلاص خلينا نخلص منهُ في هدوء بس.
سيبت بابا ودخلت الأوضة عشان أنام شوية، ولكني فضلت لحد الصبح صاحية بعيط، يمكن مش عشانهُ يمكن عشاني أنا، عشان قلبي، إستمرت حالتي كدا شهر بعد الطلاق لحد ما قررت إني لازم أفوق لـِ نفسي، لازم أرجع زي الأول من قبل ما أعرفهُ وأحسن، نزلت اليوم دا دورت على شغل في الشركات اللي طالبة ناس كتير وروحت البيت، بعد يومين جالي إتصال من شركة فيهم وبعد ما عملت الإنترڤيو معاهم إشتغلت فيها، عدا 7 شهور وقدرت أثبت نفسي في الشركة وإترقيت لـِ مساعد المدير نفسهُ في الصفقات والإجتماعات، في يوم في الشغل عادي كان في إجتماع بيننا وبين شركة تانية عايزة أسهم من عندنا، قعدنا كلنا وإتفاجأت إنها نفس الشركة اللي شغال فيها ياسر وكان هو كمان موجود ضمن تيم العمل، مهتمتش بيه رغم قلبي اللي بيدق بسرعة لإني شيفاه قدامي بعد 8 شهور كاملين على كسرتي منهُ، كنت بتكلم بطلاقة وبِذكاء كا عادتي في الشغل ومبصتلهوش حتى وحسستهُ إنهُ ولا حاجة بجد، لحد ما الإجتماع خلص وخرجت من الأوضة وكنت رايحة لِمكتب المدير لإني كنت قاعدة مكانهُ في الإجتماع لإنهُ مشغول بِحاجة أهم، وقفني ياسر وقال بإبتسامة:
_إزيك يا رحمة?
بصيتلهُ بِلا مُبالاة وقولت بِهدوء:
=الحمدلله، عن إذنك عشان ورايا شغل.
كنت همشي بس وقف قدامي تاني وقال:
_إستني بس ثواني، إنتي وحشتيني، بصراحة طريقتك جوا كانت مُبهرة أوي وكمان المنصب اللي إنتي فيه دلوقتي وصلتيلهُ إزاي!
إبتسمت بِسخرية وقولت:
=وصلتلهُ عشان أنا عايزة أوصلهُ يا ياسر مش عشان معنديش مهارات، ولـِ تاني مرة عن إذنك ورايا شغل.
إتكلم بِرجاء وقال:
_إنتي لسة شايلة مني لما قولت الكلام دا، دا كان في الماضي ودلوقتي إنتي أثبتتيلي عكس دا، وعلى فكرة أنا طلقت مريم بعد ما إتجوزتها بـِ 5 شهور، لإني إكتشفت إن كل اللي هي كانت بتعملهُ في الأول مش كل حاجة، ووقت الجد بعد الجواز مكنتش مهتمة بيا خالص وكل وقتها للشغل وبس، حتى البيت كانت مُهملة فيه أوي وكان شبه الخرابة بجد مش بيت عايش فيه ناس.
إتكلمت بهدوء وقولت:
=أنا ماليش آي علاقة بالكلام دا ولا فاهمة بتقولهولي ليه، مفيش حتى صِلة زمالة بيننا عشان تقف قدامي وتكلمني وتحكيلي تفاصيل شخصية بالشكل دا، عن إذنك وأتمنى متتكلمش معايا تاني غير في حدود الشغل.
سيبتهُ ومشيت بعدها من غير ما أسمع منهُ، أنا مش شمتانة بس اللي سمعتهُ عنهُ حسيت إن ربنا خدلي حقي منهُ ولو شوية وكفاية إنهُ حاسس بالندم لإن دا أصعب إحساس ممكن الشخص يحس بيه، يمكن خسرت شوية ولكني كسبت كتير، كسبت نفسي وكسبت قلبي وكسبت مكانتي عند الناس، الإستسلام عمرهُ ما كان حل، الإستسلام هو الموت بعينهُ ولكن وإنت عايش، إنجح وخلي كل اللي راهنوا على فشلك يسقفولك واللي شايفينك شئ قليل دلوقتي، بكرا يتمنوا تبُصلهم حتى، أنا أه خسرت 5 سنين من عمري معاه، بس عمري الجاي أنا بس اللي هتحكم فيه ومسيري هلاقي الشخص اللي يعوضني ويكونلي ونس وسند.
#هاجر_نورالدين
#إستسلام_أم_قوة
#تمت