رواية ارقام في العتمة الفصل السابع 7 بقلم اسماعيل موسي
#ارقام_فى_العتمة
٧
وصل دكتور سامر قاعة المحاضرات، القى نظرة مطوله على الطلبه بعدها وقف امام السبوره بوجه صارم
ثم أمسك بالقلم، وبدأ يكتب معادلة رياضية
∫[x² * e^(-x) dx] = ?
التفت إلى الطلاب وقال بصوت هادئ لكنه يحمل شيئًا من الحزم:
"هذه المعادلة تحتاج إلى التركيز، أريد منكم محاولة حلها خلال المحاضرة،لا استعجال، لديكم الوقت الكافي،من سيتمكن من حلها أولاً عليه أن يشرح لنا الطريقة والخطوات بالتفصيل."
ساد الصمت في القاعة، وبدأ الجميع ينظرون إلى السبورة بتركيز، بعض الطلاب بدت عليهم علامات القلق، بينما كان آخرون يسجلون المعادلة ويحاولون تحليلها في دفاترهم.
تقى جلست بهدوء في مكانها، عيناها مثبتتان على المعادلة، على الرغم من أنها كانت تشعر بقدرتها على حلها، إلا أنها لم ترفع يدها. كانت تعلم أن هذا اختبار ليس فقط للمعادلة، بل لأمور أخرى.
في الجهة الأخرى، سهيلة بدت متوترة في البداية، لكنها بعد لحظات بدأت تكتب في دفترها بسرعة، وكأنها تحاول إنهاء الحل قبل أي شخص آخر.
سامر كان يتحرك بين الصفوف، يراقب الطلاب بصمت، يتفحص ردود أفعالهم ويلاحظ أي تقدم، توقف لبرهة عند مقعد تقى، لكنه لم يقل شيئًا
مرت دقائق طويلة، حتى رفعت سهيلة يدها فجأة وقالت بثقة:
"دكتور، أعتقد أنني وجدت الحل."
أشار إليها سامر لتقترب من السبورة، وقفت سهيلة أمام الجميع وبدأت تكتب ما زعمت أنه الحل، بينما بقية الطلاب يتابعون بصمت.
انتهت من الكتابة، واستدارت نحو دكتور سامر بابتسامة واثقة،قرأ سامر ما كتبته سهيلة بعناية، ثم التفت نحو القاعة وقال:
طيب سهيله تمكنت من حل المعادله، هل فيه شخص تانى وصل للحل زى سهيله؟
ساد الصمت في القاعة، حيث تبادل الطلاب النظرات فيما بينهم. معظمهم بدوا مترددين، لكن تقى رفعت يدها فجأة، كانت واثقة، لكن وجهها حمل مسحة من التوتر.
"تفضلي يا تقى"، قال سامر وهو يشير لها بالاقتراب.
تقدمت تقى نحو السبورة، وقفت بجانب سهيلة وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تبدأ.
"أعتقد أن هناك طريقة أخرى لحل هذه المعادلة، يا دكتور، الحل الذي قدمته زميلتي يعتمد على تفكيك مباشر للمكونات، لكنني أرى أن هناك طريقة أبسط باستخدام التكامل الأجزاء،
وكان سامر يعرف ان هذا الأمر صعب ومعقد ويكاد يكون مستحيل بالنسبه لطالبه جامعيه لازالت تدرس بعد
بدأت تقى تكتب على السبورة بخط واضح ومنظم:
∫[x² * e^(-x) dx]
"سنستخدم قاعدة التكامل بالأجزاء: ∫u dv = uv - ∫v du."
اختارت u = x²، وبالتالي du = 2x dx.
اختارت dv = e^(-x) dx، وبالتالي v = -e^(-x).
كتبت الخطوات بعناية ووضحت:
∫[x² * e^(-x) dx] = -x² * e^(-x) + ∫[2x * e^(-x) dx]
ثم أعادت تطبيق القاعدة مرة أخرى على التكامل المتبقي، وأكملت الخطوات بنفس الطريقة حتى وصلت إلى الحل النهائي.
عندما انتهت، استدارت نحو سامر وقالت:
"هذا هو الحل الآخر للمعادلة، يا دكتور،أعتقد أن هذه الطريقة قد تكون أكثر وضوحًا من الطريقة الأولى."
سامر وقف للحظة ينظر إلى السبورة، ثم نظر إلى كلا الحلين، قبل أن يقول:
"ممتاز، تقى. الحل الذي قدمته يوضح فهمًا عميقًا للمفاهيم الأساسية،إنه ليس فقط صحيحًا، لكنه يبرز أيضًا أسلوبًا مختلفًا ومبتكرًا في التعامل مع المشكلة."
ثم التفت نحو الطلاب وقال:
"هذا هو المطلوب في الرياضيات: التفكير بطرق متعددة والإبداع في الحلول."
أما سهيلة، فقد وقفت في مكانها دون أن تتحدث، لكن ملامح وجهها لم تخفِ الضيق. سمعت الكلمات التي قالها سامر.
رفع دكتور سامر يده، كلا الاجابتين صحيح والأن بما ان لدينا نابغتين فى الدفعه فأنا اطلب منهم ان يجدو طريقه ثالثه لحل المعادله
سادت صمت وترقب بينما نظرت سهى نحو تقى وجلس سامر يدخن سيجاره بعد أن سحب مقعده بعيد عن البنش
وهمس المسرح لكما
وقفت سهى وتقى عبد الرحمن كل واحده منهم تحمل دفترها وتحدث بالمعادلة