رواية الظلال المحترقة الفصل الخامس عشر 15 بقلم اسماعيل موسي


 رواية الظلال المحترقة الفصل الخامس عشر 15 بقلم اسماعيل موسي


#الظلال_المحترقة


               15

انطلق عواء مدوى قادم من وسط الغابة


إيمير كان تجسيدًا لقوة المستذئبين في أعظم صورها،عضلاته منحوتة كأنها صُممت لتحمل أثقل الأعباء، وجلده كان مشدودًا على جسده بلون رمادي قاتم يتخلله وميض فضي تحت ضوء القمر

وجهه كان مهيبًا، عينيه ذهبيتان كأنهما شعلتان من نار، تنبضان بقوة لا تهداء عندما يبتسم - إن حدث ذلك - تظهر أنيابه الحادة التي تشبه خناجر قصيرة، قادرة على شق الفولاذ.







 كان أقوى مستذئب في عشيرته، وربما في كل الغابات المظلمة، قبضته وحدها كانت كافية لتحطيم جذع شجرة بضربة واحدة،لم يكن بحاجة إلى أسلحة، فجسده كله كان أداة دمار، أذرعه تستطيع حمل صخرة ضخمة كما لو كانت مجرد قطعة خشب، وأرجله تمنحه سرعة خاطفة تجعله يختفي ويظهر في لحظة واحدة

إلى جانب قوته الجسدية، كان إيمير يمتلك قدرة فريدة على السيطرة على ظله، كان بإمكانه تمديده وتشكيله ليصبح سلاحًا إضافيًا، أو حاجزًا يصد به هجمات أعدائه، هذه القدرة جعلته أسطورة بين المستذئبين، حيث لم يكن أحد يستطيع التنبؤ بخطوته القادمة.

كان يتمتع بعقل استراتيجي، قادر على تحليل ميدان المعركة في لحظات واتخاذ القرارات الصحيحة، رغم مظهره المهيب وشراسته، كان داخله يحمل ولاءً لا يتزعزع لعشيرته وأصدقائه، كان يؤمن أن القوة لا قيمة لها إذا لم تُستخدم لحماية من يحتاجون إليها.

وكان بالنسبة للمستذئبين مجرد أسطورة تروى للأطفال فكل الذين قابلو ايمير من قبل لم يتمكنو من النجاه حتى يروى القصص عنه، وقبل سنين طويلة اختار ايمير العزله بعد أن تبدلت مباديء المستذئبين

فعاش حياته وحيد رحاله لا يراه احد ولا يسمعه احد الا عندما يرغب


 

رغم طبيعته الشرسة وعزلته عن البشر، شعر إيمير بشيء غريب عندما سمع عن لينا، ربما كان احترامه للشجاعة أو إحساسًا داخليًا بالمسؤولية تجاه من لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم،وعندما قابلها اعجبته روحها وقرر مساعدتها دون تردد 


ركض ايمير عبر الغابة المظلمة، تحرك بسرعة خارقة،أشجار الصنوبر العالية كانت تمر كأنها أشباح، بينما خطواته الثقيلة تترك أثرًا عميقًا على الأرض،كان يستطيع أن يسمع أصوات الذئاب وهي تعوي حول القلعة. 


حين اقترب من القلعة، رأى المشهد: عشرات الذئاب المتوحشة بأحجام مختلفة تحاصر البوابات والجدران، وبعضها يحاول تسلق الحجارة الملساء للوصول إلى الداخل،كان الوضع يبدو ميؤوسًا منه، لكن إيمير لم يكن يعرف اليأس.


بزئير قوي هز أركان الغابة، اندفع إيمير نحو الذئاب، قبضته الأولى حطمت ذئبًا ضخمًا، بينما قفز في الهواء لتوجيه ضربة قوية أخرى باستخدام مخالبه الحادة،كل حركة منه كانت قاتلة، وكل ذئب يقترب منه كان يُطرح أرضًا في لحظة.


رغم عدد الذئاب الكبير، استطاع إيمير السيطرة على الموقف، كان يهاجم بسرعة، يتحرك كعاصفة لا تُوقف،حتى الذئاب الأكثر شراسة بدأت تتراجع، لكنها لم تترك موقعها بالكامل وتمكن من شق طريق له


كانت لينا تشاهد المعركة من نافذة القلعة،قلبها ينبض بالخوف والدهشة،لم ترَ من قبل مخلوقًا مثل إيمير: قوته الهائلة، تصميمه الذي لا يهتز، وكيف أنه يقاتل وكأنه ولد ليكون درعًا ضد كل خطر.


صرخت لينا من أعلى القلعة: "احذر! هناك قائد من  الذئاب خلفك!"


لكن إيمير، بحواسه الفائقة، كان يعرف ذلك بالفعل، استدار بسرعة خاطفة، ليتلقى قائد فيلق الذئاب العملاق الذي اندفع نحوه،المواجهة بينهما كانت أشبه بصراع بين جبليْن.


بعد معركة طاحنة، تمكن إيمير من القضاء على قائد الذئاب ومع سقوط القائد، انخفضت معنويات بقية الذئاب، وبدأت تتراجع ببطء، تاركةً القلعة خلفها. 


صعد إيمير إلى القلعة عبر البوابة المحطمه، عندما فتح باب القاعة الرئيسية، وجد لينا تنتظره هناك، كانت عيناها مليئتين بالامتنان ، لكنها لم تستطع سوى أن تقول:

"شكرًا لك..."


أجابها إيمير بصوته العميق:

"لا شكراً على واجب. الآن، علينا أن نخرجكِ من هنا قبل أن يعودوا."

قلت لينا بنبره قويه، تخرجنى من هنا؟ انا لن أهرب من قلعتى!! 

 ساد الصمت للحظة قصيرة.،لكن هذا الهدوء لم يدم طويلاً،في الخارج، تجمع الذئاب مرة أخرى تحت قيادة قائدهم  تاليس، ذئبٌ هائل الحجم ذو فراء أسود داكن وعينين حمراوين كالجمر، كانت أنفاسه الحارقة تُظهر قوته المطلقة، وصوته الجهوري وهو يعوي كان أشبه برنين ناقوس الموت

وكان ذئب من سلاله ملكيه ويحكم قلعه يطلق عليها قلعة الضباب، فى اجتماع مجلس الذئاب الاخير تطوع تاليس لسحق التمرد ولم يشكك احد فى قدرته 

 


في الداخل، اتخذ مصاصو الدماء مواقعهم في أعلى القلعة، محاولين صد الذئاب التي بدأت تقترب،لكنهم كانوا يدركون جيدًا أن طاقتهم لن تصمد طويلًا أمام هذا الجيش الجرار.


قالت لينا بصوتٍ متهدج وهي تقف بجانب إيمير:

"ليس لدينا فرصة. إنهم كثيرون للغاية!"


أجابها إيمير، ونظره مركز على الجدران التي بدأت تهتز تحت قوة الهجوم:

"ربما لا نستطيع الانتصار، لكننا لن نموت هنا."

فهمت لينا ما يرمى اليه ايمير ثم صوبت سهم نحو ذئب تسلق السور الخلفى.


كان إيمير يعرف أن النصر مستحيل. قوة الذئاب وأعدادهم الهائلة تفوق قدرته، حتى مع قوته الهائلة،لكن عقله الاستراتيجي وجد الحل، أشار إلى الجدار الخلفي للقلعة، حيث تلتقي الصخور بأرضية القاعة.







"هناك طريق قديم خلف هذه الصخور، كان يستخدمه الجنود للهرب في الحروب القديمة،إذا استطعنا شق ممر عبرها، يمكننا الهرب."


بسرعة، بدأ إيمير في ضرب الصخور بقبضته القوية،كل ضربة منه كانت تهز الأرض من تحتهم، في البداية، بدت الصخور صلبة لا تتحرك، لكن مع استمرار ضرباته المدمرة، بدأت تتشقق تدريجيًا.


في تلك اللحظة، تمكن الذئاب من اختراق البوابة الرئيسية، ودخلوا القلعة كفيضانٍ لا يمكن إيقافه،قادهم تاليس بنفسه، زائرًا بقوة، بينما يتقدم نحو القاعة الرئيسية حيث يتجمع الجميع.


وقف إيمير أمام الذئاب، حاجزًا بينهم وبين لينا ومن معها. قال بصوتٍ صارم:

"اذهبوا الآن! سأوقفهم قدر المستطاع!"


ردت لينا بصوت مليء بالقلق:

"لن نتركك!"


لكن إيمير لم يكن يقبل الجدال،بحركة سريعة، دفعها نحو الممر الصغير الذي بدأ يتشكل خلف الصخور، وهو يقول:

"اذهبي الآن! 


بفضل قوة إيمير، تشكل ممر ضيق يؤدي إلى خارج القلعة، قادت لينا مصاصي الدماء عبره، وهم يتراجعون بصعوبة وسط الظلام ورائحة العفونة، كانوا يسمعون أصوات القتال خلفهم، حيث كان إيمير يواجه تاليس وجيشه بمفرده.


أثناء القتال، تمكن إيمير من تعطيل تقدم الذئاب لفترة كافية، لكنه كان يعلم أن هذه المعركة ليست لصالحه،ضرباته القوية كانت تسقط الذئاب واحدًا تلو الآخر، لكن تاليس كان مختلفًا، قوته وسرعته جعلته خصمًا عنيدًا، ومع كل دقيقة تمر، كان جيش الذئاب يكتسب الأفضلية.


عندما تأكد من أن لينا ومن معها قد نجحوا في الهرب، قرر إيمير التراجع نحو الممر،بحركة خاطفة، دفع صخرة ضخمة لإغلاق المدخل خلفه، ليمنع الذئاب من مطاردة البقية.


بعد أن خرج الجميع من الممر، وجدوا أنفسهم في أعماق الغابة، بعيدين عن القلعة. كانت لينا تجلس على الأرض، تلهث من التعب، بينما كان مصاصو الدماء يتفقدون جراحهم.


عندما ظهر إيمير من الظلال، مصابًا لكنه ما زال واقفًا، نظرت إليه لينا بامتنان وقالت:

انت مصاب؟

لعق ايمير جرحه، انها أصابه بسيطه لا تقلقى 


، كان عينيه تتوهجان بتصميم لا ينطفئ. "تاليس لن يتوقف هنا،علينا أن نجد طريقة لإيقافه، وإلا لن يكون هناك مكان آمن في هذه الغابة."


قاد إيمير المجموعة بسرعة عبر الغابة،كانت لينا تمشي بجواره، تحمل سيفًا طويلا فى يدها  بيدها خلفها، مصاصو الدماء يتقدمون بصمت، متيقظين لأي خطر قد يظهر.


أثناء الطريق، كانوا يسمعون أصوات الذئاب تقترب أكثر فأكثر، بدأ الخوف يسيطر على المجموعة، لكن وجود إيمير كان كافيًا ليبقيهم متماسكين.


عندما وصلوا إلى سفح الجبل، ظهرت أمامهم الكهوف الشاهقة، مظلمة وباردة، وكأنها فم وحش ينتظرهم.


أمر إيمير الجميع بالدخول بسرعة، بدأوا بجمع الصخور الكبيرة لسد المدخل الرئيسي، بينما كان مصاصو الدماء يراقبون الأفق تحسبًا لأي هجوم مفاجئ.


لكن لم يمضِ وقت طويل قبل أن يسمعوا صوتًا مدويًا، زئير تاليس اخترق الليل كالسيف، من بعيد، رأوا عينيه الحمراوين تتوهجان كجمرة في الظلام، ومعه جيشه الذي بدأ يحيط بالكهوف.


أدرك الجميع أن الوقت قد حان للقتال، وقف إيمير عند المدخل، مخالب يديه ممتدة وعضلاته مشدودة، مستعدًا للمعركة. خلفه، اصطف مصاصو الدماء، مستعدين لدعم إيمير بأي طريقة ممكنة

 عضلاته متوترة وعيناه الذهبيتان تتوهجان بتصميم لا ينكسر، خلفه، ظهرت لينا، مصاصة الدماء بنصفها البشري، وكأنها شعلة مضيئة وسط الظلام.







بينما كان مصاصو الدماء الآخرون يتحصنون، خطت لينا خطوة للأمام بجانب إيمير، كان حضورها مثيرًا للرهبة؛ شعرها الأسود الطويل كان ينساب كالموج، وعيناها الحمراوان تشعان بنور خافت يكشف عن قوتها الخفية.


همست لإيمير بصوت هادئ لكنه واثق:

"لن نخسر هنا، إيمير. ليس الآن."


اندفع جيش الذئاب بقيادة تاليس نحو مدخل الكهف، عويلهم كان يصم الآذان، وكأن الطبيعة ذاتها ارتعدت من صوتهم، كانت سرعتهم هائلة، وأنيابهم تلمع تحت ضوء القمر.


قفز أول ذئب نحو إيمير، الذي ضربه بمخالبه وألقى به بعيدًا كدمية،

جاءت موجة أخرى، لكن لينا تدخلت؛ بحركة خاطفة، انطلقت نحو الذئاب بقدرتها المميزة، أظهرت قوتها عندما أمطرتهم بضربات دقيقة وسريعة، بينما كانت تتجنب هجماتهم برشاقة قاتلة.


مع اشتداد القتال، بدأت لينا تُظهر جانبها القوي الذي نادراً ما ظهر من قبل،انطلقت صرخة حادة منها، اهتز لها المكان، مما أدى إلى ارتباك الذئاب للحظات، بعدها، رفعت يديها وأطلقت موجة من الطاقة الداكنة دفعت عشرات الذئاب إلى التراجع.


قال إيمير بنبرة إعجاب لم يستطع إخفاءها:

"لم أكن أعلم أن لديكِ هذه القوة."


ابتسمت لينا وهي تقف بجانبه:

"هناك الكثير مما لا تعرفه عني."


اندفع تاليس إلى الأمام، متجاوزًا جنوده، ليتواجه مع إيمير وجهًا لوجه، كان جسده الضخم يغطي مدخل الكهف، وعضلاته المفتولة تعكس قوته المطلقة.


قال بصوته العميق والمليء بالسخرية:

"هل تعبت 


صرخ ايمير هل تعرفنى يا فتى؟


صرخ تاليس اعرف انك مجرد ذئب عجوز هارب، ذئب جبان تخلى عن عشيرتة 


ابتسم ايمير بسخريه

إذأ انت لا تعرفنى

ثم قفز نحو تاليس بضربه مركزة اسقطته أرضا

ارتجت الأرض تحت الذئب الضخم ولمعت عيون ايمير مثل الوحش


نهض تاليس وضرب ذئب يقف جواره بقدمه طوحه أرضا

هنا تنتهى اسطورتك يا ايمير

رد ايمير بسخريه على يدك انت؟

صرخ تاليس نعم

همس ايمير وهو يرفع حاجبه اعدك ان تكون حاضرا عندما ينحنى امامى اسيادك الكبار واحدا تلو الآخر

صرخ تاليس هذا يعنى اننى سأكون ميت ثم قفز تجاه ايمير ليخدشه فى صدره

مخالب تاليس اصطدمت بصدر يشبه الصخر كاد ان يكسر مخالب تاليس

                  

          الفصل السادس عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا     

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×