رواية الظلال المحترقة الفصل التاسع عشر 19 بقلم اسماعيل موسي
#الظلال_المحترقة
١٩
وسط سكون الليل البارد، ارتفعت جدران القلعة كعملاق حجري، يقف متحديًا الزمن وشاهدًا على استعداداتٍ مهيبة لمواجهة محتومة.
داخل القاعة الكبرى، تحت سقفها المقبب والمدعوم بأعمدة حجرية مزخرفة، تجمع جيش مصاصي الدماء كان المشهد أشبه بلوحة قاتمة تُعبر عن قوة لا تُقهر: صفوف من الجنود ذوي البشرة الشاحبة والعيون المتوهجة بلون الدم، يرتدون دروعًا سوداء تلمع تحت وهج المشاعل المتراقصة.
في مركز القاعة، وقف تيمور، قائدهم الذي تجتمع في هيبته كل أسرار الليل ورعبه. كان طويل القامة، ذو ملامح حادة كأنها نُحتت من حجر صلب، وشعره الأسود ينحدر كشلال مظلم على كتفيه. رداؤه الأحمر الداكن يُبرز سلطته، وسيفه الطويل ذو النصل الأسود كان مُعلّقًا إلى جانبه، يُشع بهالة من القوة المدمرة وتميمته الملكيه ذات شعار السنبلة تلمع فوق شعر صدرة
رفع تيمور يده، فحلّ الصمت على الفور، ارتجف الهواء حين تحدث بصوته العميق كصدى جبل:
"إخوتي، هذه الليلة ستكون شاهدة على الفصل الأخير من صراعنا مع المستذئبين، لقد كنا دائمًا الطرف الأقوى، ولكنهم تجرأوا هذه المرة على تحدينا في راضينا، اسقطو قلاعنا واحده تلو الأخرى، لكن الآن ستتحول سهولنا إلى مقابرهم، ودماؤهم ستروي هذه الأرض التي لا تعرف إلا الولاء لنا."
تعالت الهتافات من الجنود، هدير أشبه بعاصفة تعبر جدران القلعة وتُثير الرعب في أي قلب قد يسمعها.
ثم تقدم رجل مُسنّ كان يرتدي عباءة داكنة ويُمسك بعصا منحوتة برموز غريبة.
هذا كان المستشار القديم، أركاديوس، الذي خدم أجيالًا من زعماء مصاصي الدماء،همس إلى تيمور:
"القمر المكتمل قريب، وهذا يمنحهم قوة، يجب أن نستغل الوقت قبل أن يصلوا إلى ذروتهم."
أومأ تيمور بثقة، ثم صرخ
"أرسلوا الكشافة، وأشعلوا الفخاخ. إن أرادوا قتالًا، فليعلموا أنهم اختاروا النهاية الخطأ."
في الخارج، تحت سماء قاتمة تُخفيها السحب، كانت الجيوش الأخرى تستعد، والحدادون ينقشون الأسلحة بدماء طقسية تُقال إنها تُباركها، في حين بدأ السحراء الظلاميون، الذين خدموا القلعة منذ قرون، بإلقاء تعويذات دفاعية على الأسوار.
كان الجميع يعلم أن المواجهة ليست مجرد صراع بين قوى، بل حرب بين بقاء وسيطرة. المستذئبون كانوا متوحشين، لا يعرفون الرحمة، ولكن جيش مصاصي الدماء تحت قيادة تيمور كان منظمًا، قويًا، والأخطر لا يمتلكون فرصه أخرى
وفي الليلة التالية، حين اخترق ضوء القمر المكتمل الغيوم، كان الجيش على أهبة الاستعداد، وتيمور يقف على برج القلعة، ينظر إلى الأفق، حيث بدأت عواءات المستذئبين تُعلن اقترابهم.
في أعماق الغابة العتيقة، حيث تتشابك الأشجار لتُكوّن قبة مظلمة، وقف تاليس، زعيم المستذئبين، على قمة صخرة تطل على القلعة البعيدة
جسده القوي، المغطى بفرو رمادي داكن، كان مشدودًا كوتر قوس، وعيناه الذهبيتان تُشعّان بذكاء وخبث. كان مصاصو الدماء يتجمعون داخل القلعة بعد سنوات من التشرد بين الجبال والكهوف، وكان ذلك بإرادته.
لم يكن تاليس مجرد محارب؛ كان استراتيجيًا يعرف أن سحقهم متفرقين سيترك جذورًا تنمو من جديد،لذا، تركهم وشأنهم، بل وتعمّد أن يمنحهم فرصة الشعور بالأمان.
التفت إلى مساعده أورين، الذي بدا غير صبور، وقال له:
"زعيمي، كان بإمكاننا القضاء عليهم قبل أيام، لماذا ننتظر حتى يتجمعوا؟"
رد تاليس بصوت بارد، ونظراته ثابتة على القلعة:
"عندما تريد القضاء على عدوك، اجعلهم يعتقدون أنهم بأمان، إن ضربناهم الآن، لن يبقى منهم أحد ليتكرر هذا الكابوس الليلة، سنغلق عليهم القلعة ونحطمهم جميعًا."
التفت تاليس إلى اورين وهمس هل انضمت لهم الأميرة لينا بعد؟
قال اورين لا انها لازالت هى واتباعهها يعسكرون فى منطقة الكهوف الشماليه
ضرب تاليس الصخره بيده، تلك المعلومه وايمير هم الذين يشكلون الخطر الحقيقى ولم ينسى تاليس ان ايمير قلم بهزيمته وازلاله امام جنده وكان ينتظر تلك اللحظه من أجل الأنتقام
لكن الوقت ازف وحانت لحظه الأنتقام
تحت ضوء القمر المكتمل، انطلقت جيوش المستذئبين من أعماق الغابة كعاصفة هوجاء، عواءات مرتفعة اخترقت صمت الليل، تعلن بداية الهجوم
تقدم تاليس، زعيمهم، في المقدمة، يقتحم الظلام بعينيه الذهبيتين المشتعلتين، كان قراره واضحًا: لن تُترك القلعة قائمة هذه الليلة، ولن يبقى أحد من مصاصي الدماء حيًا.
اصطدمت جحافل المستذئبين بأسوار القلعة، حيث انقضوا على الحجارة بوحشية غريزية،كانوا كالأمواج العاتية، لا شيء يوقفهم،تحطمت البوابات الحديدية تحت وطأة هجماتهم، لتندفع الكتائب إلى الداخل.
داخل القلعة، كان جيش مصاصي الدماء يحاول الصمود، لكن الفوضى كانت تنتشر كالنار، أصوات السيوف المتقاطعة، وصراخ المقاتلين، والعواءات المفترسة ملأت الأجواء،تاليس قاد الهجوم بنفسه، يتحرك كإعصار قاتل بين الصفوف.
تيمور، قائد مصاصي الدماء، حاول استعادة السيطرة، لكنه أدرك بسرعة أن الخطة التي كان يعوّل عليها قد انهارت،رأى رجاله يسقطون واحدًا تلو الآخر، وأدرك أن القلعة أصبحت مقبرة لجنده.
بحركة مفاجئة، اخترق تاليس الطريق إلى الساحة الرئيسية، حيث واجه تيمو،. كان القتال بينهما شرسًا، لكن قوة المستذئب وزخم الجيش جعل تيمور يدرك أنه خاسر لا محالة،تلقى إصابة قاتلة على كتفه، وسالت الدماء بغزارة،لم يجد مفرًا إلا الهروب، مستغلًا إحدى الممرات السرية التي تؤدي إلى الغابة.
بأنفاس ثقيلة وجراح تنزف، وصل تيمور إلى كهف بعيد في أعماق الجبال، وجد لينا، عيناها العميقتان كانتا مليئتين بالتساؤل والخطر وهي تنظر إلى حالته المزرية. لكنه لم يقل شيئًا،وكانت صوفيا التى ينزف عنقها من قضمة ذئب ترتعش من الخوف
صرخت لينا ما الذى احضركم هنا؟
لن اسمح لكم بالبقاء
همست صوفيا بصوت مرتعد نطلب الحمايه أيتها الاميره الملكيه
ابتسمت لينا بسخريه، كنتم على وشك قتلى منذ اسابيع والان تطلبو حمايتى؟
يا حراس القو بهم خارج الكهف، ظهر مصاص الدماء العجوز الذى يخدم لينا
لو سمحتى يا اميرتي، انهم مصاصى دماء وقد لجأو الينا وانتى غيرهم، انت ملكه حقيقيه من نسل ملكى ولا يمكنك ردهم، اخلاق الملوك تمنعك عن فعل ذلك، لقد اقسمنا لك بالولاء لاختلافك عنهم واحنى عنقه بطاعه
همست لينا ارفع رأسك يا سايكوس ساسمح لهم بالبقاء من أجلك
ثم أمرت الحراس ان ينقلوهم لطبيب الكهف لينظر فى جراحهم
ثم تسلقت إلى قمة الجبل ووقفت تنظر نو الخلاء
انه موعد عودة ايمير من رحلته انها تحتاجه جدا والخطر بات أقرب من اى وقت