رواية زوجتي من الجن الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم اسماعيل موسي
#زوجتى_من_الجن
٣٢
__سلرنيس_ كان الممر المتلوى بين الزنازين يهبط درجات من الحجر الأخضر المزخرف بالزهور والطيور والفراشات
وكانت المسافه تختلف بين كل هبوط او صعود، اشعرنى شيء ما ان هذة المستويات المتدرجة لم تصنع هباء او من أجل اضفاء لمحة جماليه فى ظلام لا يسمح لك بالرؤية
جعلت آمر على الزنازين المحفوره فى الصخور واسأل صاحبها اتود الخروج؟
رافقنى طفل بشرى، وعفريت صغير لديه اجنحه فوق ظهره
همست الفتاة بضعف وانا اسندها
محمود ووضعت اصبعها فوق ذقنها، اتركهم داخل الزنازين محمين واذا انتصرنا على وحش الظلام يمكنك تحريرهم
قلت، يأملون بحرية دون قتال؟ لا أحب هذا الصنف من الناس
الذى يشاركك انتصاراتك فقط!!
قال صوت معك حق يا بشرى، سأكون معك
وكانت المرة الأولى التى يعرض فيها شخص مرافقتنا من تلقاء نفسه
نظرت تجاه الصوت، كانت جنيه اسود ووجه ابيض لامع وعيون عميقه سوداء، ترتدى فستان اسود وفى يدها قفازات وتحمل كتاب بين يديها جالسه على مقعد من الجلد تحيط بها كتب كثيره والى جوارها شمعه سحرية صغيره تضيء فقط محيطها
وداخلها جنيات صغيره تدور وسطها
همست الفتاه التى برفقتى سلرنيس، لا تخرجها
همست لما؟
قالت لا يعرف احد من أين حضرت ولا كيف تتحصل على
ضوء الشمعه الذى لا ينضب والطعام يأتيها كل ليلة والوحش لم يهاجمها ابدا
همست الفتاه وكأنها تسمع الهمس وتقراء الافكار
الوحش لا يهاجمنى لأنه لا يرانى، انا استخدم تعويذة
علمتنى أياها جدتى
قلت لما قبض عليك بطران؟
قالت عندما نلتقيه يمكنك أن تسأله، لكنى أشعر بوجودة انه قريب
صرخت من تقصدى؟
قالت الوحش، امسكت حربة فى يدى ونظرت فى كل اتجاه
ودق فاريذون قدميه فى الأرض
لم أرى شيء ولم اسمع حركه
انت تقرأين؟
قالت اجل ثم نهضت ورأيت ظلها الطويل وعيونها الغامضة
فى هذا السجن المظلم لولا القراءه لما تمكنت من النجاه
قلت كيف تأتيك الكتب؟
ممم، حسنآ، يرسلها أحدهم من فوهة السجن يلقيها بأستمرار وتحملها جنيات صغيرة إلى زنزانتى
قلت لست خائفة من الوحش؟
قالت لا، قلت لك الوحش لا يرانى
قلت بسرعه جيد هل يمكنك تعليمنا تلك التعويذة ولا يرانا الوحش؟
همست الأمر ليس سهل يا بشرى، يجب أن تثقى بى اولا
صرخت فاريذون حررها
اسال فاريذون قفل الزنزانه وخرجت الجنية، ثم همست شكرا يا بشرى ثم اختفت
قالت الفتاه قلت لك لا تثق بها، تلك الجنيه بالذات يكرهها كل قاطنى السجن
همست كل شيء يحدث لسبب، ربما لم تساعدنا
لكنها أيضآ لم تتسبب لنا فى أذى
سألت الفتاه سلرنيس هل كنت لتنقذها اذا كنت تعرف انها ستختفى؟
قلت نعم
قال العفريت الصغير سيمون الصغير سيطير إلى أبعد مكان ويأتيكم بالاخبار
قالت سلرنيس كن حذر يا سيمون الصغير فوحش الظلام لا يترك ذبابه تمر من حوله دون اذنه
همس سيمون __ سيمون الصغير لديه حيلة، سيمون الصغير ليس عفريت قليل حيلة كما تعتقدى
طار سيمون، رفرف باجنحته ثم ضمها وطار فى سكون دون أن يحدث صوت
اليس لهذا السجن نهايه؟ سألت سلرنيس وقد تعبت من السير
قالت سلرنيس سجن الوحوش
كان ممتلىء بالحوش فى الماضى، فى كل ركن وكل شق
حتى ظهر وحش الظلام وقضى على كل الوحوش ولم يترك سوى فاريذون
واصلنا السير فى أرض موحله بها حفر من الماء
همست سلرنيس اقتربنا من النهر
قلت ماذا يعنى ذلك؟
قالت سلرنيس يعنى ان بوابة الخروج قريبه جدا يا محمود
قلت لكن أين وحش الظلام!؟
لماذا لم يظهر بعد؟
وكيف يسمح لنا بالخروج؟
قال الطفل الصغير، ربما لا يوجد وحش من الأصل
انه مجرد كذبه مثل كذبات الأمهات فى أرض البشر عن وجود غول سوف يأكلك اذا لم تسمع الكلام
اصمتو، لا تفتحو افوهكم، سيرو بصمت وبطيء سلحفاه
جأنا صوت الجنية التى اختفت بعد تحريرها
قلت حضرتى اخيرا؟
قالت لم ارحل اصلا يا بشرى، الا ترى كيف انك وعصابتك عبرت معظم السجن دون أن يراك وحش الظلام؟
همست التعويذة؟
قالت نعم
ثم سمعنا صوت مرعب، أشعر بوجودكم لكن لا يمكنى رؤيتكم
رائحة البشر العفنه تزكم انفى
جذبتنى الجنيه نحو جحر بين الصخور وأخذت الطفل وسلرنيس معى، ثم وضعت يديها على الصخور واغمضت عينيها قبل أن تنفتح ببريق لازوردى وتهمس بطلسم أغلق الصخور علينا
سنظل هنا بعض الوقت وظهرت الجنيه أمامنا
نحن محميون هنا ولا يمكنه رؤيتنا او سماعنا، عندما يمضى الوقت سيذهب لتناول طعامه حينها سنخرج إلى النهر
سمعنا خطوات الوحش تبحث عنا ويهمس هذه خدعه
خدعه، فلا يمكن لشيء ان يمر من هنا دون أن تراه عيونى
سألت الجنيه ما الشيء المميز فى هذا الوحش يدفعنا لخشيته؟
انا يمكننى قتله مثلما قتلت غيره؟
قالت الجنية فاديكا، لأنه لا يموت يا محمود، مثلك تماما جراحه تلتئم من تلقاء نفسها
قلت تعرفين ذلك +؟
ابتسمت فاديكا وقالت كيف برأيك استطعت ان تهزم فاريذون؟
لا يوجد جنى او بشرى يمكنه هزيمة فاريذون الا اذا كان محمى بتعاويذ القدماء وبحر الظلام
همست بحر الظلام؟
اتعنى ان هذا الوحش حضر من بحر الظلام؟
قالت فاديكا نعم، كان يعيش هناك قبل أن يموت ويحضر سده إلى هنا ويخضع لسحر الابريكون ويصبح على هذه الحاله
مرت بخاطرى فكرة ثم نفضتها من عقلى وهمست مستحيل غير معقول
همست فاديكا ما هو المستحيل فى أرض الجان؟
كل شيء يحدث هنا حتى اسوئه
يمكنكم ان تنامو لان الوقت سيمر ببطيء داخل الصخور وليس مثل اليوم العادى
قلت لكنى لا أملك الوقت؟
__قالت فاديكا وهى تغمض عينيها ومن يملك الوقت غيرك؟
انت الوحيد الذى يملك الوقت انت الوحيد الذى خضع له الزمن بدقائقه وساعاته وشهورة وسنينه
تذكرت اوزار وكيف كان يوقف الوقت، ان قوته تسرى داخلى
بسطت يدى وهمست، احكم علينا أن لا يمضى الوقت مهما مضت من ساعات او شهور او سنين ان نظل كما نحن فى الوقت الراهن
همست فاديكا جيد كان يمكنك أن تفعل ذلك عندما كنت فى الساحه وكنت ستضمن ان ما من سوء سيصيب زوجتك؟
هسمت بشك انت، تقرائين أفكارى؟
قالت فاديكا شعورك بالذنب يمزقنى ولا يمكننى من النوم
ما حدث قد حدث يا محمود
ثم فتحت فاديكا عين واحده واسعة وعميقة مثل البحيره ورأيت فيها تسنيم ووالدتها داخل قصر فالكون قبل أن تنغلق
_قالت فاديكا
تعلم أن تستخدم قواك يا محمود، الأمر لا يتعلق فقط بقوتك بل كيف تستخدمها ووقت استخدامها، انت أقوى مخلوق فى أرض الجان ولا يمكنك إنقاذ زوجتك؟
بعدها صمتت فاديكا ونامت دون حراك
_مضى الوقت ممل بطيء كنت اقضم اظافرى عندما سمعت صوت العفريت سيمون يغنى فى الخارج
لقد عاد إليكم سيمون الصغير بالاخبار اين انتم؟
همست فاديكا هذا العفريت سيتسبب فى قتلنا
قلت لفاديكا افتحى الصخور سوف احضرة!
قالت فاديكا لا توجد فرصه سيمون لا يعرف ان الوحش يتبعه ان الوحش هو من سمح له ان يصل إلى هنا
ليصل الينا
قلت ولو لن اتركه، افتحى الصخور ثم تنهدت وقلت ثم اغلقيها ولا تفتحيها ابدا حتى أطرق عليك
انفتحت الصخور وقلت لسيمون اخفض صوتك
اخيرا ظهرت؟
سمعت الصوت الرفيع المرعب وظهر الوحش من خلف سيمون كان جسده منمكش ثم تمدد واستطال حتى أصبح بحجم ضخم
كان بارتفاع مترين وجسده صلب كأنه قد من فولاذ
انيابه خارج فمه بطول ذراع ولديه مخالب فى يديه واقدامه
وزيل طويل بين قدميه وفى منتصف ظهره شيء يشبه الحرب يتحرك بأستمرار
قلت انت لا تستطيع رؤيتى
ابتسم الوحش، وهمس كنت لا أراك اما الان فأنا وضربنى فى صدرى طوحنى لبعيد
شعرت ان ضربته وصلت معدتى وأخرجت احشائى
وعندما نظرت إلى جسدى غير مصدق رأيت أحشائى خارج معدتى
زحفت ببطيء نحو الصخور واستندت بظهرى
صرخ المخلوق كل ما تفكر به فعلته من قبلك ثم امسك بسيمون وابتلعه، عفريت حقير همس بحنق، لا يتوقف عن الغناء، اشك انه ربما يغنى داخل معدتى
تنهدت بصعوبة لا يمكن أن تكون هذة النهايه، رحلتى لازالت طويله
بدأت احشائى تدخل فى معدتى، ابتسم المخلوق وفى لمح البصر وجدته امامى
ثم غرس يديه فى معدتى واخرج احشائى وراح يطوحها فى كل مكان
ضعف جسدى فجأه وشعرت ببرودة تسرى فى عروفى انها النهايه، عينى تريد أن تنغلق لكنى اقاوم، غير قادر على فعل شيء همست بأخر كلماتى
وضع المخلوق رأسى تحت قدمه وحمل صخرة ضخمه
ونزل بها على رأسى عدت مرات حتى دهسها مثل التراب او مسحوق الرمل، انتهيت وخرجت روحى...
)(لا تنسو دعواتكم لى بالشفاء) (