رواية سراب غوانتام الفصل التاسع عشر 19 بقلم نور
: معقول بنت عميد الجامعه محرومه من دخول الامتحان
: وراسبه كمان
اتفجات بشده وقالت : مش فاهمه
: "يارا" معدتش من امتحانات التيرم، سقطت
: مستحيل، ازاى ده حصل
ابتسمت وقالت : حصل حاجات كتير اوى، اتفضحت هى وشيلتها
: وضحى
اخرجت هاتفها لتريها شيئا جعلها تنصدم لرؤية مقطع عنها وهى تمارس التنمر فى دورة المياه على احد الطالبات
قالت "لينا" : مين الى نزله
قالت "سهيله" : معرفش بس باين شخص من الجامعه، وشجاع اوى.. كل الطالبه انتقدوها وجه بيان للعميد لما الفيديو انتشر وفصلوها شهر
: هو ده السبب انها تتمنع من الامتحان
: مش هى بس يا "لينا"، انتى متعرفيش الى حصل ل"يوسف"
: ماله ده كمان
ضحكت من جهلها وقالت : اطرد
اتصدمت وهى تناظر ضحكاتها قالت : اطرد ازاى، "يوسف" نفسه ابن وزير التعليم العالى
: مصدومه مش كده، كلنا مصدقناش الخبر.. الشله اتفككت
: عمل اى عشان يطرد
: معرفش، احنا شوفناه وهو بيستلم ملفه ومشي بدون رجوع
كانت واقفه فى مكانها بذهول نظر إلى الائحه
"هبعدهم عن طريقك فى المقابل تحكيلي عن العالم ده"
: معتز
: ايه؟!
ذهبت من امامها التفت باستغراب وقالت: "لينا" راحه فين
لم ترد عليها بل ركضت وتعجب الجميع من هرولتها، وصلت إلى المكتب وحين دخلت لما تجد احد بالداخل
: الدكتور مش هنا
قالها احد الموظفين، قالت : هو فين
: مجاش النهارده
صمتت قليلا ثم نظرت له وقالت : ممكن عنوانه
كانت جالسه فى سياره الاجره تلقى نظره على هاتفها والعنوان الموضح امامها، بعد نقاش مع الموظف
: عارفه ان ده غير قانونى
صمتت بخيبه شهرته وكانت ستغادر لولا انه بارد بسؤاله
: انتى "لينا"
: اه، حضرتك عارفني
: لا، الدكتور قالى لو بنت فرقة تانيه جت سألت عليه ادلها.. اسمها "لينا غسان"
شاردة العقل أثناء طريقها، تفكر فى تلك التغيرات التى حدثت فى غيابها، بل كوارث قد حدث لم تتخيلها.. فات عليها الكثير هنا ويجب أن تفهم حول ما فاتها
توقفت السياره اعطت السائق أجرته وترجلت حامله حقيبتها، رات نفسها امام منزل يبدو قديم الطراز لكنه ليس مهترئا بل راقيا
اقامت مكالمه وهى ترفع هاتفها عند اذنيها ولم يمر الكثير لتجده رد
: دكتور "معتز"
صمت قليلا تعجبت حين لم تجد ردا حيث شككت فى الشبكه وقالت
: الو.. حضرتك سمعنى
: رجعتى
انه صوته لكن ما بال تلك النبره، قالت وهى تنظر إلى الأعلى
: انا قدام بيتك، محتاجه نتكلم شويه
أنهى الاتصال تعجبت كثيرا ونظرت الى الهاتف : قفل فى وشي
شعرت بالحرج والغيط التى تكتمه منه وكانما يتعمد ذلك الشخص اغضابها
فتح الباب لتجده يطل بوجهه ويراها اخيرا وكانما فور معرفة وجودها هنا اسرع إليها لعدم ضياع وقت اخر، لم يقفل الخط عبثا انه لم يتأخر عليها حتى فى تبديل ترينجه الرياضى ذاك
اقترب منها ووقف امامها ينظر إليها بأعينه الغير مصدقه رؤيتها أمامه وقد شعرت "لينا" بالغرابه منه قالت
: اتمنى اكون مجتش فى وقت مش مناسب، أنا سألت عليك فى الجامعه وموظف هو الى ادانى عنوانك لما عرف انا مين طبعا
لم يرد عليها وكأنه غير مستمع لما تقوله، تعجبت قالت
: دكتور
: كنت خايف... مشوفكيش تانى
اسكتتها جملته ونظرت له ليقول مردفا بابتسامه : فرحان انك رجعتى
تلك النبره الغريبه هزت قلبها، بل خيل لها انها قد رأت بريق دمع فى اعينه جعلها فى رغبه من امره، خفض رأسه قليلا ثم رفعها مع ابتسامه وقال
: ادخلى
التفت اوقفته وقالت : خلينا نتكلم هنا
فهم مقصدها وقال : هنعقد فى الجنينه، مش هنقف على الباب كده كتير.. كلامنا شكله هيطول
صمتت أشار لها لتدخل وسبتها هو مخبرا اياها بقفل الباب لعدم تسلل القطط
جالسه فى الحديثه بمفردها كانت صغيره لكن الهواء فيها شديد، لشعة الشمس محجوبه وهالة من البرد تملأ المكان، يبدو جافا وكانما لا توجد حياه هنا.. لا روح فى هذا المنزل.. هكذا حللت شعورها تجاه المنزل
قاطعها حينما أتى حاملا كوبان من القهوه ليعطيها واحدا اخذته شاكره، حلس على الكرسي الاخر تلفتت اليه وقالت
: انت إلى عملت كده
نظر لها فقالت بتوضيح : انت السبب فى رسوب "يارا" والفيديو إلى انتشر عليها.. و"يوسف"... انت السبب فى طرده بردو
: لقتى عرفتى كل ده وانتى لسا راجعه
: يعنى انت
: اه
انصدمت وتبدلت نظراتها له بذهول وقالت : ازاى عملت كده.. أنا كنت قلقانه ترتكب غباوه لانك مش قدكم وتتورط بسببى
: الموضوع مكنش صعب اوى كده
: ازاى مستسهله، لو العميد عرف انك السبب أو حد فتن عليك هتتفصل واكيد هيأذوك
ابتسم تعجبت من تلك الابتسامه لكنه قال : لو قولتلك ان العمي هو الى طرد "يوسف" و مضى على فصل "يارا" ورسوبها السنه دى.... هتعملى اى
قال آخر جمله وهو ينظر إليها فقالت : مش هصدق طبعا
: ده إلى حصل
: انت عملت اى، يعنى العميد عارف وسايبك
: ميقدرش يتكلم لأنى ماسكه من ايده الى بتوجعه
: هددته؟!.. ايوه بس هددته بايه عشان يطاوعك فى ده كله
صمت متذكرا حينما كان فى منزله، اتصلو به يستعدون لأمر طارئ وحضوره فى الصباح الباكر عند مكتب العميد، لم يكن ليقلق بل كان باردا وكأنه يعرف سبب ذلك الاستدعاء جيدا، حيث حضر فى التوقيت الذى يناسبه هو، وفور رؤية ذلك الرجل الذى جالس على كرسي داخل مكتب العميد، كان متهجم الوجه وفور رؤيته له ضاقت ملامحه
قال "معتز" : حضرتك طلبتنى
: اى الى انت عملته ده يا دكتور
: عملت اى يضايقك كده؟!
: يعنى منتاش عارف
: الصراحه لا، ممكن تقولى غلطى عشان اشرحه
: غلطك كبير وملهوش اسباب يا دكتور
القى ملف على المنضده واكمل بغضب : اسم بنتى من الساقطين لييه
التقط "معتز" الملف وقد برز اسمها اول رقم قال
: بس انا حاططها الأولى زى ما حضرتك بتحب
نظر له بشده وضرب المكتب بغضب : انت هتهزر معااايا، بنتى انا تسقط فى مادتك
: اه
نظر له بشده صاح فى وجهه : لا ده انت اتجننت، ده انا أنهى مسيرتك فى لحظه يا "معتز"..
نظر له بإزدراء واردف : ولا بحوثك الى بتتعب فيها وندواتك العلميه تنفعك، أنا أشاور بس بأمر فصلك ومتلاقيش وظيفه محترمه زى إلى انت فيها... شكلك نسيت نفسك وانا هباشر واعرفهالك
كان صامتا ليقول بهدوء : مش مستهله التهديدات دى كلها حضرت العميد، لانكومش هتعمل حاجه منهم
برزت عروقه الغابه وقبل ان يصيح فى وجهه مجددا قال : انا قادر انهيك مهنيا وحياتك الشخصيه عشان كده متهددنيش تانى
: انت بتقول اى يلا، تنهينى انااا
: زوجة حضرتك عامله اى
تعجب منه، استنكر "معتز" بخيبه وقال : اه معلش نسيت أوضح.. الأولى.. ولا التانيه
زال تكشيرة وجهه ليستعيد غضبه وقال : انا متجوز واحده وهى زوجتى اوم اولادةى وإياك تجيب سيرتها على لسانك
: طبيعى متعرفش بجوازتك التانيه لأنها عرفى.. بس حتى العرفى اسمه جواز.. ولا اى يا استاذ "عماد"
تقدم منه حينما لم يجده رد بكلمه واحده وقال : واثق ان زوجتك متعرفش، بل الكل ميعرفش بجوازك من بنت قد بنتك
: انت بتعرف تقول ايييه
: معايا صور لخروجاتكم سوى، وانتو فى الاوتيل الى حاجز اوضه فيه باسمك بتروحه فى اجازتك ترفه عن نفسك
بات يظهر تسربات العرق على وجهه
: تخيل لو مراتك عرفت هتسكت ولا هتسحب المكانه الى انت فيها بسببها.. هتتخذل فيك اوى
: انا معملتش حاجه حرام، أنا اتجوزت وده حقى
: ايوه اكيد حقك وتتجوز اربعه كمان، أنا مش جاى اخرب بيتك او اناقش مشاكلك العائليه... أنا مستحيل أفضح واحد ربنا ستره، الا لو هو عاوزنى اعمل كده
: انت عاوز ايه
: "يارا"
: عملتلك اييه، مش فاهم سبب الى بتعمله ده ايه
: عايز ابعدها عن طريق حد يهمنى
: ا..أنا اوعدك انها مش هتعمل حاجه، قولى اسم الشخص ده وأنا ههتم بيه بنفسي
: لا، متنازل عن خدماتك
قرب منه واردف : دى افضل طريقه تبعد بيها
: هى ايه
: تعيد السنه
نظر إليه بصدمه قال : حتى لو اجتازت امتحانك صح كله
: صدقنى لو ده حصل مستحيل اظلمها واسقطها عمدا... بس ده لو عرفت تدخل الامتحان
بحاقت اعينه فيه بريبه، اعتدل ليبتعد عنه وقال : سرك فى بير يا استاذ "عماد"، لس متقفش فى وشي أو تفكر تأذينى.. مش انا إلى هعمل... مراتك
جمع قبضته بغصب حيث رأى "معتز" غضبه وكأنه سينقض عليه، التفت ليغادر لكنه توقف وقال
: ايوه، "يوسف بدران"
نظر له حين ذكر ذلك الاسم ليقول : افصله
وقف بصدمه وقال : انت بتقوول اييه، اتجننت رسمى
: عارف الى بقولهولك كويس
: انت عارف ده يبقى ابن مين.. لو كنت خايف مراتى تعرف من جوازى أو العالم ومهنتى تتضرر، فا ده ابوه قادر يعمل كل ده فى لحظه
: متخافش على نفسك، مش هقبل تتضرر
تعجب منه لكن صدر صوت من هاتفه، قال "معتز" : افتح الرساله
نظر له ليعلم انها منه، وحين فتح انصدم من تلك الصور الذى أمامه ويبرز وجهه "يوسف" بوضوح قال وقد إصابته صدمه
: جبت صور زى دى منين
: من "night club" الى بيتردد عليه فى الفتره الاخيره
نظر له وقد بدا القلق على وجهه من تهوره لالتقاط صور كهذه، فهل يحمل له منها قال
: اعمل اى بيهم
: خليه يسحب ملف من هنا فورا بعد أما يشوف عينه من الصور
: لو معملش كده
: متقلقش مستحيل يضحى بمكانته عشان ابنه، عرفه بس ان الصور هتترفع.. الحكومه مش هتسمح لشخص ابنه فى وضع زى ده يمسك تعليم أجيال.. أما بنسبه ل"يوسف".. مش هينزل امعو اخرى هينزل قرار بطرده ومفيش جامعه هتقبل بيه
: ومعملتش ده كله ليه من الأول
: مش عايز أذى حد لدرجه دى...
رفع اعبنه بجديه واردف : بس لو اضطريت.. هعمل اى حاجه عشان هدفى
ظهر القلق على وجهه العميد، قال "معتز" : مش عايزك تتفاجأ لو شوفت حاجت ضايقتك...
: حاجة اى
: هتعرفها، بعدين
اعتدل واردف : حضرتك عايز منى حاجه تانى
لم يرد عليها وكأنه قد فقد النطق اوما له وقال : عن اذن حضرتك
التفت معطيا ظهره له وخرج تاركا اياه فى ذهوله وقال
: يخربيتك
جلس على كرسيه واضعا رأسه بين يديه والقى هاتفه جانبا يفكر بما كلفه به
: كنت تقصد فيديو "يارا" لما قولتله ميتفجأش وانك مش هتسقطها ظلم بس هى نفسها مش هتحضر الامتحان.. بس ازاى كتبلها فصل
: اتبعتله امر من الوزاره بفصلها، أولياء الأمور والطالبات انتقدوها ولو مكنش خد إجراء كانو اتحولو لتحقيق
: و"يوسف" ؟!
: ماله
: اى نوع الصور الى مسكتها عليه، ممكن اشوفها
: مظنش فكره كويسه
: ليه؟! عايزه افهم اى الى خلا العميد يتصمد كده
صمت قليلا لم تفهم مغزى صمته وكأنه متردد فى أخبارها
: علاقه مع واحده
سعلت القهوه التى كانت فى حلقها ولم تبتلعها بعد، نظر إليها وهى تستعيد رباط جأشها قال
: انتى كويسه؟!
: اه تمام
قبضت على الفنجان بحرج لتعمدها فى معرفة كل شيء، قالت
: عشان كده منزلتهاش زى فيديو "يارا"، كانت هتبقى فضيحه لوالده
: لو كان عاند كنت نشرتها انا بس كنت بحاول أسهل الأمور مافيش حد لدرجه دى.. اهلهم ملهمش دعوه
ساد الصمت بضع لحظات لتقول "لينا" : بس انا ضيعت إلى انت عملته
تعجب لتقول موضحه : انا زيها، محضرتش محاضرات وخسرت اعمال الميد وملهاش أسمى من المحرومين من الامتحان.. يعنى ممكن اتفصلت نهائيا
: ملقتيش اسمك عشان تقدرى تمتحني زى اى طالب
اندهشت وقالت : ازاى، بقولك محضرتش خالص وانت عارف نظام الكليه.. معنديش حتى نسبة نجاح.. الا بقا لو كان فى حد حضرنى ومكنش ده حصل لان مفيش حد يعمل كدخ... واصلا علاقاتى محدوده
لم تجد ردا منه لتنظر له من صمته وقد تبدلت ملامحها الى ذهول قالت
: انت عملت كده
صمت لكن صمته تلك المره أكد لها على كلامها، لفرط صدمتها ظلت مبحلقه فيه قليلا اقتربت منه ناظره فى اعينه قالت
: ده غير قانونى.. انت عملت كده بجد، لييه؟
: كنت مضطر
: مكنش ده من ضمن اتفاقنا!!
: خرجت برا الإطار شويه
: لو مكنتش جيت؟! لو كنت اتاخرت وكانت الامتحانات عدت وأنا مجتش
: كنت هتحمل المسؤوليه
سكتت ثم انتفضت سأله: وبقيت الدكاترة، مادتهم ...
: متحضره يا "لينا"
قال ذلك مقاكعا اياها واردف موضحا : استخدمت علاقاتى واتصرفت، المهم تجهزى لامتحاناتك.. متتوقعيش اسربلك امتحان واحد
ضاقت ملامحها وقالت : مكنتش هطلب منك حاجت زى دى
اقتربت منه مجددا وقالت : لو العميد عرف، عارف انه هيمسكها عليك
لم يرد تعجبت وقالت : مش خايف
: من ايه؟!
: يأذوك، بتقف قدام شخصيات اكبر منك وعارف أن غلط.. لو كنت مهتم تعرف لدرجه دى عن العالم التانى كنت قولتلك.. لو حصلك حه هيبقى انا السبب
: انتى قلقانه علي؟!
صمتت ثم قالت : حسانى استغليتك
: عامل حسابى متقلقيش
: هتهددهم بحاجه تانيه، ثم انت جبت الحاجات دى منين... صوى "يوسف" و"يارا"
: راقبتهم
: والعميد، راقبته بردو وهددته بجوازو
: عشان تحاوطى نفسك لازم يكون فى ايدك ثغره للناس الى حواليكى... كنت زيك يا "لينا"، بعض الطلاب كانو بيضايقونى واوقات فئه من الدكاتره
: اتعرضت للتنمر
اومأ لها وقال : ما الواحد يشوف نفسه ملاك وزواجه شخص تانى بعيوبه، اعرفى ان الى قدامك مشوه... بايدك تمسكيهم وتخليهم مجرد نكره حواليكى، بل خايفين منك
تنهد وقال مسترسلا : لازم تعرفى تديرى امورك لان الحياه مش سهله
حين التفت اليها رآها مبحلقه فيه بنظرات تملأها الدهشة قالت
: كنت صح لما قولت عليك خطر.. كويس انى موفقتش فى وشك
ضحك نظرت له بريبه ثم ابتسمت قالت
: مفيش حد هنا معاك، انت عايش فى البيت ده كله لوحدك
: اه
: اهلك؟!
: اتوفو فى حادثه وانا عندى ست سنين
انصدمت "لينا" ونظرت له بشده فتبدلت معالمها لحزن شديد وقالت
: انا اسفه
: محصلش حاجه
طالعته قليلا وقالت : مين الى رعاك، متقلش انك وحيد
: كان عندى اخت، اكبر منى ب١٥سنه
: هى فين؟!
لم يتحدث لكن عند تلك النقطه وقد اشتدت معالمه، سكتت كى لا تزعجه، حم حممت وقالت
: ممكن اروح الحمام
: اكيد...
تركت الفنجان واستأذن للذهاب قلل ان يكمل كلامه، لكن عينه ظلت معلقه عليها حتى بعدما اختفت من امام ناظريه
وقفت عند الحوض الذى كان صنبوره يباشر فى سقوط المياه
: ليه سألته عن اهله؟! معقول اخته تكون اتوفت هى كمان
ارتطمت المياه بوجهها وهى تغسله، تنهدت وقالت : قولت كلام مينفعش اقوله
جففت وجهها بعدما انتهيت، وخرجت ألقت نظره قليلا على ذلك المنزل من الداخل، استحضرت صوره لذات موضعها اكن بأغراض مختلفه وتصميم اخر
انتفضت عائده للخلف لتشعر بألم قوي يصيب رأسها، تكيأت على السفره لتعود عيناها إلى سابق عهدها وترى ما هو حقيقى امامها الان
: " لينا"
كان "معتز" الذى قد دخل بعدما تأخرت وظن انها قد اضاعت طريق الباب، قال
: اننى كويسه
: لا
ازاح الكرسي لتجلس عليه، اعطاها كوب ماء لتشرب منه قالت
: شكرا، لازم اروح
قالت ذلك وهى تقف باحثه عن حقيبتها، اعطاها اياها شكرته لستأذن بالمغادره لكنه اوقفها وقال
: عرفتى مكان الحمام ازاى؟!
صمتت عند ذلك السؤال، نظرت حولها قليلا ثم رفعت كتفيها وقالت
: دورت عليه
اومأ لها بتفهم، غادرت المكان واستقالت سياره اجره لتعيدها للمنزل، حائره طوال طريقها.. لم يزيدها مقابلته إلى حيره فوق حياتها التى أصبح كتلال الكمام فوق كاهلها، "معتز".. أنه غريب بشده.. أنه شبيه لغرابة "فرناس" لكن ذاك فى موطنها
كانت " هاجر" تكاتف "لينا" عبر الهاتف وهى قلقه وكأن ايتها مخاوف من فقدان ابنتها مجددا وباتت تريد رؤيتها امام اعينها فى كل ساعه ودقيقه، كان زوجها عاد من عمله للتو قال
: مقالتلكيش هتروح فى حته بعد الجامعه
: لا وده إلى قلقنى
قاطعهم رنين جرس متواصل، فتحت سريعا وكانت "لينا" التى عانقتها بسعاده، تعجبت منها لكن ابتسمت وقالت
: اى الى مرجعك مبسوطه كده
: اكيد لازم اتبسط بعد أما عرفت ان دراستى متضررتش
ترك "غسان" ما فى يده وقال : ازاى
سكتت قليلا ثم قالت : دكتور " معتز" ساعدنى، قالى انى لازم امتحن زى اى طالب وانى مش ممنوعه من الدخول
سعدت "هاجر" وقالت : بجد، الحمدلله
: عشان كده طلب منى اجبله تقرير بمحضر تغيب
توقفت "لينا" عند سماع ذلك من والدها الذى كان يستنتج ما حدث، قالت
: هو طلب منك كده
اوما ايجابا، قالت "هاجر" : كتر خيره، انسان كويس
قال "غسان" : فعلا، اشكريه جدا يا " لينا" بنيابه عنى
قالت "لينا" : حاضر يبابا
دخلت غرفتها سمعت صوت هاتف ألقت نظره وجدت صور مرسله من اخيها، واقفا أمام آلة طباعه ويقول
: بشرف على جودة كتابك
ابتسمت وشعرت بالحماس وقالت : هيطلع احسن من تخيلاتى
: مش المفروض تعملى دعايه عليه، عشان لو ملقتيش إقبال متنسيش بخيبة امل
: الكتاب ترفيهى، ثم انت عارف انى مبعرفش اروج لحاجه
: الى اشوفيه، مبعتيش شكل الغلاف لى، فى مصممين خاصين بالدار.. تقدرى تكلميهم وتوصفيلهم كتابك
سكتت قليلا لكن قالت : عارفه الغلاف هيكون عن ايه
بعث لهىصوره كانت تدخرها فى مساحه خاصه
قال "حسام" : متأكده ان ده هيكون الغلاف
: اه
: طيب، هكلمك بعدين
اقفل مكالمته معها ليقول شخص بجانبه : الكاتبه قررت ايه
ابتسم وقال : بعتلك الغلاف ناقص ديجيتال للالوان كويس
: متقلقش سيبها عليا
: متشكر يا "مروان"
: على ايه، أنا بس كنت وسيط ليك فى مكان شغلى... المهم "لينا" لما تتشهر متنسناش
ضحك وقال : هتنسا اخوها شخصا، اختى وانا عارفها
صافحه مبادلا أياه الضحكات ثم غادر
مر يومان قد اخذتهم " لينا" نومها متواصلين لشدة ارهاقها التى باتت تشعر بيها مؤخرا، كانت تتثاوب أثناء تقلبها كادت ان تقع لولا امساك الكمود الذى بجانبها
فتح الباب وكانت والدتها التى قالت : كفايه نوم وقومى عشان تفطرى
: حاااضر
تنهد بعدما اعادت اقفال الباب
"سانتظر عودتك"
تردد هذه الجمله فى اذيها وتركت اخر مقابله مع " فرناس"، متى ستعود.. تتمنى بعد امتحانتها... لكنها فى الحقيقه.. تنتظر تودتتة وبفارغ الصبر.. مهلا... امتحانتها؟!!!
انتفضت من مكانها حين نسيت أنها يجب ان تلملم منهاج دراستها، استقبلت رساله فى صباحها وكانت من دار النشر
: تمت الطباعه
سعدت، ظنت ان الامر سيستغرق اكثر من هذا لكن يبدو أنها أخطأت.. من سيكون اول قارئ... هل ستنال اعجاب القراء... هل سيتردد عليها الناس.. اسأله كثيره لكن.. دراستها اهم الآن
فى الليل كانت جالسه على مكتبها تدرس ساهره بين أضواء خافته، قد اعارتها "سهيله" بعض من مستلزماتها لتدرس لكنها كانت كثيره جدا على ايامها القليله
قد أصابها الملل والضيق من صعوبة فهمها وعدم استطاعتها لتطبيق الحل، فى ذلك الوقت وجدت عدت رسائل ارسلت لها فى ذات اللحظه، ألقت نظره سريعه بتعجب وكانت ملخصات دونت بخط كمبيوتر.. مان المرسل "معتز"
تفجأت بل تعجبت كثيرا منه وعلى هذا التوقيت وكأنه يراقبها، ترددت فى الاتصال به لكن هاتفته وفور ان رد عليها قالت سائله
: اى الى بعته ده
: بتهيألى مش هتلحقى تذاكر من الكتب، الملخصات دى من دكتور الماده... هتنفعك
: هوومش بيتهيألك لا ده اكيد.. وصلت لمرحلة اليأس قبل أما اشوف رسايلك
: ابدأى فيهم
: حاضر، شكرا تانى
: العفو
أنهى مكالمته معها وكان واقفا فى حديقة منزله، ابتسم بهدوء لتذكر شكرها، كان فاتح محفظته على صوره مدثره جيدا، بارزه امام اعينه ويبدو عليها القدم
أعاد قفلها ليدخل الى منزله لكن توقف حين رأى ظل خلف الباب، تقدم منه بهدوء تام وهو يراه مأكدا عيناه بوجود احد.. امسك المقبض وسرعان ما فتح الباب لكن تفجأ حين لم يجد احد
خرج ركضا فى الشارع يلتفت يمينا ويسارا لكن لم يكن هنالك احد، الشارع خالى فى توقيت كهذا.. لقد كان يتوهم... توهم للمره المليون بوجود احد معه
أشرقت الشمس واصابت اشعتها اعينها النائمه قاطعت نومتها، لقد غفت على نفسها كما توقعت.. اعتدلت وقد ألمها ظهرها
: بقيتى تنامى على صورته ولا اى
التفت بدهشه لسماع صوت "حسام" معها فى الغرفه، كان جالس على السرير يتأمل رسمتها، نظرت إلى يديها الخاليه علمت انه انتشلها منها وهى نائمه
اخذتها منه لكنه ابعدها عن متناول ايديها وقال : علمتك تاخدى حاجه من ايدى
: بتبعدها كده لى، قدر اتقطعت
: معكيش رسمه ليه غيرها يا "لينو" ولا اى
: هات يا "حسام"
اقتربت لتأخذخا ابعدها مجددا وهو ينظر الى ملامحه ويقارنها بهه قال : مش حلو انا احلا
: انت صح، هاتها بقا
ابتسم ونظر لها بطرف اعينها قال : هدهالك عشان معاندتنيش وده مش عادتك يعنى بس هعديها، خدى
اخذتها منه لتضعها بحرص بين أغراضها
تنهد منها وقال : والله ما عارف اى الحكايه بظبط
زقته وقالت : يلا مش هتروح شغلك
: لا قاعدلك
شعرت بالغيظ منه لكن أعطته هاتفها وقالت : فى ملخصات اطبعهالى.. انت عارف عينى بتوجعنى من القراءه على التليفون
: انتى وخدانى مصلحه
: اه
اخذ الهاتف بضيق وقبل ان يذهب قال : انتى لى مكتبتيش اسمك زى الكاتبين عشان تنشهرى حتى شخصيتك الى بترسميها مبتظهريش فيها شكلك زى بقيت رسوماتك.. عامله الروايه بضمير أنا
: اكيد يعنى مش هظهره، اما عن الاسم فأنا مهتمتش بانى اكتبه
: لى، خايفه حد يعرف عنك ولا عشان تبقى غامضه
: حسيت ان لما أخفيه هيبقا احسن ، ويلا أمشى عايزه اعقد لوحدى
لم يرد عليها لكن نكزها فى عقلها وغادر، حكت رأسها بضيق ثم عادت إلى جلستها، اخرجت الرسمه بابتسامه خفيه، فتحت الدرج وخرجت الكمبيوتر المحمول المنتصف فيه قلبها الاكترونى، لديها وقت فراغ قليلا.. لترسم بقية الأحداث الاخيره كى لا تتكاسل حين تردد عليها طلب الفصل الجديد
وقبل ان تبدأ فى الصدق قلبها على الشاشه توقف فى الهواء.. الفصل الجديد؟!... لم يعلمها احد بذلك، لم تجد ردا بعد على الفصل الذى تم نشره
تنتظر رساله من الدار اخرى بأول مشترى لكن لم يحدث
قال " حسام" وهم يأكلون على الفطور : متبقيش مستعجله، لسا بتتعرف
لقد فهم تصرفاتها وإلقاء نظراتها على هاتفها من حين لاخر، انها بالفعل مستعجله ام أنها تخشي مواجه افكارها السلبيه
قالت لها جدتها ذات يوم "اتأملى خير، الخير دايما بيتبع صاحبه"
كانت تثق فى كلامها دوما، وكانما تسير على خطاي وصاياها، لطن هذه المره لم تصدق جدتها.. لقد اعطتها معلومه خاطئه
لم تجد تفاعلا، لم تجد اكل بالأمر.. لم يتردد احد على قصتها ولم تسمع انها نالت اعجاب احد.. لم يقرأها سوى اخيها.. وهي.. والديها لا يعرفون عن الأمر.. وكان من الجيد حتى لا تشعر بالسخريه...
تقف بين الكمبيوتر المحمول اقفله وأعاده الى مكانه المعتاد لعدم كتابة اى جزء اخر، نالها الاحباط واخبرت ذاتها لعلها كانت فكرة سيئه.. يكيلون الناء الى الواقعيه.. ما تعيشه هو خيال يجتمع مع الواقع.. لن يقتنع احد بذلك لهذا كتبت على الروايه أنها من وحي الخيال
ظلت تذاكر وتسهر فى لياليها، تنظر من وقت لاخر على الكتاب مستغربه من هدوئه لكن تطلب منه مل ليله الا يعيدها الا بعد انتهاء الإختبارات، تحاكيه وكأنه صديقها بحق
كانت "هاجر" تستيقظ فى الليل لشرب بعض الماء فتسمع كلام ابنتها الغريب وكأنها تتحدث مع احد، وحين دخلت عليها لم تجد سواها فى الغرفه فتركتها لتكمل مذاكرتها.. تتعجب منها وتخشي ةن تكون ابنتها قد فقدت عقلها حين عادت
امام باب الجامعه كانت واقفه تراجع اجابتها بقلق، لقد انتهى الاختبار الأول وتخشي انها لم تجل ما يجعلها تنتقل للمرحله الأخرى
: "لينا"
كانت "سهيله" تناديها بابتسامه، اقتربت منها قالت : الامتحان كان عامل اى
لم ترد عليها تعحبة قالت : بتحسبى اى؟!
حين انتهيت اخذت انفاسها ثم ابتسمت وقالت : الحمدلله اول واحد عدى على خير
ضحكت وقالت : طب كويس، تعالى ناكل حاجه
: لا مش فاضيه لازم ارجع اذاكر للماده التانيه
: ورانا وقت
: انتى مش أنا
ذهبت لكن توقفت قدماها حين رأت العجوز عاقدا زراعيها فى نهاية الممر يتابعها، انه هو... لقد أتى اخيرا
ذهبت له سريعا وقبل ان يلتفت قالت : مش هتمشي دلوقتى اكيد.. ولا اقولك متختفيش
: عايزه ايه
تعجبت من طريقة حديثه قال : هو فى حاجه
قال ساخرا: حاجه واحده فى كتير ... قولى عايزه ايه
: كنت عارف انه مش انسان زينا صح
صمت، اذا صحيح كلامها وايده بصمته، كانت تثق بمعرفته والا لم تكن لتمشي عن سر "فرناس" كما وعدته
: المهم تكونى انتى عرفتى هو مين
: عرفت مش فارقه معايا
: بعد اما قالك انه بيحبك
سكتتد نظر إليها وقال : صدقتيه؟!
: هو مبيكدبش
: دى حقيقه مش هنكرها، جاى افكرك تانى عشان العهد الى بينا
تعجبت منه وعن اى عهد يتحدث
: الى بيحصل ده غلط يا لينا، انتى قولتيه وانتى بردو الى هتتحملى ده فى الأخر
: قصدك اى؟!.. ليه محسسنى انى فى خطر
: العالم الى بتروحيه عشتى فيه الخوف مش كده، ده نقطه من عالم تانى.. الجحيم بنفسه
ظهر الخوف عليها متأثره بكلامه وقالت : عايز تقول ايه، لو كان على حقيقته، مظنش انه يخوف لده دى.. خلاص عرفت اختلافه عنى ومش خايفه
ابتسم وقال : مكنتش اقصد نسلكو، اختلافه عنك أعمق من كده بكتير
وقبل ان تتحدث قال : قولى عيزانى فى ايه
: "رزان"
توقفت ملامحه من جديد لذكر اسمها فقالت : عايزه تفسير عليها، وحقيقتها بظبط
: "رزان" كانت زيك يا "لينا".. من عالمك
انصدمت وبحلقت فيه بشده
: اتنقلت " غوانتام" لكتاب زيك بس طريقها مختلف عنك، كان تطهير الارض من عرق النار
: الجن؟!
: كانت محاربه، شغلها انها تساند الملك فى رجوع شعب "غوانتام" لعقلهم وميسخروش جن تانى فى المقابل هتتشال اللعنه "النهر" الى اتملا بكرههم واعمالهم الفحشاء والمعاصي... اتطورو فى سحرههم وبقو مجتمعين مع قبايل مع ان الكافر الى كانو اعدئهم زمان
: مش كانو عايشين سوى
: اختلاف انواع الجن هو زى اختلافك مع باقى البلاد
: بعدين، حصل اى
: اتعرضو لجفاف دايم، بيعانو فيه من قلة الميا، لما جه يوم الغيام ظنو ان ده نتيجة سحرهم، كانت "رزان" داخله زيك ومعاها القدره إلى انتى شيلاها دلوقتى
اشار على منتصف جبهتها وقال : العين التالته، هى قدره بتورثها المختاره وسيله لحماية نفسها بس فى حالة انها فى خطر وهتكون نهايتها.. غير كده مينفعش تظهرها
: استخدمتها فى حاجه وحشه؟!
: مكنتش عارفه عنها زيك، اتعرضت للاستعداد من تاجر لقاها وخدها عبده للاستمتاع
: ارجوك، سبنى
: هنا تكونين اسعد من متشردين فى الخارج
حاولت ابعاده عنها وهو ويمسكها بقسو.ه من ساعدها مستند يده الغليظه الأخرى على بطنه الكبير، ضر.به فى ساقه فصر.خ متألما والقى بكف على وجهها
: يا حقيره
دفعها أرضا فتألمت، غادر وتركها لكن فور اقفال الباب بعصا حديد من الخارج، حاولت هى الخلاص والخروج من هنا، ضربت الباب مرار ولكن دون جدوى ومع عدة محاولاتها الميؤوسه الذى تأذت فيها يدها، جلست بارهاق لكن الباب قد فتح... فتح من الخارج وانت انه قد عاد لكن لا يوجد احد سواها، انتهيت الفرصه وفرت هاربه من هناك
سارت فى شوارع ذلك العالم الغريب عنها، لا تدرى اين تذهب واين تبقى.. تخشي احد الرجال الشهوانيه يلتقطونها، أو يستعبدونها لخدمتهم، تخشي ان تصبح خادمه لهؤلاء الناس
سهرت الليالى فى الخارج، تنام فى الشوارع، يمسسها الطقس البارد وتزقزق معدتها فى حاجه الى الطعام
كانت جالسه عند شجره امام مطعم وفور رؤيته يلقون الطعام فى القمام، ذهبت له لتلقطه وتاكل البقايا كالحيوان المتشرد الذى يأكل القمامه
صاحت فيها امرأه بحدن : ابتعدى من هنا، سينفر الزبائن
لم ترد عليها وكان الملك يتطلمون بها، ر.كلتها بقدماها وقالت
: الم تسمعى
تالمت لكن ضحك من كان يجلس من الموقف وكأنها مسرحية ترفيهيه، شعرت "رزان" بالغضب من صوت السخريه حولها.. جرح كبريائها وكان أغلى ما تملكه امرأه واغلى ما تحافظ عليه
: ها قد وجدتك
انصدمت من الصوت وحين رات ذلك الرجل أصابها الزعر، ذهبت لكنه امسكها وقال
: الى اين ايتها العبده الهاربه.. ألم اخبرك انك ستصبحين مشرده إن لم تصغى الي
: ابتعد
صف.عها بقسوه لتستلقى عند قدميه قال : من فينا القوي ايتها الضعيفه
لم تر، عليها امسك شعرها فصرخت من فرط ألمها وصاح بها مجددا
: من فينا الاقوى
: ا..انت، ارجوك يكفى
: ساجعلك تتعلمين كيفيه التحدث مع اسيادك
: اتركنى ارجوك
ترجته خوفا لكنه ظل يبحث بعينه وحين رأى رجل حداده يثنى معادنه، انصدمت من تفكيره وقالت
: ارجوك لااا... سبنى
توجه اليه وهو يجر.ها خلفه، حاولت الابتعاد لطنه اقوى منها بكثير، طلبت النجده لكن لم يتدخل احد
التقط سيخ مشتعل من النا.ر ارتعبت وقالت : لاا.. لاا ارجوك
: تشوه بسيط لن يضرك.. لا تقلقى، لن ارفضك بعدها
انهمرت دموعها وهى تبكى بيت يديها لتصرخ فور ملامسته لزراعها وشعر بتأكل جلدها لكن سرعان مع صرختها القويه التف السيخ بين يد الرجل والتصق بوجهه فصرخ صر.خخة داوت ارجاء المكان
انصدم الناس اجمع حين راو ما حدث مهمين بصدمه
: هل حر.ق نفسه
سراب غوانتام
بارت١٩