رواية حواديت الطب الشرعي الفصل السابع 7 بقلم حبيبه ياسر


 رواية حواديت الطب الشرعي الفصل السابع 7 بقلم حبيبه ياسر


"حواديت الطب الشرعي ٧"


_مريم!


لفيت ضهري لمصدر الصوت، كان دكتور فريد و.. لحظة دة وراه المارد!

بلعت ريقي وانا ببص للمارد بخوف، قولت دي نهايتي خلاص، مفيش مفرّ منهُم.. لغاية ما قرّب عليا وباس طرف البالطو الأبيض، وقال بنبرة مبقيتش غريبة عليا خلاص:

_عرفنا ان المَلِكة في خطر، فجينا نقوم بواجبنا ونحميها..


استغربت من طريقته في الكلام، دي اول مرة أسمعه بيتكلم بالعامية عادي، دايما بيقول طلاسم وكلام باللغة العربية، حاولت أستغل انه لسة في صفي وجمدت قلبي وقولت:

_انا فعلا كنت في خطر، تقدر تساعدني؟


انحنى قدامي بمعنى "تحت أمرك" فاتنهدت وانا بغمض عيني بالراحة، فتحتها وقولت:

_محتاجة أعرف ايه اللي في البيت دة، البيت دة ايه حكايتُه؟


قال وهو مثبت عيونُه الجاحظة اللي مبقتش ترعبني على الباب:

_فيه روح كانت مننا وخرجت عن طوعنا من زمان، وكانت نهايته في البيت دة، لعنّاه وحبسناه في الزمن

_حبستوه في الزمن؟


قال بثقة:

_أي حد بيتمرد علينا بيحصل فيه كدة، بيفضل أسير الزمن، مبيكبرش ولا بيصغر، بيفضل على سنّه طول عمرُه، مبيفرّقش بين نهارُه وليلُه، حياتُه كُلها عتمة


بلعت ريقي بخوف فانحنى مرة تانية واختفى، ظهر صوت دكتور فريد مرة تانية:

_مريم؟


قولت وانا لسة سرحانة في كلام المارد:

_سمعتُه؟ أسير الزمان!


قال باستغراب:

_سمعت مين وزمن ايه؟


عقدت حواجبي وقولت:

_انت مشوفتهوش؟

_مشوفتش مين يامريم؟


قولت وانا ببلع ريقي بصعوبة:

_الـ.. المارد!


هز راسُه بالنفي وقال:

_احنا مكملناش ثانيتين قدام البيت، لحقتي تشوفيه امتى؟

_دلوقتي حالا يادكتور انت ازاي مشوفتهوش؟


بدأت الدموع تتجمع في عيوني فحاول يهديني وقال:

_انا مصدَقك، بس ليه مسألتيهوش على الكتاب؟

_هسأل حارس البوابة عن الكتاب اللي هيقفل البوابة بتاعتُه؟


هز راسُه بابتسامة:

_منطقي


سكت ثانيتين ورجع قال تاني باستغراب:

_بس مقولتيش هو قالك ايه لما ظهر؟


مسحت دموعي وحكيتلُه كُل حاجة، كل مدى الحكاية تزيد تعقيد، انا حاسة اني في مواجهة أكبر مني، في حياة مش حياتي، دوامة وبتلف بيا، وعلى ذكر الدوامة.. صحيت من النوم الصبح لقيت في رقبتي سلسلة غريبة، عليها رمزنا.. رمزهُم أقصد

حوار اني بدأت أتعود على إني منهُم دة مش طبيعي، خايفة عواقبُه تكون صعبة بعدين، خاصةً بعد التهديد الصريح اللي قالُه المارد من شوية 


_مكان مسكون بسُكّان ملهُمش لا صُوت ولا ضِل، بيوتهُم تحت الأرض ومفَاتيحهَا في السَما، وكُل واحد ليه عنوان محدد مبيتغيرش مهما طَال الزمن


رايحة جاية في المكتب بتاعي في المستشفى، بردد في الجُملة وبفكر، لو مكانش بيت السيوفي، هيكون فين؟

افتكرت طريقة مُراد في تحليل القضايا، كان دايما يمسك نوتة صغيرة في ايده وكان بيكتب فيها كل الحاجات اللي مخُه بيعجز عن التفكير فيها، بيقول انُه كدة بيخلّي عيونُه تساعد مُخُه، حتى انُه نصحني أستخدمها لما أكتب تقارير الجثث

لوهلة لما افتكرتُه، وافتكرت ذكرياتي معاه، ابتسمت تلقائيًا، يمكِن دي حاجة صارحت نفسي بيها متأخر.. متأخر اوي لدرجة إنُه مبقاش موجود معانا في الدُنيا.


فتحت النوتة وكتبت أول جزء من اللغز "ناس ملهُمش لا صُوت ولا ضِل"؟


قعدت على الكرسي وسندت راسي عليه ووجهت نظري للسقف، بهز نفسي ببُطء وأنا بفكر، مين هي الناس اللي لا ليها صوت ولا ضِل؟

أول حاجة جت في بالي هما المردة، والجن، لكن مين اللي كان بيكلمني من شوية؟ ومين اللي بايعني على البحر، ومين اللي همسلي في ودني بإني ملكة البحار السبع؟

والضِل؟ ماهو أتشكل على هيئة جُثة جتلي المشرحة في البداية، ايه اللي هيخليه بدون ضل؟


نفخت بديق لما مقدرتش أوصل لحاجة، برغم اني فاضية ومش ورايا شغل الا ان مخي كإنُه مشلول، مش مركز، تايه دايمًا ومشتت..


لما زهقت، كتبت الجزء التاني من اللغز "بيوتهُم تحت الأرض ومفاتيحها في السما"

لسة كنت هكمّل لكن ظهرت فكرة في دماغي فجأة، بصيت قدامي وانا سرحانة فيها، بردد بصوت عالي "بيوتهُم تحت الأرض ومفاتيحها في السما"!







قومت وقفت بابتسامة وانا بقول:

_مكان مسكون بسُكّان ملهُمش لا صُوت ولا ضِل، بيوتهُم تحت الأرض ومفَاتيحهَا في السَما، وكُل واحد ليه عنوان محدد مبيتغيرش مهما طَال الزمن!


جريت على برة وانا بضحك زي المجنونة، أخيرًا عرفت حل اللغز دة ايه، ولو اني لسة مش متأكدة، لكن واثقة انها ممكن تكون صح، دخلت مكتب مرام وطلبت موبايلها، اتصلت على الدكتور شريف وخدت منُه رقم دكتور فريد، مسلمتش من أسئلتُه أكيد لكن المهم أوصل لفريد وخلاص..


_لقيت حل اللغز.. المقابر


قالت مرام اللي كانت بتراقبني من بدري بنظرات شك:

_مقابر ايه يامريم دي!!


وراها ظهر صوت دكتور فريد بيقول:

_انت عارفة يادكتور عندنا كام مقابر هنا؟ هندور فين احنا؟


قولت بيأس:

_معرفش، معرفش أي حاجة غير ان حل اللغز هو المقابر


قال بهدوء:

_انا مقدر حماسك جدًا يادكتور، بس حقيقي محتاجين نجمع أي معلومة قبل ما ناخد خطوة زي دي، انت أكيد عارفة المقابر بيكون فيها ايه!


اتنهدت بيأس وقفلت معاه المكالمة، كل ما امسك طرف الخيط الاقيه مقطوع، حاسة اني مش هقدر انهي الموضوع دة.. هو اللي هينهيني.


رجعت البيت بعد ما خلصت شغلي، سندت راسي على الكرسي وسيبت دماغي تفكر، ساعة او اتنين او حتى تلاتة، قاعدة نفس القاعدة نظري للسقف وبفكر، حتى القوّة اللي معايا مش نافعاني بحاجة، وهنا لحظة إدراك إني دمّرت حياتي، ومصيري ياهيكون الحبس في الزمن، ياهيكون الحبس في السجن..


***


_بابا؟


كنت واقفة في مكان غريب، مضلم بطريقة مُرعبة.. ريحتُه تُراب وجوّه يقبض القلب، وفي نقطة بعيد ضوء خفيف، واقف عنده شخص وبيشاورلي، كان بنفس هيئة بابا بالظبط، ندهت عليه وبدأ يقرب مني، كنت خايفة وصوت ضربات قلبي عالية، لغاية ما ظهرلي وشُه وابتسامتُه اللي أول ما شوفتها أترميت في حُضنُه


طبطب عليا بحنان فقولت والدموع متجمعة في عيني:

_بابا، انا تعبت أوي وزهقت


قال بابتسامة:

_مُستحيل أصدّق انك استسلمتي، انا عارفك قد ايه قوية ومبتخافيش من حاجة، الطريق دة يابنتي مينفعش فيه الإستسلام، كُل خطوة محتاجة شجاعة وصبر، توازنك هو المفتاح، وأوعي تخافي من اللي هيحصل، لو وقعتي هتقومي تاني، لأن اللي بيدوّر على الحق عمرُه ما بيستسلم، ومتنسيش ان الكتاب مش بس هيقفل البوابات، دة هيقفل عالم كبير أوي أنت كُنتِ جُزء منُه من طفولتِك..


كنت باصالُه وعيوني بتلمع، كلامُه حفزني مرة تانية ورجعلي احساسي بالقوة والشجاعة اللي ورثتها عنُه، قولتلُه:

_اللغز اللي قُولتهولي، حلّه هو المقابر صح؟


أبتسم بهدوء وقال:

_مش أي مقابر يامريم


قولت بتسرّع:

_هو دة اللي انا عايزة اعرفُه، ساعدني ارجوك مفيش غيرك دلوقتي بيرشدني


ابتسامتُه وسعت وقال:

_على اطرف المدينة، بين نور وضلمة، رمزها شمس مكسورة، والقبر اللي محفوظ فيه الكتاب.. إحساسُه هيلمسك، وهيئتُه هتشدّك، كإنُه بيقول بصوت مسموع ”الكتاب هنا‘‘


بدأ يبعد عني بسرعة، فضلت انادي عليه:

_بابا، انا مش فاهمة حاجة، ساعدني


اختفي من قدامي، كإن النور بلعُه وفضلت انا في الضلمة، بنادي عليه بس صوتي مش طالع، كإن حد ضاغط على احبالي الصوتية، جسمي كإنُه اتشل وصوتي اختفى، حتى في الأحلام بعيش أصعب لحظاتي..

أصل دة كان حلم، فوقت منُه مفزوعة على صوت جرس الباب.. كانت مرام، فتحتلها الباب ودخلت بيأس، كانت خطواتي بطيئة وايدي فيها رعشة، علامات السهر تحت عيني اللي بقت مؤخرًا بقت وارمة ولونها زي الدم، قالت مرام بحُزن:

_مش كفاية اللي بتعمليه في نفسك دة، دة انت حتى مغيرتيش هدوم الشُغل، دبلتي وخسيتي وبان عليكي الإرهاق يامريم


اتنهدت وقولت:

_لو بإيدي كُنت نهيت كُل حاجة يامرام..


لمحت المذكرة بتاعتي مفتوحة، وقريت جُملة "كُل واحد ليه عنوان محدد مبيتغيرش مهما طال الزمان"

وتلقائيًا افتكرت الحلم، خدت نفس وقولت:

_مرام انتِ معاكي العربية؟


هزت راسها بمعنى "اه" باستغراب فقولت:

_لو طلبت انك توديني مشوار صغير هتوافقي؟


هزت راسها بابتسامة وقالت:

_على فين كدة طيب ؟

_المقابر


قولتها بنفس النبرة فابتسامتها اختفت وقالت:

_مـ.. مـ إيه؟


خدت مفتاح العربية من على الترابيزة ووقفت وقولت:

_هتيجي معايا؟


مستنيتش رد منها ووقفت على الباب فقالت:

_خلاص جاية، بس اوعديني متعمليش أي تهور يامريم، متضيعيش نفسك وتضيعيني معاكي أرجوكِ!


قولت بلامُبالاة:

_متخافيش على نفسك..


خدتها وروحت لمقابر بابا، سيبت مرام بتركن ووقفت قدامها، مكانش في اي رمز زي ما قال بابا، حتى انا محسيتش ان دة المكان، دعيتلُه ورجعتلها تاني بيأس، ركبت وسألتها:

_متعرفيش مقابر على حدود المدينة بتاعتنا؟


قعدت تفكر شوية، لكن رجعتلي بنفس الفشل، مسكت المفتاح وقولتلها:

_تسمحيلي أسوق أنا؟


هزت راسها بتوتر، هي عارفة اني متهورة، أيام الجامعة كُنت بحب جدًا أعمل درافت، كنت مهووسة بالسواقة وبالنسبالي التهوّر إحتراف، لكن بعدين عقلت شوية، بقيت شايفة إني مينفعش أعرّض حياتي للخطر في سبيل المُتعة


فضلت ماشية بلا هدف، بدوّر على حاجة مش عارفاها، فعلا دكتور فريد كان معاه حق لما قال عندنا مليون مقابر هندوّر فين!

فضلت سايقة ساعتين متواصل لغاية ما تعبت، ركنت على جنب في منطقة مقطوعة، جنبي مرام مرعوبة ورعشة جسمها مبتقفش

بصتلي بخوف وقالت:

_احنا فين؟


هزيت راسي بمعنى 'معرفش' فقالت:

_ليه بتعملي كدة؟ ليه بتجُري نفسك للطريق دة وبتجُرينا معاكي يامريم، حرام عليكي..


قولت بمُقاطعة:

_مرام! 


قالت بجحود:

_لأ، انت مش مريم، على الأقل مش مريم اللي أنا عرفتها، انت شخص مؤذي


بصيت في عيونها، كنت بحاول اتأكد الكلام دة طالع من قلبها ولا لأ، باين جدًا انها خايفة عليا، ويمكن بتقول الكلام دة علشان تضغط عليا فاتراجع عن كل اللي بعملُه، بس هي متعرفش حاجة!

متعرفش انا لو تراجعت هي نفسها ممكن يحصل فيها ايه! متعرفش اني بضحّي بنفسي علشانها وعلشان الكُل، أكبر غلطة عملتها في حياتي.. اني مسكت مشرط.


_متزعليش مني يامريم..


قالتها بعد خمس دقايق صمت، بصيتلها ولسة هتكلم لكن لاحظت حاجة وراها، دققت فيها لقيتها.. لقيتها مقابر، بابها حديد قديم، باين ان محدش بيدخلها من زمان، الباب عليه يافطة خشب دايبة، مش ظاهر الكلام اللي مكتوب عليها بس الرمز ظاهر ومنوّر.. رمز الشمس المكسورة!


_مرام!


قولتها وانا معلّقة نظري على المقابر، تلقائيًا مرام بصت تجاه نظري، فتحنا العربية وروحنا باتجاها

كنت هفتحها وادخل لكن مرام وقفتني ومسكت دراعي وقالت:

_انتِ عارفة خطورة اللي بنعملُه دة ايه؟


قولت بسُخرية:

_هيكون ايه اكتر من اللي عشتُه.. خليكي انتِ في العربية


شديت ايدي منها ورجعت للمقابر، لكن هي فضلت جنبي مسابتنيش

حاولت أفتح الباب لكن مفيش فايدة، مقفول بقفل كبير باين ان الزمن جاي عليه جامد اوي، مكنتش عارفة أعمل ايه اليأس بدأ يدخل قلبي، الجو برد وانا ومرام لوحدنا في مكان مقطوع

حطيت ايدي على رقبتي بتفكير، مسكت السلسلة بحركة لا إرادية لكن لحظة!

فكيتها وبصيت فيها، علامة الموجة اكيد ليها علاقة بالشمس المكسورة!


لفيت لمرام علشان اقولها.. لكن هي فين؟

فضلت انادي عليها وادور عليها في كل مكان بس ملهاش أثر! حتى العربية فاضية 

جسمي بدأ يرعش، دلوقتي أنا مرعوبة، يمكن أكتر من يوم ظهور المارد ليا على طبيعتُه، انا خايفة لاني كل اللي بحاول اعملُه بعملُه علشان محدش يتأذي، وبرغم كل دة كل اللي حواليا بيتسحبوا واحد ورا التاني!

سمعت رنة موبايلها في العربية، كان رقم الدكتور شريف، رضيت عليه باستنجاد فظهر صوت دكتور فريد بيزعق وبيقول:

_ايه اللي انت عملتيه دة، انت بوظتي كل خططنا!


دموعي نزلت وقولت بصوتي المُنهار:

_انا عملت ايه، ساعدوني انا لوحدي







قال بحزم:

_محدش هيقدر يساعدك دلوقتي انت لوحدك في اختبارك، كل اللي هقدر اقولهولك دلوقتي ان الشمس في الأساطير بترمز للنور والقوة، لكنها لما بتكون مكسورة، ده يعني السيطرة على البحر اللي بيتغذى من ضوء الشمس، فكرة أن الشمس مكسورة دة معناه انها بترمز لهزيمة العناصر القوية، زي الأمواج والبحر، فاهماني يامريم؟


مش فاهمة، ومش عارفة اتكلم، قلبي هو اللي بيرتعش مش جسمي، الخط قطع فجأة وملحقتش اقوله ان السلسلة ظهرت الصبح فجأة

خدتها وروحت للباب تاني، مسكت القفل ومسحت عليه بإيدي، ظهرت علامة الشمس المكسورة مرة تانية، بصيتلها وبصيت للسلسلة في ايدي، وفي مخي بيتردد صوت دكتور فريد "الشمس المكسورة دة معناه انها بترمز لهزيمة العناصر القوية زي الأمواج والبحر"


اتشجعت وخدت نفس عميق، حطيت الرمز اللي موجود في السلسلة على الرمز الموجود في القفل، كنت متوترة وخايفة لكن نجحت، القفل فتح وكل الحواجز اتشالت، وبمجرد ما حصل انا تماسكت، رجعت تاني مريم الشجاعة اللي باباها بيشجعها كل ليلة في الأحلام


دخلت المقابر، بتلفت يمين وشمال، سامعة اصوات حواليا ومعرفش، دي الدوشة اللي في مخي ولا دة حقيقي..

صوت الغربان من فوقي والطيور، كانوا بيطيروا بعشوائية كان في خطر على حياتهم، ودة بيأكدلي اني في الطريق الصح..


المقابر كانت كلها ضلمة، لكن لاحظت نور جاي من بعيد، حسيته أمل ليا وفضلت أسرع ليه، لكن كل ما أقرب، احس ان في حاجة غلط، قربت اكتر، شوفت تجمُع كبير من الناس، بيجروا بعشوائية شبه الطيور بالظبط!


مشيت لقدام.. لأ جريت، جريت علشان أستنجد بحد، لكن الحقيقة..

اكتشفت لما قربت انهم بيستنجدوا بيا انا!

لما وقفت في نصهم، شوفتهُم فريقين، مقسومين بين الأبيض والأسود!

بين المَردة وأتباعهُم، والبشر.. صحابي وأهلي وعيلتي وحتى.. حتى مراد وبابا واقفين!


الجهتين أصواتهم عالية، بيهتفوا بإسمي وبيستنجدوا بيا، في اصعب من كدة امتحان يادكتور فريد؟

بين أهلي وصحابي، وبين المردة

بين اني انقذ العالم، او اخسر عشيرتي وأهلي..

انا مخيرة بين حاجتين حياة أو موت، في الحالتين انا متدمرة، مفيش في ايدي حاجة اعملها غير اني ابصلهم واعيط


المردة لو عرفوا اني مش معاهم، واني كل دة بستغلهم هيدمروا العالم كلُه، ولو أهلي شافوني بساعد الجان، هيلعنوني ليوم الدين


بصيت ناحية النور، ناحية البشر اللي كانوا لابسين ابيض، شايفة بابا وماما، مُراد وشريف وفريد ومرام، كلهم واقفين بيبكوا، نظراتهم متعلقة عليا ودموعهم كلها ليا، سيوفهم مرفوعة لفوق بتلمع، وعلى الجنب التاني

الجنب المضلم اللي فيه المردة لابسين اسود في اسود، رافعين سيوفهم اللي غرقانة دم، باصينلي بنفس الطريقة، مستنيين الأمر مني علشان يهجموا على البشر ويدمروهم!


في الحالتين متدمرين، انا ايه اللي فتحته على نفسي دة! هعمل إيه، هختار مين! ايه الدوامة دي؟


يُتبع..

لـِ حَبيبَة ياسِر "ديدا"

_حواديت الطب الشرعي


             الفصل الثامن من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×