رواية حواديت الطب الشرعي الفصل الخامس 5 بقلم حبيبه ياسر


 رواية حواديت الطب الشرعي الفصل الخامس 5 بقلم حبيبه ياسر


"حواديت الطب الشرعي ٥"


الثانـي عشـر مـن نـوفمبـر| 2024


"ستظل الحقيقة تختبئ خلف ظلال الرعب، وفي كل خطوة تخطوها، ستكتشف أن هناك عوالم مظلمة لم تكن تعرف عنها شيئًا، وأن كل ما كان يبدو آمنًا هو مجرد وهم، وأن النهاية قد تكون أبعد مما تتخيل، مرعبة أكثر مما تستطيع تحمله."


بعد ما اخدت حاجتي وروحت للبحر، المكان المحدد لمقابلة الدكتور، اتصل بيا في الطريق الدكتور شريف وقال انه هيتأخر شوية لظرف ما، مهتمتش لوجودُه وفضلت ماشية على الشط باتجاه المقاعد، السما كانت مغيمة لدرجة ان الدُنيا ضلمة، البحر صوتُه عالي كإن أمواجُه بتتخانق مع بعضها، نسمة هوا باردة مقشعرة جسمي، ضربات قلبي السريعة وخطواتي الهادية..

كل دي حاجات كانت محسساني بعدم الراحة، وشعور بالخوف دايمًا تجاه أي حاجة.. حتى لو طائر كان اتحرك فجأة جنبي..






وصلت للدكتور وألقيت عليه السلام بابتسامة، ردلي الإبتسامة وبعد الترحيب دخل في موضوعُه:

_طبعًا أنتِ مستغربة ليه دكتور شريف حصله ظرف فجأة ومجاش، وليه طلبت اننا نقعد لوحدنا


هزيت راسي بالراحة في انتظار الإجابة فقال:

_الحقيقة دكتور شريف وضحلي كل حاجة حصلت، وبناءً على اللي أنا سمعتُه فأنتِ المطلوبة يا دُكتور مريم، هما هيفتحوا البوابة علشانك، وقوتهم دي من شجاعتك ومواجهتك أنتِ مش علشان هما أقوياء بجد!

 وأول ما توصلت لدة في كتاب "أسرار الحُرّاس وعلوم الأكوان الموازية"

واللي كان فيه جُزء كامل بيتكلم عن الشخص اللي هيفتح بوابة "المد السرمدي" وكان فيه تفسيرات علمية بتقول ان الطاقة بتخرج بكميات كبيرة من قاع البحر بشكل أبدي مكونة الأمواج اللي احنا بنشوفها دي، وطبعا مع التفسير الماورائي واللي صعب اني اشرحهولك دلوقتي، قررت اني أتكلم معاكِ من غير دكتور شريف، لإنه أكيد هيأثر على حُكمك في اللي هقترحه عليكِ


قلبي كان بيدق بسرعة، بس مع ذلك كنت بسمعُه للآخر، لكن اللي قطع تركيزي هو أسم البوابة، "المد السرمدي" دة كان اسم كتاب ملازم بابا دايمًا ومهما قرأه مكانش بيخلص، ولما كنت بسأله ليه بتقرأ الكتاب دة بالذات يوميًا، قالي وقتها "عارف انك أصغر من انك تفهمي اللي هقوله، لكن الكتاب دة مش مجرد ورق، دة عالم تاني بابا بيحاول يقفله ويحل لغزُه علشانك ياحبيبة بابا"

عيني دمعت بمجرد ما افتكرت المشهد، وبدأت في العياط ودكتور فريد مش فاهم ايه اللي بيحصلي!


_مات قبل ما يكمل الكتاب.. مات قبل ما يقفل العالم اللي حكالي عنُه..

_هو مين؟

_بابا


بعد ما حكيتلُه اللي حصل، تأكد أكتر من كل شكوكُه، وسأل:

_تعرفي توصلي للكتاب دة؟ فاكرة أي حاجة توصلنا ليه؟


قولت بمحاولة تذكر:

_كان غُلافُه أسود وعليه رمز.. لحظة! دة كان عليه نفس الرمز اللي بشوفه في كل حتة، رمز الموجة..


عقد حواجبُه وقال:

_مقدرتيش تفتكري كل دة الا دلوقتي!

_كنت طفلة وقتها، متخطتش الـ٥ سنين حتى


اتنهد وقال:

_محتاجين مدة كمان، شوية وقت على الأقل يساعدنا نلاقي الكتاب


سألت بخوف:

_هنعمل ايه؟ كل التحذيرات بتقول ان انا الجثة اللي عليها الدور!


بصلي وثبت نظرُه بين حواجبي بابتسامة ثقة وقال:

_لأ، مش بالسهولة دي


بلعت ريقي بتوتر فقال:

_باختصار أنت لازم تبقي في صفهم

_في صفهم!


قولتها بصدمة فقال:

_بالظبط، مكتوب في كتاب أسرار الحُرّاس وعلوم الأكون الموازية إن الشخص المطلوب لما بيتحالف مع الحُرّاس في سبيل فتح بوابة المد السرمدي بيحصل على قوة خطيرة، كفيلة تجعلُه ملك ملوك الـجان..


كنت عاقدة حواجبي وانا بسمعُه لكن مع نطقُه لآخر جملة رعشة مشيت في جسمي وعيوني دمعت، فقال بهدوء:

_لازم تساعديني أرجوكي، البوابة دي لو اتفتحت العالم هينتهي، هتبلع جثة ورا التانية وكل جريمة أبشع من اللي قبلها، يمكن الدور عليكي او عليا او حتى على أهلنا، مش قدامنا الا الحل دة علشان نلاقي الكتاب!


قطع كلامه فجأة وبص ورايا، أستنتجت إن دكتور شريف وصل، وبالفعل قام بابتسامة رحب بيه وسلموا على بعض، وانضم لحديثنا لكن مجرى الحديث اختلف تمامًا!

كإن دكتور فريد بيحاول يبعد عن شريف كل المعلومات اللي ممكن تشككه ولو ١٪ في خطتنا، ودة طبعًا لإن دكتور شريف هو أكتر حد "متهور" شوفته في حياتي..


_الدور علينا


همسلي الدكتور فريد بجملته، عقدت حواجبي فقال وهو بيبلع ريقه من التوتر:

_متنسيش خطتنا، وابدأي رحلتك مع الكتاب، أنا مش ضامن اني هفضل موجود لبعد نجاح الخطة






كان كل كلامُه همس لكن بغبائي وقولت بانفعال:

_لا انا مش هسمح بدة!


استغرب دكتور شريف وسأل:

_تسمحي بإيه؟ حاجة ليها علاقة بالمارد؟ طب مُراد والرموز؟


كان بيكرر اسئلة كتير، وطريقته أشبه بزن الأطفال، وفضولُه فتح عليا أسوأ لحظة مريت بيها، لما ظهر المارد من ورا شريف، بهيئتُه الحقيقية، مع الشنطة السودة اللي بقت ملازماه مؤخرًا، قومت وقفت، نظري كان ثابت عليه، بحاول أنفذ الخطة لكن رعشة قلبي فاضحاني، حاولت اسيطر على نفسي وعلى خوفي في اللحظة دي، خدت نفس طويل وخرجته على مراحل، وقولت بصوت عالي:

_متإذينيش، أنا معاكم، "عهدي عهدكم"


بصلي لثانيتين وبعدها ابتسم بنصر، الدوامة من وراه بتكبر لغاية ما بدأت تنوّر، حسيت وقتها ان في حاجة لمست ضهري، مع همس بسيط كإنه صوت ست بتغنيه لكن بطريقة ترعب "السبيل موجة، الموجة مفتاح"

حسيت بحوافر بتتحرك على ضهري، كنت بتألم لكن من هيبة المشهد مركزتش، وفجأة كإن روحي اتسحبت ورجعت تاني في ثواني!

الدوامة ابتدت تكبر اكتر، كل اللي حواليا بيتشفط ليها، صوت الهمس بيزيد في ودني "ملكتنا وصلت، ملكة سرمد، أميرة البحار السبع"

نفس صوت الست، صوت بشع مكنتش مستحملاه برغم انه مجرد همس

لمحت بطرف عيني الدكتور فريد وهو بيتجر تجاه الموجه ومعاه دكتور شريف كمان!

بلعت ريقي وحاولت أتشجع وقولت:

_سيبوهم، ملهُمش ذنب!


في ثواني كان المارد واقف قدامي، بهيئة أصغر من اللي كان عليها، كإن انا اللي بقيت أضخم منه، ركع تحت رجلي، مكنتش متطمنة للي بيحصل، انا حاسة اني كدة ممكن أكفُر ومش عايزة أعمل حاجة تغضب ربنا، ومع ذلك جملة دكتور فريد لسة بتتردد جوا مخي "البوابة دي لو اتفتحت العالم هينتهي، هتبلع جثة ورا التانية وكل جريمة أبشع من اللي قبلها"


قطع تفكيري لمسة المارد لطرف فستاني، ووراه أتباعُه اللي بنفس هيئته، كلهم مرعبين وأشكالهم متقاربة، واللي خلاني مش خايفة منهم.. ان همّا اللي خايفين مني، بمجرد ما المارد بايعني وباس طرف فستاني، الكل انحنالي وبقيت رسميًا "ملكة ملوك الجان، ملكة البحار السبعة.. ملكة السرمد"


ظهرت العلامة في ضهري، وكل ثانية يزيد نورها اكتر واكتر، للحظة حسيت اني مبسوطة، لكن كل ما افتكر الحقيقة قلبي يتهز، آه خايفة.. لكن روحي مش فارقة قصاد ملايين الأرواح اللي ممكن تروح ضحيّة "المدّ السرمدي".


يُتبع..

لـِ حَبيبة ياسر "ديدا"

_حواديت الطب الشرعي.


             الفصل السادس من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×