رواية شمعة في الظلام الفصل الثالث 3 والاخير بقلم دعاء سعيد

رواية شمعة في الظلام الفصل الثالث 3 والاخير بقلم دعاء سعيد

رواية شمعة في الظلام الفصل الثالث 3 والاخير بقلم دعاء سعيد

 


#شمعة_فى_الظلام٣


الجزء الثالث والاخييييير


وأكملت ليلى كلامها انه لم يكن أمامها للفت انتباه الشاب الوسيم التى أرادت الزواج به إلا حل واحد الا وهو إثارة الغيرة فى قلبه واخباره بأن هناك من تقدم لخطبتها وهى وافقت. ...سكتت ليلى برهة كأنها تتذكر بألم مافعلت ..ثم قالت ..((معرفش اقول انه كان من حسن الحظ ولا سوءه ان كان فيه فعلا شاب متقدم لخطبتى فى نفس الوقت ..

اللى عرفته ساعتها انه كان شاب كويس ومن عائلة كبيرة  من بلدة جنبنا ..بس مش هو ده اللى كان شاغلني.. كان كل تفكيرى  ازاى اخليه يجى بسرعة وأعلن خطبتى عليه ..علشان الشاب اللى انا عايزاه يغير ..انتهزت فرصة ان بابا فاتحنى فى الموضوع وحسسته أنى موافقة عليه بس يتقدم بسرعة ..وفعلا جه الشاب ده مع عيلته ..وقرينا الفاتحة وانا اصريت اننا نعلن الخطبة فى البلدة علشان الخبر يوصل لرامي بسرعة ....

اه نسيت اقولك رامى ده اسم زوجى  اللى انا متهمة بقتله...))) 

ما أن انهت كلامها ونظرت تجاه علاء حتى وجدته صامت وكأن شئ ما آلمه ....واحست وكأن صوت نفسه مسموعا وكأنه جمر يخرج من صدره...أسرعت نحوه لتطمئن عليه فأشار لها بيديه الا تقترب وطلب منها الذهاب...فخرجت متعجبة من حالته ..وفى الليلة التالية أتت فى الموعد ولكنها وجدت علاء ينتظرها ع الطاولة فى غرفة الطعام ..وطلب منها الجلوس لتناول العشاء معه وهى تكمل قصتها ...فجلست وبدأت بالكلام ((وفعلا خبر الخطبة انتشر فى نفس الليلة ...وحصل شئ غريب ليلتها ..العريس وهو راجع مع أهله ..عمل حادثة كبيرة ))) ..

فى هذه اللحظة سقطت الملعقة من يد علاء وقال لها بصوت حاد اكملى

قالت له..(((.وزى ماتوقعت جه رامى جرى علشان يخطبنى لما عرف بالخطبة ..وع الرغم من اعتراض بابا وماما بحكم انى مخطوبة ..لكنى اصريت واتجوزنا فى قصر اهله..)))

سالها علاء باندهاش.. (((وبالنسبة للعريس الاول حصل له ايه ؟؟؟)))اجابته بحيرة..(((تصدق عمرى ماسالت اصلا ..انا كل اللى عرفته انه عمل حادثة هو وأهله وهم مروحين..))) قال باندهاش أكثر..(((معقولة مفكرتيش فى مصيره ولو لحظة. ))) اجابته ..(((اقولك الأغرب من كده ؛انا معرفش شكله اصلا..طول زيارة الخطبة انا مكنتش شايفاه اصلا ..)))

قال لها ..((كفاية كده ع حكايتك الليلة دى ..وتعالى اقرى لى شوية فى الرواية ))) وبالفعل بدأت تقرأ بصوتها الهادئ أحداث الرواية #شمعة_فى_الظلام  وكلما قرأت سطر شعرت بتعطش لاكمال مابعده حتى لاحظت ان علاء قد غلبه النعاس فاقتربت منه ع هدوء لتخلع نظارته وقبعته ..فأحس بها ..فبدأ ينظر فى ارجاء الغرفة وهو ينادي عليها ع الرغم من انها واقفة أمامه..وهنا أدركت ان علاء رجل كفيف...

فاسرعت تخرج من الغرفة حتى لايدرك انها عرفت ..وفى صباح اليوم التالى قررت الذهاب للقصر والحديث مع عم محمد ...فرحب بهاوجلسا معا يتحدثان عن علاء






  فاخذ عم محمد يمدح علاء ..يتحدث عن كرمه وطيبته وشهامته....حتى أخبرته انها تعلم أنه كفيف ..فاضطرب عم محمد وقال لها..(( ياعينى عليه من ساعة ماحصلت له الحادثة من عشر سنين وهو جه القصر هنا وقفل ع نفسه ..كتير بسمعه بيبكى بليل بصوت عال جدا بس مقدرش اكلمه ساعتها ..))) قالت له ..(((علشان كده ع طول قافل ستاير القصر )) اجابها ..(((ايوة ..حياته بقت كلها ظلام ))..

وفى المساء حضرت ليلى فى الموعد  ودخلت غرفة المكتب لتجده جالس بدون النظارة وما ان دخلت حتى قال لها..

((هاه خلاص عرفتى..؟؟))) أجابت بتردد..((عرفت ايه؟؟))

قال  لها..((انى راجل كفيف....عايش فى ظلام دائم))

اجابته..(((الظلام ليس ظلام العين ..الظلام ظلام القلب..يمكن تستغرب ان واحدة زىى هى اللى بتقولك الكلام ده ..بس يمكن لما اكملك حكايتى تفهم..))

وبدأت ليلى بالسرد ثانيا..((بعد مااتجوزت رامى عشت معاه فى سعادة سبع ايام بس..وبعد كده عرفت يعنى ايه جحيم ع الارض ...عرفت انه مدمن خمر و قمار ومتعدد العلاقات النسائية ..مايعرفش يعنى ايه حرام وحلال ..ثروة ابوه اللى ورثها مكملتش معاه عام وضيعها كلها ..وبعد فترة بسيطة من زواجنا ؛بابايا توفى من الحزن ع حالى وبعده مامتى..مفضليش اى حد ولا اى حاجة..رامى بعد ما خلص ثروته مابقاش قدامنا غير بيت أهلى نعيش فيه ..كل ليلة ضرب واهانه وخيانه ...))) أصبح صوت ليلى مخنوق من البكاء فلم تستطع ان تكمل واستاذنت فى الذهاب..ثم حضرت للقصر فى صباح اليوم التالى وقررت أن تفتح الستائر ليعم النور المكان وعندما اعترض عم محمد أخبرته انها ستتولى اقناع السيد..وعندما حضرت فى المساء..وجدته غاضب وسالها عن مخالفتها أوامره وقيامها بفتح الستائر..

فاقتربت من الكرسى الذى يجلس عليه ونزلت ع ركبتيها لتحدثه  وقالت له..(((أرجوك ماتدفنش نفسك بالحيا انت شاب صغير ولسة قدامك تعيش حياتك..))قال لها ..(((ايه فايدة فتح الستاير او حتى الخروج من القصر لواحد كفيف..)) فاجابته ...((مش لازم تشوف الشمس علشان تحس بدفءها  ومش لازم تشوف السماء علشان تحس بصفاها ومش لازم تشوف الورد علشان تشم عطره . ))) سكت  علاء وكأنه لايريد ان يجادلها..ثم بدأت بسرعة قصتها كالمعتاد

فأمست كل ليلة تحكى له جزء من حياتها المعذبة مع زوجها وفى الصباح تأتى لتصطحبه فى حديقة القصر ويتحدثان عن رواية شمعة فى الظلام ويتبادلان الاراء والأفكار حولها..واستمر الوضع هكذا حتى الليلة التاسعة والعشرين ..

وجاءت له مساءا وبدأت بالحديث عن الليلة السوداء التى قتل فيها زوجها ..فاخبرته 






(((رامى الخمر والقمار سيطروا عليه ..لدرجة انه بقى عنده استعداد يعمل اى حاجة علشانهم .. وفى الليلة الاخيرة..لقيته جاى البيت مخمور ومعاه واحد ..قال عليه صاحبه ونادى عليا علشان اضيفه ..وفعلا دخلت ..لكن نظرات الراجل ده ليا كانت غريبة ..فقدمت المشروب ودخلت غرفتى اجلس فيها ..بعد شوية اتفاجأت ان الباب اتفتح والشخص ده بيتهجم عليا ..اللى فهمته ان رامى لعب معاه قمار عليا وخسر ..حاولت اقاومه بكل الطرق ملقتش قدامى غير مقص لكنه اخده منى وفى اللحظة اللى أدركت فيها انى انتهيت ..لقيت رامى دخل فجأة وبيحاول يبعده عنى ..فاصابه الرجل بالمقص وخرج يجرى..طبعا اول ما  لقيت رامى مات ..خرجت انا كمان أجرى مش عارفة اروح فين ..وبقية القصة انت عارفها. )))انهت كلامها واستاذنت فى الذهاب ..وفى الليلة الاخيرة من الاتفاق حضرت فى الموعد وجلست امام علاء ..ثم قالت ((( دلوقتى انت عارف الحقيقة ..عارف أنى بريئة ..هتسلمنى برضه ..)))

قال لها بتهكم ..(((انتى بريئة من قتل رامى ..لكن مش بريئة من ذنب الشاب اللى كان متقدم لك وعمل حادثة بسببك وفقد بصره وعيلته.. . )) اتسعت عيناها واستغربت من كلامه..((بسببى ازاى ..؟؟))  ((وانت تعرفه منين. ؟؟)) أخبرها..

((انا كنت بلبس النضارة والقبعة فى الاول..لانى كنت فاكر انك لو شفتى وجهى هتتذكرينى..لكن للأسف لا انتى فاكرة شكل الشاب اللى انتى استغلتيه ولا فارق معاكى ايه اللى حصل بعد كده ..)) ((بس الذنوب  فى حق الاخرين مابتتغفرش بقدمها..بتفضل مستنية صاحبها لحد ماتقتص منه. ))جلست ع ركبتيها وهى تبكى..((( انت الشاب ده !!))) وما ان اكملت الجمله حتى وجدت العسكر عند باب حديقة القصر فنظرت اليه وهى تبكى وتخبره ..((انا آسفة ..انت معاك حق ..الذنوب لا تغفر بالتقادم..... ))

ثم وجدت عم محمد فى انتظارها ليصطحبها لباب حديقة القصر فخرجت معه وسارت  ع  مهل وهى تنظر خلفها لترى علاء الذى وقف ع باب القصر كأنه يودعها وأخذت تصيح (((اوعى تسيب الظلام يأكل بقية عمرك ..انت تستاهل الاحسن))).....

 وما ان بلغت بوابة القصر  واقتربت من العسكر وبدأت بالحديث عن  انها مظلومة ولم تقتل زوجها ...فوجأت برئيس العسكر يخبرها انهم توصلوا للفاعل الحقيقى بمساعدة المحققين الذين ارسلهم علاء بيه..... وهم آتوا فقط لأصطحابها للتعرف ع الجانى الحقيقى....

فذهبت معهم وهى تنظر خلفها لعلها تلقى نظرة اخيرة ع سيد القصر الذى اضاء وهج جديد  فى قلبها      

  كما تضيئ الشمعه فى الظلام.


بقلم 

،،، د.دعاء سعيد

تمت

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×