رواية طلاق بائن الفصل الرابع 4 بقلم ديانا ماريا

رواية طلاق بائن الفصل الرابع 4 بقلم ديانا ماريا

 

الجزء الرابع.


قالت حلا بتوتر: قالك إيه يا عمي؟ أنا معرفش حاجة.


تحدث فهمي بعتاب: حكالي حاجات أنا مكنتش متوقع تطلع منك أنتِ يا حلا، أنتِ عارفة يوم ما دخلتي بيتنا أنا قولت أنك عاقلة إنما إيه اللي سمعته من حاتم ده! بيقول مش عايزة ترجعي بيتك ومصرة تفضلي عند مامتك وكمان كنتم هتتخانقوا لأنه بيقولك تقعدي في بيتك يوم، هو مش العزا خلص خلاص؟ دلوقتي الأهم بيت جوزك!


لم تعرف حلا بما تجيبه فقد كان فهمي من الأشخاص الذين يؤمنون بشكل تام أن ولاء المرأة الأول يكون لبيت زوجها مهما كانت الظروف مع أنه يعلم أنها كانت تواسي والدتها الوحيدة وتقضي الليالي معها حتى يصبح حالها أفضل كما كان الوضع صعبا عليها كذلك.


فركت يديها بتوتر وهي لا تعرف بما تجيبه خصوصا مع نظرات بسام التي تستفزها فقالت بصوت خافت: ممكن أتكلم مع حضرتك على انفراد يا عمي؟


قطب فهمي بتفكير للحظات فيما تطلع إليها بسام بريبة.


قال فهمي موافقاً: طيب تعالي معايا.


أخذها لغرفة أخرى تحت نظرات بسام المغتاظة.


قال بترقب: ها؟ عندك إيه بقى؟


فكرت حلا في شيء سريع تخبره به وأيضا تجعله في صفها، حينها تذكرت القهر الذي تعرضت له على يد بسام فتجمعت الدموع في عينيها.


قالت بصوت حزين: بسام يا عمي مش عارفة أقولك إيه بس متغير بقاله فترة، مبقاش عاجبه أي حاجة فيا ولا في البيت ودايما انتقاد على أي حاجة، حضرتك عارف إني قعدت مع ماما لأنها لوحدها ولسة جديدة عليها صدمة وفاة بابا وأنت فاهم في الأصول رغم كدة بسام عمره ما بات معايا مرة حتى لو إحنا الاتنين لوحدنا ومكنش بيقعد كتير أيام العزا أنا مستغربة أنه بيشتكي مني.







قررت حلا استغلال الألم الذي تشعر به حتى تقنع عم بسام بروايتها مع أن كثير منها حقيقيا إلا أنها لم ترى الأمر على حقيقته إلا الآن وهي تعلم أن عمه سيستاء منه بالتأكيد لأنه لا يقبل تلك التصرفات فهو من وجهة نظره يجب على بسام التواجد أثناء العزاء كفرد من العائلة وليس ضيفاً.


تنهد فهمي بضيق وهو يحك ذقنه مفكرا: الواد ده أنا تعبت وغلبت معاه وأفهمه الأصول من صغره مفيش فايدة.


نظر لحلا: خلاص يا بنتي متزعليش أنا فهمت الوضع دلوقتي وهفهمه، قومي اطلعي على شقتك ولا كأن حاجة حصلت.


كتمت حلا ارتياحها داخلها لأنه صدقها بسهولة، حين كانت تمر بجانب بسام ابتسمت له نصف ابتسامة مما أثار دهشته وتوتره في نفس الوقت.


صعدت حلا بسرعة واتصلت بإسراء لمعرفة أي معلومات منها تساعدها على الفور لأن بسام لن يظل صامتا بعد أن يوبخه عمه بشدة.


قالت لها إسراء: شادي قالي ابعتي لي رقمه وصاحبه هيتصرف أنتِ ابعتي الرقم بسرعة، وأي كلمة منه اقفي قدامه ومتخافيش اوعي تبيني له ضعفك.


أغلقت معها حلا وهي تفكر ماذا يحدث في الأسفل،طالما كره بسام عمه منذ طفولته حين توفى والده وتزوج هو بأمه كما اقتضت العادات وقتها، فقد كان يعامله بحزم وقسوة ولا يغفر له خطأ ونشأ وهو يخاف منه ومن غضبه، كما أنه لم يعطه كامل المال كما يريد بسام بل على قدر احتياجه فقط مما تسبب في حسرة بسام لأنه حتى لا يملك الذمة المالية الكافية ليبتعد عن سيطرة عمه.


 في الأسفل كان فهمي يوبخ بسام بشدة: قولنا أنك كبرت وعقلت إيه كل اللي بسمعه ده؟ أنت راجل أنت؟ لما تسيب مراتك وحماتك لوحدهم؟ 


ظل بسام صامتاً وهو يحدق إلى الأرض فتابع فهمي بنقذ لاذع: هتفضل عيل صغير طول عمرك مش هتكبر ولا هتبقى راجل.


نظر له بسام بحدة وداخله حقد كبير ناحية عمه فاقترب منه يقول باستهجان: إيه مش عجبك كلامي ولا إيه؟


حاولت والدة بسام تهدئة الموقف كعادتها: لا طبعا يا حاج بس أنت عارف بسام طايش شوية إنما هو شاب كويس والله.


أشاح له بيده: قوم أمشي يلا.


نهض بسام وداخله أمواج من الغضب ناحية عمه الذي دائما منذ صغره يقلل من شأنه لقد كرهه لذلك ورغب دائما في التمرد ولكنه مع ذلك يهابه ولم يستطع يوما أن ينفذ ما يجول بخاطره.


صعد إلى أعلى ليجد حلا تجلس على الأريكة وتنتظره بابتسامة استفزته: أوعي تفكري أني هعدي لك اللي حصل تحت ده، كله بحسابه.


رفعت حاجبها وردت ببرود: وريني اللي عندك ده لو عندك أصلا.


زاد ردها من غيظه فتوعد لها: ماشي يا حلا هتشوفي مين هيكسب في الآخر والأسبوع مش طويل.


دلف ليبدل ملابسه ثم غادر بسرعة فانتظرت حلا بفارغ الصبر إسراء حتى تخبرها ما حدث بعد أن بعثت لها برقم بسام.


أتتها رسالة منها تقول أن صديق شادي نجح في تهكير هاتف بسام ويجب أن تأتي على الفور.


لم تطق الانتظار وهبطت تتحجج بموعد ضروري، ما إن فتحت لها إسراء الباب حتى بادرتها بنفاذ صبر: فين وريني!


قالت إسراء بهدوء: مستنين صاحبه يبعت لنا شات الواتس أدخلي خدي نفسك الأول.


جلست تنتظر تلك الرسائل بنفاذ صبر فكم تشعر بالفضول لتعرف من هي عشيقة زوجها وهل هي تعرفها أم فتاة مجهولة.


قال شادي فجأة: الرسائل جت.


أسرعت حلا تقف بجانبه وعينيها تبحث في تلك الرسائل أمامها، شعرت بغصة في قلبها وهي ترى تلك الرسائل الغرامية المتبادلة بين زوجها وفتاة أخرى.


قالت بصوت مرتعش: صورتها موجودة؟


أجاب شادي: اه استني.


أراها الصورة فأخذت منه الهاتف على الفور وهي تحدق إليها بصدمة كبيرة حين تعرفت على الفتاة صاحبتها.


قالت بعدم تصديق: أنتِ؟ جالا؟ لا مستحيل!


#يتبع.

#طلاق_بائن.

بقلم ديانا ماريا.


              الفصل الخامس من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا  

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×