رواية هي وكبريائه الفصل الحادي عشر 11 بقلم اماني سيد
الحادى عشر
رفعت له تبارك يدها وارته تلك الدبله التي تزين اصبعها
ـ خطوبتى
وقعت الشكولا من يد داوود وتحولت جميع ملامحه للغضب واقترب منها خطوه ثم عاد للخلف ونظر للأرض والتقطت الشكولا وتحرك ببطء حتى يستطيع السيطرة على انفعالات وجهه ثم عاد للوقوف مره أخرى متحدثاً بلهجة خاليه من أى مشاعر
ـ مبروك يا تبارك
ثم تركها وذهب لمكتبه جلس على كرسي المكتب ووضع رأسه بين راحتى كفه لما ذلك الغضب الذي احتله عند سماعه بارتباطها من رجل آخر
هل هذا ردها على ما فعله معها أم إنها وجدت العوض أم انها تخطته واحب..... إلى هنا وتوقف العقل عن التفكير
قام من مجلسه وظل يتحرك في المكتب ذهاب وعوده والأفكار تتوالى عليه جذب اشياءه وقرر الذهاب للمنزل لعل أفكاره تهدأ
خرج من المكتب وجد لارا تتحدث مع تبارك بخصوص خطيبها وما وصل لاذنه اسم
خطيبى اسمه دكتور توفيق
نظر لها داوود متحدثاً بسخريه
ـ خطيبك اسمه دكتور داوود ، دكتور قلوب حضرته
نظرت له تبارك متصنعه الاندهاش فهى تعلم ان حديثه به سخريه فردت بسخريه ممزوجه بإندهاش
ـ ايه ده وحضرتك عرفت منين إنه دكتور قلب 😀
احس بنار تذداد داخله ثم نظر بساعته حتى لا يروا ما به من تغيير ملامح ثم أعطاهم ظهره واستعد للرحيل متحدثا
ـ تبارك إحنا مكان للشغل مش حكاوى القهاوى هنا عايزه تتكلمى عن خطيبك يبقى بره الشركه انما هنا شغل وبس
وانتى يا لارا تقدرى ترجعى مكتبك تانى شغلك هنا انتهى
ثم خرج من المكتب مسرعاً وخرج من الشركه بأكملها
ظل داوود يقود السيارة بلا هدف يشعر بألم داخله لا يعلم سببه
رن هاتفه برقم هلا تجاهل اتصالها رن أكثر من مره برقم هلا تجاهل رقمها ثانيه ثم وضع الهاتف وضع الطيران حتى لا تصل إليه أى مكالمات
شعرت هلا بالضيق من تجاهل داوود لها بهذا الشكل فمنذ عودتهم لبعض وهى تراه شخص مختلف عن داوود السابق هم يخرجون سويا ولكن هناك شئ مفقود لا يتحدث فيما يخص زواجهم مره اخرى كما كان يفعل لا يتحدث إلا رداً على سؤال سألته هى
هل تبارك أصبحت تشغل حيز من عقله ؟ ولما لا فالواضح أن الفترة التى ابتعدت فيها عنه جعلت تبارك تتوغل اليه بسرعه
ولكن لا هذا لم يحدث ستعمل على ابعادها عن الشركه وعن داوود بشكل لا عوده فيه
اما الآن عليها الذهاب للشركة للتأكد من عوده تبارك أولا حتى تضع خطتها بشكل مُحكم
*****
فى الشركه كانت تجلس لارا برفقه تبارك وكانت تبارك تسألها عن الأعمال فى غيابها حتى تستطيع استكمال الاعمال
ـ يا تبارك بصراحه الله يعينك انتى إزاى بتتعاملى مع البنى آدم ده يالهوى الشركه كلها كرهت نفسها وفى اللى اتطرد وفى اللى قدم اسنقالته
ـ ليه كل ده
ـ الكل كان بيسأل عليكى بصراحه يا تبارك إنتى شايله حمل كبير من على الكل
الاستاذ داوود بيدقق على كل حاجه لو كلمه اتكتبت بحرف ناقص يقلب الدنيا حرف الألف لو اتكتب من غير همزه يتعصب ويتخانق مبالك بقى من الغلطات الاكبر شويه ده طرد مدير الحسابات عشان غلط في ٥٠ جنيه فى الحسابات
ـ بصى يا لارا استاذ داوود عصبى لكن لو شغله تم من غير اخطاء وقتها مش بيتعصب وبيتعامل عادى
مدير الحسابات ماينفعش يغلط لأن انهارده غلط فى ٥٠ بكره ٥٠٠ بعده الله اعلم وغير كده انا بنفسى كذا مره حظرته من الأخطاء دى هو بيعتمد على الموظفين اللى تحت ايده ومش بيراجع وراهم بيستسهل زى مابتقولى وكان فاكرك هتعيدى وراه زى ماكنت انا بعمل لكن للأسف مع اول مواجهه حقيقة اتكشف
ـ عندك حق
ـ أنا كنت براجع شغل جميع الاقسام وكنت باجى على نفسى وده غلط لأنى كنت بضغط نفسى جدا عشان الشغل يوصل لاستاذ داوود بدون مشاكل واكتشفت ان ده غلط عشان كده بعد كده كل واحد يركز في شغله على الاقل يحللوا المال اللى بيقبضوا
ـ تصدقى عندك حق بس يارب مايقولوش تبارك جت فيرجعوا زى الأول
ـ عايزين يرجعوا هما حرين بس وقتها هيواجههوا استاذ داوود مش انا
ـ بس أستاذ داوود بيعملك بشكل مختلف يا تبارك
جعدت تبارك بين حاجبيها وسألتها باستفسار
ـ إزاى يعنى
ـ أولا قبل ماتاخدى الاجازه كان بيطلعلك عربيه تجيبك وتوديكى ، ومكنش عصبى زى الفتره اللى غبتى فيها
وحتى لما كلمتيه بتريقه حد غيرك كان ممكن يقتله وهو واقف إنما انتى تجاهلها ومشى
ـ هو انتى ماشوفتيش اتكلم معانا إزاى وهو بيقول هنا مكان شغل مش حكاوى القهاوى
ـ مايمكن يقصدنى انا
ـ لأ احنا الاتنين وغير كده لما طلعلى العربيه عشان كان شايف تعبى فى الشغل وتعديلى على كل الأخطاء اللى ظهرت فى غيابى كنوع من المكافاه والعربيه خلاص بطلت تطلعلى غير كده لما بنكون بره وبنمضى على ورق صفقات كنت بروح متاخر عشان المواصلات عشان كده هو وفرلى عربيه انما دلوقتي خلاص مبقاش ليها لازمه
ـ بس انا شايفه حاجه تانيه
ـ شايفه ايه
ـ شايفه انه معجب بيكى
- شكلها لسعت منك روحى على مكتبك يا لارا عشان انا كده اللى هقلب عليكى
ـ عندك حق أنا هروح بقى شغلى ويا ستى ربنا يعينك وجودى هنا أيام الله مايرجعها
خرجت لارا وذهبت لعملها
اثناء خروجها دلفت هلا الى المكتب فتوقفت لارا وقامت بتحيه هلا
اجابتها هلا بتكبر فتركتها لارا ورحلت وخى تتمتم بداخلها
تجاهلت هلا تبارك ودلفت لغرفه داوود مباشره وتركتها تبارك دون أن توقفها
خرجت هلا مره اخرى من مكتب داوود وهى تتحدث مع تبارك بتعالى
ـ انتى
ـ.....
انتى مش بتردى ليه
ـ اسمها يا انسه تبارك مش انتى
ـ إنتى هتعلمينى اتكلم إزاى
ـ انا ماليش دعوه بتتكلمى إزاى ومايهمنيش اعلمك تتكلمى ازاى لانه مش فارق معايا انا يهمنى تكلمينى باحترام زى مانا مابكلمك
ـ أنا اتكلم براحتى وانتى تردى على اد السؤال
داوود راح فين مش فى مكتبه
ـ معرفش
ـ إزاى ماتعرفيش هو مش انتى المسئوله عن المكتب
ـ ماعرفش انا شغلى فى المكتب و ماليش دعوه راح فين وجه منين
ـ انتى بقيتى رداده قوى وقليله ادب
ـ احترمى نفسك ماسمحلكيش
ـ مين انتى عشان تسمحى ولا ماتسمحيش انتى مجرد موظفه صغيره فى اوى فى شركه خطيبى اللى قريب اوى هيبقى جوزى يعنى لما تكلمينى عينك تبقى فى الأرض
ـ لا عاش ولا كان ولا اتخلق اللى يخلى عينى فى الأرض
ـ أنا هيبقالى تصرف تانى معاكى وماترجعيش تعيطى عشان ساعتها هتيجى تبوسى رجلى ووقتها برضو مش هسامحك
تركتها هلا ورحلت دون إنتظار رد من تبارك
جلست تبارك على مقعدها وشردت فى الفراغ من حديث هلا فهى تعلم هلا جيداً تنفذ دائما ما تقول دعت ربها بهمس أن تمر تلك الأيام على خير حتى تترك الشركه
اثناء شرودها هاتفها توفيق اجابته تبارك فور اتصاله
ـ سلام عليكم
ـ وعليكم السلام
ـ ازيك يا تبارك عامله ايه
ـ بخير يا توفيق انت عامل ايه
ـ الحمد لله انا هسافر انهارده بإذن الله ينفع اقابلك قبل ما أسافر
ـ بس انت عارف أنا مش بخرج و..
ـ بصى يا تبارك انا من محافظة وانتى من محافظة لازم كل فتره نتقابل عشان نتعرف على بعض اكتر
صمتت تبارك فهى تعلم إنه محق لكنها قلقه بشأن خروجها بمفردها معه لكنها قررت أن تقابله فهو خطيبها وسيصبح زوجها عليها أن تتعرف عليه أكثر
ـ خلاص ممكن نتقابل بعد الشغل
ـ خلاص هعدى عليكى اخدك ونقعد فى مكان نتكلم
ـ اتفقنا
ـ قامت تبارك بالاتصال على والدتها وابلغتها إنها ستقابل توفيق ووافقت
ذهب داوود للجلوس بأول كافتريا قابلها قريبه من الشركه جلس وطلب كوبا من الليمون لتهدئة أعصابه
جلس يتذكر صوره تبارك اثناء دلوفها للشركه وهى ممسكه بيدها علبه الشكولا وتوزع منها على زملائها
داخل العمل مر الوقت لم يشعر به داوود من انغماسه فى ذكرياته برفقه تبارك لما غيابها اثر عليه عكس هلا لم يؤثى غيابها عليه وثناء شروده حدث اخر شئ توقعه داوود
دلوف تبارك برفقه رجل تمشى بجانبه قريبه منه هو يتحدث وهى تبتسم على حديثه أصبح تركيز داوود كاملاً على حركات الشفايف الخاصه بتبارك وتوفيق حتى يستطيع معرفه ما يقولونه
نظرت تبارك اتجاهه وتفاجئت بوجوده أمامها لكنها تجاهلته فهى ترى أن توفيق شخص محترم يستحق الاخلاص والوفاء
لم يستطع داوود الصموت بل قام من محلسه وذهب بإتجاههم