رواية اقتحمت حصوني (كاملة جميع الفصول) بقلم ملك ابراهيم

رواية اقتحمت حصوني (كاملة جميع الفصول) بقلم ملك ابراهيم

 رواية اقتحمت حصوني (كاملة جميع الفصول) بقلم ملك ابراهيم


#الحلقة_الأولي

#اقتحمت_حصوني

#بقلمي_ملك_إبراهيم

بإحدى الطرق السريعه بالعاصمة الايطالية روما ، تظهر مطارده بين سيارتين ، يحاول أحدهم قطع الطريق علي الأخر ، وبعد مطارده قوية أستطاعت احدى السيارتين قطع الطريق علي الاخرى وخرج منها اثنين وهم يشهرون اسلحتهم اتجاه من بداخل السياره الاخرى.


نظروا إليهم من بداخل السيارة برعب ورفعوا ايديهم باستسلام.


لحظات قليلة واستمعوا إلى صوت إتحكاك إطارات سيارة أخرى وهي تقف أمامهم بعد ان اتى بها من يقودها بسرعه جنونيه.


ابتسموا من يشهرون اسلحتهم وهم ينظرون إلى السيارة وينتظرون خروج صديقهم الثالث منها.


فتح باب سيارته وخرج منها بكل ثقه.


نظروا إليه من بداخل السياره برعب وعلموا بإنهم ذاهبون إلى الموت اليوم.


وقف امام سيارته وهو ينظر إلى الأثنين الجالسين بداخل السيارة بسخريه ، ثم قام بإخراج احدى السجائر وقام بإشعال النار بها وتنفسها بعمق.


اقترب منه صديقه "عمار" وصديقه "إلياس" وهما يحملون اسلاحتهم ويوجهونها علي من بداخل السياره.


تحدث "عمار" بثقة.

- كله تمام يا أدهم 


نظر إليه "أدهم" بإشارة ، ليفهم "عمار" إشارته و يقترب من السيارة ويتحدث إلى الاثنين الجالسين بداخلها.


- أنتوا هتفضلوا قاعدين جوه العربيه كده كتير ، ما تطلعوا خلونا نشوف وشكم السِمح






نظروا إليه بهلع ثم فتحوا باب السياره وخرجوا منها وهم ينظرون الي "أدهم" برعب.


القى سجارته ارضاً ثم دهسها بحذائه واقترب منهم وهو ينظر إليهم بعينيه القاسيه قائلاً بقوة.


- أنتوا تبع مين ؟


عجز لسانهم عن الحركه من شدة الخوف منه.


اقترب منهم "إلياس" قائلاً بتحذير.


- أنا من رأيي تقولوا انتوا تبع مين بسرعه قبل ما يتعصب ، انتوا مَشوفتهوش لما بيتعصب بيكون عامل ازاي


نظر أحدهم الي "أدهم" ثم تحدث بهلع.


- أنا هقول كل حاجه بس تسبني اعيش


ابتسم "أدهم" بسخرية قائلاً.


- لو انا إلا كنت وقعت تحت إيدك ، كنت هتسبني اعيش ؟


نظر إليه هذا الشخص بخوف قائلاً.


- موتك مش هيفدني بحاجه ، وبعدين انا كنت بنفذ أوامر


تحدث "أدهم" بقوة.

- أوامر مين ؟


نظروا إليه برعب ثم تحدث أحدهم.


- أوامر "روبيرتو" هو إلا أمرنا نقتلك


ضحك أدهم بسخرية قائلأً.

- طول عمره غبي ومش هيتغير عشان فاكر انه يقدر يقتلني وبعتلي اتنين زيكم !


تحدث أحدهم بخوف.

- دي مشاكل بينكم احنا ملناش دعوه بيها ، ياريت تخرجونا برا الموضوع ده


ابتسم أدهم بسخريه ثم حرك رأسه قائلاً.


- أكيد طبعاً هخرجكم برا الموضوع ده


ثم تحرك اتجاه سيارته ثم توقف امام السيارة قائلاً.


- وهخرجكم برا الدنيا كمان


ثم اخذ سلاحه من داخل السيارة ووجهه اليهم.


نظروا إليه برعب ليبتسم بمكر قائلاً.

- لو تعرفوني كويس ، هتعرفوا ان انا ما بضربش نار على حد 


نظروا إليه برعب ليضيف بمكر.


- لقائنا ده اتصور دلوقتي واتبعت ل"روبيرتو" مع رسالة بتأكد ان أنتوا بعتوه ليا وطبعاً انتوا عارفين هو هينتقم منكم ازاي 


نظروا إليه برعب ثم اقترب منهم عمار وإلياس واعطوهم السلاح.


اخذوا السلاح و اطلقوا النار على انفُسهم ، وفي لحظه سقط الاثنين علي الأرض أموات.


اقترب إلياس من أدهم وهو ينظر الي الجثتين ثم تحدث بمرح.

- نبعتهمله 


تحدث أدهم بسخرية.

- ولفهمله لفة هدايا


ابتسم إلياس وذهب ليفعل ما أمره به.


اقترب منه عمار وتحدث بهدوء.

- أدهم في اتصال جالك من مصر النهارده


نظر إليه باهتمام.


ليضيف عمار بحزن.

- أستاذ مصطفي تعبان وفي المستشفى وطالب يشوفك


تحدث أدهم تلقائياً و بدون تردد.

- جهز طيارة حالاً ، لازم اكون عنده في أسرع وقت


حرك عمار رأسه بتأكيد قائلاً.


- انا جهزت كل حاجه من وقت ما جالي الاتصال ، لأن كنت عارف ان عمرك ما هتتأخر عليه


نظر أدهم امامه بحزن ثم ركب سيارته وانطلق بها سريعاً.


نظر إلى الطريق امامه وزاد من سرعة القيادة وهو يتذكر هذا الرجل العظيم الذي يعتبره اكثر من والده ، فهو من قام برعايته والاعتناء به منذ طفولته.


فلاش باك.


عندما فتح أدهم عينيه علي هذه الحياه وجد نفسه بداخل احدى دور الرعاية للأيتام وعلم انهم وجدوه أمام الدار وهو بعمر يوماً واحداً وعلم ان أستاذ مصطفى هو من اختار له أسم" أدهم ".


كان استاذ مصطفي اخصائي بالدار وكان يُحب أدهم كثيراً ويعامله معاملة الاب إلى أبنه.


اتربىَ أدهم مع صديقه عمار بنفس الدار واصبح عمار شقيقه وصديق عمره الوحيد.


دخل عمار الدار عندما مات اهله بحادث ولم يريد احداً من اقاربه الاعتناء به ، لذا وضعوه بدار الرعايه وهو بعمر 3 سنوات وعندما تم السن القانوني ليخرج من الدار ، كان نفس اليوم الذي خرج فيه أدهم من الدار.


خرج الثنائي ليواجهون هذه الحياه معاً، لكن من يعيشون بهذه الحياه لم يتقبلوهم كونهم تربوا بدار رعايه وكأن هذا عار عليهم ، تفكير مريض بداخل الكثير من العقول والذي جعل الكثير يغلق في وجوههم ابواب العمل عندما يعلمون انهم تربوا في دار رعايه.


لم يجدوا غير بابً واحداً فتح لهم علي مسرعيه ، وهو {عالم الأجرام وتجارة السلاح}


دخلوا هذا العالم وسريعا اصبح أدهم بذكائه وقوته ، الرجل الثاني في هذا العالم الاجرامي بعد ان اكتسب ثقة واحداً من كبار هذا العالم الأجرامي بداخل مصر وعندما سافر معه الي أمريكا للأتفاق علي أحدى صفقات السلاح تم الغدر برئيس أدهم وتم قتله وهرب أدهم بصعوبه وكان معه حقيبة كبيرة بها الكثير من الاموال كانت لرئيسه الذي مات وبعد موته اخذها أدهم واصبح محاصراً ، ان لم يقتل فسوف يُقتل واخذ أدهم قراره ولم يستسلم وواجه بكل قوته واخذ المال وسافر إلى إيطاليا وبدء العمل به في هذا البلد الغريب .


"إلياس" صديق أدهم الثاني ، شاب مصري من اصل لبناني.


تعرف على أدهم بروما عندما انقذه أدهم في أحد الليالي من بعض المجرمين والذين كانوا علي وشك قتله ، واخذه أدهم للعمل معه واصبح الياس صديق أدهم وفي اقل من سنتين اصبح أدهم من أهم الأسماء الكبيرة في هذا العالم الأجرامي.


تواصل أدهم مع صديقه عمار واحضره من مصر ليعمل معه وارسل رقم هاتفه الخاص الي الرجل الذي رباه " أستاذ مصطفي " وعاش أدهم وعمل في هذا البلد الغريب وفي فتره قصيره جدا اصبح بذكائه من أكبر رجال المافيا ، رغم ان عمره الان لا يتجاوز الثلاثون.


اغلق قلبه وجعله محصناً ضدد أي مشاعر ولم يسمح لأي أمرأة ان تدخل قلبه أو تمس مشاعره واصبح من المستحيل أقتحام حصونه.


عودة إلى الواقع.


***


بداخل أحدى المستشفيات الخاصه بمصر


دخلت فتاه جميله محجبه غرفة والدها النائم بتعب علي الفراش واقتربت منه وقبلت يديه.


فتح والدها عينيه ثم تحدث بتعب.

- فيروز كلمتي أدهم ؟


تنهدت بغضب مكتوم قائلة. 


- يا بابا أدهم ايه دلوقتي الا حضرتك شاغل نفسك بيه ، أدهم دا خلاص سافر وحضرتك متعرفش عنه أي حاجه من سنين






تحدث والدها بتعب.

- يعني كلمتيه ولا لا ؟


تحدثت بضيق.

- كلمته يا بابا اطمن اتصلت علي الرقم الا حضرتك قولتلي عليه وقولتله ان حضرتك في المستشفى وعايزه ضروري 


ثم اضافة بتأكيد.

- بس معتقدش انه هايجي لأنه اكيد نسيك


ابتسم والدها قائلاً بثقه.

- أدهم عمره ما ينساني ، أدهم دا ابني الا أنا ربيته وانا أكتر حد في الدنيا دي عارفه وصدقيني هايجي


حركة رأسها بلا اهتمام قائلة.

- ان شاءالله يا بابا ، المهم حضرتك ارتاح ومَتتعبش نفسك بالكلام


تحدث والدها بتعب.

- انا مش هرتاح غير لو وعدتيني تعملي كل الا انا هطلبه منك


نظرة إلى والدها بدهشه قائلة.

- طبعا يا بابا انا هعمل اي حاجه حضرتك تطلبها مني


ابتسم والدها قائلاً بهدوء.

- طب تعالي اقعدي جمبي هنا وخدي المصحف واقرأيلي قرأن بصوتك حاسس انه واحشني أوي


ابتسمت فيروز الي والدها وجلست بجواره وبدأت تقراء القرأن بصوتها الجميل ويستمع إليها والدها بقلبه وروحه وهي تقراء حتى ذهبت في نوماً عميق وهي تجلس بجانب والدها وتضم كتاب الله الي قلبها.


***


قبل طلوع الفجر وصلت الطائرة الأتيه من إيطاليا الي أرض مصر وخرج منها أدهم ووقف قبل ان يضع قدميه علي أرض وطنه وهو ينظر الي الارض بشتياق كبير.


وقف خلفه عمار قائلاً بسعاده.

- مصر وحشتني اوي يا أدهم


ابتسم أدهم بحزن قائلاً.

- بس أكيد احنا مَوحشنهاش


نظر إليه عمار بدهشة قائلاً.

- ليه بتقول كدا يا أدهم ؟!!!


نظر أدهم امامه بجمود ثم ارتدى نظارته السوداء ونزل من الطائرة.


تابعه عمار بحزن وذهب خلفه بصمت.


بعد وقت قليل.


وصلوا الي المستشفى وعلم أدهم رقم غرفة أستاذ مصطفي ووقف امام باب الغرفه ونظر الي عمار.


ربت عمار على كتف أدهم قائلاً بتفهم.


-ادخل انت الاول يا أدهم يمكن عايز يتكلم معاك في حاجه لوحدكم


حرك أدهم رأسه بتأكيد ثم فتح باب الغرفه ودخل واغلق الباب خلفه.


اقترب من الفراش النائم عليه أستاذ مصطفي ونظر الي الملاك النائمه وهي جالسه بجواره وتضم كتاب الله الي قلبها.


فتح أستاذ مصطفى عينيه عندما شعر بأدهم ونظر إليه بسعاده قائلاً.


- كنت متأكد ان انت هتيجي


أبتسم أدهم بهدوء.

- حضرتك عارف ان عمري ما اتأخر عليك


تحدث أستاذ مصطفى بتأكيد.

- عارف يا أدهم وعشان كدا طلبت ان أشوفك قبل ما أموت


تحدث أدهم بلهفه وخوف.


- ماتقولش كدا انا هسفرك برا مصر وهوديك أكبر مستشفى في العالم وان شاءالله هتخف وتبقى كويس


ابتسم استاذ مصطفى بتعب ثم تحدث بتأكيد.


-خلاص يا أدهم أنا مشواري في الحياه انتهى وعارف ان انا في اخر ايام حياتي


ربت أدهم على يديه بحزن قائلاً.

-متقولش كدا حضرتك ان شاءالله هتخف وهتبقى كويس


تحدث أستاذ مصطفى بتعب.


- أنا طلبتك يا أدهم عشان اقولك وصيتي قبل ما أموت وعارف يابني ان انت راجل وهتكون اد الوصيه دي


نظر إليه أدهم بحزن قائلاً.


- انا تحت امر حضرتك وهنفذ اي حاجه تطلبها مني ، بس بلاش سيرة الموت دي ، حضرتك ان شاءالله هتخف وهتبقى كويس


تحدث أستاذ مصطفى بتعب.


- انا يا أدهم مليش حد في الدنيا دي غير بنتي فيروز وهي ملهاش حد في الدنيا غيري بعد وفاة والدتها من سنتين ولو انا مُت فيروز هتكون لوحدها في الدنيا وهي لسه صغيره ولسه بتدرس وانا خايف عليها ومليش حد غيرك اوصيه عليها


نظر أدهم الي الملاك النائمه بجوار والدها ثم تحدث بهدوء.

- دي فيروز ؟


نظر إليها والدها قائلاً بابتسامه.


- ايوا هي وانا خايف عليها من الدنيا ومن الناس الا فيها وعشان كدا عايز اوصيك عليها وليا عندك طلب عشان اموت وانا مرتاح


تحدث أدهم بحزن.

- أنا تحت امر حضرتك في اي طلب 


نظر استاذ مصطفي الي ابنته ثم نظر الي أدهم قائلاً برجاء.

- تتجوزها


فتحت فيروز عينيها بفزع علي هذه الكلمه واعتدلت في جلستها سريعا ونظرت الي والدها بصدمه ثم تحدثت بذهول.


- بابا ايه الا حضرتك بتقوله ده ؟!!!!


تأملها أدهم بدهشه عندم علم انها كانت تستمع إلى حديثهم. 


تحدث أستاذ مصطفى مع أبنته برجاء.


- فيروز انتي وعدتيني انك تعملي الا اطلبه منك ، وجوازك من أدهم دا اخر طلب هطلبه منك في حياتي


نظرت إليه بصدمه وانسالت الدموع من عينيها.


نظر والدها الي أدهم قائلاً.

- قولت ايه يا أدهم ؟


نظر إليه أدهم للحظات بتفكير ثم نظر الي فيروز قائلاً.


- الا حضرتك طلبته هيتنفذ حالاً


نظرت إليه فيروز بصدمه غير مستوعبه موافقته ، ثم تساقطت الدموع من عينيها بدون ان تشعر. 


ابتسم أستاذ مصطفي بسعاده وهو ينظر إلى أدهم بعد ان اعلن موافقته وتنفيذه لطلب أستاذه.


ثم نظر أستاذ مصطفى إلى أبنته قائلاً.


- وإنتي رأيك ايه يا فيروز ؟!


نظرت إليه أبنته بحيره ثم نظرة إلى أدهم وتحدثت ببكاء.


-موافقه يا بابا







ابتسم والدها براحه ثم تحدث الي أدهم.


- أدهم هات مأذون دلوقتي عشان اجوزك فيروز 


تحدث أدهم بدهشه.

- حضرتك عايز الجواز يتم دلوقتي فعلاً ؟!


ابتسم استاذ مصطفى قائلاً.

- عايز اموت وانا مرتاح ومطمن على فيروز يا أدهم


نظر إليه أدهم بحزن ثم حرك رأسه بالايجاب واتجه إلى الخارج ليحضر مأذون شرعي إلى المستشفى.


نظرت فيروز الي والدها وتحدثت ببكاء عقب خروج أدهم من الغرفة.


- ليه كدا يا بابا ، ليه ترخصني بالشكل ده ؟


ابتسم والدها قائلاً بتعب.


- انا عمري ما ارخصك يا فيروز انتي غاليه اوي عشان كدا انا اديتك للي يقدرك ويحافظ عليكي


إنسالت دموعها بحزن وتحدثت ببكاء.


- يا بابا حضرتك ان شاءالله هتخف وتبقى كويس ، ثُم انا معرفش أدهم ده غير من كلام حضرتك عنه ، ازاي فجأه كدا ابقى مراته وكمان حضرتك الا طلبت منه يتجوزني


تحدث والدها بثقه.

- أدهم انا الا مربيه وعارف انه هيحافظ عليكي بكل قوته ومش هيتردد لحظه واحده انه يفديكي بروحه


نظرت إليه بعيون شاردة لم تتوقف عن ذرف الدموع ، لا تعلم كيف تصبح زوجة لرجل لم تراه من قبل غير من لحظات قليلة ، لا تعرف عنه اي شئ ، لكنها تثق بوالدها وتثق في اختياره وعليها ان تنفذ رغبته وتتزوج من هذا الشخص الغريب عنها.


***


خرج أدهم من غرفة أستاذ مصطفى ينظر امامه بشرود.


اقترب منه عمار بلهفه يسأله عن حالة أستاذه.


نظر إليه أدهم بتفكير ثم تحدث بهدوء.

- عمار انا عايز مأذون دلوقتي


حرك عمار رأسه بدهشة قائلاً.


- مأذون ايه الا انت عايزه هنا دلوقتي يا أدهم ؟!


ثم اضاف بزهول.


- انا منتظر تخرج تقولي انا عايز دكتور لكن تخرج تقولي انا عايز مأذون جديده دي الصراحه !!


تنهد أدهم بنفاذ صبر قائلاً.

- عمار مش وقته الكلام ده ، قولتلك عايز مأذون حالا وبسرعه


حرك عمار رأسه بالايجاب قائلاً.

- تمام هجبلك مأذون 


ثم ذهب عمار وترك أدهم ينظر أمامه بشرود وهو يفكر في زواجه من أبنة أستاذه ، هذا الرجل الذي يحمل له الكثير من الأفضال ويعلم بأن زواجه من ابنته ظُلم إليها ، فهو غير قادر علي اخبار أستاذه بطبيعة عمله ، فماذا يقول له ؟ هل يقول له انه اصبح من اكبر رجال المافيا ، هل يقول له انه الان يقتل بكل برود ، هل يرفض الزواج منها ويحزنه ويكسر قلبه ويجعله يموت حزيناً خائفاً علي ابنته، ام يتزوجها ويحقق له امنيته ويحافظ عليها حتى تنتهى من دراستها ثم يُطلقها ويزوجها من رجل اخر يستحقها ويحافظ عليها.


بعد تفكير كثير وجد ان هذا الحل هو الانسب والصحيح من وجهة نظره ، قرر ان يتزوجها ولن يقترب منها ويتعامل معها على انها امانه عنده وليست زوجته ، حتى تنتهى دراستها ويختار لها زوجاً مناسباً ويطلقها ويزوجها لشخص مناسب لها ويأمن لها حياه سعيده لأخر عمرها وهكذا يكون نفذ وصية أستاذه وحافظ علي ابنته.


***


بعد وقت دخل عمار المستشفى ومعه المأذون.


استقبله أدهم واخذ المأذون إلى غرفة أستاذه و تم عقد الزواج بين أدهم و فيروز ووقع عمار والدكتور المتابع لحالة أستاذ مصطفى شهود على عقد الزواج.


أبتسم أستاذ مصطفى بسعاده بعد عقد الزواج وشعر بالراحه الكبيرة.


وقف عمار ينظر إلى أدهم بدهشه لا يصدق حتى الان انه تزوج وبهذه السرعه.


ذهب المأذون وذهب معه عمار والدكتور خارج الغرفه.


نظر أستاذ مصطفي الي أبنته وأدهم وتحدث إليهم بسعاده.


- شكرا يا ولاد متعرفوش انتوا ريحتوا قلبي اد إيه ، ربنا يريح قلبكم ويرزقكم بالذرية الصالحه.


نظر أدهم الي فيروز قائلاً بهدوء.


- أهم حاجه عندنا راحة حضرتك


ثم أضاف وهو ينظر إليها.


- اسمحلي اخد فيروز لان محتاج اتكلم معاها شويه


ابتسم أستاذ مصطفى قائلاً بتعب.


- طبعا يا أدهم فيروز دلوقتي مراتك ومش محتاج تستأذن ، روحوا انتوا وانا هنام شويه لاني حاسس دلوقتي براحه كبيره


نظرت فيروز الي أدهم بغضب ثم اتجهت إلى خارج الغرفه واغلقت الباب خلفها بعنف.


ابتسم والدها وتحدث إلى أدهم برجاء.


- معلش يا أدهم ، فيروز عنيده شويه وهي اكيد زعلانه لان فجأتها بموضوع جوزكم دا ، وعشان خاطري استحملها وحافظ عليها دي وصيتي


ابتسم ادهم ثم اقترب من أستاذه يربت على يديه قائلاً.


- ما تقلقش حضرتك وحاول ترتاح واطمن فيروز في عنيا


تحدث أستاذ مصطفى بسعاده.

- ربنا يكرمك ويراضيك زي ما رضيت قلبي


ابتسم أدهم ثم تحدث بهدوء.

- حاول حضرتك ترتاح شويه واحنا مش هنتأخر عليك


ابتسم استاذ مصطفي بسعاده وتحدث من قلبه.


- ربنا يريح قلبك يا بني زي ما ريحت قلبي وينور طريقك ويهديك يا أدهم


نظر إليه أدهم بحزن وشعر انه حقاً يلفظ انفاسه الأخيرة ، ثم ابتعد عنه بهدوء وخرج من الغرفة واغلق الباب خلفه.


نظر أستاذ مصطفى إلى السماء بعد خروج أدهم ثم همس من قلبه.


- اهديه يارب


***

خرج أدهم من غرفة أستاذ مصطفى ووجد فيروز تقف بعيداً وهي تضم ذراعيها وتهز قدميها بعصبيه.


اقترب منه عمار قائلاً بدهشه.

- أدهم هو ايه الا بيحصل وانت اتجوزت بنت أستاذ مصطفى ليه ؟!


نظر أدهم الي فيروز قائلاً بجمود.

- بعدين يا عمار وهحكيلك كل حاجه


اتجه عمار ببصره إلى فيروز ولاحظ غضبها الشديد ، حرك رأسه بدهشه قائلاً.


- هي مالها ؟!


تنهد أدهم بنفاذ صبر قائلاً.

- مش موافقه على الجواز






تحدث عمار بدهشه.

- نعم !، مش موافقه على الجواز بعد ما اتجوزتُوا ازاي ؟!


تحدث أدهم بغضب مكتوم وهو يتجه إليها.

- هروح أشوفها


نظر إليه عمار بدهشه وتابع اقتربه منها.


نظرت إليه فيروز وهو يقترب منها بخطوات قوية واثقه ثم وقف امامها قائلاً بجمود.


- احنا لازم نتكلم


حركة رأسها بغضب قائلة.

- طبعا لازم نتكلم


شارو لها بيده ان تتقدمه وتذهب امامه.


نظرت إليه بغيظ ثم تقدمته بخطوات غاضبه.


وضع يديه على وجهه يحاول تهدأت غضبه ثم ذهب خلفها إلى كافتيريا المستشفى.


تابع عمار ما يحدث من بعيد ، ثم همس بزهول.


- ربنا يستر شكلنا هنشوف أيام حلوه


***

بداخل الكافتيريا.


جلست فيروز أمامه تحرك قدميها بعصبيه وتنظر إليه بغضب.


لاحظ غضبها الشديد وتحدث بصبر.

- شكلك مش موافقه علي الجواز ؟


نظرة إليه ببرود قائلة.

- انا وافقت بس عشان خاطر بابا


ابتسم بسخرية قائلاً.

- يبقى احنا كده متفقين


نظرة إليه بدهشة قائلة بفضول.

- متفقين علي ايه بالظبط ؟!


نظر إلى ساعة يده ثم تحدث بجمود.


-ان احنا الاتنين اتجوزنا عشان خاطر أستاذ مصطفى وعشان يكون مرتاح 


نظرة إليه بغيظ ليضيف ببرود.

- عايزك ماتقلقيش احنا جوازنا هيكون علي الورق وبس


اتصدمت من جرائته ثم اخفضت وجهها ارضاً بخجل.


ليضيف بتأكيد.

- يعني قدام الناس هتكوني مراتي لكن واحنا مع بعض هتكون العلاقه بينا رسميه جداً ومفيش اي تجاوز لا مني و لا منك


شعرت بالاهانه من حديثه ثم رفعت وجهها بغضب قائلة.

- تجاوز مني ازاي يعني ؟!


تحدث ببساطه.

- انا بتكلم بشكل عام ، يعني كل حد فينا هيبقى في غرفة لوحده وإنتي قدام الناس مراتي لكن بينا وبين بعض تقدري تعتبريني اخوكي الكبير ، زي ما انا طول عمري بعتبر استاذ مصطفى والدي


نظرة إليه بغيظ قائلة.

- وان شاءالله هنفضل علي الوضع دا لحد امتى ؟


تجاهل سؤالها وتحدث ببرود.

- والدك قالي ان انتي بتدرسي ، ممكن اعرف بتدرسي ايه وفي اي سنه ؟


نظرة إليه بغيظ ثم تحدثت بثقه.

- بدرس أدارة أعمال وفاضلي سنه


ارتشف القليل من قهوته قائلاً بهدوء.

- تمام


شعرت بالغضب الشديد من بروده معها وتحدثت بصوت مرتفع وانفعال.

- هو ايه إلا تمام ؟!


وضع فنجان قهوته بهدوء ثم نظر إليها بنظرات ناريه قائلاً بصوت قوي حاد.


- اولاً صوتك مَيعلاش وإنتي بتتكلمي معايا ، ولازم تعرفي ان انا بحب النظام ومَبحبش اقول الكلمه مرتين وكل كلمه اقولها لازم تتنفذ من غير اي اعتراض او حتى سؤال


نظرة إليه بغضب قائلة بعناد.

- دا علي اساس ان حضرتك اشترتني ولسه مطلعني من الكرتونه دلوقتي وبتبرمجني علي مزاجك ، بس احب اقول لحضرتك لو فاكر ان انت اشترتني يبقى اقراء الكتلوج بتاعي كويس عشان تعرف تتعامل معايا صح


تأملها ببرود قائلاً.

- مفيش مشكله هقرائه وهتعامل معاكي بطريقتي برضه


نظرت إليه بغضب ثم هبت واقفه وذهبت في طريقها الي غرفة والدها. 


نظر امامه بنفاذ صبر السيطره على غضبه ووقف هو الاخر وذهب خلفها.


اقتربت فيروز من غرفة والدها ووجدتها مفتوحه و الممرضه تقف وتضع الغطاء علي وجه والدها.


دخلت الغرفه سريعا ونظرت الي والدها وتحدثت الي الممرضه بصراخ.


- انتي بتعملي ايه ؟!!


نظرة إليها الممرضة بحزن قائلة.


- البقاءلله






دخل أدهم الغرفه واستمع حديث الممرضه.


نظر بصدمه الي فيروز التي بدأت بالصراخ وهي تحاول نزع الغطاء عن وجه والدها.


اقترب منها سريعا وهو يحاول منعها من فعل ذلك.


حاولت ان تبعده عنها وهي تضرب بيدها علي صدره بقوة وتحاول ان تفك قبضة يده عنها


ولكنه كان اقوى وحاول ابعادها عن والدها بالقوة وحاول تهدأتها وعندما فشل في ذلك ضغط بيده علي شريانها بجانب عنقها وسقطت في اغماء سريعا وضمها اليه وحملها وتحدث الي الممرضه بقوة


- عايز غرفة فاضيه بسرعه وعايز دكتور


هزت له الممرضه رأسها بخوف وذهبت امامه وفتحت له احد الغرف وذهبت سريعا تحضر له طبيب


وضع أدهم فيروز علي الفراش بهدوء ونظر لها بحزن وهو ينتظر قدوم الطبيب


دخل الطبيب وهو ينظر اليه 


نظر أدهم الي الطبيب وتحدث بقوة

= والدها توفى دلوقتي وعايزها تفضل نايمه لحد ما ننهي اجرأت الدفن


الطبيب: قصد حضرتك اعطيها مخدر 


أدهم: ياريت دلوقتي 


نظر له الطبيب وطلب من الممرضه حقنه مخدره واعطاها لها وهي نائمه وخرج من الغرفه بكل هدوء


نظر أدهم الي الممرضه وتحدث اليها بأمر

= تفضلي هنا جنبها لحد ما نرجع


هزت له الممرضه رأسها بتأكيد وذهبت لتجلس بجانب الفراش النائمه عليه فيروز


وقف أدهم ينظر الي فيروز وهي نائمه لبعض اللحظات ثم خرج من الغرفه بهدوء


************************


اقترب منه عمار وتحدث اليه بحزن

= أدهم هنعمل ايه دلوقتي


أدهم: أشتري مدفن حالا واكتب عليه أسم أستاذ مصطفي عشان ندفنه فيه ..لازم نكرمه في موته زي ما كرمنا في حياته


هز له عمار رأسه بتأكيد وذهب سريعا ليفعل ما طلبه منه


وقف أدهم وهو ينظر أمامه بحزن وهو يشعر باليتم الحقيقي بعد ان فقد اكثر شخصاً يحبه في هذه الحياه... بقلمي ملك إبراهيم.

... يتبع


              الفصل الثاني من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×