رواية اقتحمت حصوني الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ملك ابراهيم

رواية اقتحمت حصوني الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ملك ابراهيم

 

#الحلقة_26

#اقتحمت_حصوني

#بقلمي_ملك_إبراهيم

ثم اضافة بأسف وهي تخفض وجهها.

- بس للأسف طلعت مبتحبكش وسابتك لما حست ان حياتها ممكن تبقى في خطر


نظر اليها بعمق وهو صامت ينتظر ان تفرغ كل ما بداخلها، لتضيف وهي ترفع وجهها تنظر اليه بنظرات تفضح ما بداخلها اتجاهه.

- هي عمرها ما حبتك ومتستهلش حبك، اصلاً مفيش واحدة تستاهل حبك غيرر...


ثم توقفت عن الحديث وهي تخفض وجهها بخجل.


نظر اليها بتفكير للحظات ثم تحدث بهدوء وهو ينظر الى ساعة يده.

- انا لازم امشي حالاً


ثم تركها وذهب.

وقفت تتأمله وهو يخرج من القصر بعيون لامعه ثم همست الى نفسها بشرود قائلة.


- مفيش حد هيحبك ادي يا أدهم، انا حبيتك من زمان، من بعد ما انقذت شرفي وحمتني لما جوزي مات وانت بقيت اغلى حاجة في حياتي، مردتش ارجع مصر وابعد عنك ورضيت اني اكون جمبك حتى لو خدامة، ودفنت حبك جوايا لما فيروز ظهرت وافتكرت انك هتلاقي السعادة معاها عشان هي بنت ولسه صغيرة وافتكرت انها ممكن تسعدك اكتر مني


ثم ابتسمت وهي تضيف بمكر.

- بس فيروز اختارت نفسها وفضلت سعادتها على سعادتك وحتى صحبك الوحيد سابك ومبقاش لك حد غيري


بضيعة "دوما" ب لبنان.

وقفت ريم امام النافذة المطلة على الجبال الخضراء والاشجار العالية تنظر امامها بشرود، تفكر في والدها وهل شعر باختفائها ام لا، هل حاول الاتصال بها حتى يطمئن عليها وعندم فشل في الوصول اليها شعر بالقلق عليها ولو قليلاً، ام لم يتذكر ان يهاتفها ويطمئن عليها من الاساس.


شردت بدراستها، وماذا تفعل الان، بعد ان اصبح من المستحيل حصولها على شهادة التخرج من الجامعة بإيطاليا.


ثم شردت بإلياس واشتياقها اليه والى حنانه عليها واحتوائه لها، وتتمنى لو تسمع صوته وتطمئن عليه وتسأله عن تفسير لكل ما حدث معها وخبر وفاته الكاذب.


دخلت جدة إلياس الغرفة تنظر اليها بابتسامة ثم اقتربت منها، ووقفت بجانبها تنظر اليها، ثم تحدثت بهدوء.


- شو هل بوز ع وش الصبح، مافيكي تعيشي بلا حبيبك المجنون، حياتك بتصير مكركبة


نظرت اليها ريم بحزن ثم تحدثت بهدوء.


- وهو فين حبيبي المجنون ؟


تحدثت جدة إلياس بابتسامة.

- حكيت عمار وخبرني انه راح يجي عن قريب


ابتسمت ريم بحزن ثم تحدثت بشرود.

- انا حاسة ان حياتي متلخبطه، كل حاجة حلوة في حياتي بتضيع مني وخايفة ان الياس يضيع مني هو كمان


ربتت جدة الياس على ظهرها ثم تحدثت اليها بابتسامة.

- اطمني حبيبتي، انا معك، والياس اكيد راح يرجع مهما طال الغياب


ابتسمت ريم ثم تحدثت بقلق.

- هو ليه الياس مش بيكلمنا، انا بقالي هنا اكتر من أسبوع وهو لسه مظهرش وحتى مسمعتش صوته


نظرت جدة الياس امامها بحزن ثم تحدثت باشتياق.

- اكيد راح يرجع


نظرت ريم الى السماء وهي تهمس من قلبها.

- يااارب


بداخل شركة أدهم.


جلس بغرفة الاجتماعات وجلس معه روبيرتو ومارك يخفضون وجوههم، يستمعون الى حديث أدهم باحترام


نظر اليهم ادهم بمكر ثم تحدث بقوة.


- انا فضلت ان اول اجتماع لينا يكون هنا في شركتي، واي اجتماعات قادمه بعد كده هيكون كل اجتماع في مكان مختلف، يعني مفيش مكان ثابت هنجتمع فيه


رفع مارك وجهه ثم تحدث بغضب مكتوم.


- وليه منتجمعش في قصرك زي ما كان ديفيد بيجتمع بينا في قصره ؟


نظر اليه أدهم بثبات ثم تحدث بقوة.


- على ما اعتقد ان معندكش اي صلاحيات عشان تقولي ليه او مش ليه


نظر اليهم روبيرتو ثم تحدث بقلق.


- ممكن نهدى شوية ونتكلم في المهم


تحدث أدهم بقوة.

- المهم دلوقتي ان كل واحد فيكم يعرف حدوده كويس ولازم تعرفوا ان انا مبهزرش في الشغل


تحدث مارك بغيظ.

- والمطلوب مننا دلوقتي ايه سيدي؟


نظر اليه أدهم بتفكير ثم تحدث بصوت يشبه الجليد.


- كان في صفقة سلاح كبيرة، المفروض ديفيد كان هيوزعها، واحد هيستلمها والتاني هيسلمها


نظروا اليه بدهشة ثم تحدث روبيرتو بفضول.


- والا هيسلمها ده، هيسلمها لمين ؟


نظر اليهم أدهم بتفكير ثم تحدث بمكر.


- انا هبلغكم بكل شئ في الوقت المناسب


نظروا اليه بغضب مكتوم، ثم تحدث مارك وهو يقف من مكانه، يستعد للذهاب.


- لما يجي الوقت المناسب، ياريت تبقى تبلغنا


نظر اليه أدهم بطرف عينيه وهو يدق باصابعه على المكتب امامه، ثم تحدث بقوة.


- انا مسمحتلكش تتحرك من مكانك


نظر اليه مارك بصدمة، ثم نظر الى روبيرتو الذي خفض وجهه ارضًا باستسلام، ثم عاد ببصره الى أدهم الذي يطلق من عينيه نظرات نارية قادرة على حرقه، ثم جلس مكانه مرة اخرى وهو يتحدث بتلعثم.


- اانا انا افتكرت ان الاجتماع انتهى


تحدث أدهم ببرود وهو مازال يدق باصابعه على المكتب امامه، بدقات متناغمه قوية.


- الاجتماع هينتهي لما انا اقوم واسمح لكم بالتحرك


ثم وقف أدهم بعد انتهاء جملته واغلق زر بدلته وهو يتحدث بقوة.


- تقدروا تمشوا دلوقتي وعايزكم تبقوا جاهزين في اي وقت


ثم اضاف بسخرية.

- ومش عايز اي اخطاء زي الا كانت بتحصل في عهد ديفيد


نظروا اليه بتوتر، ليضيف بقوة وتأكيد.


- اي خطاء او فشل في اي مهمة، العقاب الوحيد الا عندي هو التصفيه بدون رحمه


نظروا اليه بصدمة ثم اخفضوا وجوههم بخوف وتوتر.


تحرك من امامهم وهو يتحدث بأمر.


- كل واحد يرجع يتابع شغله وينتظر اومري في اي وقت


ثم خرج من غرفة الاجتماعات وتركهم ينظرون الى بعض بصدمة، ثم وقف كلاً منهمًا وهم ينظرون الى بعض بتوتر وذهب كلاً منهم في طريقه وهم يشعرون بالهلع من شدة أدهم وصرامته معهم ومن الواضح لهم انه لن ولم يتهاون معهم وسوف ينتقم منهم عن طريق منصبه الجديد اشد انتقام.







في منزل منير الكردي.


جلست موني امام المرأة تنظر الى انعكاس صورتها، بوجهها الشاحب واللون الاسود المنتشر اسفل عينيها، ثم وضعت يديها فوق مقدمة رأسها وهي تشعر بالوجع الشديد، ثم اخفضت وجهها تنظر الى الاسفل وهي تخفي وجهها بيدها، ثم رفعت وجهها فجاة تنظر الى المرآة، ثم نظرت الى ملامح وجهها وهي تضحك بطريقة هيستيرية، ثم بدأت بالعبث بخصلات شعرها بقوة وهي تضحك وتصرخ في آنً واحد، ثم وقفت وهي تأخذ احدى ادوات التجميل الموضوعه امام المرآة (احمر الشفاة) اخذته بيدها وهي تحاول وضع احمر الشفاة فوق انعكاس صورتها بالمرآة وهي تضحك بطريقة جنونية وتحاول وضعه فوق شفاتيها التي تراها امامها منعكسه على المرآة وتتحدث الى انعكاس صورتها وتطلب من صورتها ان تتوقف عن الحركه حتى تضع لها بعض ادوات التجميل، وبدأت في المشاجرة مع انعكاس صورتها وهي تطالبها ان لا تتحرك امامها كثيرًا.


فتح شادي باب الغرفة يتابع ما تفعله موني مع نفسها، عندما استمع الى صوتها المرتفع وهي تضحك وتصرخ وتتحدث الى نفسها بالمرآه بعنف، ثم اغلق الباب عليها وركض سريعًا الى الاسفل واتجه الى غرفة مكتب والده ودخل مسرعًا وهو يتحدث بتوتر قائلاً.


- بابا، موني شكل دمغها ضربت على الاخر


ترك والده ما كان يفعله ونظر اليه بفضول قائلاً.


- قصدك يعني ان مفعول الدوا بدأ يظهر ؟


حرك شادي رأسه بالايجاب وهو يتحدث بخوف.


- انا شوفتها دلوقتي بتضارب مع انعكاس صورتها في المرايه


ضحك والده بثقة ثم تحدث بتأكيد.

- يبقى كده آن الاوان عشان تعمل عملية الاجهاض 


نظر اليه شادي بتوتر ثم تحدث بخوف.


- يعني هنعمل ايه يا بابا ؟، انا خايف موني تموت في العملية دي ، ولو ماتت هتبقى مصيبة


تحدث والده بثقة.

- مش هتموت متخفش، انا هجبلها دكتور كويس يعمل العملية 


ثم اضاف بتحذير.

- المهم عايزك تكون راجل كده وبلاش خوفك الا ملوش لازمة ده


نظر شادي الى والده بتوتر، ثم حرك رأسه بالايجاب.


اخذ منير الكردي هاتفه واتصل على الطبيب المتفق معه وبلغه ان يأتي لأجراء عملية الاجهاض بالمنزل، ثم نظر الى شادي وتحدث معه بتأكيد.


- اطلع انت خلي عينك عليها لحد ما الدكتور يوصل ونجهز كل حاجة


حرك شادي رأسه بالايجاب ثم تحرك من امام والده وصعد الى الاعلى.


جلس منير الكردي على مقعده باسترخاء وهو يفكر ماذا يفعل بعد ان ينتهي من موضوع موني، وبدأ يفكر في انهاء كل اعماله بإيطاليا والعودة الى مصر بعيدًا عن أدهم الصياد.


بعد وقت في منزل منير الكردي.


وصل الطبيب وقام بتجهيز غرفة في المنزل حتى يقوم باجراء العملية بها.


وقف منير الكردي معه بعد ان قام الطبيب بتجهيز كل شئ ، ثم تحدث معه الطبيب بتوتر.


- دلوقتي لازم الحالة تتخدر


حرك منير الكردي رأسه بالايجاب ثم تحدث مع الطبيب بهدوء.


- هنحطلها مخدر في كوباية عصير ؟


تحدث الطبيب بالايجاب.


- اتفضل المخدر وانا منتظر هنا


اخذ منه منير الكردي المخدر ، ثم اتجه الى المطبخ ووضع المخدر بكوب العصير واخذه وصعد الى الاعلى.


وقف شادي امام الغرفة يتابع تصرفات موني بصدمة وهي تضحك وتصرخ في آنً واحد.


اقترب منه والده وتحدث معه بصوت منخفض.


- ايه الاخبار ؟


نظر اليه شادي بتوتر ثم تحدث بقلق.


- موني حالتها بقت صعبه اوي من الدوا الا بتاخده ده ، رغم ان مخدتش منه غير اسبوع واحد بس ، اومال على ما توصل لأخر الشهر هيحصلها ايه !


نظر اليها منير الكردي ثم تحدث مع ابنه وهو يمد يده بكأس العصير ، ثم تحدث معه بتأكيد.


- خد كوباية العصير دي ادهالها تشربها ، عشان نخلص بقى من الموضوع ده


نظر شادي الى العصير بتوتر ثم اخذه من والده وتحدث بفضول.


- هو العصير ده فيه ايه ؟!


تحدث والده وهو يتابع حركات موني الغريبة من امام باب الغرفة.


- فيه المخدر والدكتور منتظر تحت ومجهز كل حاجة


حرك شادي رأسه بالايجاب وهو يتحدث بقلق.


- انا قلقان يا بابا من الا احنا بنعمل ده ، وخايف موني تموت ونروح في داهية


تحدث والده بغضب.


- قولتلك متخفش انا مرتب كل حاجة ، وبعدين احنا ممكن نروح في داهية فعلا ، لو معملناش فيها كده 


ثم اضاف بتأكيد.


- انت عارف لو موني كانت قالت كلمة واحدة عن الا تعرفه ل أدهم الصياد ، كان عمل فينا ايه


نظر شادي الى والده بتوتر ، ليضيف والده بتأكيد.


- مش هيفكر لحظة واحدة قبل ما يخلص علينا احنا الاتنين ويحرق كل املاكنا ، عشان ميبقاش في مننا اي ذكرى


نظر شادي الى والده بصدمة ثم نظر الى موني والى كوب العصير بيده ، ثم دخل الغرفة وبيده العصير.


وقفت موني تنظر اليه وتتحدث اليه بجنون.


- شااااادي ، شوفت التعابين الا عماله تلعب هنا دي ، مش عايزيني العب معاهم


نظر اليها بصدمة ثم تحدث بهدوء.


- طب خدي العصير ده اشربيه عشان يخلوكي تلعبي معاهم


-نظرت موني الى كأس العصير ثم اخذته من يده وهي تتحدث الى كأس العصير قائلة.


- انت هتخلي التعابين يلعبوا معايا ؟


ثم ضحكت بصوت مرتفع وهي تدور حول نفسها بطريقة سريعه وكأس العصير بيدها ، ثم وضعت كأس العصير على فمها وتناولته على مرة واحدة ، ثم القته اتجاه شادي وكاد ان يتحطم برأسه لكن شادي تفاداه بصعوبة.


نظرت اليه موني وهي تدور حول نفسها ثم توقفت عن الحركة وبدأ يظهر عليها تأثير المخدر.


اقترب منها شادي وهو ينظر اليها بحزن.


ابتسمت له موني وهي تفقد وعيها ، اقترب منها سريعًا وقام بسندها ، حتى فقدت وعيها بداخل حضنه.






دخل والده الغرفة وتحدث اليه سريعًا قائلاً.


- شيلها بسرعه وتعالى معايا على تحت عشان الدكتور يشوف شغله


نظر اليها شادي بحزن وهي بين يديه ثم تحدث بارتباك.


- انا خايف يا بابا ومش مطمن 


تحدث والده بقوة.

- يلا يا شادي ، مفيش وقت


تحرك شادي امامه وترجل بها الدرج وهو يحملها بين ذراعيه وينظر اليها بحزن.


قابله الطبيب وتحدث معه بهدوء وهو يشير له اتجاه الفراش.


- حطها هنا واتفضل 


اقترب شادي من الفراش ثم وضعها بهدوء ونظر اليها مرة اخيره وهمس بداخله بحزن.


- انا اسف


اقترب منه والده واخذه خارج الغرفة وترك الطبيب مع موني.


وقف شادي امام الغرفة وهو يشعر بالخوف والقلق.


نظر اليه والده وتحدث معه بقوة.


- اخرج انت دلوقتي يا شادي ، شوف اي حد من اصحابك اخرج معاه لحد ما كل حاجة تنتهي


نظر شادي الى والده ثم هربت دمعه من عينيه وهو يتحدث بحزن.


- مش قادر اتخيل يا بابا ، ان الدكتور بيقتل ابني جوه دلوقتي


نظر اليه والده بصدمه ، لينهار شادي وهو يتحدث بحزن.


- الموضوع مطلعش سهل ابدا 


ربت والده على كتفه وتحدث معه بتأكيد.


- يا حبيب الا جوه في بطنها ده ، احنا اصلا مش متاكدين هو ابنك فعلا ولا لأ


ثم اضاف بتأكيد.

- انت بنفسك قولت يا شادي انها بنت متصلحش انها تكون ام وانك مستحيل هتحس بالامان معاها ، ولو الطفل ده جه الدنيا يبقى احنا كده بنظلمه ، لما يلاقي امه واحدة مستهترة زي موني


حرك شادي رأسه بالايجاب ثم وقف بصمت ينتظر انتهاء الطبيب.


بعد وقت خرج الطبيب وتحدث معهم بهدوء.

- العملية انتهت وعملت تنضيف للرحم.. والبنت حالتها كويسه متقلقوش


تحدث معه شادي بفضول.

- هي لما تفوق ، هتعرف انها عملت عملية اجهاض ؟


تحدث الطبيب بتأكيد.

- اكيد هتعرف من الالم الشديد الا هتحس بيه وكمان في حاجات تانيه هتأكد لها انها اجهضت


ربت منير الكردي على ظهر ابنه وتحدث بهدوء.


- خلاص يا شادي متقلقش ، تعرف او متعرفش هي مش هتقدر تعمل اي حاجة


نظر شادي الى والده بحزن ثم اتجه الى الغرفة الموجودة بها موني.


نظر منير الكردي الى الطبيب ثم اخذه معه حتى يعطيه الاموال المتفق عليها.

رواية اقتحمت حصوني بقلمي ملك إبراهيم. 

في المساء في شقة فيروز في مصر.


جلست فيروز وهي تشعر بالتعب الشديد، لا تستطيع ان تتحمل الالم ببطنها والهبوط الحاد من كثرة القئ.


وقفت من مكانها بتعب ثم اتجهت الى غرفتها وارتدت ثيابها بصعوبة ووضعت حجابها فوق رأسها اخفت شعرها بالكامل، ثم اتجهت الى خارج الشقة وهي تضع يديها فوق بطنها واليد الاخرى تستند بها على الحائط وتشعر بالغثيان الشديد.


اقتربت من شقة عمار وطرقت على الباب بخفوت وهي تستند على الباب بتعب.


فتح عمار الباب وتفاجئ بها تقف وتستند على طرف الباب بضعف وهي تضع يدها فوق بطنها ووجهها شاحب ويظهر عليه تعبها الشديد وحبات العرق تتناثر فوق جبينها.


تحدثت فيروز بتعب وهي تقف امامه بضعف قائلة.


- عايزة اكلم أدهم


نظر اليها بصدمة وتحدث بقلق.

- مالك يا فيروز ؟، شكلك تعبانه اوي ؟


تحدثت بتعب وهي تحارب رغبتها في القئ.


- أدهم يا عمار ، عايزة اكلمه ضروري


حرك رأسه بالايجاب وتحدث بقلق.


- حاضر يا فيروز هخليكي تكلميه بس اطمن عليكي الاول 


ثم نظر اليها بصدمة وهو يضيف بدهشة.


- انتي شكلك تعبانه اوي 


لم تستطيع ان تحارب رغبتها في القئ اكثر واسرعت في الركض الى شقتها متجهة الى الحمام تفرغ ما بداخل معدتها الفارغه.


فزع عمار من ما يحدث لها وركض سريعًا خلفها، لكنه توقف امام باب شقتها ، لا يستطيع وضع قدميه بداخل شقتها بدون اذنها ووقف امام باب الشقة وتحدث اليها بصوت مرتفع حتى تستمع اليه.


- فيروز انا هجبلك دكتور عشان يطمنا عليكي


ثم ركض الى شقته سريعًا وقام بالاتصال باحد الرجال الواقفين امام العمارة بالاسفل لحمايتهم بدون ان يشعر احد من السكان المجاورين لهم وطلب منه ان يحضر طبيبة فورًا ويصعد بها الى الاعلى ، ثم عاد مرة اخرى وقف امام باب شقتها وهو ينطق اسمها بقلق وينتظر ردها عليه.


ردت عليه بتعب وهي تخرج من الحمام وتحمل منشفة صغيرة بيدها تجفف بها وجهها ثم اتجهت الى احد المقاعد وجلست عليه بتعب.


استأذن منها عمار ان يدخل حتى يطمئن عليها وسمحت له بالدخول وهي تتحدث بتعب قائلة.


- عايزة اكلم أدهم يا عمار 


اقترب منها ينظر اليها بقلق وتحدث بهدوء.


- حاضر يا فيروز ، هخليكي تكلميه بس نطمن عليكي الاول


تحدثت بتعب وهي تضع يديها فوق بطنها 


- انا كويسة يا عمار والا بيحصلي ده عادي


تحدث عمار برفض.


- لا يا فيروز ، الا بيحصلك ده مش عادي خاالص 


ثم اضاف بتأكيد.

- انتي مش شايفة شكلك بقى عامل ازاي ؟، انتي شكلك تعبانه اوي 


تحدثت بتعب.

- انا عارفة انا فيا ايه يا عمار وعشان كده لازم اكلم أدهم


تنهد عمار ثم تحدث بهدوء.


- يا فيروز انا قولتلك ان مش هينفع نتواصل مع أدهم وبعدين أدهم هيعمل ايه وهو في ايطاليا ، انا بعت اجبلك دكتورة وان شاءالله يطلعوا شوية برد ولا حاجة


حركت رأسها بالرفض وهي تتحدث بتأكيد.


- الا عندي ده مش برد يا عمار


ثم اضافة بتعب.


- انا حامل


ثم وقفت وركضت سريعًا الى الحمام مرة اخرى وهي تضع يدها فوق فمها.


وقف عمار ينظر امامه بصدمة لا يصدق ما سمعه الان ، ثم استمع الا صوتها وهي تتألم من كثرة القئ.


خرجه من صدمته صوت هاتفه ونظر الى الهاتف بصدمة ثم رد عليه واستمع الى الطرف الاخرى وهو يتحدث قائلاً.


- انا لقيت دكتورة العيادة بتاعها قريبة من هنا وجايبها وطالع دلوقتي بس طلبت مبلغ كبير عشان تسيب عيادتها وتيجي معايا


تحدث عمار بانفعال.


- تاخد كل الا هي عايزاه بس تيجي بسرعة


تحدث الطرف الاخر بالايجاب.


- عشر دقايق وهنكون عند حضرتك


اغلق عمار الهاتف ووقف ينظر امامه بحيرة، ماذا يفعل الان وكيف يخبر أدهم بخبر حمل فيروز وهو يعلم جيدًا ان هذا الخبر سوف يغير الكثير من ترتيبات أدهم.


لحظات قليلة وصعد الحارس مع الطبيبة.


قابلهم عمار وطلب منه ان يعود الى مكانه بالاسفل واخذ الطبيبة الى داخل شقة فيروز.


خرجت فيروز وهي تستند على الحائط وتجفف وجهها بمنشفة صغيرة.


اقتربت منها الطبيبة وساندتها الى الغرفة واغلقت الباب عليهم حتى تقوم بالكشف عليها.


وقف عمار بالخارج وهو ينتظر خروج الطبيبة بتوتر.


بالداخل..







بدأت الطبيبة بالكشف على فيروز ، ثم ابتسمت وهي تخبرها بالحمل.


ابتسمت فيروز وتحدثت بتعب.


- انا عرفت اني حامل من اول ظهور الاعراض عندي ، بس التعب كل يوم بيزيد عليا 


تحدثت الطبيبة بابتسامة.

- متقلقيش انا هكتبلك ادوية هتريحك كتير ، بس اهم حاجة الراحة وتاكلي كويس لانك ضعيفة جدًا


حركت فيروز رأسها بالايجاب وهي تضع يديها على بطنها تربت على ابنها بالداخل ، ثم التفتت بوجهها الى الجانب الاخر وسقطت دمعة من عينيها وهي تهمس الى طفلها بداخلها قائلة.


- كان نفسي باباك يبقى معانا في اللحظة دي ويكون هو اول واحد يسمع خبر وجودك ، بس متقلقش ، انا لازم اعرفه انك موجود عشان يحطك في حساباته قبل ما يفكر انه يضحي بنفسه عشانا


ثم التفت الى الطبيبة وهي تستمع اليها وهي تستاذن منها للذهاب وتتحدث معها بابتسامة قائلة.


- الف مبروك ، انا هطلع ابلغ جوز حضرتك واخليه يجبلك الادوية دي 


حركت فيروز رأسها بالايجاب وهي تجفف دموعها ، ثم خرجت الطبيبة من الغرفة ووقفت فيروز من فوق الفراش واتجهت الى الحمام لتبديل ثيابها.


بالخارج..


اقترب عمار من الطبيبة عقب خروجها من غرفة فيروز.


تحدث عمار مع الطبيبة بلهفة.


- خير يا دكتورة طمنيني ؟


ابتسمت الطبيبة ثم تحدثت بهدوء.


- اطمن حضرتك المدام بخير 


ثم اضافة بابتسامة.


- مبروك المدام حامل


نظر اليها بصدمة ثم حرك رأسه وهو لا يعلم ماذا يقول لها في هذا الموقف.


ابتسمت الطبيبة وقامت باعطائه ورقة مكتوب بها اسماء الادوية ومواعيدها والاطعمة الصحية الموصي بتناولها في بداية الحمل.


اخذ عمار الورقة من يدها وهو ينظر اليها بتوتر ثم نظر الى الورقة وتحدث بارتباك.


- يعني هي الحمدلله كويسة ؟


حركت الطبيبة رأسها بالايجاب وتحدثت بتأكيد.


- هي الحمدلله كويسة ، بس طبعًا محتاجة للراحة والغذى لانها ضعيفة جدًا


حرك عمار رأسه بتفهم ثم شكر الطبيبة وتحدث الى احد رجاله بالهاتف وطلب منه ان يصعد ويقوم بتوصيل الطبيبة واعطائها المال الذي تريده واعطاه ورقة الدواء حتى يحضره سريعًا ، ثم وقف بحيره لا يعلم ماذا يفعل وكيف يطمئن على فيروز وكيف يخبر أدهم.


لحظات قليلة وخرجت فيروز من غرفتها وهي تنظر اليه وهو واقف بمفرده ويظهر عليه الشرود .


اقتربت منه وهي تتحدث اليه بصوت ضعيف.


- عمار


التفت ينظر اليها ثم اقترب منها سريعًا وتحدث اليها بقلق.


- خير يا فيروز ، حاسه بحاجة ؟


حركت رأسها ب (لا) وتحدث اليه وهي تجلس على احدى المقاعد.


- اتفضل اقعد يا عمار عشان نتكلم.


جلس امامها وهو ينظر اليها بارتباك وهو يعلم جيدًا انها تريد الوصول الى أدهم بأي طريقة.


تحدث اليه فيروز بهدوء.


- الدكتورة أكدت الحمل


حرك رأسه بالايجاب ، لتضيف فيروز بحزن قائلة.


- انت هيرضيك ان ابن صحبك يجي الدنيا من غير اب


نظر اليها بصدمة ، لتضيف بتأكيد.


- انا عارفة ومتأكدة يا عمار ان أدهم عمل كل الا عمله ده عشان يحمينا كلنا ويضحي بنفسه عشان احنا نعيش


ثم لمعت عينيها بالدموع وهي تضيف بحزن.


- بس دلوقتي بقى في الا محتاج وجود ادهم في حياته اكتر مننا


ثم اضافة والدموع تتساقط من عينيها.






- ادهم لازم يعرف انه هيبقى اب عشان يحط ابنه في حساباته ويعرف انه لو جراله اي حاجة ابنه ده هيبقى يتيم ، ابنه هيعيش حياته من غير اب ، زي ما ادهم عاش حياته من غير اب ، لو هو موافق ان ابنه يتعرض لكل الا هو اتعرض ليه يبقى يضحي بنفسه زي ما هو عايز ، يضحي بنفسه ويسبني انا وابنه نواجه العالم لوحدنا والدنيا تيجي علينا واحنا من غير ضهر ولا سند


خفض عمار رأسه بحزن ثم تحدث بتأكيد.


- وانا مستحيل هسمح لأدهم انه يعرض حياته للخطر 


ثم اضاف بحزن.


- أدهم مش صحبي ولا اخويا بس يا فيروز ، ادهم اغلى عندي من روحي نفسها ، انا فتحت عيني على ادهم وهو فتح عينه عليا ، عشنا ايام صعبة كتير مع بعض وعشنا ايام حلوة كتير مع بعض وطول عمرنا كنا نفس واحد وروح واحدة وقلب واحد وانا عمري ما كنت هسيب أدهم هناك لوحده ، بس انا عارف كويس انك اغلى حاجة في حياة أدهم يمكن انتي عنده اغلى من روحه هو شخصيًا وهو عمره ما كان هيأمن حد عليكي غيري وهو وثق فيا اني هقدر احميكي ، وانا واثق ان ربنا ان شاءالله هيحميه ويحفظه ، لان أدهم اتظلم كتير في حياته وعاش ايام كتير صعبه ودلوقتي فاق لنفسه وتاب عن كل حاجة غلط عملها ورجع لربنا وطلب منه المغفرة وربنا مستحيل يرد عبد يلجئ ليه


انسالت دموعها بحزن وهي تترجاه.


- طب عشان خاطري يا عمار ، بلاش حتى انا اكلمه ، كلمه انت وعرفه اني حامل ، عرفه ان في ابن محتاجة في الدنيا عشان يخاف على نفسه ، قوله يخلي باله من نفسه عشاني انا وابنه 


ثم انهارت في البكاء وهي تضيف.


- قوله اني هفضل مستنياه يرجعلي وعرفه ان لو جراله حاجة وسابني انا وابنه انا عمري ما هسامحه


ثم وقفت وهي منهارة بالبكاء وركضت الى غرفتها.


وقف عمار يتابعها بحزن ولا يعلم ماذا يفعل الان ، ثم اتجه الى خارج الشقة واغلق عليها باب شقتها واتجه هو الى شقته حتى يفكر فيما عليه فعله.


في ايطاليا بقصر أدهم.


عاد أدهم الى قصره وتفاجئ بتجهيز مائدة كبيرة من الطعام وكريمة تقف وهي ترتدي ثوب انيق وترفع شعرها بطريقة مناسبة مع ثوبها وتضع برفان رائحته قوية جدًا وتضع الكثير من مستحضرات التجميل وكانها عروس.


اقترب من مائدة الطعام بخطوات هادئة وهو يحاول استيعاب ما تفعله وما يحدث حوله.


ابتسمت له كريمة وهي تتحدث بصوت رقيق قائلة.


- انا عملتلك كل الأكل الا انت بتحبه


وقف ينظر الى الطعام ثم نظر اليها بغضب مكتوم وتحدث بجمود.

- انتي عايزة ايه بالظبط يا كريمة ؟!... بقلمي ملك إبراهيم. 

... يتبع

        

         الفصل السابع والعشرون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا    

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×