رواية وعد في العتمة الفصل الخامس 5 بقلم اسماعيل موسي
#وعد_فى_العتمه
٥
لا تركض خلف الأطياف ولا تجعل فضولك يقودك، فكر دكتور معاذ قد يكون واحد من ساكنى العماره
او اى شخص يؤدى خدمه وسبقنى على السلم، عندما وصل الشارع لم يلمح اى شيء لافت
الطريق كله اطياف تسير او تركض او تمشى مترنحه او زاحفة او حتى تنبح وتموء
العودة بخيية مؤلمه، ومعاذ كان يحمل داخل صدرة لغز لا يعرف له حل
عنوان خاطيء وهاتف يصدر ازيز امر غير مبشر بالمرة
وخطر له ان الامر كله مجرد مزحة
وان الاسم الذى يبحث عنه ربما غير موجود فى بيانات وزارة الداخليه
فتش عن مساعدة ولم يجد أمامه سوى دكتور سعيد، هذة المرة لن ينتابه شك
منحه اسم الشخص وطلب منه أن يتقصى عنه عند أحد معارفه من ضباط الشرطه
لم يمضى سوى نصف ساعة وجأته الاجابه، الشخص صاحب الاسم متوفى منذ أكثر من عامين
اخر عنوان مسجل له........ كان نفس العنوان الذى قصدة دكتور معاذ منذ ساعة
___انت ليه بتسأل عن الاسم دى بالذات يا دكتور معاذ؟
ممكن توضحلى انت مخبى عنى ايه؟
__ ولا مخبى ولا حاجه يا دكتور سعيد، واحد قصدنى فى خدمه وملقتش قدامى غيرك وكاد ان ينهى المهاتفه
___الكلام ده مش مظبوط يا معاذ، بتكدب ليه؟
صرخ معاذ؟ مش فاهم انت تقصد ايه يا دكتور سعيد ''
__بقصد ان سؤالك عن الاسم دا بالذات وراه سر ولازم اعرفه
فاض الكيل بدكتور معاذ، دا الاسم إلى كان حاضر يوم وفاة المريض مدحت انت اديتهولى بنفسك، ارتحت كده +؟
___لا مرتحش يا معاذ ورغم اندهاشه لنسيانة الاسم واصل سعيد كلامه
ليه بتدور عن الشخص دا بالذات؟
قلتلك يا اخى كل حاجه هو تحقيق ولا اية؟
شعر سعيد ان معاذ لا يخفى اى أسرار عنه، اسف يا دكتور معاذ، لكن الأمر غريب شويه
غريب ازاى يا سعيد؟
__الشاب إلى انت بتسأل عليه متوفى من اكتر من سنتين
همس معاذ خلاص عرفت وايه المشكله يعنى؟
المشكله انه كان حاضر يوم شنق مدحت بشحمه ولحمه
وشعر معاذ ان هناك امر اخر خلف قلق سعيد فصمت سامحآ له ان يواصل كلامه
الشاب ده اتشنق من سنتين يا معاذ
ردد معاذ الكلمه بارتياب، اتشنق؟
اردف سعيد، عارف تهتمته كانت ايه يا معاذ ؟
ايه؟
قتل خطيبته، خنقها حتى الموت واعترف انه قتلها
المريض ده كان فى نفس المستشفى بتاعتنا قبل ما نوصل هناك
شعر دكتور معاذ بصدع داخل عقله، أحدهم قذف حجر واصاب جمجمته
اتكاء على جدار احد المنازل، بتقول خنق خطيبته؟
ايوة، خنقها، الضابط اكدلى المعلومات دى، طيب اقفل يا سعيد اقفل هبقى اكلمك تانى
الساعه كانت عدت منتصف الليل واحس معاذ انه مش هيقدر ينام
لوح لسيارة أجرة وراح على المستشفى
القى التحيه على الحارس المندهش وسبح داخل الرواق نحو غرفة الارشيف
بحث بالتاريخ والاسم حتى عثر على ملف المريض، حمله إلى مكتبه وراح يعاينه
جرت معاينة المريض ايام السادس والتاسع والرابع عشر من شهر أكتوبر
أبدى المريض إشارات طبيعيه وكانت الأعضاء الحيويه تعمل بشكل جيد
كان منتبه للأساله واجاب عليها بحزم واصرار ودون تردد
لم تبدو عليه آثار الشيزوفريميا او الانفصام او الخلل الذهانى العقلى ولم يكن تحت صدمة عصبية
أشار الطبيب المعالج فى ملحوظة مريبة
ان المريض قاد جلسات المعاينه بكل عناية نحو السلامة العقلية ونحو حبل المشنقة
ولم يترك لى اى فرصة لمساعدتة
ملحوظة أخرى كتبت بعد يومين من شنق المريض، كتبها الدكتور لنفسه ويبدو انه نسى محوها
لاحظت على المريض طقطقة أصابع وتركيز بصرى نحو خلفية مكتبى فى فترات كثيرة
من خلال المطالعه عرف معاذ ان دكتور عونى الوردانى قدم استقالته بعد نهاية علاج المريض ولم يعد يعمل داخل المشفى.
غمر دكتور معاذ وجهه بكفتى يده وكاد يقطع وجهه من الفرك
شخص مشنوق متوفى من عامين يجلس مع شخص فى يوم شنقه داخل السجن بحيثيات مماثلة، كل واحد منهم قتل خطيبتة
عندما وجد دكتور معاذ نفسه يتحدث بصوت مرتفع عن شخص حكم عليه بالإعدام منذ عامين وكان حاضرا يوم وفاة شخص محكوم عليه بالإعدام منذ اقل من اسبوع احس بالجنون، ضرب خده بالكف ان كان خاصع تحت تأثير بارونوميه فعليه ان يفيق
المصباح يرعش فى سقف غرفته، اللوحة الجداريه الخاصه به معلقه خلف ظهره، كل شيء يبدو حقيقى ولا مجال للمزاح