رواية انت لي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم اسماعيل موسي
#انت_لى
!! 29!!
اصريت ان يكون كوخى بعيد عن كوخ مهتان وانتونيتا هربآ من لسانها في نهاية الأمر أن أمتلك رأس واحده وأرغب بالحفاظ عليها.
وانا ادخن لفافة تبغ متكاء علي كومه من القش تابعت مهتان ينصب الكوخ بينما كانت انتونيتا تساعده بتقريب الأخشاب المشرخه، حاصرتني مجموعة من الذبابات الوقحه، الغير مرحب بها، وخطر لى أن انتونيتا حرضتها لمضايقتي، فلا احد يدرك ما تستطيع النساء فعله، أطلقت مجموعه من التعليمات، تلقاها مهتان بصدر رحب ولم تخفي انتونيتا امتعاضها.
كان الكوخ قد اكتمل تقريبآ عندما قلت، انتونيتا، انت يا فتاه؟ جهزى الطعام، لوت انتونيتا عنقها كبطريقه نكديه، قلت ماذا؟
قالت انت مجنون؟
أصابتني كلمتها بالصداع، قلت انظري يا فتاه، اذا كنتي لا تحسنين الطبخ فتلك مشكلتك انت، عليك أن تشاهدي قناة cbc سفره.
بحلق مهتان وانتونيتا كل منهما بالأخر، قالت انتونيتا ماذا تعني بقناه طبخ؟ فركت رأسى، قلت لا أعلم حقآ، اولائك النسوه الاتي يتعلمون الطبخ على الأم معدتنا!
صمت مهتان، تابع عمله، بينما بدت انتونيتا لأول مره ترمقني بنظره مركبه.
انصرفت انتونيتا من فورها لتعد الطعام وانا افكر لماذا لا تسمع النساء الكلمات من اول مره دون الدخول في س و ج؟
كان الطعام عصيده وحساء وتسألت الا وجود للحمه او السمك هنا؟
تلقت انتونيتا سبتي بأشاره من يدها، اذا لم تعد قادره على أخفاء تذمرها إيذاء تلمحياتي بعد!
انت، يا أدهم، تناول طعامك بصمت ولا تنسى انني حتى الآن اتحمل تعليقاتك بصمت وان كنت أشك انك لن تصلح لفعل اي شيء.
تركتهم وذهبت لكوخي، على اي حال لم أكن أشعر بشهيه لتناول الطعام، لحق بي مهتان معتذرآ، ووضحت له انني لا احمل ضغينه تجاه انتوليتا وإنني فقط لا أشعر برغبه لتناول الطعام.
جلس مهتان بجواري، قال ادم حاول أن تتذكر من اين أتيت؟
قلت له انني لا استطيع التذكر، ان ذاكرتي ممسوحه مثل خنزير، ربت مهتان على كتفي، ارجوك يا آدم لا تغضب من انتوليتا، فأنت لم تعاشرها بعد، ولا يمكنك أن تحكم على شخص حتى تمشى في حذائه، بعد أن رحلت والدتها عشنا انا وانتونيتا حياه صعبه، انت اول شخص يدخل حياتها بعد فتره من العزله، انت لا تستطيع أن تدرك ما يستطيع الحزن ان يفعله بصدر المرء.
انتوليتا لم تكن كذلك، لقد كبرت فجأه واذا كان بمقدورك ان تدرك ما اقصد، ان تكبر فجأه امر ليس امر جيد.
قلت يا مهتان لماذا اخترت مساعدتي؟
أعني انت تدرك اكثر مني انني لا أصلح لفعل شيء، لماذا إذآ اقحمتني بخصوصياتك؟
هل ستصدقني يا آدم؟
أنا لا أملك سبب غير ذلك!!
انا على وشك الموت يا آدم، انحني ظهري من كثرت العمل، الحقل الذي نزرعه يكفي بالكاد لسداد الضرائب واذا لم نفعل يقومون بحرق حقولنا واكواخنا، انهم لا يكفون عن ابتكار ضرائب جديده كل عام، وعلينا كشعب مطيع محب للملكه ان نسدد تلك الضرائب في سبيل رفعة الوطن.
شرد مهتان وبدأ انه لا يرغب بإطلاق الذكريات التى هاجمته، عندما رزقت بانتوليتا كنت اسعد مخلوق على الارض، ياه لو رأيتها وهي طفله، عيونها الزرقاء، وجهها الابيض وضحكتها، كان لدينا قطيع من المواشي وكانت حياتنا تسير بطريقه رائعه، عندما ماتت سوانا كنت انا وانتوليتا بالحقل، كان الجند قد حضرو لجمع الضرائب ولم اكن هنا يا آدم، كنت بعيد، عندما سمعت صراخها صرخت بأقصى سرعه كان الكوخ يحترق بعد أن اقتاد الحراس ماشيتنا وكانت سوانا معلقه بتلك الشجره هناك مشنوقه، أنزلت جسدها كنت اسارع الوقت حتى لا ترى انتوليتا ما حل بوالدتها وحتى الآن كل ما تعرفه انتوليتا ان والدتها ماتت من المرض، لكن الحزن قتلني عليها، مررت بأوقات صعبه، أنا اعيش بذنب فقدانها يا آدم فقد كانت الشيء الوحيد بتلك الحياه الذي يستحق أن تعيش من أجله، سرحت الدموع على وجه مهتان وطرقت انتوليتا باب كوخى، قلت ادخلي، كانت تحمل ثلاثة اكواب من الشاي وجلست بجوارنا دون أن تتحدث، رحنا نرتشف الشاي الساخن حول النار التى اوقدتها بينما مهتان يقص على بعض ذكرياته مع انتوليتا، كانت جلسه دافئه من تلك التى تتمني عدم انتهائها وكانت انتوليتا منشرحه تضحك احيان.
نام مهتان بمكانه بعد أن شعر جسده بالدفيء، قلت يا حلوه ستنامين بمفردك الليله!
قالت ادم، اياك ان تدعوني بحلوه مره أخرى ان أحذرك!
كانت مندفعه ومتمرده واعجبني ذلك، قلت هي اذهبي للنوم لدنيا الكثير من العمل بالغد.
قالت ليس قبل أن تخبرنى ماذا تعني كلمة قناة طبخ، من اين أتيت بتلك الكلمه؟.
قلت لا أتذكر يا انتويتا، أنه شيء يشبه جهاز ييث صور وفديو لست متأكد.
صور؟ فديو؟ بدت انتوليتا مندهشه كأني قتلت والدها.
قلت تصوري انا وانت جالسين هنا بتلك الهيئه ويمكننا ان نشاهد تلك الجلسه نفسها بكل كلامها بوقت اخر هكذا كان يبدو على ما اعتقد.
لم تفهم انتوليتا اي شيء ولم تسعفني افكاري لاوضح لها، كل ما اعرفه ان انتوليتا عندما ذهبت للنوم كان عقلها يغلي كقدر حساء.
بالصباح عندما ذهبنا للحفل تورمت يدي بعد خمسة عشر دقيقه من العزاقه، تناولت انتوليتا الفأس، قالت ادم احكي لي وانا سأقوم بالعزاقه، كان اتفاق جيد ورحت احكي لانتوليتا بعض القصص من ذاكرتي، سندريلا، الجميله والوحش وعندما كنت أرغب بارعابها كنت احكي عن الساحره الشريره، كنت لا أعلم من اين تأتيني تلك القصص ولم تهتم انتوليتا.
كان الحصاد وفير وحان وقت بيع المحصول، قال مهتان ادم ستذهب مع انتوليتا للعاصمه، ان صحتي لن تسعفني لتلك الرحله،
ايقظتني انتوليتا قبل الفجر وكانت العربه التى يجرها حمارين جاهزه، توليت انا وظيفة الحوذي وجلست انتوليتا المشاغبه داخل العربه.
كانت الرحله الي العاصمه تستغرق سبعة ايام كامله، كنا خلالها نسير بالنهار وننام عندما يحل الليل، أنا وانتوليتا أسفل شجره على جانب الطريق الخالي.
اخر يوم كانت المنازل المبنيه من الطوب قد بدأت تظهر، ثم سرعان ما راحت المباني الضخمه تحتل الاراضى، وصلنا بعد المغرب كانت البوابه الرئيسيه مغلقه وكان علينا ان ننتظر حتى الصباح ، قالت انتوليتا هناك نزل رخيص يمكننا أن نمكث خلاله تلك الليله، استأجرنا غرفه واحده من أجل انتوليتا توفير للنفقات وقلت سأتسكع انا بالحانه.
داخل ألحانه رحت اشرب الجعه المحليه حتى دخت وكان الناس يتهامسون بمشاكل القياده السياسيه والضرائب التى قسمت ظهورهم، قبل أن يسود الصمت مره واحده عندما اقترب الحراس واحاطو بالحانه والنزل.
قال شخص هناك امر خطير قد حدث، الحارس خارج أسوار العاصمه بعد غروب الشمس.
صرخ الحراس، اي شخص هنا لديه تميمه يتقدم لهنا، ظللت بمكاني ولم يتقدم اي شخص آخر.
طلب منا الحراس ان نصطف وقامو بسرعه بمعاينة اعناقنا ولما لم بجدو شيء تركونا ورحلو.
كانت انتوليتا قد إستيقظت تسأل عن ما حدث، قلت لها يبحثون عن شخص يحمل تميمه!؟
قالت انتوليتا انت تحمل تميمه.
قلت تميمه، ماذا تعني؟
قالت عندما كنت اغسل ملابسك وجدت هذه التميمه واخرجتها من جيبها، كانت أول مره أرى التميمه، قلت لا أعلم من اين اتت، وضعتها في جيبي، قالت انتوليتا، ادم سانام بغرفتى تلك الليله، لن تذهب ألحانه مره أخرى.
قضينا ليلتنا بالكلام حتى سرقنا النوم واستيقظنا على طرقات فتى النزل، دفعت حساب الليله، أخرجنا العربه ووقفنا أمام البوابه ننتظر دورنا بالدخول.