رواية قدر لنا اللقاء الفصل الرابع 4 بقلم ريهام ابو المجد
#البارت_الرابع
#رواية_قُدِرَ_لنا_اللقاء
#الكاتبة_ريهام_أبوالمجد
شروق بصدمة: أية؟؟؟؟!
غسان قرب منها وقال: أنا غسان ابن عمك وأخوكي في الرضاعة يا شروق، أنتي بجد نسياني؟
شروق قربت منه وحققت في ملامحه وقت مش قليل وبعد ما اتأكدت عيونها دمعت وقالت: غساني.
غسان ضحك وقال بفرحة: مدام قولتي غساني يبقى أفتكرتيني.
وبعدين قرب منها وحضنها جامد وقال: وأنتي صغيرة كنتي دايمًا تقوليلي غساني من كتر حبك فيا.
شروق فجأة بعدت عنه وقالت بغضب: أنت عايز أيه دلوقتي؟
غسان استغرب من رد فعلها وقال بحزن: شروق فيكي أي،؟ وليه بتتعاملي معايا كدا؟
شروق بحدة: لو سمحت ممكن تخلص الإجراءات عشان هيام ترجع معايا؟
غسان قرب منها ومسك إيدها وهي بتحاول تشد إيدها منه بس هو كان ضاغط عليها، وقال بحنية: مالك يا حبيبتي، أنتي زعلانة مني؟
هيام بحدة: أنتي بجد بتسألها؟ لا بجد يا بجاحتكم.
غسان اتعصب وقال: متدخليش بينا لو سمحتي.
شروق أدايقت أنه اتكلم كدا مع هيام فقالت: غسان إلزم حدودك ومتتكلمشي كدا مع هيام.
غسان بعصبية: مش شايفة بتتكلم إزاي؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
شروق بعصبية: هي الوحيدة اللي ليها حق تتكلم بالطريقة اللي هي عايزاها، هي الوحيدة اللي ليها حق فيا وبس، أنتم ولا حاجة بالنسبالي إنما هي كل حاجة.
غسان بصدمة: شروق أنتي.....
شروق بزعيق: مش عايزة اسمع حاجة، زعلان اووي عشان بتتكلم معاك كدا، أمال أنا أعمل أيه؟ أنتم رمتوني في ملجأ ومحدش فكر يسأل عليا، ولا حتى يطمن عليا ولو بمجرد سؤال، وجاي دلوقتي تقولي أنا أخوكي، كنت فين أنت لما أختك كانت مرمية في ملجأ زي اليتيمة رغم أنها ليها عيلة وأهل؟ كنت فين لما كنت بنام كل يوم ودمعتي على خدي، كنت فين لما كنت بدور على الحنان والدفء ومش لاقية؟ كنت فين لما خرجت وطلعت للعالم الخارجي واتبهدلت وانهزمت من العالم كله، كنت فين لما كنت بلف على كعوب رجلي عشان ألاقي شغل أصرف بيه على نفسي؟
وبعدين كملت بدموع وبتقول: تعرف مين اللي كان معايا في كل دا؟ ومين اللي عوضني عنكم وعن حضنكم كانت هيام، هي الوحيدة اللي كانت جنبي في كل حالاتي، هي اللي وقت ما أكون بردانه بتدفيني بحضنها، هي الوحيدة اللي ليها فيا أكتر ما أنا ليا في نفسي.
هيام ضمتها لحضنها وقالت بحنية: خلاص يا حبيبتي اهدي.
شروق طلعت من حضنها وبصتله وقالت: قوليله يا هيام مين اللي قام بدور الأخوة مكانه، تعرف مين يا حضرة الظابط، اللي قام بدورك كأخ كان حازم، هو اللي كان بيخاف علينا وبيحامي علينا، هو اللي بيتحمل أعبائنا ومشاكلنا بصدر رحب، هو اللي بنجري عليه لما نعمل مصيبة عارف ليه؟ عشان عارفين أنه ضهرنا وهيسندنا ويحمينا من نفسنا.
غسان كان حزين اووي من كل كلمة شروق بتقولها، قلبه وجعه اووي أن أخته عانت كل دا، ودا كله بسبب عمه الأناني الجشع، اللي رماها في ملجأ واتخلى عنها من غير ما يقولهم.
ـــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
شروق ببعض القوة: أنا في الوقت اللي كنت محتاجة اللي يهتم بيا ويتكفل بيا كنت أنا اللي بعمل كدا، أنا بقيت مسؤولة عن أختنا الصغيرة وأخدت أنا دور الأم والأب ليها وبتكفل بيها، عارف يعني أيه أكون بنت لسه عندها ٢٢ سنة وشايلة هم الدنيا كلها فوق راسها في الوقت اللي المفروض تعيش فيه سنها، بنت كل حياتها شغلها، ومن شغلانة لشغلانة، وبشتغل في اليوم أكتر من شغلانة وبرجع هلكانة، كل دا عشان أقدر أعيش ومتزلش لمخلوق، ودا كله ليه عشان أب وأم أنانين كل واحد اختار يعيش حياته وقرروا أنهم يتخلصوا من ثمرة جوازهم اللي هتكون عائق ليهم، طب أيه كان ذنبي أنا؟
شروق كملت بقهر وقالت: كنت خلاص اتأقلمت وحاولت انسى مع أن الوجع والكسرة مبتتنسيش أبدًا بس حاولت، لكن هم بردك قرروا يكسروني للمرة اللي مش فاكرة عددها من كترها، رجعت تاني ومش بس لوحدها مع بنتها اللي عوضتني بيها، بنتها اللي عطتها كل الحنان والحب اللي كنت بتمنى ربعهم بس، أنا موجوعة ومحدش حاسس بيا.
وبعدين بصتله وقالت بصوت ضعيف: عارف مش بيحسوا ليه؟ عشان مفيش حد بيقتنع أنك بتتألم إلا لو شافوك بتموت قدام عيونهم، ومدام أنا لسه مموتش يبقى مش بتألم من وجهة نظرهم.
خلصت كلام بس خلصت معاه كل طاقتها، حست بأن رجليها مش شيلاها، اختفت كل القوة اللي كانت بتدعيها، هيام حست بيها وقعدتها على الكرسي.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
حل الصمت عليهم لدقائق معدودة، مكنشي في حاجة مسموعة غير صوت أنفاسهم، غسان قرب منها وركع على رجله قدامها ومسك إيدها وقال: شروق أنا أسف على كل وجع مريتي بيه، وكل دمعة نزلت من عيونك بسببنا بس صدقيني محدش فينا كان يعرف حاجة عن اللي حصل، عمي لما حطك في الملجأ مقالشي حاجة وقال أنه انفصل هو ووالدتك وهي هتاخدك معاها ألمانيا تعيشي معاها هناك لأن معاها الحضانة، وقتها كلنا اعترضنا وقولنا أنك لازم تتربى معانا وفي حضننا بس هو قال أنك بنته وهو حر يخليكي في المكان اللي هو عايزه، وحاولنا كتير نتواصل مع والدتك بس معرفناش وفضلت السنين دي كلها مش ناسينك والله، ودايمًا ماما تدعي على والدتك اللي أخدتك من حضنها، متنسيش أن ماما تبقى والدتك أنتي كمان بالرضاعة وأنك بنتها، وعمي وقتها اتجوز وخلف ولد اسمه تامر وربنا أراد بعد ما تم سنه ١٤ سنة أنه يموت، وقتها عمي اتجنن عليه وحزن جدًا، لكن القدر كان ليه رأي تاني وفي يوم عمي عمل حادثة واتكتب عليه أنه يتحرم من الخلفة عمره كله، ووقتها مراته طلبت الطلاق وسابته ومشيت، وفضل طول الوقت يقول أنا السبب، دا عقابي من ربنا على اللي عملته في بنتي، ساعتها بدأنا نسأله يقصد أيه؟
*باك*
منذ سنتين مضوا
سامح: ايوا ربنا بينتقم مني عشان اللي عملته في بنتي الضعيفة.
أخوه راشد: أنت بتقول أيه يا سامح؟
سامح: بقول إن ربنا أخد مني ابني ومات بين إيديا، وعملت حادثة وربنا أراد أني مخلفشي تاني العمر كله، ومراتي اتخلت عني كل دا ذنب بنتي شروق.
غسان بعصبية: يا عمي فهمنا وبعدين أي دخل شروق أختي في الموضوع؟
سامح بعياط: عشان أنا رميتها في الملجأ ومسمعتش صراخها ولا توسلاتها ليا إني متخلاش عنها.
كلامه نزل عليهم كالصاعقة، مش قادرين يتكلموا.
ـــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــــ
راشد: أنت بتقول أيه؟ مش أنت قولتنا أن شروق والدتها أخدتها معاها ألمانيا، ولما كنا بنسألك عنها كنت بتقول أنها اختارت تعيش مع والدتها ومش عايزة تنزل مصر تاني؟
سامح بعياط: كدبت عليكم، أنا ومروة من ١٤ سنة قررنا نرمي بينتنا الوحيدة في ملجأ وسط الأطفال الأيتام عشان نخلص منها وكل واحد يشوف حياته ويتجوز، ومروة اتجوزت واحد من عيلة المصري اسمه شريف وأنا اتجوزت.
راشد بصدمة وذهول: أنت أكيد مجنون، مستحيل أب يعمل كدا في بنته، وإزاي أمها جالها قلب تعمل كدا؟
غسان: أنت مستحيل تكون إنسان، ليه تعمل كدا في شروق؟ حرام عليكم تبعدوها عني وترموها كدا كأنها ملهاش أهل.
سامح: مش قادر اسامح نفسي.
راشد أخوه ضربه بالقلم وقال: أخرس مش عايز اسمع صوتك، أنت لا يمكن تكون أخويا من أبويا وأمي، جبت القسوة دي كلها منين؟ أنا متبري منك ليوم الدين مش عايز أشوف وشك تاني، وانسى إن ليك أخ وعيلة.
سمية (مرات راشد) بدموع: طب ليه مخلتوهاش في حضني، والله كنت هربيها وهاخد بالي منها دي بنتي، حرام عليكم ربنا ينتقم منك ومن مروة، دي لا يمكن تكون أم ابدًا.
وبعدين فضلت تعيط وتقول: يا حبيبتي يا بنتي يتموكي وأنتي ليكي أهل، أخدوكي من حضني ووجعوا قلبي عليكي، طول السنين دي وأنا زعلانة منها عشان نسيتني ومسألتش عني، وأتاريها يا قلب أمها عايزة اللي يسأل عليها، منكم لله.
غسان بغضب: قولي بسرعة اسم الملجأ دا نروح نشوفها.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــــــ
سامح قالهم العنوان وغسان ووالده قرروا يروحوا يشوفوها، بس قبل ما يخرج راشد قال لسامح: مش عايز أرجع الاقيك هنا أنت فاهم، وبنتك دي زي ما نسيتها زمان ورميتها اوعى تفكر أنك تقرب منها تاني، وخليك ناسيها كدا على طول، هي ليها أب تاني وأم وأخ.
سامح: لا خليني أشوفها نفسي تسامحني.
راشد: تعرف أنك لسه أناني، عايزها بس عشان تسامحك، أنت أصلًا مكنتش هتفتكرها لو اللي حصلك دا مكنشي حصل، وكنت هتفضل معيشنا في الوهم دا العمر كله، محدش هنا هيسامحك يا سامح؛ عشان أنت للأسف متستاهلشي.
*فلاش باك*
غسان: وقتها روحنا الملجأ بس للأسف كنت أنتي وقتها خرجتي، فضلنا ندور عليكي عشان نعرف طريقك بس موصلناش لحاجة، حاولت استخدم منصبي وأدور عليكي بس مقدرتش أوصل لحاجة وكأنك كنتي واخدة حذرك من تصرفاتك، خلال السنتين دول فضلت أتردد كل شوية على الملجأ واسأل المديرة بس مكنتشي بتعطيني معلومات، وحاولت أضغط عليها بحكم منصبي بس هي فعلًا مكنتشي تعرف طريقك ولا مكان سكنك، ومتعرفشي عنك حاجة.
وبعدين كمل وهو بيرفع وشها عشان تبصله وقال: النهاردة كان جالي معلومات عن شقة احتمال تكوني أنتي اللي عايشة فيها وكنت فعلًا هروح بس القدر كان ليه رأي تاني، وخلاني اتقابل مع الأنسة هيام وقت حصل اللي حصل ودا كله سبحان الله عشان تجيلي أنتي لحد عندي، متعرفيش أنا فرحان قد أيه بجد، مش مصدق أنك رجعتي لحضننا من تاني يا شروق.
قبل ما شروق تتكلم كان حازم وصل ودخل وهو بيجري وأول ما شاف شروق وهي قاعدة وبتعيط وهيام واقفة كمان بتعيط، وأخد باله من اللي ماسك إيد شروق، جري عليه وبعده عنها وقال بعصبية: أنت إزاي تمسك إيدها كدا ابعد؟
ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
شروق قامت وقفت وهو قرب منها ومسح دموعها وقال بحنية: مالك يا شروق بتعيطي ليه يا حبيبتي؟
وبص لهيام هي كمان وقال: وأنتي كمان بتعيطي ليه، حد قرب منكم؟
ومسكهم هم الإتنين وقربهم منه وقال لغسان بغضب: ممكن أفهم في أيه؟ وليه أخواتي بيعيطوا كدا؟
غسان لما شافه قريب من شروق كدا اتعصب وبعده عنها وقال: أنت اللي إزاي ماسكها وقريب منها كدا أنت اتجننت؟
حازم اتعصب وقال: وأنت مالك؟ وبعدين ممكن افهم هم هنا بيعملوا أيه؟
شروق لحقتهم قبل ما يمسكوا في بعض وقالت لغسان: دا حازم أخونا وكل حاجة في حياتنا.
حازم ابتسم وبعدين قال: مين دا يا شروق؟
شروق بحزن: دا يبقى غسان ابن عمي.
حازم اتصدم وقال: إزاي؟. وبعدين بصلها وقال: طب أنتي كويسة؟
غسان بغيظ: أكيد كويسة، بتقولك ابن عمي يعني مش هاكلها.
حازم بعصبية: ما دي المشكلة أنك ابن عمها، يعني أكيد شبه أبوها.
غسان حاول يهدي نفسه عشان ميتعصبشي عليه وشروق تخاف منه، لأنه واضح اووي أن حازم غالي عليها زي ما بتقول.
غسان بهدوء: بص يا حازم، أنا عايز أشكرك في الأول أنك كل السنين دي واقف جنب شروق زي ما بتقول، وأنك بتساعدهم وكنت ونعم الأخ ليهم، ثانيًا عايزك تعرف إني مش شبه عمي ابدًا، وإن شروق أغلى حاجة عندي وعمري ما أأذيها دا أنا مصدقت إني الاقيها.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــــ
حازم: وأنا مش مستني منك شكر، وأنا معملتش حاجة تستدعي الشكر وبعدين أنت متعرفشي حاجة عن علاقتنا ببعض، وبعدين حضرتك عايز أيه دلوقتي؟ وليه ظهرت في الوقت دا؟ أنت متفق مع والدتها ولا أيه؟
غسان بعصبية: بقولك أيه أنت تهدى كدا وتسكت خالص بدل وأقسم بالله أبيتك في الحجز النهاردة، أنا خلقي ديق، وبعدين أبعد كدا عايز أتكلم مع شروق.
حازم وقف قدامه وقال بتحدي: على أساس إني خوفت بقى وكدا، وبعدين مش هتقرب منها تاني.
غسان مسكه من هدومه ولسه هيضربه شروق اتدخلت وقالت: غسان لو سمحت نزل إيدك عن حازم حالًا.
غسان سمع كلامها ونزل إيده وهي قربت من حازم وقالت: حازم معلشي خليه يتكلم مش هنخسر حاجة.
حازم بضيق: مدام دا هيريحك يا شروق خلاص حاضر.
شروق: متقلقشي يا حازم أنا كويسة.
شروق بصت لغسان وقالت: كمل كلامك يا غسان اتفضل.
غسان حط إيده على أكتافها وقال: عايزك تسامحينا يا شروق والله ما كنا نعرف يا حبيبتي، ارجعي معايا وعيشي وسط أهلك، وفي حضن أمك سمية دي هتموت عليكي، وكل يوم بتنام ودموعها على خدها، ومش بتبطل تدعيلك.
حازم مدايق وعمال ينفخ، هو حاسس بالغيرة منه مش عايز حد ياخدها منه ولا يبوظ علاقتها وتعلقها بيه، بس مضطر يستحمل عشان خاطرها، هو نفسه تعيش وسط أهلها بس في نفس الوقت هو عايزها ليه هو ويفضلوا عايشين عيلة مع بعض، ومحدش يقرب منهم غيره.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــــ
شروق: غسان أنا مسمحاك لأنكم زي ما حكيتلي متعرفوش حاجة وفعلًا ملكوش ذنب، أنا لو كنت مش مسامحة حد فهيكون مدام مروة وسامح بيه، مش مسامحاهم ولا هسامحهم، لكن أنتم ملكوش ذنب عشان كدا ارتاح يا غسان.
غسان بفرح: بجد يا شروق، يعني أخيرًا هترجعي تعيشي وسطنا تاني؟
حازم بصدمة: شروق أنتي بجد هتسيبينا؟
شروق ابتسمت وقالت: بس أنا مقولتش كدا يا حازم.
غسان بعدم فهم: مش فاهم.
شروق: بص يا غسان أنا قولت إني مش زعلانة منكم ودي حقيقة، لكن إني أرجع أعيش معاكم دا مستحيل، أنا مقدرشي أسيب أخواتي ابدًا، أنا حياتي كلها معاهم، عيشنا الحلو والمر سوا، واجهنا العالم واحنا إيدنا في إيد بعض، احنا اللي بينا مش دم عارفة بس اللي بينا اقوي من الدم، اللي بينا مفيش حاجة تقدر تكسره ابدًا، مينفعشي اتخلى عنهم لأنهم عمرهم ما اتخلوا عني، هم أهلي وناسي يا غسان، أنتم أهلي الحقيقين اللي بالدم، لكن هم أهلي الروحانينين، هم كل دنيتي، هنعيش سوا ونموت سوا واحنا إيدنا في إيد بعض.
حازم كان فرحان اووي بكلامها، وهيام عيطت من كلامها ومسكت إيدها وضغطت عليها.
غسان بحزن: يعني مش هترجعي خالص، طب حتى مش عايزة تشوفي ماما سمية؟
شروق ابتسمت وقالت: أكيد هقابلها بس مش دلوقتي أنا لسه مش مستعدة يا غسان، اديني وقت استوعب حتى اللي حصل.
غسان ابتسم وحضنها وقال: خلاص يا حبيبتي خدي وقتك مش هضغط عليكي.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــــ
حازم اتعصب وقرب وأخدها من حضنه وقال: في أيه يا عم أنت، أي نازل أحضان ومسك إيد عادي كدا، ما تلم نفسك يا عم.
شروق ضحكت وفهمت أن حازم غيران فقالت: متزعلشي يا حازم، أنت عارف إني مش بقبل أن حد يحضني كدا.
حازم بغضب: أمال دا أيه يا هانم؟
غسان: اتكلم معاها حلو.
حازم: أنا اتكلم معاها زي ما أنا عايز، متتدخلشي أنت.
شروق ضحكت وقالت: خلاص اهدوا في أيه؟ دا يبقى أخويا في الرضاعة يا حازم يعني مسموحله بالأحضان والبوس.
هيام فضلت تضحك وعارفة أن شروق بتغلس على حازم زي ما بيعمل معاها دايمًا، وشروق غمزتلها.
حازم بغيره: بردك حتى لو أخوكي لمي نفسك شوية.
غسان: بتقولك أخوها يعني براحتي، ولعلمك بقى لو لقيتك قريب منها هزعلك لأني ليا حق في دا.
حازم بغضب: وأنا مش هسمحلك تيجي تاخدها مني، أنا اللي أخوها وأحق بيها أنت فاهم.
غسان فهم أنه غيران وشروق حبت تلم الموضوع وقالت: يلا يا حازم عشان نمشي.
حازم: ايوا يلا.
ومسك إيدها وإيد هيام عشان يمشي، بس غسان وقفهم وقال: استني يا شروق هوصلكم بالعربية، وبالمرة أعرف أنتي عايشة فين.
شروق: مش عايزين نتعبك يا غسان.
غسان شال إيدها من حازم ومسكها هو وقال: تعبك راحة يا حبيبتي.
حازم بضيق: اللهم طولك يا روح.
شروق وهيام ضحكوا وشروق سابت إيد غسان عشان حازم ميزعلشي.
ـــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
غسان جي يفتحلها الباب عشان تقعد جنبه راح حازم شدها لورا وركب هو وقال: اركبي ورا جنب هوما.
شروق ضحكت هي وهيام على حركات حازم، وغسان اتعصب وقال: وهو أنا الخدام بتاعك عشان افتحلك الباب، أنا بفتحه لشروق عشان تقعد جنبي، بتقعد أنت ليه بقى؟
حازم ببرود: مزاجي، وبعدين معندناش بنات تقعد قدام جنب رجالة.
غسان: أبو غلستك.
وشروق وهيام هيموتوا من الضحك ومش قادرين، وفعلًا وصلوا العمارة ونزلوا وطلعوا الشقة ولارين فتحت الباب وكان حازم اللي قدمها فحضنته وقالت بخوف: عملت أية يا أبية من ساعة ما قولتلي وأنا قلقانة، وفين شروق وهيام؟
حازم بحنية: متقلقيش يا حبيبتي احنا كويسين.
شروق من وراهم: أنا هنا أهو يا لولو.
لارين جريت عليها وحضنتها وقالت: شروق حبيبتي أنتي كويسة؟
شروق: ايوا يا حبيبتي متقلقيش.
وبعدين لارين حضنت هيام وقالت: هوما أية اللي حصل يا قلبي، طمنينى عليكي؟
حازم: مش على الباب يا لولو، وبعدين معانا ضيف.
لارين أخدت بالها من غسان واتحرجت ودخلت وهم دخلوا وقعدوا سوا، وشروق قامت تعمل مشروب ليهم كلهم، وقعدوا يتعرفوا على بعض في جو لطيف.
غسان: أنا أسف يا أنسة هيام لو أسلوبي معاكي دايقك.
هيام بإحراج: لا عادي ولا يهمك، بس يا ريت تتعامل بأسلوب لطيف شوية مع البنات.
حازم ضحك وقال: أسلوب لطيف أية يا هوما اللي بتتكلمي عنه دا ظابط يعني غلاسة الدنيا كلها فيه.
غسان اتعصب ولسه هيرد، شروق سبقته وقالت: بس يا حازم، وبعدين دا طبيعي يكون أسلوبهم حد دول بيتعاملوا مع مجرمين ومسجلين خطر.
غسان ابتسم وقال: ايوا كدا اختي حبيبتي اللي نصراني.
ـــــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــ
شروق ضحكت والكل إلا حازم اللي خاين عليه يقوم يخنقه، وفجأة شروق قامت اتنفضت وقالت: نهار ابيض أنا إزاي نسيت!
الكل اتخض وحازم قال: مالك يا شروق؟
شروق بخوف: أنا نسيت الأستاذ شريف خالص.
هيام: أنا آسفة خالص يا حبيبتي أنا السبب.
غسان بحدة: مين شريف دا يا شروق؟
شروق: دا المدير بتاعي و النهاردة كان أول يوم ليا في الشغل، خلاص راح عليا دا أخوه هيرفدني أكيد.
غسان: ولا يهمك أجيبلك أحلى شغل.
شروق: لا أنا حابة المجال دا، ومصدقت وصلتله.
غسان بإستفهام: وأيه هو؟
حازم بضيق: هتشتغل في شركة المصري للفاشون.
غسان: دا أكبر شركة للفاشون، بس لحظة يا شروق، دي نفس العيلة اللي والدتك اتجوزت منها، وكان اسمه شريف على ما أتذكر.
شروق بحزن: ايوا فعلًا دا اللي عرفته.
غسان: يعني أستاذ شريف دا زوج والدتك؟
شروق: لا دا ابن أيمن المصري، أما شريف زوج مدام مروة اتوفي من زمان، واللي هو يبقى والد سارة اللي تعتبر أختي.
غسان زعل اووي عشان شروق وأنها مش قادرة تقول ماما حتى وبتقول عليها مدام مروة بس قال: طب أية اللي يخليكي تروحي ليهم برجلك؟ وبعدين ما كدا هتعرفك.
شروق: لا محدش هيعرفني، وأصلًا محدش يعرف اسمي غير أستاذ شريف، واتفق معايا أنه مش هيعرف حد، وإني اسمي جميلة، فياريت لو شوفت حد منهم متنساش تقولي يا جميلة.
غسان: لا أنا محتاج افهم كويس.
شروق تمام هفهمك بس بسرعة عشان ألحق أوصل الشركة، وفعلًا حكتله وهو صمم يوصلها طبعًا تحت غيظ ومعارضة حازم.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــــ
وصلوا قدام الشركة وكان في الوقت دا محمود واقف وبيبص من إزاز الشركة وشافهم.
نزل غسان من العربية وراح يفتح الباب لشروق عشان تنزل.
شروق بضحك: يا سيدي يا سيدي على الجنتلة.
غسان بضحك: لا احنا نعجبك اووي يا قلب أخوكي.
شروق: متزعلشي مني يا غسان على تعاملي معاك أنا لسه بأقلم نفسي والله وبحاول على قد ما أقدر أتجاوب معاك.
غسان باس راسها وقال: براحتك يا حبيبتي أهم حاجة تكوني دايمًا قدام عيني، وخلي بالك من نفسك، ولو احتاجتيني في أي وقت أوعي تترددي تكلميني دا أنا أخوكي.
شروق بإبتسامة: أكيد حاضر.
غسان حضنها جامد وهي بدلته الحضن، وفي الوقت دا محمود لما شافها في حضنه كدا اتعصب اووي وحس بغيرة ونار في قلبه ومش عارف ليه؟ مش عارف ليه حاسس بالإحساس دا مع أنه ميعرفهاش؟ وضغط على إيده جامد.
طلعت شروق وهي خايفة من ردت فعل شريف وأخوه، ومحمود طلب من السكرتيرة بتاعته أنها تبلغ شريف أنه يجيب البنت الجديدة اللي جايبها ويجي على المكتب بتاعه.
وفعلًا لما وصلت شروق راحت لمكتب شريف، واستأذنت ودخلت بعد ما سمح لها بالدخول.
شروق بإحراج وهي باصة في الأرض: أنا بعتذر لحضرتك عشان اللي حصل بس كان غصب عني.
شريف ابتسم وقرب منها وقال: ولا يهمك بس طمنيني أيه اللي حصل؟
شروق حكتله بس مش كل حاجة، قالتله بس أن هيام كانت في القسم وهي خرجتها وكدا.
السكرتيرة اتصلت بيه وقالتله أن محمود بيه طلبه وهو أخدها وراح عنده، وهي كانت خايفة من رد فعله.
شروق دخلت وحاطه وشها في الأرض، وشريف قال: أنت طلبتنا؟
محمود بحدة: ايوا يا أستاذ، ممكن تفهمني أي المهزلة اللي بتحصل دي؟
شريف: في أيه بس يا محمود؟
شروق أول ما سمعت الأسم قلبها دق جامد، وحست بحاجة غريبة اووي، فرفعت راسها وبصت لمحمود ودققت نظرها فيه لأول مرة، لأن المرتين اللي اتقابلوا فيها مكنتش دققت في ملامحه، وبدأت تركز معاه وهو بيتكلم.
ــــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــ
محمود بعصبية: فيه أن حضرتك جايب معاك بنت تشتغل والأنسة محترمتشي المكان اللي هي فيه، وسابتنا واحنا بنتكلم ومشيت ولا كأننا مدراء ليها.
محمود وهو متعصب أنفه بيحمر وبيكون قابض على كف إيده اووي، شروق كانت مصدومة وتأكدت إن دا محمود فعلًا، فقالت بصدمة وصوت هامس: محمود!!!
محدش سامعها ولا حاسس بالحرب اللي جواها دلوقتي، نفسها تترمي في حضنه وتقوله قد أيه هو وحشها، بس في نفس الوقت عقلها بيمنعها وبيقولها دا سابك زمان ومسألشي عليكي، كسر وعده ليكي واتخلى عنك زي ما زمان أهلك اتخلوا عنك، فضلت في الصراع وعيونها مليانة دموع بس بتحاول تبان قوية ومتبينشي ضعفها قدامه، وفاقت على صوته الحاد وهو بيقول: تقدري حضرتك تفهميني أيه اللي حصل الصبح؟
شروق كانت بتبصله بإشتياق، بس ممزوج بالغضب منه، فقالت بحدة: أولًا حضرتك أنا بشتغل مع أستاذ شريف وتحت إيده، فهو الوحيد اللي ليه الحق يسألني، ثانيًا أنا لسه مبدأتش شغل أصلًا عشان تتكلم معايا بالطريقة دي وأنا مسمحشي لمخلوق مهما كان يكلمني بالطريقة دي ويقلل مني، وثالثًا بقى إني لسه مبدأتش شغل لأن الأستاذ شريف عطاني حرية ختيار القوت اللي ابدأ فيه وأنا كنت جاية النهاردة عشان أخد فكرة عن الشغل واللي هواجهه هنا عشان أكون عارفة أنا هعمل أيه وأكون مستعدة، صح يا أستاذ شريف؟
شريف بخوف من رد فعل محمود: ايوا صح.
محمود مستغرب أول مرة واحدة تقف قدامه كدا وتتكلم بالقوة دي قدامه، وأول مرة حد يتجرأ عليه كدا، وهو نفسه كان مستغرب أنه فرحان من رد فعلها وقوتها دي ومش عارف دا ليه مع أنه المفروض يكون مدايق جدًا.
محمود قرب منها وقال: أنتي بتتكلمي معايا إزاي كدا؟
شروق بنفس طريقته: زي ما حضرتك بتتكلم، اللي عطاك الحق تتكلم معايا كدا، عطاني الحق بردك.
محمود فضل يبصلها بغضب بس غصب عنه سرح في عيونها اللي بتفكره بشروقه اللي مش قادر يوصلها ولا يعرف طريقها، وهي كانت بتبص في عيونه اللي شبه القهوة اللي وحشتها اووي، بس زعلانة اووي منه عشان الوقت دا كله مسألشي عليها، كانت عايزة تزعقله وتطلع كل غضبها فيه وفي الأخر تحضنه وتقوله قد أيه هو وحشه، بس كبريائها وكرامتها منعوها.
ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــ
شريف قرب منهم ووقف بينهم وقال: خلاص يا محمود، سيبلي الأنسة جميلة هي هتشتغل تحت إيدي وأنا هتصرف معاها.
شريف: يلا يا جميلة تعالي ورايا.
محمود بحدة: شريف.
شريف لف وقال: نعم يا محمود.
محمود بإبتسامة خبيثة: من بكرا الأنسة جميلة تكون في الفريق بتاعي وتشتغل تحت إيدي أنا، وقراري مفيهوش نقاش.
شريف: بس يا محمود....
شروق ابتسمت وقالت: خلاص يا أستاذ شريف أنا موافقة، أصل الأستاذ محمود مبيقررشي كلامه مرتين.
محمود استغرب جدًا أنها عارفة طبعه وأنها قالت الكلام اللي بيقوله، ورفع حاجبه بإستغراب وكمان شريف استغرب وبصلها، فهي قالت بإبتسامة عشان تستفزه: بما أنه هشتغل في فريق حضرتك من بكرا يبقى استأذن أنا بقى وأجي بكرا.
ومشيت من غير ما تستنى منهم رد أو اعتراض، ومحمود اتعصب جدًا منها، بس عجبه اووي التحدي بتاعها دا، وابتسم بخبث واتوعدلها.
شريف: أنا شايف إني امشي دلوقتي قبل ما تتعصب عليا.
شريف خرج ودخل واحد من البودي جارد بتوع محمود، ومحمود قاله بلهفة: طمني عرفت طريقها؟
الحارس: للأسف مقدرناش نوصل لأي معلومات عن الأنسة شروق.
محمود بغضب: يعني أيه مقدرتوش، أنا مكلفكم بالمهمة دي بقالي أكتر من سنة أنتم بتهزروا.
الحارس بخوف: والله يا محمود باشا احنا دايمًا بنروح الدار وبنسأل بس مش بيرضوا يعطونا أي معلومات ولما عرضنا عليهم فلوس عملوننا محضر وحضرتك عارف، وكمان شكل كدا الأنسة شروق مش بتستخدم هويتها الحقيقة وكمان مش بتستخدم البطاقة بتاعتها كتير، وكمان ملهاش أي حساب في البنك باسمها، وكمان احنا مش معانا صور ليها نقدر نتعرف عليها حتى، والصورة اللي مع حضرتك كانت صغيرة اووي فمستحيل نعرفها بيها.
محمود بغضب: يعني أيه مش هلاقيها، أيه أختفت.
الحارس بخوف: والله يا محمود باشا هنحاول تاني وإن شاء الله نعرف مكانها.
محمود بعصبية: لازم تعرف بأي طريقة، وأنا هروح بنفسي الدار أشوفها.
وكمل بغضب: وأنت لو وصلت لأي معلومة تبلغني فورًا حتى لو صغيرة.
الحارس: أوامر حضرتك يا محمود باشا.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
خرج الحارس ومحمود قعد مكانه بحزن شديد، نفسه يشوفها، هو عارف أنه غلطان وقت ما قرر أنه يمشي مع أيمن المصري وسابها لوحدها، بس هو فكر فيها قبل نفسه كان عايز يبني نفسه عشان لما يرجع يكون وقتها يستحقها، ويخليها تعيش حياة سعيدة ومرتاحة، طول السنين دي مقدرشي ينساها للحظة واحدة، وكل حلمه أنه يلاقيها وياخدها في حضنه ووقتها بس هيعوضها عن كل حاجة، ويخليها في حضنه العمر كله.
شروق وقفت تاكسي ووصلت البيت وطلعت بسرعة ولارين فتحت لها الباب، بس شروق دخلت بسرعة على أوضتها وفضلت تعيط، كل القوة اللي كانت بتدعيها قدامه انهارت خلاص.
لارين: هيام الحقي شروق رجعت بس جريت على أوضتها وقفلت الباب ومش بترد عليا.
هيام بخوف: أيه؟ طب تعالي معايا.
هيام راحت وفضلت تخبط على الباب وتقول: شروق يا حبيبتي افتحي، متخوفنيش عليكي، افتحي.
شروق: أنا كويسة بس عايزة أكون لوحدي شوية لو سمحتوا.
هيام: شروق طب افتحي وانا مش هتكلم بس خليني جنبك.
شروق بعد مدة فتحت بس كانت عيونها وارمة من كتر العياط، فهيام لما شافتها كدا اتخضت وقربت منها وحضنتها وقالت: مالك يا شروق، أية اللي خلاكي تعيطي كدا؟
لارين: حد زعلك في الشغل، طب الأستاذ شريف زعلك قوليلي وأنا أجبلك حقك منه.
شروق عيطت أكتر وبقهر، وهم خافوا عليها، وهيام قالت: اتكلمي وريحي قلبي يا شروق.
شروق بصتلها بحزن وقالت: شوفته يا هيام، شوفته بعد كل السنين دي بس مقدرتش احضنه، مقدرتش أقوله هو وحشني قد أيه.
هيام: مين؟
شروق بدموع: محمود يا هيام.
هيام ولارين في نفس الوقت: محمود!!!
شروق: ايوا هو، وتعرفي طلع مين، طلع أخو شريف وميرا.
لارين وهيام بصوا لبعض وقالوا بصدمة: إزاي وشوفتيه فين؟ وعرفتيه إزاي؟
شروق: شوفته مرتين بس مدققتش في ملامحه، ويوم الخناقة كان موجود بس أنا مأخدتش بالي منه بسبب صدمتي لما شوفت مدام مروة.
لارين: شوفتيه فين النهاردة؟!
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــ
شروق حكتلهم كل حاجة واللي حصل بالظبط، وهم كانوا بيسمعوا وهم مصدومين وزعلانين على شروق، لأنهم عارفين هي بتحبه قد أيه، ومتعلقة بيه إزاي، وإنها طول الفترة اللي فاتت بتعاني من غيابه وحبها ليه.
هيام: ليه معرفتهوش أنتي مين؟
شروق: مقدرتش يا هيام أنا مكسورة اووي، مقهورة منه وزعلانة اووي، لما هو موجود لي مسألشي عليا، ليه موفاش بوعده ليا ورجعلي، هو اتخلى عني زي ما أهلي عملوا، هو ميفرقشي عنهم حاجة.
لارين بغضب: سيبك منه ومتزعليش نفسك هو زيهم.
هيام: اسكتي يا لارين، بلاش الكلام دا.
وبعدين مسكت إيد شروق وقالت بحنية: طب مش يمكن عنده أسبابه يا شروق.
شروق بغضب: أسباب أيه اللي تمنعه أنه يجيلي أو يسأل عليا لمدة ٨ سنين، مفيش أي أعذار تشفعله عندي، كفاية بقى تخلى ليه أنا دايمًا الطرف اللي الكل بيتخلى عنه، هو أنا وحشة اووي كدا، أنا بقيت أخاف أنكم أنتم كمان تتخلوا عني، أنا وثقت فيه يا هيام وحبيته اووي، كان أخر واحد اتخيل أنه يكسرني كدا ويتخلى عني، أنا مش مسمحاه ومش هعرفه أنا مين، هو أصلًا إزاي معرفنيش، طب حتى لو اتغيرت ليه محسش بيا، لو كان بيحبني كان قلبه داله عليا.
هيام: بصي يا شروق أنا مش هقولك تعملي أيه، ومش هقولك تسامحي أو تعطي أعذار، بس صدقيني بلاش تعملي كدا عشان متندميش في الأخر، حاولي تسمعيه وتواجهيه، ولو مش مستعدة دلوقتي خلاص خدي راحتك بس متضيعيش وقت يا حبيبتي.
لارين: هيام عندها حق يا شروق، فكري كويس وراجعي نفسك، وأي قرار هتاخديه احنا معاكي فيه يا حبيبتي وهنسندك.
شروق حضنتهم وقالت: ربنا ميحرمنيش منكم أبدًا.
هيام ولارين: ولا منك يا قلبي.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــــ
الساعة كانت ٥ مساءًا وكان لسه محمود في مكتبه وخلص الأوراق اللي كانت قدامه وقرر أنه يروح يشوف الدار ويسأل بنفسه عن شروق.
وشروق كانت قاعدة في الأوضة بتاعتها وفجأة حست أنها محتاجة تروح الدار وتقعد في المكان السري بتاعها هي ومحمود.
وفعلًا خرجت وقالتلهم وهيام كانت عايزة تيجي معاها بس شروق رفضت وقالت أنها محتاجة تروح لوحدها.
وقفت تاكسي ووصلت الدار وطلبت من التاكسي يستناها وأنها مش هتتأخر، وكانت أول مرة تروح تزور الدار لوحدها من غير هيام ولارين وحازم، في الوقت دا كان الحارس اللي محمود مبلغه بالمهمة كان بيجيب حاجة يشربها في نفس الوقت اللي شروق وصلت فيه فمأخدشي باله منها.
نزلت ودخلت الدار وراحت عشان تسلم على المديرة الجديدة للدار لأن المديرة أفنان سايبة الدار بقالها سنتين لأنها تعبت لكبر سنها، وهي الوحيدة اللي عارفة شروق وباقي أخواتها لأنهم دايمًا بيزوروها، وطبعًا المديرة الجديدة مكنتشي تعرف حاجة عن شروق والباقيين، عشان كدا لما الحارس كان بيسألها هي مكنتشي عارفة فعلًا، ومكنشي بيجي في بالها شروق لأنها متعرفشي أنها متربية في الملجأ هنا، هي فكراها بنت عادية بتيجي تقعد مع الأطفال وتتبرع ليهم وخلاص.
دخلت شروق وسلمت عليها بحب، وطلعت قعدت مع الأطفال شوية، وبعدين راحت تقعد في المكان الخاص بيها هي ومحمود.
شروق بحزن: ليه يا محمود اتخليت عني زيهم، ليه موفتشي بوعدك ليا؟ مش قادرة أصدق أنك قدامي أخيرًا، فرحانة أنك سعيد ولقيت أهل وبيت وبقيت معروف للكل، بس في نفس الوقت حزينة أنك نسيتني وأنك عايش حياتك عادي من غيري، زعلانة منك اووي وقلبي وجعني، كان نفسي تعرفني وقلبك يدلك عليا بس يمكن قلبك حب غيري.
قالت الجملة الأخيرة دي بحزن ووجع في قلبها مش متخيلة أن محمود حبيبها يكون حب واحدة غيرها.
مسكت طباشيرة لقتها جنبها وكتبت على الصخرة اللي كانوا دايمًا بيقعدوا عليها.
وكتبت: كل الأماكن في غيابكَ فارغة.
وقعدت تملس على الكلام بحزن، وفي الوقت دا كان محمود وصل، ودخل ولمح بنت من ضهرها قاعدة في المكان السري بتاعهم وشعرها الأسود الطويل مفرود على ضهرها، فقال بلهفة وإشتياق: شروقي........
#رواية_قُدِرَ_لنا_اللقاء
#الكاتبة_ريهام_أبوالمجد