رواية بتوقيت منتصف العبث الفصل الثالث عشر 13 بقلم اسماعيل موسي
بتوقيت منتصف العبث
١٣
هنعمل ايه يا عونى؟ احنا بقلنا شهر بنصرف من غير ما يدخل قرش واحد حساب الشركه فى البنك تسألت شيماء بتعاسة
__ ابتسم عونى وكانت ضحكه غير متوقعه، بصى على الإنجاز إلى عملناه يا شيماء؟ والله كنت هنسى فى وسط همومى
__ إنجاز ايه يا عونى؟
_ اقتحم عونى وجه شيماء الصافى بنظرته، رفع كتفه النحيله
الشركه واقفه على رجلها بقالها شهر كامل بعد أن ظن الأعداء ومالك الشركه انها انهارت، دا أكبر انجاز يا انسه شيماء
وكان عونى عندما يتحدث بصوره رسميه يعنى انه يعد لمصيبه، او مخاطره
احنا بنصارع أكبر وحش فى السوق لشهر كامل، بادارت مهلهله ونصف عدد العماله
يكون فى علمك انا مش هسمح للشركه تنهار وانا جواها مهما حصل، اصلى من زمان وانا نفسى ابقى مدير شركه والحظ ابتسملى تفتكرى ممكن افرط فى الفرصه دى بسهوله
وشرد عونى وهو يحدج سقف الغرفه كأنه انسان، عونى لسه مبدأش يا شيماء
طيب هنعمل ايه!؟ بديع متولى مقفل السوق علينا واحنا مش قادرين نطلع المنتج ولا نشترى مستلزمات انتاج جديده عشان نصنع
بديع متولى شخص ذكى، أوقع فارس الغبى بسهوله وانا اغبى من فارس ولازم يوقعنى
هيعمل اي حاجه عشان افشل وانا متقبل كل ده بنفس راضيه
___يعنى هنسيبه يغرقنا؟
__همس عونى فى حاجه فى ايدنا نعملها ومعملنهاش، لم ترتاح شيماء لكلام عونى، تلك السلبيه المفرطه والاستسلام تعنى ان لديه خطه
__ انا هقدم عروض جديده متقلقيش، المنتج هيطلع حتى لو بهامش ربح ضئيل جدا
المهم مرتبات الموظفين، ان الشركه تظل قائمه فى السوق
عونى؟ تحدثت شيماء وقد ضيقت عينيها بتفكر فى ايه؟
____ بديع متولى ورط نفسه يا شيماء، كل العروض الى انا قدمتها كانت عروض خاسره
بديع متولى جنبنى الخساره بتهوره ومش هيقدر يتحمل الخساره فى التسويق
بديع متولى بيصرف من المخزون ومفيش حاجه داخله عليه
وخلال ايام قليله هييداء يحس بخسارته لكن الوقت فات
لأنه متكتف بشروط جزائيه ضخمه ومضطر يتم الصفقات غصب عنه
ان لبسته فى شر اعماله، فتحت قدامه خطوط انتاج ضخمه تحتاج ان شركته تعمل بكل طاقتها وبرضه خسرانه
دلوقتى من السهل انى العب بصفقات صغيره تسد العجز وتوفر هامش ربح معقول يسمح بأستمرار الشركه واقفه على رجليها، انا كنت قاصد كده
___ولم يمضى وقت طويل حتى تحققت نبؤة عونى، العروض التى قدمها قبلت ولم يتجراء بديع متولى على افشالها، اغرقه عونى فى دوامه كبيره واكتفى باللعب فى المضمون
بتلقى العمال مرتباتهم فى اوقات منتظمه كل اول شهر، وتعين عماله جديده وفق الريس حسن فى تدريبها اكتملت قوة العمال، ازداد ارتباط العمال بعونى، كل كلمه كان بيقولها كان بينفذها، وكان عونى واحد منهم يأكل معهم ويشرب معهم ويخطط أمامهم للمستقبل، نجح فى اشراكهم فى حلمه
لقد وعدهم بالترقيات والعلاوت وهامش ربح مع كل صفقه مما دفع العمال للعمل بكل جد وحذر كأن الشركه شركتهم وليس فقط يعملون بها
ومرت اربع شهور استعادت فيها الشركه نشاطها وفارس مختفى كأنه مات لا يعرف شيء عن الشركه
وكان عونى يفكر بعمق، اختفاء غير مبرر وغريب، على عكس شيماء كان عونى يعتقد ان فارس يتابع اخبار الشركه من بعيد فى صمت وكان يتوقع ظهوره فى اى لحظه لكن الغيبه طالت واصيب عونى بالارتباك
بمرور النصف الأول من العام المنصرم تمكنت الشركه من جنى الأرباح لأول مره، وأصبح الدخل أكثر من المصروفات لحظه قضاها عونى فى المقهى مع العمال وأعلن امام صاحب المقهى القابع فى الجهه المقابله للشركه ان كل عامل سينال راتب عام كامل أرباح اخر صفقه تمت كما وعدهم
يا رجاله، فيه صفقه كبيره على الأبواب وعايزين مجهود كل واحد فيكم، ارتفع صياح العمال معاك يا عونى على الحلوه والمره
لم يتوقع اى شخص نجاح عونى فى إدارة الشركه، لكن الشركه نجحت
وكل عامل استلم مكفأته راتب عام كامل، تبرمت شيماء من قرار عونى، لكن عونى اقنعها ان أرباح الشركه ستزيد النصف قبل نهاية العام
كلمة شرف يا شيماء رصيد الشركه فى البنوك هيوصل ملايين كتير
وترك شيماء فى المكتب لامور الاداره، قال انه سيختفى اسبوع مع نفسه بعيد عن الصداع