رواية لا تتركني الفصل التاسع 9 بقلم اسماعيل موسي
#لا_تتركنى
٩
ومضت الساعات ويوسف يحملق بالفراغ واذنه ملتصقه بهاتفه وكان يتسأل إلى متى ستتمكن من الصمود وكان يعاتب نفسه انه ربما تسرع، لم يضغط بالشكل المطلوب، وكان هناك شيء داخله يخبره ان المهاتفه لن تتأخر أكثر من ذلك، غسل نفسه وبدل ملابسه وراح يحملق فى ساعته
الوقت عصر، الشمس لم تفارق الأرض بعد، لازال الماره يركضون فى الطرقات، انه وقت مناسب لارتكاب حماقه.
انهت ساره المهاتفه وشعرت بهم بغيض يقبض على جوارحها، لقد أخطأت تعرف ذلك، لكن احمد إمام يستحق مساعدتها
ولم تجد بد من الانتظار فقصدت شقتها وهى تشعر ببعض الراحه لأنها أخرجت بعض مما يدور بداخلها نحو ذلك الأخ العاق.
بعد أن استيقظ توضاء احمد امام وصلى ركعتين لله، لن يسمح لليأس ان يتغلب عليه، سيحول تلك النار المتقده داخله لشكل ايجابى، امسك الاب توب وراح يواصل عمله
لابد أن هناك امر خاطيء لم يعجب المساهمين عليه ان يطور نفسه، وكان يعمل على اصدار جديد للعبه يمتلكها بعد أن تضأل الطلب عليها للحد الأدنى
وكان احمد امام يعمل والدموع تتساقط من عينيه، كيف له ان يتعايش مع تلك المأساه؟ اقرب الناس اليه اهانه، طوال عمره احمد امام لم يشعر بالانكسار ولا الهزيمه أكثر من اللحظه التى تعرض فيها للضرب والأهانه من أخيه يوسف، لحمه ودمه. لقد تذكر تلك اللحظه ان يوسف أكثر إنسان عايره بعجزه بل لم يكتفى بذلك، شكك فى رجولته واتهم ساره بما ليس فيها
ثم تذكر ساره "" لقد رحلت دون أن يعبر لها عن امتنانه لوجودها فى حياته
ولم يرضى ابدا عن الطريقه التى طلب فيها منها الرحيل واعتقد انه جرح مشاعرها
ترك كل شيء خلفه، سحب عكازيه وانطلق نحو شقتها
عندما طرق الباب ورأته والدة ساره لم تتمالك نفسها من الدهشه
من النادر ان يبارح احمد امام شقته ومن غير الوارد على الأطلاق ان يقوم بطرق شقة أحدهم
اهلا ابنى كيف اخدمك؟ تحتاج شيء؟
تلعثم احمد امام، لن يطلب منها الدخول، لقد شعر بحرج موقفه، احس بالحماقه التى ارتكبها فى حق نفسه وحق ساره
والعالم كله
رجع خطوتين للخلف ثم أدرك ان رحيله دون كلام سيثير التساؤلات
اعتذر مطولآ قبل أن يقول اريد ان افاتحك فى امر ما
لكن قبل أن ابداء، اقسم بالله يا سيدتى مهما كان ردك سأحترمه ولن يغير من محبتك فى قلبى اى شيء
تفضل يا احمد، انا ايضا اعتبرك فى مثابة ابنى
لا يخفى عليك حالى يا سيدتى فأنت ادرى به، اسير على عكازين واتنقل بصعوبه داخل الشقه وفى الطريق
فقدت والدتى منذ عامين ولا أهل لى
وكانت والدة ساره تتسأل لماذا يذكرها احمد امام بأمور تعرفها عن ظهر قلب
ما كانت ابدا تسمح لابنتها بخدمته اذا كانت تشك فيه ولو للحظه
وهبط نظرها على درج السلم وكان الباب لازال مفتوح وسال ضوء القمر على واجهة الشقه بلونه الفضى
اذا كنت تعرفين كل ذلك يا سيدتى فأنا اطلب منك يد كريمتك ساره لتكون زوجتى
ثم همس بصوت فازع متهدج خافت، بالله عليك اذا كنت تعرفين رأى ابنتك وانها لن تقبل بشخص مثلى اخبرينى قبل أن تطلبى رأيها
صمتت والدة ساره بضع لحظات وكأنها تستعيد ذكرى بعيده، مهمله نسيها الزمن
ثم صوبت بصرها على أحمد امام، لا رأى لى فى امر زواج ساره، فكله يقع على عاتقها
لكن بالنسبه لى ستظل ابنى مهما كانت رغبتها
استراح قلب أحمد امام، كان فى غاية الرعب ان يفقد احترام تلك المرأه التى يعدها فى مثابة والدته، فأنصرف بضمير مستريح واحلام تتراقص أمامه على ضوء القمر