رواية لا تتركني الفصل السادس عشر 16 بقلم اسماعيل موسي

رواية لا تتركني الفصل السادس عشر 16 بقلم اسماعيل موسي

 

#لا_تتركنى


            ١٦


وكان عمله غير مهم على الاطلاق، يتجول فى شركة عمه بلا هدى كمتسكع هاو ورغم ذلك شوهد أكثر من مره يتابع العمال بتركيز، ويتفحص المعدات بعنايه، ويمر على مكاتب الشركه ويحي المدراء بأدب بالغ،  عندما بلغته اخبار تسكعه مع العمال، قال العم يوسف باشا

___قدره ان يصبح عامل صعلوك مثل والده وقدرى ان اكون الوحيد فى العائلة الذى تليق به الوجاهه 

اردت ان انتشله من الوحل فأذا به يتمرغ فى القذورات.


ورافق ادم ،عمه يوسف مره إلى الفيلا الفاخره، ووجه التحيه للبستانى والغفير وعامل الاستقبال.

ولم يخفى انبهاره بالاثاث والتحف والديكور وهمس انها مزهله...

والتقى زوجة عمه لأول مره فأدهشه جمالها واناقتها

صافحته الهانم بشفقه واسنت على جماله وادبه، احمر وجه ادم ولزم الصمت حتى طلبت سالى هانم  من زوجها يوسف باشا ان يحضر ادم  مره اخرى ثم انصرفت لأنها مشغوله، إلا أن ذلك لم يمنعها من معاتبة زوجها والتشديد عليه ان يستخدم ابن أخيه سلم الخدم وان لا يظهر عندما تكون هناك زياره او حفله حتى لا تتعرض للحرج.





وكان يوسف ضاق ذرعآ بتحكمات الهانم وطلباتها التى لا تتوقف، ومل تلك العلاقه بكل مثاليتها وفتورها، فأخبرها ان  ادم ابن أخيه وسيرثه بعد عمر طويل إلا إذا تجدعنت وانجبت له ولد

لم تتقبل سالى هانم الأسأه، كانت توقفت عند حد معين فقالت ساخره، عليك زيارة طبيب

وكان يوسف يعلم أنه عقيم لا ينجب ولم يكن ينتظر توجيهات الهانم فقد عرف ذلك منذ ذمن بعيد

لكن ان تواجهه  بتلك الوقاحه امر لا يمكنه تحمله، فهو يوسف باشا والجميع يعرف ثقل مركزه من أجل ذلك القى بأبن أخيه فى كل الاجتماعات والحفلات امعانآ فى غيظها وعقابها فقد كان يعرف أسرارها التى تظن انها بعيده وميته


واخفى ادم احمد امام عن والدته سر تأخره وعمله الا ان قلب الأم شعر ولمحت لادم انه متغير وانه يخفى عليها امر ما

فشرح لها ابنها ان ما تشعر به مجرد تخيلات من عقلها من شدة خوفها عليه. 


تكررت زيارات ادم لفيلا يوسف باشا وكان يعتمد عليه فى نقل أغراض او هدايا او تعليمات إلى الخدم

ومع الوقت نال ادم ثقة عمه يوسف باشا فكان يحادث عشيقاته أمامه دون خجل والولد يغلق فمه كأنه لا يسمع ولا ينطق، ثم علمه قيادة السياره وأخرج له رخصة قياده وكان غرضه ان تستخدمه زوجته سالى احمد على فى تنقلاتها التى باتت مريبه فى الفتره الاخيره وأثبت ادم كفأته فكان ينقل لعمه تفاصيل نزهاتها وسهراتها وعلاقتها وكانت زوجة عمه تحذر منه فى باديء الأمر وتكرهه  لكن الولد اثبت انه يستحق ثقتها الكامله وانه يفهم حقيقة وضعه المنحط وأنه مجرد خادم عندها.

القصه بقلم اسماعيل موسى 

ثم حدث ان وصل الخبر إلى والدته ساره الأحمدى وتشقلب العالم فوق رأسه وامتلاء القبو نواح وصراخ وحسره وسمع ادم ما يكرهه من والدته

__ يا خسارة التربيه فيك

__انت لست ابن ابيك

والكثير من الاتهامات التى تشبه البصاق، لقد طالبته ان يتوقف عن العمل فورا وإلا فأنه لن يصبح ابنها

واشتعل القبو وتدخلت مريم للفصل بينهم، وقالت الوالده كلمتها الاخيره

ستقطع علاقتك مع عمك إلى الأبد

__فرفض ادم كلمات والدته فما كان منها الا ان صرخت فى وجهه اخرج من منزلى


___خرج ادم من منزل والدته وهو يحمل فى صدره الحزن والآسى، لقد اختار طريقه ولا رجعه عنه مهما كان الثمن ان ما يتطلع اليه يستحق الخساره التى تكبدها


وانقطع ادم عن منزل والدته التى ظنت انها نزوه وان ابنها فلذة كبدها سيعود بعد أن يعرف خطأة

لكن الايام مضت وأدركت ساره الأحمدى انها خسرت ابنها

وحاولت ان ترجعه لحضنها مره اخرى واستعانت من أجل ذلك بالقاصى والدانى حتى عبد الباسط نفسه لكن الولد كان مصمم على البقاء فى حياته الجديده ولم يفرط فيها


وسعد يوسف بتلك الاخبار وكان يشعر ان حلمه اقترب، اليوم كسب الولد وفى الغد تأتى الام راكضه خلفه

وغمر ادم بالهدايا والعطايا حتى انه عينه فى منصب فى أحدا شركاته

من ناحيه أخرى ابدى ادم  ذكاء خارق فى عمله رغم مشاوير الهانم التى لم تتوقف وبعد مده قصيره فهم العمل كيف يدار وكانت الحيطه إلى جانبه فلم يصرح ابدا بكل مهاراته وكان يعلن على مسمع يوسف باشا انه يكرهه والدته ولا ينتوى العوده إليها مره اخرى


تمرغت ساره فى جحيم الآسى والفقد، استحالت حياتها لجحيم وفقدت الرغبه فى الحياه

اهملت عملها ولم تقوى على مبارحة المنزل، برفضها الاعانات التى كانت تقدم إليها عاشت فى فقر وذل


وتعرض يوسف لوعكه صحيه اجبرته البقاء فى السرير، لا يبارح الفيلا فاوكل إلى ادم  معظم اعماله وصفقاته المشبوهه ولم يفشل الولد فى اى صفقه وكان يمد عمه بالاخبار اول باول

وتغلغل  ادم داخل أفرع الشركات فكان له فى كل شركه صديق ورفيق، لين الجانب، مؤدب يحفظ وعوده حتى ان البعض كان يتسأل كيف يكون ابن اخ كبيرهم يوسف باشا

احمد امام لا يترك فرض والاخر متمرغ فى المتع لا يتوانى عن الظلم ويجاهر بالفجر والفسوق، ولم يخفى ذلك عن عبد الباسط الذى كان يتابع الفتى ويراقبه بأهتمام لطالما همس للباشا ان هذا الولد سينتقم لآبيه وكان يوسف يطاوعه فى البدايه ثم تحولت تلك المطاوعه للنهر والغضب






وكان عبد الباسط يرى فى ادم  عدوه فهو حتى لو يكن خائنآ مثل والده فأنه يقوض مكانته ويحد منها

لم ينسى آبدآ ان الرشاوى التى كانت تقدم له انقطعت منذ استقر ذلك اللعين فى العمل

هذه الاعطيات التى كانت تشكل له دخل ثابت مكنه من ابتياع اراضى واطيان زراعيه وامتلاك عمارات بالملايين

وكان يراقب  ادم بدافع الكراهيه وتنفيذ لتعليمات سالى هانم التى كانت تضع الولد فى خانة الخطير فهى لن تسمح له ان يرث قرش واحد من ثروة زوجها، وكان يوسف يفهم ذلك ويلاحظه وكلما لمح توترها وانزاعجها انشرح صدره أكثر فقد كان يرى ان تلك اللعينه لا تستحق أمواله فقد مرغت اسمه فى الوحل أكثر من مره

وكان يسأل نفسه احيانا فى خلوته معقول لم تقع هذه اللعينه ولا مره امام ادم  ؟

لماذا لا ينقل له اخبار سقطاتها ونزواتها؟

والمح مره لأدم  انه لن ينزعج ابدا من الأخبار التى ينقلها اليه مهما كان حجمها فهو يعرف تهور زوجته وقلة حكمتها، وظل ذلك سر عصى على الفهم فحتى بعد أن جاهرت سالى زوجته بحنقها من التصاق ادم  بها ليل نهار فى كل مشوار إلا أن الولد لم يذكر ولا كلمه سيئه عنها.


سكن الحزن قلب ساره الأحمدى وعشش داخله، فقد كانت تبكى حتى تجف دموعها وتتندر على غياب ابنها وتغنى متوجعه هذا الذى ظننت انه سيشفى غليلى خذلنى وكان ان شعرت بوجع فى عينها وغشاوه تحجب الرؤيه فقصدت الطبيب الذى أكد لها ان عيونها فى خطر وان الدموع التى تذرفها ليل نهار ستصيبها بالعمى

ولم تنزعج ساره الأحمدى فقد سمعتها مريم ابنتها تقول

___ ما عاد لى شيء أرغب فى رؤيته فى هذا العالم بعد موت زوجى، وانها تتمنى ان تفقد البصر حتى لا ترى ابنها يسير على قدميه مره اخرى، كانت تلك الليله التى لم تتوقف فيها مريم عن البكاء، حتى ان لا ترغبى فى رؤيتى يا امى؟

__من لى فى تلك الحياه سواك حتى تتركينى، الا يكفى ان اخى تركنى انت ايضا لا ترغبى بى؟

ثم تسللت خلال نوم والدتها وقصدت الشركه التى يعمل بها احمد امام، انتظرته خارج البنايه حتى أنهى عمله، شاهدته وهو يخرج، أصبح شاب أنيق عفى يحيى الحارس والسائس والسائق بوجه بشوش

عندما همست ادم، سمعها أخيها، التفت تجاهها ولم يصدق عينه فهمس قائلا

__مريم؟ اختى الغاليه!؟ لقد ازددتى جمال وبهاء وأصبح طولك يماثلنى


____ غمغمت مريم

___والدتك مريضه


تسال  أدم برعب مريضه؟


_-__ اجل مريضه، ستفقد بصرها حزنآ عليك

               

                الفصل السابع عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×