رواية لا تتركني الفصل العشرون 20 والاخير بقلم اسماعيل موسي


 رواية لا تتركني الفصل العشرون 20 والاخير بقلم اسماعيل موسي


#لا_تتركنى

              20


             الاخيره


ورأت ساره الاحمدى حلم مزعج باغتها خلال نومها جعلها تستيقظ مفزوعه، كان ابنها ادم ساقط فى حفره عميقه يحاول ان يخرج منها ولا احد إلى جواره كى يساعده، تأوهت المرأه بفزع ووضعت يدها على صدرها، عشت حياتك وحيد يا ولدى حتى والدك لم تشبع منه

ثم هاتفت ادم وسألت عن حاله وطالبته بتوخى الحذر لكنها لم تذكر الحلم الذى رأته، خافت ان ترعب الولد


فكر ادم، والدته من النادر ان تهاتفه ما الذى تغير؟ لكنه لم يسمح لافكاره ان تأخذك أكثر من ذلك

فمنذ حديث زوجة عمه سالى وهو يشعر ان الوضع معقرب وانه من الممكن أن تحدث مصيبه فى اى وقت

وكان عليه ان يتابع استعدادات الحفله التى امر عمه باقامتها داخل الفيلا

حلفه فاخره يحلف بها أعدائه ايام طويله، ارتصت السيارات الفاخره امام الفيلا ونزل منها سيدات متأنقات ورجال مرموقين لهم وزنهم فى الدوله وانطلقت الموسيقى ودار الخدم بالمشروبات فى الرواق والحديقه، وكان كل شيء يسير على ما يرام اللهم الا من بعد الهمسات التى سمعها ادم تسرى بين نساء الحفله، عن غراميات سالى احمد على زوجة عمه

وشعر ادم فى داخله بالشفقه، يحمل الكرهه والمقت لعمه لكنه لا يرضى له ان يكون لبانه فى فم كل متغطرس

وكان يعلم انهم ليسو افضل منه، وان لكل واحد منهم أسراره القذره التى مكنته من التحكم فى أرزاق الناس

وكانت بعض الفتيات ينظرن نحو ادم بأعجاب فرغم كل شي كان شاب مليح، قمحى بقسمات رقيقه وشعر ناعم املس وكان وجهه يشع بالرجوله وزاده الزغب الذى راح يمد خيوطه فى دروب وجهه، وكانت الاناقه فى جانبه بحسن اختيار موفق غير مقصود ببذه إيطالية الصنع لبنية اللون على قميص وردى ووحذاء بنى أنيق، وكان كل جزء فيه ينطق بالفخامه وجسد الولد يساعده ، وكان ادم موقن انه لا ينتمى لذلك الوسط ولن يعيش داخله ويتفحص الحاضرين بسخريه وشماته وكان يهتف فى نفسه ماذا تنتظر من مجتمع يقوده هولاء؟

هذا المجتمع الذى يدعى انه يتضخم ويتعظم ويتعملق وينافس بلاد ما وراء المحيط  لكن ما بال الإنسان فيه تضاءل حتى أصبح فى تفاهة بعوضه، ما باله يمضى بلا حقوق ولا كرامه  ولا حمايه، ما باله ينهكه الجبن والنفاق والخواء؟


ركضت فتاه فيروزية الوجه تمتلك عيون بلون الفستق  وقوام كيت بلانشيت تجاه سالى هانم واحده من قريباتها، من تلكم الفتيات ذوات الثمانية عشر عام الائى يطمحن فى قصة حب غبيه، وسألت من هذا الشاب الذى يقف جوار يوسف باشا  يا هانم؟

__صوبت سالى هانم بصرها وكانت متأنقه فى فستان من الساتان عارى الكتفين نحو ادم وشعرت بحنق وامتعاض

واحد من الخدم يا سويا

يوسف باشا يمتلك قلب طيب وهذا الفتى يتيم يعطف عليه ودون ان تدرى ظلت عينيها الواسعه اللئيمه تتفحص ادم

لقد أصبح شاب مليح بمعنى الكلمه، كيف لم تلحظ ذلك؟


وسمع يوسف باشا الهمسات الشامته التى تتحرك خلف ظهره وشعر بخنجر يشق صدره

يعرف انهم يستحقرونه لكنهم لا يجرأون على قول الحقيقه

يحترمون نقوده، شركاته حسابه البنكى لكن فى السر يسخرون من وضاعة أصله

ورغم الآلم اطلق ابتسامه، انه يعرف انهم حقيرين وقذرين

ولديهم اسرارهم الوسخه

ولمح الشماته فى عيونهم، لقد انتصر عليهم فى معركة الوجاهه والمال لكنه خسر شرفه

وأحس بصداع

__هل حقآ امتلك شرف؟

ان كل ما فعلته كان على حساب الشرف، وكان هناك شاب يتودد إلى زوجته سالى احمد على

وعرف يوسف باشا الشاب، انه نفسه الذى يقطن البنايه التى هربت منها زوجته بمساعدة ابن أخيه ادم

لما فعل ذلك؟






الولد لا يرغب بقتله، بل يتطلع لازلاله، تحطمه، رؤيته يتلوى من العار مثل كل_ب

واراد ان يصرخ، ان يطردهم خارج منزله، ان يصيبه الجنون ويثأر لشرفه، ان يكون رجل ويخرج مسدسه ويقتل زوجته وعشيقها

ورأى جسده يرتعش، يتصدع، وابتسامه لا تفارق وجهه الضخم.

وشعرت سالى هانم بنظرات زوجها التى تعرفها، نظراته الميته التى يطلقها عندما يستعد لارتكاب جريمه

لن تجد فرصه افضل من تلك للتخلص منه، اخرجت قنينه صغيره قصدت المطبخ وضعت السم داخل كأس وملأته بالخمر، ثم خرجت وهى مبتسمه ضاحكه تطوف بين المدعوين، ادم قدم هذا الكأس لعمك طلبه منى

لكن ادم لا يحمل الخمر ولا الويسكى، رفع أدم يده، اسف سالى هانم

حدقت فى وجه ادم، كانت نظره غاضبه قادمه من الجحيم

فهمست فى اذنه ستفعل ما امرتك به اذا كنت ترغب فى رؤية عائلتك مره اخرى

وسقطت الكلمات فوق رأس ادم كالصاعقه، اخرج هاتفه وانزوى فى جانب، وانتظر بصبر ان تجيب والدته الهاتف

ثم سمع صراخها فأدرك الحقيقه، هذه اللعينه خططت لكل شيء

سقط الهاتف من يد ادم، تعرق وجهه، سيفقد والدته واخته مثلما فقد والده، حضر من أجل الانتقام وها هو يتجرع كأسه

انحنى وهو ينظر تجاه زوجة عمه، ليس من الصواب ان تفعل الخير فى غير آهله ''

سار بخطوات بطيئه نحو زوجة عمه، ماذا يوجد فى الكأس؟

همست المرأه سم بوتيولينيوم  ، انقذ عائلتك يا ادم

حمل ادم الكأس وقدمه لعمه وعيونه تكاد تدمع مجبر نفسه على التبسم


وضع يوسف باشا الكأس فى يده، تأمله للحظه وهو يعاين ادم ويده تداعب كرشه الضخم


تسلل ادم من الحفله نحو الشارع ، لن تهرب تلك اللعينه من العقاب، أراد منذ زمن ان يجعلها بعيده عن انتقامه لكنها تصر ان تضع نفسها داخل الدائره، وكان ادم يسابق الزمن ويعرف ان حياته كلها متعلقه بتلك اللحظات القليله، فكر فى كل شيء إلا أن يحدث ذلك، ثم عاد بعد عشرة دقائق وكانت زوجة عمه تبحث عنه ببصرها فلمحته يخرج من المطبخ يحمل كأس فى يده، كان ادم يحفظ عمه أكثر من نفسه، لقد دآب خلال السنوات الماضيه بدراسة سلوكه وكيف يتعامل ونظرته للاشياء، ربما حانت اللحظه يا ادم، أردت أن تحظى بانتقام طويل ونسيت انك تسير فى طريق خاطيء

اقترب من زوجة عمه، افرجى عن عائلتي فعلت ما امرتى به

لن تهرب همست المرأه، ستظل هنا حتى يقع هذا الحلوف وسط الحفله

همس ادم

__حاضر

افرجى عن عائلتي


كان له ما أراد، مجرد ضغطت زر من هاتف الهانم أوقفت كل شيء

وترنح ادم فى مشيته بين الناس واقترب من عمه وكانت المره الأولى التى يراه فيها يوسف يثمل

وعين زوجة عمه تراقبه كأنها تقول انت تحت سيطرتى

ضرب ادم كأسه فى كأس عمه بصحتك يا عم

تنهد يوسف وقال

__منذ متى وانت تشرب؟ لم أراك من قبل تسكر يا ابن اخى

ابتسم ادم __

حفله كبيره تستحق ان نخرق القواعد


واستدعى كبير الخدم سالى هانم لأمر طاريء فتركت الحفله

تنهد ادم بأرتياح للحظه

جذب كأس عمه، امنحنى شرف ان اشرب من كأسك يا عم

وقبل ان يفكر الرجل بدل ادم الكأسين، وسار مبتعد عنه

ويوسف يفكر، لقد اذهبت الخمر بعقل الولد


عاين ادم الكأس، اذا كان محق، فأن عمه لا يرتشف كأسه الا بعد مرور وقت طويل، أكثر من عشرة دقائق يترك الكأس بين يديه دون أن يقربه، كان الكأس ناقص، ربما رشفه او رشفتين

وعلى التوالى انطلق إنذار الحريق داخل الفيلا مما دفع المدعوين للهرب، شب حريق داخل الحديقه

وخلت الفيلا من المدعوين، الكل تعلل بالاعذار وهرب

ولم يقوى يوسف باشا على نصب طوله، شعر بأعياء وهزال وقيء، القى بجسده على الأريكه واغمض عينيه

عندما عادت سالى هانم وجدته على تلك الحاله، جالس على الأريكه بعيون مغلقه


جلست سالى هانم إلى جواره وكان ادم قد عاد هو الآخر بعد أن اطفاء الخدم الحريق


همس يوسف، ادم خذنى لغرفتى، لا استطيع نصب طولى

شربت خمر لا يشربه جحش


اقترب ادم من عمه ووضع يده فوق كتفه ليسنده على الوقوف

زعقت سالى هانم 

____سيبه فى مكانه ، انت ستموت يا يوسف، الذى تعانى منه سم يسرى داخل عروقك

بعد لحظات ستفقد القدره على المشى او التحكم فى عضلاتك، سيضعف بصرك ويلتوى فمك


همس يوسف برعب، اطلب الإسعاف، قتلتنى ابنة الو___س

ثم  بصوت ضعيف همس انت ايضا معها؟


جذب ادم جسد عمه نحو الدرج تحت نظرات سالى هانم وصرخاتها اتركه مكانه

اذا كان سيموت فلا فرق بين هنا وغرفته

وادار ظهره للمرأه وهو يصعد درج السلم بصعوبه، فتح باب الغرفه وارقد عمه على السرير

 ثم همس اسف، كنت مضطر من أجل عائلتى، وشعر يوسف ان عينيه تريد أن تنغلق وقواه تخور وراح يفتش عن ادم الذى كان يتجول داخل الغرفه

ثم فتح درج مغلق ووقف للحظه جواره قبل أن يحمل شيء ويضعه فى يد عمه


ترك ادم باب الغرفه مفتوح وهبط درجات السلم والدموع تملاء عينيه

انت رايح فين صرخت سالى هانم؟

فى حجات لازم نعملها دلوقتى حالا وأخرجت رزمه من العقود تحمل كل املاك يوسف كانت جاهزه على التوقيع

اصعد معى حالآ!!

لكن جسد ادم كان مرتعش ولم يقوى على الوقوف من مكانه

صرخت سالى، لا فائده منك، وتسلقت السلم تركض


اخرج ادم هاتفه وأجرى اتصالين متتاليين، اطمأن على سلامة عائلته وطلب سيارة إسعاف بسرعه

ثم تعلقت عينه بالطابق العلوى حيث غرفة عمه، وبعد لحظات سمع طلقات الرصاص

تجمع الخدم وصعد ادم معهم نحو الغرفه المفتوحه

يوسف باشا راقد فوق سريرة فاقد الوعى،  سالى هانم ساقطه على الأرض غارقه فى دمائها بعد أن اخترقت رصاصه رأسها والعقود مبعثره فى كل مكان

جمع ادم العقود من على الأرض وسط صراخ الخدم، وصلت سيارة الإسعاف بعد ربع ساعه

حلمت جسد عمه يوسف باشا وزوجته القتيله نحو المشفى






بعد يومين __


سار ادم بخطوات بطيئه نحو غرفة العنايه المشدده حيث يوجد عمه يوسف

نظر اليه من خارج الزجاج قبل أن يدخل الغرفه

كان عمه يوسف يتنفس بصعوبه بعينين نصف مغلقتين

ابتسم يوسف فور رؤيت ادم ، ابتسامه ضعيفه مريضه

همس يوسف كنت تعرف اننى لن اموت ولم تخبرنى ؟

أردت أن تقنعنى اننى ميت بفعل السم لكنك ابدلت الكأسين ووضعت ترياق داخله!!

انت الذى وضعت المسدس داخل يدى!!

وظلت الابتسامه فوق شفتيه، اقنعتنى بالموت لاقتل تلك اللعينه المتعغنه؟

لكنك لم تكتفى بذلك، كانت خطتك منذ البدايه ان أقضى بقية عمرى داخل السجن، ان اتعفن مع المجرمين مثل جرذان قذر

حتى الموت حرمتنى منه.


بعد اسابيع  حكم على يوسف بالسجن المؤبد، نالت ساره الأحمدى انتقامها الذى وعدها به ادم

فى اول زياره اعترف يوسف لادم انه دبر حادث قتل والده احمد امام

وبعد عشرة سنين مات يوسف داخل السجن


عاد الحق لأصحابه، ان الظلم حتى ولو طالت دولته مصيره إلى الزوال


#اسماعيل_موسى                                

تمت

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×