رواية لا تتركني الفصل الخامس عشر 15 بقلم اسماعيل موسي
#لا_تتركنى
١٥
بعدها بأسبوع قتل احمد امام، سحقت رأسه جوار الزاويه التى يؤم فيها المصلين، عثر عليه وهو يلفظ انفاسة الاخيره قبل صلاة الفجر، وحمل إلى منزله وهو منتهى، صرخت ساره الأحمدى وماجت الدار بالحزن وفى أعماق الصعيد صرخت الجده انه ليس المقصود، وحضر جنازته جمع كثير من البشر
فقد اتضح لاحقآ انه كان ينفق فى سبيل الله أكثر مما يبدى. على الفقراء والمساكين، الكتاب والجمعيه وبيوت الايتام حتى المتسولين كان يلقون منه أعانه شهريه، وكانت جنازته مهيبه تعالى فيها النحيب والبكاء واناس تحلف بروحه وتشهد له بالصلاح وانفرط عقد ساره فلم تتحمل الصدمه، ضعفت ولزمت السرير لا تبارحه إلا للضروره، ورجعت الجده من الصعيد تقف جوار ابنتها فى مصيبتها وتعتنى بالطفلين، ولم يكن المال يشغل بالهم فقد ترك لهم احمد امام الكثير من النقود.
وأعلن يوسف باشا امام الجميع فور انتهاء الجنازه انه متبرع بكل نصيبه من تركة اخية لأولاد اخية وارملته حتى تبين بعد اسبوع ان الشركه التى كانت رائجه افلست وتقبع تحت وطأة الديون ولم يعرف احد كيف حدث ذلك.
، وتعددت المراسيل من قبل يوسف نحو شقة ساره تعرض المساعده وان يضع الطفلين تحت وصايته حتى لا يحرمو من النعيم الذى كانو يعيشون فيه
قابلت ساره كل محاولات يوسف بالرفض وكان تغمغم دائما ان يوسف قتل أخيه وكانت الوالده تطالبها بالحذر والحيطه
قائله، لا تجعلى الغضب يجعلك تخسرين طفليك كما خسرتى زوجك.
وما كانت تمر ساعه حتى تهمس فى اذن ادم، عمك قتل ابيك
ولم تتوصل الشرطه لأى شيء وقيدت القضيه ضد مجهول كالعاده
وزار يوسف باشا ساره فى شقتها يحيطون به الحراس واقسم لها انه لن يهداء له بال حتى يعثر على قاتل أخيه
وان بيته يسع من الحبايب عشره، وانه يرى ان تنتقل مع طفليها للعيش فى كنفه وحمايته
وعندما لمح القلق فى عيونها اقسم ان لا يد له فى قتل اخيه وانه بريء منه براءة الذئب من دم يوسف
وقابلت ساره كل المحاولات باستماته ورفضت اى قرش من نقود يوسف واضطرت ان تنزل للعمل وتتحمل الذل بعد كانت عزيزه منعمه، ونشيء ادم فى شظف من العيش بعد أن كان يتمرغ فى السعاده واضطر ان يساعد والدته فى العمل رغم صغر سنه ويتابع دراسته، وتوفيت الجده فى ذلك الوقت وكان اخر طلب لها ان تدفن إلى جوار احمد امام وأخر ما نطقت به عند الله تجتمع الخصوم.
__احضر يوسف عبد الباسط إلى مكتبه وكانت عينيه غارت تحت كتل من الشحم وكرشه تدلى مثل كورة كفر، اشعل سيجاره وهو يرمق عبد الباسط وبدا تعيس ومهم م وهو يقول،ارملة اخى وطفليها يعانون الفقر والعوز ويرفضون مساعدتى
وأدرك عبد الباسط ان عليه ان يجد حل حتى يرضى الباشا
همس عبد المقصود
_ارملة الراحل شقيقك لديها نفس عزيزه وتحمل من الكبرياء الكثير، ولن تقبل نفحه او اعانه، لما لا تعرض عليها الزواج؟
رفع يوسف باشا يده كأنه لا يجد حيله او حل كى ينتشل تلك العائله من الفقر، لا استطيع الزواج على سالى وحتى لو وافقت، ارملة اخى سترفضنى
سأل عبد الباسط ما الحل؟
وكان ينتظر الأوامر من يوسف باشا
غمغم يوسف، تقدم لها انت، انت ميسور الحال ويمكننى من خلالك ان اقدم لهم الاعانه او اكتب لهم واحده من شركاتى
وفهم عبد الباسط ما يرمى اليه الباشا الكبير، انه لن يتمكن من الحصول على ارملة أخيه الا من خلاله وان عليه أن يعيش ما تبقى له من حياته طرطور مقابل شركه تحمل اسمه وانزعج لذلك الخاطر لكنه كان مجبر على الموافقه، فحمل نفسه وقصد شقة سارة الأحمدى وعرض عليها الزواج متعهد برعاية الطفلين مثل أبنائه لكن ساره الأحمدى رفضت، كانت المرأه مصممه على عدم الزواج وقالت انها ستعيش من أجل طفليها وتعرضت بعد ذلك الطلب لمجموعه من المتاعب فى عملها فقد رفض البعض دفع النفود المتبقيه عليه بينما رفض الآخرين التعامل معها وتضحل عملها للحد الأدنى وضعفت تجارتها وتراجعت ولم يتبقى لها إلا بعض المخلصين لأحمد امام، والحقيقه ان خلق كثير عرضو على ارملة احمد امام المساعده والشراكه اكرامآ لذكرى الرجل الطيب لكن ساره رفضت.
وانتقلت العائله لبدروم بعدما اضطرت لبيع الشقه والعيش من ثمنها وأصبح يوسف فى السادسة عشر من عمره والتحق بالثانويه العامه ولم تنقطع زيارات يوسف باشا لعائلة أخيه وكان امر يدعو للسخريه ان ترى سياره ماركة مرسيدس او بى ام دبليو تقف امام قبو مظلم
وكان يوسف يحذر ويشجب ويعلن تذمره انه ما عاد قادر على تحمل نظرات الناس اليه
وإلا كيف يترك عائلة أخيه تعيش فى الفقر المدقع وهو يملك كل تلك النقود وعرض على ساره انه اذا كانت ترفض الاعانه فعلى الاقل تترك له ادم يعمل فى أحدا شركاته
ورفضت ساره طلبه بأدب جم وكانت حتى تلك اللحظه تكتم شكوكها وغيظها داخل صدرها ولم تسمح ان يفضحها
وهمس ادم بخجل بعد رحيل عمه، لما لا تسمحين لى بالعمل معه؟
وشعرت ساره ان ظهرها انكسر واسرعت الدموع نحو عينيها
انسيت كل ما اخبرتك به؟عمك ثعبان يا ادم
همس الشاب
___ لست طفل لكن الأوضاع تسير من سيء لاسواء
لكنه تراجع امام دموع والدته
رغم ذلك تواصل مع عمه سرا ووافق على العمل فى أحدا شركاته دون علم والدته