رواية لا تتركني الفصل السابع 7 بقلم اسماعيل موسي
#لا_تتركنى
٧
تركتنى ساره على السلم، كجرز مطاعم، كشخص تركه قطاره ولا يملك سوى الخيبه، الحياه تغرس اظافرها فى روحى وانا اتألم، اكتم غيظى، اتلوى من الغضب والوقت يمضى، على الإنسان أن يتجرع كأس الهزيمه بنفس رحبه، اشعلت سيجاره، ساره؟ ساره، الجوهره المصون، وزاد الحقد فى قلبى على أحمد امام، لماذا تأتمنه على روحها وانا لا؟ ما الذى يميز شخص يزحف بعكاز عن شخص سليم أنيق!؟ وانا ارد الصفعات التى اتلقاها ولا اسمح لها ان تمر دون عقاب ولا يلوث اللولؤ سوى فتح محارته وأدركت انها من النساء المعتدات بأنفسهن وما أضعف هولاء حين ينكسرو، هبطت السلم وانتظرت فى سيارتى بعيد عن البنايه، احمد امام على وشك الحضور ولن يتأخر.
عرج احمد امام فى طريق عودته على المسجد وانتظر صلاة العصر، كانت ستفوته اذا قاد فى طريق العوده، فى الصلاه سمح لكل حقده وكرهه واضغاثه ان ترحل، سيفعل الخير ولن ينتظر من أخيه شكر.
منح احمد امام يوسف النقود التى طلبها وحاز عناق جاف امام البنايه مع وعد برد النقود فى أقرب فرصه، داخل الشقه اعتذرت ساره لأحمد امام، لم اسمح لأخيك بالدخول، كنت بمفردى
الشقه فى غيابى شقتك يا ساره
الا تحمل ضغينه على؟
لا، انت تفهمين البشر خير منى ورفع احمد امام عينيه تجاه سقف الصاله، كيف يخبرها ان ما فعلته كان يتمناه تحديدآ؟
انه لا يثق بأخيه يوسف بتاتآ، وان نظارته نحوها لم تعجبه واحمر وجهه من الخجل
أراد احمد امام ان يعتذر فخرجت ابتسامه رائقه ودوده وصغيره
افتتح يوسف امام مكتبه الهندسى، دعى اليه كل زملائه ومعارفه، الفتيات التى يعرفها، منافسيه فى العمل، صاحب العماره والمتجر ولم يدعو أخيه احمد امام، اراده حفل أنيق لا ينغصه وجود شخص معوق
ومضت الايام مسرعه، ابرم العديد من الصفقات والانشأت، وجرت النقود فى يده، ابتاع سياره جديده، اقام العديد من الحفلات، أنفق بلا حساب، سهر حتى الفجر، انهارت الأعمال وبدأت الخساره تلحق به وتركض خلفه وأصبح الباشا على الحديده وخلى المكتب العامر من العملاء حتى انه لم يجد لقمته، تركه الأصدقاء والمعارف والفتيات الانيقات وعادت الوحده تحيط به مره اخرى
هاتفه احمد امام بعد شهور يطلب نقوده كما وعده، ليس الآن تعلل يوسف بمشاريع جديده، وبعد شهر اخر قال ان سيارته تعرضت لحادث، ومر عام كامل واحمد امام ينتظر نقوده، كانت حياة يوسف تسير من اسوء لاسواء، يسكر حتى الفجر ويتسكع فى الطرقات، كان نائم عندما طرق احمد امام باب شقته، فتح الباب بكسل وتغيرت ملامحه عندما رأى أخيه يجر قدميه على عكازين
يزحف مثل سلحفاه غمغم يوسف فى نفسه، ماذا تريد منى؟
اريد نقودى يا يوسف
القى يوسف بجسد منهك على الاريكة لا أملك اى نقود
خسرت كل نقودى يا احمد امام
لا شأن لى بنزواتك ولا حياتك يا يوسف، امنحنى نقودى، لديك سياره اعرضها للبيع!!
الا تفهم؟ همس يوسف وهو ينفث الدخان الأزرق
لا نقود لدى
هذا ليس ما اتفقنا عليه يا يوسف، الوعد عهد، القى يوسف نظره محتقره على أحمد امام
ماذا قد يريد مثلك من النقود؟ ها؟
صرخ احمد امام لا شأن لك بحياتى هذا حقى
وتذكر يوسف الخادمه ساره، كان يفكر فيه لأوقات طويله فى أيامه الاخيره ففتح فمه بحنق، لا نقود لك عندى، أفعل ما ترغب به والان ارحل، اريد ان انام
تنام؟ صرخ احمد امام بغضب، تنام وتأكل نقودى؟ تأكل نقود أخيك المريض؟
وأأكلك انت نفسك، هى اذهب ولا تزعجنى
لن اتحرك قبل أن استلم نقودى يا يوسف
اطلق يوسف ضحكه سامه، ارنى كيف ستأخذها؟
انظر لنفسك، انت انسان منتهى، حتى المرأه التى تساعدك تفعل ذلك من باب الشفقه
لا تتحدث عنها حذره احمد امام، كلامك معى انا
صرخ يوسف، وانا اقول الكلام انتهى ثم دفع احمد امام بيده فسقط على الأرض وتدحرج عكازيه بعيد عنه
وقف يوسف فوق جسد أخيه الملقى على الأرض ورأه صغير جدا، صغير حتى على الكلام معه، ركل العكازين بقدمه لأخر الصاله، ازحف حتى تنهض اذا كنت قادر
لن اتركك اقسم احمد امام وهو ملقى على الأرض، كان هناك بقايا سكر تسبح داخل جسده، وتمخضت انفاسه العفنه فى جو الشقه، قلت ارحل وركل احمد امام فى معدته، ثم ركله مره اخرى كأنه يتخلص من هم الدنيا داخل جسده، اندفع الحقد من أقدام يوسف نحو جسد احمد امام حتى ادماه من الضرب ثم دلف إلى غرفته وغط فى نوم عميق
زحف احمد امام المدمى نحو عكازيه وجسده يسيل بالدماء